|
|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
{ إن الله يأمر بالعدل }
في رِحابِ آيةٍ مِنْ كِتابِ اللهِ تِعالى (11) ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ﴾ الشيخ عبدالله محمد الطوالة العدلُ إذن مَطلبٌ إلهيٌ، وأمرٌ رباني: ﴿ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ ﴾.. وقالَ تعالى عن نَفْسهِ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾، وقالَ أيضاً: ﴿ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾.. والعدلُ مِيزانُ حقٍّ قامت بهِ الأرضُ والسماوات، واستقامتْ بهِ أمورُ كلِّ الموجودات، ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ﴾.. والعدلُ شَجرةٌ فيحاءُ مُباركةٌ، يتفيأُ الجميعُ ظلالُها الوارِفهُ، وينْعمُ الكُلُّ بِثمارِها اليَانِعةِ، وينالُ كُلَّ ذِي حَقٍّ حقَّهُ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ﴾.. وكما أنَّ العدلَ قَاعدةٌ شَرعيةٌ عَظيمةٌ، فهو صِفةٌ إيمانِيةٌ كريمةٌ: ﴿ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾.. والعدلُ يَشملُ جَميعَ شُؤونِ الحياةِ: ﴿ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ﴾، ففي المحاكمات: ﴿ وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ﴾، وفي المكاتبات: ﴿ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ﴾، وفي عُقود الصُلحِ: ﴿ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ ﴾، وفي المكايِيل والموازِين: ﴿ أَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ﴾، ومع الأيتام: ﴿ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ ﴾، وعلى النَّفسِ والأقربينَ: ﴿ كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ﴾، وحتى في الأقوال: ﴿ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا ﴾.. وكما أنَّ الشركَ هو أعظَمُ الظُلمِ، ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾، فإنَّ التوحيدَ هو أعظمُ العدلِ: ﴿ شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾.. يقولُ شيخُ الإسلامِ ابن تيميةَ رحمهُ اللهُ: عاقبةُ الظلمِ وخيمةٌ، وعاقبةُ العدلِ كريمةٌ؛ وإنَّ اللهَ لينصُرُ الدَّولةَ العادِلةَ وإنْ كانت كافِرةً، ولا ينصُرُ الدَّولةَ الظالِمةَ وإن كانت مُؤمِنةً.. صَدقت يا ربِّ: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ﴾..
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |