رسالة إلى شباب امتنا - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2638 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 654 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 923 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1087 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 849 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 834 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 914 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 564 - عددالزوار : 92789 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11935 - عددالزوار : 190995 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 114 - عددالزوار : 56912 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-07-2019, 02:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,607
الدولة : Egypt
افتراضي رسالة إلى شباب امتنا

رسالة إلى شباب امتنا
إيمان الخولي


في رسالتنا هذه نتعرض للحديث عن فئة عمرية في المجتمع وهي الشباب، وسوف نتعرض للنقاط الآتية:
1- لماذا الشباب؟ 2 القرآن يتحدث عن هذه الفئة العمرية
3 عوامل تكوين شخصية المسلم الصالح المصلح
4 مواقف وأمثلة من هؤلاء الشباب
أولاً: القرآن يتحدث عن الشباب: الأنبياء وأصحاب الدعوات كانوا فتية، إذ يقول الله - تعالى -عندما نتحدث عن إبراهيم إذ يصفه قومه: (سمعنا فتاً يذكرهم يقال له إبراهيم * قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون) سورة الأنبياء " أي أن إبراهيم - عليه السلام - كان في سن الشباب، والفتيان عندما أراد أن يكون له دور في الحياة أن يكون إيجابي، وهؤلاء أهل الكهف عندما تتحدث عنهم القرآن قال - تعالى-: (إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى) سورة الكهف
ماذا نرى في هؤلاء الشباب …..؟
1 عمق الإيمان في قلوبهم
2 أن قوة الشباب مكنتهم بفضل الله من الخروج سيراً من المدينة إلى الكهف
3 أنهم تركوا الدنيا وما فيها من نعيم فرارا بدينهم
4 أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه أن يذكروا في قرآن يتلى إلى يوم القيامة، ويكونوا مثل وقدوة للشباب الايجابي، قد يكون الشباب أكثر قدرة على اتخاذ القرار وتحديد مصيرهم أكثر من الشيوخ؛ لأن الشيخ قد يكون عنده من الأموال والأحفاد ما لا يستطيع أن يضرهم بموقف يتخذه، ولكن الشباب تمكنت منهم روح الجهاد يترجم إلى واقع عملي دون خوف أو تردد، ولهذا كان أكثر المستجيبين لدين الله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - من الشباب ويتجلى دور الشباب أيضاً في قصة الغلام والساحر، أو ما تعرف بقصة أصحاب الأخدود كيف عرفنا أنه غلام من حديث النبي - عليه الصلاة والسلام - عن صهيب الرومي: ((...... فلما كبر (يقصد الساحر) قال للملك إني قد كبرت فابعث لي غلاماً أعلمه السحر....))
كان الغلام في سن الخامسة أو السادسة عشر، لماذا طلب الساحر غلام؟ لأنه أقدر على التعلم ولين الفهم، وأن تصل إليه المعلومات دون أن يكون له خلفيات ثقافية أو دينية مسبقة تؤثر عليه، هذا الغلام في مثل هذا السن لم يفكر متى أتزوج وأنجب، أو كيف يزيد ماله، وكان الطريق ممهد له للإتيان بالمال السهل، ولكنه اختار أن تكون له قضية، وأن يضحي بمصلحته الشخصية في سبيل إعلاء كلمة الحق.
أما لماذا الشباب؟
1- لأن في تكوينهم تربية على مراقبة الله في السر والعلانية؛ إذ يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( أن الله ليعجب من الشاب الذي ليس له صبوة)) رواة احمد أي(شذوذ وانحراف)
2- ولأن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( شاب نشأ في عبادة الله )) رواة الشيخان، وكلمة نشأ أي تربى منذ صغره التزام طاعة الله، والعبادة، وفهم الدين بمفهوم شامل، وأن الإسلام منهج حياة، وليس مجرد طقوس تؤدى في المساجد.
3- وأيضاً دعوة للشباب؛ لاغتنام الفرص؛ لتكوين شخصيتهم روحياً وجسمياً وخلقياً ونفسياً، إذ يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (( اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وحياتك قبل موتك، وغناك قبل فقرك)) رواه الحاكم.
