|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
ملخص لخصائص القصة الشعرية إلى عصر الدول المتتابعة
ملخص لخصائص القصة الشعرية إلى عصر الدول المتتابعة د. أحمد الخاني بعد انتقال القصة الشعرية من مرحلة الخضرمة إلى العصر الإسلامي، رأينا قصة شعرية ناضجة المعالم لدى عمر بن أبي ربيعة. وفي العصر الأموي قصص دون قصة عمر رأينا نموذجاً منها لدى الفرزدق في مغامرته الغرامية، وهي أرقى من قصته مع الذئب وأكمل، ولكنها لم تتجاوز قصيدة ابن ربيعة بل لم تصل إليها. في العصر العباسي قصص من نوع مختلف؛ إنه القصص الطردية، قصة الصيد فلأبي فراس الحمداني طردية مطولة صاغها أرجوزة وصف فيها الصيد بالبزاة وكلاب الصيد والخمار والخمرة... وقد رأينا أبا نواس ينسج على المنوال القصصي في وصف وروده على الخمار، ولكنه لم يصف في هذه القصة الخمرة، ولعله تهيب الولوج إلى هذا الجو خوفاً من يزيد الخليفة الأموي الذي غدا وصفه للخمرة إرثاً مباحاً للساطين على هذا التراث غير الحميد، وغدا مصدر إلهام، بل إبداع لغيره من شعراء الخمرة الذين جاؤوا بعده ولاسيما منهم أبو نواس خاصة. وفي عصور الدول المتتابعة محاولات قصصية أشهرها ما اخترناه لصفي الدين الحلي في مجلسه الأنيق. هذه القصص كلها تقف وراء قصة عمر بن أبي ربيعة. أسلوب القصص في هذه الحقبة من الزمن منذ العصر الإسلامي، قد دخلته ألفاظ إسلامية في الشكل، وأسلوب القصة في صدر الإسلام والعصر الأموي جزل رصين، إنه امتداد في الجزالة والرصانة لأسلوب العصر الجاهلي مع شيء من الليونة ويتميز بنمو الحوار. أما موضوعات القصة فهي الغزل، غزل في العصر الإسلامي، يفطن الشاعر فيه إلى أن الله غافر، وينسى أن الله شديد العقاب، وهو غزل في العصر الإسلامي ولكن لم تظهر الإسلامية في شيء من هذا القصص، ويمكن أن يسمى غزل الفساق في هذا العصر، هو في العصر الإسلامي، ولكنه أدب غير إسلامي. والعصر العباسي عصر ازدهار وفلسفة وحضارة. وهذا كله انعكس في الأدب عامة ومنه القصص الشعري برونقه الأسلوبي وموضوعاته، وقد ضاق مجال القصة العباسي حتى اقتصر على المقطعات واكتفى بها عن القصص المطول. لماذا طالت القصة الشعرية في العصرين: صدر الإسلام والأموي، وتقلصت في العصر العباسي؟ في هذين العصرين روت القصة شأن الإنسان في مواجده في عواطفه في انفعالاته، وطبيعي أن من يتكلم عن نفسه لا يمل الحديث، يروي عن محبوبته وصلها وهجرها، وصوله إليها، شأنه معها.. أما من يتكلم عن الآخر، أو عن شيء خارج أقطار نفسه كالخمرة مثلاً أو الخمار فإنه سيضيق ذرعاً بتفتيق المعاني وقد أجهد نفسه في تتبعها، وسيأتي الحديث عنها مقتضباً، وهذا هو سبب اقتضاب القصة وضيق انفساحها في العصر العباسي. أما في عصر الدول المتتابعة؛ فقد انفسح مجاها لدى صفي الدين الحلي لما عللناه. مضامين هذه القصص أكثره غرامي وقصص خمري، نحن نفتقد باقي الفنون، فلماذا؟. الأسلوب القصصي يناسب سرد الحديث عن النفس، يقصه الشاعر أثراً بعد أثر، وهذا مجاله القصة الغرامية أو ما يكون في هالتها كالخمرة مثلاً، أما بقية الموضوعات كالفخر والحماسة والهجاء والوصف... فمجاله الأسلوب غير القصصي لأن الشاعر سرعان ما ينتقل من غرض إلى آخر، لا يتوقف عند الخبر الواحد يتتبع أثره يقصه طوراً بعد طور، وإنما تتعاقب أدوار الأفكار والموضوعات بشكل سريع، على طريقة عمود الشعر عند العرب.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |