هل صارت الكتابة وظيفة؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         ولا تبغوا الفساد في الأرض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تحرر من القيود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          فن التعامـل مع الطالبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 774 )           »          العمل السياسي الديـموقراطي سيؤثر في الصرح العقائدي وفي قضية الولاء والبراء وهي قضية م (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 128 )           »          طرائق تنمية الحواس الخمس لدى الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 16 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 27 )           »          الله عرفناه.. بالعقل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 90 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-07-2020, 10:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي هل صارت الكتابة وظيفة؟

هل صارت الكتابة وظيفة؟


أبو مالك العوضي








هل احتجتَ يومًا إلى استدعاء السبَّاك؛ لإصلاح عطل طارئ في الحمَّام؟









قد يكون هذا الأمرُ حدث معنا جميعًا، ثم نفاجأ بأن السبَّاك الذي أحضرناه ليس سبَّاكًا؛ وإنما هو أحد مدَّعي السباكة!



وبرغم أنه مكتوب على قفاه أنه سبَّاك، إلا أنه يظهر عند النقد أنه لا يعرف من السباكة إلا اسمَها، ومن أخلاق المهنة إلا حَمْلَ أدواتها!







وإن لم تكن ممن واجهوا أمثالَ هذا الموقف، فلا بد أنك واجهت مواقفَ مشابهة؛ فقد يكون الأمر مع طبيب، يظهر بعد التجرِبة أنه طبيب في بطاقة الأحوال فقط!



وقد يكون مع معقب لا يعرف الفرق بين وزارة الداخلية ووزارة الخارجية!



وقد يكون مع مدرِّس لغة عربية يبدو للناظر أنه خريج آداب إنجليزي!







وهناك طُرفة تُروى في هذا الباب عن أحد الكتاب والأدباء المشهورين؛ أنه جاء حزينًا يجرُّ أذيال الأسف يومًا من الأيام إلى واحد من أعز أصدقائه، وأهل سِرِّه الذين يُفضي إليهم بما لا يبوحُ به على الملأ، فقال له: ما لي أراك يا سيدي هكذا حزينًا كئيبًا، وكأن بعضهم - لا قدر الله - قد قلَّل من قدرك؟! فقال له: هل تصدِّق يا أخي أنني بعد عشر سنوات من الكتابة الاحترافية في محافل الأدب، ونشر المقالات، وتسويد الورقات على صفحات الصحف والمجلات، اكتشفتُ أخيرًا أنني لا أصلح للكتابة على الإطلاق؟! فقال له صاحب سرِّه وقد تعجب: وماذا تنوي أن تصنعَ يا سيدي؟ هل تريد التوقف عن الكتابة؟ فقال له الكاتب المشهور: لا طبعًا، كيف وقد أصبحت شهيرًا كما ترى؟!







إن البلاء كل البلاء أن يمتهن المهنةَ من ليس من خبرائها، وأن يتكلمَ في الأمر من ليس من أهله، وقديمًا قالوا: لو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف، وأقول: لو خرج من كل مهنة من ليس منها، فلربَّما سقطت بعضُ المِهَن!



لماذا تكتب هذه المقالات يا فلان؟!



لماذا تنشر هذه البحوث؟!



لماذا تصنف هذه الكتب؟!



لماذا تؤلِّف هذه القصائد؟!



لماذا لماذا؟!







إنك تعرف - أكثرَ من غيرك - أن معظم ما تكتبه غثاءٌ لا يساوي ثمنَ الورق الذي كُتب عليه، وتعرف أيضًا أنك تنقل في كتاباتك كثيرًا من الأشياء، وأنت نفسك لا تفهمها! وقد تكون على قدر من الفَهم لها، ولكنه فَهْمٌ لا يزيد على فَهْم مَن حصل على الشهادة الابتدائية إذا قرأ في بعض الصحف!







ألا ينبغي للكاتب أن يكون صاحب فِكْر متميز؟



ألا ينبغي له أن يقرأ ويطَّلع ويبحث ويفتش، ويحلل ويناقش ويدرس، ثم يخرج بالفكرة المطلوبة بعد اختمارها في رأسه، فيحاول أن يوصلها إلى قارئه بأفضل السُّبل الممكنة، بعد أنِ اسْتضاءت نفسُه بنور العلم، وأصبح من أقدر الناس - إن لم يكن أقدرهم - على الكلام في هذه المسألة التي يتكلم فيها الآن؟







هذه هي الغاية المطلوبة التي ينبغي أن تكون هدفَ كلِّ كاتب، ولكن إن قصرَ عنها الإنسان في بعض الأحيان، فلا يكلِّف الله نفسًا إلا وسعها، غير أن هذا خلاف الأصل، فلا ينبغي أن يكون ما ليس بأصل أصلاً، ولا ينبغي أن يكون الشاذ غالبًا على الحق الأصيل، وقد يُغتفر للمرء قليلُ الخطأ في كثير الصواب، أما مَن كان صوابُه قطرةً في بحر خطئه، فلا شكَّ أنه يستحق أن يغرقَ في بحر جهله.







