موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشوره - الصفحة 10 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح النووي لحديث: افتح وبشره بالجنة على بلوى تكون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          شرح النووي لحديث: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          شرح النووي على مسلم: دعاء النبي لابن سلول على قبره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الخطوات الأربع للتدبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          قيام الليل يجعلك من الصالحين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حكمة بعض الابتلاءات والأقدار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          "إنا لله" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الشباب وفساد المجتمع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          غيرة هدهد أطاحت بمملكة كفران فحولتها إلى عرش توحيد وإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          بناء العقيدة في النفوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #91  
قديم 10-01-2008, 03:25 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

التشريع الإلهي الحكيم وإعجازه في مراعاة الفروق البيولوجية بين الجنسين





بقلـمأحمد حسين خليل حسن
قسم الشريعة الإسلامية ـ كلية الدراسات الإسلامية والعربيةجامعة الأزهر
مقــدمة
الحمد لله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان، تبيانا لكل شيء ؛ ليكون هدى ورحمة للمؤمنين، قاصدا بذلك إغاثة المؤمنين من ظلمات الجهل إلى نور العلم، راسما لهم منهجا قويماً و صراطا مستقيماً لا عوج فيه ولا اعوجاج، يفوز من انتهجه فوزاً عظيماً ويخسر من أعرض عنه خسراناً مبيناً.
خلق الإنسان من نطفة فقدره، ثم السبيل يسره، ثم شاءت إرادته ـ سبحانه ـ أن يجعله خليفته في الأرض فيعمرها، قال ـ تعالى ـ ) وَ إِذْ قَاْلَ رَبُّكَ لِلْمَلَاْئِكَةِ إِنِّىْ جَاْعِلٌ فِىْ الْأَرْضِ خَلِيْفَةً قَاْلُوْا أَتَجْعَلُ فِيْهَاْ مَن يُفْسِدُ فِيْهَاْ وَ يَسْفِكُ الْدِّمَاْءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ قَاْلَ إِنِّىْ أَعْلَمُ مَاْ لَاْ تَعْلَمُوْنَ[(1)، ثم خلق أناسا تباينت أجناسهم أحوالا و ألوانا ؛ لعمار الكون، و جبلهم على احتياج كل منهم للآخر، فالفرد يحتاج للجماعة، و الجماعة تحتاج للفرد، لكن ذلك التباين بين الأفراد فى أصل الفطرة ـ و الذي اقتضته الحكمة الإلهية ـ أدى إلى التفاوت في الطبيعة البيولوجية، و من ثم في الطبيعة الفسيولوجية بين الجنسين أو حتى بين أفراد الجنس الواحد , علاوة على تفاوت المدارك و القوى و الاستعدادات في الأفراد مما قد يدفعها إلى أن تنال ما هي في حاجة إليه بطريق غير مشروع من غصب أو سرقة أو تغلب، أو أي نوع من الإيذاء ؛ فينشأ عن ذلك كله تنازع يكون سببا في شقاء النوع الإنساني و فناؤه بدافع التنافس على الرغائب مادية كانت أو روحية .
لهذا كان الإنسان في حاجة إلى قانون يحدد معاملة أفراده بعضهم مع بعض، و يحدد دور كل منهم حسب جنسه و استعداده الفطري، ويبين لهم الطريق التي تحفظ الحقوق وتمنع النزاع، و يأمن كل فرد على نفسه و عرضه و ماله ؛ فينتظم الأمر وتسعد الجماعة، فما هو ذلك القانون ؟ ؟
لقد أجمع العقلاء على أن الذي يقوم بكل ذلك هو العدل، لكن : من ذا الذي يضع قواعد العدل ويحمل الكافة على رعايتها ؟؟
قيل النوابغ من بنى الإنسان، غير أننا لو دققنا لوجدنا أن العقل البشرى قاصر على وضع قواعد العدل ؛ لأن من يضع تلك القواعد يجب أن يكون عالما بمصالح الناس عامة و ما يتجدد منها بتجدد الأيام، و أن يكون عالما بطبيعة خِلقة الإنسان و فطرته ليشرع أحكاما تلائمها، و ليس هذا من شأن البشر، أضف إلى ذلك تفاوت العقول و تأثرها بالهوى والرغبات .
أيضا مثل هذا القانون معرض للتعطيل إذا اختفت عنه أعين الرقباء ؛ إذ القانون الوضعي و منزلته ما عرفت لا
يؤدى الغرض المقصود منه وهو حفظ الحقوق وعدم النزاع والخضوع التام له .
لهذا كانت الحاجة ماسه إلى منهج يشمل جميع جوانب الحياة الإنسانية فى شتى ميادينها، منهج لم يشرع
ليكون مجرد أوامر يلتزم بها الإنسان و نواهى ينأى عنها في حياته دون حكمة أو فائدة، إنه منهج شرعه صانع
البشر، من هو أعلم بصناعته )أَلَاْ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ الَْلَّطِيْفُ الْخَبِيْرُ [(2)، أحكاما شرعها الحكيم الخبير و جعل لكل منها وظيفة لو أمعن الإنسان النظر فيها و أطال فكره في مقاصدها لوجدها ـ في جملتها ـ تمثل زاده فى الحياة ؛ فلولا تلك التعاليم و الأحكام لضل الإنسان طريقه و فقد إنسانيته .
إن تعاليم الشريعة الإسلامية ـ زادها الله شرفاً و علواً ـ ما شرعت إلا لتحفظ للإنسان إنسانيته .
لقد خلق الله الإنسان ـ كغيره من المخلوقات ـ من ذكر وأنثى )وَ مِن كُلِّ شيء خَلَقْنَاْ زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ(م(3) ؛ لحكمة أرادها الشارع، و جَبَلَ كل من الجنسين على طبيعة معينة يختلف فيها عن الآخر و لا يفوقه ذلك الآخر فيها، ثم يسَّر ـ بحكمته ـ كلٌ لما خُلِقَ له ؛ لعمار الكون و لتستمر منظومة الحياة دون توقف أو انقطاع، فسبحانه أتقن كل شيء خَلَقَهُ .
فمثلا : شاءت إرادة الحق ـ جل وعلا ـ وحكمته أن يجعل الكائنات الحية تتباين حتى في غذائها، فكل مخلوق يختلف في غذائه عن غيره، فتجد الأنعام تتغذى على الحشائش وقد يسرها الله _ تعالى _ وهيأ معدتها لذلك، فلا تستطيع هضم شيء آخر كالذي يتغذى عليه الإنسان مثلا، كما لا يستطيع الإنسان هضم غذاءها ؛ فهو مجبول على هضم طعامه وهى مجبولة على هضم طعامها .
بل بين أفراد الجنس الواحد تجد ثمة تباين، فما يتغذى عليه الشاب قد لا يتغذى عليه الشيخ أو الطفل، بل قد تحيط أسباب وظروف خارجية تمنع الشخص نفسه من غذاء ما كالمرض أو السفر للفضاء في حين إباحتها لنفس الشخص إذا زالت تلك العوارض .
إذن فهناك اختلاف بين الجنسين يترتب عليه طبيعة أعمال كل منهما، وما لكلٍ من حقوق، وما على كلٍ من واجبات كما هو مجبول، ومن ثم يجب أن تختلف بعض الأحكام حتى تتلائم وطبيعة كل منهما، إذ لو لم تتباين الأحكام وتختلف حسب طبيعة كل جنس لترتب الظلم البيِّن، وهذا ما يأباه الشارع وتأباه مرونة الشريعة الغراء، و من ثم فلا يكلَّفُ أحد بما لا يطيق ؛ فيعيش الإنسان فى تكامل و رغد إن هو استقام على المنهج القويم ) وَ أَلَّو اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيْقَةِ لَأَسْقَيْنَاْهُم ماءًا غَدَقَا )(4)
و قد وردت تفسيرات و اجتهادات كثيرة حول مضمون هذه الاختلافات و أسبابها، من أين يبدأ
الاختلاف بين الجنسين، و متى ؟ ما مدى تأثير هذا الاختلاف على صحة و سلوك كل منهما ؟، و هل
هو فى صالح المرأة أم فى صالح الرجل ؟، أم أنه اختلاف لابد منه لحكمة إلهية ؟
وكلما تقدم العلم خطوة إلى الأمام برزت هذه الأسئلة إلى السطح مرة أخرى، والإجابات كثيرة، ولكن
أفضلها هو ما كان مبنيا على أسس علمية سليمة وبدون أى تحيز لطرف ضد آخر.
كل ذلك بعد الإتفاق على أن الإختلاف حتميى ضرورة بقاء النوع الإنسانى و لحكم كثيرة أخرى .
وتجدر الإشارة إلى أن معظم المعلومات عن التمايز والتطور الجنسى (differentiation& development) استقيت من البحوث التي أجريت على الحيوانات ؛ و من هذه الدراسات اتضح أن أكثر العوامل تأثيرا فى هذه الاختلافات الموجودة بين الذكور والإناث هو التعرض للهرمونات الجنسية في مرحلة مبكرة من حياتهم منذ أن كانوا أجنة في بطون أمهاتهم، أما العوامل البيئية فتؤثر فى أدمغة هي في الأصل مختلفة، مما يجعل من الصعب تقييم دورها .
إذن فالاختلاف في أصل الخلقة ليحدد الخالق _ جل وعلا _ وظيفة كل منهما ؛ فيكون مجبول عليها، لا يتعداها، و إذا تعداها اختل النظام حتما )فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون (ي(5)
وحتى لا نطيل الكلام ـ فى المقدمة ـ على القارئ الكريم نصل إلى تحديد معالم البحث، وخلاله سنقوم _ بإذن الله _ تعالى _ أن نكشف عن الفروق البيولوجية بين جنسى الإنسان، وكيف أثرت فى التشريع الإلهـى الحكيم ؛ حتى تكون أدلة قاطعه ترد على أرباب الأيدلوجيات الخاطئه ودعاة حقوق الإنسان ممن ينددون بشريعتنا الغراء حتى ملأوا الدنيا صياحاً بأن المنهج السماوى مجرد تراث تالد لا يعدو أن يواكب تطورات العلم الحديث، فها هو العلم الحديث يشهد ـ دون أدنى التباس ـ بكمال الشريعة الغراء، ولم يتقدم العلم خطوة إلا وازداد إقراره وتصديقه لأحكامها .
المبحث الأول : منشأ الاختلاف بين الجنسين
أثبتت الدراسات الحديثة أن الاختلافات بين الجنسين ليست مقتصرة على الصفات الجسدية والتناسلية فقط و إنما تمتد لتشمل كثيراً من الخصائص الفكرية و السلوكية أيضا، لاحظ مثلا الأولاد (الذكور) و البنات وهم يلعبون، الأولاد دائما يميلون إلى العنف و المبارزة و تسلق الأشجار و الجري و السباق وكرة القدم و غيرها من الرياضات العنيفة، بينما تميل البنات إلى الهدوء و السكينة وممارسة بعض الرياضات الخفيفة.
و إذا ذهبت يوما إلى محلات لعب الأطفال لوجدت أن الأولاد يقبلون على الألعاب التركيبية و السيارات و القطارات و المسدسات، بينما تميل الفتيات إلى اقتناء الدمى و العرائس من أمثال الدمية الشهيرة بأربي و ملابسها المزركشة و أدوات تجميلها و مطبخها و حتى حجرة نومها .
و البنات حديثات الولادة ـ بعكس الصبيان ـ يحدقن إلى الوجوه أكثر مما يحدقن إلى الأدوات الآلية المتحركة، و عند بلوغ الثالثة من العمر تكون البنات أكثر براعة من الصبيان في فهم المشاعر، وفى سن السابعة تتكون لديهم براعة قراءة القصص وفهمها .
وحتى في الحيوانات هناك اختلافات بين الجنسين، فقد أجرت عالمتا النفس جيريان الكسندر G. Alexander، ميليسا هاينز M. Hinesتجربة فى جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس على قرود من نوع فيرفيت Vervetفوجدتا أن الذكور منهم كانوا يفضلون الألعاب الصبيانية مثل الكرة والسيارة، أما الإناث فقد أمضين وقتا أطول مع الدمى و الأواني، أما الألعاب الحيادية (كتاب صور وكلب محشو) فقد نالت نفس الاهتمام من كلا المجموعتين .
و تشير الدراسات إلى أن الصبيان أكثر ميلا إلى العناد من البنات في عمر 13 شهرا و أكثر عدوانية و هم فى بداية مشيهم، و أكثر نزعة للمنافسة في أي عمر تقريبا، و في الوقت الذي تنخرط فيه البنات في الألعاب التعاونية يؤسس الصبية في عمر لا يتجاوز الست سنوات نظم سيطرة ويحافظون عليها خلال ألعابهم العنيفة .
هل سألت نفسك عن أسباب هذه الاختلافات بين الأولاد والبنات ؟ هل ترجع إلى الجينات و الهرمونات أم إلى التربية والبيئة ؟ ولكن هؤلاء الأطفال مازالوا صغارا ولم يكتمل تركيبهم العضوي و الهرموني بالإضافة إلى أنهم يربون تحت نفس الظروف الاجتماعية والبيئية و قد ينتمون إلى أسرة واحدة أو تجمعهم مدرسة واحدة و فصول مشتركة تجمع بين البنين والبنات، عموما فالاختلافات بين الجنسين على الأقل من الناحية الفيزيائية أو الجسدية و التناسلية معروفة منذ أن خلق الله تعالى آدم وحواء و أسكنهما و ذريتهما الأرض .
و قد ورد فى القرآن الكريم ما يدل على وجود مثل هذه الاختلافات فقال تعالى ]و استشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونوا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى((6)، و هذا ليس معناه التقليل من شأن المرأة وقدراتها الذهنية، وإنما يدل على أن هناك اختلاف فى القدرات والملكات الذهنية بين الرجل و المرأة نتيجة للدور الذى يقوم به كل منهما وما يتطلبه من أعباء فسيولوجية عضوية و ذهنية .
وهناك أحاديث وآثار أخرى كانت للمرأة فيها شأن عظيم، فلا يخفى علينا كيف ربت السيدة صفية بنت عبد المطلب ـ tـ سيدنا الزبير بن العوام ـ رضي الله عنه ـ فكان خير المقاتلين حتى ضرب لنا أروع الأمثلة في التضحية و الفداء والشجاعة و الصبر فصار مثلا يحتذي به في كل ذلك و قدوة لكل شاب أراد نصرة دينه، فهى بذلك ـ حين يقتدي به أمثاله من الشباب ـ تكون قد صنعت رجالاً لها دور فى تغيير مجرى التاريخ و رسم معالم الدولة الإسلامية .
و قد تعددتالدراسات في مختلف العلوم ـ سلوكية، عصبية، هرمونية ـ لمعرفة التأثير البيولوجى للجنس على المخ و السلوك، لماذا يكون الذكور أكثر عدوانية من الإناث سواء في الإنسان أو في غيره من الحيوانات ؟
لماذا يتفوق الأولاد فى المهارات وحل المسائل التي تتطلب ذهنا تخيليا، بينما تتفوق البنات في المهارات اللفظية أو اللغوية ؟
وقد وردت تفسيرات واجتهادات كثيرة ـكما قلنا ـ حول مضمون هذه الاختلافات وأسبابها، من أين يبدأ الاختلاف بين الجنسين ؟ ومتى ؟ ما مدى تأثير هذا الاختلاف على صحة وسلوك كل
منهما ؟ أم أنه اختلاف لابد منه لحكمة إلهية ؟
الرد المنطقى لكل ذلك هو أنه اختلاف لا بد منه لحكمة إلهيه غايتها صلاح الأسرة ـ باعتبارها نواة المجتمع ـ ومن ثم عمار الكون فكل من الجنسين مختلف عن نظيره وكل منهم يحتاج إلى الآخر ولكلٍ دور فى الحياة حسب فطرته، فلنبدأ مسلسل الاختلاف من أوله، مقتصرين على ما يتعلق بموضوع بحثنا احترازا من التطويل على القارئ .
المطلب الأول : تحديد الجنس *** Determinationب(7)
يتشكل جنس الفرد (ذكر أو أنثى) من خلال ثلاث مراحل : التركيب الوراثى "genetic***" ثم الغدد الجنسية "gonadal ***" وأخيرا الشكل الظاهري للجنس "phenotypic***"
أولا: تحديد الجنس عن طريق التركيب الوراثى "genetic***" :
تبدأ أول مرحلة من مراحل تحديد جنس الجنين منذ لحظة إخصاب الحيوان المنوي للبويضة ويطلق عليها مرحلة التركيب الوراثى أو ال genetic ***، و مسئولية تحديد الجنس فى هذه المرحلة تقع على عاتق الحيوان المنوى حيث يوجد منه نوعان أحدهما يحمل الكروموسوم x والآخر يحمل الكروموسوم yأما البويضة فلا تحمل إلا نوعا واحدا هو x، فإذا كان الحيوان المنوى الذى قام بإخصاب البويضة يحمل الكروموسوم yيصبح الجنين ذكرا و تركيبه xyأما إذا كان يحمل الكرموسوم xيصبح الجنين أنثى تركيبها xx.
ثانياً : تكوين الغدد الجنسية (الخصية أو المبيض Gonadal *** ) :
الخطوة التالية هي تطور الغدة الجنسية الغير متميزة إما إلى خصية أو إلى مبيض ويتوقف ذلك على وجود الكروموسوم yالذي يؤدى إلى إفراز هرمون "بروتين" يسمى " H-Y antigen" من الخلايا التي يوجد بها، وهذه هي الخطوة الحرجة الأولى" critical step" التي تتجه بالجنين ناحية الذكورة، حيث يؤدى إنتاج هذا البروتين إلى تطور الغدة الجنسية إلى خصية "testis" ليصبح الجنين ذكرا , وعدم إنتاجه يؤدى إلى تطورها إلى مبيض ليصبح الجنين أنثى، و تنمو الخصية تحت تأثير هذا الهرمون أثناء الأسبوع السابع من الحمل في الإنسان بينما لا يتم نمو المبيض عادة قبل الأسبوع 13 – 17 من الحمل . ويبدو أنه يلزم عدد اثنين من كر وموسومات xلتكوين المبيض الطبيعي ؛ لأنة وجد أن الأفراد اللذين يحملون كروموسوم xمفرد لا تكون مبايضهم كاملة التكوين .
يتضح من ذلك أن الفكرة الأساسية هي أن الأنثى في الثدييات هي الجنس الأساسي أو المحايد (neutral *** or default mode) في حالة غياب الأندروجين، و أن التطور أو التمايز في الإناث بجميع مظاهره (المبايض والأعضاء الداخلية والخارجية) عملية أتوماتيكية لا تتطلب هرمونات، أما الذكر، و ما يحتويه من مظاهر الجنس الأساسية والثانوية فكما يقال هو مجرد أنثى تعرضت لتأثير هرمونات الأندروجين المفرزة من غدته الجنسية الذكرية" male gonad" (الخصية) بسبب وجود
الكروموسوم y، و عند حرمان الذكور من الأندروجين مباشرة بعد الولادة (إما بالخصى أو بإعطاء مركبات توقف
مفعول الأندروجين) فإن السلوك الجنسى الذكرى ينخفض أو ينتهي ويحل محله السلوك الأنثوى، و بالمثل إذا ما أعطيت
الإناث بعد الولادة مباشرة هرمونات ذكرية فإن سلوكها ينقلب إلى الناحيه الأنثوية .
المطلب الثاني : المخ المذكر والمخ المؤنث ""Brain ***، هل يختلف المخ أيضا باختلاف الجنس ؟
بمعنى: هل هناك فرق بين مخ الرجل ومخ المرأة ؟ و كيف يحدث ذلك ؟
أثبتت التجارب أن المخ يكون حساس جدا لتأثير الهرمونات الإسترويدية "steriodhormones" خلال فترة أو فترات حرجة معينة "criticalperiods" وقد أثبتت التجارب أنه :
تبدأ الاختلافات التشريحية بين مخ الذكر والأنثى أثناء تكون الجنين في رحم الأم بعد 18 ـ 26 أسبوعًا من الحمل، ويرجع ذلك إلى أن خصيتيْ الجنين الذكر يبدأ بإفراز الهرمون الذكري "تستوستيرون" الذي يغير تركيب مخ الذكر عن الأنثى تغييرًا دائمًا, فيتحول إلى "مخ رجولي"، فقد وجد أن إعطاء إناث حيواناتالتجاربمادة مضادة لإفراز هذا الهرمون أثناء الحمل يعطي ذكورًا لا تستجيب لمحفزات يستجيب لها مخ الذكر عادة ولكن لا يستجيب لها مخ الأنثى, ما يدل على عدم تطور المخ الذكري لفقدان هرمون الذكورة، ووجد مثل هذا التأثير في الإنسان. كما وجد أن عملية ربط القنوات التي تنقل الهرمون الذكري من الخصيتين لمنع ضخ الهرمون (إخصاء) بعد الولادة مباشرة لا يؤثر على تطور المخ الذكري؛ لأن عملية التطور تمت أثناء الحمل في بطن الأم .
الفروق بين المخ الذكري والمخ الأنثوي: فروق تركيبية، تترتب عليها فروق وظيفية
أولاً : الفروق التركيبية:
وُجد أن حجم الخلايا العصبية في القشرة المخية cerebral cortex،وهي الطبقة التي تغطي المخ، أكبر حجمًا وأقل عددًا في النساء منها في الرجال .
ووجد أن مخ الرجل غير متماثل؛ لأن الفص الأيسر أكبر من الفص الأيمن, بينما في المرأة الفصان متماثلان، أما المادة الرمادية graymatter، وهي عبارة عن نسيج عصبي يتألف من خلايا عصبية ذات محاور غير مغطاة بمادة "النخاعين meylin" وتكون الأجزاء السطحية من المخ والعميقة من الحبل الشوكي وتعتبر محطة تجميع وتوجيه للإشارات العصبية من المخ إلى المادة البيضاء white matterالتي بدورها توجهها إلى أهدافها، وجد أن هذه المادة الرمادية توجد بكثافة في المرأة فيما يعرف بـمنطقة "القشرة الجديدة" من المخ neocortex(وهي منطقة لها وظيفة متعلقة بالإحساس والحركة واللغة). أما في الرجل فتتركز المادة الرمادية في قشرة منطقة الذاكرة والتحكم في الإشارات الحركية من العين والأذن من المخ cortexentorhinal.
وجدت كذلك اختلافات تشريحية بين الرجل والمرأة في منطقة المخ الخاصة بالعمليات الدماغية المعقدة مثل التفكير والعواطف وتسمى "منطقة الترافق higher association cortex"، فهذه المنطقة غير متماثلة في الرجل؛ حيث الفص الأيسر أكبر من الفص الأيمن, بينما في المرأة لا يوجد عدم التماثل هذا، وإن وجد في حالات شاذة فالفص الأيمن أكبر من الفص الأيسر.
ووجد العلماء كذلك أن الفص الجداري السفلي من المخ (inferior parietal lobule)، ويقع فوق الأذنين مباشرة ويختص بالعمليات الرياضية مثل تقدير المسافات والأبعاد والتصور ثلاثي الأبعاد، وجد أنه أكبر حجمًا وغير متماثل (الفص الأيسر أكبر من الفص الأيمن) في الرجل منه في المرأة، وهذه المنطقة ميزت مخ العالم آينشتاين عن غيره من العلماء حيث كانت أكبر حجمًا.
المهاد البصريthalamus يتكون من فصين صغيرين (حجم كل منهما 1 سم3), ويقع كل فص تحت أحد نصفي المخ, ويرتبطان مع بعضهما بواسطة حزمة ألياف عصبية تسمى "الكتلة المتوسطة massa intermedia"، ووظيفته إيصال الإشارات العصبية إلى المخ، وقد وجد أن المهاد البصري في الرجل أصغر منه في المرأة، أما الكتلة المتوسطة فلا توجد غالبًا عند الرجل, وإن وجدت فهي أصغر
ووجد كذلك أن "الجسم الجاسئ corpus collosum" - وهو عبارة عن كتلة أعصاب تربط نصفي المخ من الخلف مع بعضهما - وجد أنه في المرأة أصغر منه في الرجل، أما الجزء الخلفي من الجسم الجاسئ، ويسمى splenium, فهو أعرض في المرأة وشكله صولجاني كالمصباح, بينما في الرجل شكله أسطواني.
هناك أيضًا اختلافات تركيبية بين الرجل والمرأة في المنطقة العلوية من الفص الصدغي المسماة "تلافيف هشل Heschl's gyrus"، وله علاقة باللغة بالسمع، حيث وجد أن هذه المنطقة في النساء تتركز فيها المادة الرمادية بصورة أكثر من الرجال، كما أنها أكثر تماثلاً من الرجال. كما وجد أن الرابط الأمامي anterior commissure- وهو حزمة ألياف عصبية بيضاء تربط نصفي المخ مع بعضهما وبيضاوي الشكل - وجد أنه في المرأة أكبر منه فى الرجل .
ووجد العلماء أن مخ المرأة أسرع نموًا في مناطق اللغة والنشاط الحركي والعاطفي منه في الرجل بستة أضعاف, بينما مخ الرجل أسرع نموًا بستة أضعاف منه في المرأة في مناطق التصور الفراغي والرياضي وتحديد الأهداف.
ثانياً : الفروق الوظيفية :
باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي MRIلمسح المخ لدى عدد من الرجال والنساء أثناء الاستماع إلى رواية وأثناء الكلام وجد العالم لوريتو أن الرجل يستخدم منطقة صغيرة في النصف الأيسر من المخ إذا كان الرجل يمينيًا, وفي النصف الأيمن من المخ إذا كان الرجل أعسر، أما المرأة فتستخدم كلاً من نصفي المخ في الاستماع والكلام, أي أنها تستخدم جزءًا أكبر من المخ لنفس المهمة مقارنة بالرجل, وهذا ربما يفسر قدرة المرأة على الكلام والاستماع في آن واحد بصورة أفضل من الرجل، ولعل هذا أيضًا يفسر تماثل نصفي مخ المرأة, بينما في الرجل هما غير متماثلين؛ لأن الرجل يستخدم أحد نصفي المخ فقط.
كما أن تركيز المادة الرمادية في مناطق اللغة والكلام في المرأة بصورة أكبر من الرجل يؤيد هذا التفسير.
وقد ترتب على تلك الفروق اختلاف الحكم بين الجنسين في تولية القضاء، كما سيأتي.

