موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشوره - الصفحة 167 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1661  
قديم 28-12-2013, 03:58 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الدروس المستفادة من قصة قارون

سامي الهسنياني
من أكثر القصص عرضا في القرآن الكريم وتكرارا قصة نبي الله موسى (عليه السلام) منذ ولادته حتى بعد هلاك فرعون وما جرى بينهم وبين موسى وقومه. ومن تلك القصص الداعية للتأمل والتوقف قصة قارون مع قومه، ومع موسى (عليه السلام)، قارون الذي يمثل القوة الاقتصادية الطاغية في وقته، وحتما فهو يملك أيضا النفوذ السياسي والقوة السياسية في القصر الفرعوني، وهو بذلك يمتلك مصادر القوة والوجاهة والكلمة المسموعة. وموسى (عليه السلام ) وأتباعه الذين يمثلون الجانب الإيماني الداعي إلى الله تعالى بالكلمة والموعظة الحسنة والتذكير بالآخرة، مع عدم نسيان نصيب الدنيا والأخذ منها بقدر الحاجة ، لكن كان الرفض الشديد من الجانب الأول وبكل قوة مفتخرا بماله وجاهه، فكان ما كان.
قال تعالى: ﴿إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ. وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ. قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ. فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ. وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ. فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ . وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ﴾(القصص:76- 82).
قال تعالى: ﴿إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى﴾
قارون من قوم موسى (عليه السلام)أي من ضمن الجماعة المرسل إليهم موسى عليه السلام.
1- قارون ليس من أهل موسى لأن أهله إلا المؤمنون بدعوته ورسالته،لأن الأهل لا يعتمد على درجة القرابة.
2-قد يكون من الذين أمنوا بدعوة موسى (عليه السلام) في أول الأمر، ثم ما إن فتح الله عليه من الأموال والكنوز نسي ما كان يدعى إليه؛ لاشتغاله بثروته، فتمرد على الحق والخير.
قال تعالى: ﴿وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ.
1- فتح الله تعالى عليه أبواب الثراء الفاحش من : ذهب وفضة ومعادن مختلفة.... .
2- امتلاكه العلم والمعرفة في طرق جمع المال.
3- امتلاكه طرق تمويل واستثمار المال وطرق حفظه وحمايته.
4- عمل جماعات من الخدم والحشم في حماية ماله وحفظ مفاتحه.
3- ظلم وبغي قارون تجاوز الحد، إذ ظلم نفسه وظلم قومه وتطاول عليهم .
4- ملك أسباب الوصول إلى الثراء الاقتصادي، حتى كان القطب الأعظم، مقابل القطب السياسي فرعون،والاثنان يمثلان احتكار السوق والتجارة، واحتكار أفكار وعقول الجماهير الساذجة التي رضيت بالواقع.
قال تعالى: ﴿إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ
1- وجود دعاة في القوم يذكرون قارون بالله تعالى، معينين لموسى وأخيه عليهما السلام.
2- قولهم (لا تفرح) يعني لا تفرح فرح البطرين الناسين حقوق الله تعالى ، الفرح المؤدي إلى ظلم العباد واستبدادهم- الفرح الذي لا يأتي إلا بتعذيب واضطهاد الفقراء والضعفاء.
3- قومه هنا المؤمنون بدعوة موسى الحرصين لهداية قارون، العارفين ما سيؤول إليه أمره إن لم يؤمن ، وهم يمثلون الجماعة المؤمنة التي ترفع صوتها لتغيير الواقع وإصلاح ما فسد منه.
4- وقد يكون من بين القوم من غير المؤمنين أيضا، الذين أدى بهم ظلم وطغيان قارون إلى حالة من الضعف المادي والفقر والجوع والمرض؛ نتيجة احتكار قارون طرق المعيشة، وعند مشاهدتهم ما يقوله المؤمنون لقارون، تحرك فيهم الجرأة والشجاعة لأن يقفوا في صف المؤمنين.
قال تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾
1- تربى على يد موسى وأخيه دعاة من الطراز الأول ورثوا الدعوة وقاموا بواجبهم الدعوي بالأسلوب الجميل والعبارة الموجزة، وحوارهم مع قارون خير دليل.
2- تذكير قارون بأن عمله هذا هو عمل المفسدين ، إن لم يؤمن ويصرف الأموال في عمارة الأرض، ومساعدة المحتاجين.
3- تذكير قارون بأن يوازن في الإنفاق، بأن يحسن إلى الناس كما أحسن الله تعالى عليه.
4- قارون كان يظن أن عمله هذا هو عمل المصلحين في نظره ، ولكن في نظر المصلحين هو عمل المفسدين، فعمله إن استمر فإنه سيؤدي إلى فساد في الأرض، ويصيب الإنسان والحيوان والنبات والجماد.
قال تعالى: ﴿قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي
1- التباهي بالعلم (على علم عندي)، علم لم يتعلمه من أحد لا يعترف بذلك، وهذه الكنوز والأموال هي نتيجة جدي واجتهادي وذكائي، لا دخل لأحد في ذلك.
2- حبه لأمواله سد عليه منافذ التفكير السليم، والتصرف الصحيح.
3- دخوله في دائرة كفران النعمة وكفر الإنكار والجحود.
4- حبه للتفاخر والتباهي والعظمة أمام الجماهير الحاضرة.
5- في قوله دلالة على أنه لا يعتمد على أحد في علمه، وأنه لا يريد أن يظهر ذلك.
6- حبه للظهور والتملك منعه من أن يعترف بوجود إله واحد أحد لا شريك له.
7- بما أنه يعتقد أن هذه الأموال نتيجة علمه، إذاً لا دخل لأحد فيه فلي الحق في التصرف كيف أشاء، حسب قوله.
8- على علم عندي، يعني لي الحق في اتخاذ الناس عبيدا، وكل ما عندهم فمن فضلي.
قال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً.
1- أدعى قارون العلم، لكنه نسي علوم التاريخ والسير وسقوط الظلم والطواغيت، وما جرى لأسلافه السابقين وما حل بهم نتيجة كفرهم وعنادهم.
2- وجود من هو أقوى منه، وأكثر جمعا وأموالا وعلما، جاء عليه العذاب والهلاك لكفرهم.
3- العلم والمال لا يمنعان وقوع العذاب والهلاك، وقد يأتي العذاب نتيجة التصرف الغير السليم للعلم والمال.
4- حب قارون للمال سد عليه منافذ التفكير السليم والاتعاظ لما مضى من هلاك الأقوام التي سبقته، نتيجة كفرهم وطغيانهم.
قال تعالى: ﴿فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ.
1- ليقوم قارون إخفاء عجزه أمام الجماهير وأمام الدعاة، قام بخطة لإلهاء الجماهير وهو الخروج بزينته بماله وذهبه وحليه ليسحر أعين وقلوب الحاضرين من الذين يبهرهم المال ويسلبهم عقولهم .
2- عرض القوة المادية والاقتصادية، في ظنه أنها تقهر المقابل وتغريه، وتثبطه عما يدعوا إليه.
3- إلهاء السواد الأعظم من الجماهير عما يدعوا إليه موسى (عليه السلام) وأتباعه.
4- بعمله هذا قد يريد ميل قلوب بعض المؤيدين لموسى (عليه السلام) لجانبه.
قال تعالى: ﴿قَالََ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ.
1- صنف في كل زمان ومكان، وهم أكثر الناس يتمنون أن يكون عندهم ما عند الغني من المال والكنوز.
2- هذا الصنف يمتاز بضعف الإيمان وتأرجحه وعدم ثباته في الشدائد.
3- قد ينطبق عليه صفة التحامل، إذ أكدوا بحظيّة قارون.
4- شعورهم بالدونية والازدراء من أنفسهم نتيجة لفقرهم، أو لضعفهم أمام قارون.
5- قد يكون هذا اختبار من الله تعالى ليمتحن به المؤمنين، ويمحصهم بمال قارون وزينته.
قال تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ.
1- صنف آخر وعى الحق والحقيقة، علم حقيقة الدنيا والآخرة، وهم عارفين بالنفوس المريضة العالقة بحب الدنيا.
2- صنف يعلم أن الآخرة خير وأبقى من كنوز الدنيا وليس كنوز قارون فقط.
3- دعاة قوم موسى – بعد أن وعظوا قارون – قاموا بواجبهم الدعوي والإيماني بتذكير هؤلاء الذين سيطر على عقولهم وقلوبهم عرض قارون لزينته، تذكيرهم بأهمية الإيمان والعمل الصالح للنجاة في الدنيا والآخرة.
4- صنف علموا أن القناعة خير علاج لمواجهة زينة قارون وماله.
5- لعل هذا التذكير يقلل من عدد الساقطين، لذا عمد الدعاة إلى بيان أهمية العمل الصالح في الدنيا والآخرة، وتحريك الجانب الإيماني الذي كشف عن ضعفه في قلوب بعض المؤمنين بهذا العرض .
قال تعالى: ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ. ﴾
1- يسير هذا الكون وفق سنن إلهية كونية إلى يوم القيامة.
2- خسف قارون وثروته هو جزاء عمله السيئ وظلمه وطغيانه وبغيه، وكفره بموسى (عليه السلام) ودعوته.
3- أنصار الطغاة في الرخاء كثيرون، لأنهم أصحاب مصالح مشتركة، لكن إن يتعلق الأمر بأمر مصيري فلا أحد يعرف أحد ، ألا ترون معي أن قارون رغم قوته وثروته لم يتقدم أحد لنصرته ولو بكلمة واحدة عند وقوع العذاب.
قال تعالى: ﴿وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ.﴾
1- بيان أهمية التذكير الإيماني إذ أوقد فيهم تذكير إخوانهم السابق لهم جذوة الإيمان الخامد في قلوبهم في لحظة من لحظات الغفلة والنسيان، بسبب عرض قارون بزينته، حيث أنابوا إلى الله تعالى بعد ما رأوا مصير قارون أمام أعينهم وما صار إليه . أيقنوا أن الله تعالى هو الذي يبسط الرزق لمن يشاء، وأن لا علاقة الحظ في ذلك فقط هو توريث المال باتخاذ الأسباب المؤدية إلى ذلك، لأن الله تعالى هو الواهب المعطي المانع، يعطي من يشاء ويمنع عن من يشاء للاختبار والابتلاء.
2- نجاة المؤمنين وهلاك الظالمين، هذا شأنهم إلى يوم القيامة.
الدروس والعبر
1- الدعوة بين الأغنياء وأصحاب النفوذ السياسي والاقتصادي، وعدم تركهم وإهمالهم.
2- صاحب الثروة والجاه إن لم يكن مؤمنا بالله تعالى فهو حتما سيظلم ويطغى على عباد الله .
3- يمثل قارون اليوم مؤسسات وشركات الاحتكار ومنظمات التجارة والاقتصاد التي تبتز أموال الفقراء والضعفاء من عباد الله بحجج واهية، أو مساعدتهم بشروط قاسية.
4- سيطرة فئة قليلة من الأثرياء على خيرات الملايين من الناس ومنعهم من العيش بأمان وطمأنينة، وما نلاحظه في أفريقيا وآسيا من جوع وفقر ومرض، وما سببه إلا الدول الغنية والحكومات الفاسدة والشركات الاحتكارية.
5- بصورة مباشر أو بغير مباشر الثروة تؤدي إلى السياسة، والمشاركة في صناعة القرار السياسي والاقتصادي، وقد تخفى على الكثير من الناس هذا الأمر.
6- حماية المال العام وثروة الدولة باسم الأمن العام، أو الأمن القومي، أو باسم مصلحة الشعب، حيلة قديمة.
7- خداع السذج من الناس بتوظيف بعض العمال العملاء لحماية الممتلكات الخاصة باسم ممتلكات الشعب.
8- إلهاء الأنظمة الفاسدة جماهيرها بمناسبات: ( فنية- حفلات، مهرجانات ، بطولات، مسابقات) عند شعورها بالخطر، أو لغرض تمرير بعض القرارات، أو لإخفاء ما يجري خلف الكواليس.
9- وجود دوما من يدافع عن الظالم الباغي الذي يربط بينهم مصالح مادية مشتركة.
10- عند الشدة والعسرة لا أحد ينتصر لأحد، لأن عقد المصالح إلى زوال، وقد يحيك بعضهم للبعض الدسائس في السر.
11- وجود فئة أو جماعة مؤمنة تفكر وتنظر بعين الرضا إلى الأمور في كل زمان ومكان، وهي تضع مصلحتها جانبا لأجل مصلحة الجماهير.
12- تربية الدعاة على أسلوب الحوار والتفكير الهادئ.
13- التأكيد على التربية الإيمانية والروحية إلى جانب التربية الدعوية.
14- الفرح الذي ينشط القلب والتفكير والمزاج، الفرح بالحسنات والأعمال الصالحة فرح مطلوب، أما الفرح الذي ينسي الآخرة ويؤدي إلى البطر والغرور فهو فرح مذموم.
15- جمع المال وسيلة وليس غاية.
16- صاحب المال عند بعده عن الله تعالى، يعتقد أنه بحنكته وذكائه وشطارته جمع هذا المال ولا دخل لله في ذلك.
17- العلم المؤدي إلى المعرفة تصنع القوة الاقتصادية والسياسية وتساهم في صنع الحضارات.
18- الترف عامل من أقوى العوامل وأشدها تأثيرا في سقوط الأفراد والأمم والجماعات والدول، إلى هاوية الهلاك، وخاصة إن كان هذا الترف يبدأ من رأس السلطة السياسية والاقتصادية، فإن ساعة الهلاك تكون وشيكة.
19- أصحاب الإيمان الضعيف يتمنون أن يكون لهم مثل ما عند الأغنياء من أموال وكنوز( سيارات، عقارات، قصور، أرصدة،.....، ) لحسبهم أن ذلك مردّه إلى الحظ والنصيب.
20- عمر الظلم قصير مهما طال وتجبر.
21- نهاية قارون درس لكل دولة أو فرد أو حكم أو حزب أو مؤسسة، دكتاتوري، طاغي، متجبر ، على رقاب العباد إلى يوم القيامة.
22- هلك الله تعالى مال قارون معه لكي لا يفتن الذين من بعده ويتنافسوا على الدنيا، فيصبح في المجتمع قارونات عدة فينسوا الآخرة، ويكون دعوتهم أشد لتعلقهم بالدنيا.
23- اليوم عندما يسهّل الله تعالى زوال قارون وخاصة عن طريق القوة يبقي على ماله أحيانا ًليرى كيف يتعامل الآخرون مع هذا المال من سلب وغصب واقتتال من اجله، والذي ينجوا لا ينجوا من الفتنة وذلك لمنافسة بعضهم البعض على الاستحواذ أكثر.
24- وجود الجماعة المؤمنة، العالمة، المفكرة، التي تستطيع أن تحلل المواقف وتفسرها.
25- وجود الجماعة الحريصة لهداية الحيارى من الناس، في خضم الصراع النفسي والاجتماعي والاقتصادي، التي تشهده المجتمعات.
26- نشر الفكر الوسطي المعتدل بعيدا عن العنف والتطرف، بالوسائل الممكنة والمتاحة.
27- العلم إن لم يرافقه التقوى يؤدي إلى الكفر والإلحاد.
28- ضرورة وجود جماعة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر في المجتمع.
29- ضرورة وجود جماعة، أو مجموعة منظمة ، أو مؤسسة خاصة تقول للغني ، من أين لك هذا؟ وخاصة إن كان هذا الغني في موقع من مواقع السلطة، ولم يعرف عنه الغنى من قبل، ومحاسبته أمام القانون.
30- استغلال الفرص للقيام بواجب الدعوة والتذكير، وخاصة المناسبات.
31- الله تعالى يعطي زينة الدنيا للمؤمن وللكافر عند اتخاذه الأسباب.
32- عند الأزمات على الجماعة أن تركز على التربية الداخلية، والحفاظ على الموجود لتقليل عدد المتساقطين.
33- الدعوة إلى العمل الدنيوي إلى جانب العمل الأخروي، مع مراعاة أن لا يطغى جانب على جانب.
34- تقوية الاقتصاد الداخلي والاكتفاء الذاتي،لمواجهة حالات التضخم أو العجز المالي، أو بسبب طوارئ السوق العالمية.
35- التربية بالأحداث خير معين للجماعة لتمحيص الصف الداخلي، وكشف المعادن من الدعاة.
36- الجماعة الناجحة هي التي تفسح المجال مرة أخرى لعودة المتساقطين للانضمام لصفوفها، بعد اختبارهم وتزكيتهم.
37- الصمود أمام الفتن يتطلب إيمان راسخ في قلب ثابت.
38- السقوط في طريق الدعوة والإيمان سنة ماضية إلى يوم القيامة؛ لذا يجب معرفة الأسباب المؤدية إلى ذلك علاجها.
39- ضرورة بقاء جذوة الإيمان متقدة في قلوب الدعاة ، ليتمكنوا من القيام بواجبهم الدعوي، وهذا يتطلب خلوات فردية أو جماعية لمراجعة الذات، أو النظر في سير الصالحين وكيف تعاملوا مع الدنيا .
40- الولوج في عالم التجارة والمال واجب مطلوب لتحقيق الكفاية المادية للفرد وللجماعة،ولأجل ذلك لابد من استثمار العقول النقية والتقية في ذلك.
41- تربية الدعاة أولا، والمؤمنين ثانيا على الرضا بما قسمه الله تعالى من زينة الدنيا من أموال وثروات في الفقر والغنى، إذ أكثر ما نخشاه هو فتح زينة الدنيا المؤدي إلى النكوس والقعود، ثم السقوط في النهاية إذا كانت البداية فاسدة.
42- تربية الدعاة على فقه التوازن الدنيوي والأخروي، لأن أكثر الساقطين في طريق الدعوة سببه المال أو إحدى طرق جمعه وامتلاكه.
43- يمكن أن يتكرر صور العذاب والهلاك في الوقت الحاضر ، بصور شتى .إن هلك قارون موسى فإن هناك قارونات كثر على مر التاريخ. وما أكثر اليوم من يقول : ( إنما أوتيته على علم عندي) .
44- عدم ذكر أسماء الدعاة دلالة على الإخلاص والصدق مع الله تعالى .
45- نجاة المؤمنين وهلاك الظالمين مستمر إلى يوم القيامة
  #1662  
قديم 28-12-2013, 03:59 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

نداء عاجل إلى علماء الأمة الإسلامية ومفكريها

بقلم الدكتور حسين رضوان اللبيدي
يا علماء الأمة ومفكريها أمتكم تتعرض لحملات تشكيك وتلفيق تهدف الىما يأتي :
1-اضعاف العقيدة في قلوب شباب الأمة من خلال حملات التشكيك في كتاب الله الحق ودينه العالمي الخالد ونبيه الرحمة المهداة خاتم الإنبياء ، حتي تضعف الهوية في قلوب الشباب جهاز الأمة المناعي وخط دفاعها الأول .
2-اتهام الإسلام بأنه مدرسة الإرهاب تمهيدا لشن حرب عالمية عليه بهدف تركيعه ونهب ثرواته واستعباده ، منتهزين فرسة تخلف الأمة وتفككها ، وبعدها عن هوية الحق حصن الأمان في حمي المهيمن القهار .
3-أتهام الإسلام بالتخلف والرجعية لقيادة حملة احتقار عالمي عليه لينفر الناس والدارسين منه .
يا علماء الأمة هذه الطعون تؤجج الحرب ضدكم وتجعل لها مبرر عالمي ، وتقود موجة احتقار لكم وعداء تبيح دمكم وعرضكم وارضكم ، وأنتم ساكتون ، او في القشور تعملون او بالعواطف السطحية تنفعلون .
نحن بحاجة الي مؤتمر فكري عالمي قوي مستمر تشترك فيه كل الأمة بكل امكانياتها يتمخض عنه : برنامج إعلامي عالمي بكل الوسائل القوية المستمرة يهدف الي :
توحيد الأمة علي العامل المشترك كتاب الله وسنة النبي العالمي الخاتم ، وتنبيهها عن خطر الإختلاف والتفرق ، وأنه مدخل من مداخل الشياطين للقضاء عليها ، وأن نبين للأمة ولكل العقول العالمية ( لماذا القرآن الكريم هو كتاب الله الوحيد الخالد الباقي المحفوظ بلا منافس ؟) ( ولماذا الإسلام طوق النجاة للحضارة العالمية بلا بديل ؟ )، وكيف أن الإسلام قاد العالم قرابة الألف عام بالحق والعدل والحرية وعلم الكون التوحيد الحق . ونشر في ربوع العالم العلم والأمن والأمان ، وكيف احتضن اهل الكتاب وحمي اعراضهم ومعابدهم قرابة الألف عام .
ولو عرف عقلاء العالم ومفكريه من قادة الحضارة ، لو عرفوا معجزة القرآن وحضارة الإسلام فأنهم – وهم قادة العالم – سيحترمون الأمة ويدافعون عنها ويدعمونها ، وسيشكل ذلك دعما عالميا لأمن الأمة وعمقا استراتجيا لها .
وسيعود ابناء الأمة المنتشرين في كل العالم الي هوية الحق فيبشرون بدينهم ويتواصلون مع امتهم ويدافعون عنها بالحجة العقلية ، ويشكلون خط دفاع فكري لأمتهم في كل الأرض .
وعلي كل الأمة الآن ان تتوحد وتنبذ الخلافات المدمرة لها، وتحتسب ما فات لله فلا وقت لتصفية الحسابات فالأمة كلها في مركب واحد ان غرق غرقنا جميعا وان جري بأعين الله نجونا جميعا، علينا جميعا ان نتوب الي الله وننسي ما حدث بيننا من الفتن لوجه الله ونعود ملتفين حول العامل المشترق كتاب الله وسنة المصطفى.
يا علماء الأمة حسابكم عسير ان لم تفعلوها ، فبكم تتوحد الأمة وبكم تتواصل وبكم تعلم عظمة دينها وتعود الي هويتها .
اعلنوا الولاء والبراء وبرئوا زمتكم فأنتم أول من يحاسب ، ان لم تفعلوها فأنتم طلاب دنيا وشهرة وسيحاسبكم الله .
( والبرنامج العالمي جاهز للتفعيل )
حددوا مكان المؤتمر( بعد جلسة تحضيرية فكرية ) في مهبط الوحي او في مدينة رسول الله او في القاهرة او في السودان ، او انقلوه من بلد الي بلد .ألا هل بلغت اللهم أشهد ولا حول ولا قوة إلا بالله
د / حسين رضوان سليمان اللبيدى
( مدير مستشفى ) وعضو هيئة الإعجاز العلمي بمكة سابقا
وعضو جمعية الإعجاز العلمي للقرآن الكريم بالقاهرة وجنوب الوادي
مصر – سوهاج -- برديس بجوار مجلس بلدي برديس ( العنوان البريدي )
0127580446 /مصر
من خارج مصر: 0020127580446
  #1663  
قديم 28-12-2013, 04:03 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

العقل والوحي وقضية الإيمان بالغيب

بقلم الدكتور حسين اللبيدي
عضو الهيئة العالمية في الإعجاز العلمي في القرآن
والطبيب والباحث في المخ البشري
المقصود بالغيب هنا الله سبحانه وتعالى وكتبه ورسله واليوم الآخر، والإيمان هنا يعنى اليقين في كل ذلك .
والمقصود بالعقل هنا العقل المكلف الباحث عن الحكمة والهدف والغاية ( القلب أو اللب )
وإذا كان العقل يوقن بالمغناطيسية والكهرباء وهو لم يراها، ويوقن بالجاذبية والإلكترون وهو لم يراه، ولكن بمشاهدة الآثار تعرف على ما ورائها من مؤثرات، فعندما يرى ذلك العقل ساعة او جهاز معقد أو حتى عود ثقاب او دبوس يوقن العقل ان هناك عالم خبير حكيم عليم صنع ذلك وأن لم يراه . وعندما يشاهد مبنى ضخم وفخم يوقن بأن هناك مهندس قدير قد قام ببنائه ، فكيف إذا راي كون يحيط به شديد الضخامة منظم وبديع كالكواكب والنجوم والمجرات، أو غاية فى الصغر والدقة والتقدير كالذرات والموجات والجزيئات تحكمه قوانين غاية فى العلم والحكمة والدقة ، حتما سيوقن العقل أن فوق كل ذلك خالق له صفات الكمال، قيوم لا يغفل ولا تأخذه سنة ولا نوم ، فالعلم فى الخلق يدل على ان الخالق عليم والحكمة فيه تدل على ان الخالق حكيم وإستمرار الخلق فى نظام مضبوط بلا خلل يدل على ان الخالق قيوم.
وعندما يشاهد العقل آيات الحكمة وميزان العدل والتوازن فى صنعة الله يوقن بأن هذا الكون لم يخلق عبثا بل خلق لهدف غايته الكمال
ولِلَّهِ مُلْكُ السماوات والأَرْضِ واللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (189) إنَّ فِي خَلْقِ السماوات والأَرْضِ واخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الأَلْبَابِ (190) الَذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وقُعُوداً وعَلَى جُنُوبِهِمْ ويَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السماوات والأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) ( آل عمران )
أن العقل المكلف الحر عقل فريد يشكل آية من آيات الخلاق العظيم ، إنه عقل كوني وعقل ميتافيزيقي ( باحث عن الحكمة ) .
عقل كوني لأنه مزود ببرنامج متطابق مع برنامج كون يحيط به ، ويتم استكمال أداته ( المخ) وظيفيا في فترة حدية بعد ولادة الطفل ، وفقا لظواهر وإيقاعات الكون من حوله بحيث تصبح مناطق الإدراك العليا فيه امتدادا عضويا للكون من حوله .
وعقلا ميتافيزيقيا ( باحث عن الحكمة ) لأنه مجهز بقناة راقية لا تكتفي بمشاهدة ظواهر ومظاهر الكون من حوله بل تتفكر فيما فوقها من حكمة .
ولأن برنامج ذلك العقل يمكن أن يحدث له تشويش بفعل الشياطين، فإن الوحي نزل ليصاحبه في رحلة التكليف حتى يعصمه من الانحراف والشوشرة . ولأن العقل كوني والكون معقول فإن الوحي الحق المحفوظ تضمن دلائل عقلية لكون معقول يقود بها العقل المكلف في رحلة على سلم عالم الأسباب حتى إذا وصل إلي منتهاه أطل إلى عالم الغيب وكأنه يراه .
إن الوحي برنامج مساعد ومكمل يعصم القلب ( العقل ) سريع التقلب ، يعصمه من الزيغ والتشويش ويعدل برنامجه كلما تعرض للشوشرة.
والوحي الصادق مضمنا بالدليل على صدقه، ففي روحه القاهر وإعجازه الشامل وشفائه الناجح وصدقه الواضح دليل على ذلك ، إذا تعشق به القلب ( العقل ) استقام وعصم وإذا تركه زاغ وقصم ، فهو رجوم الشياطين وهو المصباح المنير.
ولقد تفرد القرآن الكريم بقيادة العقل المكلف على سلم الأسباب في عالم الشهود حتى إذا وصل إلى منتهاه أطل إلى عالم الغيب وكأنه يراه فيوقن، فهو يأخذ بالعقل في رحلة في ظواهر ومظاهر الكون من حوله منشطا قناة العقل الباحثة عن الحكمة ( الميتافيزقية ) حتى لا يكتفي العقل بمشاهدتها وتسخيرها بل يتعرف على ما فوقها من هدف وحكمة وغاية ، فيوقن أن ذلك الكون المنظم البديع المتقن والمسخر للمخلوق المكلف لابد أن يكون من فوقه خلاق له صفات الكمال ، وأن تلك الآيات لا يمكن أن تكون قد خلقت باطلا أو لهوا بل لابد أن تكون لهدف وغاية فيوقن العقل بالرسل تحمل رسالات الهدى للمكلفين ويوقن بيوم الحساب ، ويقدم القرآن للعقل المتقدم الحديث إشارات علمية تصف الكون من الذرة إلى المجرة وصفا يتطابق مع ما وصل إليه العلماء بأدق وسائل التقنية المكتشفة بعد نزول القرآن بأكثر من ألف عام ، فيوقن العقل بأن القرآن كلام الخالق المحفوظ .
كيف نوقن بان القرآن الكريم كلام الله الوحيد الخالد الباقي المحفوظ ليدين به المكلفين ؟
وكيف نوقن بأن الإسلام هو دين كمال البشرية العالمي الخالد بلا منافس أو بديل ( طوق النجاة للعالمين ) ؟
عندما يتدبر العقل القرآن ويقارن بينه وبين النصوص الأخرى المتاحة حاليا يجد العقل البينة فيما يأتي :
1- أن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي يحس المستمع إليه أنه يأتي من السماء ( روح النص ) .
2- أنه الكتاب الوحيد الخالي تماما من التناقض والاختلاف والتحريف والمحفوظ كما انزل (لأنه كلام الله )
3- أنه معجز في معانيه ومبانيه .
4- أنه الوحيد الذي ينزه الله عم لا يليق بكماله ، وينزه الرسل مما لا يليق بحملة رسالات الله .
5- أنه الوحيد الذي أشار إلى حقائق علمية تصف الكون من الذرة إلى المجرة ومن النطفة إلى الخلق الآخر وصفا علميا يتطابق مع الحقائق العلمية المكتشفة بعد نزوله بأكثر من ألف عام .
6- أنه برنامج مكمل للعقل المكلف يعدل إعوجاجه ويشفى أمراضه ويذكره بأن يأخذه في رحلة عقلية على سلم الأسباب في عالم الشهود حتى إذا وصل إلى منتهاه أطل إلى عالم الغيب وكأنه يراه فيؤمن ( وهو في ذلك بلا منافس أو بديل ) .
7- أن في القرآن وعلوم الإسلام دستورا عالميا يحقق العدل والتواذن بين الإنسان ونفسه والإنسان وأخيه الإنسان والإنسان والكون من حوله ( بلا منافس أو بديل ) .
8- القرآن خالي تماما من الكلمات الفاحشة التي لا تليق بكلام الله ، وكل ما جاء فيه دعوة إلى التوحيد الخالص والعلم والطهارة والعدل والصدق التي تأخذ المكلفين من دنيا القردة والخنازير إلى عنان السماء مع الملائكة المقربين .
9- القرآن يهيمن على ما سبقه من رسالات ويحتوى على نص صريح بأنه الخاتم .
والدراسات الصادقة المحايدة لمدارس مقارنة الكتب المقدسة أكدت ذلك محليا وعالميا ، وكذلك المناظرات العالمية الجادة بينت ذلك بحياد بعيدا عن التعصب والعصبية .
وهاهي المبادئ الإلحادية التي تنكر الخالق الرقيب الحي القيوم وتنكر يوم الحساب تحول العالم إلى غابة من الوحوش الظالمة المجرمة وتنشر الفوضى والقتل والفواحش ، وتغرق العالم بطوفان الربا الظالم المدمر وطاعون الإيدز ، وتسمم البيئة وتنشر الإرهاب والكآبة التى تقود إلى الانتحار ، مما يهدد البشرية كلها بالفوضى بل بالهلاك ، ولا نجاة للبشرية إلا فى الإسلام دين كمال البشرية العالمي الخالد الرحمة المهداة الذي يقود العقل لليقين بالرحمن الرقيب وبالوحي الهادي وبيوم الحساب ، فتستقيم النفس وتطمئن وتوقن بأن فوقها قوة لا يعجزها شيء تلجأ إليها في الشدائد ورقيب قيوم لا يغيب عنه شيء حكم عدل ، وأن من ورائها يوم للحساب بفوز فيه الصالحين ويعذب المارقين الفجار المتكبرين في الأرض ، ونفس بهذا اليقين لا تكتأب أبدا ولا تظلم ولا تنشر الشر والفساد بل نفس مطمئنة تعيس للحب والعدل والحرية .
وفى الإسلام دستور عالمي يحقق العدل والتوازن في قيادة البشرية ويعصمها من الخراب قد لخه الحق فى :
( أن الله يأمر بالعدل والإحسان وإتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي )
والتاريخ يشهد بأن الإسلام عندما حكم العالم قرابة الألف عام نشر العلم والعدل والحق والحرية ، وحتى الآن إذا حزب البشرية أمر يهددها فأن الحل فى الإسلام شائت أم أبت أقرت أم أنكرت .
فيا أمة التوحيد أن ما بك من مهانة وزل بسبب إنسلاخك عن النبع الصافي واحة المان في حمى العزيز المهيمن القهار ، فهل تقارنين بين حالك الآن وحالك عندما كنت بهوية الإسلام عندما تحركت خيول النصر تحمل رايات التوحيد لتشرق الأرض بنور ربها .
فهل تعودي إلى دين كمال البشرية العالمي الخالد في حمى من يقول للشيء كن فيكون ؟
الحبيب الشقيق لا تنسى الأمل في الرجوع إلى هوية الحق هوية الإسلام والوحدة فيه ، وأن تجعل ذلك مشروع حياتك قبل مماتك ، وأن تسعى من أجل ذلك بالنصح والعلم والفكر والرحمة والمودة بالحكمة والموعظة الحسنة كما بين الهدى ونور الحق بلا كلل أو فتور أو ملل سخر كل إمكانياتك وإتصالاتك للتواصى بهذا الأمل الغالي الذي من أجله خلقت ، ولا تنسى أن من يلوز بحمى الله فلا غالب له ومن يتوكل عليه فهو حسبه .
( صور من هذا العمل ما تستطيع وارسله إلى من تحب أن تصل إليه دعوة الحق ليكون ذلك فى ميزان حسناتك ، وأنة كان هذا الجهد بسيط لكن بفضل الله سيكون له ثقله وبركته ، بارك الله فيكم وجعل سعيكم مشكورا وزنبكم مغفورا ومتعكم بالصحة والعافية فى الدنيا والآخرة إنه نعم المولى ونعم النصير ولا حول ولا قوة غلا بالله والحمد لله رب العالمين )
وأنتظر المزيد فى سلسلة: القرآن لماذا ؟ ولماذا الإسلام ؟ وسلسلة حوار الحضارات ، ونور الحقيقة (الفقير إلى الله ( بن رضوان اللبيدي ).
د/ حسين رضوان اللبيدى
( مدير مستشفى ) بمصر وعضو هيئة الإعجاز العلمي بمكة سابقا
وعضو جمعية الإعجاز العلمي للقرآن الكريم بالقاهرة وجنوب الوادي
للتوصل مع:[email protected] 0020127580446
السيرة الذاتية للدكتور حسين اللبيدي
  #1664  
قديم 28-12-2013, 04:04 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الإسلام يتحدى

كتاب الإسلام يتحدى
بقلم الكاتب الهندي وحيد الدين خان
الكتاب عبارة عن ملف ورد مضغوط
يمكن تحميله بالضغط هنا
  #1665  
قديم 28-12-2013, 04:04 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

أضواء على الهندسة الوراثية

بقلم الدكتور حسين اللبيدي
مدير مستشفى وعضو هيئة الإعجاز العلمي بمكة المكرمة
وعضو جمعية الإعجاز العلمي بالقاهرة وجنوب الوادي
قال الله تعالى(يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ)(سورة الحج:73).
الهندسة الوراثية :هي التقنية التي تتعامل مع الجينات أو الوحدات الوراثية المتواجدة على الكروموزومات فصلاً ووصلاً وإدخالاً لأجزاء منها من كائن إلى آخر بغرض إحداث حالة تمكن العلماء من معرفة وظيفة (الجين) أو بهدف الحصول على طبعات كثيرة من نواتجه أو بهدف استكمال ما نقص منه في خلية مستهدفة.
ولشرح ذلك نقول: بعد أن عرف العلماء طبيعة ووظيفة الصبغيات أو الكروموزومات وهي أجسام صغيرة جداً لا ترى بالعين وتوجد داخل كل خلية، وهي مكونة من أشرطة مسجل عليها صفات الكائن المادية، وهذه الأشرطة تسمى الجينات.
وتقدم العلم فاكتشف أن هذه المورثات أو حاملات الصفات ما هي إلا سلم مزدوج من مادة تسمى D.N.A الحمض النووي المعروف الآن بحامل الشفرة الوراثية وبعدها درس العلماء خصائصه وتعرفوا عليها ، فماذا وجدوا ؟ لقد وجدوا ما يأتي
1- أن D.N.Aهو حامل الشفرة الوراثية .
2- أن الصفات التي يحملها تترجم منه إلى بروتينات تتجسد على هيئة الصفة المطلوب تنفيذها.
3- أن كل خيط يمكن أن يكون قالباً يتكون عليه خيط جديد يتزاوج معه مستخدماً وحداته البنائية من السيتوبلازم .
4- أنه يمكن قطع ووصل هذا اللولب المزدوج بوسائل تقنية متعددة وفي أماكن مختلفة . كما يمكن بسهولة فصل زوجي اللولب.
5- أنه يمكن قص ولصق قطعة منه من مكان لآخر.
6- أن تغييراً أو تدميراً يشوه هذا النظام يؤدي إلى: إما نتيجة قاتلة للكائن أو حالة مرضية مترتبة على تعطل صفة من صفاته والتي تختلف من حيث أهميته
7- إن تركيب D.N.A ومكوناته هي [ سكر ، وأدنين ، وفوسفات ] وهذه التركيبة مشتركة في جميع الكائنات من الفيروس إلى الفيل .
وهذه الملحوظات فتحت الطريق أمام العلماء لمزيد من التجارب من خلال إدخال وإخراج أجزاء من هذه الشفرة الوراثية ومن خلال قطع ووصل أجزائها بل ومحاولة إدخال أجزاء من D.N.A لكائن معين إلى أجزاء من D.N.A لكائن آخر .
ومن خلال ذلك انفتحت الأبواب أمام علوم ما يسمى بالهندسة الوراثية، فقد تمكن العلماء من إدخال جينات (مورثات) من حيوان إلى بكتريا، بل ومن إنسان إلى بكتريا أو حيوان، وكانت المفاجأة المذهلة أن البكتريا المطعمة بالجين الغريب أخذت في الانقسام لتنتج طبعات كثيرة من هذا الجين أُمكن من خلالها دراسته دراسة مستفيضة، بل وأُمكن من خلال إدخال جينات - قطع حاملة لبعض الصفات - معينة من الإنسان إلى الحيوان أن نحصل على نواتج ذلك (الجين) بكميات كبيرة من خلال ألبان هذا الحيوان.
وأُمكن من خلال هذه الهندسة الحصول على الأنسولين البشري وعامل التجلط البشري بل وعوامل إذابة الجلطة، وعامل النمو البشري بكميات كبيرة ما كان للإنسان أن يصل إليها أبداً من مصادرها.
وسنضرب لذلك الأمثلة التالية:
جاء في مجلة العلوم الأمريكية مجلد 13 عدد 4 أبريل 1997 (ترجمة الكويت) جاء ما يأتي:
في عام 1981 أوضح ( W.J كوردن )وزملاؤه في جامعة يال : أن الجنين المخصب لفأريستطيع أن يدمج مادة جينية غريبة (D.N.A) في صبغياته (مورثاته) وبعدها جاء علماء من جامعة (أوهايو) الذين برهنوا أن الجين (وهو قطعة من D.N.Aتحمل رموزاً لبروتين معين المأخوذ من الأرنب يمكن أن يؤدي وظيفته في الفأر بعد حقنه في جنين فأر وحيد الخلية ) وكان من المدهش أن لاحظ العلماء أن D.N.Aالغريب والمحقون من خلايا الأرنب إلى خلايا الفأر سرعان ما يتكامل مع صفات الفأر ، ويحتمل أن تكون الخلية ميزته على أنه قطعة مكسورة من D.N.Aالخاص بها والذي يحتاج إلى ترميم .
وفي 1987 ظهر اكتشاف هام آخر يتعلق بالحيوانات المحورة جينياً، فقد قام مجموعة من العلماء بابتكار وسائل لتنشيط الجينات الغريبة في الغدة الثديية للفأر كان من نتيجتها تكوين جزيئات بروتينية غريبة وإفرازها في حليب الفأر المحور جينياً.
وتمخضت هذه الأبحاث الفذة على إمكان إنتاج البروتين البشري (منشط البلازمينوجين ) من خلال إدخال الجين البشري حامل هذه الصفة في الخلايا المنتجة للبن في حيوان مختار، لتكون النتيجة أن يخرج هذا البروتين بكميات كبيرة في لبن الحيوان لاستخدامه كوسيلة للعلاج في حالة نقص هذا البروتين في المرضى من البشر.
وقد طبقت هذه التقنيات في إنتاج بروتينات علاجية هامة مثل البروتينات المانعة للنزيف والمانعة للتجلط، ومن قبل أُمكن تخليق الأنسولين البشري من خلال إدخال جين بشري حاملاً لصفته داخل بكتريا معينة.
وواكب هذه الاكتشافات المبهرة حملة إعلامية عارمة لعب فيها الخيال العلمي دوراً مؤثراً على عقول عامة المثقفين وضعت علامات استفهام أمام الفكر الديني المستنير، فقد تناقلت أجهزة الإعلام أخبار عن إمكان أن يتقدم الآباء أو الأمهات بطلبات إلى العلماء للحصول على أطفال لها موصفات معينة في الشكل واللون والذكاء والقدرة الجسمانية أو العقلية، بل وذهب الخيال العلمي إلى إمكان إدخال جين (صفة) التمثيل الضوئي من النبات الأخضر إلى الأجنة البشرية للحصول على الإنسان الأخضر الذي يمكن أن يستخدم أشعة الشمس وثاني أكسيد الكربون من الجو للحصول على غذائه وطاقته، وبذلك لا يصبح هناك أي مشاكل اقتصادية لها علاقة بالغذاء.
وإذا كان ذلك كذلك فإن أسئلة هامة لا بد وأن تثار كالآتي:
1- هل يعتبر ذلك تدخلاً في شأن من شئون الله ؟ .
2- هل يعتبر ذلك تعديلاً لخلق الله إلى الأفضل ؟ .
3- هل يعتبر ذلك دليلاً على صدق النظرية المادية البحتة ؟ هل وهل وهل.
قبل أن نرد على هذه الأسئلة لا بد وأن نبين للعقل المفكر أن هذه الأسئلة زائفة أصلاً وباطلة عقلاً لأنها لا تعتمد على حقائق بل تعتمد على خيال وأوهام وضلالات كيف ؟
سأستعير الإجابة من كلام علماء الهندسة الوراثية والذين يعملون في هذا المجال كما يأتي:
يقول (إيرفين شار جاف) أحد مؤسسي علم البيولوجيا الجزيئية: إن اللعب في الجينات يعرضنا للخطر.
ويقول ( وليام بيتز ) عالم الهندسة الوراثية وصاحب مؤلف الهندسة الوراثية للجميع: " إن وظيفة معظم ما نحمله من D.N.Aلا يزال سراً والحقيقة أن معظمه يبدو بلا فائدة ، وأن 90% من بعض أطوال الجينات لا يحمل معلومات ، ويقول أيضاً : أن علماء البيولوجية لا يعلمون إلا القليل جداً من معضلة أسرار الجينات ، وأن العلماء إذا أدخلوا جيناً (صفة) في خلية مستهدفة فسيواجه هذا الجين المدخل أحد مصيرين :
• إما أن يلتحم ب (D.N.A) الموجود فعلاً في الخلية أو يظل منعزلاً عنه كمقطع مستقل ، والعلماء لا يستطيعون أن يحددوا ماذا سيحدث بل كل ما يعملوه هو أن يقوموا بإلقاء الشفرة الوراثية المأخوذة من كائن في الخلية المستهدفة ، ثم ينتظرون فقد تستطيع الخلية دمجها في المكان المناسب وقد لا تستطيع ولا علم للعلماء بالنتيجة مسبقة ولا دخل لهم في إتمامها الدقيق .
وقد تؤدي بعض تقنيات الهندسة الوراثية المصاحبة للجينات المدخلة إلى الخلية المستهدفة إلى إكساب الخلية صفات سرطانية كما يحدث أحياناً نتيجة استخدام الفيروسات أو مكوناتها لدمج جين معين في خلية حيوانية مستهدفة.
وفي كتاب مستقبلنا الوراثي للجمعية الطبية البريطانية يقول علماء الهندسة الوراثية
إن التحوير الوراثي يستخدم لعلاج الأمراض الوراثية الخطيرة، أما احتمال أن يستطيع الوالدان في يوم ما طلب أطفال بخصائص معينة فإن هذا ليس أمراً ممقوتاً فحسب وإنما هو أيضاً لا يحتمل قط التوصل إليه.
ونجد في هذا المرجع العالمي أيضاً: والفوائد المباشرة للعلاج الجيني الناجح للخلايا الجسدية قد تكون أمراً واضحاً، أما التأثيرات المستقبلية وعلى المدى الطويل فهي مما قد يصعب التكهن به، فمن الممكن مثلاً أن يحدث خطأ في إيلاج الجينات يؤدي إلى تحول الخلية إلى خلية سرطانية مع عدم ظهور السرطان إلا بعد سنين تالية لذلك.
وخلاصة كل ذلك أن حقل الهندسة الوراثية لا يتعدى تسخير البكتريا أو الحيوانات لإنتاج بروتينات تستخدم لعلاج بعض المرضى الذين يعانون من نقص وراثي في هذه المركبات، بمعنى أن هذه البكتريا أو الحيوانات المستخدمة لإنتاج المطلوب تعويضاً لما فقد من الإنسان ما هي إلا كائنات تسخر لعمل ذلك حتى أن أحد كبار علماء الهندسة الوراثية أطلق على هذه الكائنات المسخرة تعبير (حمير مسخرة للعمل).
وكذلك عمل العلماء لمحاولة إدخال بعض الجينات المفقودة أو المعطوبة يدخل من باب تسخير هذه الجينات لصالح العودة بها إلى حالتها المفطورة عليها وهو من باب العلاج والتداوي.
وصدق الحق الذي قال:
(أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ)(سورة :20).
وطاعة للرسول في حث الناس على التداوي:
[ تداووا عباد الله … ].
ولكن هل يمكن للإنسان أن يلعب في الجينات ويغير فيها بالزيادة أو النقصان أو التبديل ؟
الإجابة: نعم يمكنه ذلك.
فيكون السؤال التالي:
وماذا ستكون النتيجة ؟
الإجابة: هناك وسائل إيضاح شاهدها العلماء في واقع الحياة حيث لاحظوا أن هناك كائنات تحدث لها طفرات أو تغيرات تؤدي إلى حذف أو قطع أو إضافة جينات (صفات ) تخرجها من فطرتها المفطورة عليها إلى حالة مخالفة، ولقد لاحظ العلماء أن أغلب هذه التغيرات إما قاتلة مدمرة للكائن أو ممرضة له بدرجة لا حل لها.
والإجماع على أن التغير في الخلق المفطور عليه الكائن مخرب أو مدمر أو ممرض حتى ولو بعد حين.
أما عملية التهجين في السلالات الحيوانية والنباتية مثلاً فلا تدخل ضمن قضية التغير والتبديل، لأن التهجين لا تغيير فيه بل تبقى الصفات في مكانها وعلى هيئتا ولكن يتم مزاوجة صفات من كائن بصفات من كائن من نوعه كما يتم تزاوج مورث يحمل صفة الطول (مثلاً ) مع مورث لا يحملها ليكون الناتج حاملاً لصفة الطول وقس على ذلك.
أما التدخل لتغيير خلق إلى هيئة أخرى كإنتاج إنسان أخضر أو طفل عبقري فهذا من المستحيل عقلاً ونقلاُ:
عقلاً: لأن العلماء لا يعلمون من أسرار الجينات إلا القليل، ولأن القضية ليس جين معين بل علاقات جينية متشابكة ومتداخلة في شبكة لا يحيط بها إلا الخالق الباري المصور، ولأن الملاحظة العملية أكدت خطورة التغيير على الكائن الحي.
ونقلاً:لأن الحق يقول (لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ).
ولكن لو حدث أن تم ذلك التبديل فإن النتيجة لا خير فيها بل إن البشرية لن تجني من ورائها إلا الخراب والتدمير وهو من أمر الشيطان لأوليائه، الذي قال الحق عنه: (وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ) النساء آية 119
وهاهم العلماء النابهين يعقدون المؤتمرات ويحزرون من اللعب بالجينات تغيراً وتبديلاً بدرجة تخرجها عن فطرتها خوفاً من أن تتكاثر وتنطلق في البيئة وتخرج منها أجيال مدمرة أو تخل بالتوازن البيولوجي الذي خلقه الله بمقدار وعلماً وحكمة ( وكل شيً عنده بمقدار ) بل وهاهم العلماء الراسخون في العلم يحزرون من إمكان أن تتحول الخلية المسالمة إلى أخرى سرطانية قاتلة نتيجة اللعب بجيناتها تبديلاً وتغييراً.
يمكن المراسلة:
[email protected]
مصدر الصور : http://en.wikipedia.org/wiki/Main_Page
  #1666  
قديم 28-12-2013, 04:06 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

إسلامية العلم والمعرفة
منهج حضاري لمستقبل البشرية
أ.د/ منصور محمد حسب النبي(1)
إن إسلامية العلم والمعرفة قضية منهجية تقوم على اكتشاف العلاقة بين القرآن والكون، أي بين الوحي والوجود للربط بين عالمي الغيب والشهادة، لنثبت أ في عصر العلم ـ استيعاب القرآن الكريم للكون وقوانينه وحركته، وللإنسان ومعارفه وحياته في إجمالية ثقافية حضارية رائعة لازمة لتقدم البشرية في المستقبل في إطار المبادىء الأربعة التالية:
1ـ القرآن الكريم يحث على العلم النافع وإسلامية المعرفة.
2ـ المنهج القرآني لبحث وتحصيل العلم والمعرفة.
3ـ الإعجاز العلمي للقرآن الكريم والسنة لإثبات صدق النبوة وعالمية الرسالة.
4ـ الإشارات القرآنية للقضايا الكونية المطروحة للبحث العلمي في المستقبل.
أولاً: إسلامية العلم والمعرفة:
نزل القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرناً في أول آياته يحث على القراءة لتحصيل العلم والمعرفة بشرط الإيمان بالله، حتى لا يطغى الإنسان كما في قوله تعالى: )اقرأ باسم ربك الذي خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم كلا إن الإنسان ليطغى. إن رآه استغنى إن إلى ربك الرجعى ([سورة العلق: 1 ـ 8].
وبهذا يشترط القرآن الكريم إسلامية العلم والمعرفة لصالح البشرية، لأن العلم بلا دين يؤدي إلى الإلحاد والغطرسة، كما في الحضارة الحديثة المعاصرة، وإلى الهلاك كما في الحرب العالمية الأولى والثانية، وقد يؤدي إلى الرخاء المادي مع الفراغ الروحي، والخوف من المخزون الضخم لأسلحة الدمار الشامل، وهذه الحضارة المزيفة اتخذت من العلم المادي إلهاً، ومن التكنولوجيا سلطاناً للسيطرة والتحكم واستعمار الآخرين والمساهمة في تخلفهم...
لهذا ينادي الإسلام بربط القرآن بالكون، أي: ربط الوحي بالوجود، والدين بالعلم، والغيب بالشهادة، كأساس لإسلامية العلم والمعرفة، ولا تعارض بين الدين والعلم في الإسلام، فلقد وردت كلمة ( العلم ) أكثر من ثمان مئة مرة بالقرآن الكريم، علاوة على مئات المرات لكلمات ( العقل ) و (الفكر ) و( المعرفة ) وبهذا فعلمية القرآن ساطعة سطوع الشمس، وعندما تمسك المسلمون بدينهم قدموا للبشرية إسهاماً علمياً ملحوظاً في الطبيعة والرياضيات والفلك في العصور الوسطى باعتراف المنصفين من علماء الغرب، مثل برينولت الذي يقول في كتابه ( بناء الإنسانية makung of humanity).
لا توجد ناحية من نواحي الازدهار الأوروبي في مطلع عصر النهضة إلا ويمكن إرجاع أصلها إلى المنهج العلمي التجريبي الذي نقله روجر بيكون من العرب أثناء وجودهم في إسبانيا ( 800 ـ 1200م ).
وللأسف يتجاهل الغرب هذه الحقيقة بل ويتهم دين الإسلام بأنه سبب التخلف الحالي للمسلمين، ناسياً أن هذا التخلف ناتج من خضوع المسلمين لاستعمار التتار والمغول والصليبيين قديماً، واستعمار الغرب والصهيونية حديثاً، وسيطرة هذا النفوذ الأجنبي على عقول المسلمين، فأصبحوا للأسف تابعين لغيرهم، وأهملوا دينهم، وقلدوا الغرب وانبهروا بحضارته الحديثة دون أن يشاركوا في صنعها أو توجيهها، ونسوا قول الله تعالى: )ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك ([سورة المائدة: 49].
وقوله تعالى:)أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم ([سورة الجاثية: 23].
وكان الواجب على المسلمين أن يتسلحوا بثقافتهم الإسلامية لإحيائها وتأصيلها وتجديدها وتعميمها لإعطاء منهج جديد لإسلامية العلم والمعرفة في مواجهة الإلحاد المادي المعاصر، والنظام العالمي الجائر، وخاصة بعد أن سقط القناع ذو الوجهين عن هذا النظام وعن كل شعاراته، وأتضح الزيف في تطبيقه للديمقراطية وحقوق الإنسان، وعلاوة على اعتراف بعض علماء القرن العشرين البارزين أمثال: أينشتين، وكريسي، وموريسون، وغيرهم بوجود الله وقدرته، وظهرت كتب كثيرة حول الدين والعلم في الغرب، ولهذا فقد حان الوقت لإظهار الوجه الحضاري للإسلام والمسلمين باتباع إسلامية المعرفة وبيان الإعجاز العلمي للقرآن والسنة.
ولقد واجه أجدادنا المسلمون في بدء ظهور الإسلام حضارتي الروم والفرس دون انصهارهم في إحداهما مدافعين عن ذاتيتهم، فالإسلام له أيدلوجية خاصة أساسها القرآن والسنة، وشعارها العلم والإيمان، كما سنوضح فيما يلي:
1ـ العلم بلا دين ـ أو الدين بلا علم ـ مرفوض في الإسلام،ولا بد من الجمع بينهما، كما في قوله تعالى:
)ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون ([سورة الأعراف: 52].
)وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم ([سورة الحج: 54].
)بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ([سورة العنكبوت: 49].
)شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ([سورة آل عمران: 18].
2ـ دعا الإسلام إلى طلب العلم النافع والمعرفة كما في قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
· " من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة ".
والعلم هنا هو العلم النافع المرتبط بالإيمان؛ حتى لا يتحول العلماء إلى جبابرة كما في قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
· " اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ".
3ـ الإسلام يرفع من شأن العلماء، كما في قوله تعالى:
)قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ([سورة الزمر: 9].
)يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ([سورة المجادلة: 11].
وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
· " العلماء ورثة الأنبياء ".
5ـ العلم في الإسلام يشمل علوم الدين والدنيا، ولقد أشار القرآن الكريم للعلوم الكونية في أكثر من سبع مئة آية.
والعلماء هنا دعاة لإسلامية المعرفة، وليس الجبابرة الذين يتيهون صلفاً وغروراً، ويقولون كما قال قارون:
)إنما أوتيته على علم عندي ([سورة القصص: 78].
ثانياً: المنهج القرآني لبحث وتحصيل العلم والمعرفة:
1ـ العلم في القرآن الكريم هو الحق اليقيني الثابت بالبرهان القاطع، كما في قوله تعالى في تعميم شامل لكل المعارف:
)قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ([سورة البقرة: 111].
)قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن ([سورة الأنعام: 148].
)إن الظن لا يغني من الحق شيئاً ([سورة يونس: 36].
2ـ القرآن يؤكد ضرورة المشاهدة الصحيحة باستخدام البصر والسمع والعقلمعاً كأساس للمنهج العلمي التجريبي، كما في قوله تعالى:
)ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً ([سورة الإسراء: 36].
ويحث على النظر والتدبر في الكون بهدف العلم والإيمان، كما في قوله تعالى: )قل انظروا ماذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون ([سورة يونس: 101].
والتأكيد على المنهج الاستقرائي في النظرة العلمية للبحث عن كيفية تركيب الأشياء، كما في قوله تعالى:
)أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت. وإلى السماء كيف رفعت. وإلى الجبال كيف نصبت. وإلى الأرض كيف سطحت ([سورة الغاشية: 17 ـ 20].
3ـ القرآن الكريم ينهى عن التقليد الأعمى في تحصيل العلم والمعرفة كسلوك حضاري عام، كما في قوله تعالى:
)وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا: حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون ([سورة المائدة: 104].
4ـ يدعو القرآن الكريم دائماً إلى استخدام العقل كأحد أركان العبادة، كما في قوله تعالى:
)إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون ([سورة البقرة: 164].
5ـ العلم لا يقف عند حد معين بهدف استمرار التقدم العلمي، كما في قوله تعالى: )وقل رب زدني علماً ([سورة طه: 114].
ولهذا يجب الاستمرار في البحث حتى يأتي اليقين، كما في قوله تعالى:
)لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون ([سورة الأنعام: 67].
ومسيرة العلم لن تتوقف؛ لأن كلمات الله في الكون لا نهائية، كما في قوله تعالى: )قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً ([سورة الكهف: 109].
كما أن العلم البشري محدود، بينما العلم الإلهي مطلق ولا نهائي، فالبشرية رغم العصر الحالي للعلم والتكنولوجي ما زالت على الشاطىء، بينما محيط الكون مملوء بالعلم والمعرفة، كما في قوله تعالى:
)وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ([سورة الإسراء: 85].
)نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم ([سورة يوسف: 76].
6ـ العلم والمعرفة منحة إلهية للإنسان، كما في قوله تعالى:
)علم الإنسان ما لم يعلم ([سورة العلق: 5].
)ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ([سورة البقرة: 255].
)الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان ([سورة الرحمن: 1 ـ 4].
7ـ إسلامية المعرفة تتميز بما يلي:
( أ ) الربانية والتوحيد في المنهج والهدف:
كما في قوله تعالى:
)إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب. الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار ([سورة آل عمران: 190 ـ 191].
وقوله تعالى:
)لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن ([سورة فصلت: 37].
)قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ([سورة الإخلاص: 1 ـ 4].
( ب ) الإنسانية:
أي: المعرفة لصالح الإنسان وخيره وسعادته في الدنيا والآخرة، كما في قوله تعالى:
)وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ([سورة الجاثية: 13].
)وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار. وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار. وآتاكم من كل ما سألتموه ([سورة إبراهيم: 32 ـ 34].
ويجب على الإنسان أن يكون سيداً لما سخر له وليس عبداً إلا الله.
( ج ) الشمول والإحاطة:
القرآن الكريم موسوعة تشمل جميع أساسيات المعارف في عالمي الغيب والشهادة تاركاً التفاصيل لاجتهاد البشر، كما في قوله تعالى:
)وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ([سورة الأنعام: 38].
( د ) الوسطية والتوازن:
وتعني التوازن بين الروح والمادة، وبين الفرد والجماعة، وبين الوحي والوجود، وبين الدين والدنيا، وبين الشرعي والمدني في العلوم الإنسانية، أي: المعرفة التي توازن بين كل من الطرفين في منهج مستقيم لا يميل لأحدهما على حساب الآخر، كما في قوله تعالى:
)اهدنا الصراط المستقيم ([سورة الفاتحة: 6].
وهذا التوازن ضروري، لأن الإخلال به يؤدي إما إلى إلحاد مادي كما في الحضارة الحديثة، أو إلى رهبانية كما في المسيحية، بينما الإسلام يرفض النقيضين.
8ـ التوجيه الإسلامي للعلوم يعتمد على ما يلي:
( أ ) الماء أصل الحياة:كما في قوله تعالى:
)وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ([سورة الأنبياء: 30].
( ب ) الوحدنية صفة الخالق،والزوجية صفة المخلوق: كما في قوله تعالى:)ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ([سورة الذاريات: 49].
( ج ) الكون لا يعرف السكون:فالحركة والطواف قوانين شاملة سارية لأجل مسمى، كما في قوله تعالى:
)كل يجري لأجل مسمى ([سورة الرعد: 2].
)كل في فلك يسبحون ([سورة الأنبياء: 33].
( د ) اللانهائية لله وحده،أما الكون فيخضع للمقدار في عالمي الغيب والشهادة، كما في قوله تعالى:
)وكل شيء عنده بمقدار، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ([سورة الرعد: 8 ـ 9].
( هـ ) الوجود وقوانينه دليل على وحدانية الله، كما في قوله تعالى:
)ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ([سورة الملك: 3].
( و ) الوحدانية ـ وليس التعدد ـ شرط الانتظام والتماثل في السماوات والأرض، كما في قوله تعالى:
)لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ([سورة الأنبياء: 22].
(ق)ثبوت الفطرة وقوانين الكون، كما في قوله تعالى:
)فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ([سورة الروم: 30].
)فلن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد بسنة الله تحويلاً ([سورة فاطر: 43].
)الشمس والقمر بحسبان ([سورة الرحمن: 5].


يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

  #1667  
قديم 28-12-2013, 04:07 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبــــع الموضوع السابق
إسلامية العلم والمعرفة


ثالثاً: بيان الإعجاز العلمي للقرآن الكريم والسنة النبوية:
يهدف الإعجاز العلمي للقرآن والسنة إلى إثبات صدق الوحي في القرآن الكريم، وصدق نبوة سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لغير المؤمنين به، كما في قوله تعالى:
)سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ([سورة فصلت: 53].
وهذا وعد إلهي بدأ يتحقق في زماننا، وسيظل متجدداً حتى قيام الساعة نظراً لعالمية الرسالة لكل مكان وزمان. والقرآن الكريم هو الرسالة الإلهية الخاتمة؛ ولهذا فهو الكتاب السماوي الوحيد الذي لم يحور، وتعهد الله بحفظه، كما في قوله تعالى:
)إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ([سورة الحجر: 9].
)ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ([سورة البقرة: 2].
ولهذا فالقرآن الكريم يتفق مع حقائق العلم بعكس الكتب السماوية السابقة التي حورها أهل الكتاب، فتعارضت مع العلم، ( كما يقول الدكتور موريس بوكاي ).
وفيما يلي نورد الأمثلة التالية لبيان الإعجاز العلمي للقرآن الكريم والسنة النبوية والذي تظهر دلائله كلما تقدم العلم:
1ـ قدم العالم الفرنسي برنارد باليسي عام 1580 أول تصور علمي صحيح لدورة الماء في الطبيعة رغم الخرافات التي كانت سائدة حول هذا الموضوع؛ مؤكداً أهمية الشمس في تبخير مياه البحار والمحيطات، كما في قوله تعالى:
)وجعلنا سراجاً وهاجاً. وأنزلنا من المصعرات ماء ثجاجاً ([سورة النبأ: 13 ـ 14].
ودور الرياح في نزول الأمطار، كما في قوله تعالى:
)وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء ([سورة الحجر: 22].
ودور الأمطار في تكوين المياه الجوفية، تماماً كما في قول الله تعالى:
)ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ([سورة الزمر: 21].
2ـ أعلن كوبر نيكس عام 1543م، وأيده كل من جاليليو ونيوتن أن الأرض ليست ساكنة ولكنها تدور حول نفسها بسرعة تم قياسها حديثاً بمقدار 1000 ميل / ساعة، عند خط الاستواء، كما أشار القرآن الكريم في قول الله تعالى: )يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل ([سورة الزمر: 5].
وتدور الأرض حول الشمس بسرعة 67000 ميل / سعة، كما ثبت ذلك علمياً في القرن العشرين، ولقد أشار القرآن الكريم إلى حركة الأرض في قوله تعالى:
)وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ([سورة النمل: 88].
3ـ ثبت علمياً ( 1917م ) أن الشمس ومعها كواكبها تدور حول مركز مجرة سكة التبانة بسرعة 497000 ميل / ساعة، أي: أن الشمس لها فلك خاص بها علاوة على فلك الأرض ( الليل والنهار ) حول الشمس وفلك القمر حول الأرض، كما في قوله تعالى:
)وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون ([سورة الأنبياء: 33].
كما ثبت حديثاً أن الشمس تجري في الفضاء الكوني بسرعة 43000 ميل / ساعة نحو مجم فيجا، لمستقر لها، كما في قوله تعالى:
)والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ([سورة يس: 38].
4ـ بدأ الفلكي الألماني بازل ( 1838م ) بأول قياس لبعد النجوم، وتبين علمياً الآن أن مواقع النجوم متباعدة ومذهلة، لأنها تبعد عنا مسافة تتراوح بين 4 وعدة بلايين من السنين الضوئية، كما في قوله تعالى:
)فلا أقسم بمواقع النجوم. وإنه لقسم لو تعلمون عظيم )[سورة الواقعة: 75 ـ 76].
5ـ أعلن اللورد هاتون ( 1800 م ) أن الحاضر مفتاح للماضي ( في علم الجيولوجيا ) لأن البحث في الصخور عن الحفريات سيؤدي إلى التعرف على توزيع العصور الجيولوجية وبداية الخلق، كما في قوله تعالى:
)قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ([سورة العنكبوت: 20].
8ـ تم حديثاً إثبات أن البرق ينشأ من التفريغ الكهربي بين السحاب الركامي ( المرتفع كالجبال ) نتيجة الكهربية المتولدة بواسطة البرد كما في قوله تعالى: )وينزل من السماء من جبال فيها من برد، فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار ([سورة النور: 43].
9ـ تنبأ القرآن باحتمال تواجدنا في السماء كما في قوله تعالى:
)وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير([سورة العنكبوت: 22].
10ـ تم حديثاً التعرف على تركيب الغلاف الجوي وانعدام الأكسجين، على ارتفاع 30 كم ـ تقريباً ـ من سطح الأرض، كما في قوله تعالى:
)يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء ([سورة الأنعام: 125].
11ـ كما تحقق لرواد الفضاء بعد عام 1960م رؤية ظلام الفضاء الكوني بسواد حالك، لإنعدام التشتت الضوئي عند هذا الارتفاع فصاعداً، كما في قوله تعالى: )ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون ([سورة الحجر: 14 ـ 15].
13ـ كما أشار القرآن الكريم إلى كل وسائل المواصلات في المستقبل كما في قوله تعالى: )والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون ([سورة النحل: 8].
16ـ لقد توصلت أنا حديثاً إلى إثبات قرآني لأهم حقيقة كونية لنسبية اينشتين التي تنص على أن سرعة الضوء في الفراغ وقدرها 299792.5 كم / ثانية هي الثابت المطلق الوحيد في الكون، وتمثل الحد الأقصى للسرعة الكونية كما في المعادلة القرآنية التالية، والتفسير الجديد لقوله تعالى: )يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ([سورة السجدة: 5].
وقوله تعالى مؤكداً هذه الحقيقة ومشيراً إلى نسبة الزمن:
)وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون ([سورة الحج: 47].
17ـ بدأ ظهور التلوث البيئي على مستوى الكرة الأرضية كما في قوله تعالى: )ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ([سورة الروم: 41].
18ـ ويشير القرآن الكريم إلى تطور الجنين في رحم الأم مؤكداً ما وصل إليه العلم الحديث، كما في قوله تعالى: )ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ([سورة المؤمنون: 14].
19ـ ويشير القرآن الكريم إلى دورة الحياة والموت بواسطة التمثيل الضوئي للشجر الأخضر في الدنيا لإثبات البعث في الآخرة، كما في قوله تعالى: )قال من يحيي العظام وهي رميم. قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم. الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون ([سورة يس: 78 ـ 80].
كما يعطينا الله سبحانه مثالاً يصف الناس يوم القيامة في عالم الغيب بالفراش المبثوث الذي يتطور أمام أعيننا في عالم الشهادة من دودة إلى شرنقة إلى فراشة في قوله تعالى: )يوم يكون الناس كالفراش المبثوث ([سورة القارعة: 4].
فالدودة تمثل الدنيا بحركتها، والشرنقة تمثل القبور بسكونها، والفراشة تمثل البعث بانطلاقها من قبرها.
20ـ يشير القرآن الكريم إلى ظاهرة تمدد ( توسع ) الكون التي تم قياسها حديثاً بالإزاحة الحمراء للمجرات، كما في قوله تعالى: )والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ([سورة الذاريات: 47].
رابعاً: الإشارات القرآنية للقضايا الكونية المستقبلية:
1ـ بداية الكون بانفجار عظيم ونهايته بانسحاق عظيم:
يشير القرآن الكريم إلى الانفجار العظيم وتوسع الكون لحظة بداية الزمن والخلق، كما في قوله تعالى: )أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما ([سورة الأنبياء: 30].
ويشير إلى توقف هذا التمدد مستقبلاً ثم الانكماش الكوني، وحدوث الانسحاق العظيم عند نهاية الزمن يوم القيامة، كما في قوله تعالى: )يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين ([سورة الأنبياء: 104].
وقوله تعالى: )كلا إذا دكت الأرض دكاً دكاً (سورة الفجر: 21].
2ـ عمر الكون:
يفصل القرآن الكريم مراحل الخلق بوصف الأيام الستة ( بخلاف ما نعده من أيام ) كمراحل زمنية متساوية عددها ستة لخلق السماوات والأرض وما بينهما مع إعطاء العمر الجيولوجي للأرض بما يعادل يومين، أي: ما يعادل ثلث الأيام الستة كما في الآيات ( 9 ـ 12 ) من سورة فصلت، وبهذا يكون عمر الكون حسب تفسيري لهذه الآيات:
= العمر الجيولوجي المقاس حالياً للأرض منذ تصلبت وحتى الآن × 3
= 4.6 مليار سنة × 3 = 13.8 مليار سنة.
ولقد أعلنت وكالة الفضاء مؤخراً رقماً يقارب هذا الرقم لتحديد عمر الكون.
4ـ المبدأ الإنساني:
أعلن ستيفن هوكنج المبدأ الإنساني الذي ينص على أن الإنسان هو الهدف والغاية النهائية لنشأة الكون وتطوره بالدليل العلمي الذي يؤكد تسخير الكون كله ( بالقصد الإلهي وليس بالصدفة ) لقدوم الإنسان وتهيئة الظروف الطبيعية اللازمة لحياته بقدرة الله ـ سبحانه وتعالى ـ كما في قوله تعالى:
)وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ([سورة الجاثية: 13].
5ـ توحيد قوى الطبيعة:
يلهث العلماء حالياً وراء توحيد القوى الفيزيائية الكونية المتعددة في نظرية التوحيد الكبرى (Grand unified theory gut)وهذا يتمشى مع وحدانية الخالق وقوله تعالى: )أن القوة لله جميعاً ([سورة البقرة: 165].
6ـ الهندسة الوراثية:
أشار القرآن الكريم إلى تطبيقات الهندسة الوراثية وحذر من استغلالها طبقاً لوساوس الشيطان لتغيير خلق الله كما في قوله تعالى:)وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا([سورة النساء: 119].
11ـ شيخوخة الشمس وتحولها إلى عملاق أحمر قبل الوفاة:
يتحدث العالم الآن عن شيخوخة الشمس ووفاتها في المستقبل عند تحولها إلى عملاق أحمر بتكور ـ أي: بانتفاخ ـ سطحها تدريجياً فتبلع كواكبها التي تتحول على الترتيب إلى غازات وأبخرة وعندئذٍ يصبح لون السماء أحمر وردياً ودرجة الحرارة فوق رؤوسنا حوالي 3000 درجة مئوية، وتبتلع الشمس القمر الذي سيختفي بدوره ويتبخر في هذه الحالة في غلاف العملاق الذي سيقترب من الأرض فتشتعل البحار لتحلل مائها بالحرارة إلى أيدروجين يشتعل وأكسجين يساعد على الاشتعال.
وكل هذه التوقعات العلمية واردة نصاً بالقرآن الكريم كما في قوله تعالى:
)إذا الشمس كورت ([سورة التكوير: 1].
)فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان ([سورة الرحمن: 37].
أي: تصبح السماء وردية اللون، أي: حمراء كالزيت المغلي إشارة للعملاق الأحمر، كما يتضح أيضاً في الآية التالية:
)فإذا برق البصر، وخسف القمر. وجمع الشمس والقمر. يقول الإنسان يومئذٍ أين المفر. كلا لا وزر. إلى ربك يومئذٍ المستقر ([سورة القيامة: 7 ـ 12].
)وإذا البحار سجرت ([سورة التكوير: 6].
)وإذا البحار فجرت ([سورة الإنفطار: 3].
وبهذا فإن إسلامية العلم والمعرفة بديل حضاري عالمي وتجديد للفكر الإسلامي لتصحيح آثار الفكر الغربي، ومشروع هام لازم لكل البشرية كمنهج ثقافي حضاري يجمع بين العلم والدين، ويفتح الباب على مصراعيه للفروض والاحتمالات والخيال العلمي الحر الطليق من كل قيد، بل يسمح باستخدام الشك كطريق لليقين الذي سيبدو في عصر العلم واضحاً كالشمس، يؤكد لنا صدق القرآن وصدق نبوة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم ) وعالمية رسالة الإسلام كما في قوله تعالى: )إن الدين عند الله الإسلام ([سورة آل عمران: 19].
وقوله سبحانه مخاطباً رسول الله للناس جميعاً، أي النبي محمداً (صلى الله عليه وسلم ) لتأكيد هذه الحقيقة: )قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً ([سورة الأعراف: 158].
وقوله سبحانه مشيراً إلى خلود القرآن لكل العالمين، وتجدد إعجازه لكل زمان، )إن هو إلا ذكر للعالمين. ولتعلمن نبأه حتى حين ([سورة ص: 87 ـ 88].
تم نشر البحث بالتعاون مع جمعية الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في القاهرة
المراجع:
1ـ قضايا العصر في ضوء الإسلام. أ. أنور الجندي، الكتاب رقم 38 سلسلة البحوث الإسلامية (ص: 122) ـ 1971م.
2ـ العلم يدعو إلى الإيمان. مترجم. د.كريس موريسون 1980م مكتبة النهضة المصرية.
3ـ 1983 (p.davis good and the bew physics penguim books) الإسلام في عصر العلم أ.د. الغمراوي ـ المختار الإسلامي القاهرة 1970 ـ الله ياجلى في عصر العلم ( مترجم ) نخبة من العلماء الأمريكيين ـ مؤسسة الحلبي القاهرة 1960م.
4ـ (the new story of science: robert m.augros. new york. 1984) مترجم بعنوان: العلم في منظوره الجديد. عالم المعرفة، العدد 134 ـ الكويت.
5ـ الكون والإعجاز العلمي في القرآن أ.د. منصور حسب النبي ـ دار الفكر العربي 1996 ـ القاهرة.
6ـ إسلامية المعرفة: المعد العالمي للفكر الإسلامي بالقاهرة / العدد 15 يوليو 1994م.
(international institute of islamic though publications. Verginia & cairo).
إسلامية المعرفة أ.د. محمد عمارة. دار الشرق الأوسط للنشر 1991م.
7ـ سلسلة المعارف الكونية بين العلم والقرآن. أ.د. منصور حسب النبي، دار الفكر العربي، القاهرة 1996م.
8ـ (the biblo. The quran and science maurice bucaille. North american trust publication 1979).
مترجم بعنوان ( القرآن والتوراة... والإنجيل والعلم ) د. موريس بوكاي، دار المعارف، القاهرة 1980م.
9ـ ارتياد الفضاء بين العلم والقرآن. ـ أ.د. منصور حسب النبي، دار الفكر العربي، القاهرة 1996م.
10ـ الإشارات القرآنية للسرعة العظمى والنسبية. أ.د. منصور حسب النبي ـ دار الآفاق العلمية ـ القاهرة 1995م.
11ـ إعجاز القرآن في آفاق الزمان والمكان أ.د. منصور حسب النبي ـ دار الفكر العربي ـ القاهرة 1996م.
12ـ (the glorious quran and modern science prof. Mansour hassab el-naby/ general egyptian book organization, cairo 1990).
مترجم بعنوان ( القرآن الكريم والعلم الحديث ) أ.د. منصور حسب النبي ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ القاهرة 1991م.
13ـ (new horizons in astronomy. Brandt, san francisco 1972).
مترجم بعنوان ( آفاق جديدة في علم الفلك ). جون براندت وستيفان ماران ـ مكتبة الوعي العربي (ص 421) ـ القاهرة 1972م.
14ـ (end cosrmic catastrophe and the fate of the universe frank close – science & schuster, englabd 1988).
مترجم بعنوان ( النهاية ) عالم المعرفة، العدد 191 ـ الكويت 1994م.
أ.د / منصور محمد حسب النبي