4- وفى محاسبة الشباب ومسؤليتهم أمام رب العالمين يوم العرض عليه يقول - صلى الله عليه وسلم-: (( لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ما عمل فيه)) رواه الترمذي.
5- وقد توجه إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في معرض حديثه عن فقه الزواج بالحديث حيث خاطبهم: ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج)) رواه الجماعة عصمة لهم من الفساد والانحلال،
فما هي عوامل تكوين الشخصية المسلمة الصالحة المصلحة؟
1 أن يعرف الشاب الغاية التي خلق من أجلها، إذ يقول الله - تعالى -: ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون) سورة المؤمنون، و يقول أيضاً: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) سورة الذاريات
ومن معاني العبادة: إخلاص النية لله، والالتزام بأوامر الله، واجتناب نواهيه، وأن يعرف أن على عاتقه مهمة إخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، كما قال ربعي بن عامر حين سأله رستم ملك الروم: " لماذا خرجتم من دياركم، وطمعتم في غزو ديارنا؟ أجاب: " لقد ابتعثنا الله لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام"
فلابد أن يكون له هدف يسعى لتحقيقه، ورسالة سامية هي غاية في الدنيا وهى إرضاء الله –عز وجل-، ورؤية واضحة مرحلية هي لكل فترة يمر بها حتى يصل إلى غايته الكبرى، فالناس ثلاث أصناف صنف عنده رسالة ورؤية واضحة وهم الأنبياء، ومن تبعهم بإحسان، وصنف عنده رسالة وهي إرضاء الله، ولكنه غير ناجح في حياته، وهناك من يعيش برؤية مستقبلية لحياته، ولكن دون رسالة أو غاية إنما يعمل لدنيا فهو ناجح في الدنيا على قدر اجتهاده فيها، ولكنة غير سعيد؛ لأن السعادة مرتبطة بإرضاء الله، وهناك صنف رابع يحيا في الدنيا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام، لا رسالة لهم ولا رؤية.
وينبغي للهدف أن يكون طموح، وواقعي وليست من وحى الخيال، شرعي وليس الهدف منه إيذاء الناس، أو مثلاً نشر الرذيلة عبر الفضائيات.
2- أن يتخذ القدوة الصالحة التي يقتدي بها ويحتذي بها، وليست أي قدوة بنيت على باطل أو زيف كصاحب بدعة أو من يدعو إلى ضلالة الناس، ويتذكر أن هذه الأمثلة صدق فيهم قول الله - تعالى -: ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق) سورة البروج
القدوة التي تحدث الصعاب وصبرت على الإيذاء ونجحت في كل جوانب حياتها الأسرية وعلاقته بالآخرين، وفى العمل وحتى علاقته بالله، وهكذا حقق التوازن المطلوب من المسلم وكل هذا وأكثر تجسد في شخصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنه يجب على كل شاب وفتاة مسلمة أن يكون قدوتها من الرعيل الأول في الإسلام، وليس من الحضارات الغربية، ومن وحى ثقافتهم التي لا تناسب ديننا، كما قال عمر بن الخطاب: - رضي الله عنه-: " نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة في غير دين الله أذلنا الله "، وهذا بلال وعمار بن ياسر وأبيه لقوا في سبيل الله أصناف من العذاب، وهذا هو بن مسعود يقول عن صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من كان مستنا فليستن باصحاب رسول الله فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، وأقومها هدياً، وأحسنها حالاً" كل المجالات يجب أن نفتخر بموروثنا الثقافية والعلمية لعلمائنا المسلمين في الطب والرياضيات والفلك وغيرها من العلوم.
3- الفهم المتوازن الشمولي للإسلام، لقد أنكر القرآن على بني إسرائيل قبولهم لجزء من الدين، وتركهم جزء آخر، إذ يقول رب العزة: ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض....) (البقرة 85)
أن الفهم الشمولي للإسلام يتضمن " الإيمان والعقائد والأخلاق والمعاملات وما يلحق بها والأحوال الشخصية والحدود والجنايات والجهاد "
يجب أن يفهم الشاب المسلم دينه بهذه الطريقة، وأن لا يفصل بين الدين والدنيا، وأن يكون متوازناً فإن ديننا لا يدعو إلى الرهبانية، ويعرف أن للجسد عليه حق، وللنفس عليه حق، ولأهله عليه حق، أي أن الإسلام دين يوازن بين الروح، وحاجات الجسد، ويرى الفرد باعتباره فرداً، وباعتباره جزء من الأسرة، ويوازن بين الحرية الشخصية والمصلحة العامة، ولا يحرم ما احل الله فلا صلة في الدين الحلية وليست الحرمة، إذ يقول الله - تعالى -: ( يا أيها الذين امنوا لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) المائدة 87
4- أن يكون واثقاً من نصر الله للإسلام والمسلمين؛ لأن القرآن برهن على ذلك، والسنة الشريفة، ولأن التاريخ برهن على انتفاضة الأمم المنكوبة في وجه أعدائها، أما القرآن حرم اليأس، وندد باليائسين، إذ يقول الله - تعالى -في سورة يوسف: ( ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)، فإننا في عصر محتاجين كل الوقت لنصرة الإسلام وليس للمناداة باعتزال الفتن، والتزام احلاس البيوت؛ اعتقاداً أنه لا صلاح هذه الأمة، ولا أمل في استعادة مجدها، ومن المبشرات في القرآن قصة موسى وفرعون، إذ يقول الله - تعالى -: ( إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة ويعذب طائفة....) سورة القصص، وإذ يقول الله - تعالى -: ( وكان حقاً علينا نصر المؤمنين)، ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا.....) سورة الحج، ( حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين) المبشرات من السنة النبوية: اتساع دولة الإسلام، إذ يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( إن الله زوى لي مشارق الأرض ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض)) ولكنها سنة التداول؛ إذ يقول الله - تعالى -: (( إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس))
ومن التاريخ: نجد غزوة بدر برغم قلة عدد المسلمين إلا أن الله كان حيفهم وأيدهم بجنده (الملائكة) وأيضاً حروب الردة ارتدت قبائل بأكملها على عهد أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- فماذا فعل حتى أن الصحابة شاروا عليه أن الزم بيتك وأغلق بابك لا طاقة لك بحرب العرب جميعاً، فقال قولته المشهورة: " والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه "
وأيضاً من التاريخ مبشرات، فمن الذي حرر البلاد الإسلامية، والمسجد الأقصى بعد أن استولى عليها الصليبين ما يقارب من مائة عام حتى جاء صلاح الدين في معركة حطين شاء الله النصر للمسلمين على يده، من كان يظن أن تقوم للمسلمين قائمة بعد أن خرب المغول والتتار العالم الإسلامي من أقصاه حتى قيل: أن جبالاً شامخة أقامها هولاكو من جماجم المسلمين؟ إلى أن جاء قطز في معركة عين جالوت.
5- أن تكون له قضية وأن يهتم بأمر المسلمين فإن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم)) وأن يكون على علم بما يحاك ضد الإسلام والمسلمين، وأن الحرب ليست على أرض إنما على نزع الإسلام من قلوب أصحابه، وأن الوسائل التي يتخذها أعداء الإسلام اختلفت عن ذي قبل، فليس بالقتال وحده يقضوا على هذا الدين، إنما بالخمر والجنس وإطلاق العنان للشهوات، والمتاجرة بالبشر والأزمات الاقتصادية المفتعلة من أجل تغيب الشباب عن قضاياهم الأساسية، وخلق فتن طائفية في كل مكان، وأيضاً أن يعرف الشاب لماذا الإصرار من العدو على هذه المناطق من العالم العربي: (فلسطين، والعراق، ودارفور)
6- وأن يعلم أنهم من تبنوا آراء فرويد الذي يفسر كل سلوك بشري على أنه سلوك غريزي جنسي، وان القس زويمر في مؤتمر المبشرين الذي عقد منذ أكثر من 70 عاماً في جبل الزيتون في القدس قال: " إنكم أعددتم نشأً في ديار المسلمين لا يعرف الصلة بالله، ولا يريد أن يعرفها، وأخرجتم المسلم من الإسلام، وبالتالي جاء النشء الإسلامي طبقاً لما أراد الاستعمار، أصبح يحب الراحة والكسل، ولا يهتم بعظائم الأمور، ولا يصرف همه إلا للشهوات، فإذا تعلم تعلم للشهوات، وإذا جمع المال فللشهوات وهكذا.
تخيل هذه معتقداتهم من قديم الأزل، فهل بعد أن عرفتم أطماعهم نمكنهم من أهدافهم؟ علينا أن نستفيق، وأن نتخلى عن المعارك الجانبية بيننا البعض، وانقسامنا على أنفسنا حتى أن أتباع المذاهب المختلفة لا يصلون في مسجد واحد بالرغم من أن أصحاب هذه المذاهب ائتموا ببعض، وأن يُعلم بذلك أنه يريد أن يقضى علينا دينياً وسياسياً وأخلاقياً واقتصادياً، ولننتبه لحملات التبشير التي تنتشر في أماكن يشيع فيها الفقر والعوز المادي، فيكون الغذاء مقابل التخلي عن دينك، فلماذا لا نحتوى نحن أهلينا وذوينا من الفقراء في كل مكان في هذه الأمة الإسلامية؟ ألا تستشعر الأمن؟ لماذا ربط رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - بين الكفر والفقر في دعاء واحد حيث قال: (( اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر)).
6- أن يكون مرتب في وقته ومحدد لأولوياته، ويعلم أن الوقت هو الحياة، ويكون على حذر أن يضيع الوقت في أمور هي من المباحات، ولكن كثرتها تهلك الفرد المسلم، وتشغله بنفسه عن أن يكون جزء من مجتمع له وعليه حقوق وواجبات.
وهذا هو قول الحسن البصري قال: " ما من يوم تنشق فجرة إلا وينادى منادى يا بن ادم أنا خلق جديد على عملك شهيد فاغتنمني فإني لا أعود".
ويكون مرتب بين أمور عاجلة ومهمة، فلها الأولوية، وأمور عاجلة ليست مهمة، وأخرى ليست عاجلة وليست مهمة، مثل: قضاء أوقات طويلة في المولات بدون هدف أو مشاهدة التلفيزيون بلا هدف.
وانتبه فإذا أردت أن تعرف قيمة شهر، اسأل أم تنتظر مولودها الجديد، فإذا أردت أن تعرف قيمة يوم اسأل عامل يومية يعول أطفال، فإذا أردت أن تعرف قيمة دقيقة سأل مسافر تأخر عن الطائرة، فإذا أردت أن تعرف قيمة ثانية اسأل شخص نجا من حادث سيارة للتو.
وحتى تستفيد من الوقت
أولاً: حدد هدفك
ثانياً: التخطيط للغد
ثالثاً: كل وقت له عبادته فحدد أولوياتك
رابعاً: حاول أن تملأ أوقات الانتظار إما بالقراءة أو بأي عمل مفيد: توزيع الوقت بين الجانب الإيماني والاجتماعي الخاص بالأهل، وصلة الرحم، والجانب الترويحي، ولنتعلم أهمية الوقت من هؤلاء:
ابن جرير الطبري قال: "حفظت القرآن ولي سبع سنين، وصليت بالناس وأنا بن ثمان سنين، وكتبت الحديث وأنا بن التاسعة"، فأين أطفالنا، بل أين شبابنا الذين وصل بهم السن الخامسة والعشرون، وأكثر وهم يقضون أوقاتهم في المولات التجارية والمقاهي بحجة أن لا يوجد عمل، ا
وهل يا شباب الإسلام..... كانت معصية امرأة العزيز، ومراودتها ليوسف النبي الكريم إلا نتيجة للفراغ، وليعلم الشاب والفتاة أن من علامات النجاح في الحياة: أن تكون الواجبات أكثر من الأوقات وليس العكس، ألم يأن للشباب المسلم أن ينقذ نفسه من براثن هذا الوحش المسمى الفراغ؟.
طلب العلم:
يقول الله - تعالى -: ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون أنما يتذكر أولوا الألباب) سورة الزمر
من الصفات التكوينية للشاب المسلم الطموح في طلب العلم والسعي للترقي العلمي والثقافي، فالثقافة: أن تعلم شيء عن كل شيء، مع علمك بتخصصك، وتأمل معي آيات القرآن إذ يقول الله - تعالى -: (وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذ رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ) التوبة
وعليك وأنت تتعلم العلم تتعلم معه التواضع للناس، ولمن علمنا علم، والخشية لله، وإرجاع الفضل لله في تعلم العلم، ولكن لنا وقفة مع الشباب المتدين الذي اكتفى بالعلم الديني، ونأى بنفسه عن العلم الدنيوي، مع العلم أنه إذا تعلمه لله كان عبادة لله أيضاً، فلنصحح فهمنا لطلب العلم، فنحن لا نتعلم العلم لنمارى به السفهاء والجهّال، إذ يقول رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم -: (( من طلب العلم ليجارى به العلماء وليمارى به السفهاء ويصرف به وجوه الناس إليه أدخلة الله النار)) رواة الترمذي.
ولكن لنرفع به شأن هذا الدين ولتسد به الثغور ويتقى به الأعداء.
وتأمل معي قول هذا الصحابي الجليل قتادة إذ يقول: "باب من العلم يحفظه المرء يطلب به صلاح نفسه وصلاح الناس أفضل من عبادة حول كامل".
وهذه كلمة للأستاذ محمد الراشد: " إنما الاختراعات إلا مبادرات فردية " حتى لا يدب إلى قلوب شبابنا اليأس.
7 أن يكون ايجابي صاحب رسالة: وأن يترك بصمة بعد موته، وأثراً يقتدى به، ولا يكون مثل الشخص العادي الذي عاش حياة عادية، ومات ميتة عادية لم يؤثر ولم يتأثر، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( فوالله لأن يهدى الله بك رجل خير من لك من حمر النعم )) رواه البخاري، وان يدرس سيرة أصحاب الدعوات والرسالات في كل زمان بداية بحياة الأنبياء إلى عصرنا هذا؛ ليعلم سنة الله في أصحاب الدعوات، أسمعكم تقولون إن الناس لا تستجيب، وأنه لا فائدة، والفتن تتزايد على شبابنا، أقول لمن يقول هذا: ولو كنت وحدك في هذه الدنيا الذي يدعو إلى الحق وطريق الهداية استمر في دعوتك ورسالتك، وأشهد الله انك بلغت الرسالة واترك الهداية لله، ولتعلم أن جراء السلبية لن يقع فقط على أناس عصوا ربهم وأنت تظن انك بمنأى عن ذلك، فقد تكون معصيتك أنك لا تفعل شيئاً فلا تستصغر العمل فرب عمل صغير تكبره النية؛ إذ يقول الله - تعالى -: ( فمن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شر يره)، وليتذكر حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال: (( إذا قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها))
مواقف وشخصيات:
من أسلموا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان عمر يوم أسلم في السابعة والعشرين من عمره، وهذا هو على -رضي الله عنه نام في فراش النبي - صلى الله عليه وسلم - في الهجرة، وكان بن عشرون عاماً تقريباً، وأسلم وهو بن عشر سنوات، وهذا هو أسامة بن زيد- (حب الرسول، وابن حب الرسول) وكان من خيرة شباب المسلمين، وهو ابن زيد بن حارثه الذي تربى في بيت الرسول.... وقد أرسله الرسول قائداً على جيش به كبار الصحابة؛ لقتال الروم، وهو يبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً..... وللأسف كثير من شبابنا مازال يعيش في سن الثامنة عشر مازال يعيش في طفولة وعدم جديه، وهذا زيد بن ثابت أسلم وهو ابن إحدى عشر سنة، وأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يتعلم لغة اليهود؛ ليأمن شرهم، فتعلمها في خمسة عشر يوماً، وكان أول من وكل له أبو بكر الصديق مهمة جمع القرآن، يا له من عمل شاق يتطلب شخصية على درجة عالية من الأمانة والثقة والإخلاص، فهل من شبابنا من يجمع بين الدين والدنيا، كما فعل زيد كتب القرآن وأتقن لغة أعداءه.