يتبــــــــــــع
....
..
  #92  
قديم 10-01-2008, 03:28 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

يتبـــع الموضوع ...التشريع الإلهي الحكيم وإعجازه في مراعاة الفروق البيولوجية بين الجنسين

المطلب الثالث: تفوق الأولاد في الرياضيات والبنات في اللغات .. هل يرجع إلى اختلافات بيولوجية أم إلى التدريب والممارسة ؟
·هل هناك فروق في الذكاء بين الأولاد والبنات ؟
يعتقد العلماء أنه لا يوجد فروق في المستوى الكلى للذكاء "overall level" عند قياسه بمعامل الذكاء "IQ" و لكن توجد اختلافات في أنماط الذكاء أو القدرات الذهنية فى الموضوعات المختلفة، أي أن لكل منهما ملكات خاصة أو نقاط ضعف ونقاط قوة، فمثلا إذا أخذنا مجموعة معينة من الناس واختبرناهم نجد أن بعضهم يتفوق فى المهارات اللغوية والبعض الآخر يتفوق في حل المسائل الرياضية مع أنهم على نفس الدرجة من الذكاء العام general intelligence""، فالرجال مثلا يتفوقون في حل المسائل الرياضية والفراغية واختبارات المتاهات و تشير التقارير إلى أن احتمال حصول الرجال على مجموع مرتفع (700 فأكثر) في مادة الرياضيات في الامتحان التأهيلى الأمريكى ""SATأكبر بمرتين من النساء، كما أن احتمال تخصصهم في الهندسة أكبر منهن بأربع مرات، أما النساء فيتفوقن في الاختبارات اللغوية والتعرف على العناصر المتقابلة أو المضاهاة "matching" وتذكر الأشياء والصور، مما يدعو إلى الاعتقاد بأن المرأة تستخدم علامات بارزة" landmarks" كاستراتيجية للاستدلال والمعرفة وكمنهج للحياة اليومية أكثر مما يفعل الرجل، و الذاكرة اللاندماركية "landmark memory" تساعد على تذكر الأشياء ومواقعها فى حيز مكانى معين وهل الأشياء تحركت من مواقعها أم لا.
و قد وجد الباحثون أن الأولاد الذكور في سن 3-4 سنوات كانوا أفضل من أقرانهم من البنات في إدارة الأشكال والأرقام في أذهانهم، بينما تفوقت البنات فى تذكر قوائم الكلمات، وبالمثل وجدت كاميلا بنباو "Camilla Benbow" - الموجودة حاليا بجامعة فاندربلت Vanderbilt- أن قدرات الذكور في حل المسائل الرياضية كانت أعلى من الإناث، فقد لاحظت تفوق الذكور فى اختبار بتنام Putnamالذى يتطلب مهارات عالية فى الرياضيات، و قالت أن هذه القدرات العالية ترجع إلى اختلافات بيولوجية(8).
أما دورين كيمورا DoreenKimuraفتشير في مقالتها المنشورة على الانترنت فى ساينتفيك أمريكان "Sceintific American" مايو 2002ت(13)إلى حدوث تداخل كبير overlap"" فى كثير من الاختبارات المعرفية "cognitive tests" بين الرجال والنساء، فالنساء مثلا يتفوقن على الرجال فى الذاكرة اللغوية أو اللفظية "verbal memory" أي تذكر الكلمات الموجودة في مقالة أو قائمة وأيضا في البراعة اللغوية "verbal fluency" (مثل إيجاد كلمات تبدأ بحرف معين) والفروق كانت كبيرة في الحالة الأولى أي في التذكر" memoryability" عنها في الحالة الثانية – البراعة اللغوية "fluency"، ولكنها تقول أن الاختلافات الموجودة بين الرجال والنساء بصفة عامة تعتبر أقل من الاختلافات الموجودة داخل كل جنس على حدة (9) .
هذا عن منشأ الإختلاف بين الجنسين، حيث أدى هذا الإختلاف البيولوجى إلى اختلاف فسيولوجى فى القدرات والوظائف والأدوار المنوط بها كل منهما، ومن الثوابت التى يجب أن ترسخ فى الذهن أنَّ تعامُل كل واحد من الجنسين مع ما له من حقوق وما عليه من واجبات حسب فطرته يؤدى حتما إلى الإستقرار النفسى ومن ثم استقرار الحياة، فالمؤسسة التى يعمل أفرادها حسب تخصص كل منهم أنجح بكثير من أى مؤسسة أخرى لا تراعَى فيها التخصصات .
وقد تناولت في عرض ما يختص بموضوع بحثنا متوخيا الإيجاز و الإسهاب ما استطعت، حتى تعم الفائدة، قال تعالى :
)وَ فِىْ أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُوْنَ ((10)

المبحث الثاني : أثر الفروق البيولوجية في تشريع الأحكام
و لنأخذ نموذجاً واحداً وهو : " القضـــــــاء "
استدل المانعين لتولية المرأة القضاء بعدة أدلة قاطعة، و لكن ما يهمنا هنا ما يختص بالفروق البيولوجية، و هو حديث ابن عمر ـ tـ
فعن نقصان العقل في حديث " ناقصات عقل ودين "، أقول وبالله التوفيق :
·ما هو النقصان في العقل ؟
أولا : العقل في اللغة هو الضبط والتثبيت، يقال: عَقَلَ الناقة أي ثبتها في مكانها، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم" إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت "(11)
وعليه فالعقل ليس هو التفكير.. فالتفكير فعل مختلف و العقل تصرف آخر غيره و إلا ما وجدتأصلا كلمة ( التفكر ) في القرآن المجيد , ولكن العقل هو قوة المنع بغير أذى و ذروته القهر، إذن فالقهر هو المنع مهما بلغت قوة رغبة الممنوع فى فعل ما منع منه , ومن أسمائه ـ سبحانه ـ القوى العزيز القاهر , قال تعالى
(و هو القاهر فوق عباده و هو الحكيم الخبير((12)
ماذا يفعل عقل الإنسان ؟
قال تعالى )وَمِنْهُم مَن يَسْتَمِعُوْنَ إِلَيْكَ أَفَأنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوْا لَا يَعْقِلُوْنَ ((13)، وهو عقل المعلومة
المكتسبة عن طريق حواس الجسم التى أقواها للتعليم السمع، وعقل المعلومة أى منعها من الذهاب لتجدها النفس فى لبها عندما تحتاج لمفاد معانيها .
أى إضافة المعلومة مع معلومات النفس إلى اللب، وكلما كانت النفس مطمئنة وغير متأثرة بعارض يؤثر عليها كانت أقوى على عقل جميع أجزاء المعلومة عن الذهاب لنفى فساد أى شيئ من معانيها، وبذلك يكون ما أضيف إلى لبها نقياً وغير مخلوط بالجهالة .
وما هى تلك العوارض ؟
معلوم اليوم للنساء خاصة و للرجال من علماء النفس ومن المطلعين على نتائج أبحاث مختبرات سلوك الإنسان أن المرأة تتأثر نفسيتها (وقت المحيض ) بانتظام، وقد أكد الدكتور عزيز خلف الباحث بجامعة الملك سعود أن المرأة تصاب بتأثيرات نفسية أثناء تفاعل عمل بعض أعضاء جسمها بفطرتها النفسية والجسمية، وقال أنها تتعرض للآتى :
الإصابة بالإحباط وقلة التركيز والكسل، و تتأثر الذاكرة قصيرة المدى عندها ،كما قد تؤثر على سرعة الإنفعال وتصيبها بالقلق والتوتر والشعور بالحدة والبلادة وثقل الجسم هذا بالإضافة إلى التغيرات التي تحصل في العوامل المؤثرة في الحركة والعمل والنشاط الذهنى كدرجة الحرارة والضغط وزيادة الإفرازات الهرمونية المختلفة، هذا في فترة شبابها، و ماذا بعد ذلك ؟
أترك الكلام للدكتور/ محمد سليمان الطماوى، الأستاذ المساعد بقسم المخ والأعصاب بطب القاهرة
حيث يقول:بعض الأعراض العصبية و النفسية للمرأة فى فترة توقف الطمث، أي سن اليأس فى الإنجاب:

"التحولات الهرمونية التى تصاحب هذه الفترة ـ ما بين سن 42 إلى 45 سنة غالبا ـ الإنخفاض الشديد في نسبة هرمون الإستروجين وانقطاع الحيض مع فقدان القدرة على الإنجاب بالإضافة إلى بعض العوامل الخارجية التي تحدثنا عليها آنفا .. كل هذا قد يؤدى إلى بعض المضايقات النفسية والعصبية التي قد تتطور إلى أعراض مرضية من أشهرها:- الشعور السريع بالتعب والإرهاق والإجهاد.
- العصبية و النرفزة واضطراب النوم .
- فقدان الشهية وعدم الرغبة فى القيام بأى عمل حتى ولو كانت أعمالا روتينية.
- التوتر والقلق النفسى الذى قد تتزايد وتصل إلى حد الاكتئاب .
- بعض السيدات يعانين خلال هذه الفترة من زيادة الشكوك والوسوسة .
- حوالى 50%من النساء على الأقل يصيبهن اضطراب فى الأوعية الدموية والدورة الدموية مما يتسبب فى الشعور بارتفاع درجة الحرارة ثم يعقب ذلك الشعور بالبرودة ولاشك أن حدوث هذه النوبات الحرارية يزيد من إحساس المرأة أن شيئا غير طبيعى يحدث لها بل وتكون تلك النوبات هى مشكلتها الأساسية خلال تلك الفترة ".(14)
أبعد كل هذا نضيف عبئا جديدا على أعبائها، و أى عبء، إنه لينوء بأولى الألباب، إن الحق ـ جل وعلا ـ من كمال حكمته وعدله ورحمته بعباده أسقط على المرأة عماد من أعمدة الدين فكلنا يعلم جيداً قدر اهتمام الشارع بالصلاة، بل إنه لم يسقطها حتى فى الحرب أو فى أقصى حالات المرض، فما معنى إسقاطها عن المرأة فى تلك الحالة المرضية رغم أهميتها القصوى ؟ أيُسقط الشارع عنها أهم ركن من أركان الإسلام ـ وما ذلك إلا مراعاة لحالها ورفقا بمشاعرها ـ ونحن نلزمها، بل نكلفها بأن تتولى أمر العامة فتكون عرضة لتحمل وزر أن تظلم الناس بسبب ما ثبت من سلوك نفسها في بعض الأحيان؟، وكذلك لا يتولى أمر الناس من يحتمل أن يظلمهم من الرجال ..ذلك هو أمر العدل الرحيمسبحانه وكذلك هو الشرع الحكيم في الكتاب الذي لا ريب فيه.
وما قوله عز وجل فى أمر الشهادة " أَن تَضِلَّ إِحْدَاْهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاْهُمَا الْأُخْرَى" ـ والآية محكمة وليست منسوخة ـ إلا حق يفيد المسلمين، فالمرأة تتأثر نفسها من حين إلى حين ( بعوامل مختلفة ) فيحتمل ذلك أن لا تعقلالمعلومات بقوة في كل الأحوال.. مما يؤدي إلى احتمال ضلالها عن شيء مطلوب بيانه فيشهادتها التي سيترتب عليها مصير الحكم على الآخرين، فما ذلك الجزء من شروط الشهادة قبل الحكم على الناس في الإسلام إلا تأكيدا علىعدالة نظام الإسلام الذي يأخذ في الإعتبار جميع العوامل التي تؤدي بالشاهدة إلىالتوتر و الإحباط و القلق وتأثر الذاكرة قصيرة المدى وجميع العوامل التي اكتشفهاالعلم اليوم عن المرأة وجميع العوامل التي لم يكتشفها بعد.. فلا تعطل شهادتها ولايطعن في نزاهتها بل يُتجاوز ذلك بعدل وحكمة
بشهادة (امرأة أخرى مثلها) و يكون ذلكأكمل لتحقيق العدالة وحقا لها في كيفية اشتراكها في تلك الناحية من متطلبات المجتمع .
إذن فنقصان العقل لا يعني نقصان المخ, وبالتالي نقصان الذكاء وعدم القدرة على التفكير, وإنما يعني عدم المقدرة على عقل المعلومة أو تثبيتها وضبطها ضبطاً كاملاً كما ينبغى لتحقيق العدالة ورفع الظلم، وذلك بسبب تأثير بعض العوارض التى تصيبها بانتظام بحكم فطرتها .
وما ذلك الاكتشاف المتأخر إلا حجة لإدراك مستوى كمال عدالة الإسلام وكمال الحكمة فيشريعته و عظم رحمة الله سبحانه و لطفه عز و جل في اعتبار شهادة المرأة ( نزيهة)وقياسها بنصف شهادة الرجل مراعاة لسلوك نفسها التي هو أعلم بها منا، و مراعاة لجميعالعوامل التي قد تؤثر على عدالة الحكم بينالناس .
هذا في الشهادة، ولكن في القضاء كيف يمكن تعيين قاضيتين تضل إحداهما فتذكرها الأخرى ؟ وهل هذا هو
العدل المنشود ؟ أمن العدل أن نكلف نفسا بما لا تطيق ؟ أو نولى على الناس ما لا يقدر ـ ولو في فترات معينة ـ تحمل مسئولية أمرهم ؟
إن القاضي في اختصام الناس وشقاقهم يلي أمراً مهماً عظيماً يوجب عليه عناية خاصة فيما يعالج فيتعين خلوه من الشواغل والمؤثرات بحيث يضمن سلامة الحكم وصحته في أعيان الوقائع وفي مثل هذا يقول النبي صلىالله عليه وسلم : "لا يقضين حكم بين اثنين وهو غضبان"(15)، و مقيس على الغضب ما هو من جنسه من الشواغل المؤثرة .
و من أشهر ما يذكر في هذا المقام كتاب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه في أمر القضاء حيث قال في كتابه : " أمابعد : فإن القضاء فريضة محكمة، وسنة متبعة، فافهم إذا أدلي إليك، فإنه لا ينفع تكلّم بحق لا نفاذ له، وآس بين الناس في وجهك ومجلسك وقضائك،..... ثم استطرد حتى وصل إلى قوله : وإياك والغضب والقلق والضجر والتأذي بالناس عند الخصومة والتنكر، فإن القضاء في مواطن الحق يوجب الله به الأجر، ويحسن به الذخر..." .
فشاهِدُنا هنا :"وإياك والغضب والقلق و الضجر "، وما هذا الذى يصيبها فى تلك الأجواء الحرجة من تذبذب فى الحالة النفسية والذهنية إلا مشتق منه مما يجعلها داخلة في هذا النهى .
أيضاً ثبت علمياً أن النساء مفطورات على عدم الخضوع لرأى من يماثلهن ـ أى امرأة مثلهم، بمعنى أن بعض القائمات على تنفيذ حكمها قد يعتقدن أنهن أرفع من واضعته فلا ينفذنه بل تعملن على مخالفته، فيكون حكمها معرض للتعطيل .
وهذا معنى آخر لنقصان العقل : أن هناك تغليبًا للجانب العاطفي الشخصي على التفكير المنطقي الصحيح لبعض القضايا التي تحيط بالمخ في لحظة معينة, ولعل في غيرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهاما يوضح ذلك عندما دخل عليها الرسول صلىالله عليه وسلم وبيده طبق من الحلوى أهدته إياه أم المؤمنين حفصة ـtـ فرمته السيدة عائشة على الأرض وهي غضبى, فقال الرسول متبسمًا: "لقد غارت أمكم"(16).فهاهي أم المؤمنين ـ بكل ما تحمله تلك الكلمة من معان ـ تتصرف في لحظة عاطفة جياشة مع رسول الله صلىالله عليه وسلم كأية امرأة تغار على زوجها, وهي التي روت للأمة أكثر من ألفي حديث.
وهذا ما وجده العلماء في الوقت القريب جدًا. حيث وجد أن مراكز العاطفة لدى المرأة أكثر وأسرع نموًا من الرجل ـ كما سبق بيانه فى الفصل الثانى ـ ووُجدت فروق تشريحية ووظيفية بين كل من مخ الرجل و المرأة تجعل المرأة متفوقة على الرجل في أمور اختصاصها كامرأة (بنتًا وزوجة وأمًا), ويتفوق هو عليها في أمور اختصاصه كرجل (كابن وزوج وأب).
لقد أثبت العلم الحديث أخيراً وَهْمَ محاولات المساواة بين الرجل والمرأة، وأن المرأة لا يمكن أن تقوم بالدور الذي يقوم به الرجل؛ فقد أثبت الطبيب (د.روجرز سبراي) الحائز على جائزة نوبل في الطب-وجود اختلافات بين مخ الرجل ومخ المرأة، الأمر الذي لا يمكن معه إحداث مساواة في المشاعر وردود الأفعال، والقيام بنفس الأدوار.
وقد أجرى طبيب الأعصاب في جامعة (بيل) الأمريكية بحثاً طريفاً رصد خلاله حركة المخ في الرجال والنساء عند كتابة موضوع معين أو حل مشكلة معينة، و توصل لنفس النتائج (17)، ومن ثمرات ذلك ما يلى :
(1) التفكير فى حل مشكلة :
وجد العلماء أن المرأة تستخدم علامات ظاهرة ومميزة للعيان للوصول إلى مكان معين، بينما يستخدم الرجل أبعادًا تصويرية فراغية (مثل شمال، جنوب...) للوصول إلى نفس الهدف، كما أن النساء يشتركن كجماعة واحدة في حل مشكلة ما, وعادة ما يتعاملن مع عدة مشاكل متلازمة في آن واحد على أنها مشكلة واحدة، بينما الرجال يأخذ كل منهم طريقًا للوصول إلى حل للمشكلة ويقوم كل منهم بالتعامل مع كل مشكلة على حدة، وهذا ما يحتاجه أى شخص يتولى مهمة الحكم والفصل بين الناس .
(2) العاطفة والذاكرة :
ووجد العلماء أن المرأة تستخدم القشرة السطحية من المخ cerebral cortexفي أمور الذاكرة
والعواطف معًا؛ ولذلك فإن ذاكرة المرأة تتأثر بالعواطف والأحداث العاطفية التي تمر عليها, بينما في الرجل وجد أن مركزيْ العاطفة والذاكرة موجودان داخل المخ في منطقة تسمى "قرن آمون hippocampus"، وهي عبارة عن قوس عصبية هي مركز الذاكرة, وطرفاها هما مركز العواطف ويسمى "اللوزة الدماغية amygdala"، ولذلك فالمرأة أكثر حساسية للأمور العاطفية من الرجل, وتميل إلى الحديث والحوار، والنظر للأمور من منظور شخصي, وتستطيع التعبير عن عواطفها بصورة أسهل وأفضل من الرجل. بينما يميل الرجل إلى نشاطات جسمية مثل الرياضة والنزهة ولا تتأثر ذاكرته بالعواطف كالمرأة, كما أنه لا يستطيع التعبير عن عواطفه بسهولة؛ وهذا لأن مركز الذاكرة والعاطفة مدفون داخل المخ .(18)
هذه هو المقياس و القاعدة الأساسية، ولكن قد يشذ منها بعض الرجال فيختلف تركيب ووظيفة مخه عن ما ذُكِر فى تركيب المخ الذكرى، كما قد يشذ منها بعض النساء فيختلف تركيب ووظيفة مخها عن ما ذُكِر فى تركيب المخ الأنثوى، ولكن الشاذ لا عبرة به فإن وُجِد فلا يقاس عليه .
كل هذه الفروق فى المخ بين الرجل و المرأة تجعلنا نشهد دون أدنى التباس بكمال الشريعة الغراء و حكمة الشارع الحكيم في مراعاة تلك الفروق، فقد قصر هذا الواجب على الرجل دون المرأة وجبله على تحمله فالحق ـ سبحانهـ هو الخالق ومن ثم فهو الأقدر على معرفة مصالح العباد قال تعالى )رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ((19) ،كما تشهد بصدق نبينا صلى الله عليه وسلملكونه لا ينطق عن الهوى .
عنابن عمر ـ رضي الله عنه ـ أن النبى صلى الله عليه وسلم مر بجماعة من النساء فقال "ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن"، قالت إحداهن: وما نقصان العقل والدين؟ قال: "أما نقصان العقل فشهادة امرأتين شهادة رجل، وأما نقصان الدين فإن إحداكن تفطر رمضان وتقيم أيامًا لا تصلي"(20)
و بهذا يكون قد ترجح لدينا رأى الجمهور من عدم جواز تولية المرأة القضاء، و لكن – و حتى لا نتهم بالدكتاتورية – من أراد المزيد من أقوال العلماء واختلافاتهم و ما ورد على الأدلة من مناقشات فليرجع إلى البحث مفصلاً.



ملحق الهوامش
(1) الآية 30 من سورة البقرة .
(2) الآية 14 من سورة الملك .
(3) الذاريات / 49 .
(4) الجن / 16 .
(5) من الآية 30 من سورة الروم .
(6) البقرة / 282
(7) بتصرف، من بحث منشور على الإنترنت بعنوان : الفروق البيولوجية بين الرجل و المرأة كيف تؤثر فى المخ والتفكير وفى الصحة والحياة ؟ ا.د/ مسعد شتيوى، أستاذ فسيولوجيا الحيوان، جامعة قناة السويس , على الرابط / www.aun.edu.eg .
(8) د/ كاميلا بناو، جامعة : فاندربلت، الفروق الفردية بين البنين و البنات، بحث منشور بمجلة الجامعة، بتصرف .
(9) د/ دورين كيمورا، مقياس الذكاء هل يختلف فى الرجل عنه فى المرأة، بحث منشور على الإنترنت بتاريخ : 13مايو2002م، على الرابط/ www.sceintificamerican.com، بتاريخ 13 مايو 2002 م .
(10) الذاريات 21 .
(11) صحيح البخارى، باب ما جاء فى القرآن .
(12) الأنعام / 18 .
(13) يونس/ 42 .
(14) الجوانب النفسية لسن اليأس، د/ محمد سليمان الطماوى أستاذ أمراض المخ والأعصاب المساعد بطب القاهرة، وعضو الأكاديمية الأمريكية للأمراض العصبية، أنظر الرابط/ http://www.esnpn.org/joun/arabic/6.htm
(15) متفق عليه .
(16) بمعناه، انظر صحيح البخارى، كتاب النكاح، باب الغيرة، وانظر سنن ابن ماجة باب الأحكام .
(17) راجع الفصل الثانى، المطلب الثانى : المخ المذكر و المخ المؤنث، هل يختلفا باختلاف الجنس ؟
(18) هل حقا المرأة ناقصة عقل ؟ مقالة منشورة على الإنترنت للشيخ عبد الهادي صالح التويجريبتاريخ 23 / 12 / 2006م , انظر الرابط: http://www.wahatalarab.net/asp/showArticle.aspx?Art_ID=15860&Replypos=6
(19) الإسراء / من الآية 54 .
(20) أخرجه البخاري في صحيحة وابن ماجة فى سننه .
المصادر والمراجع
(1)موقع جريدة الشرق الأوسط
(2) موقع بوابة المرأة .
(3) موقع قنطرة .
(4) مجلة المسلمون، مقالة لنادرة شنن .
(5)الجوانب النفسية لسن اليأس، د/ محمد سليمان الطماوى أستاذ أمراض المخ والأعصاب المساعد بطب القاهرة، وعضو الأكاديمية الأمريكية للأمراض العصبية، أنظر الرابط/ http://www.esnpn.org/joun/arabic/6.htm.
(6)هل حقا المرأة ناقصة عقل ؟ مقالة منشورة على الإنترنت للشيخ عبد الهادي صالح التويجري بتاريخ 23 / 12 / 2006م، انظر الرابط: http://www.wahatalarab.net/asp/showA...860&Replypos=6
(7)فاروق الباز. (2003). علوم وتكنولوجيا. أخبار اليوم . 12 يوليو 2003 القاهرة. جمهورية مصر العربية .
(8)كاولى.ج. (2003). لماذا نسعى للحصول على المكانة. Newsweekباللغة العربية. العدد 159(أول يوليو) ص52-57. دار الوطن. الصفاة. الكويت .
(9)جريدة : آخر خبر بتاريخ 11/12/2000
(10)آفاق عربية، 7/12/2000
** ثانياً : المراجع الأجنبية
( 1( Cowley. G. (2003). Girls, Boys and Autism. Newsweek. Sept. 8. Newsweek.com
(2) Dabbs, J. and M. G. Dabbs. Heroes, Rogues and Lovers: testosterone and behavior. McGraw Hill./book review: A. M. Paul. Sept. 2000.
(3) Gene wars: meet man's new boss. Pp. 46-52. Focus. April, 1998. Leicester, U.K.
(4) Hadley. M. E. 1984. Endocrinology. Prentice-Hall, Inc. Englewood Cliffs, New Jersey.
(5) Kallen, B. (1999). Truth andtestes: the pros and cons of our maliest hormone (testosterone). htm.
(6) Kimura. D. 2002. ***differences in the brain. May 13, Scientific American.htm.
(7)McEwen, B. S. 1976. Interactions between hormones and nerve tissue. Sci. Amer. 235:48-58.
(8)Short, R. V. 1982. *** determination and differention. In: C. R. Austin and R. V. Short. (Ed.) Reproduction in Mammals. 2. Embryonincand fetal development. Pp.70-113. CambridgeUniversity Press, UK.
(9) Wallis, C. (1995). The estrogen dilemma. Time. Pp. June 26.
(10) www. Economist.com. *** in season. Mar. 27
(11) www.Mankind-org-articles-htm. Men, Women and ***Differences, by: Eisenman,R..
(12) www. Time.com. Why Men Die Young, by: Gupta, S. May 4, 2003.
Reuwen Acharnonet al, parental diagnosis ,2001,21(13)
Chrisine Mack et al, developmental brain research , 1996,95:252-254(14)
TraceyShoresetal, PNAS,99:13955-13960,2002(15)
Theodore Rabinowics et al, journal of neuropathalogy& (16)
  #93  
قديم 10-01-2008, 03:35 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

الماء الدافق تركيبه خصائصه






بيضة أنثوية تحيط بها الحيوانات المنورة الذكرية


دكتور/ دسوقي عبد الحليم
أستاذ التكنولوجيا الحيوية المشارك، قسم العلوم البيولوجية ، جامعة قطر

