البحث التفسيري آية 28 و29من سورة البقرة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4416 - عددالزوار : 852320 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3947 - عددالزوار : 387659 )           »          هل لليهود تراث عريق في القدس وفلسطين؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 1050 )           »          أوليــاء اللــه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          المشكلات النفسية عند الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          هل المديرون بحاجة للحب؟هل تحب وظيفتك ومكان عملك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          وأنت راكع وساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          لماذا تصاب المرأة بالقولون العصبي بــعد الــزواج؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          لطائف تأخير إجابة الدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-12-2021, 02:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي البحث التفسيري آية 28 و29من سورة البقرة

البحث التفسيري آية 28 و29من سورة البقرة
بدرية صالح


المرحلة الأولى : تصنيف أقوال العلماء

مسائل القراءات

القراءات في قوله (ترجعون ) .

وقرأ جمهور الناس «ترجعون» بضم التاء وفتح الجيم.

وقرأ ابن أبي إسحاق وابن محيصن وابن يعمر وسلام والفياض بن غزوان ويعقوب الحضرمي: «يرجع ويرجعون وترجعون» بفتح الياء والتاء حيث وقع). المحرر الوجيز: 1/ 160-161


المسائل التفسيريه

معنى كيف تكفرون بالله ؟ ونوع الاستفهام ؟

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ)
وقوله}كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتاً{..على وجه التعجّب والتوبيخ؛ لا على الاستفهام المحض؛ أي: ويحكم كيف تكفرون! وهو كقوله} فأين تذهبون{وقوله} كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتاً{ المعنى -والله أعلم
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ )ت:546هـ( : وقوله تعالى}كيف تكفرون{ لفظه الاستفهام وليس به، بل هو تقرير وتوبيخ، أي: كيف تكفرون بالله ونعمه عليكم وقدرته هذه؟

قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ(
لم يرد بهذين الاستفهاميين حدوث هلم لم يكن؛ وإنما أريد بهما التقرير والتوبيخ ومن ذلك قول العجاج:


أطــربــا وأنـــــت قـنــســري
والدهر بالإنسان دواري


قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ)
كيف تكفرون باللّه


يقول تعالى محتجًّا على وجوده وقدرته، وأنّه الخالق المتصرّف في عباده
}كيف تكفرون باللّه{ أي: كيف تجحدون وجوده أو تعبدون معه غيره!


معنى قوله تعالى
} وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ
} .


قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ(
وقوله} وكنتم أمواتاً فأحياكم{ يعني: نطفاً، وكل ما فارق الجسد من شعر أو نطفة فهو: ميتة، والله أعلم


قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ
(
قوله}: وكنتم أمواتاً فأحياكم ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم{فإنما يقول: كنتم تراباً ونطفاً، فذلك ميّت، وهو سائغ في كلام العرب، تقول للثوب: "قد كان هذا قطنا" و"كان هذا الرّطب بسرًا"، ومثل ذلك قولك للرجل: "اعمل هذا الثوب" وإنما معك غزل). معاني القرآن: 1/ 43



قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ):
(سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه في قوله جلّ وعزّ{كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم}قال: هي مثل الآية الّتي في أوّل المؤمنون{:ربّنا أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين}تفسير الثوري 43


قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ(
اختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك.
فقال بعضهم بما حدّثني به، موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرو بن حمّادٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة، عن ابن مسعودٍ، وعن ناسٍ، من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم} : كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا فأحياكم ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم{يقول: «لم تكونوا شيئًا فخلقكم ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم يوم القيامة».



- وحدّثني أبو حصينٍ عبد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن يونس، قال: حدّثنا عبثرٌ، قال: حدّثنا حصينٌ، عن أبي مالكٍ: في قوله:
{أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين} قال: «خلقتنا ولم نكن شيئًا، ثمّ أمتّنا، ثمّ أحييتنا».
- وحدّثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا هشيمٌ، عن حصينٍ، عن أبي مالكٍ: في قوله: {أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين} قال: «كانوا أمواتًا فأحياهم اللّه، ثمّ أماتهم، ثمّ أحياهم».



قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :
{وكنتم أمواتًا فأحياكم}أي: قد كنتم عدمًا فأخرجكم إلى الوجود .


وقال الثّوريّ، عن السّدّيّ عن أبي صالحٍ:

{كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا فأحياكم ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم ثمّ إليه ترجعون} قال: «يحييكم في القبر، ثمّ يميتكم».
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26-12-2021, 02:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي رد: البحث التفسيري آية 28 و29من سورة البقرة


البحث التفسيري آية 28 و29من سورة البقرة
بدرية صالح

أوجه تأويل قوله تعالى(تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا فأحياكم ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم ثمّ إليه ترجعون



قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ
ولكلّ قولٍ من هذه الأقوال الّتي حكيناها عمّن روّيناها عنه وجهٌ ومذهبٌ من التّأويل.
- فأمّا وجه تأويل من تأوّل قوله: {كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا فأحياكم} أي: لم تكونوا شيئًا، فإنّه ذهب إلى نحو قول العرب للشّيء الدّارس والأمر الخامل الذّكر: هذا شيءٌ ميّتٌ، وهذا أمرٌ ميّتٌ؛ يراد بوصفه بالموت خمول ذكره ودروس أثره من النّاس. وكذلك يقال في ضدّ ذلك وخلافه: هذا أمرٌ حيٌّ، وذكرٌ حيٌّ؛ يراد بوصفه بذلك أنّه نابهٌ متعالمٌ في النّاس كما قال أبو نخيلة السّعديّ:





فأحييت لي ذكري وما كنت خاملاً ....... ولكنّ بعض الذّكر أنبه من بعض


فذلك تأويل قول من قال في قوله:
{وكنتم أمواتًا}: لم تكونوا شيئًا، أي: كنتم خمولاً لا ذكر لكم، وذلك كان موتكم، فأحياكم فجعلكم بشرًا أحياءً تذكرون وتعرفون، ثمّ يميتكم بقبض أرواحكم وإعادتكم كالّذي كنتم قبل أن يحييكم من دروس ذكركم، وتعفّي آثاركم، وخمول أموركم؛ ثمّ يحييكم بإعادة أجسامكم إلى هيئاتها ونفخ الرّوح فيها وتصييركم بشرًا كالّذي كنتم قبل الإماتة لتعارفوا في بعثكم وعند حشركم.


-
وأمّا ابن زيدٍ فقد أبان عن نفسه ما قصد بتأويله ذلك، وأنّ الإماتة الأولى عنده إعادة اللّه جلّ ثناؤه عباده في أصلاب آبائهم بعد ما أخذهم من صلب آدم، وأنّ الإحياء الآخر: هو نفخ الأرواح فيهم في بطون أمّهاتهم، وأنّ الإماتة الثّانية هي قبض أرواحهم للعود إلى التّراب والمصير في البرزخ إلى اليوم البعث، وأنّ الإحياء الثّالث: هو نفخ الأرواح فيهم لبعث السّاعة ونشر القيامة. وهذا تأويلٌ إذا تدبّره المتدبّر وجده خلافًا لظاهر قول اللّه الّذي زعم مفسّره أنّ الّذي وصفنا من قوله تفسيره. وذلك أنّ اللّه جلّ ثناؤه أخبر في كتابه عن الّذين أخبر عنهم من خلقه أنّهم قالوا: {ربّنا أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين} وزعم ابن زيدٍ أن تفسيره أنّ اللّه أحياهم ثلاث إحياءاتٍ، وأماتهم ثلاث إماتاتٍ.


-
وأمّا وجه تأويل قول قتادة ذلك: أنّهم كانوا أمواتًا في أصلاب آبائهم. فإنّه عنى بذلك أنّهم كانوا نطفًا لا أرواح فيها، فكانت بمعنى سائر الأشياء الموات الّتي لا أرواح فيها. وإحياؤه إيّاها تعالى ذكره: نفخه الأرواح فيها وإماتته إيّاهم بعد ذلك قبضه أرواحهم، وإحياؤه إيّاهم بعد ذلك: نفخ الأرواح في أجسامهم يوم ينفخ في الصّور ويبعث الخلق للموعود.


قال أبو جعفرٍ:
والأمر عندنا وإن كان فيما وصف من استخراج اللّه جلّ ذكره من صلب آدم ذرّيّته، وأخذه ميثاقه عليهم كما وصف، فليس ذلك من تأويل هاتين الآيتين -أعني قوله: {كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا} الآية، وقوله: {ربّنا أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين}- في شيءٍ؛ لأنّ أحدًا لم يدّع أنّ اللّه أمات من ذرأ يومئذٍ غير الإماتة الّتي صار بها في البرزخ إلى يوم البعث، فيكون جائزًا أن يوجّه تأويل الآية إلى ما وجّهه إليه ابن زيدٍ.



الأقوال في هاتين الحياتين والموتتين

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ)
: وقوله: {وكنتم أمواتاً فأحياكم} يقول: {فأحياكم} من النّطف، {ثم يميتكم} بعد الحياة، {ثم يحييكم} للبعث). [معاني القرآن: 1 /23-25]


َقالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتاً} يعني: نطفاً في الأرحام، وكلّ شيء فارق الجسد من شعر أو ظفر أو نطفة فهو: ميتة. {فأحياكم}: في الأرحام، وفي الدنيا. {ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم}: في البعث..ومثله قوله حكاية عنهم: {ربّنا أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين} فالميتة الأولى: إخراج النطفة وهي حية من الرجل، فإذا صارت في الرحم فهي ميتة، فتلك الإماتة الأولى. ثم يحييها في الرحم وفي الدنيا، ثم يميتها، ثم يحييها يوم القيا يعني: نطفاً في الأرحام، وكلّ شيء فارق الجسد من شعر أو ظفر أو نطفة فهو: ميتة. {فأحياكم}: في الأرحام، وفي الدنيا. تفسير غريب القرآن: 44-45]


قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ
عنبشر بن معاذٍ قال: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة: قوله: {كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا} الآية. قال: «كانوا أمواتًا في أصلابة آبائهم، فأحياهم اللّه وخلقهم، ثمّ أماتهم الموتة الّتي لا بدّ منها، ثمّ أحياهم للبعث يوم القيامة؛ فهما حياتان وموتتان».


_وحدّثت عن المنجاب، قال: حدّثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: في قوله:
{أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين} قال: «كنتم ترابًا قبل أن يخلقكم فهذه ميتةٌ، ثمّ أحياكم فخلقكم فهذه حياةٌ، ثمّ يميتكم فترجعون إلى القبور فهذه ميتةٌ أخرى، ثمّ يبعثكم يوم القيامة فهذه حياةٌ؛ فهما ميتتان وحياتان، فهو قوله:{كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا فأحياكم ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم ثمّ إليه ترجعون}».


وقال آخرون بما حدّثنا به، بشر بن معاذٍ قال: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة: قوله:
{كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا} الآية. قال: «كانوا أمواتًا في أصلابة آبائهم، فأحياهم اللّه وخلقهم، ثمّ أماتهم الموتة الّتي لا بدّ منها، ثمّ أحياهم للبعث يوم القيامة؛ فهما حياتان وموتتان».


قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ: {كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتا فأحياكم ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم ثمّ إليه ترجعون}
فكونهم أمواتا أولاً: أنّهم كانوا نطفاً، ثم جعلوا حيواناً، ثم أميتوا، ثم أحيوا، ثم يرجعون إلى اللّه عزّ وجلّ بعد البعث، كما قال:
{مهطعين إلى الدّاع}أي: مسرعين



قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ)
: ({وكنتم أمواتا} أي: نطفاً في الأرحام، {فأحياكم} أي: أخرجكم أحياء إلى الدنيا، {ثم يميتكم}: في الدنيا، {ثم يحييكم}: يوم القيامة).[تفسير المشكل من غريب القرآن: 26]


وقالَ
({أَمْوَاتاً}: نطفاً، {فَأَحْيَاكُمْ}: أنشأ خلقكم، {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ}: بعد الحياة، {ثُمَّ يُحْيِيكُمْ}: يبعثكم بعد الموت). [العمدة في غريب القرآن: 72]


قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) :
واختلف في ترتيب هاتين الموتتين والحياتين:


-
فقال ابن عباس وابن مسعود ومجاهد: «فالمعنى كنتم أمواتا معدومين قبل أن تخلقوا دارسين، كما يقال للشيء الدارس ميت، ثم خلقتم وأخرجتم إلى الدنيا فأحياكم ثم أماتكم الموت المعهود، ثم يحييكم للبعث يوم القيامة».


-
وقال آخرون: «كنتم أمواتا بكون آدم من طين ميتا قبل أن يحيى ثم نفخ فيه الروح فأحياكم بحياة آدم ثم يميتكم ثم يحييكم» على ما تقدم.


-
وقال قتادة: «كنتم أمواتا في أصلاب آبائكم فأخرجتم إلى الدنيا فأحياكم» ثم كما تقدم.


-
وقال غيره: «كنتم أمواتا في الأرحام قبل نفخ الروح ثم أحياكم بالإخراج إلى الدنيا» ثم كما تقدم.


-
وقال ابن زيد: «إن الله تعالى أخرج نسم بني آدم أمثال الذر ثم أماتهم بعد ذلك فهو قوله وكنتم أمواتا، ثم أحياهم بالإخراج إلى الدنيا» ثم كما تقدم.


-
وقال ابن عباس وأبو صالح: «كنتم أمواتا بالموت المعهود ثم أحياكم للسؤال في القبور، ثم أماتكم فيها، ثم أحياكم للبعث».


-
وروي عن ابن عباس أيضا أنه قال: «وكنتم أمواتا بالخمول فأحياكم بأن ذكرتم وشرفتم بهذا الدين والنبي الذي جاءكم».


قال القاضي أبو محمد رحمه الله: والقول الأول هو أولى هذه الأقوال، لأنه الذي لا محيد للكفار عن الإقرار به في أول ترتيبه، ثم إن قوله أولا
{كنتم أمواتاً} وإسناده آخرا الإماتة إليه تبارك وتعالى مما يقوي ذلك القول، وإذا أذعنت نفوس الكفار لكونهم أمواتا معدومين ثم للإحياء في الدنيا ثم للإماتة فيها قوي عليهم لزوم الإحياء الآخر، وجاء جحدهم له دعوى لا حجة عليها، والضمير في {إليه} عائد على الله تعالى أي: إلى ثوابه أو عقابه، وقيل: هو عائد على الاحياء، والأول أظهر.


قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :
{ وقال الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {ربّنا أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين} قال: «كنتم ترابًا قبل أن يخلقكم، فهذه ميتةٌ، ثمّ أحياكم فخلقكم فهذه حياةٌ، ثمّ يميتكم فترجعون إلى القبور فهذه ميتةٌ أخرى، ثمّ يبعثكم يوم القيامة فهذه حياةٌ أخرى. فهذه ميتتان وحياتان، فهو كقوله: {كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا فأحياكم ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم}».


وقال الثّوريّ، عن السّدّيّ عن أبي صالحٍ:
{كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا فأحياكم ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم ثمّ إليه ترجعون} قال: «يحييكم في القبر، ثمّ يميتكم».


وقال ابن جريرٍ عن يونس، عن ابن وهبٍ، عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم:
«خلقهم في ظهر آدم ثمّ أخذ عليهم الميثاق، ثمّ أماتهم ثمّ خلقهم في الأرحام، ثمّ أماتهم، ثمّ أحياهم يوم القيامة. وذلك كقول اللّه تعالى:{قالوا ربّنا أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين}»، وهذا غريبٌ والّذي قبله.


وجه الأستدلال بالآية على إثبات اليوم الآخر (وإليه ترجعون )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ
وحدّثت عن عمّار بن الحسن، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، قال: حدّثني أبو العالية: في قول اللّه: {كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا}:«يقول: حين لم يكونوا شيئًا، ثمّ أحياهم حين خلقهم، ثمّ أماتهم، ثمّ أحياهم يوم القيامة، ثمّ رجعوا إليه بعد الحياة».


قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ: {كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتا فأحياكم ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم ثمّ إليه ترجعون}
فكونهم أمواتا أولاً: أنّهم كانوا نطفاً، ثم جعلوا حيواناً، ثم أميتوا، ثم أحيوا، ثم يرجعون إلى اللّه عزّ وجلّ بعد البعث، كما قال:
{مهطعين إلى الدّاع}أي: مسرعين



قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ):
(قوله: {ثمّ إليه ترجعون}
- حدّثنا عصام بن روّادٍ ثنا آدم أبو جعفرٍ عن الرّبيع عن أبي العالية:
{ثمّ إليه ترجعون} قال: «ترجعون إليه بعد الحياة»). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 73]



يتبع




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26-12-2021, 02:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي رد: البحث التفسيري آية 28 و29من سورة البقرة

معنى (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا}:

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ

ومعنى خلقه ما خلق جلّ ثناؤه: إنشاؤه عينه، وإخراجه من حال العدم إلى الوجود .
- حدّثنا بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد، عن سعيدٍ، عن قتادة: قوله:
{هو الّذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا}:«نعم واللّه سخّر لكم ما في الأرض»). [جامع البيان: 1/ 454]



قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ):
قوله تعالى: {هو الّذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا} .
- حدّثنا الحسن بن محمّد بن الصّبّاح، ثنا حجّاج بن محمّدٍ، عن ابن جريجٍ، أخبرني إسماعيل بن أميّة، عن أيّوب بن خالدٍ، عن عبد اللّه بن رافعٍ مولى أمّ سلمة، عن أبي هريرة قال: أخذ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- بيدي فقال:
«خلق اللّه التّربة يوم السّبت، وخلق الجبال فيها يوم الأحد، وخلق الشّجر فيها يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثّلاثاء، وخلق النّور يوم الأربعاء، وبثّ فيها الدّوابّ يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر يوم الجمعة في آخر ساعةٍ من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى اللّيل».



- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، أخبرني سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة في قول اللّه:
{هو الّذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا}أي: «سخّر لكم ما في الأرض جميعًا كرامةً من اللّه، ونعمةً لابن آدم»). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 74-75]


قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) :
(وخلق معناه: اخترع وأوجد بعد العدم، وقد يقال في الإنسان خلق بعد إنشائه شيئا، ومنه قول الشاعر:




ولأنت تفري ما خلقت وبعض.......القوم يخلق ثم لا يفري


قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :
لمّا ذكر تعالى دلالةً من خلقهم وما يشاهدونه من أنفسهم، ذكر دليلًا آخر ممّا يشاهدونه من خلق السّماوات والأرض .


وقال ابن جريرٍ: حدّثني المثنّى، حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، حدّثني أبو معشرٍ عن سعيد بن أبي سعيدٍ، عن عبد اللّه بن سلّامٍ أنّه قال:
«إنّ اللّه بدأ الخلق يوم الأحد، فخلق الأرضين في الأحد والاثنين، وخلق الأقوات والرّواسي في الثّلاثاء والأربعاء، وخلق السّماوات في الخميس والجمعة، وفرغ في آخر ساعةٍ من يوم الجمعة، فخلق فيها آدم على عجل، فتلك السّاعة الّتي تقوم فيها السّاعة».


وقال مجاهدٌ في قوله:
{هو الّذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا} قال: «خلق اللّه الأرض قبل السّماء، فلمّا خلق الأرض ثار منها دخانٌ،


قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، عن قتادة في قوله: {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا} قال: «سخر لكم ما في الأرض جميعا كرامة من الله ونعمة لابن آدم، متاعا وبلغة ومنفعة إلى أجل».
_وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، عن مجاهد في قوله:
{هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا} قال: «سخر لكم ما في الأرض جميعا»

.


بداءة الخلق هل هي الأرض أم السماء

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ):
(أخبرنا معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء} قال: «خلق الأرض قبل السماء فلما خلق الأرض ثار منها دخان
.


قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ)
- كما حدّثنا بن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة بن الفضل، قال: قال محمّد بن إسحاق: «كان أوّل ما خلق اللّه تبارك وتعالى: النّور والظّلمة، ثمّ ميّز بينهما فجعل الظّلمة ليلاً أسود مظلمًا، وجعل النّور نهارًا مضيئًا مبصرًا، ثمّ سمك السّموات السّبع من دخانٍ، يقال -واللّه أعلم-: من دخان الماء، حتّى استقللن ولم يحبكهنّ، وقد أغطش في السّماء الدّنيا ليلها وأخرج ضحاها، فجرى فيها اللّيل والنّهار، وليس فيها شمسٌ ولا قمرٌ ولا نجومٌ، ثمّ دحى الأرض، وأرساها بالجبال، وقدّر فيها الأقوات، وبثّ فيها ما أراد من الخلق، ففرغ من الأرض وما قدّر فيها من أقواتها في أربعة أيّامٍ. ثمّ استوى إلى السّماء وهي دخانٌ كما قال فحبكهنّ، وجعل في السّماء الدّنيا شمسها وقمرها ونجومها، وأوحى في كلّ سماءٍ أمرها، فأكمل خلقهنّ في يومين.
ففرغ من خلق السّموات والأرض في ستّة أيّامٍ، ثمّ استوى في اليوم السّابع فوق سمواته، ثمّ قال للسّموات والأرض:
{ائتيا طوعًا أو كرهًا} لما أردت بكما، فاطمئنّا عليه طوعًا أو كرهًا، {قالتا أتينا طائعين}».
فقد أخبر ابن إسحاق أنّ اللّه جلّ ثناؤه استوى إلى السّماء بعد خلقه الأرض وما فيها وهنّ سبعٌ من دخانٍ، فسوّاهنّ كما وصف.



- وحدّثنا المثنّى، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: في قوله حيث ذكر خلق الأرض قبل السّماء، ثمّ ذكر السّماء قبل الأرض:
«وذلك أنّ اللّه خلق الأرض بأقواتها من غير أن يدحوها قبل السّماء، ثمّ استوى إلى السّماء فسوّاهنّ سبع سمواتٍ، ثمّ دحا الأرض بعد ذلك فذلك قوله:{والأرض بعد ذلك دحاها}».


قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ

- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع أنبأ عبد الرّزّاق أنبأ معمرٌ عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله:
{هو الّذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا} قال: «خلق اللّه الأرض قبل السّماء، فلمّا خلق الأرض ثار منها دخانٌ فذلك حين يقول:{ثمّ استوى إلى السّماء وهي دخانٌ}». قال: «بعضهنّ فوق بعضٍ، وسبع أرضين بعضهنّ تحت بعضٍ».


قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ
وقال مجاهدٌ في قوله: ثمّ استوى إلى السّماء وهي دخانٌ}»، {فسوّاهنّ سبع سماواتٍ} قال: «بعضهنّ فوق بعضٍ، وسبع أرضين، يعني بعضهنّ تحت بعضٍ».


ففي هذا دلالةٌ على أنّه تعالى ابتدأ بخلق الأرض أوّلًا ثمّ خلق السّماوات سبعًا، وهذا شأن البناء أن يبدأ بعمارة أسافله ثمّ أعاليه بعد ذلك، وقد صرّح المفسّرون بذلك
.


_ وفي صحيح البخاريّ: أنّ ابن عبّاسٍ سئل عن هذا بعينه، فأجاب بأنّ الأرض خلقت قبل السّماء وأنّ الأرض إنّما دحيت بعد خلق السّماء، وكذلك أجاب غير واحدٍ من علماء التّفسير قديمًا وحديثًا، وقد قرّرنا ذلك في تفسير سورة النّازعات .

وحاصل ذلك أنّ الدّحي مفسّرٌ بقوله:
{والأرض بعد ذلك دحاها * أخرج منها ماءها ومرعاها * والجبال أرساها}[النّازعات: 30-32] ففسّر الدّحي بإخراج ما كان مودعًا فيها بالقوّة إلى الفعل لمّا اكتملت صورة المخلوقات الأرضيّة ثمّ السّماويّة دحى بعد ذلك الأرض، فأخرجت ما كان مودعًا فيها من المياه، فنبتت النّباتات على اختلاف أصنافها وصفاتها وألوانها وأشكالها، وكذلك جرت هذه الأفلاك فدارت بما فيها من الكواكب الثّوابت والسّيّارة، واللّه سبحانه وتعالى أعلم.


-وقال مجاهد في قوله تعالى (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً...)قال : خلق الله الارض قبل السماء فلما خلق الارض ثار منها دخان فذلك حين يقول
(ثم استوى الى السماء وهي دخان ) (فسواهن سبع سنوات )قال بعضهن فوق بعض وسبع أراضين يعني بعضها تحت بعض ,وهذه الآية دالة على أن الأرض خلقت قبل السماء .


قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ


-وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، عن مجاهد في قوله:
{ثم استوى إلى السماء} قال: «خلق الله الأرض قبل السماء فلما خلق الأرض ثار منها دخان .


الأصل في الأشياء الإباحة في قوله {هو الّذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا}

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
كان قتادة يقول.
- حدّثنا بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد، عن سعيدٍ، عن قتادة: قوله:
{هو الّذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا}:«نعم واللّه سخّر لكم ما في الأرض»). [جامع البيان: 1/ 454]



_فمعنى الكلام إذًا: هو الّذي أنعم عليكم، فخلق لكم ما في الأرض جميعًا وسخّره لكم تفضّلاً منه بذلك عليكم، ليكون لكم بلاغًا في دنياكم، ومتاعًا إلى موافاة آجالكم، ودليلاً لكم على وحدانيّة ربّكم. ثمّ علا إلى السّموات السّبع وهي دخانٌ، فسوّاهنّ وحبكهنّ، وأجرى في بعضهنّ شمسه وقمره ونجومه، وقدّر في كلّ واحدةٍ منهنّ ما قدّر من خلقه).
[جامع البيان: 1/ 454-465]


قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ):

- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، أخبرني سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة في قول اللّه:
{هو الّذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا} أي: «سخّر لكم ما في الأرض جميعًا كرامةً من اللّه، ونعمةً لابن آدم»). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 74-75]


قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ)
في قول اللّه: {هو الّذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا} قال قوم: بل معنى لكم إباحة الأشياء وتمليكها، وهذا قول من يقول إن الأشياء قبل ورود السمع على الإباحة بينته هذه الآية، وخالفهم في هذا التأويل القائلون بالحظر، والقائلون بالوقف، وأكثر القائلين بالحظر استثنوا أشياء اقتضت حالها مع وجود الإنسان الإباحة كالتنفس والحركة ويرد على القائلين بالحظر كل حظر في القرآن وعلى القائلين بالإباحة كل تحليل في القرآن وإباحة، ويترجح الوقف إذا قدرنا نازلة لا يوجد فيها سمع ولا تتعلق به.


قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ)
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، عن قتادة في قوله: {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا} قال: «سخر لكم ما في الأرض جميعا كرامة من الله ونعمة لابن آدم، متاعا وبلغة ومنفعة إلى أجل».
يتبع




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30-12-2021, 11:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي رد: البحث التفسيري آية 28 و29من سورة البقرة

البحث التفسيري آية 28 و29من سورة البقرة
بدرية صالح


معنى قوله{ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ


قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ)
: وقال ابن عباس: «{ثم استوى إلى السماء}: صعد»، وهذا كقولك للرجل: "كان قائماً فاستوى قاعداً" و"كان قاعداً فاستوى قائما"، وكلٌّ في كلام العرب جائزٌ.



قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ)
: ({استوى إلى السماء}: عمد وقصد). [غريب القرآن وتفسيره: 66]



قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({ثمّ استوى إلى السّماء} عمد لها، وكلّ من كان يعمل عملاً فتركه بفراغ أو غير فراغ وعمد لغيره: فقد استوى له واستوى إليه.



قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
اختلف في تأويل قوله: {ثمّ استوى إلى السّماء} .
- فقال بعضهم: معنى {استوى إلى السّماء}: أقبل عليها، كما تقول: كان فلانٌ مقبلاً على فلانٍ، ثمّ استوى عليّ يشاتمني واستوى إليّ يشاتمني، بمعنى: أقبل عليّ وإليّ يشاتمني. واستشهد على أنّ الاستواء بمعنى الإقبال بقول الشّاعر: أقول وقد قطعن بنا شرورى.......سوامد واستوين من الضّجوع




-
وقال بعضهم: {ثمّ استوى إلى السّماء} عمد إليها. وقال: بل كلّ تاركٍ عملاً كان فيه إلى آخر فهو مستوٍ لما عمد ومستوٍ إليه.
- وقال بعضهم: الاستواء: هو العلوّ، والعلوّ: هو الارتفاع. وممّن قال ذلك الرّبيع بن حدّثت بذلك، عن عمّار بن الحسن، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ: {ثمّ استوى إلى السّماء} يقول: «ارتفع إلى السّماء».
ثمّ اختلف متأوّلو الاستواء بمعنى العلوّ والارتفاع في الّذي استوى إلى السّماء .




