في المعنى اللغوي للرحمة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191073 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2651 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 658 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 933 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1091 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 853 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 836 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 920 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 564 - عددالزوار : 92801 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-09-2019, 01:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي في المعنى اللغوي للرحمة

في المعنى اللغوي للرحمة


عبداللطيف الجوهري


قبل البحث عن معاني الرحمة في القرآن الكريم وصُور وُرُودِها في آي الذكر الحكيم، يَجمل بنا أن نَقِف على قصَّتها في معاجم اللغة، وفي حقل الدراسة المعجمية العربية للألفاظ القرآنية، باعتبارها لفظًا عربيًّا قرآنيًّا ﴿ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [الزمر: 28].
نقول وبالله التوفيق: إن معنى الرحمة في لغة العرب يشتمل على كل معاني الإحسان من رِفْقٍ ولُطْفٍ وعَطْفٍ وقَرابة؛ ولذا جاءت معانيها في القرآن الكريم على وُجُوه متعدِّدة وآفاقٍ رَحْبة ﴿ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾ [غافر: 7].
يقول صاحب (القاموس) في شرحه لمعنى الرحمة في مادة (رَحِمَ): "(الرَّحْمة) ويُحَرَّك: الرِّقة والمغفرة والتَّعَطُّف، ويختصُّ برحمته أي بنُبُوَّتِه، والرَّحِم بالكسر (في الحاء) كَكَتِف: بيتُ مَنبَتِ الولد ووعاؤه، والقرابة أو أصلها وأسبابها ...وأُم رَحُم (بالضم) وأمُّ الرحِم كله والمرحومة: المدينة شرَّفها الله تعالى"[1].
وفي مادة (رَحِمَ) قال صاحب مختار الصحاح: "الرحمة: الرِّقَّة والتعَطُّف و(المَرْحَمَة) مثله، وقد (رحمه) بالكسر رَحمَةً ومَرْحَمَةً أيضًا، (تَرَحَّم) عليه، و(ترَاحَمَ) القوم: رَحِمَ بعضُهم بعضًا"[2].
وفي حقل الدراسات المعجمية لألفاظ القرآن الكريم معلوم لدارسي العلوم اللغوية العربية من نحو وصرف وفقه اللغة وعلم اللغة الحديث وعلم الدلالة والأصوات، معلوم أن اللفظة تتطوَّر من وصف الأشياء المادية إلى وصف الأشياء الذهنية والمجردة عَبْرَ رحلتها في ميدان الاستخدام الحيوي للناطقين بها؛ لتؤديَ معانيَ جديدةً ترتبط بالدلالة الأساسية للكلمة، فمثلًا: كلمة (العقل) هي الرباط والوثاق، من قول العرب: عقلت الناقة؛ أي: ربطتها، وقيَّدتها، وشدت وثاقها، ثم تطورت الدلالة لتؤديَ معنًى ذهنيًّا يتصل بالمعنى الأصلي للعقل لتصير (العقل) الذي نُميِّز به بين الإنسان العاقل الذي يُحسِن التفكير والتصرُّف وبين الشخص الذي سُلبَ هذا الشيء وهو المجنون؛ ولذا تعلَّمنا أنه من المقرَّر شرعًا أنه إذا سلب الله تعالى ما وهب أسقط كل ما وَجَبَ، وفي الحديث النبوي الشريف: ((رُفِعَ القلمُ عن ثلاثة: عن الصبي حتى يبلغ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يعقل))؛ (رواه الإمام أحمد في مسنده).
وكذا الأمر مع لفظة (الخمر) فهي تعني الغطاء والستر، ومن ذلك الخمار الذي هو غطاء الرأس والصدر للمرأة وجمعه (خُمُر) بضم الخاء والميم، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 31].