[2] – أستاذ بكلية البنات جامعة عين شمس، ورئيس مجلس إدارة الجمعية (سابقاً).


  #1668  
قديم 28-12-2013, 04:09 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

إعجاز القرآن على مر الزمان


بقلم أ.د. كارم السيد غنيم(1)
شغلت قضية الإعجاز القرآني مساحة كبيرة من الفكر الإسلامي والإنساني على مر العصور، ولا تزال تشغله حتى عصرنا الحاضر، ولقد تدارسها كثير من العلماء والفلاسفة وأصحاب الكلام، وكان لكل منهم رأي ووجهة نظر، وتصدى لدراستها أيضاً علماء المسلمين، على اختلاف مذاهبهم ونحلهم، وأفردوا لها عشرات البحوث والرسائل والكتب والمصنفات، وتعمقوا في دراسة القرآن دراسة موضوعية شاملة، لعلهم يصلون إلى تحديد كنه الإعجاز ووجوهه[2]... ولكن لماذا تكلم المسلمون في إعجاز القرآن، ولماذا اتجه علماؤهم إلى دراسة هذا الموضوع، حتى تخصص نفر منهم في هذا الحقل الخصيب من الدراسات والبحوث؟.
يجيب الدكتور أحمد العمري عن هذا السؤال بقوله: حين دخل الناس في دين أفواجاً، وكان من بين الداخلين أناس من الفرس والروم وغيرهم ممن كانوا في الأمصار المفتوحة، أدى ذلك إلى امتزاج ثقافة الأمة العربية بغيرها من الأمم... حينئذ أخذ الإسلام يتعرض لحركة طعن وتشكيك من الشعوبيين ( المتشيعين لشعوبهم وجنسياتهم ) وأصحاب الديانات القديمة، وكان طبيعياً أن يتجه هم الطاعنين إلى ذلك الكتاب الذي أحدث تلك النهضة العربية، وأدال من دولهم وأديانهم، وأحبوا أن ينقضوا معجزة هذا الدين.... ومن ثم راح الملحدون يلتوون بمعانيه، ويحكمون عليه بالتناقض واللحن وفساد النّظم.. وشحن الجو الإسلامي بما أثارووه من شكوك، وخاصة بغداد ـ عاصمة الدولة الإسلامية وملتقى التيارات الثقافية الوافدة على الفكر العربي آنذاك... فأخذ المسلمون يبحثون ويدرسون، واختلفت آراؤهم وتضاربت، كل منهم يرى للإعجاز القرآني وجهاً أو وجوهاً.. وقد حفزهم إلى ذلك حافزان:
أولهما: الدفاع عن القرآن العظيم.
وثانيهما: معرفة كنه هذا الإعجاز القرآني وسماته وخصائصه وأبرز وجوهه[3].
وإننا لنؤكد دوماً أن للإعجاز القرآني في كل عصر وجه ينكشف للناس، ودليل جديد على صدق معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم... والآن نتعرف على آراء أبرز العلماء المسلمين، قداماهم ومحدثيهم، فيما يتعلق بالإعجاز القرآني كما يلي:
* الخطابي (319 ـ 318هـ):
ناقش الخطابي آراء السابقين في هذه القضية، وفنّد بعضها وأكد الأخرى، مثل تأكيده لمعجزة القرآن المتمثلة في امتناعه على الناس الإتيان بمثله، ومثل الإعجاز في ذات القرآن. ولكنه دحض فكرة الإعجاز بالصرفة ( وهي التي قال بها كبير المعتزلة أبو إسحاق النظام، وهي: أن الله صرف همة الناس عن معارضة القرآن، على الرغم من مقدرتهم على معارضته، ولكن العائق هو صرف الله لهم عن ذلك )، وكذلك فقد أكد الخطابي الإعجاز القرآني بالإخبار عن المغيبات السابقة واللاحقة، ولم يشك في ذلك ـ كما أنه عوّل على بلاغة القرآن تعويلاً كبيراً، وجعل ذلك من أهم وجوه الإعجاز في القرآن الكريم، ولكنه جاء بوجه جديد ومنهم جداً من وجوه الإعجاز، وهو الذي يتصل بالوجدان والقلب والتأثير في النفوس.
* الرماني ( 296 ـ 386هـ):
عرض الرماني وجهة نظره في وجوه الإعجاز التي يختص بها القرآن الكريم، وحصرها في البلاغة القرآنية، من إيجاز وتشبيه واستعارة وتلازم، وفواصل وتجانس وتصريف وتضمين ومبالغة وحسن بيان، وكذلك تكلم في تحدي القرآن لكافة الناس أن يأتوا بمثله أو بسورة من مثله، والأخبار الصادقة عن الأمور المستقبلة.
* الباقلاني (ت403هـ):
هو صاحب المؤلف الشهير ( إعجاز القرآن )، وقد حدد الإعجاز القرآني في ثلاثة وجوه: الإخبار عن المغيبات، وأمية الرسول صلى الله عليه وسلم، والنظم. ولقد أرجع الباقلاني جمال النظم القرآني إلى عشرة وجوه متكاملة تتسم بالدقة والعمق معاً، وتدل على ترابط الجزئيات وتكاملها.
* القاضي عبد الجبار (ت415هـ):
أوضح عبد الجبار ـ القاضي ـ رأيه في الإعجاز في الفصل السادس عشر من كتابه ( المغني )، وأنه ينحصر في جزالة اللفظ وحسن المعنى إلى درجة لم تبلغها بلاغة البلغاء أو فصاحة الفصحاء.
* الجرجاني ( ت 471هـ):
كان من العلماء الذين تناولوا إبراز وجوه الإعجاز في القرآن تناولاً دقيقاً، وهذا واضح في كتابه ( دلائل الإعجاز )، وكتابه ( الرسالة الشافية )، ولكنه ركّز في بحثه للموضوع على خاصية ( النظم )، وجعلها الوجه المشرق الوحيد للإعجاز القرآني.
* القاضي عياض ( 496 ـ 544هـ):
حين ألف القاضي عياض كتابه الشهير ( الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم )، عقد فيه فصلاً عن إعجاز القرآن، وحصر أوجهه في أربعة:
حسن التأليف والفصاحة والبلاغة الخارقة، النظم العجيب، الإخبار بالمغيبات السابقة، الإنباء بالأخبار القادمة.
وفي موضع آخر من كتابه أضاف أوجهاً أخرى لإعجاز القرآن منها تحديه للبلغاء وأهل الفصاحة أن يأتوا ولو بثلاث آيات من مثله، تأثيره النفسي في قارئيه وسامعيه ومتدبريه، وبقائه على مر الزمان دون أن يخلق على كثرة الرد.
* أبو حامد الغزالي ( 450 ـ 505هـ):
يعد الإمام أبو حامد الغزالي من أقدر رواد هذا الاتجاه، وقد بث أفكاره وعرض آراءه في كتابه ( الإحياء ) و (الجواهر )، فهو يقول في ( إحياء علوم الدين ) بعد أن بين انشعاب العلوم الدينية: العلوم الدنيوية كلها متشعبة في القرآن.
ويقول أيضاً: كل ما أشكل فهمه على النظّار، واختلف فيه الخلائق من النظريات والمقولات، في القرآن إليه رموز ودلالات عليه، يختص أهل الفهم بإدراكها.
ويستشهد الإمام لاشتمال القرآن على جميع العلوم بقول ابن مسعود: ( من أراد علم الأولين والآخرين فليتدبر القرآن ).
ويذكر الغزالي في كتابه ( جواهر القرآن ): أن علوم الطب والنجوم وهيئة العالم، وهيئة بدن الحيوان، وتشريح أعضائه، وعلم السحر، وعلم الطلسمات، وغير ذلك، يشير إليه القرآن بقول الله سبحانه: )وإذا مرضت فهو يشفين ([الشعراء: 80]. ويشير إلى علم الطب المتضمن لأسباب المرض ووسائل الشفاء، وقوله سبحانه: )الشمس والقمر بحسبان ([الرحمن: 5].ونحوه مما يشير إلى علم الهيئة ( أي: الفلك )، وتركيب السماوات والأرض ( الكوزمولوجيا والجيولوجيا ).
وهو ـ رحمه الله ـ ير: أن جميع العلوم المعروفة والتي سيسفر عنها الزمان مع تعاقب العصور، موجودة في القرآن، لا بالتصريح، وإنما ( بالقوة )، أو كما يقول: إن جميع العلوم التي عرفها البشر، والتي هم في الطريق إلى معرفتها ليست في أوائلها خارجة عن القرآن، فإن جميعها مغترفة من بحر واحد من بحار معرفة الله تعالى، وهو بحر الأفعال.
* السكاكي ( ت 626هـ):
بحث السكاكي الموضوع في كتابه ( مفتاح العلوم )، ومال إلى القول بالنظم، وجعل الإعجاز لا يدرك إلا بالذوق، وطول خدمة البلاغة، وممارسة الكلام البليغ.
* الفخر الرازي (543 ـ 606هـ):
الفخر الرازي هو صاحب ( التفسير الكبير ) المسمى أيضاً ( مفاتيح الغيب )، وهو يرى وجود جميع العلوم في القرآن بالقوة، كوجود الشجرة في النواة ( البذرة)، وقد عرض في تفسيره الكبير مباحث كثيرة ـ حسب ثقافة عصره وما بلغته العلوم في زمانه ـ في شترى نواحي العلوم الطبيعية والمعارف الكونية، وللرازي أيضاً كتاب في هذا المجال هو ( نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز ).
* ابن أبي الأصبح المصري ( ت 654هـ ):
أكد ابن أبي الأصبع الإعجاز البياني للقرآن الكريم، وقد تبعه في هذا الرأي العلوي اليمني ( 629 ـ 729هـ ) صاحب كتاب ( الطراز )، ولم يخرج كل من شمس الدين الأصفهاني ( ت 749 هـ )، والزركشي ( 745 ـ 794هـ ) عما قال أسلافهم من العلماء...
* أبو الفضل المرسي ( ت 655 هـ ):
يقول أبو الفضل المرسي في تفسيره: جمع القرآن علوم الأولين والآخرين، بحيث لم يحط به علماً إلا المتكلم به، ثم قال: أما الطب فمداره على حفظ نظام الصحة، واستحكام القوة، وذلك إنما يكون باعتدال المزاج بتفاعيل الكيفيات المتضادة، وقد جمع ذلك في آية واحدة هي قول الله تعالى: )وكان بين ذلك قواماً ([الفرقان: 67].ثم قرر مثل ذلك في علوم الهيئة ( الفلك ) والهندسة والجبر والمقابلة...
* جلال الدين السيوطي ( ت 911هـ ):
الإمام جلال الدين السيوطي يرى هو الآخر ما يراه كل من الغزالي والرازي، ويستدل لذلك بقول الله تعالى: ).... ما فرطنا في الكتاب من شيء .... ([الأنعام: 38]...ويستدل بأحاديث نبوية، منها:
ما أخرجه أبو الشيخ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله لو أغفل شيئاً لأغفل الذرة والخردلة والبعوضة ).
ومن الآثار الدالة على ذلك: ما أورده ابن مسعود، إذ قال: ( أنزل في القرآن كل علم، وبُيّن لنا فيه كل شيء، ولكن علمنا يقصر عما بين لنا في القرآن ).
ويقول السيوطي في كتابه المشهور: ( الإتقان في علوم القرآن ): اشتمل الكتاب العزيز على كل شيء.
أما أنواع العلوم، فليس منها باب ولا مسألة هي أصلن إلا وفي القرآن ما يدل عليها، وفيه عجائب المخلوقات، وملكوت السماوات والأرض، وما في الأفق الأعلى، وما تحت الثرى.. إلى غير ذلك مما يحتاج شرحه إلى مجلدات.
* الألوسي ( 1217 ـ 1270هـ ):
عرض العلامة الألوسي في تفسيره ( روح المعاني ) لآراء من سبقه من الأعلام، وارتضى رأياً موجزة: أن القرآن معجز بجملته وأبعاضه، حتى أقصر سورة منه، معجز بالنظر إلى نظمه وبلاغته، وإخباره بالغيب، وموافقته لقضية العقل، ودقيق المعنى، وقد تستتر كلها في آية، وقد يستتر البعض، كالإخبار عن الغيب.
* عبد الرحمن الكواكبي ( القرن الرابع عشر الهجري ):
المصلح الاجتماعي السوري المعروف، وهو في مقدمة المحدثين الذين نادوا باستعمال معطيات العلم الحديث في شرح آيات القرآن التي تتحدث عن الكون والطبيعة والأنفس وما شابه ذلك.
يقول الكواكبي في كتابه المعروف ( طبائع الاستبداد ): إن القرآن الكريم شمس العلوم، وكنز الحكم، وهو يرى أن العلماء إنما امتنعوا عن التفسير العلمي تخوفاً من مخالفة رأي السلف القاصرين في العلم، فيكفرون فيقتلون.
وهو يعرض أيضاً في كتابه هذا ما يؤيد أهمية اتجاه التفسير العلمي للقرآن الكريم.
يقول الكواكبي: إن مسألة إعجاز القرآن لم يستطع أن يوقّها حقها العلماء غير المجتهدين، الذي اقتصروا على ما قاله السلف من أن إعجازه في فصاحته وبلاغته، أو إخباره عن أن الروم بعد غلبهم سيغلبون... ولو أطلق للعلماء عنان التدقيق وحرية الرأي والتأليف، كما أطلق لأهل التأويل والخرافات، لرأوا في ألوف من آيات القرآن ألوف الآيات من الإعجاز، ولرأوا فيه كل يوم آية تتجدد مع الزمان والحدثان تبرهن على إعجازه بصدق قوله تعالى: )ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ([الأنعام: 59].
ومثال ذلك: أن العلم كشف في هذه القرون الأخيرة حقائق وطبائع كثيرة ورد التصريح أو التلميح بأكثرها في القرآن، وما بقيت مستورة إلا لتكون عند ظهورها معجزة للقرآن شاهدة بأنه كلام رب العالمين، لا يعلم الغيب سواه....
* مصطفى صادق الرافعي ( القرن الرابع عشر الهجري ):
الأديب المعروف، الذي وضع كتابه المشهور ( إعجاز القرآن ) وذهب فيه إلى أن القرآن بآثاره النامية، معجزة أصلية في تاريخ العلم كله على بسيط هذه الأرض، من لدن ظهور الإسلام إلى ما شاء الله، كما أنه يقول: استخرج بعض علمائنا من القرآن ما يشير إلى مستحدثات الاختراع، وما يحقق بعض غوامض العلوم الطبيعية، وبسطوا كل ذلك بسطاً.
يشرح الرافعي في كتابه ( إعجاز القرآن والبلاغة النبوية ) مسائل عديدة في الإعجاز القرآني، ويخلص إلى أن لقرآن معجزة بالمعنى الذي يُفهم من لفظ ( الإعجاز ) على إطلاقه حين ينفي الإمكان بالعجز عن غير الممكن، فهو أمر لا تبلغ منه الفطرة الإنسانية مبلغاً، وليس إلى ذلك مأتى ولا وجهة، وإنما هو اثر كغيره من الآثار الإلهية ليشاركها في إعجاز الصفة، وهيئة الوضع، وينفرد عنها بأن له مادة من الألفاظ كأنها مفرغة إفراغاً من ذوب تلك المواد كلها، وما نظنه إلا الصورة الروحية للعالم كله.. فالقرآن معجزة في تاريخه دون سائر الكتب ومعجز في أثره النفسي، ومعجز كذلك في حقائقه.
* الإمام أبو العزائم ( القرن الرابع عشر الهجري ):
تبدو النزعة العلمية، أو ما يمكن أن نسميه ( الإعجاز العلمي ) واضحة في وقفات الإمام المجدد محمد ماضي أبو العزائم عند الآيات الكونية، ولقد نالت آيات خلق الإنسان، وآيات الفلك والكونيات وآيات علوم الأرض والنباتات والحيوانات والمعادن، وعلاقة الأجرام السماوية بالكائنات الأرضية، منه إشارات عظيمة في ( أسرار القرآن ).
* طنطاوي جوهري ( القرن الرابع عشر الهجري ):
كان أستاذاً بدار العلوم بمصر، اشتهر في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري بتفسيره ( الجواهر في تفسير القرآن الكريم )، وكذلك بكتاب ( القرآن والعلوم العصرية ).
ولقد مهد لتفسير الجواهر بعدة مؤلفات ساعدت على توضيح هدفه في إبراز الجوانب العلمية للآيات الكونية في القرآن الكريم، ومن هذه المؤلفات: ( جواهر العلوم )، ( التاج المرصع )، و(جمال العالم).
وقد كانت هذه المؤلفات وغيرها من كتابات العلامة طنطاوي جوهري، إرهاصات لوضع تفسير كامل للقرآن الكريم يحتوي من آيات العلوم على ما يزيد على خمسين وسبع مئة آية، على حين لا تزيد آيات علم الفقه الصريحة على مئة وخمسين آية.
وكان يرنو من وراء هذا إلى حث الشباب المسلم إلى دراسة العلوم الكونية، وفي نفس الوقت فهم الآيات القرآنية فهماً قرياً حتى يعدّوا العدة لاسترجاع، واستعادة توطين الحضارة في أرض السلام مرة أخرى بعد أن هاجرت منها.
* محمد عبده ( القرن الرابع عشر الهجري ):
الإمام المصلح الشيخ محمد عبده، له كتاب ( رسالة التوحيد )، وهو من المهتمين بإبراز أوجه الإعجاز في القرآن، ويرى أن القرآن معجز من عند الله، لأنه صدر عن نبي أمي، ولأنه يخبر عن الغيب، ولتقاصر القوى البشرية دون مكانته... لقد كانت للشيخ آراء تصحيحية غير قليلة، وكان من المهتمين بإبراز الإشارات العلمية الواردة بالقرآن، لكنه لم يكن متضلعاً بالعلوم الكونية، ولم يمارس البحوث التجريبية، ولم يدرس الجوانب الطبيعية أو الطبية، إنما كان ينقل من أهل التخصصات ليشرح ما يراه مناسباً لبعض الآيات. ويأخذ بعض العلماء على الشيخ محمد عبده إغراقه في التفسيرات العلمية التي أوقعته في عدد من الأخطاء، مثل ما وقع فيه عندما افترض أن ( نظرية التطور ) لداروين في أصل الإنسان يمكن أن يوجد لها تفسيراً قرآنياً، وعندما اعتبر الحجارة التي ألقتها الطير الأبابيل نوع من الميكروبات.... ويرى هؤلاء العلماء أن هذا وذاك وما شابهه يخالف الحقيقة القرآنية[4].
* عبد الحليم محمود ( القرن الرابع عشر الهجري ):
الإمام القدوة الشيخ الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر، الذي جمع بين علوم الشريعة والحقيقة معاً، غزير الإنتاج المطبوع والمسموع، قال ـ رضي الله عنه ـ في كتاب له عنوانه ( موقف الإسلام من الفن والعلم والفلسفة ): قد يتساءل إنسان عن نوعية العلم الذي يدعو إليه الإسلام... إن العلم الذي يدعو إليه الإسلام هم العلم بالطبيعة والأحياء والكيمياء والطب، وغير ذلك من العلوم المادية، وهو بالضرورة أيضاً علم الدين، من تفسير وحديث وفقه... إن الآية الكريمة: )إنما يخشى الله من عباده العلماء (إنما وردت في معرض الحديث عن الكونيات المادية... إن هؤلاء الذين يتصلون مثلاً بعلم التشريح من قريب أو يتخصصون فيه، يرون من الإحكام المحكم، ومن الدقة الدقيقة في مختلف الأجهزة الجسمية، وفي مفردات هذه الأجهزة، ما يضطرهم اضطراراً إلى السجود لرب هذا التنسيق والترتيب والإبداع.. وليس علم التشريح وحده الذي يبهر العالم المتبحر فيه، وإنما يبهر علم الفلك العالم الفلكي، وعالم الإحياء وهو يتأمل عوالمه، ويفاجأ كل يوم بجديد وغريب وبديع فيها... إن هؤلاء جميعاً وغيرهم يجدون أنفسهم لا محالة أمام صنع الله الذي أتقن كل شيء صنعاً، فيقولون مع القرآن الكريم: )تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير. الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور. الذي خلق سبع سماوات طباقاً ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت، فارجع البصر هل ترى من فطور. ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير ([الملك: 1 ـ 4][5].
* محمد فريد وجدي ( القرن الرابع عشر الهجري ):
الكاتب الإسلامي المعروف، ونلاحظ اهتمامه ـ رحمه الله ـ بهذا المجال من خلال ما علق به على كتاب ( الإسلام والطب الحديث ) لصاحبه الدكتور عبد العزيز إسماعيل عند ظهوره.
يقول العلامةمحمد فريد وجدي: وهذا الكتاب يفتح للمتدبرين في آيات القرآن مجالاً فسيحاً لفهم آياته المشيرة إلى الكائنات الأرضية بما يسيغه العلم الحديث ويستهوي عقول الذين يقدسونه. فما أجدر أن ينشر بين طلبة الجامعات ليكون باعثاً لهم على تلاوة القرآن والاستهداء بنوره، وما أخلقه أيضاً أن يذاع بين طلاب العلم الديني ليجيب إليهم ويثبت لهم أنه أصبح أداة لإظهار مكنونات الكتاب وإذاعة آياته وإثبات إعجازه.
* محمد الطاهر بن عاشور ( القرن الرابع عشر الهجري ):
مفسر تونسي من جيل المعاصرين، وتفسيره للقرآن تفسير جيد، وقد ضمّن مقدمته آراءه في اتجاه ما يسمى: ( التفسير العلمي )، أي: استعمال معطيات العلم الحديث في شرح مفاهيم الآيات القرآنية المشيرة إلى الطبيعة والخلق والكون.
ولقد عرض الدكتور سعاد يلدرم[6]بالتفصيل لآراء ابن عاشور، وفيما يلي نقتبس منه مقتطفات نبين بها خلاصة هذه الآراء فيما يلي:
قال ابن عاشور ـ رحمه الله ـ في تفسير ( التحرير والتنوير )[7]( في المقدمة العاشرة ) عند البحث في إعجاز القرآن ما نصه: وآمال النوع الثاني من إعجازه العلمي، فهو ينقسم إلى قسمين: قسم يكفي لإدراكه فهمه وسمعه، وقسم يحتاج إدراك وجه إعجازه إلى العلم بقواعد العلوم. وكلا القسمين دليل على أنه من عند الله، لأنه جاء به ( أمي ) في موضع لم يعالج أهله دقائق العلوم، والجائي به ثاوٍ بينهم لم يفارقهم، ولقد أشار القرآن إلى هذه الجهة من الإعجاز بقوله تعالى: )قال: فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين. فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ([القصص: 49 ـ 50].ثم إنه ما كان قصاراه إلى مشاركة أهل العلم في علومهم الحاضرة، حتى ارتقى إلى ما لم يألفوه، ويتجاوز ما درسوه وألفوه.
قال ابن عرفة عند قوله تعالى: )يولج الليل في النهار ([آل عمران: 27].كان يعضهم يقول: إن القرآن يشتمل على ألفاظ يفهمها العوام، وألفاظ يفهمها الخواص، وعلى ما يفهمه الفريقان، ومنه هذه الآية، فإن الإيلاج يشمل الأيام التي لم يدركها إلا الخواص، والفصول التي يدركها سائر العوام.
أقول: وكذلك قوله تعالى:)أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي، أفلا يؤمنون ([الأنبياء: 30].فمن طرق إعجازه العلمية أنه دعا إلى النظر والاستدلال.
قال في الشفاء: ( ومنها جمعه لعلوم ومعارف لم تعهدها العرب، ولا يحيط بها أحد من علماء الأمم، ولا يشتمل عليها كتاب من كتبهم، فجمع فيه من بيان علم الشرائع والتنبيه على طرق الحجة العقلية، والرد على فرق الأمم ببراهين قوية وأدلة كقوله: )لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ([الأنبياء: 22].وقوله: )أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم ([يس: 81].
ولقد فتح الأعين إلى فضائل العلوم، بأنه شبه العلم بالنور وبالحياة كقوله: )لينذر من كان حياً ([يس: 70]. وقوله: )وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ([الزمر: 43].وقوله: )يخرجهم من الظلمات إلى النور ([البقرة: 257].وقوله: )... قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ... ([الزمر: 9].


يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــع


  #1669  
قديم 28-12-2013, 04:11 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبــع الموضوع السابق

إعجاز القرآن على مر الزمان



وهذا النوع من الإعجاز هو الذي خالف به القرآن أساليب الشعر وأعراضه مخالفة واضحة.
ثم يستدل ابن عاشور بحديث: ( ما من الأنبياء نبي إلا أوتي ـ أو أعطي ـ من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحياً أوحاه الله، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة )[ البخاري: فضائل القرآن، ومسلم: كتاب الإيمان]، فالمناسبة بين كونه أوتي وحياً وبين كونه يرجو أن يكون أكثرهم تابعاً لا تنجلي إلا إذا كانت المعجزة صالحة لجميع الأزمان، حتى يكون الذين يهتدون لدينه لأجل معجزته، أمما كثيرين، على اختلاف قرائحهم، فيكون هو أكثر الأنبياء تابعاً لا محالة، وقد تحقق ذلك، لأن المعنى بالتابع: التابع له في حقائق الدين لا اتباع الادعاء والانتساب بالقول (...). وهذه الجهة من الإعجاز إنما تثبت للقرآن بمجموعه، إذ ليست كل آية من آياته، ولا كل سورة من سورة، بمشتملة على هذا النوع من الإعجاز، ولذلك فهو إعجاز حاصل من القرآن، وغير حاصل به التحدي.
وقال ابن عاشور ( في المقدمة الرابعة لتفسيره ): وفي الطريقة الثالثة: تجلب مسائل علمية من علوم لها مناسبة بمقصد الآية، إما على أن بعضها يومىء إليه معنى الآية، ولو بتلويح ما، كما يفسر أحدهم قول الله تعالى: ).... ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً... ([البقرة: 269]. وأن بعض مسائل العلوم قد تكون أشد تعلقاً بتفسير آي القرآن كقول الله: )والسماء بنيناها بأيد... ([الذاريات: 47].وكذا قوله تعالى: ) أفلم ينظرون إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج ([سورة ق: 6].فإن القصد منه الاعتبار بالحالة المشاهدة، فلو زاد المفسر ففصل تلك الحالة، وبين أسرارها وعللها بما هو مبين في علم الهيئة ( الفلك )، كان قد زاد المقصد خدمة، إما على وجه التوفيق بين المعنى القرآني، وبين المسائل الصحيحة من العلم، حيث يمكن الجمع، وإما على وجه الاسترواح من الآية، كما يؤخذ من قوله تعالى: )ويوم نسير الجبال ([الكف: 47]. أن فناء العالم يكون بالزلازل. ومن قوله تعالى: )إذا الشمس كورت... ([التكوير: 1]. أن قانون الجاذبية يختل عند فناء العالم.
* بديع الزمان سعيد النورسي ( القرن الرابع عشر الهجري ):
مجاهد إسلامي تركي مشهور، كتب تفسيراً باللغة العربية لسورة البقرة أسماه: ( إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز )، كما كتب تفسيراً لبعض سور وأجزاء القرآن الكريم بعنوان: ( كليات رسائل النور ) التي ترجمت فيما بعد إلى اللغة العربية، وقد توفي ـ رحمه الله ـ عام ( 1960م ) عن عمر يناهز السابعة والثمانين، وهو عمر ملىء بالعلم والجهاد والدعوة إلى الله، وفي نفس بحث الدكتور سعاد يلدرم وردت تفصيلات كثيرة عن آراء النورسي في هذا الاتجاه التفسيري للقرآن الكريم، وبنفس الأسلوب في التناول هنا سوف نعرض مقتطفات موجزة من هذه التفصيلات، تبين موجزاً لهذه الآراء:
من آيات القرآن قسم يزداد وضوحاً بمرور الزمان، ولا تنقضي عجائبه، له محكمات ونصوص لا تتغير وأحكامها في كل الأزمان، ولكن له أيضاً معاني ثانوية تشير إلى بعض الحقائق العلمية التي تنكشف شيئاً فشيئاً، حسب تقدم المستوى العلمي البشري.
أما الحقائق الظاهرية التي بينها السلف الصالح فمسلمة محفوظة، لا تعتريها شبه، لأنها نصوص ومحكمات وأسس وقواعد يجب الإيمان بها، والكتاب موصوف بأنه )قرآن عربي مربين (.وهذا يقتضي كونه واضحاً في معانيه الأساسية، والخطاب الإلهي يدور حول هذه المعاني، ويقويها ويظهرها، ومن ينكر هذه المعاني المنصوصة، فكأنما يكذّب الله تعالى، ويتهم فهم الرسول صلى الله عليه وسلم، إذن لا شك في أن المعاني المنصوصة مأخوذة من منبع الرسالة... إلخ ( المكتوبات 400 ـ 401 ).
ويتساءل النورسي بعد أن تعرض لبعض المعاني الإشارية من قبيل الإعجاز العلمي، فيقول: فإن قلت: كيف نستطيع أن نعلم أن القرآن أراد هذه المعاني وأشار إليها؟.
فالجواب: ما دام القرآن خطة أولية، وما دام هو يدرس ويخاطب كل طبقات البشر المصطفّة جيلاً بعد جيل، إلى يوم القيامة، فلا بد له من مراعاة تلك الأفهام المختلفة، ودرج المعاني المتعددة وإرادتها، ووضع القرائن للإرشاد بأنه أرادها، وكل هذه الوجوه والمعاني تعد من معاني القرآن بشهادات اتفاق أهل الاجتهاد، وأهل التفسير، وأهل أصول الدين، وأهل أصول الفقه، بشرط كونه صحيحاً من ناحية العلوم العربية، وحقاً من جهة الأصول الدينية، ومقبولاً من الناحية البلاغية، والقرآن وضع أمارة لكل وجه من هذه الوجوه: إما لفظية وإما معنوية.
والأمارة المعنوية: إما أن تفهم من سياق الكلام وسباقه، وإما أمارة مستنبطة من آية أخرى تشير إليها ( يعني: إلى هذا المعنى )، وكتب التفاسير التي تعد بالآلاف التي الفها المحققون تشهد بجامعية القرآن هذه وخارقيته. ( سوزلر، أي: الكلمات 414 ـ 415 ).
يتساءل الإنسان: إن الواقع الذي نشاهده ضد ما أشار إليه القرآن في بعض الأحيان، مثلاً نرى الشمس تشرق، وتغرب، والأرض منبسطة ساكنة، ماذا نقول في ذلك؟ نجيب عن هذا السؤال بأن القرآن كتاب هداية وإرشاد، والإرشاد باعتبار المعظم عوام، والعوام على رؤية الحقيقة عريانة، ولا يستأنسون بها إلا بلباس خيالهم المألوف، فلهذه النكتة صوّر القرآن تلك الحقائق بمتشابهات وتشبيهات واستعارات، وحافظ على الجمهور الذين لم يتحملوا عن الوقوع في ورطة التكذيب بما لم يحيطوا بعلمه، فأجمل في المسائل التي يعتقد الجمهور بالحس الظاهر مخالفتها للواقع، لكن مع ذلك أومأ إلى الحقيقة بنصب أمارات، فإذا تفطنت لهذه النكتة فاعلم: أن الديانة والشريعة الإسلامية المؤسسة على البرهان العقلي، ملخصة من علوم وفنون تضمنت العقد الحيوية في جميع العلوم الأساسية، من فن تهذيب الروح، وعلم رياضة القلب، وعلم تربية الوجدان، وفن تدريب الجسد، وعلم تدبير المنزل، وفن السياسة المدنية، وعلم الحقوق والمعاملات، وفن الآداب الاجتماعية، وكذا... وكذا...إلخ، مع أن الشريعة فسرت وأوضحت في مواضع اللزوم ومظان الاحتياج وفيما لم يلزم في حينه أو تستعد له الأذهان، أو لم يساعد الزمان، أجملت بفذلكة ووضعت أساساً، وأحالت إلى الاستنباط منه ( إشارات الإعجاز 175 ). يراعي القرآن ويتلطف مع الحس الظاهري، الذي يشاهد أن الأرض ساكنة ومنبسطة، ولا يقول بصراحة: إن الأرض كروية تدور حول نفسها، وحول الشمس بسرعة، ما أراد القرآن أن يلبس على الناس ويشوش على أفكارهم، فيبعدهم عن هداية القرآن، ولو قال القرآن هذا وأمثاله من الحقائق العلمية لانفض الناس من حولها، ولأنكروا ذلك، لم يكن من ذلك شك، إلا أن القرآن لم يهمل الإشارة إلى العصر، وإلى المستوى، الذي أدرك الناس فيه حقيقة شكل الأرض أو حركتها.
وبناء على هذه الحقيقة، فلا بد للمفسرين المتأخرين أن يوفقوا بين الحقائق الكونية المتكشفة وبين النص القرآني المشير إلى هذه الاكتشافات، وليست هذه المسائل من قبيل العقائد والعبادات والأحكام والمعاملات، ولهذه يجوز أن تفهم وتؤمن الأجيال المتقدمة بالمعنى الإجمالي وكفى، وهذا لا يسبب أي نقيصة للقرآن، ولا للمتقدمين من الأمة الذين لم يكن في استطاعتهم أن يعرفوا هذه المسائل بالتفصيل، بل يكون دليل آخر بالإعجاز القرآني.. لأن القرآن يعلن بصراحة أنه يحتوي بعض الحقائق التي لم تظهر حقيقتها في وقت النزول: )... بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله ([يونس: 39].والجزء الأخير من الآية صريح في أن القرآن يحتوي بعض الحقائق التي ستتضح بمرور الزمان، وكذا قوله تعالى: )سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ([فصلت: 53].
وهذه ألآية صريحة في أن الله يظهر بعض الآيات، أي: بعض الحقائق القرآنية بعد زمن النزول.
لنقرأ ما كتبه المفسر ابن كثير ( المتوفى سنة 774هـ )، الذي هو أبعد المفسرين عن التفسير الموصوف بالعلمي.
قال ـ رحمه الله ـ في تفسير هذه الآية الكريمة: ( أي: سنظهر لهم دلالاتنا وحججنا على كون القرآن حقاً منزلاً من عند الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم بدلائل خارجية في الآفاق من الفتوحات[8]، وظهور الإسلام على الأقاليم وسائر الأديان... ويحتمل أن يكون المراد من ذلك هو ما الإنسان مركب منه وفيه وعليه من المواد ( الأخلاط )، والهيئات العجيبة، كما هو مبسوط في علم التشريع الدال على حكمة الصانع تبارك وتعالى.
وقال ابن زيد: ( آفاق السماوات ): نجومها، وشمسها، وقمرها، اللاتي يجرين، وآيات في أنفسهم، أيضاً ( تفسير الطبري: 25/5 ).
ويصرح ابن كثير بأن هذه الآية تشير إلى بعض الحقائق التي يدرسها علم الأحياء وعلم التشريح.
وابن زيد، من السلف، يفسر ( الآيات ) بعلوم الكون، بينما كان ابن جرير الطبري لا يلتزم هذا التفسير، ظنّاً بأن السماوات والشمس والقمر كانت مشهودة ومعلومة عندهم.
* عبد الرزاق نوفل ( القرن الرابع عشر الهجري ):
عرض المفكر الإسلامي المرحوم الأستاذ عبد الرزاق نوفل فكره في العديد من الكتب التي ألفها، وقد ظهر ـ رحمه الله ـ في فترة كانت بحاجة إلى إشاعة هذا الفكر، تلك هي فترة سيطرت الشيوعية ـ أو على الأقل العلمانية ـ على أنحاء متفرقة من العالم.
وفي كتاب ( القرآن والعلم الحديث )[9]يقول: أثبت التقدم الفكري في العصر الحديث أن القرآن كتاب علمي جمع أصول كل العلوم والحكمة... وكل مستحدث في العلم نجد أن القرآن قد وجه إليه النظر أو أشار إليه.
* محمد متولي الشعراوي ( القرن الخامس عشر الهجري ):
الإمام العلامة قوي البيان ذائع الصيت الذي يلجأ في كثير من الأحيان ـ خصوصاً عند مروره بالآيات ذات الإشارات والمفاهيم العلمية ـ إلى الاستعانة بمعطيات العلوم الحديثة في الكشف عن جوانب من معنى الآية لم تكن ظاهرة للناس من قبل، ونفهم من ذلك: أنه لا يعارض ( التفسير العلمي )، وإنما يعارض المغالاة والاندفاع والخوض بالقول في النظريات والفروض والظنون، وجر آيات القرآن إلى هذا الميدان، في محاولة لإثبات القرآن بالعلم، رغم أن القرآن ليس في حاجة إلى العلم ليثبت صدقه.
يقول فضيلته: إن هذا أخطر ما نواجهه، ذلك أن بعض العلماء في اندفاعهم في التفسير وفي محاولاتهم ربط القرآن بالتقدم العلمي يندفعون في محاولة ربط كلام الله بنظريات علمية مكتشفة يثبت بعد ذلك أنها غير صحيحة، وهم في اندفاعهم هذا يتخذون خطوات متسرعة، ويحاولون إثبات القرآن الكريم بالعلم، والقرآن ليس في حاجة إلى العلم ليثبت، فالقرآن ليس كتاب علم، ولكنه كتاب عبادة ومنهج، ولكن الله سبحانه وتعالى علم أنه بعد عدة قرون من نزول هذا الكتاب الكريم سيأتي عدد من الناس ويقول: انتهى عصر الإيمان وبدأ عصر العلم، والعلم الذي يتحدثون عنه قد بينه القرآن الكريم كحقائق كونية منذ أربعة عشر قرناً.... [10].
