ملخص رواية ( البيت الأعوج ) لأغاثا كريستي - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : أبـو آيـــه - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858792 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393179 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215591 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-08-2022, 08:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي ملخص رواية ( البيت الأعوج ) لأغاثا كريستي

ملخص رواية ( البيت الأعوج ) لأغاثا كريستي


مركز جنات للدراسات





للكاتبة المشهورة (أغاثا كريستي)




بدء:

في بيت أعوج يتَّسم كل أفراده بالغرابة، تدور جريمة اليوم، وأكثر ما أرهق المفتش (تافرنر) توفُّر الدواعي لارتكابها لدى جميع أفراد الأسرة أو معظمهم، فهل سيكون القاتل من خارج البيت كما يتمنى أهله؟ أم سيكون أحدهم؟



ملخص الرواية:

حين قابلت (صوفيا) في مصر قبيل الحرب العالمية، كانت تشغل منصبًا هامًّا في إحدى مكتبات وزارة الخارجية البريطانية، كانت على قدر من الجمال والثقافة، وذلك دعاني للتفكير في الزواج بها، رغم أنها لم تكن تتحدث عن أُسرتها، لكني أُعجبت بشخصيتها وحكمتها.



ودَّعتها على أمل اللقاء في إنجلترا، وحدث ذلك بعد عامين؛ حيث وصلت إنجلترا في يوم غائم، وسارعت بإرسال برقية لها أُخبرها بوصولي، ورغبتي في أن نتقابل في نفس المطعم الذي اجتمعنا فيه قبل سفري، وقبل لقائي بها علمت من الجرائد بنبأ وفاة جدها وهو أحد أشهر الأثرياء في إنجلترا، فسارعت بإرسال برقية أخرى للتعزية، وحين أتت صوفيا أخبرتني أن علي أن أتريَّث وأعيد النظر في أمر زواجنا، فجدُّها لم يمت ميتة عادية، بل مات بالسم، وحيث إني ووالدي نعمل بالسلك الدبلوماسي، فعليّ أن أُفكر قبل الإقدام على اختيار زوجة من بيت قد يكون فيه قاتل!



ذهبت إلى البيت فوجدت أبي وقد اجتمع بالمفتش (تافرنر) يتناقشان في أمر القضية، وقد أشارت أصابع الاتهام إلى زوجة الجد؛ فالمرأة في الرابعة والثلاثين من عمرها، وكان زوجها قد تجاوز الخامسة والسبعين، وقد زاد موقفها سوءًا وجود مُدرس أحفاده إلى جانبها ومشاهدتهما معًا أكثر من مرة، إلا أن هذا لا يعفي سائر العائلة من الاتهام.



حيَّيت أبي، فرد التحية واستمر في حديثه مع المفتش:

كان السيد (ليونيدس) مريضًا بالسكر، وكان يُحقن بالأنسولين يوميًّا، وقد ثبت أن القنينة التي استخدمت يوم الحادث كانت مليئة بمادة (الإيزيرين) بدلاً من (الأنسولين)؛ مما أدى إلى وفاته.



سألني أبي بصفته مسؤولاً مع المفتش عن هذه القضية عن الآنسة (صوفيا) وانطباعي عنها، فأجبته بما أعلم من ذكائها وتعقُّلها، وحسن إدارتها للأمور، فطلب مني أن أكون رفيقًا للمفتش (تافرنر)، لعلي أظفر بمعلومات تفيدنا.



تذكرت وصف (صوفيا) للبيت بأنه أعوج بمجرد أن وقع بصري عليه، بل كان كئيبًا وغير مألوف، استقبلتنا الخالة (إديث) فور وصولنا، وكانت قد شارفت أو تجاوزت السبعين بقليل، والتي انتقلت للعيش في بيت أختها المتوفاة بناءً على طلب الجد (ليونيدس) زوج أختها، وكانت كما توقعت في حالة حزن، فسُرَّت برؤيتنا، وأخذت تحدثني عن بعض ذكرياتها في البيت، وكما أوصاني أبي حاولت استغلال الفرصة، فسألتها مباشرة: هل كان موت الجد مفيدًا لأحد بعينه سيدة (إديث)؟



أجابت: بالطبع كان مفيدًا للجميع؛ إذ سيعود عليهم بمزيد من المال.



سألت: هل تَشُكين في أحد بعينه؟

أجابت: في الحقيقة لا، إلا أن الجميع يتمنى أن يكون الفاعل هو (بريندا) الزوجة الشابة؛ لكيلا يكون في عائلتنا قاتل.



شعرت أنها تعرف أكثر مما ذكرت، لكنها لم تتحدث بأكثر من ذلك، توجَّهت بصحبتها وصحبة صوفيا إلى مكتب والد (صوفيا) السيد (فيليب)، وبعد تبادلنا أطراف الحديث بدقائق دخلت (ماجدا) زوجة (فيليب)، وهي تشكو حال البيت ومحاصرة رجال الشرطة له، وتكاد تبكي وهي تقول: ألا ترى كم هو فظيع وعار ألا نستطيع الخروج من منزلنا؟!



وهنا أخبرتها صوفيا برغبة المفتش في محاورة (ماجدا)، ونصحتها بألا تقول إلا ما تعلم، وألا تحملها بعض المشاعر على كيْل التُّهم لأحد، حتى كدت أشعر أنها أُمٌّ تنصح ابنتها وليس العكس!



بُعَيد ذلك كانت المقابلة مع فيليب، وقد حضرتها من بدايتها؛ حيث بدأ المفتش بسؤال: ألم تر أباك في ذلك اليوم سيد (فيليب

أجبت: رأيته صباح اليوم؛ إذ دخلت عليه مكتبه لأُحَيِّيه ككل صباح.



فسأل: هل كان يبدو كما تعودت أن تراه؟

أجبت بسخرية: لم يبدُ وكأنه يتوقع أن يموت!



فسأل: كيف علِمت بنبأ الوفاة؟

فقلت: أخبرني أخي الأكبر (روجر) الذي يقيم في الجناح الغربي، وقال لي: إن أبي يشعر بانهيار ولا يقدر أن يتنفس، فاتصلت على الطبيب، لكنه تُوفِّي قبل حضوره.



سألني: أين كانت بقية الأسرة في ذلك الوقت؟

قلت: كانت زوجتي (ماجدا) في طريقها عائدة من لندن، وصوفيا ابنتي الكبرى كانت خارج المنزل، وأما الصغيران (جوزفين) و(أوستاش) أبنائي، فكانا في غرفتهما.



هل قرر أخوك الأكبر (روجر) الإقامة هنا بسبب ما يواجه من متاعب مالية في شركته التي أوشكت على الإفلاس؟

بل كان أبي يحب أن تَظَل العائلة تحت سقفٍ واحد، ولنفس السبب عرض على الخالة (إديث) أن تُقيم معنا قبل سنوات.



ذهب بعد ذلك المفتش (تافرنر) إلى (روجر)، فلم يخرج من الحديث بجديد، إلا أن الشبهات كلها تحوم بشدة نحو (بريندا)؛ تلك الشابة التي تزوجت العجوز؛ حتى تنعم بثروته حين يموت.



قرر بالطبع المفتش أن يزور (بريندا) في جناحها الخاص، ففتحت له الوصيفة ورمقته بنظرة قلق، سألته: أتريد مقابلة سيدتي؟ أجاب: نعم.



فتح الباب ودخلت سيدة رقيقة ترتدي ثوب الحداد ويبدو عليها أثر البكاء، جلست على أحد المقاعد بعد أن حيَّتنا وسألت بقلق بالغ: هل وجدتم شيئًا؟



قلت: على ما يبدو أنك قد حقنته بمادة (الأيزيرين) بدلاً من (الأنسولين) ما تسبَّب في موته.



قالت: ولكني لم أكن أعلم، صدِّقني، هي نفس القنينة الخاصة بالأنسولين، فكيف لي أن أعلم؟!

فقلت: هل تظنين أن أحد الخدم قام باستبدال محتويات القنينة عمدًا؟

أجابت: لا أعلم يا سيدي، لقد تفاجأت بما أصابه حين حقنتُه بها، وأقسم إني لا أعلم عن الأمر شيئًا.



سألتها: ما طبيعة علاقتك بمدرس أحفاد زوجك؟

قالت: السيد (لورانس)؟ لا يوجد بيننا أي نوع من العلاقات، وما هي إلا شائعات أطلقها أهل زوجي للنيل مني، كانوا دائمًا يحقدون عليّ، ويحتقرونني.



فقلت: هل لي أن أُقابل السيد (لورانس)؟

قالت بخوف ظاهر: إنه لا يعرف شيئًا، وعلى كل حال هو في غرفة التدريس الخاصة بالأولاد.



ذهب المفتش لمقابلة مدرس الأولاد وتركني مع (بريندا)، على أمل أن أتمكَّن من استخلاص ما قد يفيدنا.



جلست (بريندا) بارتياح فور خروج المفتش، وبالفعل أخذت تتحدث عن ذكرياتها مع زوجها وحبها وإخلاصها له، وعن بطش أبنائه وظلمهم لها، ثم تطرَّقت إلى الحديث حول علاقتها بـ(لورانس) قائلة: كنت أشعر بالشفقة عليه، فهو يقوم على تعليم تلميذين فظيعين؛ فـ(أوستاش) لا يدع فرصة إلا ويسخر فيها من معلمه، و(جوزفين) تبدو كالحية، أشعر بالخوف منها، حولت الحديث من (جوزفين) إلى من يهمني: حدثيني عن (لورانس) من أين جاء؟

قالت: إنه فقير مثلي، لهذا يحتقرونه ويرون أننا القَتَلَة، ولهذا كنت لطيفة معه، فاعتقدوا أن بيننا علاقة!



قضينا ليلة مُسهدة، فاستلقيت على أريكة، واستغرقت في نوم عميق، أفقت منه على وجه دميم يطل من فوق رأسي، ففزعت حين سمعت صوتها:

طاب يومُك، أنا (جوزفين)، يبدو أنك صديق (صوفيا)، أعلِمتَ أن جدي قُتل بالسم؟ لقد أثارني ذلك أنا و(أوستاش)؛ فنحن نحب القَصص البوليسية، وأنا الآن أقوم بجمع الأدلة على طريقتي.



أثارتني تلك الفتاة ذات الإحدى عشر عامًا، فسألتها: هل حزنت لموت جدك؟

قالت: كلاَّ، لم أكن أحبه؛ فقد منعني من رقص الباليه، واتهمني بأنني لا أصلح لشيء.



هل تعلم أن العم (روجر) كان عازمًا على السفر؟ لقد سمعته وهو يحادث جدي ويعترف بفشل الشركة، أظن أنه قام ببعض الاختلاسات، أنا أسجل الكثير من المعلومات في دفتر سري؛ لأقدِّمه لرجال الشرطة حين تكتمل لدي الأدلة، وحين يعترفون بعجزهم عن إيجاد الجاني.



خفضت صوتها قائلة: هل تعلم أن (بريندا)، و(لورانس) كانا يحبان بعضهما؟

فقلت: لا ينبغي أن تقولي مثل ذلك يا (جوزفين).



قالت: إنها الحقيقة، ولدي أدلة، هي خطابات سرية اطلعت عليها بنفسي!



قررت العودة إلى البيت لمقابلة والدي، ثم لأخذ قسط من الراحة قبل العودة لذلك البيت الكئيب.



حدثت والدي بكل ما كان؛ فشدد على ضرورة السهر على راحة (جوزفين)، والعمل على حمايتها، فمن الخطر أن تعرف طفلة في عمرها أكثر مما ينبغي.



في صباح اليوم التالي توجهت لبيت صوفيا فاستقبلتني (جوزفين) وعلى وجهها الضيق، حييتها فلم تجب، ثم سألتني بغضب: لِمَ حدثت رجال الشرطة بما أخبرتك؟ ألا تعلم أنه لا ينبغي التحدث قبل الانتهاء من كافة التحريات؟



نهضت (جوزفين)، عندما دخلت (صوفيا) شاحبة وعليها أثر الإرهاق:

أنت هنا؟ أشعر بخوف شديد يا (تشارلز)، كيف أعيش في بيت وأتعامل مع أهله، وأنا أعلم أن أحدهم قاتل؟ إنه إحساس رهيب.



سألتها: من كان يعلم أن كمية يسيرة من هذه المادة تقتل؟

الجميع يعلم ذلك؛ فقد كنا ذات مرة نحتسي القهوة مع جدي، وقد طلب من (بريندا) أن تسكب في عينيه من قطرة (الإيزيرين)، فاستفسرت عن عبارات مكتوبة على العبوة، فقال لها:

"تستعمل من الظاهر"، وحينها ابتسم وقال لنا: إن حدث وأخطأت (بريندا) وحقنتني بهذه المادة بدلاً من (الأنسولين)، فإني سأموت في الحال، فهتفت (جوزفين) في هلع: يا إلهي!



قال جدي وهو لا يزال مبتسمًا: إذًا، يجب علينا ألا ندع (بريندا) تخلط بينهما.



