دروس وعبر من قوله تعالى: (لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4416 - عددالزوار : 852501 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3947 - عددالزوار : 387802 )           »          هل لليهود تراث عريق في القدس وفلسطين؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 1056 )           »          أوليــاء اللــه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          المشكلات النفسية عند الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          هل المديرون بحاجة للحب؟هل تحب وظيفتك ومكان عملك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          وأنت راكع وساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          لماذا تصاب المرأة بالقولون العصبي بــعد الــزواج؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          لطائف تأخير إجابة الدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-09-2019, 07:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي دروس وعبر من قوله تعالى: (لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد)

دروس وعبر من قوله تعالى: (لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد)
أمين بن عبد الله الشقاوي




الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
وبعد:
فإن الله أنزل هذا القرآن العظيم لتدبُّره والعمل به، قال - تعالى -: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)[ص: 29]، وعمَلاً بالآية الكريمة لنستمع إلى آية من كتاب الله، ونتدبَّر ما فيها من العظات والعبَر، قال - تعالى -: (لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ * لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ)[آل عمران: 196 - 198].
قال الشيخ عبدالرحمن بن سعدي: وهذه الآية المقصود منها التسْليةُ عما يحصل للذين كفروا من متاع الدنيا وتنعُّمهم فيها، وتقلُّبهم في البلاد بأنواع التجارات والمكاسب والملذات، وأنواع العز والغلبة في بعض الأوقات، فإن هذا كلَّه متاعٌ قليل ليس له ثبوت ولا بقاء؛ بل يتمتعون به قليلاً، ويعذَّبون عليه طويلاً، وهذه أعلى حالة تكون للكافر، وقد رأيت ما تؤول إليه، أما المتقون لربهم المؤمنون به، فمع ما يحصل لهم من عزِّ الدُّنيا ونعيمها، لهم جنات تجري من تحتها الأنهار، فلو قدر أنهم في دار الدنيا قد حصل لهم كل بؤس وشقاء، لكان هذا بالنسبة إلى النعيم المقيم والعيش السليم نزرًا يسيرًا، ومنحة في صورة محنة؛ ولهذا قال: (وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ)[آل عمران: 198]، الذين برتْ أقوالهم وأفعالهم، فأثابهم البر الرحيم من برِّه أجرًا عظيمًا، وعطاءً جسيمًا، وفوزًا دائمًا. ا. هـ[1].
ومن فوائد الآيات الكريمات:
أولاً: ألا يغترَّ المؤمنُ بحال هؤلاء الكفار وما هم فيه من النِّعمة والغبطة والسرور، فهو متاع زائل يعقبه عذاب أبدي سرمدي، قال - تعالى -: (أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ)[القصص: 61]، وقال - تعالى -: (قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ)[يونس: 69- 70].
روى مسلم في صحيحه من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يؤتَى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم، هل رأيت خيرًا قط؟ هل مرَّ بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤسًا في الدنيا، من أهل الجنة، فيصبغ صبغة في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم، هل رأيت بؤسًا قط؟ هل مرَّ بك شدَّة قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ما مرَّ بي بُؤس قط، ولا رأيتُ شدة قط))[2].
ثانيًا: أن كثرة النعم والخيرات التي يعطيها الله لعبده، ليستْ دليلاً على محبَّته، قال - تعالى -: (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ)[المؤمنون: 55- 56]، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عقبة بن عامر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا رأيتَ الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب، فإنما هو استدراج))، ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ)[الأنعام: 44][3].
ثالثًا: أن إمهال الله لهؤلاء الكفار وتتابُع النعم والخيرات لهم، إنما هو زيادة لهم في عذاب الآخرة، قال - تعالى -: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ)[آل عمران: 178]، وقال - تعالى -: (فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ)[التوبة: 55].
رابعًا: أنَّ ما يعطيه الله للكفَّار مِن نعَم الدنيا، إنما ذلك لهوان الدُّنيا عنده وحقارتها، وابتلاء لهم وفتنة، كما قال - تعالى -: (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ)[الأحقاف: 20].