في هذا المقال إشارة لما ورد في الآيات القرآنية الكريمة ﴿فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمّ خُلِقَ. خُلِقَ مِن مّآءٍ دَافِقٍ﴾ الطارق 5-6، من حيث ماهية الماء الدافق، ما هو تركيبه وخصائصه التي تجعله دافقاً متدفقاً، سريع الحركة؟، هل يجب أن يكون هذا الماء متدفقاً؟، ماذا لو تباطأ في جريانه، هل يكون ساعتها قادراً على الإخصاب؟، كل ذلك وغيره سنتناوله في هذا المقال. ولكن دعونا بداية نقدم للموضوع حتى نتمكن من فهم أعمق وتركيز أدق لقضية ليست فقط من أوائل بل هى أيضاً أول القضايا التي ناقشها الإسلام والقرآن على الإطلاق.
يقول الله جل وعلا في كتابه الكريم وهو أصدق القائلين﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)﴾ العلق 1-5، هذه الآية الكريمة هي أول ما نزل من القرآن الكريم على خير خلق الله محمد بنعبد اللهصلي الله عليه وسلم، وكثيراً ما يستدل العلماء والراسخون في العلم بهذه الآية للدلالة على أهمية العلم في الإسلام لما فيها من إشارات وأوامر بالقراءة والكتابة والفكر والتفكر، ولكنها وهي الآية الأولى نزولا في القرآن الكريم تلفت النظر أيضاً إلى شيء أخر عظيم وجليل، إنه خلق الإنسان، وأن على الإنسان أن يعلم أن خالقه هو الله عز وجل وأن أحد مراحل خلقه وتكوينه في رحم أمه هي العلقة، وأنه جل شأنه علمه ما لم يكن يعلم.
هذه كانت أول آية نزلت من القرآن الكريم وتناولت مباشرة قضية خلق الإنسان في إشارات محكمة تحتاج إلي شيء من التفصيل، وهذا في الحقيقة من أساليب القرآن المعجزة في تناوله للعديد من القضايا والقصص القرآني فهي تأتي محكمة موجزة أحيانا وتأتي مفصلة دقيقة واضحة في أحيان أخري، وسبحان الله العظيم القائل عن كتابه الكريم ﴿كتاب أحكمت آيته ثم فصلت من لدن حكيم خبير﴾ هود 1.
في هذا السياق نجد أن تفاصيل أكثر عن مراحل خلق الإنسان - وكيف يتكون ومتى يخرج من رحم أمه للدنيا الواسعة - جاءت في سورة "المؤمنون" حيث يقول الخالق عز وجل﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِى قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا ءَاخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ * ثُمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَلِكَ لَمَـيِّـتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونالمؤمنون (12ـ 16)،
قد يكون من الملفت للنظر هنا ورود تفصيل أطوار خلق الإنسان في سورة من سور القرآن تحمل اسم "المؤمنون"، وكأن الإيمان بالخلق من تمام الإيمان بالله وقدراته الخالقة اللانهائية، لا سيما إذا علمنا أيضا ومن القرآن الكريم أننا نحن بني البشر لم نرى بأم أعيينا أنفسنا ونحن نخلق حيث يقول الله عز وجل في سورة الكهف ﴿ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا﴾ الكهف 51، ويقول جل شأنه ﴿والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ﴾ النحل 78.
وكما لم نرى خلق أنفسنا في بدء الحياة لن نرى خلق أنفسنا أيضا يوم البعث. وقد روي البخاري عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - في صحيحه محدثاً عن البعث قال: حدثني ‏ ‏محمد ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏أبو معاوية ‏ ‏عن ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عنأبي صالح ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال:قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ما بين النفختين أربعون قالأربعون يوما قال أبيت قال أربعون شهرا قال أبيت قال أربعون سنة قال أبيت قال ثمينزل الله من السماء ماءفينبتونكماينبتالبقل ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركبالخلق يوم القيامة.
الحديث يصف لنا بشكل دقيق مرحلة إنبات الإنسان يوم القيامة، إنباتا يشبه إنبات نبات البقل في الدنيا، ولكن هل سنرى ذلك الإنبات يوم القيامة؟، الحقيقة لا، حيث يقول الله جل وعلا في القرآن الكريم ﴿يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير ق 44، ويقول ﴿يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضونالمعارج 43، ويقول أيضا ﴿ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون﴾ الزمر 68.
هذه الآيات الكريمات تشير بل تأكد على أن الإنسان لا ولن يشهد إعادة خلقه وتركيبه يوم القيامة، تماما كما لم يشهد خلقه وتركيبه في الحياة الأولى، ومن هنا لزم الإيمان والتسليم بذلك، ومع ذلك وحتى تطمئن قلوب المؤمنين ويهتدي إلى الله الحائرين، فقد أودع الله في الأرض التي نعيش عليها، الكثير والكثير من الأمثلة التي تدل على الخلق والبعث لمن أراد أن يتذكر، بداية من داخل أنفسنا حيث يقول الباري تبارك وتعالى ﴿وفي أنفسكم أفلا تبصرون الذاريات 21، ويقول جل شأنه بشكل تفصيلي ﴿يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج الحج 5، ويقول تبارك وتعالى عن مخلوقات أخرى أكبر منا وأعظم نراها رأي العين ﴿أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا لا ريب فيه فأبى الظالمون إلا كفورا (الإسراء 99).
هذه الإشارات الربانية الرائعة والتي بكل تأكيد كانت غيباً لا يستطيع أحد أن يراه أو يحسه في العصور الأولى، فأكثر ما كان يعرفه الإنسان في عصر النبوة الأول عن الحمل والولادة، ما هو ظاهر منه يروه بأعينهم ويلمسوه بأيدهم ولم يكن أحد منهم يعرف مراحل تكوين الجنين بهذا التسلسل والتنظيم، منذ أن يصبح الإنسان نطفة يقذفها الرجل في رحم المرأة حتى تكون الجنين وخروجه في صورة الإنسان الكامل إلى الدنيا الواسعة بكل ما فيها ومن فيها وسبحان الله القائل ﴿مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا.وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًانوح 13-14.
تطورت الدنيا وازدهر العلم وأفرز البحث العلمي الدقيق العديد والعديد من الأجهزة والمعدات التي تصور ما يجري داخل بطن الأم لحظة بلحظة ودقيقة بدقيقة. واكتشف العلماء مراحل تكون الأجنة في بطون أمهاتها، وليس عجيبا أبداً أن نري التطابق التام بين ما أظهره العلم الحديث وما جاء في القرآن الكريم الذي يقول فيه رب العزة تبارك وتعالى ﴿سنريهم آيتينا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبن لهم أنه الحقويقول أيضاجل شأنه﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا(النمل: 93).
ودعونا نأخذ خيط الكلام من هذه الآية الكريمة ونقول إن بحثنا وتفكرنا في آيات الله وربطها بالعلم الحديث ومنجزاته لا يخرج عن توضيح مراد الله عز وجل والدعوة لدينه الحنيف وكتابه العظيم الذي﴿لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد﴾ فصلت 42،فلا عقل ولا منطق لهؤلاء العلماء والمكتشفين من أي جنس كانوا وبأي ملة أو دين اعتقدوا أن يرفضوا ما عملته أيدهم وما شاهدته أبصارهم وما أنجزته عقولهم وأبحاثهم، لا سيما عندما يعلم هؤلاء العلماء أن ما وصلوا إليه من علم قد أشير إليه وبالتفصيل في آيات القرآن الكريم منذ ما يزيد عن ألف وأربعمائة سنة من الزمان وأن الذي بلغ هذا عن الله الخالق إنما هو محمد ابن عبد الله– صلي الله عليه وسلم - النبي الأمي الكريم الذي لا يقرأ ولا يكتب، ولم يدرس لا علم الأجنة ولا علم البيولوجيا ولا أي علم من العلوم الأخرى، وحتى لو درس - وهذا لم يحدث - فإمكانات العلم والعلماء في هذا العصر كانت ضحلة جداً وضعيفة للغاية، ولا تقارن بأي حال من الأحوال بما وصل إليه العلم في العصر الحديث، وسبحان الله القائل﴿ذلك الكتاب لا ريب فيه هدي للمتقينالبقرة1.
ومن منطلق دعوة الله لنا للتفكر والبحث في كيف بدأ الخلق حيث يقول سبحانه ﴿قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قديرالعنكبوت 20، دعونا نبحر سوياً في دقة النظام الآلهي، وحساباته الدقيقة التي لا تختل، وسنتناول في هذا المقال الماء الدافق، ولماذا هو دافق؟، ما هي العوامل التي أودها الله عز وجل فيه لتساعده على التدفق؟، ولماذا لا يقوم بوظيفته وهي التخصيب إذا ما قلت قدرته على التدفق أو ضعفت؟، وللإجابة على هذه الأسئلة هيا بنا نغوص معاً في بحر ممتزج ماءه بالعلم والقرآن ولنعش سوياً دقائق في رحاب آيات الله حتى يتبن لي ولكم ولهم أنه الحق.
في البدء كان الماء فقط
يقول الله عز وجل في محكم كتابه ﴿والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير النور 45، ويقول أيضا ﴿وجعلنا من الماء كل شيء حيالأنبياء 30، ويقول جل شأنه ﴿ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين السجدة 8، نعم كل مخلوق حي يدب على الأرض خلقه الله من ماء وفي هذا الصدد نورد الإحصاء الآتي ليتبين لنا محتوى بعض أعضاء جسم الإنسان من الماء فيشكل الماء 90% من مخ الإنسان و 70% من مكونات القلب و 86% من الرئتين والكبد، 83% من الكليتين، 75% من عضلات الجسم المختلفة و 83% من الدم. ويكون الماء حوالي 60-95% من مجمل أجسام الأحياء الراقية كالحيوانات والنباتات والإنسان، كما يكون حوالي 90% من أجسام الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا والفطريات والطحالب.
وسبحان الله العظيم الحكيم الذي أفرد للماء من دون سائر مخلوقاته مكانة عظيمة ودوراً كبيراً، فقبل الخلق أي خلق، وقبل السموات والأرض كان هناك الماء حيث يقول عز من قائل ﴿وكان عرشه على الماءهود 7، وعندما أراد الله أن يخلق خلقاً على الأرض خلقهم جميعا من ماء حيث يقول تبارك وتعالى ﴿والله خلق كل دابة من ماءالنور 45، ثم إذا أراد الله بقدرته وحكمته وفي الوقت الذي يريده أن ينهي الحياة على الأرض - إذانا بحلول يوم القيامة – نزع منها الماء مصداقاً لقوله عز وجل ﴿وإذا البحار سجرت﴾ التكوير 6، أي اشتعلت وتحول الماء ناراً، ونضبت معطيات ومقومات الحياة على الأرض، ليس ذلك فحسب بل سينعم المؤمنون بالماء ويعذب المعذبون في النار أيضا بالماء حيث يقول الله عز وجل عن أصحاب الجنة أن لهم فيها انهار من الماء الدائم الصلاحية للشرب ﴿مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم﴾ محمد 15، ويقول عن شراب أهل النار ﴿وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرونالأنعام 70، ويقص الحكيم العليم عن حال أهل النار بأنهم يستجدون الماء من أهل الجنة فيقول ﴿ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين﴾ الأعراف 50.
السؤال الذي قد يتبادر إلى الذهن الآن هو: هل الماء الذي يخلق منه الإنسان هو نفسه الماء الذي نشرب؟، وإذا لم يكن الماء الذي نشرب فماذا يكون؟، وما هي مواصفاته وأسراره الخفية التي تحوله من ماء مهين إلى إنسان عاقل راشد ملء السمع والبصر؟.
الماء الدافق تركيبه خصائصه
يقول الله تعالى في محكم التنزيل وهو أصدق القائلين: ﴿فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمّ خُلِقَ. خُلِقَ مِن مّآءٍ دَافِقٍ. يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصّلْبِ وَالتّرَآئِبِ. إِنّهُ عَلَىَ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ. يَوْمَ تُبْلَىَ السّرَآئِرُ. فَمَا لَهُ مِن قُوّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ﴾ الطارق 5-10؛ ويقول أيضاً جل شأنه ﴿ أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ﴾ يس:71، والمقصود بالماء الدافق هنا هو مني الإنسان لكونه مكون في معظمه من الماء حيث يمثل الماء منه حوالي 90% والباقي عبارة عن الحيوانات المنوية التي لا تمثل إلا نسبة ضئيلة من هذا الماء تتراوح بين 1 إلى 5% فقط من مكونات الماء المنوي للإنسان أما باقي المكونات الأخرى فتمثل حوالي 1-10% منه في أحسن حالتها.
هذه المكونات هي الفوسفات (0.09 ملجم/مللي) والسترات (8.13 ملجم/مللي) والبوتاسيوم (1.75 ملجم/مللي) والجلوكوز(1.02 ملجم/مللي) والفركتوز (2.72 ملجم/مللي) وحامض اللاكتيك (0.62 ملجم/مللي) واليوريا (0.45 ملجم/مللي) وبروتينات (5.00 جم/مللي) وكالسيوم (1.01 ملجم/مللي) وماغنسيوم (0.92 ملجم/مللي) وزنك (0.34 ملجم/مللي).
لماذا تذوب هذه العناصر في الماء المنوي؟ ولماذا الماء تحديداً؟
من ظاهر الآية الكريمة ومن التركيب الكيميائي الذي أوضحناه لمني الإنسان فإن هذا الماء الدافق يمثل ما لا يقل عن 90% من محتويات الماء المنوي للرجل، وباقي المكونات هي عبارة عن مواد ذائبة بما فيها الحيوان المنوي نفسه. هذه في الحقيقة احدي الخصائص الفريدة التي أختص الله عز وجل بها الماء، فقد يستحيل وجود الماء نقياً في صورة عنصري الهيدروجين والأوكسجين المكونين له فقط، فالماء يطلق عليه وصف"المذيب العام" ذلك أن أغلب المواد تذوب في الماء، ولكن بدرجات متفاوتة وبدون أن يتفاعل معها. وهذا على عكس المذيبات العضوية الآخري،التي لا تستطيع إذابة أي مادة دون التفاعل معها.
على سبيل المثال، يذوب السكر في الماء عن طريق تداخل جزيئات الماء داخل جزيئات السكر، حيث تقوم بعزلها فيزيائياً، والاحتفاظ بها داخل الفراغات الموجودة بين جزيئات الماء، وبالتالي يذوب السكر عن طريق انتشار جزيئاته بين جزيئات الماء دون التفاعل معه، لهذا السبب، نجد أن محلول السكر في الماء المقطر، يكون غير قابل للتوصيل الكهربائينتيجة عدم تكون أيونات حرة من عملية الذوبان الفيزيائي للسكر، حيث تعمل هذه الأيونات الحرة على حمل إلكترونات التيار الكهربائي في الماء.
وعليه يحدث تعظيم للاستفادة من المواد السكرية الموجودة في الماء المنوي حيث يعتبر سكر الفركتوز والجلوكوز هما مصدر الطاقة الرئيسي الذي يتغذي عليه الحيوان المنوي أثناء رحلته الشاقة للتخصيب،بمعني آخر لم يكن يصلح أن يحل سائل آخر محل الماء كأحد المكونات الرئيسية للماء المنوي للإنسان بأي حال من الأحوال، ولو حدث هذا لما حدث التخصيب أبداً ولتفاعلت مكونات الماء المنوي مع الماء أو السائل الأخر المفترض غير الماء، وما وجد الحيوان المنوي ما يغذيه ويمده بطاقته وحيويته اللازمة لإتمام رحلته حتى الوصول للبويضة وتخصيبها..
التوتر السطحي للماء المنوي
في قوله تعالى: ﴿خُلِقَ مِن مّآءٍ دَافِقٍ﴾ الطارق 6، وقوله تعالى ﴿ أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ﴾ يس:71، فالماء الدافق والنطفة تعبير وصفي للمني لأنه سائل تركيبه يماثل قطرات الماء أي يتكور ليعطي مني في شكل قطرات الماء. من خصائص الماء الفريدة توتره السطحي العجيب، ولنفهم ذلك دعونا نضرب مثلاً كلنا يشاهده يومياً، فعند وضع سائل ما – أي سائل - في إناء فإن الرابطة التي تربط جزيئاته بعضها ببعض تنقطع عند السطح، ونتيجة لذلك تبدو جزيئات سطح السائل مجذوبة نحو الداخل، هذه الظاهرة تسمي بالتوتر السطحي وتقاس بالقوة المؤثرة على وحدة الأطوال (داين/سم).ووفقا لهذه القوة يبدو سطح السائل كقطعة جلد مشدودة على إطار.
باستثناء الزئبق فإن عنصر الماء يمتلك أعلى قوة توتر سطحي بين جميع السوائل. تبدو هذه الظاهرة جلية عندما نملأ كوبا بالماء إلى حافته ولا ينسكب. وعندما نرى العناكب تسير على سطح المياه الراكدة دون أن تبتل أقدامها وكأنها تسير على سطح صلب. وهي التي تعطي ميل الماء إلى التكور على هيئة قطرات بدل الانتشار على السطح الذي يسكب عليه، وهذا هو الوصف الدقيق المعجز الذي وصف الله جل شأنه به المني بأنه نطفة أي أنه ينزل من منبته قطرة قطرة وما ذلك إلا لأنه من ماء ذو قوة شد وتوتر سطحي يجعله ينزل في شكل هذه القطرات.
ولعل من أهم خصائص الماء الناتجة عن التوتر السطحي هي قدرة الماء الفائقة على تسلق جدران الوعاء الذي يوضع فيه، وكلما كان قطر الجدار الذي يتسلقه صغير كلما أرتفع فيه مسافة أعلى. هذه الخاصية الحيوية للماء والمعروفة باسم الخاصية الشعرية هي التي تتيح للماء - والأملاح المذابة فيه- فرصة الحركة من جذور النباتات إلى أعلى أغصانها، كما أنها المسئولة عن سريان الدم في الأوعية الدموية الدقيقة في أجسام جميع الكائنات الحية، وبكل تأكيد فإنها أحد عوامل تدفق الماء المنوي وسهولة جريانه داخل أنابيب التبويض الأنثوية، كما أحب أن اسميه بدلا من تسمية السائل المنوي. فالسائل قد يكون ماءاً وقد يكون عنصراً أو مركب آخر، ولكن وبما أن النطفة تحتوي على أكثر من 90% من حجمها ماء فلها كل الحق أن نسميها الماء المنوي كما وصفها الله عز وجل في قرآنه العظيم بالماء الدافق.
يتبــــــــع
....
..
  #94  
قديم 10-01-2008, 03:39 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

يتبع الموضوع ....... الماء الدافق تركيبه خصائصه

العناصر المعدنية المكونة للماء المنوي عوامل تساعد على تدفقه
من المعروف أن الماء المنوي ونتيجة لما هو مذاب فيه من عناصر معدنية ذو وسط قلوي، ورحم الأنثى ذو وسط حامضي فعند نزوله وتدفقه داخل الرحم يحدث تعادل بين الحمضية والقلوية، وما ذلك إلا لحفظ الحيوانات المنوية من الموت بالأحماض بعد نزولها في الرحم، ألا ترون معي أن هذه الحسابات الدقيقة بل الغاية في الدقة لا يمكن أن يدقنها بشر بأي حال من الأحوال، وأري أن ذلك ينطبق عليه قول الله عز وجل: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْحَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾ فصلت 53.
المكونات المعدنية الآخري المذابة بقدرة الله في الماء المنوي قد يكون لها أيضاً دور في حركة وتدفق مني الرجل داخل رحم المرأة، فهو "أي الماء المنوي" يحتوي على عناصر معدنية مثل البوتاسيوم والكالسيوم والصوديوم والزنك وجميعها تحمل شحنات كهربية موجبة أما السترات والفوسفات والأحماض وغيرها من المكونات الآخري فتحمل شحنات سالبه، هذا يعني أن مكونات الماء المنوي للرجل تكون في حاله من التعادل الكهربي للشحنات ومترابطة بعضها مع بعض.
هذا التعادل يمنع أيضاً تفاعل مكونات الماء المنوي مع أسطح خلايا رحم المرأة والتي تحمل أسطحها شحنات سالبة فيمنع هذا التعادل ما قد يحدث من عمليات جذب كهربي مغناطيسي بين الماء المنوي وجدر الخلايا الأمر الذي يسهل من حركته داخل الرحم وتوفيره الطاقة اللازمة لإمداد الحيوان المنوي بما يحتاجه منها اثنا رحلته بحثاً عن البويضة لتخصيبها. فلو لم يحمل الماء المنوي هذه الشحنات المتعادلة وحمل بدلاً منها شحنات سالبه فقط أو موجبة فقط لتنافر السائل أو تجاذب مع أسطح الخلايا التي يمر عليها ولتبعثرت حركته وفقد تدفقه بعد فترة وجيزة وما حدث التخصيب أبداً، وسبحان الله العظيم جل شأنه القائل ﴿إنا كل شيء خلقناه بقدر.
أما البروتينات فتمثل حقيقةً أكبر نسبة من بين مكونات الماء المنوي (5 %) وهذه البروتينات هي مصدر للأحماض الامينية المغذية للحيوان المنوي، كما إنها تحتوي على مادة "بروستاجلاندين" التي تؤدي إلي تقلصات في الرحم،وظيفة هذه التقلصات هي امتصاص السائل المنوي لأعلي، إلي داخل الرحم، ثم إلي قناتيفالوب، اليمني واليسري، تنتظر البويضة في احدي القناتين، كما إنها تحتوي على بعض الإنزيمات التي تمنع تجلط الماء المنوي وبالتالي المحافظة على سيولته بشكل دائم الأمر الذي يساعد على سهولة تدفقه وانزلاقه داخل الرحم.
الحيوان المنوي صممه الخالق عز وجل ليتدفق
يتكون الحيوان المنوي من رأس و عنق و ذيل. يحتوى الرأس على النواة الحاملة للمادة الوراثية (الكروموسومات) التي تتفاعل مع المادةالوراثيةالخاصة بالبويضة لتنشأ خلية الجنين الأولى. تعلو الرأس حويصلة تسمي "أكروسوم" تحتوي على إنزيمات مذيبة، تذيب جدار البويضة لكي يتمكن الحيوان المنوي من اختراقها. أما الجزء الوسطي والذي يحتوي على العنق فهو مصنع الطاقة التي تتيحللذيل أن يتحرك ليدفع الحيوان المنوي إلى الأمام ويحقق تدفقه الذي أراده الله له. بالجزء الوسطي بين الرأس والذيل - كما هو واضح في الشكل المرفق - جزء خاص حلزوني الشكل يسمي "الميتوكندريا الحلزونية"، وهو عبارة عن مصانع صغيرة للطاقة، ويعتبر أي نسيج بشري نشيطاً بقدر ما يحتويه من أعداد كبيرة من الميتوكوندريا.
هذه الميتوكوندريا تقوم بإنتاج مركب كيميائي يطلق عليه اسم "الادينوسين ثلاثي الفوسفات" ويطلق عليه اختصاراً "ِATP". ويعتبر "ِATP" الطاقة أو البطارية الكهربائية اللازمة لتحريك كافة أنشطة وعمليات الجسم المختلفة في الإنسان الكامل، ناهيك عن دفع الحيوان المنوي وإمداده الذيل بالطاقة اللازمة لتحركه وبالتالي دفع الحيوان المنوي للأمام داخل الرحم. وهنا يأتي دور مكونات الماء المنوي الذي شكلها الله عز وجل كل له وظيفته التي تتم بكمية معينة وفي وقت معين وسبحانه القائل في محكم التنزيل ﴿أفرأيتم ما تمنون * أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقونالواقعة 58-59، فيتم أنتاج هذا إل ِATP"" من خلال عملية تكسير للجلوكوز والفركتوز - الموجودين ضمن مكونات الماء المنوي – أثناء عملية بيوكيميائية معروفة للعلماء باسم دورة الجليكوليسيس Glycolysis وأيضاً من خلال استثمار مكون آخر وهو السترات في دورة تسمي بدورة حامض الستريك لأكسدة بعض المواد الآخري، وتتم شرارة بدء هذه التفاعلات من خلال مكون بروتيني مهم من مكونات الماء المنوي يعرف بإنزيم الداينين، كل هذه العمليات البيوكيميائية هي التي تهيئ الظروف والبيئة المناسبة والطاقة اللازمة لتدفق الحيوان المنوي وحركته.
ما من كل الماء المنوي يخلق الإنسان
أخرج الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من كل الماء يكون الولد،إذا أراد الله خلق شيء لم يمنعه شيء ". وهذا في الحقيقة أمراً يعضد إعجاز الآيات القرآنية ويؤكد عليها. فالماء المنوي كما ذكرنا مكوناته متعددة وكل له وظيفة ومهمته المحددة وبدقة متناهية والحيوانات المنوية وهي التي تقوم بالتخصيب كميتها بالنسبة إلى المكوناتالأخرى بالماء المنوي لا تتعدي 5%، ليس ذلك فحسب بل أيضا يتم الانتخاب بين هذه الحيوانات المنوية وتفضيل بعضها على بعض ليصل منها في نهاية الرحلة واحد فقط هو الذي يقوم بعملية التخصيب.وأن في هذا الحديث النبوي الشريف لأعجاز عظيم، فمن كان يعلم بالتركيب الدقيق للماء المنوي في عصر النبوة؟، لا أحد!!!، إنما هو علم الله الكامل الذي أوحي به لرسوله الكريم حيث يقول الحق تبارك وتعالى ﴿وما ينطق عن الهوى* إن هو إلا وحي يوحىالنجم 3-4. فلم يكن أحد يعلم أن جزأ يسيراً فقط من الماء المنوي هو الذي يخلق منه الولد ... ولم يكن أحد يتصور أن في القذفة الواحدة من المني ما بين مائتين إلى ثلاثمائة مليون حيوان منوي وأن حيواناً منوياً فقط هو الذي يقوم بتلقيح البويضة.
يتكون الحيوان المنوي في الخصيتين، ويخرجمنهما عبر القناتين المنويتين، ويُصَب عليهالماء المنويفي الطريق من الحويصلتين المنويتينولكي يكون الحيوان المنوي قادراً على الإخصاب – بالإضافة لتوفر كل العوامل والظروف المحيطة السابق ذكرها - لابد أن يكون عددالحيوانات المنوية كافياً لإغراق الرحم بحيث تزيد احتمالات التقاء الحيوانات المنوية المتحركة بالبويضة، آخذين في الاعتبار أن الحيوانات المنوية تضعف تدريجياً أثناء رحلة البحث عن البويضة، فلا يبقي من ملايين الحيوانات المنوية في النطفة الواحدة إلا حيوانات منوية معدودة قادرة على الإخصاب، مما يستوجب كثرة الحيوانات المنوية لتعويض الفاقد، وآخذين في الاعتبار صغر حجم البويضة المتناهي بالنسبة للرحم، ممايستوجب امتلاءه بالحيوانات المنوية لعلهم يلاقونها أينما كانت في الرحم الواسع. ومن المعلوم أن تركيز الحيوانات المنوية الأدنى اللازم لحدوث الإخصاب هو ۲۰مليون في الملليمتر المكعب.
ومن كان يعلم إن المواد الكيميائية الموجودة في الماء المنوي، إنما هي موجودة لتوفر للحيوان المنوي الطاقة اللازمة للحركة كالمواد السكرية (الجلوكوز والفركتوز) أو لتمكنه من اختراق جدار البويضة كالمواد البروتينية والإنزيمات الموجودة في حويصلة الاكروسوم. ومن كان يعلم بأن أعداد الحيوانات المنوية وكميتها أيضاُ مهمة لعملية التخصيب.
فيمكن للحيوانات المنويةالبقاء حية داخل الرحم لعدة أيام في انتظار البويضة إذا كان الجماع قبل موعدالتبويض، كما أن الطريق الطويلمن موضع القذف إلي البويضةيستهلكصحة الحيوانات المنوية بحيثتتمتع الأقلية منهم فقط بالحركة الكافية عند الوصول إلي البويضة. عند محاذاة الحيوانات المنوية للبويضة، يبدأأقواهم وأقواهم فقط في محاولة إذابة جدارها باستخدام الإنزيمات الموجودة في الحويصلة أعلى رأسالحيوان المنوي (الحويصلة الأكروسوميه). وبمجرد أن يذوب الجدار، يخترق أقويالحيوانات المنوية الجدار ليستقر داخل البويضة، ثم تغلق البويضة جدارهابحيث يستحيل دخول حيوان منوي آخر، ويصدق هنا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من كل الماء يكون الولد).
المراجع
1-القرآن الكريم
2-صحيح البخاري
3-مواقع عديدة على الشبكة الدولية (الانترنت)
4-Bolarinde Ola1, Masoud Afnan, Spyros Papaioannou, Khaldoun Sharif, Lars BjoÈrndahl and Aravinthan Coomarasamy (2003): Accuracy of sperm-cervical mucus penetration tests in evaluating sperm motility in semen: a systematic quantitative review. Human Reproduction Vol.18, No.5 pp. 1037-1046.
5-Derek H. Owen and David F. Katz (2005) A Review of the Physical and Chemical Properties of Human Semen and the Formulation of a Semen Simulant. Journal of Andrology, Vol. 26, No. 4, July/August 2005
6-Sharon T. Mortimer (1997): A critical review of the physiological importance and analysis of sperm movement in mammals. Human Reproduction Update, Vol. 3, No. 5 pp. 403–439
  #95  
قديم 10-01-2008, 03:45 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

معجزتا تنجيم القرآن الكريم وتعدد صور الوحي





الأستاذ الدكتور مصطفى عبد المنعم
أستاذ التشريح وعلم الأجنة بجامعة المدينة المنورة
بالمملكة العربية السعودية وجامعة المنصورة بمصر
ملخص البحث
على مدار حوالي نصف قرن مضى من الزمان، أهتم كثير من الباحثين بتوضيح الترابط بين آيات محددة في القراّن الكريم وحقائق العلم الحديث تحقيقاً لموعود الله تبارك وتعالى { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ... }فصلت53، وكان من أكثر المجالات التي تحقق فيها هذا الإعجاز هو الآيات المتعلقة بعلم الأجنة، فما من آية في القراّن الكريم تحدثت عن جانب من جوانب خلق الجنين إلا وثبت تطابقها المعجز مع حقائق العلم الحديث، والذي يزيد الأمر إعجازاً أننا إذا جمعنا هذه الآيات بعضها إلى بعض وأعدنا ترتيبها، أمكن أن نكون منها قصة مختصرة ولكنها وافية عن قصة خلق الجنين في رحم أمه، وإذا أسندنا كل موضع إلى وقت تنزيله، نجد وكأن مجموعة من الجُمل المتناثرة التي تُليت على مدار نحو ثلاثة وعشرين سنة فى ظروف مختلفة وسياقات متنوعة بلا ترابط ظاهر قد امتزجت ثم تراصت في ترتيب جديد لتبهرنا في صورتها الجديدة المعجزة أنها منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنه وهي تحمل قصة صادقة مكتملة الأركان لهذا الخلق فى أروع صوره. لقد كان يكفى أن يَمُنَّ اللهُ تعالى علينا بآية واحدة في مجال علم الأجنة لتثبت لغير المؤمنين في زمن العلم أنه الحق، ولكن شاءت إرادة الله أن يَمُنَّ علينا بآيات كثيرة في هذا الباب وألا تنزل هذه الآيات في موضعٍ واحد وسياقٍ متتابع ولكنها نزلت منثورة كالؤلؤ في ثنايا الكتاب الكريم وكأن الله تعالى يقيم علنا حجة بعد حجة ويهدينا إلى نور بعد نور حتى لا يترك مجالاً لمرتاب و{...لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ }الأنفال42 . إن كون الآيات الكونية المتعلقة بعلم الأجنة قد نزلت منجمة على مدار زمن التنزيل كله من أول العهد الكى (كما فى سورة القلم) وحتى أواخر العهد المدني (كما في سورة الحج) لهو دليل صدق يعجز عنه أحاد البشر مهما علا كعبهم بل جميعهم وصدق الله العظيم القائل فى كتابه الكريم {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً } الإسراء88. وإذا رغبنا في إبراز المزيد من الإبهار، فإن بعض دلائل هذا الإعجاز العلمي قد وردت في أحاديث متعددة للرسول عليه الصلاة والسلام بنسق يخالف نسق القرآن الكريم وبيان يوافق ويفصل ما جاء في هذا الكتاب الكريم مصداقاً لقوله تعالى (إن هو إلا وحي يوحى، علمه شديد القوى).
تقديم: القراّن الكريم هو ( كلام الله تعالى المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته) (الرومى ،1416ه). وقد نزل القراّن الكريم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مفرقاً في ثلاث وعشرين سنة، ثلاث عشرة سنة في مكة وعشر سنين في المدينة (الجديع،1422ه) والدليل على تفرق هذا النزول وتنجمه قول الله- تعالت حكمته- فى سورة الإسراء، {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً }الإسراء106 وقوله في سورة الفرقان {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً }الفرقان32 (3). وقد تتابع نزول القرآن خلال هذه المدة الطويلة، فكانت تنزل السورة مرة، وتنزل الآية أو الآيات مرة أخرى، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ضعوا هذه الآية في موضع كذا من سورة كذا، حتى تم نزول هذا الكتاب الكريم قبيل وفاة النبي عليه الصلاة والسلام (زرزور،1401). أما الحديث الشريف فهو: ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قولٍ أو فعلٍ أو تقرير أو صفة. (الطحان/15). والحديث الصحيح هو: ما أتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علّه. (الطحان/34). وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الصحيحة أيضاً تحمل إعجازاً مبهراً في مجال علم الأجنة، أخبر بها الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً على مدار زمن الرسالة في سياقات متعددة ومواقف شتى. وسوف نستعرض بإذن الله تعالى طائفة من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة ونٌظهرُ ملمحاً جديداً للإعجاز يضاف إلى الإعجاز المفرد في كل آية أو حديث على حده. الدراسة: من الناحية العلمية يمكن لنا أن نلخص خطوات تطور الجنين فى القصة القصيرة التالية: تتكون الجاميتات الذكرية والأنثوية للأب والأم على التوالي أثناء مرحلتهما الجنينية بانتقال بعض الخلايا من جدار كيس المح إلى المنطقة المحصورة بين العمود الفقري وعظام الصدر. ولاحقاً عند التزاوج والجماع، تخرج الحيوانات المنوية من حوالي 300 مليون حيوان منوي، لا يصل إلى البويضة إلا حوالي 300 حيوان منوي وينجح واحد فقط من هذه الحيوانات المنوية فى إختراق الحواجز التي تحمي البويضة. وفور دخوله تفرز البويضة مواد خاصة تحول دون دخول حيوانات أخرى إليها. وبمجرد دخول الحيوان المنوي إلى البويضة يبدأ اختلاط المادة الوراثية للجاميتات الذكرية والأنثوية مكونة مشيج خليط. وبمجرد اختلاط المادة الوراثية للذكر والأنثى يتم إعادة ترتيب المادة الوراثية الجديدة بصورة تتقدر فيها مجمل خصائص هذا الكائن الجديد. وتكون كل من الجاميتات الذكرية والأنثوية فى صورة قطرة سائل دقيقة قبل الاختلاط وحتى بعد الاختلاط أثناء رحلتها خلال قناة فالوب إلى الرحم وحتى وقت الإنغراس ببطانة الرحم وذلك لوجود غلاف أبيض يحيط بالنطفة الأمشاج ويمنع تغير الشكل الخارجي والحجم الكلى للنطفة الأمشاج. وبعد حوالي أسبوع من الإخصاب تفقد النطفة الغلاف الأبيض الخارجي وتلتصق بجدار الرحم ثم تبدأ فى الإنغراس فيه مثل حبة الزرع التي تنغرس فى تربة الأرض. ويعتبر الرحم هو المكان الوحيد في الجسم المهيىء والممكن من أداء الوظيفة المتعلقة باستقرار الجنين ونموه أثناء فترة الحمل. وبعد حوالى أسبوعين من الإخصاب يتعلق الجنين بالمشيمة البدائية بواسطة ساق اتصال حيث يعتمد عليها فى غذائه ويكون شكله مشابهاً لطفيل العلق ونظراً لبدء تكون خلايا الدم فيه مع عدم بدء الدورة الدموية الجنينية فإنه يشبه في مظهره الخارجي قطعة الدم الجامدة. تبدأ القطع الجسدية للميزوديرم فى التميز عند اليوم العشرين ويلاحظ أنه ما بين اليوم الرابع والعشرين وحتى اليوم الأربعين يكون شكل الجنين مثل قطعة اللحم الممضوغ سواء من حيث حجمها الصغير (حوالى1سم عند40 يوماً) أو من حيث التغيرات المستمرة فى شكلها الخارجي أو من حيث ظهور القطع الجسدية بصورة تشبه آثار الأسنان على قطعة لحم. فى الأسبوع السابع يتم بداية تكوين العظام. وفى الأسبوع الثامن تنتشر العت وتغطى العظام. ومنذ بداية الشهر الثالث يكون الهدف الأساسي لتطور الجنين هو النمو والنضج الوظيفي لأجهزة الجسم. وبصورة عامة، لا يمكن أن تكتب للجنين فرصة للبقاء إذا ولد قبل ستة أشهر وذلك بصفة أساسية لتأخر الاكتمال التركيبي والوظيفي للجهاز التنفسي. ويمكن للطفل المولود لستة أشهر فأكثر أن يكمل نموه خارج الرحم بحضانات خاصة مجهزة. ولذلك يمكن أن يطلق على الفترة من ستة أشهر وتسعة أشهر بالحضانة الرحمية.وعند الولادة، يتم إفراز عدد من الهرمونات التي تؤدى إلى أتساع عنق الرحم ونعومته واختفائه في جسم الرحم تدريجياً مع انقباض عضلات جسم الرحم وقبتة كما ترتخي بعض الأربطة التي ترتبط بعظام الحوض حتى يمكن أن تحدث شياً من التباعد بين العظام وفى النهاية ينفجر الكيس الأمنيوسى المحيط بالجنين ويندفع السائل الأمنيوسى الموجود به ليطهر مجرى الولادة ويمهد السبيل لولادة ميسرة. إن هذه القصة يمكن أن ننسب كل جزء من أجزائها إلى بعض آيات القراّن الكريم كما يأتي:
1) تتكون الجاميتات الذكرية والأنثوية للأب والأم على التوالي أثناء مرحلتهما الجنينية بانتقال بعض الخلايا من جدار كيس المح إلى المنطقة المحصورة بين العمود الفقرى وعظام الصدر.



قال تعالى: {فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خلق من ماء دافق * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ } الطارق 5-7
2) عند الجماع، تخرج الحيوانات المنوية مندفعة لتلتقى بالبويضة.

قال تعالى: {فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خلق من ماء دافق} الطارق 5-6.
3) من حوالي 300 مليون حيوان منوى، لا يصل إلى البويضة إلا حوالي 300 حيوان منوي وينجح واحد فقط من هذه الحيوانات المنوية في اختراق الحواجز التي تحمي البويضة.

قال تعالى: {ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ } السجدة8 والسلالة هي ما يستخلص من الشيء.
4) بمجرد دخول الحيوان المنوي إلى البويضة يبدأ اختلاط المادة الوراثية للجاميتات الذكرية والأنثوية مكونة مشيج خليط.


قال تعالى: { إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيرا}الإنسان2
5) بمجرد إختلاط المادة الوراثية للذكر والأنثى يتم إعادة ترتيب المادة الوراثية الجديدة بصورة تتقدر فيها مجمل خصائص هذا الكائن الجديد.

قال تعالى:{ مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ } عبس19
6) تكون كل من الجاميتات الذكرية والأنثوية في صورة قطرة سائل دقيقة قبل الاختلاط وحتى بعد الاختلاط أثناء رحلتها خلال قناة فالوب إلى الرحم وحتى وقت الإنغراس ببطانة الرحم وذلك لوجود غلاف أبيض يحيط بالنطفة الأمشاج ويمنع تغير الشكل الخارجي والحجم الكلي للنطفة الأمشاج.
قال تعالى: {خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ } النحل4
7) بعد حوالي أسبوع من الإخصاب تفقد النطفة الغلاف الأبيض الخارجي وتلتصق بجدار الرحم ثم تبدأ فى الإنغراس فيه مثل حبة الزرع التى تنغرس فى تربة الأرض.


قال تعالى: {نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} البقرة223 والحرث هو موضع الغرس.
8) يعتبر الرحم هو المكان الوحيد فى جسم المرأة المهيىء والممكن من أداء الوظيفة المتعلقة باستقرار الجنين ونموه أثناء فترة الحمل.


{ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ } المؤمنون13
9) بعد حوالى أسبوعين من الإخصاب يتعلق الجنين بالمشيمة البدائية بواسطة ساق إتصال حيث يعتمد عليها فى غذائه ويكون شكله مشابهاً لطفيل العلق ونظراً لبدء تكون خلايا الدم فيه مع عدم بدء الدورة الدموية الجنينية فإنه يشبه فى مظهره الخارجى قطعة الدم الجامدة.(Sadler,2004-P59)


{خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ } العلق2 {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } الحج5 10) يبدأ الميزوديرم المجاور للمحور فى التميز بداية من اليوم العشرين فى صورة قطع جسدية. ويلاحظ أنه مابين اليوم الرابع والعشرين وحتى ما بعد نهاية الأسبوع الخامس بقليل يكون شكل الجنين مثل قطعة اللحم الممضوغ سواء من حيث حجمها الصغير (حوالى1سم عند40 يوماً) أو من حيث التغيرات المستمرة فى شكلها الخارجى أو من حيث ظهور القطع الجسدية بصورة تشبه اَثار الأسنان على قطعة لحم..(Sadler,2004-P93-114)

قال تعالى: {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ }المؤمنون14
11) في الأسبوع السابع تتكون العظام.

قال تعالى: {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } المؤمنون14
12) في الأسبوع الثامن تنتشر العضلات وتغطى العظام. The first indication of limb musculature is observed in the seventh week (Sadler,2004-P203)
قال تعالى: {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ }المؤمنون14
يتبــــــــــــــع
....
..
  #96  
قديم 10-01-2008, 03:50 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

يتبع الموضوع .... معجزتا تنجيم القرآن الكريم وتعدد صور الوحي



13) منذ بداية الشهر الثالث يكون الهدف الأساسى لتطور الجنين هو النمو والنضج الوظيفى لأجهزة الجسم. .


{ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } المؤمنون14 14) بصورة عامة، لا يمكن أن تكتب للجنين فرصة للبقاء إذا ولد قبل ستة أشهر وذلك بصفة أساسية لتأخر الإكتمال التركيبى والوظيفى للجهاز التنفسى. ويمكن للطفل المولود لستة أشهر فأكثر أن يكمل نموه خارج الرحم بحضانات خاصة مجهزة. ولذلك يمكن أن يطلق على الفترة من ستة أشهر وتسعة أشهر بالحضانة الرحمية.

قال تعالى: ﴿وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً﴾ (سورة الأحقاف : 15) وقال تعالى: ﴿... وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ ... ﴾ (سورة لقمان : 14) وقال تعالى: ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ﴾ (سورة البقرة : 233). تدل على أن أدني مدة للحمل هي ستة أشهر، وبهذا أفتى أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه وأقره على ذلك الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وبه قال المفسرون. 15) عند الولادة، يتم إفراز عدد من الهرمونات التي تؤدى إلى أتساع عنق الرحم ونعومته وإختفائه في جسم الرحم تدريجياً مع إنقباض عضلات جسم الرحم وقبتة كما ترتخي بعض الأربطة التى ترتبط بعظام الحوض حتى يمكن أن تحدث شيئاً من التباعد بين العظام وفى النهاية ينفجر الكيس الأمنيوسى المحيط بالجنين ويندفع السائل الأمنيوسى الموجود به ليطهر مجرى الولادة ويمهد السبيل لولادة ميسرة.

{ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ }عبس20 ويمكن ترتيب هذه الأحداث بالصورة الآتية.


المرحلة
الآية



زمن نزول الآية1) تتكون الجاميتات الذكرية والأنثوية للأب والأم على التوالى أثناء مرحلتهما الجنينية بانتقال بعض الخلايا من جدار كيس المح إلى المنطقة المحصورة بين العمود الفقرى وعظام الصدر.
{فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خلق من ماء دافق * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ }الطارق 5-7




مكية-352) عند الجماع، تخرج الحيوانات المنوية مندفعة لتلتقى بالبويضة
{فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خلق من ماء دافق}الطارق 5-6.




مكية-35
3)من حوالى 300 مليون حيوان منوى، لا يصل إلى البويضة إلا حوالى 300 حيوان منوى وينجح واحد فقط من هذه الحيوانات المنوية فى إختراق الحواجز التى تحمي البويضة.


{ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ } السجدة8
مكية 69
4)بمجرد دخول الحيوان المنوى إلى البويضة يبدأ إختلاط المادة الوراثية للجاميتات الذكرية والأنثوية مكونة مشيج خليط.

{ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً }


مدنية 12
5)بمجرد إختلاط المادة الوراثية للذكر والأنثى يتم إعادة ترتيب المادة الوراثية الجديدة بصورة تتقدر فيها مجمل خصائص هذا الكائن الجديد.




{مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ}
عبس19

مكية32
6)تكون كل من الجاميتات الذكرية والأنثوية فى صورة قطرة سائل دقيقة قبل الإختلاط وحتى بعد الإختلاط أثناء رحلتها خلال قناة فالوب إلى الرحم وحتى وقت الإنغراس ببطانة الرحم وذلك لوجود غلاف أبيض يحيط بالنطفة الأمشاج ويمنع تغير الشكل الخارجى والحجم الكلى للنطفة الأمشاج.



{خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ }النحل4


مكية 64
7)بعد حوالى إسبوع من الإخصاب تفقد النطفة الغلاف الأبيض الخارجى وتلتصق بجدار الرحم ثم تنغرس فيه مثل حبة الزرع التى تنغرس فى تربة الأرض.

{نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}البقرة223


مدنية-1
8)يعتبر الرحم هو المكان الوحيد فى جسم المرأة المهيىء والممكن من أداء الوظيفة المتعلقة بإستقرار الجنين ونموه أثناء فترة الحمل.



{ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ }
المؤمنون13


مكية68
9)بعد حوالى أسبوعين من الإخصاب يتعلق الجنين بالمشيمة البدائية بواسطة ساق إتصال حيث يعتمد عليها في غذائه ويكون شكله مشابهاً لطفيل العلق ونظراً لبدء تكون خلايا الدم فيه مع عدم بدء الدورة الدموية الجنينية فإنه يشبه في مظهره الخارجى قطعة الدم الجامدة.


{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ .....)الحج5

{خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ }العلق2

مدنية 18
10)يبدأ الميزوديرم المجاور للمحور في التميز بداية من اليوم العشرين في صورة قطع جسدية. ويلاحظ أنه مابين اليوم الرابع والعشرين وحتى ما بعد نهاية الأسبوع الخامس بقليل يكون شكل الجنين مثل قطعة اللحم الممضوغ سواء من حيث حجمها الصغير (حوالى1سم عند40 يوماً) أو من حيث التغيرات المستمرة في شكلها الخارجى أو من حيث ظهور القطع الجسدية بصورة تشبه اَثار الأسنان على قطعة لحم.




{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ..........}الحج5


مدنية 18
11)في الأسبوع السابع تتكون العظام.







{ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ }المؤمنون14


مكية-68
12)في الأسبوع الثامن تنتشر العضلات وتغطى العظام.






{ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ }المؤمنون14

مكية-68
13)منذ بداية الشهر الثالث يكون الهدف الأساسى لتطور الجنين هو النمو والنضج الوظيفى لأجهزة الجسم.







{ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ }المؤمنون14


مكية-6814) بصورة عامة، لا يمكن أن تكتب للجنين فرصة للبقاء إذا ولد قبل ستة أشهر وذلك بصفة أساسية لتأخر الإكتمال التركيبى والوظيفى للجهاز التنفسى. ويمكن للطفل المولود لستة أشهر فأكثر أن يكمل نموه خارج الرحم بحضانات خاصة مجهزة. ولذلك يمكن أن يطلق على الفترة من ستة أشهر وتسعة أشهر بالحضانة الرحمية.
قال تعالى: ﴿وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً﴾(سورة الأحقاف : 15)







وقال تعالى:﴿.. وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ .. ﴾(سورة لقمان : 14)

وقال تعالى: ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ﴾(سورة البقرة : 233).

مكية-60 مكية-65
مدنية-1

10) عند الولادة، يتم إفراز عدد من الهرمونات التى تؤدى إلى إتساع عنق الرحم ونعومته وإختفائه فى جسم الرحم تدريجياً مع إنقباض عضلات جسم الرحم وقبتة كما ترتخى بعض الأربطة التى ترتبط بعظام الحوض حتى يمكن أن تحدث شياً من التباعد بين العظام وفى النهاية ينفجر الكيس الأمنيوسى المحيط بالجنين ويندفع السائل الأمنيوسى الموجود به ليطهر مجرى الولادة ويمهد السبيل لولادة ميسرة.
{ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ }عبس20




مكية-23




وبمراعاة ترتيب نزول السور( ) وترتيب ورود الآيات في نفس السورة. يمكن أن نرتب نزول الآيات الدالة على تطور الجنين كما وردت القراّن الكريم على النحو التالي


مسلسلالآيةالمكي والمدنيترتيب النسبي للنزول1
{فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خلق من ماء دافق * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}الطارق 5-7



مكية3552
{فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خلق من ماء دافق} الطارق 5-6.





مكية3543
{ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاءمَّهِينٍ }السجدة8




مكية6984
{ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً}الإنسان2




مدنية 12165
{ مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ } عبس19


مكية 23


يتبـــــــــــــع
  #97  
قديم 10-01-2008, 04:07 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

يتبـــــــــــع.... معجزتا تنجيم القرآن الكريم وتعدد صور الوحي

26
{خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ} النحل4



مكية 6477
{نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}البقرة223



مدنية 1158
{ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ }


المؤمنون13


مكية6889
{خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ }العلق2


{ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} المؤمنون14
مكية 1

مكية68


10
{ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِين} َالمؤمنون14



مكية681011
{ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} المؤمنون14




مكية681112
{ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِين} المؤمنون14




مكية681213
{ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}المؤمنون14




مكية681314
قال تعالى: ﴿وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً﴾ (سورة الأحقاف : 15)



وقال تعالى: ﴿... وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ ... ﴾ (سورة لقمان : 14)

وقال تعالى: ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ﴾ (سورة البقرة : 233).
مكية60 مدنية56
مدنية1
6 17
14

15
{ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ }عبس20

مكية233
﴿وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى﴾ (النجم: 45، 46).
وقد وردت أيضاً نصوصاً فى السنة النبوية تتحدث عن بعض مسائل علم الأجنة مثل:
1) عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العزل؟ فقال: (ما من كل الماء يكون الولد، وإذا أراد الله خلق شيء لم يمنعه شيء). رواه مسلم فى النكاح(2/1063).
والحديث يحمل أكثر من دلالة منها أنه ليس كل ماء الرجل يدخل في تكوين الولد.


وحقائق علم الأجنة تخبرنا أنه مع أن كل ملليليتر من السائل المنوي يحمل حوالي 20 مليون من الحيوانات المنوية. إلا أن هذا العدد الهائل إنما يشغل حوالى 1% فقط من الحجم. ومن مجمل حوالي 100- 120 مليون حيوان منوي تخرج في المرة الواحدة، فإنه لا يصل منها إلى البويضة إلا حوالى 400 حيوان منوي ينجح واحد منها فقط فى اختراق البويضة.
2) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: " إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا...)متفق عليه.

صورة لجنين فى عمر 42 يوماً إن الجنين في هذا العمر قد تكونت فيه جميع أجهزة الجسم بصورة مبدئية، ومع ذلك فإن طوله يبلغ حوالي 1سم. وفوق هذا فإن جسمه ملتف على نفسه حتى تتقارب أطرافه . ولعله لا توجد كلمة في اللغة العربية يمكن أن تعبر عن كل هذه المهانى مجتمعة في أقل عدد من الكلمات مثل قوله صلى الله عليه وسلم (يُجمعُ خلقه).
المناقشة:
عن ابن عباس، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأربعين سنة، فمكث بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه، ثم أمر بالهجرة، فهاجر عشر سنين، ومات وهو ابن ثلاث وستين سنة. متفق عليه. وحدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن هشام بن حسان عن عكرمة عن ابن عباس قال أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين فأقام بمكة ثلاث عشرة وبالمدينة عشراً وتوفي وهو ابن ثلاث وستين قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ و حَدَّثَنَا الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا مَعْنٌ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَمِعَ أنَسًا يَقُولُ لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ وَلَا بِالْقَصِيرِ الْمُتَرَدِّدِ وَلَا بِالْأَبْيَضِ الْأَمْهَقِ وَلَا بِالْآدَمِ وَلَيْسَ بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ وَلَا بِالسَّبِطِ بَعَثَهُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا وَتَوَفَّاهُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ سَنَةً وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح .
لقد كانت مدة نزول القراّن الكريم ثلاثاً وعشرين سنة، لأن مدة مقام النبي صلى الله عليه وسلم في مكة كان ثلاث عشرة سنة إتفاقاً ومقامه في المدينة عشر سنوات على أشهر الروايات (علوم القراّن/71). علوم القراّن- مدخل إلى تفسير القراّن وبيان إعجازه- الدكتور عدنان محمد زرزور- رئيس قسم العقائد والأديان بكلية الشريعة وأستاذ التفسير والحديث بكلية الآداب جامعة دمشق. المكتب الإسلامي - الطبعة الأولى- 1401ه-1981م.
وابتدأ هذا الإنزال من مبعثه عليه الصلاة والسلام وانتهى بقرب انتهاء حياته الشريفة. وتقدر هذه المدة بعشرين أو ثلاثة وعشرين أو خمسة وعشرين عاماً تبعاً للخلاف في مدة إقامته صلى الله عليه وسلم في مكة بعد البعثة، أكانت عشر سنين أو ثلاث عشرة أم خمس عشرة سنة. أما مدة إقامته بالمدينة فعشر سنين إتفاقاً كذلك قال السيوطي. مناهل العرفان (1/46) مما لا يكاد يخفي على أحد فإن الكتب المتقدمة لم يكن شاهد صحتها ودليل كونها من عند الله تعالى إعجازها وأما القرآن الكريم فبينة صحته آية كونه من عند الله تعالى نظمه المعجز الباقي على مر الدهور المتحقق في كل جزء من أجزائه المرقدة بمقدار أقصر السور حسبما وقع به التحدي ولا ريب في أن ما يدور عليه فلك الإعجاز هو المطابقة لما تقتضيه تفسير أبو السعود 6/215 فإن قيل: ما السر في نزول القراّن الكريم منجماً؟ وهل أنزل كسائر الكتب جملة؟ تهذيب وترتيب الإتقان في علوم القراّن، الإمام جلال الدين عبد الرحمن السيوطى، بقلم محمد بن عمر بن سالم بازمول، الطبعة الأولى 1412ه-1992م، دار الهجرة للنشر والتوزيع، الرياض، المملكة العربية السعودية.
أجيب بأن لنزول القراّن منجماً حكماً عديدة منها: أولا: تثبيت قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثانياً: تيسير حفظه وفهمه. ثالثاً: مسايرة الحوادث. رابعاً: التدرج فى التشريع وتربية الأمة. خامساً:إستمرار التحدي. سادساً:الدلالة على مصدر القراّن وأنه من عند الله وليس في قدرة البشر. دراسات في علوم القراّن-اد/ فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الروحي أستاذ الدراسات القرآنية كلية المعلمين بالرياض. مكتبة التوبة-1416ه .
وهذا الجانب الأخير؛ أي الدلالة على مصدر القراّن الكريم وأنه من عند الله وليس في قدرة البشر؛ هو الهدف من هذه الدراسة التطبيقية على جانب واحد من جوانب لا تنتهي من إعجاز القراّن الكريم. إن دراسة الآيات المتعلقة بعلم الأجنة تظهر صورة الإعجاز المبهر في كل جانب من مفرداتها عند دراستها كلُّ على حدة. كما تظهر إعجازاً فوق إعجاز حين نجد هذه الآيات قد تنزلت على مدار نحو ثلاث وعشرين سنة في ظروف مختلفة وسياقات متنوعة. ولم تتعارض أياً من هذه المعاني في السياقات المختلفة مع أي من مثيلاتها على امتداد زمن التنزيل. وهذه معجزة وضع ضابطها القراّن الكريم في قوله تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82. ثم تأتي المعجزة التالية أن هذه الآيات ليست فقط لا تتعارض وإنما هي تتكامل لتتشكل من مفرداتها قصة علمية متكاملة الأركان متينة البنيان. فلو أن القراّن الكريم قد نزل فيه آية واحدة في مجال علم الأجنة لكفت ولكنه أنزل آيات عديدة. ولو أن هذه الآيات نزلت في موضع واحد من سورة واحدة لكفت ولكن سيكون التحدي تحدياً واحداً لقوله تعالى في سورة البقرة {وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }البقرة23 ولقوله تعالى فى سورة يونس {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }يونس38. فبتعدد السور التي نزلت بها آيات خلق الجنين يتكرر التحدي وذلك أحد أسباب تنجيم آيات القراّن الكريم كما ورد في كتب الأصول (دراسات). ومما يزيد الإعجاز في هذا الأمر روعة بعد روعة أن الآيات لم تنزل متتابعة فى أحداثها على مدار زمن التنزيل، وإنما نزلت متناثرة لا ترتبط بتتابع زمن التنزيل ولا حتى بترتيب المصحف على صورته النهائية. ولكنها بقيت منثورة فى ثناياه حتى زمن العلم حين ثبت بالدليل العلمي القطعي تطابق ما جاء في كتاب الله مع حقائق العلم. فلو حدث أن وافق قول لبشر أحد حقائق العلم لأدى مدعى أن ذلك حدث اتفاقا بدون قصد ومع ما في ذلك الإدعاء من جور، إلا أن هذا المدى لا يمكن أن يكرر دعواه إذا لم يكن ذلك قولاً واحداً بل أقوالٌ كثيرة ورغم أن هذه الأقوال فى حقيقتها تتآلف إلا أنها نزلت متناثرة غير مرتبة على مدار نحو ثلاثٍ وعشرين سنة وهو ما يجزم مرة بعد مرة بمعجزة هذا التنزيل ولا يترك احتمال الشك لشّاك أو الريبة لمرتاب. ولو أردنا إضافة معجزة أخرى للتحدي فماذا يقول المرتاب لو ذكرنا له أن أبواباً من هذا الإعجاز في خلق الجنين قد جاءت بسياقٍ اّخر غير سياق القراّن الكريم ولغة أخرى غير لغة القراّن الكريم وذلك فى الأحاديث الصحيحة الثابته عن رسول الله صلى الله عليه ونكتفي هنا بحديثين :
الأول: عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العزل؟ فقال: (ما من كل الماء يكون الولد، وإذا أراد الله خلق شيء لم يمنعه شيء). رواه مسلم فى النكاح(2/1063).
والثانى:عنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: ( إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا...) (متفق عليه) إن العلم الحديث قد أثبت أن لكل فرد أسلوبه اللفظي المميز الذي ينفرد به عن الآخرين حتى يمكن من خلال البرامج الحديثة إثبات زيف نسب أحد الكتب لكاتب معين نظراً للاختلاف البين في الأسلوب. إن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يحمل هو الآخر إعجازاً علمياً رائعاً مع اختلافه البين في الأسلوب لهو دليل صدقٍ يضاف إلى ما سبق من أدلة.
وأختم بكلام نفيس لفضيلة الشيخ/ محمد عبد العظيم الزرقاني
(إننا نلمح هنا سراً جديداً من أسرار الإعجاز ونشهد سمة فذة من سمات الربوبية ونقرأ دليلاً ساطعاً من مصدر القراّن وأنه كلام الواحد الديان " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا" وإلا فحدثني بربك- كيف تستطيع أنت أم كيف يستطيع الخلق جميعاً أن يأتوا بكتابٍ محكم الاتصال والترابط، متين النسج والسرد، متآلف البدايات والنهايات مع خضوعه فى التأليف لعوامل خارجية عن مقدور البشر وهى وقائع الزمن وأحداثه التي يجيء كل جزء من أجزاء هذا الكتاب تبعاً لها ومتحدثا عنها، سبباً بعد سبب، وداعية إثر داعية، مع اختلاف ما بين هذه الدواعي، وتغاير ما بين هذه الأسباب، ومع تراخى زمان هذا التأليف، وتطاول آماد هذه النجوم إلى أكثر من عشرين عاماً. لا ريب أن هذا الانفصال الزمانى، وذلك الاختلاف الملحوظ بين تلك الدواعي يستلزمان في العادة التفكك والانحلال، ولا يدعان مجالاً للارتباط والاتصال بين نجوم هذا الكلام.)
(مناهل العرفان في علوم القراّن- الشيخ/ محمد عبد العظيم الزرقانى- دار الكتاب العربى- بيروت- الطبعة الأولى-ج1/60-62).

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المراجع العربية:
المقدمة
1- اد/ فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي- دراسات فى علوم القراّن- مكتبة التوبة- الرياض- الطبعة الأولى-1416ه.
2- عبد الله بن يوسف الجديع- المقدمات الأساسية في علوم القراّن- مركز البحوث الإسلامية-ليدز-بريطانيا- الطبعة الأولى-1422ه- 2001 م- ص46.
3- مناهل العرفان (1/46)
4- علوم القراّن- مدخل إلى تفسير القراّن وبيان إعجازه- الدكتور عدنان محمد زرزور- رئيس قسم العقائد والأديان بكلية الشريعة وأستاذ التفسير والحديث بكلية الاّداب جامعة دمشق. المكتب الإسلامي - الطبعة الأولى- 1401ه-1981م.
5 - تيسير مصطلح الحديث. أد/محمود الطحان. مكتبة المعارف. الرياض. الطبعة الثامنة 1407ه-1987م.
  #98  
قديم 10-01-2008, 04:09 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

الناصية بين العلم والإيمان

لماذا يكذب الإنسان أو يرتكب الأخطاء؟ وهل هنالك منطقة محددة في الدماغ تتحكم بالكذب والخطأ؟ أين يوجد مركز القيادة والسلوك؟ إنها اكتشافات حديثة جداً تحدث عنها القرآن...
مركز الكذب

كيف كان الناس ينظرون إلى الكذب قديماً وحديثاً؟ وهل تغيرت المعرفة البشرية بهذا الجانب الأخلاقي المهم في حياة الإنسان؟ إذا تتبعنا التاريخ الإنساني نلاحظ أن الناس نظروا إلى الكذب على أنه عادة سيئة فحسب.

ولكن عندما تطور العلم وبدأ العلماء يستخدمون التجارب العلمية لربط جميع الظواهر بأشياء مادية ومحاولة إعطائها تفسيراً علمياً مقبولاً. أي: لماذا يكذب الإنسان؟ وهل هنالك منطقة محددة في الدماغ مسؤولة عن الكذب؟ بل ماذا يحدث أثناء عملية الكذب؟ وهل هنالك طاقة يصرفها الإنسان عندما يكذب؟

ومن جهة ثانية ماذا عن الصدق؟ وهل هنالك فرق في عمليات الدماغ عندما يقول الإنسان الحق، أو عندما يكذب؟ هذه أسئلة شغلت بال بعض العلماء في السنوات القليلة الماضية، وبما أن ظاهرة الكذب قد تفشَّت بشكل كبير وغير مسبوق، فلا بد من البحث عن وسائل موثوقة لكشف هذا الكذب.

تجربة جديدة لكشف الكذب

في عام 2003 قام بعضهم بتجربة رائعة لكشف أسرار الكذب. لقد كان هدف التجربة محاولة ابتكار جهاز لكشف الكذب، وهل من الممكن أن نستخدم هذا الجهاز في التحقيق مع المجرمين؟ وقد كان سر الإجابة في معرفة المنطقة المسؤولة عن الكذب أولاً.

جهاز جديد للتصوير بواسطة الرنين المغنطيسي حيث يقوم هذا الجهاز بمسح شامل للدماغ وإظهار المناطق الأكثر نشاطاً.
وبعد إجراء التجارب والتقاط العديد من الصور لجميع أجزاء الدماغ وجد العلماء أن الإنسان عندما يكذب فإن هنالك نشاطاً كبيراً تظهره الصور المغنطيسية بطريقة تسمى functional magnetic resonance imaging في منطقة محددة من الدماغ وهي منطقة أعلى ومقدمة هذا الدماغ [1].

وهكذا استنتج العلماء أن الجزء الأمامي العلوي من الدماغ هو المسؤول عن الكذب! وهذا الجزء هو ما نسميه في اللغة العربية بناصية الإنسان، أي أعلى ومقدمة الرأس، وهنا يتوضع هذا الجزء من الدماغ.



أظهرت الصور الحديثة للدماغ أثناء تجربة الكذب، أن المنطقة في أعلى ومقدمة الدماغ تنشط بشكل كبير أثناء الكذب، لاحظ البقعة الحمراء التي تشير إلى نشاط في مقدمة وأعلى الدماغ حين يكذب الإنسان.


ويقول العالم Scott Faroالذي أجرى هذه التجارب: عندما يقول الإنسان الحقيقة أي عندما يكون صادقاً، تكون المنطقة ذاتها في الدماغ أي الجزء الأمامي في حالة نشاط أيضاً، ويمكن أن نستنتج أن منطقة الناصية هي المسؤولة عن الصدق أو الكذب.

الكذب يتطلب طاقة أكبر!

لقد أثبتت التجارب الجديدة على الدماغ بطريقة التصوير بالرنين المغنطيسي، أن الإنسان عندما يكذب فإن دماغه يعمل أكثر وبالتالي يتطلب طاقة أكبر، وهذا يعني أن الصدق يعني التوفير في الطاقة وفي عمل الدماغ.

بل إنهم يتحدثون اليوم عن حقيقة جديدة وهي أن الدماغ قد صُمم أساساً على الصدق أو كما يعبرون عنه بقولهم truthful is the brain's "default" modeأي أن الصدق هو النظام الافتراضي للدماغ!

إن المجرمين المحترفين من السهل عليهم خداع أي جهاز لكشف الكذب، ولذلك يحاول العلماء اليوم التوجه مباشرة إلى مصدر الكذب وهو الدماغ، وذلك باستخدام تقنية مسح الدماغ FMRI scannerلاكتشاف الكذب عند المجرمين، ويؤكدون بأن هذه الطريقة تعطي نتائج دقيقة جداً. فمهما كان الإنسان بارعاً بالكذب فإنه لن يستطيع التحكم بالمنطقة الأمامية في دماغه والتي تكون أكثر نشاطاً عندما يكذب [2].

مع أن الملاحظ وجود عدة مناطق تنشط أثناء الكذب إلا أن العلماء [3] يعتقدون أن هنالك منطقة محددة في الدماغ مسؤولة عن الكذب، وهي المنطقة الأكثر نشاطاً أثناء عملية الكذب، وقد بينت القياسات كما رأينا أن المنطقة الأمامية من الدماغ هي الأكثر نشاطاً ولذلك فهي المسؤولة عن الكذب في دماغ الإنسان.



صور حقيقية لدماغ يظهر وجود نشاط كبير في المنطقة الأمامية أثناء ممارسة الكذب. الصورة اليسرى تمثل الدماغ في حالة الصدق، ثم تليها صور لحالات متدرجة في الكذب، حيث نلاحظ ازدياد حجم البقعة الصفراء التي تمثل نشاط الدماغ في المنطقة الأمامية، ويزداد هذا النشاط تدريجياً كلما تعمد الإنسان الكذب أكثر. http://www.idealibrary.com
مركز الخطأ

في تجربة جديدة أيضاً بحث العلماء عن مصدر الخطأ في الدماغ، فقاموا بعملية مسح شاملة لدماغ إنسان يرتكب خطأ ما، والنتيجة المفاجئة هي وجود منطقة في الدماغ مسؤولة عن الأخطاء التي يرتكبها الإنسان، ولكن ما هي هذه المنطقة؟

في هذه التجربة وجد العلماء أن مقدمة الدماغ وتحديداً في قشرة الدماغ الأمامية وتسمى RACCوهي ما نسميه "الناصية" تكون أكثر نشاطاً عندما يرتكب الإنسان خطأ ما! وكلما كان الخطأ أكبر كانت هذه المنطقة أنشط.

وتعتمد التقنية الجديدة في كشف الخطأ على مسح الدماغ بالرنين المغنطيسي الذي يهدف إلى رصد حركة الدم، وسرعة تدفق الدم في مختلف أجزاء الدماغ. وبالطبع فإن المنطقة ذات التدفق الأكبر تكون هي الأنشط [4].



أظهرت التجربة الجديدة على الدماغ أن المنطقة الأمامية أو منطقة الناصية تكون نشيطة عند ارتكاب الأخطاء. وفي الشكل نلاحظ صوراً متعددة لدماغ إنسان وهو يخطئ، وكلما كان الخطأ أكبر نلاحظ ازدياد في نشاط هذه المنطقة من الدماغ.
Source: Journal of Neuroscience
إن الجزء الأمامي من الدماغ The frontal lobe of the brain هو أهم جزء في الدماغ، حيث يتم فيه توجيه الإنسان والحيوان، ويتم فيه اتخاذ القرارات المهمة، سواء كانت صحيحة أم خاطئة. ويتم فيه أيضاً التخطيط للخير والشر.

مركز القيادة والتحكم والسلوك والتوجه

لقد بينت التجارب الحديثة أنه لدى التحكم بالمشاعر والعواطف وأثناء اتخاذ القرارات المهمة، فإن المنطقة الأمامية من الدماغ تكون أكثر نشاطاً، ومن هنا استنتج العلماء أن هذه المنطقة مسؤولة عن التحكم والسيطرة لدى الإنسان [5]. كما أن هذا القسم من الدماغ مسؤول أيضاً عن التخطيط لدى الإنسان وإيجاد الحلول والتفكير الإبداعي.

لقد تبين بنتيجة الأبحاث والتجارب أن منطقة المقدمة من الدماغ أو الجزء الأمامي منه هو المسؤول عن السلوك behaviour والاندفاع، وقد أظهرت الصور بالرنين المغنطيسي أن المنطقة الأمامية جداً والقريبة من جبهة الرأس هي الأكثر تعقيداً والأكثر نشاطاً أثناء عمليات السلوك والهجوم والهروب وغير ذلك من أنواع السلوك والتوجه [6].

حتى إن هذه المنطقة المهمة من الدماغ تلعب دوراً أساسياً في توجيهنا المكاني، أو توجيهنا في الفضاء. إن أهم تغيير يحدث عند الإنسان الذي تضررت المنطقة الأمامية من دماغه أنه يفقد السيطرة على التوجه والتحكم ويضطرب لديه السلوك بشكل عام [7].

إن الجزء الأمامي من قشرة الدماغ وهو الأقرب لناصية الرأس، يملك العديد من الميزات الهامة جداً، ويتصل مع العديد من الأجزاء الحساسة من الدماغ، إنه يلعب دوراً مهماً في التخطيط والتنظيم. إن هذه الناصية تتحكم بالكثير من الأعمال التي نقوم بها في حياتنا اليومية، مثل اتخاذ القرارات Decision-makingوالتكيف مع الأشياء الجديدة، وإيجاد الحلول لكثير من المشاكل، مقاومة الإغواء والتحكم بالاندفاع ويتحكم هذا الجزء بالمهام العليا مثل الإدراك، ويعتبر مسؤولاً عن المهام التنفيذية "executive functions"والحفاظ على إنجاز أي مهمة ناجحة، ويعتبر هذا الجزء بمثابة المشرف على أعمال الإنسان ["supervisor"[8 .

القرآن أول كتاب يحدد مهام الجزء الأمامي من الدماغ

إنها اكتشافات حديثة جداً لا يزال العلماء حتى لحظة كتابة هذا البحث يبحثون ويجرون التجارب لكشف الكثير من أسرار هذه المنطقة الحساسة من الدماغ، والتي تقع في مقدمة الرأس، أو الناصية. ولكن كيف تناول القرآن هذه القضية العلمية في زمن لم يكن أحد على وجه الأرض يعلم أي شيء عن هذا الجزء من الدماغ أو عن عمله ومهامه التي تتعلق بالخطأ والكذب والتوجيه والقيادة؟

منطقة الناصية هي أعلى ومقدمة الرأس، وقد أثبتت التجارب أن قشرة الدماغ الأمامية العليا أي أقرب نقطة للدماغ من ناصية الرأس، هذه المنطقة تتحكم بالقيادة والتوجه والاندفاع والسلوك. وهي أهم منطقة في دماغ الإنسان والحيوان، ولذلك قال تعالى: (ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها).
الكذب

يقول تعالى عن أبي جهل لعنه الله: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى * أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى * كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ *نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ* فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ * كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) [العلق: 9-19].

جاء في معنى كلمة (الناصية): الناصية هي قصاص الشَّعر، وتقول العرب: نصاه أي قبض بناصيته وهي شَعر "الغرّة" أي شعر مقدمة وأعلى الرأس. وإبِلٌ ناصية: ارتفعت في المرعى. والمنتصى أعلى الواديين. ونواصي الناس أشرافهم [9].

ونلاحظ أن العرب زمن نزول القرآن كانت تفهم من كلمة (الناصية) أعلى ومقدمة الرأس، أو أعلى ومقدمة أي شيء. وعندما نتحدث عن ناصية الإنسان فهذا يعني الحديث عن مقدمة وأعلى رأسه.

وبما أن المنطقة الأمامية من الدماغ أي منطقة الناصية هي التي تمارس نشاط الكذب، فإن القرآن بذلك يكون أول كتاب تحدث عن هذه المنطقة من الدماغ وعلاقتها بالكذب بل وصفها بالكذب(ناصية كاذبة). وهذا سبق علمي للقرآن.

الخطأ

والآن ماذا عن الخطأ؟ لقد وجد العلماء كما رأينا أن منطقة الناصية في الدماغ أو الفص الجبهي هو المسؤول عن اتخاذ القرارات الخاطئة!! ولذلك فإن الوصف القرآني دقيق جداً من الناحية العلمية عندما وصف الناصية بالخاطئة: (نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ). وهنا أيضاً نلاحظ أن القرآن قد ربط بين الناصية وبين الخطأ، وهذا ما كشفه العلماء حديثاً جداً.

الصدق

لاحظ عزيزي القارئ أن العلماء اكتشفوا كما رأينا أن الصدق لا يكلف الدماغ شيئاً، وأن الكذب يتطلب طاقة كبيرة، وهنا تتجلى فائدة جديدة من فوائد الصدق، وسبحان الله! عندما أمرنا الله تعالى بالصدق فإن هنالك فائدة من هذا الأمر، وهذا يثبت أن الله تعالى لا يأمر إلا بشيء فيه منفعة للبشر. يقول تعالى: (فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ) [محمد: 21].

وتأمل معي البيان الإلهي كيف حدثنا عن ذلك الإنسان الذي أكرمه الله بالهدى والإيمان وآتاه من آياته العظيمة، ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه، فكيف حال شخص كهذا؟ يقول تعالى مشبهاً كل من يكذب بآيات الله: (فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)[الأعراف: 176].

ونتساءل: لماذا شبه الله تعالى الذي يكذب بالكلب الذي يلهث؟ لأن عملية الكذب والتكذيب تحتاج إلى بذل جهد وطاقة، تماماً كما يبذل الكلب طاقة كبيرة عندما يلهث. إنها بالفعل عملية تحتاج إلى تفكير وتحليل لنستيقن بأن من يكذب بآيات الله تعالى فهو كالكلب! ولذلك ختمت الآية بقوله تعالى (لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ).

كما رأينا فإن العلماء وجدوا أن الدماغ مصمم ليعمل على أساس الصدق، أي أن النظام الافتراضي للدماغ هو الصدق، أي أن الإنسان يولد ودماغه مصمم ليكون صادقاً، وربما نتذكر كلام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عندما تحدث عن هذا الأمر فقال: (كلُّ مولود يُولَدُ على الفِطْرَة)، والله تعالى يقول: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)[الروم: 30]. فالله تعالى قد فطر الناس منذ ولادتهم على الصدق، وهذا ما يعترف به العلم اليوم.

القيادة والتوجُّه

يقول تعالى على لسان سيدنا هود عليه السلام بعدما كذّبه قومه فقال لهم: (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[هود: 56]. فالله تعالى هو الذي يأخذ بناصية جميع المخلوقات ويوجهها كيف يشاء، ولقد اختار الله تعالى هذه المنطقة لأنها المسؤولة عن التوجيه والسلوك والقيادة. وبذلك يكون القرآن أول كتاب يشير إلى أهمية هذه المنطقة من الدماغ في التوجيه والسلوك.

