قوله تعالى: أن تميد بكم (معناه وبلاغته في ضوء كلام العرب) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         عرش الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أسلحة الداعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 66 - عددالزوار : 16157 )           »          لماذا يرفضون تطبيق الشريعة؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 3109 )           »          الأيادي البيضاء .. حملة مشبوهة وحلقة جديدة من حلقات علمنة المرأة المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          التوبـة سبيــل الفــلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          طرق تساعد على تنمية ذكاء الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 94 )           »          أحكام شهر الله المحرم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-10-2020, 10:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,560
الدولة : Egypt
افتراضي قوله تعالى: أن تميد بكم (معناه وبلاغته في ضوء كلام العرب)

قوله تعالى: ﴿ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ ﴾






(معناه وبلاغته في ضوء كلام العرب)



د. أورنك زيب الأعظمي




جاء ذكر جَعْلِ الجبال أوتادًا في الأرض، وإلقائها رواسي فيها في آيات عديدة للقرآن الكريم؛ فقال الله تعالى: ﴿ وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [النحل: 15]، وقال: ﴿ وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ﴾ [الأنبياء: 31].







وستجد مثل هذه الإشارة حينما يعدِّد الله جلَّ شأنه نِعَمَهُ وكلماته، بشأن توفير كافة التسهيلات اللازمة لهذا المخلوق الحَسَنِ الجَهُول، الذي سوَّى خلقه فركَّبه في أحسن ما نتخيَّل من صورة مخلوق؛ فقال: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ [التين: 4].







وفي هذه العُجالة نتحدث عن كلمة "الميد" التي أوردها القرآن الكريم بخصوص مَيْلِ الأرض وعُدُولِها؛ فقال ابن جرير الطبري في شرح هذه الكلمة: "والمَيْدُ هو الاضطراب والتكفُّؤ، يقال: مادتِ السفينة تميد ميدًا: إذا تكفَّأت بأهلها ومالت، ومنه الميد الذي يعتري راكب البحر، وهو الدوار"[1].







وقال العلامة جار الله الزمخشري:



"أنْ تميد بكم: كراهةَ أنْ تميل بكم وتضطرب، والمائد: الذي يُدار به إذا ركب البحر"[2].







وقال الراغب الأصفهاني:



"الميد اضطرابُ الشيء العظيم كاضطراب الأرض، قال: ﴿ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ، ومادت الأغصان تميد"[3].







وقبل أنْ نصوِّبَ رأيهم أو نفنِّده ونتوسَّع فيه، نودُّ أنْ نرجع إلى كلام العرب الذي هو خير وسيلة لفَهم معنى كلمة عربية وقرآنية، وتعيين مدى توسُّع نطاقها، وتحديد مختلف جهاتها. وقد اعترف بدوره هذا كلٌّ من المفسرين واللغويين الذين سردنا أقوالهم وآراءهم في مقالاتنا المنشورة على هذه الشبكة.







فاستخدم الشعراء الجاهليون والإسلاميون هذه الكلمة للعديد من المدلولات:



فقال عنترة بن شداد العبسي للجبال الراسيات:



يا عبلَ كم من جحفلٍ فرَّقتُه *** والجوُّ أسود والجبالُ تميدُ[4]







وقال تأبَّطَ شرًّا لميلان الآسي:



يظلُّ لها الآسي يميد كأنه *** نزيفٌ هَرَاقتْ لُبَّه الخمرُ ساكرُ[5]







وقال أبو جلدة اليشكري عن الصهباء وأثرها:



وتتركُ حاسي الكأس منها مُرنَّحًا *** يميد كما ماد الأثيمُ من السكرِ[6]







ويشبهه قول الأبَيرَد بن المُعَذِّر الرباحي:






فلمَّا نعى الناعي بُرَيْدًا تغوَّلتْ

بي الأرضُ فرطَ الحزن وانقطع الظهرُ



إلى الله أشكو في بريد مصيبتي

وبثِّي وأحزانًا يجيش بها الصدرُ


وما زال في عينيَّ بعدُ غِشاوةً

وأذني عمَّا كنتُ أسمعه وقرُ[7]










وقال أمية بن أبي الصلت عن مَيْدِ الأرض:



تميد الأرضُ إنْ ركبتْ تميمٌ *** وإنْ نزلوا سمِعْتَ لها أنينا[8]







وقال ذو الرمة عمن غلبه النعاس فيميد:



ترى كلَّ مغلوبٍ يميد كأنه *** بحبلَينِ في مشطونةٍ يتبوَّعُ[9]







مغلوب: من غلبه النعاس، مشطونة: بئر فيها اعوجاج، لا يخرج الدلو منها إلا بشطنين؛ أي: حبلين.