روى مسلم في صحيحه من حديث أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الله لا يظلم مؤمنًا حسنة، يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة، وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لَم تكن له حسنةٌ يجزى بها))[4].
وفي الصحيحَيْن أن عمر - رضي الله عنه - صعد إلى مشربة النبي - صلى الله عليه وسلم - لما آلى - صلى الله عليه وسلم - من نسائه، فرآه متكئًا على رمل حصير قد أثَّر بجنبه، فابتدرتْ عيناه بالبكاء وقال: يا رسول الله، هذا كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت صفوة الله من خلقه؟ وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متكئًا فجلس، وقال: ((أفي شكٍّ أنت يا ابن الخطاب؟!))، ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أولئك قوم عجِّلتْ لهم طيباتهم في الحياة الدنيا))، وفي رواية: ((أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟!))[5].
خامسًا: الترغيب في الآخرة والزهد في الدنيا، قال - تعالى -: (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى)[طه: 131]، وقال - تعالى -: (وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ)[الزخرف: 35].
سادسًا: بيان حقارة الدنيا وهوانها على الله؛ روى الترمذي في سننه من حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لو كانت الدُّنيا تعدل عند الله جناحَ بعوضة، ما سقى كافرًا منها شربة ماء))[6].
وروى مسلم في صحيحه من حديث جابر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بالسوق والناس عن جانبيه، فمر بجديٍ أسكَّ - أي: صغير الأذن - فقال: ((أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟))، فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء، وما نصنع به؟ قال: ((أتحبون أنه لكم؟))، قالوا: والله لو كان حيًّا كان عيبًا فيه؛ لأنه أسك، فكيف وهو ميت؟! فقال: ((فوالله للدُّنيا أهون على الله، من هذا عليكم))[7].
وروى مسلم في صحيحه من حديث مستورد أخي بني فهر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه - وأشار يحيى بالسبابة - في اليمِّ، فلينظر بِمَ يرجع؟!))[8].
قال أبو العتاهية وهو يصف الدنيا:
إِذَا أَبْقَتِ الدُّنْيا عَلَى المَرْءِ دِينَهُ *** فَمَا فَاتَهُ مِنْهَا فَلَيْسَ بِضَائِرِ
إِذَا كُنْتَ بِالدُّنْيَا بَصِيرًا فَإِنَّمَا *** بَلاغُكَ مِنْهَا مِثْلُ زَادِ المُسَافِرِ
وَإِنَّ امْرأً يَبْتَاعُ دُنْيَا بِدِينِهِ *** لَمُنْقَلِبٌ مِنْهَا بِصَفْقَةِ خَاسِرِ
أَلَمْ تَرَهَا تُرْقِيهِ حَتَّى إِذَا سَمَا *** فَرَتْ حَلْقَهُ مِنْهَا بِمُدْيَةِ[9]جَازِرِ
وَلا تَعْدِلُ الدُّنْيَا جَنَاحَ بَعُوضَةٍ *** لَدَى اللهِ أَوْ مِعْشَارَ زُغْبَةِ[10] طَائِرِ
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
_______________
[1] "تفسير ابن سعدي" ص 144.
[2] ص 1129، برقم 2807.
برقم 17311، وقال محققوه: حديث حسن (28/547) [3]
[4] ص 1129، برقم 2808.
[5] جزء من حديث ص 968، برقم 4913، و"صحيح مسلم" ص 595، برقم 1479.
[6] ص 383، برقم 2320، وصححه الألباني - رحمه الله - في "صحيح سنن الترمذي" (2/269)، برقم 1889.
[7] ص 1187، برقم 2956.
[8] ص 1146، برقم 2858.
[9] المدية: السكين.
[10] زغبة طائر: الزغب صغار الريش، الواحدة زغبة، "المعجم الوسيط" ص 394
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.09 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]