وهكذا الأمر في معنى الرحمة في فقه اللغة العربية، يُوضِّحه أحد أفذاذ العلماء في فقه اللغة العربية وأصولها أستاذنا الدكتور محمد حسن جبل في موسوعته: "المعجم الاشتقاقي المؤَصِّل لألفاظ القرآن الكريم"[3]، وقد صدَّر مادة (رحِمَ) بقول الله تعالى: ﴿ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا ﴾ [غافر: 7]، وبدأ معالجة هذه المادة بالدلالة المادية في استخدام اللفظ قائلًا: "الرَّحِم كَكتِف وبئر منبت الولد ووعاؤه في البطن (أي: رحم الأُمِّ الحامل)، ورحم السِّقاء (قِربة الماء أو اللبن) (تعِب)؛ أي: من باب تعِب يَتعَب تَعَبًا: ضَيَّعه أهله بعد عينته (أي: رقته حتى لا يمسك الماء) فلم يدهنوه حتى فسد فلَمْ يلزم الماء (أي: فلم يُمسك الماء) ومِن ثَمَّ يمضي صاحب (ألفاظ القرآن الكريم) ليكشف عن معنى الرحمة من حيث الدلالة المادية والاستخدام الأصلي للفظ فيقول مُحدِّدًا ذلك: "اتِّساعٌ في أثناء الشيء مع ندًى ورقة، وهو اتِّساعٌ في داخل البطن يضم الجنين، وكالسقاء المذكور، فيه عيونٌ ينفذ منها الماء، ومن سعة البطن والتَّنَدي والرقة، تُؤخذ الرحمة بمعنى سَعة القلب والصدر مع الرقة والحنان، ويخلص أستاذنا رحمه الله في الكشف عن معنى الرحمة فيقول: "الرحمة: رِقَّةٌ في القلب والعطف ونحوهما من الشخص على من يضم (يرعى) وهي من الله عز وجل كل ما يناسب البَلال (النداوة) من إحسان ورزق وعطف ومغفرة لعباده وهم في حوزته عزَّ وجلَّ (أي: في قبضته ورعايته)، ويمضي الدكتور جبل رحمه الله في ذكر الرحمة بمعنى (القَرابة) من التضام في شيء واحد في الأصل، وصلتك رَحِم لا يريدون قَرابة الأم خاصة: ﴿ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ ﴾ [الأنفال: 75] والمراد بها هُنا العصَبَات[4].
وَلَشَد ما يستوقف الباحث عن معنى الرحمة وألفاظها في القرآن الكريم تفسير قوله تعالى: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 1] في فاتحة الكتاب؛ وصولًا لمعرفة المعنى الدقيق للرحمن والرحيم حسب ورودهما في فاتحة الكتاب وسائر سُوَر القرآن الكريم؛ يقول الفقيه اللغوي الدكتور محمد حسن جبل: "وقد قِيلَ الكثيرُ في الفرق بين اسميه عزَّ وجَلَّ "الرحمن الرحيم"؛ ج1، ص3، والتاج الجامع، ج5، ص84، والكشاف، ج1، ص34، وابن قُتَيبَة؛ (غريب القرآن).
وخلاصة ما أراه: الرحمن صفة ذات؛ أي: ذو الرحمة أخذًا من صيغة (فَعْلَان) من الفعل المكسور العين؛ حيث يغلبان في الأعراض المستقرة من الأدواء الباطنة والعيوب الظاهرة والحلي؛ أي: الصفات الخلقية والألوان وما شاكل ذلك، فالرحمن تعني ذا الرحمة الْمُلازِمَة له، وهذه الْمُلازمة، وأنها صفة ذاتية سِرُّ اختصاص هذا الاسم به تعالى؛ لأنه الرحمن الحق الدائم الرحمة، العام برحمته المؤمن والكافر؛ ولذا قامت هذه الصفة مقام اسم الذات في مثل قوله تعالى: ﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ ﴾ [الإسراء: 110]، ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ ﴾ [الفرقان: 60]... إلى نحو (57) سبعة وخمسين موضعًا يصلح فيها أن يقوم مقام اسم الذات العلية، بينما ورد اسم الرحيم (115) مَرَّة مائة وخمس عشرة مرة نلحظ فيها جميعًا تَطلُّب الموضع لوقوع الرحمة مسبوقة بما يناسبها؛ كالغفور والرؤوف والتَّوَّاب والبر، وفي بضع مواضع سُبِقَ بالعزيز.." .


[1] القاموس المحيط؛ الفيروز آبادي، ج 4، مادة رحم.

[2] مختار الصِّحاح، مادة "رَحِمَ".

[3] المعجم الاشتقاقي المؤصِّل لألفاظ القرآن الكريم؛ الدكتور محمد حسن جبل، مكتبة (الآداب) بالقاهرة ط 2 -2012م، ج2، ص 792، 793.

[4] انظر تفسير القرطبي للآية.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.62 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]