-
فقال بعضهم: الّذي استوى إلى السّماء وعلا عليها: هو خالقها ومنشؤها.
- وقال بعضهم: بل العالي إليها الدّخان الّذي جعله اللّه للأرض سماءً.




قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: وقوله عزّ وجلّ: {ثمّ استوى إلى السّماء}فيه قولان:
قال بعضهم:{استوى إلى السّماء}: عمد وقصد إلى السماء. كما تقول: قد فرغ الأمير من بلد كذا وكذا، ثم استوى إلى بلد كذا، معناه: قصد بالاستواء إليه.
وقد قيل أيضاً: "استوى" أي: صعد أمره إلى السماء، وهذا قول ابن عباس.




قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ):
(قوله: {ثمّ استوى إلى السّماء} .
- حدّثنا عصام بن رواد، ثنا آدم أبو جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية في قوله: {ثمّ استوى إلى السّماء} يقول: «ارتفع». وروي عن الحسن والرّبيع بن أنسٍ مثله). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 7




قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ)
: ({ثم استوى} أي: عمد). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 26]



قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) :
وقوله تعالى: {ثمّ استوى} .



-
قال قوم: «معناه علا دون تكييف ولا تحديد»، هذا اختيار الطبري، والتقدير علا أمره وقدرته وسلطانه.



-
وقال ابن كيسان: «معناه قصد إلى السماء». قال القاضي أبو محمد رحمه الله: أي: بخلقه واختراعه.



-
وقيل: معناه: كمل صنعه فيها كما تقول: استوى الأمر. قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا قلق.



-
وحكى الطبري عن قوم: أن المعنى أقبل، وضعفه.



-
وحكي عن قوم «المستوي» هو الدخان. وهذا أيضا يأباه رصف الكلام،



-
وقيل: المعنى استولى، كما قال الشاعر الأخطل:





قد استوى بشر على العراق.......من غير سيف ودم مهراق



ققالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ)
:قوله تعالى{



ثمّ استوى إلى السّماء}
أي: قصد إلى السّماء، والاستواء هاهنا تضمّن معنى القصد والإقبال .



جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم والبيهقي عن أبي العالية في قوله {ثم استوى إلى السماء} قال: «ارتفع»، وفي قوله {فسواهن} قال: «سوى خلقهن».


الأستواء بكلام العرب منصرف إلى أوجه


قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ)
: (وقوله: {ثمّ استوى إلى السّماء فسوّاهنّ ...} .
الاستواء في كلام العرب على جهتين: إحداهما أن يستوي الرجل و ينتهي شبابه، أو يستوي عن اعوجاج، فهذان وجهان،
ووجه ثالث أن تقول: "كان مقبلاً على فلان ثم استوى عليّ يشاتمني" و"إليّ" سواءٌ، على معنى: أقبل إلي وعليّ؛ فهذا معنى قوله: {ثمّ استوى إلى السّماء} والله أعلم

.



قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310ه
):



منصرفٌ على وجوهٍ:



منها:
انتهاء شباب الرّجل وقوّته، فيقال إذا صار كذلك: قد استوى الرّجل.
ومنها: استقامة ما كان فيه أودٌ من الأمور والأسباب، يقال منه:




بن حكيمٍ:




طال على رسمٍ مهددٍ أبده.......وعفا واستوى به بلده



يعني: استقام به.

ومنها: الإقبال على الشّيء بالفعل، كما يقال: استوى فلانٌ على فلانٍ بما يكرهه ويسوءه بعد الإحسان إليه.
ومنها: الاستيلاء والاحتواء كقولهم: استوى فلانٌ على المملكة، بمعنى احتوى عليها وحازها.
ومنها: العلوّ والارتفاع، كقول القائل: استوى فلانٌ على سريره، يعني به علوّه عليه.
قال أبو جعفرٍ: وأولى المعاني بقول اللّه جلّ ثناؤه: {ثمّ استوى إلى السّماء فسوّاهنّ} علا عليهنّ وارتفع فدبّرهنّ بقدرته وخلقهنّ سبع سمواتٍ.
والعجب ممّن أنكر المعنى المفهوم من كلام العرب في تأويل قول اللّه: {ثمّ استوى إلى السّماء} الّذي هو بمعنى العلوّ والارتفاع هربًا عند نفسه من أن يلزمه بزعمه إذا تأوّله بمعناه المفهم كذلك أن يكون إنّما علا وارتفع بعد أن كان تحتها، إلى أن تأوّله بالمجهول من تأويله المستنكر، ثمّ لم ينج ممّا هرب منه.
فيقال له: زعمت أن تأويل قوله: {استوى} أقبل، أفكان مدبرًا عن السّماء فأقبل إليها؟
فإن زعم أنّ ذلك ليس بإقبال فعلٍ ولكنّه إقبال تدبيرٍ، قيل له: فكذلك فقل: علا عليها علوّ ملكٍ وسلطانٍ لا علوّ انتقالٍ وزوالٍ

.



مقدار السموات سبع والأرض مثلهن في قوله {فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ


قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ):
قال: «بعضهن فوق بعض وسبع أرضين بعضهن تحت بعض».
أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: {فسواهن سبع سموات} قال: «بعضهن فوق بعض بين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام»). [تفسير عبد الرزاق: 1/ 41-42]




قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310ه
وأولى المعاني بقول اللّه جلّ ثناؤه: {ثمّ استوى إلى السّماء فسوّاهنّ} علا عليهنّ وارتفع فدبّرهنّ بقدرته وخلقهنّ سبع سمواتٍ .



_
فإن قال لنا قائلٌ: فإنّك قد قلت: إنّ اللّه جلّ ثناؤه استوى إلى السّماء وهي دخانٌ قبل أن يسوّيها سبع سمواتٍ، ثمّ سوّاها سبعًا بعد استوائه إليها، فكيف زعمت أنّها جماعٌ؟
قيل: إنّهنّ كنّ سبعًا غير مستوياتٍ، فلذلك قال جلّ ذكره: فسوّاهنّ سبعًا



- كما حدّثنا بن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة بن الفضل، قال: قال محمّد بن إسحاق:
«كان أوّل ما خلق اللّه تبارك وتعالى: النّور والظّلمة، ثمّ ميّز بينهما فجعل الظّلمة ليلاً أسود مظلمًا، وجعل النّور نهارًا مضيئًا مبصرًا، ثمّ سمك السّموات السّبع من دخانٍ، يقال -واللّه أعلم-: من دخان الماء، حتّى استقللن ولم يحبكهنّ، وقد أغطش في السّماء الدّنيا ليلها وأخرج ضحاها، فجرى فيها اللّيل والنّهار، وليس فيها شمسٌ ولا قمرٌ ولا نجومٌ، ثمّ دحى الأرض، وأرساها بالجبال، وقدّر فيها الأقوات، وبثّ فيها ما أراد من الخلق، ففرغ من الأرض وما قدّر فيها من أقواتها في أربعة أيّامٍ. ثمّ استوى إلى السّماء وهي دخانٌ كما قال فحبكهنّ، وجعل في السّماء الدّنيا شمسها وقمرها ونجومها، وأوحى في كلّ سماءٍ أمرها، فأكمل خلقهنّ في يومين.
ففرغ من خلق السّموات والأرض في ستّة أيّامٍ، ثمّ استوى في اليوم السّابع فوق سمواته، ثمّ قال للسّموات والأرض:
{ائتيا طوعًا أو كرهًا} لما أردت بكما، فاطمئنّا عليه طوعًا أو كرهًا، {قالتا أتينا طائعين}».




- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أنبأنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة: في قوله:
{فسوّاهنّ سبع سمواتٍ} قال: «بعضهنّ فوق بعضٍ، بين كلّ سماءين مسيرة خمسمائة عامٍ».



قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ):
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، أنبأ عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن قتادة في قوله: {فسوّاهنّ سبع سماواتٍ} قال: «بعضهنّ فوق بعضٍ، بين كلّ سمائين مسيرة خمسمائة عامٍ».



- حدّثنا ابن أبي الرّبيع، أنبأ عبد الرّزّاق، أنبأ معمرٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله:
{فسوّاهنّ سبع سماواتٍ}:«بعضهنّ فوق بعض، وسبع أرضين بعضهن تحت بعض»). [تفسير القرآن العظيم: 1 /75]



قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ)
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، عن مجاهد في قوله:
{ فسواهن سبع سماوات}» يقول: «خلق سبع سموات بعضهن فوق بعض وسبع أرضين بعضهن تحت بعض».


وأخرج البيهقي عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه نظر إلى السماء فقال:
«تبارك الله! ما أشد بياضها! والثانية أشد بياضها منها» ثم كذلك حتى بلغ سبع سموات، «وخلق فوق السابعة الماء وجعل فوق الماء العرش وجعل فوق السماء الدنيا الشمس والقمر والنجوم والرجوم».



وأخرج أبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس قال:
«تفكروا في كل شيء ولا تفكروا في ذات الله فإن بين السماء السابعة إلى كرسيه سبعة آلاف نور، وهو فوق ذلك».
وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير عن قتادة في قوله {فسواهن سبع سماوات} قال: «بعضهن فوق بعض بين كل سمائين مسيرة خمسمائة عام»). [الدر المنثور: 1/ 230-240




]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) {فسوّاهنّ} أي: فخلق السّماء سبعًا، والسّماء هاهنا اسم جنسٍ، فلهذا قال: {فسوّاهنّ}.



_ وقال مجاهدٌ في قوله
{فسوّاهنّ سبع سماواتٍ} قال: «بعضهنّ فوق بعضٍ، وسبع أرضين، يعني بعضهنّ تحت بعضٍ».



المسيره الزمنيه بين الأرض والسماء,وبين كل سماء وأخرى


قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ)
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أنبأنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة: في قوله: {فسوّاهنّ سبع سمواتٍ} قال: «بعضهنّ فوق بعضٍ، بين كلّ سماءين مسيرة خمسمائة عامٍ».



قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ):
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، أنبأ عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن قتادة في قوله: {فسوّاهنّ سبع سماواتٍ} قال: «بعضهنّ فوق بعضٍ، بين كلّ سمائين مسيرة خمسمائة عامٍ».
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير عن قتادة في قوله {فسواهن سبع سماوات} قال: «بعضهن فوق بعض بين كل سمائين مسيرة خمسمائة عام»). [الدر المنثور: 1/ 230-240]




_
عن العباس بن عبد المطلب قال: كنا عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: «هل تدرون كم بين السماء والأرض؟» قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: «بينهما مسيرة خمسمائة عام ومن مسيرة سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة عام وكثف كل سماء خمسمائة سنة وفوق السماء السابعة بحر، بين أعلاه وأسفله كما بين السماء وأرض ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين وركهن وأظلافهن كما بين السماء والأرض ثم فوق ذلك العرش بين أسفله وأعلاه ما بين السماء والأرض والله سبحانه وتعالى علمه فوق ذلك وليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شيء».



_
وأخرج إسحاق بن راهويه في مسنده، والبزار وأبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه والبيهقي، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام كذلك إلى السماء السابعة، والأرضون مثل ذلك وما بين السماء السابعة إلى العرش مثل جميع ذلك، ولو حفرتم لصاحبكم ثم دليتموه لوجد الله ثمة» يعني علمه.



_
وأخرج الترمذي وأبو الشيخ، وابن مردويه عن أبي هريرة قال :كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمرت سحابة، فقال: «أتدرون ما هذه؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. فقال: «هذه الغبابة هذه روايا الأرض يسوقها الله إلى بلد لا يعبدونه ولا يشكرونه، هل تدرون ما فوق ذلك؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «فإن فوق ذلك سماء، هل تدرون ما فوق ذلك؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «فإن فوق ذلك موجا مكفوفا وسقفا محفوظا، هل تدرون ما فوق ذلك؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «فإن فوق ذلك سماء، هل تدرون ما فوق ذلك؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «فإن فوق ذلك سماء أخرى، هل تدرون كم ما بينهما؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «فإن بينهما مسيرة خمسمائة عام حتى عد سبع سموات بين كل سمائين مسيرة خمسمائة عام».






 يتبع






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 30-12-2021, 11:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي رد: البحث التفسيري آية 28 و29من سورة البقرة

معنى قوله تعالى { وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }


قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
(القول في تأويل قوله تعالى: {وهو بكلّ شيءٍ عليمٌ}.
يعني بقوله جلّ جلاله: {وهو} نفسه، وبقوله: {بكلّ شيءٍ عليمٌ} أنّ الّذي خلقكم وخلق لكم ما في الأرض جميعًا، وسوّى السّموات السّبع بما فيهنّ، فأحكمهنّ من دخان الماء وأتقن صنعهنّ، لا يخفى عليه أيّها المنافقون والملحدون الكافرون به من أهل الكتاب، ما تبدون وما تكتمون في أنفسكم، من أمر محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم ونبوّته المواثيق، وهم به عالمون؛ بل أنا عالمٌ بذلك من أمركم، وأمور غيركم، أيي بكلّ شيءٍ عليمٌ.
وقوله: {عليمٌ} بمعنى عالمٍ.




- وروي عن ابن عبّاسٍ أنّه كان يقول:
«هو الّذي قد كمل في علمه».
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثنا معاوية بن صالحٍ، قال: حدّثني عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، قال: «العالم الّذي قد كمل في علمه»). [جامع البيان: 1/ 465-466]




قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ):
(قوله: {وهو بكلّ شيءٍ عليمٌ} .
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ، ثنا عبد اللّه بن لهيعة، حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قول اللّه: {وهو بكلّ شيءٍ عليمٌ}«يعني من أعمالكم عليمٌ»). [تفسير القرآن العظيم: 1/75]




قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) :
وقوله تعالى: {وهو بكلّ شيءٍ عليمٌ} معناه بالموجودات وتحقق علمه بالمعدومات من آيات أخر، وهذه الآية تقتضي أن الأرض وما فيها خلق قبل السماء، وذلك صحيح، ثم دحيت الأرض بعد خلق السماء، وبهذا تتفق معاني الآيات: هذه والتي في سورة المؤمن وفي النازعات). [المحرر الوجيز: 1 /161-164]



قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :
({{وهو بكلّ شيءٍ عليمٌ} أي: وعلمه محيطٌ بجميع ما خلق. كما قال: {ألا يعلم من خلق}. [الملك: 14]



- وروي عن ابن عبّاسٍ أنّه كان يقول:
«هو الّذي قد كمل في علمه».
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثنا معاوية بن صالحٍ، قال: حدّثني عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، قال: «العالم الّذي قد كمل في علمه»). [جامع البيان: 1/ 465-466]




قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :
(أما قوله تعالى: {وهو بكل شيء عليم}.
أخرج ابن الضريس عن ابن مسعود قال: «أن أعدل آية في القرآن آخرها اسم من أسماء الله تعالى»). [الدر المنثور: 1/ 240]




المسائل البلاغية


مانوع الأستفهام في قوله { كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ }


قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ)
: (وقوله: {كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتاً...} على وجه التعجّب والتوبيخ؛ لا على الاستفهام المحض؛ أي: ويحكم كيف تكفرون! وهو كقوله: {فأين تذهبون}، وقوله: {كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتاً}، المعنى -والله أعلم-: وقد كنتم، ولولا إضمار "قد" لم يجز مثله في الكلام
.



قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ


و"كيف" بمعنى التّعجّب والتّوبيخ لا بمعنى الاستفهام، كأنّه قال: ويحكم كيف تكفرون باللّه، كما قال:
{فأين تذهبون} وحلّ قوله: {وكنتم أمواتًا فأحياكم} محلّ الحال، وفيه ضمير قد، ولكنّها حذفت لما في الكلام من الدّليل عليها. وذلك أنّ فعل إذا حلّت محلّ الحال كان معلومًا أنّها مقتضيةٌ قد .



قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: وقوله عزّ وجلّ: {كيف تكفرون باللّه } .



وتأويل
{كيف} أنها استفهام في معنى التعجب، وهذا التعجب إنما هو للخلق وللمؤمنين، أي: اعجبوا من هؤلاء، كيف يكفرون وقد ثبتت حجة اللّه عليهم؟!



قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ):
(وقال بعض أهل اللغة: إذا دخلت (هل) للشيء المعلوم فمعناها الإيجاب، والتأويل: ألم يكن كذا وكذا! على جهة التقرير والتوبيخ، من ذلك قوله جل وعز: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا}، ومنه أيضا: {فأين تذهبون}، لم يرد بهذين الاستفهامين حدوث هلم لم يكن؛ وإنما أريد بهما التقرير والتوبيخ، ومن ذلك قول العجاج:



أطــربــا وأنـــــت قـنــســري
.......والدهر بالإنسان دواري



قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ


_ :
(وقوله تعالى: {كيف تكفرون} لفظه الاستفهام وليس به، بل هو تقرير وتوبيخ، أي: كيف تكفرون بالله ونعمه عليكم وقدرته هذه؟ ،



ومن قال إن كيف تقرير وتعجب فمعناه إن هذا الأمر إن عن فحقه أن يتعجب منه لغرابته وبعده عن المألوف من شكر المنعم .


موضع (كيف تكفرون


قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ


_وكيف في موضع نصب على الحال والعامل فيها تكفرون، وتقديرها أجاحدين تكفرون أمنكرين تكفرون؟


وكيف مبنية، وخصت بالفتح لخفته .


محل الواو في قوله(وكنتم امواتاً



قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ)
: وقوله: {كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتاً}، المعنى -والله أعلم-: وقد كنتم، ولولا إضمار "قد" لم يجز مثله في الكلام، ألا ترى أنه قد قال في سورة يوسف: {إن كان قميصه قدّ من دبرٍ فكذبت} المعنى -والله أعلم-: فقد كذبت، وقولك للرجل: أصبحت كثر مالك، لا يجوز إلاّ وأنت تريد: قد كثر مالك؛ لأنهما جميعا قد كانا، فالثاني حال للأوّل، والحال لا تكون إلا بإضمار "قد" أو بإظهارها.



قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ


{وكنتم أمواتًا فأحياكم}
محلّ الحال، وفيه ضمير قد، ولكنّها حذفت لما في الكلام من الدّليل عليها. وذلك أنّ فعل إذا حلّت محلّ الحال كان معلومًا أنّها مقتضيةٌ قد . ). [جامع البيان: 1/ 434-454]



قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: ومعنى {وكنتم} وقد كنتم، وهذه الواو للحال، وإضمار "قد" جائز إذا كان في الكلام دليل عليه.[معاني القرآن: 1/ 107]



قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ



وقوله
{وكنتم أمواتاً} والواو في قوله) وكنتم )واو الحال .


موضع (ثم )في الآيه


قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :


فقد قيل: إنّ {ثمّ} هاهنا إنّما هي لعطف الخبر على الخبر، لا لعطف الفعل على الفعل، كما قال الشّاعر:



قل لمن ساد ثمّ ساد أبوه
.......ثمّ قد ساد قبل ذلك جدّه


علام يعود الضمير في قوله تعالى{ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }


قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ
:



قال القاضي أبو محمد رحمه الله:قال تعالى(
ثمّ إليه ترجعون ) ,الضمير في {إليه} عائد على الله تعالى أي: إلى ثوابه أو عقابه، وقيل: هو عائد على الاحياء، والأول أظهر .



معنى وموضع (ما) في الآية


قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ
: و(ما) بمعنى الّذي. فمعنى الكلام إذًا: كيف تكفرون باللّه وقد كنتم نطفًا في أصلاب آبائكم، فجعلكم بشرًا أحياءً، ثمّ يميتكم، ثمّ هو محييكم بعد ذلك، وباعثكم يوم الحشر للثّواب والعقاب


قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
:



موضع "ما" مفعول به، وتأويله: أن جميع ما في الأرض منعم به عليكم، فهو لكم، وفيه قول آخر: أن ذلكم دليل على توحيد اللّه عزّ وجلّ.


أعراب جميعاً


قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546ه
وحكى ابن فورك عن ابن الصائغ أنه قال: «»، و{جميعاً} نصب على الحال .



اشتقاق السماء ومعناها


قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(و«السماء» يؤنث ويذكر، والتذكير قليل، كأنها جمع سماوة وسماءة. قال الله عز وجل: {السماء منفطر به} فذكر. قال الشاعر:



فلـو رفـع السمـاء إلـيـه قـومـا
.......لحقنا بالسماء مع السحاب



[المذكور والمؤنث: 91] (م)


قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ)
:
أما قوله: {ثمّ استوى إلى السّماء فسوّاهنّ} وهو إنما ذكر سماء واحدة، فهذا لأن ذكر "السماء" قد دل عليهن كلّهن، وقد زعم بعض المفسرين أن "السماء" جميع مثل "اللبن"، فما كان لفظه لفظ الواحد ومعناه معنى الجماعة جاز أن يجمع .




قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ


الاستدلال به من أنّ معنى السّماء الّتي قال اللّه فيها:
{ثمّ استوى إلى السّماء} بمعنى الجمع على ما وصفنا، وأنّه إنّما قال جلّ ثناؤه: {فسوّاهنّ} إذ كانت السّماء بمعنى ا وقال جلّ ذكره: {فسوّاهنّ} فأخرج مكنيّهنّ مخرج مكنيّ الجمع. وقد قال قبل: {ثمّ استوى إلى السّماء} فأخرجها على تقدير الواحد. وإنّما أخرج مكنيّهنّ مخرج مكنيّ الجمع؛ لأنّ السّماء جمعٌ واحدها سماوةٌ، فتقدير واحدتها وجمعها إذًا تقدير بقرةٍ وبقرٌ ونخلةٌ ونخلٌ وما أشبه ذلك؛ لجمع على ما بيّنّا.



قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: و"السماء" لفظها لفظ الواحد، ومعناها معنى الجمع، والدليل على ذلك قوله: {فسوّاهنّ سبع سماوات}. ويجوز أن يكون "السماء" جمعاً كما أن السّماوات جمع؛ كأن واحده سماة وسماوة وسماء للجميع، وزعم أبو الحسن الأخفش أن السماء جائز أن يكون واحداً يراد به الجمع كما تقول "كثر الدّرهم والدينار في أيدي الناس" .



قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ


فأما قوله:
{ثمّ استوى إلى السّماء فسوّاهنّ} فإن "السماء" في معنى جمع، فقال {فسوّاهنّ} للمعنى المعروف أنهنّ سبع سموات، وكذلك الأرض يقع عليها -وهي واحدةٌ- الجمع، ويقع عليهما التوحيد وهما مجموعتان، قال الله عز وجل: {ربّ السّموات والأرض} ثم قال: {وما بينهما} ولم يقل "بينهن"، فهذا دليل على ما قلت لك). [معاني القرآن: 1 /25]



معنى (فسواهن )وموقعها الإعرابي


قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ


فسوّاهنّ}
قيل: المعنى جعلهن سواء، وقيل: سوى سطوحها بالإملاس، وسبع نصب على البدل من الضمير، أو على المفعول بـ«سوّى»، بتقدير حذف الجار من الضمير، كأنه قال: فسوّى منهن سبع، وقيل: نصب على الحال، وقال: سواهن إما على أن السماء جمع، وإما على أنه مفرد اسم جنس، فهو دال على الجمع.



اشتقاق ومصدر( عليم)


قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ):
(وقالوا: علم علماً، فالفعل كبخل يبخل والمصدر كالحلم، وقالوا: عالم كما قالوا في الضد: جاهل، وقالوا: عليم كما قالوا: حليم. وقالوا: فقه وهو فقيه والمصدر فقه كما قالوا: علم علماً وهو عليم). [الكتاب: 4 /35]



قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ):

(سفيان [الثوري]، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه في قوله جلّ وعزّ: {وكنتم أمواتًا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم} قال: «هي مثل الآية الّتي في أوّل المؤمن:{ربّنا أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين}»). [تفسير الثوري: 43]



 يتبع







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05-01-2022, 04:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي رد: البحث التفسيري آية 28 و29من سورة البقرة

البحث التفسيري آية 28 و29من سورة البقرة
بدرية صالح



المرحلة الثانية : المسائل التفسيرية وتلخيص أقوال العلماء فيها


1/معنى كيف تكفرون بالله ؟


على وجه التعجّب والتوبيخ؛، أي: كيف تكفرون بالله ونعمه عليكم وقدرته هذه؟و كيف تجحدون وجوده أو تعبدون معه غيره!


ذكره الطبري وابن عطيه وابن كثير وغيره


2/ معنى قوله تعالى} وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ


يعني: نطفاً، وكل ما فارق الجسد من شعر أو نطفة فهو: ميتة،


وقد كنتم عدمًا فأخرجكم إلى الوجود
.



ذكره البلخي والطبري وابن كثيروغيره


3/ أوجه تأويل قوله تعالى(كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا فأحياكم ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم ثمّ إليه ترجعون



الوجه الأول قال الطبري أي: لم تكونوا شيئًا، أي: كنتم خمولاً لا ذكر لكم، وذلك كان موتكم، فأحياكم فجعلكم بشرًا أحياءً تذكرون وتعرفون، ثمّ يميتكم بقبض أرواحكم وإعادتكم كالّذي كنتم قبل أن يحييكم .


الوجه الثاني
وأمّا ابن زيدٍ فقد أبان عن نفسه ما قصد بتأويله ذلك، وأنّ الإماتة الأولى عنده إعادة اللّه جلّ ثناؤه عباده في أصلاب آبائهم بعد ما أخذهم من صلب آدم، وأنّ الإحياء الآخر: هو نفخ الأرواح فيهم في بطون أمّهاتهم، وأنّ الإماتة الثّانية هي قبض أرواحهم للعود إلى التّراب والمصير في البرزخ إلى اليوم البعث، وأنّ الإحياء الثّالث: هو نفخ الأرواح فيهم لبعث السّاعة ونشر القيامة.



الوجه الثالث وأمّا وجه تأويل قول قتادة ذلك: أنّهم كانوا أمواتًا في أصلاب آبائهم. فإنّه عنى بذلك أنّهم كانوا نطفًا لا أرواح فيها، فكانت بمعنى سائر الأشياء الموات الّتي لا أرواح فيها. وإحياؤه إيّاها تعالى .


قال أبو جعفرٍ:
والأمر عندنا وإن كان فيما وصف من استخراج اللّه جلّ ذكره من صلب آدم ذرّيّته، وأخذه ميثاقه عليهم كما وصف



4/الأقوال في هاتين الحياتين والموتتين


-
فقال ابن عباس وابن مسعود ومجاهد: «فالمعنى كنتم أمواتا معدومين قبل أن تخلقوا دارسين، كما يقال للشيء الدارس ميت، ثم خلقتم وأخرجتم إلى الدنيا فأحياكم ثم أماتكم الموت المعهود، ثم يحييكم للبعث يوم القيامة . ذكره الطبري وابن عطيه ابن كثير وغيرهم



5/معنى (واليه ترجعون


ماروي عن أبي العالية:
{ثمّ إليه ترجعون} قال: «ترجعون إليه بعد الحياة. ذكره الطبري والرازي وابن كثيروالزجاج



6
/معنى (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا}:


ومعنى خلقه ما خلق جلّ ثناؤه: إنشاؤه عينه، وإخراجه من حال العدم إلى الوجود.
ذكره الطبري وابن عطيه
عن قتادة: قوله:
{هو الّذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا}:«نعم واللّه سخّر لكم ما في الأرض .




وقال مجاهدٌ أي:
خلق اللّه الأرض قبل السّماء، فلمّا خلق الأرض ثار منها دخانٌ .اختاره الطبري والرازي والسيوطي وابن كثير



7/بداءة الخلق هل هي الأرض ام السماء


عن مجاهد في قوله:
{هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء} قال: «خلق الأرض قبل السماء فلما خلق الأرض ثار منها دخان
.



أخبر ابن إسحاق أنّ اللّه جلّ ثناؤه استوى إلى السّماء بعد خلقه الأرض وما فيها وهنّ سبعٌ من دخانٍ، فسوّاهنّ كما وصف.
ذكره السيوطي وابن كثير والرازي والصنعاني



عن ابن عبّاسٍ: في قوله حيث ذكر خلق الأرض قبل السّماء
,وذلك أنّ اللّه خلق الأرض بأقواتها من غير أن يدحوها قبل السّماء، ثمّ استوى إلى السّماء فسوّاهنّ سبع سمواتٍ
.ذكره الطبري



8/الأصل في الأشياء الإباحة




عن قتادة في قوله:
{هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا} قال: «سخر لكم ما في الأرض جميعا كرامة من الله ونعمة لابن آدم، متاعا وبلغة ومنفعة إلى أجل .ذكره الطبري والرازي والسيوطي



قال ابن عطيه : قال قوم: بل معنى لكم إباحة الأشياء وتمليكها، وهذا قول من يقول إن الأشياء قبل ورود السمع على الإباحة بينته هذه الآية .


9/معنى قوله{
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ



ابن عباس:
«{ثم استوى إلى السماء}: صعد»، وهذا كقولك للرجل: "كان قائماً فاستوى قاعداً" و"كان قاعداً فاستوى قائما"، وكلٌّ في كلام العرب جائزٌ.اختاره الفراء والزجاج



قال بعضهم
:{استوى إلى السّماء}: عمد وقصد إلى السماء. ذكره الزجاج ابن كثيروالدينوري واليزيدي وغيرهم



عن الرّبيع بن أنسٍ:,وابي العاليه
{ثمّ استوى إلى السّماء} يقول: «ارتفع إلى السّماء».
ذكره الطبري والرازي والسيوطي




10/الأستواء بكلام العرب منصرف إلى أوجه


منصرفٌ على وجوهٍ:



منها:
انتهاء شباب الرّجل وقوّته، فيقال إذا صار كذلك: قد استوى الرّجل.
ومنها: استقامة ما كان فيه أودٌ من الأمور والأسباب.




ومنها:
الإقبال على الشّيء بالفعل، كما يقال: استوى فلانٌ على فلانٍ بما يكرهه ويسوءه بعد الإحسان إليه.



ومنها:
العلوّ والارتفاع . ذكره الطبري والفراء



11/مقدار السموات سبع والأرض مثلهن


عن قتادة في قوله:
{فسواهن سبع سموات} قال: «بعضهن فوق بعض بين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام .ذكره الصنعاني والطبري والسيوطي والرازي



عن مجاهد في قوله:



{

فسواهن سبع سماوات}» يقول: «خلق سبع سموات بعضهن فوق بعض وسبع أرضين بعضهن تحت بعض .`ذكره الرازي والسيوطي وابن كثير.



12/المسيره الزمنيه بين الأرض والسماء,وبين كل سماء وأخرى


عن قتادة: في قوله:
{فسوّاهنّ سبع سمواتٍ} قال: «بعضهنّ فوق بعضٍ، بين كلّ سماءين مسيرة خمسمائة عامٍ .اختاره الطبري والرازي والسيوطي



عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام كذلك إلى السماء السابعة، والأرضون مثل ذلك وما بين السماء السابعة إلى العرش مثل جميع ذلك، ولو حفرتم لصاحبكم ثم دليتموه لوجد الله ثمة» يعني علمه
. اختاره السيوطي



13
/معنى قوله تعالى{وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }



وروي عن ابن عبّاسٍ أنّه كان يقول:
«هو الّذي قد كمل في علمه.ذكره الطبري وابن كثير
عن سعيد بن جبيرٍ، في قول اللّه: {وهو بكلّ شيءٍ عليمٌ}«يعني من أعمالكم عليمٌ

.اختاره الرازي



عن ابن مسعود قال:
«أن أعدل آية في القرآن آخرها اسم من أسماء الله تعالى
. ذكره السيوطي
يتبع




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-01-2022, 04:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي رد: البحث التفسيري آية 28 و29من سورة البقرة

الأحاديث والآثار الواردة في الآيات


1/عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه في قوله جلّ وعزّ:
{كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم} قال: «هي مثل الآية الّتي في أوّل المؤمن:{ربّنا أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين}»).



2/عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة، عن ابن مسعودٍ، وعن ناسٍ، من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم:
{كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا فأحياكم ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم} يقول: «لم تكونوا شيئًا فخلقكم ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم يوم القيامة».



3/وحدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: حدّثني عطاءٌ الخراسانيّ، عن ابن عبّاسٍ، قال:
«هو قوله: {أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين}».



4/وحدّثت عن المنجاب، قال: حدّثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: في قوله:
{أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين} قال: «كنتم ترابًا قبل أن يخلقكم فهذه ميتةٌ، ثمّ أحياكم فخلقكم فهذه حياةٌ، ثمّ يميتكم فترجعون إلى القبور فهذه ميتةٌ أخرى، ثمّ يبعثكم يوم القيامة فهذه حياةٌ؛ فهما ميتتان وحياتان، فهو قوله:{كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا فأحياكم ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم ثمّ إليه ترجعون}».



5/عن بشر بن معاذٍ قال: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة: قوله:
{كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا} الآية. قال: «كانوا أمواتًا في أصلابة آبائهم، فأحياهم اللّه وخلقهم، ثمّ أماتهم الموتة الّتي لا بدّ منها، ثمّ أحياهم للبعث يوم القيامة؛ فهما حياتان وموتتان».



5/
- فقال ابن عباس وابن مسعود ومجاهد: «فالمعنى كنتم أمواتا معدومين قبل أن تخلقوا دارسين، كما يقال للشيء الدارس ميت، ثم خلقتم وأخرجتم إلى الدنيا فأحياكم ثم أماتكم الموت المعهود، ثم يحييكم للبعث يوم القيامة».



6/عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ:
«كنتم أمواتًا فأحياكم في أصلاب آبائكم لم تكونوا شيئًا حتّى خلقكم، ثمّ يميتكم موتة الحقّ، ثمّ يحييكم حين يبعثكم». قال: «وهي مثل قوله:{أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين}». وروي عن أبي العالية والحسن البصريّ وأبي صالحٍ والسّدّيّ وقتادة نحو ذلك).



7/وأخرج وكيع، وابن جرير عن أبي صالح في الآية قال:
«يميتكم ثم يحييكم في القبر ثم يميتكم».



8/
أخرج ابن جرير عن ابن مسعود وناس من الصحابة في قوله: {وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم} قال: «لم تكونوا شيئا فخلفكم {ثم يميتكم ثم يحييكم}يوم القيامة».ثم يميتكم».



9/وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في الآية يقول:
«لم يكونوا شيئا ثم أماتهم ثم أحياهم ثم يوم القيامة يرجعون إليه بعد الحياة»).
10/عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء} قال: «خلق الأرض قبل السماء فلما خلق الأرض ثار منها دخان فذلك حين يقول:{ثم استوى إلى السماء فسوهن سبع سماوات}»، قال: «بعضهن فوق بعض وسبع أرضين بعضهن تحت بعض».




11/عن قتادة في قوله:
{فسواهن سبع سموات} قال: «بعضهن فوق بعض بين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام»)



12/حدّثنا بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد، عن سعيدٍ، عن قتادة: قوله:
{هو الّذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا}:«نعم واللّه سخّر لكم ما في الأرض»). [جامع



13/عن عمّار بن الحسن، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ:
{ثمّ استوى إلى السّماء} يقول: «ارتفع إلى السّماء».



14/حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ:
{فسوّاهنّ سبع سمواتٍ} يقول: «سوّى خلقهنّ وهو بكلّ شيءٍ عليمٌ».



15/عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة، عن ابن مسعودٍ، وعن ناسٍ، من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم:
{هو الّذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا ثمّ استوى إلى السّماء فسوّاهنّ سبع سمواتٍ} قال: «إنّ اللّه تبارك وتعالى كان عرشه على الماء، ولم يخلق شيئًا غير ما خلق قبل الماء، فلمّا أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخانًا، فارتفع فوق الماء فسما عليه، فسمّاه سماءً، ثمّ أيبس الماء فجعله أرضًا واحدةً، ثمّ فتقها فجعل سبع أرضين في يومين في الأحد والإثنين، فخلق الأرض على حوتٍ، والحوت هو النّون الّذي ذكره اللّه في القرآن:{ن والقلم}والحوت في الماء والماء على ظهر صفاةٍ، والصّفاة على ظهر ملكٍ، والملك على صخرةٍ، والصّخرة في الرّيح، وهي الصّخرة الّتي ذكر لقمان، ليست في السّماء ولا في الأرض. فتحرّك الحوت فاضطرب، فتزلزلت الأرض، فأرسى عليها الجبال فقرّت، فالجبال تفخر على الأرض، فذلك قوله: {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم}وخلق الجبال فيها وأقوات أهلها وشجرها وما ينبغي لها في يومين في الثّلاثاء والأربعاء، وذلك حين يقول:{أئنّكم لتكفرون بالّذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادًا ذلك ربّ العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها}»يقول: «أنبت شجرها» {وقدّر فيها أقواتها}يقول: «أقواتها لأهلها»{في أربعة أيّامٍ سواءً للسّائلين} يقول: «قل من سأل فهكذا الأمر{ثمّ استوى إلى السّماء وهي دخانٌ}وكان ذلك الدّخان من تنفّس الماء حين تنفّس، فجعلها سماءً واحدةً، ثمّ فتقها فجعلها سبع سمواتٍ في يومين في الخميس والجمعة، وإنّما سمّي يوم الجمعة لأنّه جمع فيه خلق السّموات والأرض {وأوحى في كلّ سماءٍ أمرها}».
قال:
«خلق في كلّ سماءٍ خلقها من الملائكة والخلق الّذي فيها، من البحار وجبال البرد وما لا يعلم. ثمّ زيّن السّماء الدّنيا بالكواكب، فجعلها زينةً وحفظًا تحفظ من الشّياطين. فلمّا فرغ من خلق ما أحبّ استوى على العرش، فذلك حين يقول:{خلق السّموات والأرض في ستّة أيّامٍ} يقول:{كانتا رتقًا ففتقناهما}».




16/وحدّثنا المثنّى، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: في قوله حيث ذكر خلق الأرض قبل السّماء، ثمّ ذكر السّماء قبل الأرض:
«وذلك أنّ اللّه خلق الأرض بأقواتها من غير أن يدحوها قبل السّماء، ثمّ استوى إلى السّماء فسوّاهنّ سبع سمواتٍ، ثمّ دحا الأرض بعد ذلك فذلك قوله:{والأرض بعد ذلك دحاها}».



17/عن سعيد بن أبي سعيدٍ، عن عبد اللّه بن سلامٍ: أنّه قال:
«إنّ اللّه بدأ الخلق يوم الأحد، فخلق الأرضين في الأحد والاثنين، وخلق الأقوات والرّواسي في الثّلاثاء والأربعاء، وخلق السّموات في الخميس والجمعة، وفرغ في آخر ساعةٍ من يوم الجمعة، فخلق فيها آدم على عجلٍ؛ فتلك السّاعة الّتي تقوم فيها السّاعة».



18/وروي عن ابن عبّاسٍ أنّه كان يقول:
«هو الّذي قد كمل في علمه».



19/حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثنا معاوية بن صالحٍ، قال: حدّثني عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، قال:
«العالم الّذي قد كمل في علمه»).



20/عن ابن جريجٍ، أخبرني إسماعيل بن أميّة، عن أيّوب بن خالدٍ، عن عبد اللّه بن رافعٍ مولى أمّ سلمة، عن أبي هريرة قال: أخذ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- بيدي فقال:
«خلق اللّه التّربة يوم السّبت، وخلق الجبال فيها يوم الأحد، وخلق الشّجر فيها يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثّلاثاء، وخلق النّور يوم الأربعاء، وبثّ فيها الدّوابّ يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر يوم الجمعة في آخر ساعةٍ من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى اللّيل».



21/حدّثنا ابن أبي الرّبيع، أنبأ عبد الرّزّاق، أنبأ معمرٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله:
{فسوّاهنّ سبع سماواتٍ}:«بعضهنّ فوق بعض، وسبع أرضين بعضهن تحت بعض



22/حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قول اللّه:
{وهو بكلّ شيءٍ عليمٌ}«يعني من أعمالكم عليمٌ»).



23/أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، عن قتادة في قوله:
{هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا} قال: «سخر لكم ما في الأرض جميعا كرامة من الله ونعمة لابن آدم، متاعا وبلغة ومنفعة إلى أجل».



24/وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، عن مجاهد في قوله:
{هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا} قال: «سخر لكم ما في الأرض جميعا»{ثم استوى إلى السماء} قال: «خلق الله الأرض قبل السماء فلما خلق الأرض ثار منها دخان فذلك قوله: {ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات}» يقول: «خلق سبع سموات بعضهن فوق بعض وسبع أرضين بعضهن تحت بعض».



25/وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات، عن ابن عباس في قوله:
{ثم استوى إلى السماء} يعني: «خلق سبع سموات» قال: «أجرى النار على الماء فبخر البحر فصعد في الهواء فجعل السموات منها».



26/وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي في كتاب الرد على الجهمية عن عبد الله بن عمرو قال:
«لما أراد الله أن يخلق الأشياء إذا كان عرشه على الماء وإذ لا أرض ولا سماء، خلق الريح فسلطها على الماء حتى اضطربت أمواجه وأثار ركامه فأخرج من الماء دخانا وطينا وزبدا، فأمر الدخان فعلا وسمل ونما فخلق منه السموات، وخلق من الطين الأرضين، وخلق من الزبد الجبال».



27/وأخرج أحمد والبخاري في التاريخ ومسلم والنسائي، عن أبي هريرة قال أخذ النّبيّ صلى الله عليه وسلم بيدي فقال:
«خلق الله التربة يوم السبت وخلق الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الاثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء وخلق النور يوم الأربعاء وبث فيها الدواب يوم الخميس وخلق آدم يوم الجمعة بعد العصر».



28/وأخرج أحمد، وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه، عن العباس بن عبد المطلب قال: كنا عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال:
«هل تدرون كم بين السماء والأرض؟» قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: «بينهما مسيرة خمسمائة عام ومن مسيرة سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة عام وكثف كل سماء خمسمائة سنة وفوق السماء السابعة بحر، بين أعلاه وأسفله كما بين السماء وأرض ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين وركهن وأظلافهن كما بين السماء والأرض ثم فوق ذلك العرش بين أسفله وأعلاه ما بين السماء والأرض والله سبحانه وتعالى علمه فوق ذلك وليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شيء».
29/وأخرج إسحاق بن راهويه في مسنده،، وابن مردويه والبيهقي، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام كذلك إلى السماء السابعة، والأرضون مثل ذلك وما بين السماء السابعة إلى العرش مثل جميع ذلك، ولو حفرتم لصاحبكم ثم دليتموه لوجد الله ثمة» يعني علمه.
30/وأخرج الترمذي وأبو الشيخ، وابن مردويه عن أبي هريرة قال :كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمرت سحابة، فقال:
«أتدرون ما هذه؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. فقال: «هذه الغبابة هذه روايا الأرض يسوقها الله إلى بلد لا يعبدونه ولا يشكرونه، هل تدرون ما فوق ذلك؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «فإن فوق ذلك سماء، هل تدرون ما فوق ذلك؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «فإن فوق ذلك موجا مكفوفا وسقفا محفوظا، هل تدرون ما فوق ذلك؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «فإن فوق ذلك سماء، هل تدرون ما فوق ذلك؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «فإن فوق ذلك سماء أخرى، هل تدرون كم ما بينهما؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «فإن بينهما مسيرة خمسمائة عام حتى عد سبع سموات بين كل سمائين مسيرة خمسمائة عام»، ثم قال: «هل تدرون ما فوق ذلك؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «فإن فوق ذلك العرش، فهل تدرون كم بينهما؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «فإن بين ذلك كما بين السمائين»، ثم قال: «هل تدرون ما هذه؟ هذه أرض، هل تدرون ما تحتها؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «أرض أخرى وبينهما مسيرة خمسمائة عام حتى عد سبع أرضين بين كل أرضين مسيرة خمسمائة عام».
31/وأخرج البيهقي عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه نظر إلى السماء فقال:
«تبارك الله! ما أشد بياضها! والثانية أشد بياضها منها» ثم كذلك حتى بلغ سبع سموات، «وخلق فوق السابعة الماء وجعل فوق الماء العرش وجعل فوق السماء الدنيا الشمس والقمر والنجوم والرجوم».




32/وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، وابن مردويه عن ابن عباس قال: قال رجل: يا رسول الله ما هذه السماء؟ قال:
«هذه موج مكفوف عنكم».



33/وأخرج أبو الشيخ عن سلمان الفارسي قال:
«السماء الدنيا من زمردة خضراء واسمها رقيعاء، والثانية من فضة بيضاء واسمها أزقلون، والثالثة من ياقوتة حمراء واسمها قيدوم، والرابعة من درة بيضاء واسمها ماعونا، والخامسة من ذهبة حمراء واسمها ريقا، والسادسة من ياقوتة صفراء واسمها دقناء، والسابعة من نور واسمها عريبا».
34/وأخرج أبو الشيخ عن علي بن أبي طالب قال:
«اسم السماء الدنيا رقيع، واسم السابعة الصراخ».




35/وأخرج عثمان ابن سعيد الدارمي في كتاب الرد على الجهمية، وابن المنذر عن ابن عباس قال:
«سيد السموات السماء التي فيها العرش وسيد الأرضين الأرض التي أنتم عليها».
36/وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي قال: كتب ابن عباس إلى أبي الجلد يسأله عن السماء من أي شيء هي؟ فكتب إليه:
«إن السماء من موج مكفوف».
37/وأخرج ابن أبي حاتم عن حبة العوفي قال: سمعت عليا ذات يوم يحلف:
«والذي خلق السماء من دخان وماء».
38/وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن كعب قال:
«السماء أشد بياضا من اللبن».




39/وقال قتادة:
«كنتم أمواتا في أصلاب آبائكم فأخرجتم إلى الدنيا فأحياكم



40/أخرج ابن الضريس عن ابن مسعود قال:
«أن أعدل آية في القرآن آخرها اسم من أسماء الله تعالى»).



الفوائد العامة والسلوكية :


1/إنكار الكفر بالله


2/عظيم صنع الله سبحانه بترتيب خلق السموات والأرض


3/الأصل في الأشياء الإباحه



4/إثبات البعث والحساب في قوله (اليه ترجعون


5/إحاطة الله بكل شئ (وهو بكل شئ عليم


6/الإعتراف والإقرار بوجود الله


7/بيان فضل الله علينا بأن أوجدنا من العدم (وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فأحياكم).







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 264.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 259.34 كيلو بايت... تم توفير 4.66 كيلو بايت...بمعدل (1.76%)]