وقال أيضًا عمن أغلقوا لسانه فيميد كما يميد الرجل الأميم:






ومعتقل اللسانِ بغير خَبَلٍ

يميد كأنه رجلُ أميمُ


تبلَّغُ بَارِحِيُّ كَراهُ فيه

وآخرُ قبلَه فله نئيمُ


أقمتُ له سَراهُ بمُدْلَهِمٍّ

أمَقَّ إذا تخاوصتِ النجومُ[10]










نئيم: أنين، أمق: طويل، تخاوصت: مالت.







وقال أيضًا عمن أصابه الرمح فهو يميد فيه، ويلفظ أنفاسه الأخيرة:



التاركُ القِرنَ مصفرًّا أناملُه *** يميد في الرمح ميدَ المائح الأسِنِ[11]







وقال قيس بن ذريح عن اضطراب مَنْ لدغته الحية:



كأني من لُبْنَى سليمٌ مُسَهَّدٌ *** يظلُّ على أيدي الرجال يميدُ[12]



سليم: ملدوغ.







يبدو من دراسة هذه الشواهد أنَّ "الميد" يستخدم لكل من حالة الدُّوَارِ، وحالة أثر الخمر، وتمايل الأرض، وحالة غلبة النعاس، واضطراب الطعين[13] والسليم، وكلُّ هذه الحالات تشير إلى عدم قرار الشيء في مكان خاصٍّ، واضطرابه اضطرابًا لا مكانيًّا، أما بالنسبة للأرض فهذه الكلمة تعني عدمَ ثباتها على طريق مستقيم، بل مَيَلانها إلى اليمين والشمال في سيرها إلى الأمام، وهذا يسبِّب خروجها من نظامها، ومن فلكها الخاص، ويُوجِب اصطدامها مع السيَّارات الأخرى، ودمارها دمارًا جماعيًّا.







يرادفه لفظ "الميل"؛ كما قال زهير بن أبي سلمى:






حتى إذا ما التقى الجمعان واختلفوا

ضربًا كنحت جذوع النخل بالسَّفَنِ[14]


يغادر القرنَ مصفرًّا أنامله

يميل في الرمح ميلَ المائح الأسِن[15]










وأما قول النابغة الذبياني الآتي:






تخفُّ الأرضُ إن تفقدك يومًا

وتبقى ما بقيتَ بها ثقيلا


لأنك موضعُ القسطاس[16] منها

فتمنع جَانِبَيْها أن تميلا[17]










فإما أنه منحول، أو مما استقاه من الصحف السماوية القديمة.







ولكنَّ الميل في غالب الأحيان يعني العدول إلى جانب، فهو لا يصوِّر غاية ما يصوِّره الميد كما قال المتلمس، والجبار هو العاتي من الملوك:



وكنًّا إذا الجبَّار صعَّر خَدَّه *** أقمنا له من مَيله فتقوَّما[18]







وقال حسان بن ثابت الأنصاري:



ولو وُزِنتْ رَضوى بِحِلمِ سَراتِنا *** لمال برضوى حِلمُنا ويَلَمْلَمِ[19]







وقال عمر بن أبي ربيعة:



فتأهَّبتْ لها من خفية *** حين مال الليلُ واجتنَّ القمرُ[20]







وقال وضاح اليمن:



صبا قلبي ومال إليكِ ميلًا *** وأرَّقني خيالُكِ يا أثَيلا[21]







وقال حرِّيث بن عتَّاب:



ضربناكم حتى إذا قام ميلُكم *** ضربنا العِدا عنكم ببيضٍ صوارم[22]







وقال الفرزدق:






وغيدٍ من الإدلاج تحسب أنهم

سُقُوا بنتَ أحوالٍ تُدار على الشربِ


تميل بهم حينًا وحينًا تُقيمهم

وهنَّ بنا مثلُ القِداح من القُضبِ[23]










وكذا كلمات "الحياد"، و"العُدُول"، و"الزَّوَر"، و"الأَوَد"، و"الصَّغْو"، و"الخُفُوق"، و"الهوى"، و"الركون"، وما شابهها ترادف "الميد"، إلا أنَّ كلها لا تجمع من جهات المعنى ما توجد في كلمة "الميد"، فإنَّ كلها تعني الميل إلى جانب خاص؛ فالكلمة التي اختارها القرآن الكريم مناسبة للتعبير عن هذه الصورة، وهذه بلاغة قرآنية بلاغة ملؤها سحر وإعجاز.







المصادر والمراجع



1) القرآن الكريم.



2) ديوان الأصمعيات، تحقيق: أحمد محمد شاكر، وعبدالسلام هارون، دار المعارف بمصر، ط: 3.



3) ديوان الفرزدق، شرح الأستاذ علي فاعور، دار الكتب العلمية، بيروت، ط: 1، 1987م.



4) ديوان النابغة الذبياني بشرح وتقديم: عباس عبدالساتر، دار الكتب العلمية، 1996م.



5) ديوان أمية بن أبي الصلت، جمع وتحقيق ودراسة: د. عبدالحميد السطلي، دمشق، 1974م، د.ت.



6) ديوان تأبط شرًّا وأخباره، جمع وتحقيق وشرح: علي ذو الفقار شاكر، دار الغرب الإسلامي، ط: 1، 1984م.



7) ديوان حسان بن ثابت الأنصاري الخزرجي، شرح: ضابط بالحربية، مطبعة السعادة، مصر، د.ت.



8) ديوان ذي الرمة، تقديم وشرح: أحمد حسن بسج، دار الكتب العلمية، بيروت، ط: 1، 1995م.



9) ديوان زهير بن أبي سلمى، شرح وتقديم: الأستاذ علي حسن فاعور، دار الكتب العلمية، بيروت، ط: 1، 1988م.



10) ديوان شعر المتلمس الضبعي، تحقيق: حسن كامل الصيرفي، معهد المخطوطات العربية، جامعة الدول العربية، 1970م.



11) ديوان عمر بن أبي ربيعة المخزومي القرشي، مطبعة السعادة بجوار محافظة مصر.



12) ديوان قيس بن ذُرَيح، شرح: عبدالرحمن المصطاوي، دار المعرفة، بيروت، لبنان، ط: 2، 2004م.



13) ديوان وضاح اليمن، جمع وتقديم وشرح: د. محمد خير الدين البقاعي، دار صادر، بيروت، ط: 1، 1996م.



14) شرح ديوان الحماسة للعلامة التبريزي، دار القلم، بيروت، لبنان، د.ت.



15) شرح ديوان عنترة بن شداد العبسي، للعلامة التبريزي، دار الكتاب العربي، ط: 1، 1992م.



16) شعراء أمويون، د. نوري حمودي القيسي، مكتبة النهضة العربية، بيروت، ط: 1، 1985م.



17) لسان العرب لابن منظور الإفريقي، دار صادر، بيروت، د.ت.



18) المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، مكتبة نزار مصطفى الباز، د.ت.







[1] تفسير ابن جرير الطبري، تفسير سورة النحل.




[2] الكشاف، تفسير سورة النحل.




[3] المفردات في غريب القرآن: ميد.




[4] شرح ديوانه، ص: 56.




[5] ديوانه، ص: 80.




[6] شعراء أمويون، ص: 340.




[7] شعراء أمويون، ص: 261.




[8] ديوانه، ص: 514.




[9] ديوانه، ص: 160.




[10] ديوانه، ص: 264.




[11] ديوانه، ص: 285.




[12] ديوانه، ص: 71.




[13] الطعين: من طُعِنَ بالرمح، لسان العرب: طعن.




[14] السَّفَن: الفأس، المائح: من ينزل إلى أسفل البئر ليملأ الماء، الأسن: من يغشى عليه من ريح البئر.




[15] ديوانه، ص: 130.




[16] القسطاس: الميزان.




[17] ديوانه، ص: 71.




[18] ديوان الأصمعيات، ص: 245.




[19] شرح ديوانه، ص: 325.




[20] ديوانه، ص: 260.




[21] ديوانه، ص: 77.




[22] شرح ديوان الحماسة، (2/ 88).




[23] ديوانه، ص: 72.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 71.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.97 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.68%)]