دخلت (ماجدا) وكعادتها أخذت تلمح لتورط (بريندا) في الجريمة، فنهرتها (صوفيا)، رغم شكها ورغبتها في أن تكون بالفعل (بريندا) الفاعلة، ورغم بغضها الواضح لـ(بريندا).



حولت (ماجدا) حديثها إلى (جوزفين)؛ حيث أعلنت أنها ستُرسلها إلى مدرسة داخلية في سويسرا؛ لتكمل تعليمها وتختلط بفتيات من عمرها، ولتكف عن القيام بدور المفتش السري.



في صباح اليوم التالي صعدت إلى الطابق العلوي؛ حيث توجد قاعة التدريس الخاصة بالأولاد، قابلت (جوزفين) في الممر، فسألتها: أين كنتِ؟ قالت: كنتُ أقوم ببعض التحريات في غرفة الخزان، وأعتقد أن الجريمة التالية لن تتأخر كثيرًا!



أي جريمة؟

في كل جريمة قتل يكون هناك شخص يجب إسكاته.



تعجَّبت منها وهممت بالتحدث إليها حينما قابلتني (صوفيا)، وأخبرتني أن والدي يَوَد مقابلتي.



دخلت على والدي المكتب، حيَّيْتُه وسألتُ: هل من جديد؟

قال: نعم، لقد عثرنا على الوصية أخيرًا، لقد كتب العجوز لزوجته مائة وخمسين ألف جنيه، وأوصى ببقية ثروته لـ(صوفيا)، ألجمتني الدهشة، وواصل والدي: كتب رسالة ثناء على (صوفيا)، وقال: إنها خير من يصلح لتحمُّل المسؤولية من بعده!



ترى من كان يعلم بأمر الوصية؟! لم يذكر أحد هذا!



وهنا رن جرس الهاتف وكانت (صوفيا): ألو (تاشرلز)، لقد أُصيبت (جوزفين) في رأسها ونُقِلت في سيارة الإسعاف إلى المستشفى.



هُرِعنا إلى البيت، وتوجَّهنا إلى غرفة الطفلة على الفور على أمل العثور على الدفتر الذي كانت تكتب فيه (جوزفين) ملاحظاتها، لكننا تفاجأنا بالغرفة؛ حيث كانت وكأنه قد مر بها إعصار، كل شيء منثور على الأرض والأدراج خلعت وبعثرت محتوياتها، سارعت إلى غرفة الخزان التي قابلت بها (جوزفين) آخر مرة، فعثرت على ما يدين (برندا) و(لورانس)، رسائل عاطفية تم تبادلها بينهما، فأصدر المفتش أمرًا بالقبض عليهما حينما عرضت عليه الرسائل.



قابلتني صوفيا بعد أن غادرت (بريندا)، وسط دموعها برفقة رجال الشرطة، فسألتني: وهل تعتبر تلك الرسائل إدانة حقيقية؟ قد تكون بينهما عاطفة لكن لم تحملهما على ارتكاب جريمة.



تدخلت الخالة (إديث) متظاهرة بالتعاطف مع (بريندا): هذا ما سيفعله المحامي حين يدافع عنها.



قابلت المفتش وحييته على الوصول إلى الجاني أخيرًا، فهنَّأني بدوره على أن القاتل ليس من عائلة (ليونيدس)، ثم قال باسمًا: ومن الرائع أيضًا أن تخطب فتاة تمتلك بضعة ملايين من الجنيهات.



بعد يومين وصلت (جوزفين) من المستشفى وأخبرتنا أن أحدهم طرقها على رأسها فجرحها، وصحبتها الخالة (إديث) إلى غرفتها لتقوم على رعايتها.



تبعتها لأني كانت لدي رغبة في التحدث إلى (جوزفين): هل أنت سعيدة بهذه النهاية؟

أدهشني حديثها وهي تقول: أتعلم بماذا أرغب؟ أرغب أن يعثر رجال الشرطة على دفتري السري بعد تسعين سنة بعد موتي، وسيصفوني حينها بأني أعجوبة العصر في فن الجريمة!



مضت بضعة أيام كنت أتأهَّب فيها للتقدم إلى (صوفيا) وخِطبتها بشكل رسمي، وذهبت يومًا لزيارة العائلة، فاستقبلَني الخالة (إديث) و(صوفيا)، وكانتا تبكيان!



