|
|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
التذلل للوالدين
التذلل للوالدين إبراهيم السكران 1/سأعرض الليلة بين يديكم مشهد اجتماعي مرتبط بخطأ في التصور، اكتشفت خطأ التصور من خلال مناقشة بعض المراهقين والشباب،ولاحظت بينهم "مبرر" مشترك 2/ في أكثر من مرة أجد مراهقا يخاطب والده أو والدته بأسلوب "فظ"، إما جوابا على سؤال والدته: (أين كنت؟) أو ردا على توجيه والده: (هدئ السرعة) مثلا 3/ومن صور سوء الأدب مع الوالدين:عدم الرد على اتصالات الوالدة بالجوال، وتركها تتلمظ، وخصوصا إذا كان الشاب شديد الحفاوة باتصالات زملائه 4/وأكثر صور سوء الأدب مرارة:حين ترى الشاب"يرفع صوته"على أحد والديه،هذه التي لا يحتملها دين ولا مروءة،أقسم بالله أنني أغلي إذا رأيت هذا المشهد 5/وتلاحظ أنه تزداد فظاظة كثير من المراهقين أو الشباب في حالات الاستيقاظ من النوم، أو حالات تعكر المزاج، أو حالات الانشغال بموعد مع أصدقائه 6/وأما مشاهد البر فأكثرها جمالا وبهاء وجاذبية تسحر النفوس: أن ترى الشاب مطرقا أمام والدته وهي تعاتبه، وهو يردد (سمّي..سمّي..) لا ينبس بغيرها 7/فإذا انتهت والدته من عتابها قام وقبّل رأسها ومضى حتى تهدأ نفسيتها، هذا المشهد يخلب الأرواح جلالاً ورب الوالدين 8/حتى أنني لا أحب أن يقول الابن كلمة، وأمه تعاتبه؛ غير كلمة (سمّي) .. حتى لا يخدش جمال المشهد .. إنه (إطراق البررة أمام والديهم) 9/حسناً ..أظن أنني استغرقت في رواية بعض المشاهد، دعنا نعود للموضوع الأساسي، وهو تحليل التصور الخاطئ الذي تسبب في بعض مشاهد العقوق الشبابية؟ 10/الحقيقة أنني سبق أن ناقشت عدد من المراهقين والشباب وسألتهم: لماذا يخاطب والديه بفظاظة؟ لماذا يرفع صوته؟ لماذا لا يطرق ويخضع ويصمت ويتأدب؟ 11/كان أكثر الأجوبة تكرراً هو أن الشاب يقول: أن والده أو والدته هو الذي (ينرفزني) أو يقول:تلطفت لوالدتي لكنها تستمر في التذمر والمعاتبة،الخ 12/حسنا..هذا الاعتذار والتبرير الذي يقوله بعض الشباب يكشف تصور مسبق، ويكشف فعلا أن هذا التصور المسبق من أسباب خلل السلوك، فما هو هذا التصور؟ 13/أظن أن التصور المغلوط المسؤول عن صور العقوق الشبابي:الخلط في نظام العلاقات، وافتراض أن الوالدين يجب أن يتعاملوا مع الابن كما يعاملهم الابن 14/باختصار شديد: كثير من الشباب يتعامل مع والده أو والدته كما يتعامل مع صديقه: تحترمني أحترمك، ترفع صوتك علي أرفع صوتي عليك، وهكذا 15/العلاقة بين(الصديق والصديق) هي علاقة(أنداد) وأما العلاقة بين(الوالدين والابن) فهي علاقة(أدنى لأعلى)، كما في البخاري (ليس الواصل بالمكافئ) 16/هذا يعني أن الابن حين تقول له:لماذا ترفع صوتك على والدتك؟ فيقول لك هي اللي تنرفزني، فهذا يعني أنه افترض أن أمه يجب أن تعامله معاملة الند! 17/مفاهيم(التربية الحديثة)المستوردة من المجتمع الغربي فيها أفكار مبدعة ومبرهنة علميا، لكن أيضا: فيها أخطاء فادحة ومنها(تحريض الابن ضد والديه) 18/مفاهيم(التربية الحديثة)نشأت في بيئة غربية متخلفة عن هدي القرآن في تعظيم حق الوالدين،ولم تستطع أن تتطور وتتقدم إلى المعدن الأخلاقي القرآني 19/قارن كيف تشحن التربية الغربية الحديثة الابن بأن من حقه مناقشة ورفض أوامر والديه، وقارن ذلك بقول الله (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة)..شتان! 20/هذه الآية تقفز لذهني مرارا وتكرار،ولا أسأم من التمعن في صياغتها التي تفيد غاية الأدب حتى يصل لمرحلة "الذل" (واخفض لهما جناح الذل).. أرأيت؟! 21/تأمل كون الله أرسل الرسل وأنزل عليهم الكتب السماوية لبيان التوحيد بسبب تعظيم الله وحبه له، ثم انظر كيف يقرن الله حق الوالدين بالتوحيد! 22/التوحيد الذي أرسل الله به الرسل وأنزل الكتب يقرنه الله بحق الوالدينوقضى ربك أن لا تعبدو إلا إياه وبالوالدين إحسانا).(أن اشكر لي ولوالديك) 23/تأمل الشعائر وكيف أن أعظمها الصلاة، وأنه لا كفر وقتل على ترك عبادة إلا الصلاة، ومع ذلك يجعل النبي حق الوالدين بعد الصلاة كما في البخاري 24/تمعن منزلة الوالدين:في البخاريسألت النبي:أي العمل أحب إلى الله؟قال:"الصلاة على وقتها"قلت: ثم أي؟ قال"بر الوالدين") الوالدان بعد الصلاة! 25/ (الوالدان) فرصة استثمارية للمستقبل: تأمل (رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر، أحدهما أو كليهما؛ فلم يدخل الجنة)مسلم 26/بل تذكر معي كراهية الله للشرك والمشركين، ثم تأمل كيف تعامل القرآن مع الوالد الداعية للشرك، الشرك الذي يبغضه الله وأرسل الرسل لمحاربته 27/(وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا)..يا ألله الأب"داعية شرك" ومع ذلك يأمر بمصاحبته بالمعروف! 28/يأمر الله بالتطلف للوالدين حتى لو كانو أعداء لله ذاته بدعوتهم للشرك! فكيف بالله عليك سيكون حق الوالد المسلم المصلي ومنزلة بره عند الله؟! 29/يارب أكرمنا وشرفنا وارفعنا ببر والدينا،يارب إن في نفوسنا شوقا وشغفا لبر والدينا، اللهم اشف نفوسنا ببرهم،اللهم أثلج أكبادنا بالإحسان إليهم 30/ما سبق كان بعض الخواطر حول أمر عظيم أدهشني تعظيم القرآن له وهو (التذلل للوالدين) .
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |