طرق العلاج من ضعف الالتزام ... سلسلة دمعة ندم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4408 - عددالزوار : 847558 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3938 - عددالزوار : 384610 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 163 - عددالزوار : 59456 )           »          المستشرقون.. طلائع وعيون للنهب الاستعماري الحلقة الثالثة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 586 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          أبواب الجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          المتسولون (صناعة النصب والاحتيال) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          إلى كل فتاة.. رمضان بوابة للمبادرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          أســـرار الصـــوم ودرجات الصائمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-04-2009, 06:12 PM
الصورة الرمزية ! ابــو أيهــم !
! ابــو أيهــم ! ! ابــو أيهــم ! غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: غربة الذكريات ..
الجنس :
المشاركات: 2,768
25 طرق العلاج من ضعف الالتزام ... سلسلة دمعة ندم

أولا:قف مع نفسك وقفة صادقة جادة .
لابد من وقفة جادة مع النفس ، اصدق مع نفسك ، ولا تبخل في بذل النصح لها .
قل لها :
ثمَّ ماذا ؟‍ ما هي النهاية لكل ما أنت فيه من إعراض عن سبيل الله ؟‍
هذا أول سبيل للعلاج ، سل نفسك : ماذا تريدين ؟ هل تريدين الجنة أم النار ؟ فإن قلت : الجنة فبماذا تطمعين فيها وأنت في هذا البلاء، وأنت تعصين الله في السر والعلن ، في الليل والنهار ، حالك هذا والله لا يرضي الله ، إنَّ هذا لهو الغرور عينه .
سل نفسك :
مالك تشتهين الدنيا وقد علمت حقيقتها ؟
أليس نعيمها منغصًا ؟ أليس كل فيها يزول ويفنى ؟ فمالك تريدين الدنيا وهي إلى رحيل ولا تعملين للجنة وهي دار الخلود ؟
اصدق مع نفسك في الجواب ، وإياك من التلون والخداع ، إياك أن تظفر بك نفسك في التسويف والقنوط .
بعضنا إذا سالته : هل تريد الدنيا أم الآخرة ؟ يقول : الآخرة قطعًا ، وحاله شاهد على كذبه .
وآخرون لا يدرون ماذا يريدون ؟ وبعضنا لا يريد أن يفوت الدنيا ولا الآخرة ، والجمع بين النقيضين محال .
كم من شاب يمني نفسه بالعروس الجميلة ذات المؤهل العالي والمركز الاجتماعي المرموق ، وبطبيعة الحال كل سلعة لها ثمن ، ففي المقابل ستجد التكاليف الباهظة من مهر وشقة ومستلزمات …الخ ، وهكذا تظل تعمل من أجل الدنيا ، فتتملكك ثمَّ تقول : أريد الدنيا والآخرة !!
إخوتاه ..
أهل الآخرة يكفي أحدهم أقل القليل من حطام الدنيا ، فمن كان همُّه الآخرة لم يبالِ بما حصَّل الناس من الدنيا ، إذا رأى الناس يتنافسون في الحصول على المرأة الجميلة تذكر هو قول الله في الحور العين : " إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ " [ الواقعة /35-38] ، فصرف رغبته إليهن ، وشمَّر عن ساعد الجد لنيلهن ، وهكذا تلمح دائمًا الفرق بين أهل الدنيا وأهل الآخرة
فممن أنت ؟‍!
‍الشاهد أننا نريد موقفًا جديًا ، نمحص به نياتنا ، نعيد من خلاله ترتيب أهدافنا ، وابدأ بسؤال نفسك ماذا تريدين ؟ ثم الأمر يحتاج بعد ذلك إلى قرارات صارمة .

ثانيًا : مخالفة النفس طريق الهدى
انظر لربك وهو يعاتب موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام في تربية قومه يقول الله عز وجل : " وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا " لماذا ؟ " سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ " [ الأعراف /145 ] ، فهذا أول السبيل تهذيب النفس بمخالفة الهوى ، فلا تتابع نفسك في كل ما تشتهي ، فلا تجبها في كل ما تطلب .
مثال ذلك : أن تعرف من نفسك أنها لا تصبر على طاعة ، فإذا قالت لك : هيا لنأكل أو لنذهب لزيارة فلان أو نحو ذلك من المباحات ، فقل لها : ليس قبل أن أقرأ وردي من القرآن . فستظل تلح عليك فإن خالفتها ولم تفعل ما تطلبه منك المرة بعد المرة فسوف تتحكم فيها ، ومن هنا تعلو همتك ، وتكون صاحب إرادة ، وهذه هي الرجولة الحقيقية فتأمل .
كذلك أنت ـ أيتها الأخت المسلمة ـ إذا حادثتك النفس في أن تكلمي فلانة أو فلانة ، فقولي لها : لا ليس قبل أن أنتهي من حفظ هذا الجزء من القرآن ، أو ليس قبل أن أنتهي من أذكار الصباح والمساء ، ليس قبل أن أقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة، وهكذا خالفيها في المباحات فإنَّها لا تأمرك بفعل المكروهات ، ومن باب أولى المحرمات .
فمن تابع نفسه في كل ما تطلب أهلكته ، لذلك قال تعالى في عاقبة من يخالف نفسه في هواها " وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى " [ النازعات /40-41] وقد بين لنا ربنا حقيقة النفس فقال : " إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ " [ يوسف/53] .
فالنفس قد تكون طاغوتًا يعبد من دون الله دون أن يدري الإنسان منا ، قال تعالى " أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ " [ الجاثية /23 ]
فاتباع الهوى سبب الضلال ، قال تعالى : " فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين " [ القصص/ 50 ]
فاللهم اهدنا بفضلك فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وقنا شر أنفسنا ، واجعلنا من المرحومين .
أخي الحبيب ..
هذب نفسك ، وأعلمْها حقيقتها ، فهي أمة لله الكبير المتعال ، فلابد أن تقيم حاكمية الله على النفس ، فالله هو الذي يحكم نفسك ، وليست الشهوات ، ولا الشيطان .
إنك تتعجب حين تطالع سير سلفنا الصالح ، كان الواحد يأكل في اليوم مرة ، ويشرب في اليوم مرتين فقط ، كما أثر هذا عن الإمام أحمد وغيره .
فأي رجال كان هؤلاء ، لكن من عاش ليأكل ويشرب ، فهذا قد يكون عبدًا لبطنه ، طالع سير السلف لتعرف قدرك جيدًا .
سئل بعض السلف : الرجل يأكل في اليوم أكلة ؟ قال : طعام المتقين .
قيل : فالرجل يأكل في اليوم مرتين . قال : طعام المؤمنين .
قيل : فالرجل يأكل في اليوم ثلاث مرات . قال : قل لأهله : ابنوا له معلفًا .
فالناس اليوم تعمل من أجل أن تأكل من أفخر الأطعمة ، إنه شره النفس ، فليس الأمر ما يسد الحاجة ، لا .. لا .. إنه يريد أن يحاكي هذا وذاك ، وأعداء الإسلام لا ينفكون في تزيين الباطل للناس ، حتى تتحطم عقيدة المسلمين في خضم الشهوات والملذات ، إنها كما قيل : صناعة الغفلة ، نسأل الله لنا ولكم العافية .
إخوتاه ..
انظر لما أراد الله أن يربي يحيى ليحكم صبيًا قال ربنا جل جلاله : " يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا " [ مريم /12 ] ، وهو صبي يحكم لأنه تربى على الجدّ والرجولة ، لا على الترف ، ولا على الشهوات ، ولا على متابعة النفس ، ومطاوعة الرغبات ، ولا على توفير المطالب ، " يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا " وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا {13} وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا " [ مريم /12 –14 ] فأين هذه الصفات في شبابنا الآن ؟!!
أيها الأحبة في الله ..
الله أمرنا بالجدية في الإسلام فقال : " إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ " [ الطارق /13-14] فالأمر ليس هزلًا ، اليوم نرى سمات الصالحين في الظاهر ، ولكن على قلوب فارغة ، على عقول فارغة ، وأنا آسف إن قلت هذا ، ولكن هذا واقع للأمة لابد من تصحيحه ؛ لأنه عار علينا ، ووصمة للدعوة ، وقد بدأت تظهر أمور لا تمت بصلة للإسلام ، في المعاملات وأكل أموال الناس بالباطل ، والمشاكل الأسرية والطلاق ، والأولاد الذين كنَّا نعقد عليهم آمالنا ، أولاد الملتزمين الذين لم يعرفوا الجاهلية التي مرَّ بها آباؤهم ، فوجدنا من كبر منهم ـ وللأسف ـ بعضهم أسوأ من أبيه .
فلابد من وقفة للتصحيح ، لابد من ضبط مواقع الأقدام ، قبل أن تذل بنا في جهنم ، قال تعالى : " فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُواْ الْسُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ " [ النحل/94 ]
أيها الأحبة في الله ..
من طرق العلاج :
ثالثًا : التخلص من مظاهر عدم الجدية
ومن أخطر تلك المظاهر : الرضا بالظواهر والشكليات ، ونسيان القلب والأعمال .
فليس جل الدين في اللحية والقميص القصير والنقاب ، إنها من شعائر الإسلام ، وينبغي علينا أن نلتزم بها، لكن لأنَّ هذه السنن صارت شعارًا لأهل الإيمان ومعشر الملتزمين في هذا الزمان ، فلا شك تسرب بينهم من ليس منهم ، واكتفى بهذه الأمور ، ومن هنا عدنا نقول : الملتزم هو الصوَّام القوَّام ، الملتزم هو القائم بالقسط ، الملتزم هو من خلا بيته من المنكرات ، من يتفقه في دينه ، من يفهم عن ربه ، من يعمل في تزكية نفسه ، هذه هي المعايير الآن ، ومن ابتعد عن هذا فليس من الملتزمين ، فقف لتحاسب نفسك .
إخوتاه ..
أسألكم بالله عليكم : منذ أن التزم الواحد منكم ماذا حصَّل من العلم الشرعي الذي زاده قربًا إلى ربه ؟
ماذا حصَّلت من العقيدة ؟ ماذا درست في الفقه ؟ كم كتاب قرأت ؟ وعلى من تعلمت ؟
هل تجيد قراءة القرآن الذي هو فرض عين عليك ؟
كم حفظت منذ أن التزمت من القرآن ؟
ما أخبار قيام الليل وصيام النهار والمحافظة على الأذكار ؟!!
أيها الأخ الحبيب ..
ينبغي أن يكون الفرق بينك الآن وبين أيام الجاهلية شاسعًا ، لابد أن تتغير جذريًا ، فاللسان يلهج بالذكر ، والعين تبكي خشية لله ، القدم تورم من القيام ، قلبك لا تجده إلا في دروس العلم، أذنك تعودت على سماع القرآن وهجرت الموسيقى والغناء .
لابد من هذا ، فإنك لا تعدم أن ترى الأطفال يدندنون بالإعلانات والأغاني وتحزن أنك لا ترى أبناء الملتزمين وهم يدندنون بالقرآن .
أين ابنك الذي حفظ القرآن ، ثمَّ حفظ اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان (البخاري ومسلم)، والذي فيه أصح الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثرها قوة .
هل رأيت مثل هؤلاء ؟ اللهم إلا النادر القليل ، والنادر لا حكم له .
لماذا يحدث هذا ؟ لماذا لأهل الباطل الغلبة والتأثير ؟ أهم أكثر منكم إخلاصًا ؟!!
ما نحن فيه الآن يجعلنا جميعًا في قفص الاتهام ، وعليك أن تثبت لي عكس هذا .
قال الحسن البصري ـ وقد صح عنه موقوفًا وهو ضعيف مرفوعًا ـ : ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر في القلب وصدقته الأعمال ، وإن قومًا خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم ، قالوا : نحسن الظن بالله . وكذبوا ، لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل .
إخوتاه ..
أين الإخلاص ؟! أين حملة الدين ؟ أما رأيتم الرويبضة وهم يمرقون من الدين ، إن هؤلاء ما تجرأوا على الدين إلا بسبب تقصيرنا ؟ تقصير في طاعة الله ، تقصير في الدعوة إلى الله ، والواحد منَّا جل ما يصنع أن يقول : أنا مقصِّر ، ادعُ الله لي !! . مقصر!! فلابد من علاج ، فليس الأمر أن تتهم نفسك في العلن ، ثمَّ لا يتبع ذلك ندم وتوبة .
إخوتاه ..
نحن لا نيأس من رحمة الله ، والله وعدنا إنْ أصلحنا من أنفسنا أن يغير ما نحن فيه من غربة، فالأمل سيظل معقودًا أبدًا ، والمستقبل للإسلام ، وإن كره الملحدون والكافرون ، والتمكين للدين آتٍ بإذن الله ، نسأل الله أن يمكن لدينه في الأرض .
إخوتاه .
من طرق العلاج :
رابعًا : زيادة الطاعات وعدم الاغترار بالعمل اليسير .
معتقد أهل السنة والجماعة أنَّ الإيمان يزيد وينقص ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، فإن لم يكن يزيد فإنه ينقص .
أريد أن يزيد إيمانك كل يوم ، تقرب إلى الله بما تستطيع ، ولا تغتر بالعمل اليسير ، ولا تكثر التشدق بالإنجازات ، لأنَّ هذا قد يورث العجب والفرح بالعمل والاشتغال بالنعمة عن المنعم ،
مثال ذلك :
تجد أن الأخ إذا وجد نفسه مقيمًا للصلوات في الجماعة ، وقام ليلة أو ليلتين ، ظن نفسه من أولياء الله الصالحين ، وهذا قد يبتلى بترك العمل ، لأنه لم يشكر النعمة وإنما نسب الفضل لنفسه ، ولذلك كان المؤمنون هم أكثر الناس وجلًا ، فليس الشأن في العمل وإنما في قبوله ، قال تعالى : " وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ " [ المؤمنون / 60 ]
فالاغترار بالعمل القليل اليسير ، وكثرة الكلام عن الأعمال التي يقوم بها ، هذا دليل أنه لن يكمل ، ولن يتم فاستر نفسك .
قال الإمام ابن القيم في مدارج السالكين : " ولله در أبي مدين حيث يقول : ومتى رضيت نفسك وعملك لله، فاعلم أن الله عنك غير راضٍ ، ومن عرف نفسه وعرف ربه علم أن ما معه من البضاعة لا ينجيه من النار ، ولو أتى بمثل عمل الثقلين " .
نعم الذي يرى نفسه مؤمنًا خالصًا فهذا معجب مغتر بنفسه ، لابد أن ترى دائمًا نفسك بعين النقص والعيب ، لابد أن تنكس رأسك وتذل لله .
ولله المثل الأعلى : فأنت تعرف أنَّ الولد إذا رضي عن نفسه في علم من العلوم يبدأ يهجر مدارسته ، ثمَّ بعد هذا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، وقد يرسب في هذه العلم ، بسبب تهاونه وعجبه .
وهذه قضية الأمن على الإيمان ، وقد قال الله : " أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ " [ الأعراف/97-99] فلا تأمن ، فإنَّ إبراهيم الخليل عليه السلام لم يأمن على توحيده ، بل ابتهل إلى ربه وقال : " وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَام " [ إبراهيم/35 ]
إخوتاه ..
من طرق العلاج :
خامسًا : عدم التسويف .
فمن مظاهر عدم الجدية في الالتزام كثرة الوعود والأماني مع التسويف ، فتجد المرء منَّا يمني نفسه ، تقول له : احفظ القرآن . فيقول : سأحفظ إن شاء الله عندما أجد الوقت . وبطبيعة الحال لا يجد الوقت فهو مهموم دائمًا ، يقول : عندما أنتهي من الدراسة سأتعلم العلم الشرعي ، وأتفرغ للدعوة إلى الله ، ثمَّ يدخل الجيش فيقول : عندما أنتهي من هذه الفترة الشاقة سأصنع ما أريد بإذن الله ، ثمَّ تنتهي مدة الجيش فيبدأ في البحث عن العمل ، ثمَّ يقول : لابد أن أتزوج ، فيظل مهمومًا بأمر الزوجة والبحث عنها ، ثمَّ يجدها فيهتم بأمر الشقة وتجهيز المنزل ، ثمَّ يتزوج فيبدأ في السعي لتحسين وضعه الاجتماعي ، ثمَّ يرزق بالأولاد فيظل مهمومًا بأمورهم هكذا دواليك .
والعجيب أنّك قد تجد رجلًا من هؤلاء في النهاية قد رضي بهذا الضنك ، ويقول : هذه سنة الحياة !!
سنة الحياة أن تعبد الدنيا وتنسى أمر الآخرة !! سنة الحياة أن تهجر الطاعات من أجل الهوى والشهوات !!
إخوتاه ..
بسيف التسويف قُتل أناس كثيرون ، فالتسويف رأس كل فساد ، فمن أجَّل الطاعات لغد وبعد غد لا يلبث أن يتركها بالكلية ، فالشيطان يسول له ، ويمنيه ، ويغريه بطول الامل ، والموت يأتي بغتة ، والقبر صندوق العمل .
في قصة الثلاثة الذين خلفوا ، كان كعب لديه المال ، يقول كعب بن مالك : " فطفقت أغدو لكي أتجهز معهم فأرجع ، ولم أقض شيئا ، فأقول في نفسي : أنا قادر عليه . فلم يزل يتمادى بي حتى اشتد بالناس الجد ، فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه ، ولم أقض من جهازي شيئا ، فقلت : أتجهز بعده بيوم أو يومين ثم ألحقهم فغدوت بعد أن فصلوا لأتجهز فرجعت ولم أقض شيئا ، ثم غدوت ، ثم رجعت ولم أقض شيئا ، فلم يزل بي حتى أسرعوا ، وتفارط الغزو ، وهممت أن أرتحل فأدركهم ، وليتني فعلت ، فلم يقدر لي ذلك ، فكنت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم فطفت فيهم أحزنني أنِّي لا أرى إلا رجلا مغموصا عليه النفاق ، أو رجلا ممن عذر الله من الضعفاء [4].
وهكذا في نهاية المطاف وجد نفسه في وسط المنافقين ، وهذا من جراء التسويف .
إخوتاه ..
الحذر الحذر من التسويف ، وطول الأمل ، قبل فجأة الموت ، وحسرة الفوت .
يا من تعمل في أعمال محرمة ، إياك أن تسوِّف ، فقد تموت قبل أن تتخلص منه ، هيا الآن ، لا تؤجل ، لا تعطل ، واتخذ هذا القرار الحاسم في حياتك فهذا دليل توبتك حقًا ، لا أن تتشدق بالأوهام .
يا من يريد حفظ القرآن قل : سأبدأ حفظ القرآن اليوم ، كل يوم ربع أو ربعين ، وتلزم نفسك بذلك إلزامًا صارمًا ، ولا تتهاون في عقاب نفسك إن قصرت ، وإلا فستصبح من أصحاب المظهرية الجوفاء الذين يكثرون من الوعود والأماني .
إخوتاه ..
من طرق العلاج :
سادسًا : أخذ الدين بشموليته .
فمن مظاهر عدم الجدية في الالتزام الاكتفاء ببعض الجوانب في الدين دون الشمولية ، وقد قال الله : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّة " [ البقرة /208 ] ، فكثير من الملتزمين يدخل في الدين ، ويلتزم ببعض الجزئيات التي أحبها في الدين ، وقد يكون ذلك هوى ، فليس الهوى في فعل المحرمات ، بل وفي فعل الطاعات أيضًا ، قال الله تعالى لنبيه داود عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام : "يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّه " [ ص /26] وقد كان هواه في العبادة .
فملاحظة الشمولية في الدين أمر ضروري ، فإنني أريدك متكاملاً في جانب العبادة صوام قوام ذكار لله تتلو القرآن فتصبح ذا شخصية متألهة متنسكة ، وعلى الجانب العلمي فأنت طالب علم مجتهد ، حافظ للقرآن ، ذو عقل وفكر نير واستيعاب شامل ، وفي الجانب الدعوي فنشاط متقدم ، سرعة واستجابة ، وعدم رضا بالواقع ، وتفكير متواصل في الطرق الشرعية لتحويل وتغيير مجرى الحياة ، ذو تأثير ملحوظ في المحيط الذي تعيش فيه ، كما قال الله تعالى في وصف نبيه عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام : " وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ " [ مريم /31 ]
إخوتاه ..
هذه هي الشخصية التي نبحث عنها ، هؤلاء هم الرجال الذين يحق أن يمكن لهم في الأرض ، أما الرضا ببعض جوانب الدين ، وتقسيم الدين إلى لباب وقشور ، فهذه بدعة منكرة جرت من ورائها تنازلات كثيرة، وشقت الصف لا جمعته .
تجد بعض الشباب رضي بالجانب العلمي وترك باقي الجوانب ، تقول لأحدهم : لماذا لا تقوم الليل ؟‍! فيقول : طلب العلم يستحوذ على كل وقتي .
وأنا أعجب من هذه التفرقة التي لا أصل لها ، من قال أنَّ علماء السلف تركوا الاجتهاد في العبادة والدعوة من أجل طلب العلم ؟!!
وتجد آخرين لا همَّ لهم إلا الدعوة ، يتجولون على الناس لدعوتهم وربطهم بالمساجد ، وهذا في حد ذاته جيد ، لكن دعوة بدون علم ، هذا سرعان ما ينقلب على عقبيه ، لأنه لم يفهم دينه ، فربما يستجيب مرة أو مرتين بسيف الحياء ، أو بفعل تحمس مؤقت ، ثمَّ بعد ذلك لا تجده .
وآخرون ارتضوا من الدين بالعبادة فلا تعلموا ولا دعوا ، فمن أين لهؤلاء بهذا ؟!!
إخوتاه ..
الدين كلُُ واحد ، لا يصلح فيه الترقيع " ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّة " [ البقرة /208 ] أي جملة واحدة بجميع جوانبه
ولابد أن توزع طاقاتك من أجل خدمة هذه الجوانب الثلاثة ، علم وعمل ودعوة ، ومتى ضاع منك الوقت دون أن تثمر شيئًا في هذه الجوانب فاعلم أنَّ هذا من الخذلان ، وأنَّ هذا لا يكون إلا بكسبك ، فينبغي أن تتوب سريعًا ، وإلا فمن يدريك أن الموت لن يكون أسرع مما تتوقع ، وعلى هذا نتعاهد ونتواصى ، وليأخذ كل منكم بيد أخيه ، فإنها النجاة .
إخوتاه ..
سابعًا : التعاهد على الثبات حتى الممات .
فمن مظاهر عدم الجدية التفلت من الالتزام لأول عارض ، فمن أول شبهة أو أول وارد من شهوة يتفلت ، وسرعان ما تتتابع التنازلات ، مرة ترك النوافل ، ثمَّ مرة ترك الجماعة ، بدأ يترك رفقة الصالحين ، وفي الملتزمات تجدها تتنازل يوم عرسها فتخلع الحجاب ، لماذا ؟ لأنه يوم الزفاف ولا حرج ، أو تتنازل فتتزوج من غير الملتزمين ، وهكذا ، تبدأ في خلطة غير الملتزمات ، تبدأ في مشاهدة التلفاز ، تبدأ في الاختلاط بالرجال ، ثمَّ لا تسل بعد ذلك أين هي الآن ؟!!
إخوتاه ..
يقول ابن القيم في مفتاح دار السعادة (1/140) : وقال لي شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رضي الله عنه ـ وقد جعلت أُورد عليه إيرادًا بعد إيراد : لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها فلا ينضج إلا بها ، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ، ولا تستقر فيها ، فيراها بصفائه ، ويدفعها بصلابته ، وإلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقرًا للشبهات أو كما قال .
يقول ابن القيم : فما أعلم أنِّي انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك .
وهذا هو السبيل ، فلا تكن خفيفًا ، قال الله تعالى : " وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ " [ الروم/60] ، ولهذا من يتأثر بأدنى شبهة فهذا لا يقين عنده ، وأهل العلم واليقين هم الذين يثبتون ، فلهذا أقول لك : لا تقف مع الشبهات ، وخذ بنصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه " [5].
فلا تلتفت ـ أخي ـ لكل شبهة ولكل شاردة وواردة ، مثلًا : الأخ بعدما أعفى لحيته يأتي الاختبار والبلاء فيجد من يقول له : من قال أنَّ اللحية فرض ؟ اللحية سنة ؟ أو هي من العادات ؟ وفلان وفلان قال ذلك .
فالخفيف الذي لم يفقه سرعان ما يلتبس عليه الأمر ، ومع أول مضايقة يفر ، وهذا يعني عدم الإخلاص وعدم اليقين ، وأصل كل المشاكل الإيمانية يدور حول هذين الأمرين ، لذلك أقول لك : لابد أن تتعلم أولاً، ثم تعمل بما تعلم ، ثمَّ تدعو إلى ما وفقك الله له .
قال تعالى : " وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ " [ سورة العصر ]
إخوتاه ..
كثيرًا ما أحزن عندما تنتشر بعض الأقاويل الباطلة ، وعندما ينفث أعداء الدين بشبهاتهم ، فتجد بعض الإخوة متخبطًا ، يقول لك : ماذا أصنع ؟! كيف نرد عليهم ؟!! أن تسأل هذا جيد ، ولكن متى تقف على أرض صلبة ، متى تفهم عن الله ؟ متى لا يتسرب إليك الشك سريعًا عند كل شبهة ؟
هذا ما يورث الفتور وعدم الجدية ، فبهذه النفسيات لا يمكن أن يمكن لنا ، لذلك لابد من أن نقف على أرض صلبة ، لابد أن نثبت على الدين وإن قويت الرياح ، لا نتزعزع ، لا تكن انهزاميًا .
مثلًا : تجد من يعمل في ساعة مبكرة من النهار يضيع منه الفجر مرة فأخرى ، ثمَّ يبدأ يتنازل وتجده يقول : لا يمكن أن أستيقظ للفجر ، فإذا أراد أن ينام يضبط المنبه على ميعاد العمل ، وينسى صلاة الفجر، وأخشى أن يكون هذا إصرارًا على تضييع الصلاة في وقتها ، فيكون هذا نذير شرك والعياذ بالله .
أنا أريدك موقنًا بما في يد الله ، أريدك موقنًا بأنَّ الله هو الرزاق ، أريدك إذا عصفت الرياح قويًا تفهم سنن الله الكونية ، وتصبر على البلاء حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولاً .
بعض الإخوة إذا أصابه شيء من القهر يجزع سريعًا ، وآخرون يقعون في أول اختبار في شهوة ، فإذا فتحت عليه الدنيا شيئًا ما نسي ما قدمت يداه ، فأين الثبات على الدين ؟ أين الاستقامة على شريعة رب العالمين ؟
إخوتاه ..
إنَّ هؤلاء الذين يتفلتون من الالتزام لأول عارض شبهة أو أول وارد شهوة يضيعون قبل ورود العوارض والموارد ، لأنهم مهيؤون نفسيًا للوقوع والسقوط .
والعلاج هو اليقين ، هو الثبات حتى الممات ، هو العقيدة الصحيحة الصلبة ، والمنهجية في العلم والعمل والدعوة ، وهذا يحتاج إلى صبر وتحمل ، ولا يكون ذلك كله إذا لم يخلص العبد في الاستعانة بربه تبارك وتعالى فالزم .