ويقول الشيخ الشعراوي[11]: إن القرآن ىية الإعجاز، وله عطاءات في هذا المضمار، وهناك عطاءات في قول الله تعالى: )سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم... (،ويتمثل الأول في الافاق الواسعة والأرجاء الرحبة، وتسمى الآيات الكونية، ولقد أوضح سبحانه وتعالى من آيات الكون للمؤمنين، هداية لهم وإرشاداً، فبرع كثير منهم، وكانوا قادة أوائل في العلوم، وعلى رأسهم جابر بن حيان الذي كان أول من وضع أساس علم الكيمياء، وابن سينا الذي وضع أساس علم الطب لعلاج أدواء البشر، والفلك لنعرف مجريات النجوم وأفلاكها، وما يعتورها من تغيرات ومناخات، وكذلك علم الرياضيات. ولم نهمل آيات الكون جسم الإنسان، فاكتشف ابن النفيس الدورة الدموية ووصفها وصفاً علمياً دقيقاً. ولم يقف الحال عند ذلك، بل نبغ الزهراوي في إجراء الجراحات الكثيرة حتى سمى ( أبا الجراحة )، ولم يقتصر عطاء الله سبحانه وتعالى على المؤمنين، بل إن هناك ثوابت وحقائق، مثل كروية الأرض التي صورها العلماء من القمر، فلن تصبح الأرض مربعة أو مثلثة... تلك حقائق ثابتة، ومثلها قوانين في الفيزياء، وحقائق في الفلك وفي التشريع...
* كامل البوهي ( القرن الخامس عشر الهجري ):
كان ـ رحمه الله ـ مديراً لإذاعة القرآن الكريم بمصر، ومديراً لتحرير جريدة ( الرأي العام )، وحينما سئل عن رأيه في التفسير العلمي قال[12]: إن كل تفسير إنما هو اجتهاد يصيب ويخطىء، ومن حق المتخصص أن يجتهد، فأولئك الذين فسروا القرآن بلاغياً متخصصون في البلاغة، وقد تتغير النظرية الأدبية من جيل إلى جيل، وقد يخطىء أحد المفسرين على الطريقة البلاغة، والقرآن الكريم صحيح مئة في المئة، أما تفاسيره فمنها الصحيح ومنها غير الصحيح... ولا يجب منع التفسير العلمي بوجه عام، فذلك خطر على الفكر لا يرضاه الإسلام الذي أطلق للإنسان العنان ليستخدم كل مواهبه دون عراقيل من كهنوت ديني أو سلطة ـ من يدعون الوصاية على أمور الدين، ما دام المجتهد كفئاً للاجتهاد وحسن النية ... ونعتقد أن ذلك يؤهله لتلقي نفحات من الله تفتح له الطريق والوعي والتوفيق...
* محمود ناظم نسيمي ( القرن الخامس عشر الهجري ):
مفكر سوري مسلم، له كتابات في مجال الربط المنسجم بين العلم والدين، وفي تقديمه لكتاب ( مع الطب في القرآن الكريم ) الذي نال به درجة الدكتوراة كل من الدكتور عبد الحميد دياب والدكتور أحمد أحمد قرقور[13]، يقول الدكتور محمود ناظم نسيمي:... وتعلم فنون الطب والصناعة والزراعة والعلوم الدنيوية المختلفة ليس من مهام الرسالة السماوية، فإذا تكلم القرآن عن شيء من ذلك فإنما يريد أن يوجه الإنسان إلى الإيمان بوجود خالق مبدع لكل الكائنات، وإلى ما فيها من خواص طبيعية وقوانين علمية وترتيبات سببية، ويريد منه أن يحيا معها ضمن عقيدة سليمة وتفكير قويم، وأن يستخدمها في سلوك صحيح وأخلاق سامية، ويريد أن ينبه الإنسان بصورة خاصة إلى أن الاشتغال بالعلوم والمهن والصناعات وأنواع الزراعة المفيدة ضمن الإطار العقائدي السليم والخلقي النبيل، إنما هو منسجم مع روح الإسلام، فلا يجوز أن يهمله المجتمع المسلم أو يغفل عنه بحجة أن أفضل العلوم هي العلوم الدينية، لأن كل علم أو حرفة أو صناعة أو زراعة نافعة للمجتمع الإسلامي هو من فروض الكفاية، كما هو الحال في تعلم الفقه وسائر العلوم الدينية.
* عبد المجيد الزنداني ( القرن الخامس عشر الهجري ):
أول أمين عام لهيئة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة، وهذه هي أول هيئة ( من حيث تاريخ التأسيس ) في العالم تقوى على إبراز جوانب الإعجاز العلمي في آيات القرآن. ولفضيلته كتب عديدة في مجال الإشارات العلمية للقرآن الكريم، والتوحيد، والكثير من البحوث المنشورة في مؤتمرات هيئة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة بمكة المكرمة[14].
كما أنه صاحب العديد من الأفكار والمشروعات البحثية في هذا المجال العظيم.
* مصطفى محمود ( القرن الخامس عشر الهجري ):
المفكر الإسلامي المعروف، وهو أحد المنادين بالتفسير العصري ( وهو في نظره أكثر شمولاً من مجرد التفسير العلمي )، وله في هذا المجال كتاب مشهور بعنوان: ( القرآن ... محاولة لفهم عصري ).
يقول الدكتور مصطفى محمود[15]: إن القرآن كلام الله ( الذي ) لا نهاية لمعانيه، وهو كتاب جامع.. ولهذا فإنه احتمل أكثر من منهج في التفسير، فهناك التفسير البياني.. والتفسير العلمي الذي يركز على الآيات الكونية في الفلك والطب والأجنة، وعلى معطيات الموضوعية العلمية، وهناك التفسير الإشاري، وهناك.... إلخ، ولكل منهج من هذه المناهج مكانه، وكلها مكملة لبعضها البعض، والاجتهاد فيها لا ينتهي، ونظراً لكثرة المعلومات المتاحة في العصر العلمي الذي نعيشه، أخذ التفسير العلمي مكان الصدارة، إذ وجدنا آيات القرآن تتوافق مع كل ما يجدُّ من معارف علمية ثابتة... وهو يرد على المعترضين بحجة العلم وعدم ثباته.
* ولا يزال الرصيد زاخراً:
لقد كثرت التآليف والتصانيف في مسائل إعجاز القرآن، خصوصاً الجوانب العلمية والطبيعية والكونية والطبيه فيه، وإننا بالأمثلة التي نوردها فيما يلي لا نريد حصراً، وإنما نوردها على سبيل الإشارة والتعريف ببعض الأسماء التي تسهم في هذا الحقل الخصيب.
ومنهم: محمد توفيق صدقي ( دروس سنن الكائنات )، حنفي أحمد ( التفسير العلمي للآيات الكونية في القرآن )، ( معجزة القرآن في وصف الكائنات )، محمد أحمد العدوي (آيات الله في الآفاق )، محمد بن أحمد الإسكندراني ( كشف الأسرار النورانية القرآنية فيما يتعلق بالأجرام السماوية والأرضية والحيوانات والنباتات والجواهر المعدنية )، ( تبيان الأسرار الربانية في النباتات والمعادن والخواص الحيوانية )، ( البراهين البينات في بيان حقائق الحيوانات ). عبد الله باشا فكري ( مقارنة بعض مباحث الهيئة بالوارد في النصوص الشرعية )، ( القرآن ينبوع العلوم والعرفان ). عمر ابن أحمد الملباري ( إعجاز القرآن في مسألة اللؤلؤ والمرجان ). الشيخ محمد بخيت المطيعي ( تنبيه العقول الإنسانية لما في آيات القرآن من العلوم الكونية والعمرانية ). الغازي أحمد مختار باشا ( سرائر القرآن ). السيد كيراميت ( الاتفاق الأساسي التام بين الكتاب الكريم وبين التعاليم الأوروبية في الطبيعة والفلك والعلوم الكونية ). محمد عفيفي الشيخ ( القرآن الكريم وعلوم الغلاف الجوي ). الدكتور عبد العزيز باشا إسماعيل ( الإسلام والطب الحديث ). الدكتور محمد صدقي ( علم الفلك والقرآن ). الدكتور محمد أحمد الغمراوي ( الإسلام في عصر العلم )، ( سنن الله الكونية ). الدكتور عبد الله شحاتة ( تفسير الآيات الكونية ). الدكتور محمد جمال الدين الفندي ( الله والكون ). الدكتور محمد يوسف حسن ( قصة السماوات والأرض ). الدكتور عبد الغني الراجحي ( الأرض والشمس في منظور الفكر الإسلامي ). الدكتور موريس بوكاي ( دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة )، ( ما أصل الإنسان؟ ). علي عبد العظيم ( في ملكوت السماوات والأرض ). الدكتور عبد الله عبد الرزاق سعود ( السواك... والعناية بالأسنان )، ( العسل... من الإعجاز الطبي في القرآن ). العلامة وحيد الدين خان ( الإسلام يتحدى ). صلاح الدين خشبة في رسالته ( العلم والإيمان ). نعيم الحمصي ( فكرة إعجاز القرآن ). محمد محمد إبراهيم في رسالته ( إعجاز القرآن في علم طبقات الأرض ). الأستاذ عبد الرزاق نوفل ( الله والعلم الحديث )، ( الإسلام والعلم الحديث )، ( القرآن والعلم الحديث )، ( معجزة الأرقام والترقيم في القرآن ). مصطفى الدباغ ( وجوه من الإعجاز القرآني ). محمد عبد القادر الفقي ( القرآن الكريم وتلوث البية ). الدكتور توفيق علوان ( معجزة القرآن في الوقاية من مرض دوالي الساقين ). الدكتور محمد علي البني ( نحل العسل بين القرآن والطب ). عبد المنعم السيد عشري ( تفسير الايات الكونية في القرآن ). محمد عثمان الخشت ( وليس الذكر كالأنثى من منظور الإسلام والعلوم الحديثة ). الدكتور منصور حسب النبي ( الكون والإعجاز العلمي للقرآن )، ( القرآن الكريم والعلم الحديث )، ( الإشارات القرآنية للسرعة القصوى والنسبية )، ( موسوعة المعارف الكونية في ضوء القرآن ـ للفتيان ). الدكتور عبد العليم عبد الرحمن خضر ( الظواهر الجغرافية بين العلم والقرآن )، ( المدخل الإيماني للدراسات الكونية في القرآن )، ( هندسة النظام الكوني في القرآن )، ( الماء والحياة بين القرآن والعلم ). الدكتور كارم السيد غنيم ( رحلة مع الجراد )، ( عجائب العنكبوت ) ( الإشارات الكونية في القرآن الكريم: بين الدراسة والتطبيق )، ( ماشية الحليب في ضوء القرآن وسنة الحبيب ). توفيق محمد عز الدين (دليل الأنفس بين القرآن والعلوم الحديثة ). الدكتور محمد السعيد إمام ( حديث الإسلام عن الأشجار ). الدكتور الطاهر توفيق ( القرآن والإعجاز في خلق الإنسان ). عبد الحميد محمود طهماز (المعجزة والإعجاز في سورة النمل ). الدكتور عبد المجيد الزنداني ( توحيد الخالق ). الدكتور محمد البار ( خلق الإنسان بين الطب والقرآن)، ( الخمر بين الطب والفقه )، ( تحريم الخنزير )، ( دورة الأرحام )، رؤوف أبو سعدة ( العلم الأعجمي في القرآن مفسراً بالقرآن ). الدكتور عبد الحميد محمد عبد العزيز ( الإنسان بين الحقائق القرآنية والمعارف الطبية )، ( عبادات إسلامية من منظور طبي )، لواء مهندس أحمد عبد الوهاب ( العلوم الذرية المدنية في التراث الإسلامي)، ( خاصية النظام بين الكون والقرآن )...
هذا بالإضافة إلى كوكبة من الذين ألهمهم الله من العلوم ما استخدموه في جوانب شتى من هذا المجال الخصب، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر:
د/ عبد الحليم منتصر، د/ عبد الحليم كامل، د/ عفيفي محمود عفيفي، د/ علي علي المرسي، د/ أحمد شوقي إبراهيم، د/ عبد الحافظ حلمي، د/ محمد كمال عبد العزيز، د/ محمد عبد العال، د/ عبد الفتاح طيرة، د/ محمد فوزي جاد الله، د/ محمد أحمد ضرغام، د/ إبراهيم شحاتة قوشتي، د/ أحمد حسنين القفل، د/ عبد المحسن صالح، د/ عبد الكريم دهينة، د/ سالم نجم، د/ زين العابدين متولي، د/ كمال عبد الحميد عثمان، د/ محمد وسيم نصار، د/ حسين رضوان الليبدي، د/ السيد سلامة السقا، د/ زغلول راغب النجار، د/ إبراهيم سليمان عيسى، أ.د/ طه غبراهيم خليفة، أ.د/ محمد شوقي الفنجري، د/ أحمد شوقي الفنجري، أ.د/ خمساوي أحمد الخمساوي، د/ محمد أحمد الشهاوي، د/ ممدوح عبد الغفور، المهندس مصطفى بدران، محمد إسماعيل إبراهيم، المهندس محمد السيد أرناؤوط... وسوف يستمر عطاء القرآن على مر الزمان، وسوف يستمر علماء العلوم المدنية والتخصصات الكونية والبحوث التقنية، في الكشف عن مختلف جوانب الإعجاز في كتاب الله المجيد، معجزة الإسلام الخالدة، القرآن الكريم مصدقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم القيامة ). وتنفيذاً للوعد الإلهي: )سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ... (.وعلى الله قصد السبيل.
[1]– الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر، وسكرتير عام الجمعية، ومقرر اللجنة الثقافية، وعضو اتحاد الكتاب بجمهورية مصر العربية.

[2]– العمر ي د. أحمد جمال: مفهوم الإعجاز القرآني حتى القرن السادس الهجري، دار المعارف بمصر، ط1، سنة 1984م..

[3]– العمري د. أحمد جمال : المرجع السابق.

[4]– محمود د. منيع عبد الحليم : التفسير العلمي للقرآن بين المؤيدين والمعارضين، تحقيق بمجلة المسلمون 1 1402هـ / 1981م.

[5]– مجلة الأزهر: عدد رجب 1397هـ / 1977م.