َمن مِن الشباب يعيش بهذه الرؤية؟؟؟
هناك من الشباب من ينشغل عن العبادة بالسعي على الرزق طوال النهار، ويعود بالليل منهك، فلا يؤدى حق أهله، ويجمع بين الصلوات، ويضيع حق كتاب الله والإسلام لا يدعو إلى ذلك!
وها هو الأرقم بن أبى الأرقم صاحب الدار التي بدأت منها الدعوة، كان عمره سبعة عشر سنة يوم بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم -، لنتعلم من الأرقم كيف نسخر إمكانياتنا فى سبيل الله.
مثال آخر: ها هم أبناء المرأة الصالحة التي ربت أولادها على حب الله ورسوله معاذ ومعوذ بن عفراء وهى أمهم استحقت أن بنسب إليها أولادها؛ لحسن تربتها لهم وهم شابان يبلغا من العمر خمسة عشر عاماً، شاركا في قتل أبو جهل في غزوة بدر، وتسابقا ليخبر كل منهم النبي أنه هو الذي قتله، فقد ربت فيهم الغيرة إذا انتهكت الحرمات، أو سب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم تقل كما يقول كثير من الأمهات في عصرنا هذا: اتركوه إنه مازال صغيراً اتركوه حتى يكبر.
وهذا نموذج لشاب آخر فضل رعاية إخوته على ما تشتهيه النفس، هو جابر بن عبد الله مات شهيد في إحدى الغزوات (يوم بدر)، وترك له تسع أخوات يرعاهن: ((رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد عجل فقال: ما أعجلك؟ قال جابر: إني حديث عهد بزواج، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أبكراً أم ثيب؟ قلت: ثيب قال: فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك، قال: يا رسول الله إن أبي قتل يوم أحد وترك لي تسع بنات، فكرهت أن اجمع عليهن جارية خرفاء مثلهن، ولكن امرأة تمشطهن وتقوم على رعايتهن، قال: أصبت)).
َمن مِن الشباب يعرف حق أهله عليه، ومسئوليته تجاههم حتى يرضى بهذه المسئولية على حساب رغباته الشخصية؟
- وهذا هو عقبة بن نافع، فتح كل بلاد الشمال الإفريقي حتى وصل إلى ساحل الأطلسي، وقال: " والله لو أعلم أن هناك أرضاً بعد هذا البحر لعبرت إليها؛ كي أعّبدها لله".... واستشهد وهو في طريق عودته.
- وهذا هو محمد الفاتح:.. فتح القسطنطينية وهو في الخامسة والعشرين من عمره بعد أن استعصت على المسلمين طيلة ثمانمائة عام.... فدرس الأسباب التي أدت إلى فشل الفتح.... وعالجها سبباً سببا بطريقه مذهلة في وقت قصير، وبالعزيمة والإصرار استطاع أن يفتحها.
وغيرهم كثير ممن أيقنوا بالهدف، وآمنوا بالرسالة، وثبتوا عليها حتى الموت.
والآن يا شباب أمتنا الغالية أترضون أن تذل أمتنا بين الأمم، وبعد أن كانت هي اليد العليا أصبحت هي اليد السفلى في كل شيء، أقول لكم: لا تتفرقوا عن أمتكم، تبتغون العزة في حضارات وأمم أخرى هي في الأصل واهية من الداخل، اعتزوا بإسلامكم، وكونوا الدروع التي تحتمي بها أمة الإسلام من تداعى الأمم الأخرى عليها.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.93 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.69%)]