إخوتاه ..
من طرق العلاج أيضًا :
ثامنًا : عدم إكثار الشكوى وتضخيم المشاكل
فمن مظاهر عدم الجدية في الالتزام : كثرة الشكوى وتضخيم المشاكل وإيجاد المبررات ، فدائمًا أبدًا شكاء ، لا يرضى ، وكل مشكلة صغيرة يضخمها ، وهذا من البطالة وعدم الجدية .
وآخر صاحب منطق تبريري ، فلا يريد أن يواجه نفسه ويلقي باللائمة عليها ، بل يتذرع ويعلل ويبرر ، وهو يدري أنَّه على غير الحق .
ومنهم : من إذا التزم بالدين صار عالة على الدعاة ، ولسان حاله يقول : أنا صنعت ما قلتم لي ، فعليكم أن توجدوا لي الحلول لكل مشكلاتي ، وهل لما التزمت التزمت من أجل فلان وفلان أم ابتغاء وجه رب العالمين ؟!
فإذا كنت كذلك فتعلم : " إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله "[6] ، لا تكثر الشكوى خوفًا أن تتسخط على قدر الله ، وتلك بلية عظيمة أعيذك بالله أن تقع فيها .
أريد أن تتعلم أن تلجأ إلى الله ، لا تتوكل على أحد سوى الله ، والله هو القادر على أن يدفع عنك ، " إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا " [ الحج/38 ]
إخوتاه ..
كثرة الشكوى وتضخيم المشاكل وإيجاد المبررات سبيل للنكوص ولابد ، واستصحب دائمًا هذه النصيحة النبوية الذهبية " واستعن بالله ولا تعجز "[7] " واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف "

نصيحة أخيرة
أريد بعد هذا كله أن أسألكم سؤالًا حتميًا ، وأرجو أن يجيب كل واحد منكم نفسه بصدق .
هل أنتم جادون في طلب الخلاص مما أنتم فيه ؟ وما الدليل على هذا ؟!!
كما قلت لكم من قبل : وقفة جادة مع النفس ، والتزام بمنهج واضح في العلم والعمل والدعوة ، واعتبار ذلك فرضًا حتميًا لا ينبغي الحيد عنه ، وقفة لا تقبل التأجيل ، وقفة من الآن .
قل لنفسك :
منذ متى وأنا ملتزم فماذا قدمت لدين الله ؟‍!
هل أنا أعمل لله أم من أجل نفسي ؟!
ثمَّ بعد أن تمحص نيتك لا تفتر ، ولا تقنط ، بل عليك أن تسعى في العلاج بقوة ، انتهز أوقات النشاط في مضاعفة الطاعات .
وهذا منهج تربوي عليك أن تبدأ به .

1. احفظ كل يوم ولو عشر آيات ، وارتبط بمقرأة لتتعلم أحكام التلاوة ، وإذا كنت أتقنتها فحافظ عليها من أجل أن تكون من القوم الذين يجتمعون في بيوت الله لتلاوة القرآن ومدارسته فتحفهم الملائكة وتنزل عليهم السكينة ويذكرهم الله فيمن عنده ..
2. حافظ على أذكار الصباح والمساء ، وأكثِر من الاستغفار والتسبيح والتحميد والتهليل
3. حافظ على درس علم أسبوعي .
4. لابد أن يكون لك حظ من الليل ، وابدأ الآن بركعتين خفيفتين ، ثمَّ ابدأ في الزيادة شيئًا فشيئًا ، ولا يلهينك الشيطان عن هذا الورد ، إن لم تكن تحفظ فامسك بالمصحف وصلِّ ، واعتادك ذلك سيكون عونًا لك على الحفظ بإذن الله ، لأنَّ القراءة من حفظك لها شأن آخر .
5. امكث في المسجد بعد صلاة الفجر إلى أن تشرق الشمس ، وصل ركعتي الضحى لتكتب لك كل يوم أجر حجة وعمرة تامة تامة تامة .
وإن لم توفق لذلك فاجلس بين المغرب والعشاء لتنتظر الصلاة بعد الصلاة فإنها من أعظم الكفارات ، وترفع بها الخطايا وتعلي الدرجات .
وهكذا ابدأ في زيادة الطاعات والقربات لتحصن نفسك ، أما إذا لم يؤثر فيك كل ذلك ، وإذا لم تجد من نفسك القوة والرغبة والإصرار على بذل الجهد لله ، فاعلم أنَّ قلبك مات فادعُ الله أن يردك عليك قلبك المطموس .

إخوتاه ..
انظروا لحال السلف الصالح ، وكيف كانت أشواقهم تطير بهم إلى طاعة الله تعالى ، كيف كانوا يتغلبون على الفتور والكسل بالشوق والخوف .
يقول ابن القيم في كلام غال ثمين لو تأملته : إذا جن الليل وقع الحرب بين النوم والسهر ، فكان الشوق والخوف في مقدمة عسكر اليقظة ، وصار الكسل والتواني في كتيبة الغفلة ، فإذا حمل الغريم حملة صادقة هزم جنود الفتور والنوم فحصل الظفر والغنيمة ، فما يطلع الفجر إلا وقد قسمت السهمان وما عند النائمين خبر [8].
فأين شوقك لرضا الله ؟ أين وجل قلبك وقد أمهلت كثيرًا ، وما نهاية ذلك إلا سوء الخاتمة ؟ فلماذا تأكلك الغفلة ؟ لماذا صرت أمير الكسل ؟
إخوتاه ..
إننا نحتاج إلى إخوة جادين في كل شؤون حياتهم ، تبدو عليهم تلك السمات في أفعالهم ، جادين في تفكيرهم ، الهم الأول عندهم هو الدين ، ثمَّ تأتي سائر الهموم بعد ذلك ، فلا شيء يقدم على دين الله .
في صحيح البخاري عن الأسود بن يزيد النخعي قال : سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته .
قالت : كان يكون في مهنة أهله تعني خدمة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة [9].
فهكذا فقس نفسك ، هل إذا قيل لك : حي على الصلاة ، حي على العمل الصالح ، حي على حضور درس العلم النافع ، حي على الإنفاق في سبيل الله ، فما بالك حينها ؟!
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ…." [التوبة /38-39]
إخوتاه ..
يخيل إلىَّ أنني لو راجعت كل واحد منكم فسرد لي قائمة اهتماماته لاستحييت من ذكرها ، أمور تافهة لا قيمة لها تشغل تفكيرك ، وربما تحول بينك وبين الله ، ونحن موقنون أنَّ الله يعلم السر وأخفى ، وأنَّ الله عليم بذات الصدور ، ولكن رفع الحياء ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
أين حياؤك من الله العزيز القهار ؟! أين وجل قلبك من العلي الكبير المتعال ؟!
إنه لو قدر لبشر أن يعرف ما بداخل صدر أخيه لوقع الجميع في حرج شديد ، فما بالك تستحيي من الناس ولا تستحي من الله وهو معك !!
فابدأ ـ أخي ـ من الآن إجراء هذه العملية الضرورية ، عملية تطهير للأفكار ، نريد جدية في الاهتمامات ، إن بعضنا يكاد يقتل نفسه من كثرة التفكير ، يفكر في وضعه بين الناس ، كيف يفكر الناس فيه ؟! ماذا يقول الناس عنه ؟! ولعله لم يخطر للناس على بال ، ولو شغل نفسه بحاله مع الله لكفاه ، حينئذٍ عليك أن تردد في نفسه :
ماذا أنت فاعل بي يا غفار الذنوب ؟ وما اسمي عندك يا علام الغيوب ؟
لا تهتم كثيرًا بالناس ، فاصلح ما بينك وبين رب الناس يكفك أمر الناس .
تجد بعضهم يقع في مشكلات نفسية وعندما تفتش عن الأسباب تجدها أمور تافهة ، وهذا حال أهل البطالة سافلو الهمة ، فإنَّ النفوس العلوية لا تنظر لمثل هذه السفاهات ، وإلا أخلَّ ذلك بها ، لكنه فراغ القلب من الله .
أما أهل الهمة العالية ، والجادون في التزامهم فإنهم مشغولون بأمور أخرى ، مشغول بحفظ القرآن ، بالدعوة إلى الله ، بكيفية إصلاح فساد قلبه ، مشتاق لسجدة يقبلها الله منه ، مشتاق لتسبيحة يشعر معها بحلاوة الإيمان ، هذا شأن عباد الله الصالحين ،
فمن أي الفريقين أنت ؟!
إخوتاه ..
منذ كم عام وأنت ملتزم ؟ فماذا صنعت ؟ هل ذقت حلاوة الإيمان أم لم تشعر بها بعد ؟
هل تنقل قلبك في رياض الإيمان فشعرت بالسعادة الحقيقية ؟
واحسرتاه على من قضى عمره في وهم كبير شيده في ذهنه ، ووضع له السياج اللائق به ، فكذب على نفسه ، ثم استمرأ الكذب فخادع نفسه ، فصدق كذبه !!
وإن أخشى ما أخشاه أنْ يكون التزامك هذا وهمًا ، ولا أراني أشعر بأفعال تطيح بهذا الهاجس المقلق من نفسي على شباب الصحوة !!
هذه ـ إذًا ـ قضيتك الأولى ، هل أنت ملتزم أم لا ؟ هل اعتاد لسانك الذكر فصار رطبًا منه ؟ هل اعتادت جوارحك القيام بأداء حقوق الله فصرت تشعر بالوحشة إذا لم تؤدِ شيئًا يسيرًا منها ؟ إنَّه إدمان الطاعة ، حينها تجد الرجل يقول : الصلاة صارت تجري في دمي ، لا أستطيع أن أترك ورد القرآن ، أشعر بأنِّي لا أتمالك نفسي ، وهكذا ساعتها تعيش الإسلام لأنه يعيش فيك ، فتحفظ من التفلت والانتكاس .
إخوتاه ..
تبدو أوضح مظاهر الجدية في التعامل مع الأوقات ، كثير من الناس يشتكون من قلة الوقت ، وضيق الوقت ، وهذا دليل على عدم الجدية .
يقول ابن القيم في تعريف اليقظة : هي انزعاج القلب لروعة الانتباه من رقدة الغافلين ، وهي على ثلاثة مراتب :
(1) لحظ القلب إلى النعمة على اليأس من عدها ، والوقوف على حدها ، ومعرفة المنة بها ، والعلم بالتقصير في حقها .
(2) مطالعة الجناية على التخلص من رقها ، وطلب التمحيص بها ، والثبات على التوبة بعدها.
(3) معرفة الزيادة والنقصان من الأيام ، فيلتزم الضنّ بباقيها ، وتعمير تالفها ، واستدراك فائتها.
هنا محل الشاهد ، فهذا هو الملتزم الحق ، الذي دفن جاهلياته ، وشمَّر عن ساعد الجد لاستدراك ما فاته طيلة عمره .
وسنة الله الكونية على أنَّه لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه ، فالطالب في الكلية عندما يلتزم يندم على أيام ثانوي ، والذي يتخرج يندم على أيام الجامعة ، والذي يتزوج يندم على أيام قبل الزواج ، وهكذا .
فاليوم الذي يذهب لا يأتي مثله ، مصداق ذلك حديث أنس بن مالك في البخاري مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم : لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم [10] .
فانتبه إلى الجدية في التعامل مع الأوقات ، لا تضيع وقتك فيما لا ينفعك غدًا ، كل نفس من أنفاسك محسوب عليك .
الإمام ابن عقيل الحنبلي شيخ ابن الجوزي يقول : أنا لا أحل لنفسي أن تضيع لحظة من عمري ، فأنا إما أكتب ، وإما أقرأ ، وإما أطالع ، وإما أدرس ، وإما أصلي ، وإما أذكر ، أو اتذاكر حتى إذا تعبت فارقد على جنبي وأسرح بخيالي في مسائلي فإذا عمت لي مسألة قمت وكتبتها .
وهذا الإمام أبو حنيفة في سياق الموت وتلاميذه حوله قال : هلم مسألة ، تعالوا نتدارس مسألة. قالوا : وفي مثل هذه الحال . قال : لعله ينجو بها ناج .
ولن تعدم الوسيلة ، تحفظ القرآن ، تقرأ في كتب العلم ، تسمع شريطًا ، تخرج في زيارة لشيخ ، أو زيارة لمكتبة ، أو زيارة لشخص تدعوه إلى الله .

إخوتاه
أخيرًا عليكم بالاقتصاد في الهزل والمزاح .
فلقد صار الهزل وكثرة الضحك شعار الشباب في هذه الأيام ، وليست المشكلة في الدعابة اليسيرة ، والمزاح القليل الذي لا يخرج عند حدود الأدب ، وإنما في هذا الإفراط والمبالغة حتى أن بعض الشباب يقلب أكثر المواقف جدية إلى هزل وفكاهة ، والذي لا يصنع هكذا يتهم بأنه مصاب بالجمود والانغلاق …الخ
آهٍ … للأسف الشديد ونحن في ذلة وصغار واستضعاف صرنا نعبث ونلهو حتى كأن العصر هو عصر الهزل ، والآن هناك أماكن مخصصة للضحك ، مسرحيات بالساعات للضحك واللهو والعبث ، وكل ذلك بالكذب .
أين الجد في حياتنا يا شباب الإسلام ؟
الذي يحلق ببصره ويطوف شرقًا وغربًا ليرى حال المسلمين لا يمكن أن يكون هذا حاله .
قال أبو الدرداء الصحابي الجليل : أضحكني ثلاث ، وأبكاني ثلاث .
فقال : أبكاني رجل ضاحك ملء فيه وهو لا يدري أرضي الله عنه أم سخط .
وبعد
اسأل الله العلي الكبير أن تكون هذه الرسالة سبيلاً للمؤمنين للرجوع إلى الجادة ، ونفض هذا الغبار الذي لطخهم ، لنتعاون سويًا لنصرة دين الله تعالى .
وما كان من خطأ أو زلل أو نسيان فمني ومن الشيطان ، وأعوذ بالله أن أذكركم بالله وأنساه ، فاللهم اجعل كلامنا هذا حجة لنا لا علينا ، واربط على قلوبنا ، وعمّنا برحمتك أنت أرحم الراحمين .


يتبـــــــــــــــــــــــــع
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30-04-2009, 06:14 PM
الصورة الرمزية ! ابــو أيهــم !
! ابــو أيهــم ! ! ابــو أيهــم ! غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: غربة الذكريات ..
الجنس :
المشاركات: 2,768
افتراضي طرق علاج ضعف التزامك

طرق علاج ضعف التزامك


بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمد عبده ورسوله .
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ " [ آل عمران/102 ]
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا "[ النساء /1 ]
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا " [ الأحزاب/70-71 ]
ـ أما بعد ـ
فإنَّ أصدق الحديث كلام الله تعالى ، وإن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
إخوتي في الله ..
والذي برأ الحبة وخلق النسمة إنِّي أحبكم في الله ، وأسأل الله جل جلاله أن يجمعنا بهذا الحب في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ، اللهم اجعل عملنا كله صالحًا ، واجعله لوجهك خالصًا ، ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئًا .
أحبتي في الله ..
كثيرًا ما سألتكم وما يزال السؤال مطروحًا إلى الآن ، لماذا دبَّ الوهن فينا ؟ لماذا لا يعتقد أي منَّا أنه أهل لأن يمكن له ؟ لماذا انتكس من انتكس ؟ لماذا تولى من تولى ؟ لماذا صرنا إلى نقصان بعد أن كنا في زيادة ؟.... إنه داء الفتور في الالتزام .
أخي في الله ..
هل كنت تحفظ القرآن ثم تركت ؟!
هل كنت تقوم الليل ثم نمت ؟!
هل كنت ممن يطلب العلم ثم فترت ؟!
هل كنت ممن يعمل في الدعوة ثم تكاسلت ؟!

هذا واقع مرير يمر به كثير من شباب الأمة ، نسأل الله لنا ولكم العافية ، وتمام العافية ، ودوام العافية ، والشكر على العافية .
فكم من أعمال بدأت ولم تتم بسبب مرض الفتور !!
وكم من أعمال بمجرد أن بدأت ماتت وانتهت ، وهي مازالت مشروعات على الأوراق !
وكم من أناس ما زال الفتور بهم ، وتقديم التنازلات حتى وصل إلى ترك الدين بالكلية ، والبعد عن الدين بالمرة ، ونسيان الله بالجملة .
كم من أناس هم موتى اليوم ، وهم لا يشعرون ولا يعلمون ، هل هم أحياء أم ميتون ؟!! نسأل الله أن يحيي قلوبنا .
أحبتي في الله ..
رسالتنا هذه تحمل اسم " الجدية في الالتزام " ، فإنَّ أكبر سبب من أسباب الفتور هو فقدان الجدية ، فأنت ترى الجدية واضحة عند كثير من المسلمين في طلب الدنيا ، فهو إذا افتتح مصنعًا أو شركة أو دكانًا أو نحو ذلك فإنه يبذل أقصى جهده ، ويستولي هذا العمل على جهده ليلاً ونهارًا ، يستولي عمله على كل قوته ، وكل تفكيره ، وكل إمكانياته ، فهو يعيش وينام لهذا العمل الدنيوي .
أما أهل الدين ففي الخذلان والكسل والتواني والإخلاد إلى الأرض والرغبة في الدعة والراحة .
إخوتاه ..
إنني ـ والله ـ أتعجب من لاعبي الكرة كيف يبذلون جهدهم وطاقتهم إخلاصًا للكرة !! وهؤلاء الممثلون في إخلاصهم من أجل الشهرة ، والمطربون والمغنيين إخلاصًا للموسيقى ، ونفقد نحن هذا الإخلاص في الملتزمين بشريعة رب العالمين .
فمن يعملون لأجل جنة عرضها السموات والأرض متكاسلون فاترون ، وللأسف الشديد إنَّ أحدنا ليستحي من لاعب كرة يتدرب ليل نهار ، ويلعب ليل نهار، من أجل حطام الدنيا الفاني ، للأسف الشديد إنَّ أي طالب في الثانوية العامة يبذل جهدًا أضعاف أضعاف أي طالب علم يطلب العلم لله ، أليس الأمر كذلك أم أنَّ هذا الكلام غير واقعي ؟!
يا شباب الإسلام ..
إنه واقع مر يستوجب منا وقفات ، لماذا يدب الوهن في قلوبنا ؟ لماذا تفتر سريعًا عزائمنا ؟ لماذا يولي بعضنا الأدبار عند أول صدمة ؟!!
والجواب : لأننا أخذنا ديننا بضعف ، كانت لي محاضرة قديمة بعنوان " بين سحر الحواة ولعب الهواة ضاع الدين " ضاع الدين لأن كثيرًا من شباب المسلمين حملوا هذا الدين هواية ، كهواية جمع طوابع البريد ، وهواية المراسلة ، وهواية لعب الكرة ، فدخل الدين هواية ، ونحن نواجه ملحدين محترفين ، نواجه كفارًا محترفين ، ولا يمكن للهواة أن يقفوا في وجه هؤلاء ، فلابد ـ إخوتاه ـ من احتراف الدين .
إنني لا أطلب منك أن تترك دراسة الهندسة ، ولا الطب ، ولا الزراعة ؛ لتطلب العلم الشرعي ، لا أطالبك بشيءٍ من هذا ، وإنما أطالبك أن تكون مهندسًا محترفًا في أعمال الهندسة وإخضاعها للدعوة إلى الله ، وخدمة الدين .
أطالبك أن تكون طبيبًا ولكنك احترفت الطب لخدمة الدين ، أطالبك أن تكون تاجرًا ولكن عبدتّ المال لخدمة رب العالمين .
من أنت ؟!!
أخي في الله ..
لو أنني سألتك هذا السؤال وقلت لك : ما اسمك عند رب العالمين ؟ فبم تجيب ؟ من أنت ؟!!
هل أنت فلان الكذاب ، أو الغشاش ، أو المرائي ، أو المنافق ، أو .. أو ؟!
أم أنت فلان المؤمن ، أو الموحد ، أو القوَّام ، أو الصوام ، أو القائم بالقسط ، أو الذكير، أو الصديق .. آهٍ .. آهٍ من أنت ؟!

مختصرا من كتاب (الجدية فى الألتزام) لفضيلة الشيخ محمد حسين يعقوب
__________________

هيا بنا نتوب جميعااا اذكار المسلم


..

انتظري يا عقارب الساعة لا تمري بسرعة
اصمدي ودعينى اودع ذكرياتي الجميلة
واحمل بيدى تلك الحقيبة

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30-04-2009, 07:23 PM
الصورة الرمزية نهر الكوثر
نهر الكوثر نهر الكوثر غير متصل
مشرفةواحة الزهرات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
مكان الإقامة: عابرة سبيل بلا عنوان
الجنس :
المشاركات: 7,793
افتراضي رد: طرق العلاج من ضعف الالتزام ... سلسلة دمعة ندم

بارك الله فيك , ودمت في حفظ الله
__________________
اللهم احفظ جميع المسلمين وامن ديارهم
ورد عنهم شر الاشرار وكيد الفجار
وملأ قلوبهم محبة لك وتعظيماً لكتابك
وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-05-2009, 04:57 PM
الصورة الرمزية ! ابــو أيهــم !
! ابــو أيهــم ! ! ابــو أيهــم ! غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: غربة الذكريات ..
الجنس :
المشاركات: 2,768
افتراضي رد: طرق العلاج من ضعف الالتزام ... سلسلة دمعة ندم

بارك الله مروركم أختي
وجزاكم الله خير
__________________

هيا بنا نتوب جميعااا اذكار المسلم


..

انتظري يا عقارب الساعة لا تمري بسرعة
اصمدي ودعينى اودع ذكرياتي الجميلة
واحمل بيدى تلك الحقيبة

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-05-2009, 03:45 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,884
الدولة : Egypt
افتراضي رد: طرق العلاج من ضعف الالتزام ... سلسلة دمعة ندم

جزاك الله خيراً على ما نقلت لنا ..

وجزا الله الشيخ محمد حسين يعقوب
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 20-05-2013, 12:23 AM
الصورة الرمزية ! ابــو أيهــم !
! ابــو أيهــم ! ! ابــو أيهــم ! غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: غربة الذكريات ..
الجنس :
المشاركات: 2,768
افتراضي رد: طرق العلاج من ضعف الالتزام ... سلسلة دمعة ندم

بارك الله فيكِ أختي المراقبه أم عبدالله
__________________

هيا بنا نتوب جميعااا اذكار المسلم


..

انتظري يا عقارب الساعة لا تمري بسرعة
اصمدي ودعينى اودع ذكرياتي الجميلة
واحمل بيدى تلك الحقيبة

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 110.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 106.54 كيلو بايت... تم توفير 4.20 كيلو بايت...بمعدل (3.79%)]