إن منطقة الناصية كما رأينا تتحكم باتخاذ القرارات الصحيحة وبالتالي كلما كانت هذه المنطقة أكثر فعالية وأكثر نشاطاً وأكثر سلامة كانت القرارات أكثر دقة وحكمة، وبالتالي كان الإنسان على طريق مستقيم، ومن هنا ربما ندرك سرّ الربط الإلهي بين الناصية وبين الصراط المستقيم في الآية الكريمة (مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ). وفي هذا إشارة إلى أهمية هذه المنطقة في سلوك الإنسان وهذا ما أثبته العلم وأشار إليه القرآن.

ونتذكر أيضاً دعاء النبي الكريم يخاطب ربه: (ناصيتي بيدك). وفي هذا تسليم من النبي إلى الله تعالى، بأن كل شأنه لله، وأن الله يتحكم كيف يشاء ويقدر له ما يشاء. والسؤال: هل أدرك النبي الرحيم عليه الصلاة والسلام أن منطقة الناصية تلعب دوراً مهماً في العمليات العليا للإنسان مثل الإدراك واتخاذ القرارات والتوجيه وحل المشاكل، ولذلك سلَّم هذه المنطقة لله تعالى في دعائه:(ناصيتي بيدك)؟

وهنا لا بدّ من أن نتساءل: هل يوجد تناقض بين ما جاء في القرآن قبل أربعة عشر قرناً، وبين ما يكشفه العلماء في القرن الحادي والعشرين؟

بقلم عبد الدائم الكحيل
  • الهوامش

    [1] Carl T. Hall, Chronicle Science Writer, Fib detector Study shows brain scan detects patterns of neural activity when someone lies, www.sfgate.com, November 26, 2001.

    [2] Brain Scans as Lie Detectors: Ready for Court Use?, Malcolm Ritter, www.livescience.com, 29 January 2006.

    [3] Doug Dusik, Maureen Morley, Brain Imaging with MRI Could ******* Lie Detector, www.rsnalink.com, Nov. 29, 2004.

    [4][1]Kara Gavin, University of Michigan researchers publish new findings on the brain's response to costly mistakes, University of Michigan, April 12, 2006.

    [5] Robert T. Knight, Principles of Frontal Lobe Function, Oxford University Press, 2002.

    [6] http://www.neuroskills.com/tbi/bfrontal.shtml

    [7] Frontal lobe,www.wikipedia.org

    [8]http://web4health.info/en/answers/adhd-cause-frontal.htm

    [9]القاموس المحيط للفيرزو آبادي طبعة دار المعرفة ببيروت 2005.

    المراجع

    1- Lying brain, Science, 10 December 2004.

    2- You Can't Hide Your Lying Brain, www.signalplusnoise.com, 7 June 2003.

    3- Feroze B. Mohamed, Scott H. Faro, Nathan J. Gordon, Steven M. Platek, Harris Ahmad, and J. Michael Williams, Brain Mapping of Deception and Truth Telling about an Ecologically Valid Situation: Functional MR Imaging and Polygraph Investigation—Initial Experience . Radiology Volume 238, Issue.

    4- Thomas L. Bennett, Introduction to Physiological Psychology, Brooks/Cole Pub. Co. 1982.

    5- Maureen Morley, Brain imaging with MRI could ******* lie detector, Radiological Society of North America, 29-Nov-2004.
  #99  
قديم 10-01-2008, 04:16 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

تميز بول الغلام الرضيع



من دلائل النبوة الخاتمة
أصيل محمد على – جامعة دهوك – كلية العلوم قسم الفيزياء – العراق

أحمد محمد صالح – جامعة دهوك – كلية الطب قسم الاحياء المجهرية الطبية – العراق
ثبت في الصحيحين والسنن والمسانيد عن أم قيس بنت محصن: ”أنها أتت بابن لها صغير لم يأكل الطعام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبال على ثوبه فدعا بماء صلى الله عليه وسلم فنضحه ولم يغسله“ رواه البخاري ومسلم وابو داود وأحمد.
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ”بول الغلام الرضيع يُنضح وبول الجارية يُغْسَل“ رواه الإمام أحمد, وقال الترمذي حديث حسن, وصححه الحاكم وقال هو على شرط الشيخين.
وعن أم الفضل قالت: ”بال الحسين بن علي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول اللَّـه أعطني ثوبك والبس ثوبا غيره حتى أغسله، فقال: ”إنما ينضح من بول الذكر ويغسل من بول الأنثى“رواه أحمد وأبو داود وقال الحاكم: هو صحيح.
وفي الباب أحاديث أخرى ذكـرها ابن القيم في كتابه "تحفة المودود" وقال: ”وقد ذهب إلى القول بهذه الأحاديث جمهـور أهل العلم من أهل الحديث والفقهاء لكن بشرط أنه طفل يرضع لم يأكل الطعـام“.
ويُفهم من تلك الأحاديث فقهيا أن بول الغلام الذي لم يأكل الطعام نجاسته مخففه ويكتفي فيها بالنضح أي الرش بالماء, ويفهم منها علميا وجود فارق طبيعي يجعل بول الغلام الذي لم يأكل الطعام أقل عرضة للتلوث وأخف نجاسة, مما تطلب بحثا علميـا يثبت عمليا بالتجربة قبل اكتشاف البكتريا بقرون أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان موصولا بالوحي معلما من قبل العليم الحكيم.

شملت الدراسة 73 طفلا 38 ذكر و35 أنثى وصنفـوا إلى أربع فئات عمرية؛ دون شهر ومن شهــر إلى شهرين ثم إلى ثلاثة ثم أكثر من ثلاثـة مع تزايد احتمال تناول أطعمة.




وجمعت العينات ونقلت مباشرة لتفحص معمليا واستمر العمل لعدة أشهر مع مراعاة أقصى ما يمكن من درجات التعقيم وتجنب التلوث.




استخدمت طريقة د. هانز كريستيان جرام التي اكتشفها عام 1884 في صبغ البكتريا حيث تكون البنفسجية موجبة الجرام والحمراء سالبة.



هانز كريستيان جرام1853 - 1938Hans Christian Gram 1853-1938


اختبرت جميع العينات باختيار حقل مجهري لعد البكتريا بتكبير موحد هو 100 مرة ووجد أن جميعها سالبة الجرام.


وصنفت البكتريا على أنها بكتريا القولون Escherichia Coli.

وقد كانت النتائج على النحو التالي:
(أولا) في الفئة العمرية حتى 30 يوم كانت نسبة تواجد البكتريا في بول الرضع الإناث 95.44% أكثر من الرضع الذكور حيث بلغ عدد البكتريا في الحقل المجهري لبول الرضع الإناث 41.9 بينما بلغ العدد 2 في نفس الحقل للرضع الذكور.
(ثانيا) في الفئة العمرية 1 - 2 شهر كانت نسبـة تواجد البكتريا في بول الرضع الإناث 91.48% أكثر من الرضع الذكور حيث بلغ عدد البكتريا في الحقل المجهري لبول الرضع الإناث 24.1 بينما بلغ العدد 2.25 في حالة الرضع الذكور.







(ثالثا) في الفئة العمرية 2 - 3 شهر كانت نسبـة تواجد البكتريا في بول الرضع الإناث 93.69% أكثر من الرضع الذكور حيث بلغ عدد البكتريا في الحقل المجهري لبول الرضع الإناث 24.1 بينما بلغ العدد 1.6 في حالة الرضع الذكور.
(رابعا): في الفئة العمرية أكثر من 3 شهور كانت نسبة البكتريا في بول الرضع الإناث 69% أكثر من الرضع الذكور
حيث بلغ عدد البكتريا في الحقل المجهري لبول الرضع الإناث 13.9 بينما بلغ العدد 6.8 في حالة الرضع الذكور.

في حالة الرضيعة الأنثى يتناقص عدد البكتريا مع التقدم في العمر

في حالة الرضيع الذكر يتزايد عدد البكتريا مع التقدم في العمر

ويلاحظ في حالة الرضع الإناث تناقص عدد البكتريا مع التقدم في العمر, وفي حالة الرضع الذكور عقب انخفاض أولي تزايد عدد البكتريا مع تناول الطعام والتقدم في العمر تماما كما أفاد الحديث النبوي.
هذا هو أول بحث تجريبي في هذا المجال, وبالطبع لم يدرك أحد منذ زمن الوحي فروقا بين بول الجارية وبول الغلام الذي لم يأكل الطعام بعد حتى أن الفقهاء قد حاروا في التعليل, لكن براهين الوحي تشع اليوم بنور اليقين, ودين تتفق تشريعاته مع حقائق التكوين لن تبيده أبدا حيل مهما بلغت أو عتاد.
وختاما لا بد من الإشارة إلى إن هذا البحث يكشف أن الذين يرمون الإسلام لا يدركون أن تشريعاته تتفق مع الفطرة وتراعي الفروق الطبيعية بين الذكر والأنثى وأن كل ميسر لما خلق له, فهو ليس تصديقا فحسب لفيض الوحي في النبوة الخاتمة وإنما هو أيضا تأكيد على أن هذه الشريعة الغراء تراعي ما غفلوا عنه أو تغافلوا عن عمد وهو الفروق الطبيعية التي ميزت كل التشريعات الإسلامية التي تخص الجنسين.
شكر وتقدير
بداية احب ان اوجه عميق شكري وتقديري لاستاذي الفاضل الدكتور مقداد رحمة الله الجواري قسم البايولوجي – كلية العلوم – جامعة الموصل , لما ابداه لي من مساعدة في هذا البحث من خلال توجيهاته العلمية السديدة , كما واوجه عميق شكري الى الدكتور الفاضل محمد دودح عضو في هيئة الاعجاز العلمي لتشجيعه المستمر لي في هذا المجال والذي كان سببا مهما في اعداد البحث واستمرار العمل فيه , واقدم جزيل شكري وامتناني الى الدكتورة ابتسام عبد المجيد سعيد , قسم الفيزياء – كلية العلوم – جامعة دهوك , لما قدمته من خدمة عميقة في هذا العمل المتواضع , واشكر العاملين في مركز خبات ابتداءا بمدير المركز الدكتور ايوب حسن علي لكرمه وحسن استرحابه بنا وتوفير كل ما من شأنه تسهيل مهمة العمل داخل المركز كذلك الاخوات العاملات في المركز الاخت بيان رشيد سعيد والاخت بيان رشيد شكري لمساعدتهما لي في جمع العينات واخص ايضا بالشكر زملائي في قسم الكيمياء وبوجه الخصوص الاستاذ عزام عبد الستار موسى , واسأل الله تعالى ان يديم اعمالهم خالصة لوجهه ويجعلها في ميزان حسناتهم انه على ذلك لقدير والحمد لله رب العالمين .

المصادر والمراجع
1-التمهيد لابن عبد البر
2-سنن الترمذي ط: در إحياء التراث العربي-بيروت.
3-سنن النسائي ط: دار الكتب العلمية - بيروت
4-شرح السنة للبغوي ط: المكتب الإسلامي – بيروت.
5-صحيح ابن حبان.ط:دار الكتب العلمية – بيروت 1407هـ
6-صحيح البخاري ط المكتبة السلفية بالقاهرة عام 1400هـ ،
7-صحيح مسلم ط دار إحياء التراث العربي - بيروت
8-فتح الباري شرح صحيح البخاري ط دار المعرفة – بيروت.
9-المسند للإمام أحمد ط : المكتبة السلفية بالقاهرة.
10-مصنف عبد الرزاق – توزيع المكتب الإسلامي – ط عام 1403هـ
11-The Bacterial Flora of Humans
©2002 Kenneth Todar University of Wisconsin-Madison Department of Bacteriology
  #100  
قديم 10-01-2008, 04:17 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

أسرار السعادة


هناك آيات تستحق التدبر والوقوف طويلاً، فالله تعالى أمرنا أن نعفو عمن أساء إلينا حتى ولو كان أقرب الناس إلينا، فما هو سر ذلك؟ ولماذا يأمرنا القرآن بالعفو دائماً ولو صدر من أزواجنا وأولادنا؟ يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [التغابن: 14].
طبعاً كمؤمنين لابد أن نعتقد أن كل ما أمرنا به القرآن الكريم فيه النفع والخير، وكل ما نهانا عنه فيه الشر والضرر، فما هي فوائد العفو؟ وماذا وجد العلماء والمهتمين بسعادة الإنسان حديثاً من حقائق علمية حول ذلك؟
في كل يوم يتأكد العلماء من شيء جديد في رحلتهم لعلاج الأمراض المستعصية، وآخر هذه الاكتشافات ما وجده الباحثون من أسرار التسامح! فقد أدرك علماء النفس حديثاً أهمية الرضا عن النفس وعن الحياة وأهمية هذا الرضا في علاج الكثير من الاضطرابات النفسية، وفي دراسة نشرت على مجلة "دراسات السعادة" اتضح أن هناك علاقة وثيقة بين التسامح والمغفرة والعفو من جهة، وبين السعادة والرضا من جهة ثانية.
فقد جاؤوا بعدد من الأشخاص وقاموا بدراستهم دراسة دقيقة، درسوا واقعهم الاجتماعي ودرسوا ظروفهم المادية والمعنوية، ووجهوا إليهم العديد من الأسئلة التي تعطي بمجموعها مؤشراً على سعادة الإنسان في الحياة.
وكانت المفاجأة أن الأشخاص الأكثر سعادة هم الأكثر تسامحاً مع غيرهم! فقرروا بعد ذلك إجراء التجارب لاكتشاف العلاقة بين التسامح وبين أهم أمراض العصر مرض القلب، وكانت المفاجأة من جديد أن الأشخاص الذين تعودوا على العفو والتسامح وأن يصفحوا عمن أساء إليهم هم أقل الأشخاص انفعالاً.
وتبين بنتيجة هذه الدراسات أن هؤلاء المتسامحون لا يعانون من ضغط الدم، وعمل القلب لديهم فيه انتظام أكثر من غيرهم، ولديهم قدرة على الإبداع أكثر، وكذلك خلصت دراسات أخرى إلى أن التسامح يطيل العمر، فأطول الناس أعماراً هم أكثرهم تسامحاً ولكن لماذا؟
لقد كشفت هذه الدراسة أن الذي يعود نفسه على التسامح ومع مرور الزمن فإن أي موقف يتعرض له بعد ذلك لا يحدث له أي توتر نفسي أو ارتفاع في ضغط الدم مما يريح عضلة القلب في أداء عملها، كذلك يتجنب هذا المتسامح الكثير من الأحلام المزعجة والقلق والتوتر الذي يسببه التفكير المستمر بالانتقام ممن أساء إليه.
ويقول العلماء: إنك لأن تنسى موقفاً مزعجاً حدث لك أوفر بكثير من أن تضيع الوقت وتصرف طاقة كبيرة من دماغك للتفكير بالانتقام! وبالتالي فإن العفو يوفر على الإنسان الكثير من المتاعب، فإذا أردت أن تسُرَّ عدوك فكِّر بالانتقام منه، لأنك ستكون الخاسر الوحيد!!!
بينت الدراسات أن العفو والتسامح يخفف نسبة موت الخلايا العصبية في الدماغ، ولذلك تجد أدمغة الناس الذين تعودوا على التسامح وعلى المغفرة أكبر حجماً وأكثر فعالية، وهناك بعض الدراسات تؤكد أن التسامح يقوي جهاز المناعة لدى الإنسان، وبالتالي هو سلاح لعلاج الأمراض!
وهكذا يا أحبتي ندرك لماذا أمرنا الله تعالى بالتسامح والعفو، حتى إن الله جعل العفو نفقة نتصدق بها على غيرنا! يقول تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) [البقرة: 219]. وطلب منا أن نتفكر في فوائد هذا العفو، ولذلك ختم الآية بقوله: (لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) فتأمل!
بسبب الأهمية البالغة لموضوع التسامح والعفو فإن الله تبارك وتعالى قد سمى نفسه (العفوّ) يقول تعالى: (إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا) [النساء: 149]. وقد وجد بعض علماء البرمجة اللغوية العصبية أن أفضل منهج لتربية الطفل السوي هو التسامح معه!! فكل تسامح هو بمثابة رسالة إيجابية يتلقاها الطفل، وبتكرارها يعود نفسه هو على التسامح أيضاً، وبالتالي يبتعد عن ظاهرة الانتقام المدمرة والتي للأسف يعاني منها اليوم معظم الشباب!
ولذلك فقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم، وبالطبع كل مؤمن رضي يالله رباً وبالنبي رسولاً، أمر بأخذ العفو، وكأن الله يريد أن يجعل العفو منهجاً لنا، نمارسه في كل لحظة، فنعفو عن أصدقاءنا الذين أساؤوا إلينا، نعفو عن زوجاتنا وأولادنا، نعفو عن طفل صغير أو شيخ كبير، نعفو عن إنسان غشنا أو خدعنا وآخر استهزأ بنا... لأن العفو والتسامح يبعدك عن الجاهلين ويوفر لك وقتك وجهدك، وهكذا يقول تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) [الأعراف: 199].
ومن روائع القصص النبوي الشريف أن رجلاً لم يعمل في حياته حسنة قط!! تأملوا هذا الرجل ما هو مصيره؟ إلا أنه كان يتعامل مع الناس في تجارته فيقول لغلامه إذا بعثه لتحصيل الأموال: إذا وجدتَ معسراً فتجاوز عنه لعل الله أن يتجاوز عني، فلما مات تجاوز الله عنه وأدخله الجنة، سبحان الله! ما هذا الكرم الإلهي، هل أدركتم كم نحن غافلون عن أبواب الخير، وهل أدركتم كم من الثواب ينتظرنا مقابل قليل من التسامح؟
وأخيراً أخي المؤمن، هل تقبل بنصيحة الله لك؟؟! إذا أردت أن يعفو الله عنك يوم القيامة فاعفُ عن البشر في الدنيا! يقول تعالى مخاطباً كل واحد منا: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [النور: 22].
ــــــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل

مراجع
- يمكن الاطلاع على مجموعة من الدراسات منشورة على مجلة:
Journal of Happiness Studies
ومنها مثلاً:
Forgivingness and Satisfaction with Life, Journal of Happiness Studies, Sep, 2003.
- مجموعة من المقالات على موقع مؤسس علم البرمجة اللغوية العصبية:
http://www.quantum-leap.com
- كتاب "قوة عقلك الباطن: تأليف الدكتور جوزيف ميرفي ترجمة وطباعة دار جرير للنشر.
- كتاب "كيف تكون الشخص الذي تريد" للكاتب ستيف تشاندلر، طباعة وترجمة دار جرير للنشر.
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 69 ( الأعضاء 0 والزوار 69)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 281.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 275.59 كيلو بايت... تم توفير 5.87 كيلو بايت...بمعدل (2.08%)]