[6]– يلدرم د. سعاد: مستندات التوفيق بين النصوص القرآنية وبين النتائج العلمية الصحيحة، المؤتمر العالمي الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، إسلام آباد ـ باكستان سنة 1408هـ / 1987م.

[7]– ابن عاشور محمد الطاهر : تفسير التحرير والتنوير، تونس سنة 1984م.

[8]– فسر ابن كثير الآفاق في الآية الكريمة بأنها الفتوحات الإسلامية في البلاد والأقطار والأمم، ولم يمكنه العلم الدنيوي المتوفر في عصره من فهم الآفاق الكونية، ولذلك لم يفسرها بآفاق الكون.

[9]– نوفل عبد الرزاق : القرآن والعلم الحديث، مؤسسة دار الشعب بالقاهرة سنة 1982م.

[10]– الشعراوي الشيخ محمد متولي : معجزة القرآن، مؤسسة أخبار اليوم بمصر. ط1 بدون تاريخ.

[11]– جريدة الجمهورية بمصر، عدد الجمعة 15/4/1994م.

[12]– البوهي د. كامل : التحقيق الصحافي السابق بجريدة المسلمون .

[13]– دياب وقرقوز د. عبد الحميد، د. أحمد : مع الطب في القرآن الكريم، مؤسسة علوم القرآن بدمشق، ط1، سنة 1984م.

[14]– الزنداني الشيخ عبد المجيد : المعجزة العلمية في القرآن والسنة، المؤتمر الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، إسلام آباد، سنة 1407هـ / 1987م.

[15]– محمود د. مصطفى : التفسير العلمي للقرآن بين المؤيدين والمعارضين. تحقيق بمجلة المسلمون 1 1402هـ / 1981م.


  #1670  
قديم 28-12-2013, 04:13 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الرؤية الإسلامية لعلاقة الإنسان بالموارد وحقيقة النظرية السكانية لـ

بقلم/ صبحي رمضان فرج
مدرس مساعد-كلية الآداب-جامعة المنوفية
لقد تكفل الله سبحانه بأمر الرزق، فقال تعالى "وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (هود:6) وجعل الأرض مباركة قابلة للخير والبذر والغرس وما يحتاج أهلها إليه من الأرزاق، يقول تعالى:"وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ" (الأعراف:10).
والموارد الاقتصادية في جملتها كافية لإشباع حاجة الإنسان، يقول تعالى: "وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار" (إبراهيم:34)، وقوله: "وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ" (الحجر:21)، وقوله في الأرض التي حل بها الإنسان: "وبارك فيها وقدر فيها أقواتها" (فصلت:10)؛ وعلى ذلك فإن ندرة الموارد-أو كما يطلقون عليه"شح الطبيعة"-لا يرجع إلى نقص فيها على مستوى البشر ككل، وإنما إلى أسلوب استغلال الإنسان لها، سواء بتعطيلها وإهدارها أو لسوء استغلالها وعدم الاستفادة الكاملة منها، أو الصراع من أجل الاستيلاء عليها والاستئثار بها.
وقول الله تعالى:"ُقلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ {9} وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ)[سورة فصلت] يخبرنا أن الله سبحانه وتعالى خلق الأرض في يومين (من أيام الله) وأنه سبحانه وتعالى قدر فيها أرزاق أهلها وما يصلح لمعايشهم في تتمة أربعة أيام سواء للسائلين وهذا معناه أن المصادر الغذائية لعباد الله على الأرض مقدرة ولن تنفد، فقد تكفل الله عز وجل برزق من لا يقدر على حمل الرزق وتخزينه من الحيوانات، وذلك بقوله:"وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"(العنكبوت:60)، فكيف بمن يستطيع ذلك من بني البشر الذين كلفهم بحمل الأمانة، وقد تكفل لهم بالمتاع إلى يوم القيامة بقوله:"وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِين"(البقرة:36)، والمتاع هو كل ما ينتفع به من موارد الطبيعة، إلا أنه يجب على الإنسان أن يتحقق من ذلك ويسعى في الأرض يسخر قوانين الله الكونية للحصول عليها.
وهذه الرؤية الإسلامية تختلف تمام الاختلاف مع ما ذهب إليه القس والاقتصادي الإنجليزي توماس‌ مالثوس Thomas Maltoseن(1766– 1834م) في نظريته التي نشرها في كتاب له بعنوان "بحث في مبدأ السكان"، حيث اعتبر أن البشر يميلون إلى التكاثر، بسرعة تفوق ازدياد وسائل العيش، فعددهم يتضاعف كل خمسة وعشرين عاماً، حسب متوالية هندسية، بينما في المقابل، يزداد الإنتاج-وعلى فرض العناية بالأرض عناية فائقة- بحسب متوالية حسابية؛ فعلى سبيل المثال، لو فرضنا أن عدد السكان الحاليين على الأرض ألف مليوناً، فهم سيتزايدون على الشكل التالي: 1-2-4-8-16-32...الخ، بينما يتزايد القوت بهذا الشكل: 1-2-3-4-5-6... الخ، وعلى ذلك فبعد 150 سنة سيكون عدد السكان بالنسبة إلى المواد الغذائية كنسبة 32/6، وهى نسبة تلوّح بإمكانية حدوث مجاعة، نتيجة عدم قدرة نسبة الإنتاج على تغطية حاجات السكان . وهكذا خلص مالثوس إلى أن مشاكل الجوع والبطالة والفقر وسوء أحوال الصحة العامة وانتشار الرذيلة وفساد الأخلاق، إنما هى مشاكل حتمية لا دخل للإنسان فيها.
فهى ترجع إلى مفعول هذا القانون الأبدي الذي يعمل في كل زمان ومكان وفي كل الظروف التي يمكن أن يعيش فيها الإنسان.
ولهذا كان مالثوس يرى أن أهم مساعدة يمكن أن تقدم للفقراء، هى تبصيرهم بقانون السكان، وتجدر الإشارة هنا إلى أن مالثوس كان من أشد المعارضين لقانون"إغاثة الفقراء" الذي كان يقضي بتوزيع بعض المعونات على المعوزين، لأنه رأى أن إغاثة الفقراء من شأنها تشجيع الفقراء على الزواج وزيادة نسلهم .
ويذهب مالثوس إلى أبعد من ذلك فيقول ‌:«إن العدد الفائض‌ من‌ جميع‌ الأطفال‌ الذين‌ ولدوا، علی ما يلزم‌ لحفظ‌ عدد السكّان‌ في‌ مستوي‌ مطلوب‌، ينبغي‌ ضرورةً أن‌ يفني‌ إلا إذا فُسح‌ لهم‌ المجال‌ بموت‌ الأفراد الكبار في‌ السنّ... وعليه‌... فانّه‌ يجب‌ علينا، بدلاً من‌ السعي‌ الأحمق‌ غير المثمر للوقوف‌ بوجه‌ عمليّات‌ الطبيعة‌ في‌ إحداث‌ هذا الموت‌ والفناء، وبدلاً من‌ أن‌ نوصي‌ الفقراء برعاية‌ النظافة‌ والطهارة‌، أن‌ نحثّهم‌ علی عادات معاكسة، لذلك‌ علينا أن‌ نجعل‌ الشوارع‌ في‌ مدننا أضيق‌ و أقلّ عرضاً، و أن‌ نضع‌ عدداً أكبر من‌ السكّان‌ في‌ البيوت‌، و ندع‌ الطاعون‌ يعود من‌ جديد... بل‌ إن علينا- فوق‌ هذا كلّه‌- أن‌ نقف‌ في‌ وجه‌ نشاط‌ هؤلاء الأفراد الخيّرين‌ الذين‌ يرتكبون‌ خطأً فاحشاً ويَتخيّلون‌ أنهم‌ يقدّمون‌ خدمة‌ إلی البشريّة‌ بإيجاد خطط‌ لاستئصال‌ بعض‌ الأمراض‌».
وهكذا فإن المجتمع البشري في نظر مالثوس ليس إلا صراعا، الحياة فيه تكتسب لمن هو أصلح، وليست الثروة والملكية إلا مكافأة للبارعين في هذا الصراع، والمالثوسية بهذا المعنى كانت تطبق آنذاك مكتشفات تشارلز دارون على الحياة الاجتماعية .
وتجدر الإشارة هنا، إلى أن تشارلز دارون-صاحب نظرية النشوء والارتقاء- كان شديد الإعجاب ومن المتحمسين لنظرية مالثوس، لأنه رأى فيها تأكيدا لنظرية النشوء والارتقاء في مجال المجتمع البشري.
ولقد لقيت أفكار (مالثوس) تجاوباً وصدىً في أوربا لعوامل، منها: الثورة الصناعية وما صاحبها من هجرة السكان إلى المدن، ومن غلاء الأسعار، وصراع على لقمة العيش، وخروج المرأة للعمل لكسب عيشها-بعد أن تخلى الرجل عن هذه المهمة- وهذا الأمر دفعها لترك وظيفتها الفطرية في إنجاب الأولاد؛ لعدم تفرغها، بالإضافة إلى الفلسفات المادية والمناهج الإلحادية التي لا تؤمن إلا بما في الحوزة من المال، وتنكر وجود إله تكفل برزق كل مخلوق .
تشالز داروين وظلت نظرية مالثوس للسكان معتمدة لفترة طويلة بين الاقتصاديين في العالم، وأدت إلى حدوث كوارث إنسانية، حيث اتخذت مبررًا للإبادة الجماعية لكثير من الشعوب، وأجبر أبناء بعض العرقيات المضطهدة كالسود والهنود في أمريكا على إجراء التعقيم القسري، وإن اتخذ صورة تعقيم اختياري في ظاهر الأمر، ومثل تجربة التنمية السوفيتية في روسيا التي أستحلت بدورها إبادة أعداد كبيرة من البشر (يقال 12 أو 15 مليونًا) بحجة اعتصار التراكم المطلوب للتنمية والتقدم الصناعي.
ويقول (آلان تشيس) في كتابه (تركة مالتوس) إن 63678 ألف شخص قد جرى تعقيمهم قسراً فيما بين عامي 1907 و1964م في أمريكا في الولايات الثلاثين والمستعمرة الوحيدة التي سنت مثل هذه القوانين.
وبإمعان النظر في الإطار الخلفي الذي انبثقت منه هذه الرؤية اللا إنسانية لمالثوس حول زيادة السكان يظهر بشكل واضح أن هناك مرتكزان قد أقام مالثوس هذه الرؤية عليهما:
الأول: ويتمثل في النظرة الخاطئة إلى التكاثر البشري إلى أنه عملية بيولوجية محضة، مستقلة تماما عن الظروف والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للإنسان، وقد أثبتت البحوث والدراسات الاقتصادية والاجتماعية بعد مالثوس خطأ هذه النظرة، على أساس أن النمو السكاني هو دالة في الأجل الطويل في درجة التطور الاقتصادي والاجتماعي للمحيط الذي يعيش فيه الإنسان.
والثاني: ويتمثل في إيمان مالثوس الخاطئ بما يسمى "قانون تناقص الغلة" والذي ينص على أن الزيادة التي تحدث في الإنتاج لا تتناسب مع الزيادة المستخدمة من عنصري العمل أو رأس المال، وإنما تصل إلى حد "التشبع" وبعدها لا تؤدي الزيادة في العنصرين إلى زيادة الناتج بنفس النسبة، وإنما بنسبة متناقصة، بل وبعد حد معين تكون الزيادة بالسالب.
وليس يخفى أن الإيمان بهذا القانون يعني بشكل مباشر، إهمال عنصر التقدم الفني ومدى إمكانية زيادة الإنتاج عن طريق التقدم العلمي والتكنولوجي، وإهمال هذا العنصر يهدم من الناحية النظرية والتاريخية الأساس الذي قامت عليه نظرية مالثوس في السكان.
فمنذ الثورة الصناعية تضاعف حجم الإنتاج الصناعي في دول أوروبا وأمريكا الشمالية بمقدار يتراوح بين ثلاثين وأربعين مرة خلال الفترة ما بين 1850-1950م، بينما تضاعف عدد السكان خلال نفس الفترة قد تضاعف مرة واحدة فقط (بلغ عدد السكان عام 1850م (1171) مليون نسمة ارتفع إلى (2400) مليون نسمة عام 1950م)، وهو ما يشير إلى أن المتتالية الحسابية التي أسس عليها مالثوس رؤيته في نمو السكان لم يكن لها أساس استقرائي.
كما أغفل مالثوس دور الهجرات كمتنفس كبير لتزايد الحجم السكاني، فقد امتصت الهجرات السكانية إلى العالم الجديد-والتي كانت أراضيه لا تزال بكرا- معظم الزيادة السكانية بالقارة الأوروبية خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وخلال هذه الفترة تضاعف سكان أوربا عدة مرات، ومع ذلك لم تصب أوربا أو الولايات المتحدة بالمسغبة والمجاعات التي كان ينذر بها (مالثوس).
بل على العكس من ذلك زاد الإنتاج زيادة كبيرة، حتى بلغ الفائض من الطعام في أوربا والولايات المتحدة جبالاً من القمح والجبن واللحم، وأنهاراً من اللبن والزبد، حتى أقدمت حكومات هذه الدول على حرق الفائض أو رميه في البحر؛ حفاظاً على السعر في السوق العالمي!!!.
وفي وقتنا الحالي لا تزيد مساحة الأراضي التي تزرع أو القابلة لزراعة عن 10% من مساحة اليابسة، وهناك أقل من 20% تشغله المراعي الدائمة والمروج، أي أن 30% هى التي هى نسبة المعمور، في مقابل 70% أراضي سالبة لا يسكنها سوى أعداد قليلة متناثرة، وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية حاليا 1400 مليون هكتار في العالم (الكيلو متر المربع يساوي مائة هكتار) .
ويرى "كولن كلارك" أنه بالاعتماد على المناخ وحده يمكن القول بأن الأراضي التي يمكن لها أن تنتج محصولا واحدا على الأقل في العام أو تشغلها المراعي الدائمة يمكن زيادتها إلى 10.700 مليون هكتار مما يعني إمكانية إنتاج غذاء يكفي لسكان عددهم 37.000 مليون نسمة وفق مستويات الغذاء الأمريكية (عدد السكان حاليا 16% فقط من الرقم المذكور).
وفي مؤتمر السكان الذي عقد عام 1965م قدر "مالين" Malin أن الأراضي الصالحة للزراعة في العالم تصل 2670 مليون هكتار يمكن للإنسان وفق مستوى التكنولوجيا الحالي أن يصل إليها، وأنه يمكنه رفع هذه المساحة بتكلفة مرتفعة إلى 5490 مليون هكتار، أما إذا أدخلت وسائل زراعية مستحدثة فإنه يمكن رفع هذه المساحة إلى 9320 مليون هكتار، وأنه إذا استخدمت الطاقة الشمسية في الزراعة فإنه بالإمكان توفير الغذاء لسكان عددهم 143 ألف مليون نسمة اعتمادا على الأراضي الزراعية الحالية ويمكن رفع هذا الرقم إلى 933 ألف مليون نسمة إذا أدخلت الأراضي القابلة للزراعة في الحساب وحولت إلى الإنتاج .
وهذه الأرقام الفلكية لأعداد السكان الذين يمكن إعالتهم يمكن لها أن تتضاعف إذا ما استخدمت الطاقة الشمسية في عملية إنتاج الغذاء وأضيف إليها إنتاج الغذاء من المحيطات، ولكن هل يمكن أن نأخذ بآراء المتشآمين من أتباع "مالثوس"؟ أم أن آراء المتفائلين أكثر صدقاً؟.
إذن فلا يخفى ما في تبني وتطبيق هذه السياسة المالثوسية من أبعاد ودوافع سياسية، فتارة تحمل المشكلة السكانية وحدها وزر كل المشاكل الأخرى، إذ من السهل على من يريد لأمر ما أن يتخذ من مشكلة السكان كبش فداء Scapegoat أو ولد الضرب Whipping-boy كما يقولون، أو كما نقول المشجب الذي تعلق عليه سائر مشاكلنا، وإن كانت طرف أساسي فيها.
وعلى ذلك فإن النظر إلى مشكلات الموارد على أنها نتيجة لتزايد السكان ومتطلبات البقاء فحسب، يعني الإفراط في تبسيط الحالة أو تشخيصها بشكل غير صحيح، حيث تتخذ في بعض الأحوال وضعاً أسوأ مما يتوقع من ازدياد السكان وحده؛ وفي أحوال أخرى يكون تزايد السكان متوازنا مع بيئته، فالنمو السكاني الذي يعمل مرتبطاً مع عوامل أخرى هو الذي يجلب معه التدهور البيئي للموارد الطبيعية، وأهم هذه العوامل:الانهيار واسع الانتشار للنظم التقليدية في إدارة الموارد، والاستغلال التجاري، حيث أن للطلب التجاري تأثيرا بعيدا في الأعراف الثقافية المتوارثة، كما حدث في موقف السكان الأصليين من الحياة البرية، إبان فترة استعمار القارة الأمريكية، بالإضافة إلى عدم المساواة في الحصول على الأراضي والموارد الطبيعية الأخرى وتجزّؤ الأملاك.
يمكن التواصل مع المؤلف
البريد إليكتروني:
قائمة المراجع:
(1)عبد الهادي علي النجار، الإسلام والاقتصاد– دراسة في المنظور الإسلامي لأبرز القضايا الاقتصادية والاجتماعية المعاصرة، سلسلة عالم المعرفة، العدد 63، 1403 هـ، 1983م، ص ص21-22.
(2)رمزي زكي، المشكلة السكانية وخرافة المالثوسية الجديدة، سلسلة عالم المعرفة، العدد 84، ربيع أول سنة 1405هـ، ديسمبر 1984م، ص ص30-32.
(3) آية الله محمد حسين الحسيني الطهراني، ‌الرسالة النکاحية، القسم التاسع، الرد علی فلسفة مالثوس، متاح على : http//www.maarefislam.org
(4) Clarke,J.I., Population Geography and The Developing Countries , Pergamon ,Oxford , 1971, PP.31-34
. (5) جمال حمدان، شخصية مصر دراسة في عبقرية المكان، ج4، دار الهلال، القاهرة، 1995، ص230.
(6) منظمة الصحة العالمية، صحتنا مي سلامة كوكبنا، تقرير اللجنة التابعة لمنظمة الصحة العالمية حول الصحة والبيئة، المكتب الإقليمي لشرق المتوسط، 1999، ص49 . السيرة الذاتية أولاً-
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 16 ( الأعضاء 0 والزوار 16)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 271.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 266.07 كيلو بايت... تم توفير 5.81 كيلو بايت...بمعدل (2.14%)]