هل تظن أنه يُصعب على الطالب المبتدئ أن يختارَ صفحة أو صفحتين من أيِّ كتاب أو مرجع من المراجع المطوَّلة، أو حتى يبحث في مواقع الإنترنت أو الموسوعات الحاسوبية، ثم بعد ذلك يعبِّر عنها بأسلوبه الممسوخ، الذي ربَّما يعودُ على الأصل بالإبطال، أو على الأقل بالتحريف؟!







الكاتب إنما يكتب؛ لأنه يريد أن يوصل شيئًا لقارئه، لا لمجرد الكتابة وتسويد الأوراق. وهذا الشيء إما أنه لم يُكتَب عنه من قبل، وإما أنه قد كُتب عنه بما لا يشفي، أو بما يحتاج لإيضاح، أو نحو ذلك، فيحتاج هذا الكاتبُ أن يكشف النقاب الحاجب، فيسفر وجه هذا الباب عن علم ويقين يثلج القلبَ، ويشفي النفس.







أما الكاتب الذي يكتب لمجرَّد أنه مطالب بملزمتين من الأوراق المملوءة بالحروف يوميًّا، فهذا لا يستحق أن يُعد من الأحياء، فضلاً عن الكتَّاب والعلماء.







الكاتب الذي يكتب لمجرَّد أن ظروف الدراسة والدرجات الضئيلة التي حصل عليها، جعلتْه يلتحق مرغمًا بإحدى الكليات الشرعية أو الأدبية، لا حُبًّا فيها، ولكن عجزًا عن الكليات الأخرى، فهذا لا ينبغي أن يُلتفت إليه بالوجه، فضلاً عن أن يقرأ كلامه البارد.







أما الكاتبُ الذي لم يؤت حظًّا من الشهرة، ولا قِسطًا من البيان والبلاغة، فيريد مع هذا أن يرقى أسباب الشهرة، ويتسنم جبال الأكابر، متسلقًا على أكتاف العلماء الراسخين، بالطعن في هذا مرة، وبدعوى الردِّ على هذا أخرى، فهذا الكاتب لا يستحق أكثرَ من أن يُلقى بكلامه في وجهه ولا يُلتفت إليه؛ لأن إغفال القول المطَّرَح أولى من نشْره.







إن كثيرًا من الناس يُدفع دفعًا إلى هذا المَيدان؛ ميدان الكتابة، ويجد الظروف المحيطة به توافقُه وتلائمه، وقد أوتي موهبة القص واللصق، مع حاجةٍ إلى كسب الرزق لا يجد لها مسدًّا إلا من هذا الباب، فماذا يفعل؟







ليس عند هذا الإنسان إشكالٌ في أن يكون قُوتُه مبنيًّا على تراث الأمة الذي يبثُّه إلى الناس ممسوخًا مهلهلاً.



وليس عنده إشكالٌ في التشبُّع بما لم يعط، ولبْس ثياب الزور.



وليس عنده إشكال في تسويد الأوراق بما لا يساوي قيمةَ الحبر الذي كتب به.







ولو لم يكن من ضررِ هذه الفئة إلا ملءُ أسماع الناس وأبصارهم بما لا يفيد، وشغل أوقاتهم عمَّا هو أولى بالسماع والقراءة، لكفى به ضررًا!







فما بالك وأضرار هذه الفئة أكثر من هذا بكثير؟! بدءًا بنشْر أخطاء اللغة، وضَعف الأسلوب، وكثرة اللحن، وانتهاءً بأخطاء الاعتقاد، والخلط الفاحش في مسائل الشريعة!







استمع إليَّ أخي الكريم، واعمل بنصيحتي، وإن لم أكن أهلاً لها، فقديمًا قالوا:









اعْمَلْ بِقَوْلِي وَإِنْ قَصَّرْتُ فِي عَمَلِي

يَنْفَعْكَ قَوْلِي وَلاَ يَضْرُرْكَ تَقْصِيرِي










فإن عجزت أن يصدر منك نفعٌ تجاه أمَّة الإسلام، وإن عجزت عن فائدة تسوقها لإخوانك من المسلمين، فلا أقلَّ من أن تبعدَ ضررك عنهم، وأن تكفَّ أذاك عن الناس؛ فإن ذلك لك صدقة - كما جاء في الحديث.







وختامًا: أسأل الله ألا يجعل ما علِمْنا علينا وبالاً، وألا يجعلنا ممن يأمرون بالشيء ولا يأتمرون به، ورحم الله من أهدى إليَّ عيوبي.



وبالله التوفيق.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.10 كيلو بايت... تم توفير 1.92 كيلو بايت...بمعدل (2.91%)]