لقد ماتت مديرة المنزل (ناني) بنفس المادة التي مات بها الجد، بعد أن شرِبت ما تبقى من كوب الكاكاو في كأس كانت قد أعدته لـ(جوزفين)!



يا إلهي! لا يزال القاتل في البيت!



عاد المفتش إلى البيت من جديد، وكانت الخالة (إديث) عائدة من المستشفى التي اعتادت أن تُجري بها فحوصها الطبية.



قالت لـ(صوفيا): أوَد الخروج بصحبة (جوزفين) لمدة ساعة، وأرجو أن تساعديها على التأهب للخروج؛ حتى أفرغ من كتابة رسالة مهمة، بعد دقائق حضرت (جوزفين) ويبدو عليها السعادة بهذه الرحلة المفاجئة، وضعت الخالة الرسالة فوق مكتبها دون أن تُحدثنا بشأنها، وركبت سيارتها بصحبة الفتاة.



مضت أكثر من أربع ساعات ولم تحضر الخالة و(جوزفين)، فسارعت صوفيا وهي في غاية القلق بإبلاغ الشرطة، كانت ترتعد من الخوف وهي تتلقى نبأ انحراف السيارة عن الطريق، وذلك أدى إلى انقلابها ووفاة المرأة والفتاة على الفور!



سارعت وسط بكاء الجميع إلى الرسالة التي وضعتها (إديث) قبل مغادرتها، وكان فيها:

عزيزتي صوفيا، عزيزي تشارلز: "لقد علمت أن حياتي ستنتهي قريبًا بعد إصابتي بنوع نادر من السرطان لا تطول الحياة معه لأكثر من شهرين، وبعد أن عثرت على الدفتر الخاص بـ(جوزفين) خلف حظيرة الكلاب، وكان فيه اعترافها بأنها قتلت جدها بالسم؛ لرفضه التحاقها بمدرسة الباليه، وبأنها قتلت مديرة المنزل؛ لمعارضتها في كثير من الأمور وتحكُّمها في البيت بصورة زائدة، ووضعت معه الأدوات التي استخدمتها، وقد وضعت الدفتر والأدوات في خزانتها، قررت ألا تتعرض هذه الطفلة للعذاب في هذا العمر، فإن كنت قد أخطأت فأرجو أن يغفر الله لي"!



سبحت في ذكرياتي، كيف نجحت الصغيرة في تشتيت أفكارنا، وكيف بعثرت غرفتها وأدمت رأسها؛ ليُقال: إنها بارعة، وانتزعتني (صوفيا) من أفكاري وهي تبكي وتصيح: لقد كانت وحشًا في صورة إنسان، رغم ذلك أشعر نحوها بالشفقة!

- انتهت -



أغاثا كريستي:

ربما لا تحتاج أغاثا كريستي إلى تعريف، إلا أن نبذة يسيرة عنها يحسن أن نذكر بها:

ولدت ملكة الغموض في الخامس عشر من شهر سبتمبر من عام 1890.م، من أب أمريكي وأم إنجليزية، وكما تقول: إن الفضل الأول في اتجاهها لتأليف القصص يرجع إلى والدتها؛ إذ مرضت يومًا ولزمت الفراش، فطلبت منها والدتها أن تقضي الوقت في تأليف قصة قصيرة، فأبت الطفلة، لكنها أصرت عليها، فاستمتعت بالأمر واستمرت.



تزوجت من العسكري الإنجليزي آرشري كريستي وبه لُقِّبت، ثم طُلِّقت وتزوَّجت بعد ذلك بماكس مالوان عالم الآثار، وقد شجعها وساعدها كثيرًا على الكتابة، ورافقها إلى عدة دول عربية؛ منها: سوريا، والعراق، ومصر.



ومن الطريف أنها كانت أكبر من زوجها بنحو ثلاث عشرة سنة، وكانت تقول: إنه يحبها رغم تقدُّمها في العمر؛ لأنه عالم آثار يقدر قيمة كل ما هو أثري!



وتوفِّيت في الثاني عشر من يناير 1976م.



(من أعمالها):

جريمة على النيل.

لغز القطار الأزرق.

شجرة السور الحزينة.

الجريمة سهلة.

محنة البريء.

القطار الأزرق.

البيت الأعوج.

ثم لم يبق أحد.

الستارة.

بريق السيانيد.

خداع المرايا.

الجريمة النائمة.

الأفيال تستطيع أن تتذكر.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.87 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (2.45%)]