التغريب في الرواية النسائية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850185 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386318 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 71 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 72 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 57 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-10-2020, 05:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي التغريب في الرواية النسائية

التغريب في الرواية النسائية



د. نهى قاطرجي





يُعتبر الغزو الفكري سلاحًا من أهم أسلحة الحيلة والخداع التي يستخدمها المستعمِر من أجل ضمان النصر على العدو وإحكام السيطرة عليه من جهة، وضمان إتباع الهزيمة العسكرية بأخرى فكرية من جهة أخرى. لهذا نجد هذا المستعمر يحرص كثيرًا على بناء وتكوين الأدوات التي تُعينه في مهمته تلك، التي من أهمها: تشييد المدارس والجامعات المرتبطة بالمستعمر بالمال والمناهج، ونشر المذاهب الفكرية الغربية، والعمل على إثارة الشبهات حول المعتقدات والأديان.




وفي محاولة لبيان آثار هذا التغريب على الفن الروائي بشكل عام والروائي النسائي بشكل خاص، يمكن تقسيمها إلى عدة أقسام: الأثر التغريبي في الأدب العربي، وفي اللغة العربية، وفي تطور الكتابة النسائية، وفي مفهوم الأدب النسائي، وفي المفاهيم والقيم.




أولًا: في الأدب العربي:

تعتبر كلمة التغريب Occidentalisation كلمة مستحدَثة في العربية لم تستخدم إلا في القرن العشرين الميلادي؛ نتيجة الإحساس العام بالهزيمة التي أصابت كثيرًا من الأدباء والمفكرين العرب الذين «سلّموا بتفوق الإرث الحضاري والثقافي للغرب».




وكان من نتيجة هذا الإحساس المتشابك بالهزيمة النفسية وبالتفوق الغربي أنْ بدأت الدعوة التغريبية تظهر في الأدب العربي بشكل عام، والفن الروائي والنسائي بشكل خاص، بما يأتي:

1- العودة بمعنى الأدب إلى العصر اليوناني القديم الذي كان يُنكر وجود أي ارتباط للأدب بالقيم والأخلاق. يقول الكاتب الإنجليزي «أوسكار وايلد» مبيِّنًا هذا المعنى: ليس هناك «كتاب أخلاقي وكتاب «منافٍ للأخلاق» إنما الكتب إما جيدة الصياغة وإمّا رديئة الصياغة.




3- الدعوة إلى وحدة «الأدب العالمي» الذي يتخطى الحدود ويعبّر عن نفسية الشعوب أجمعين، بمعزل عن أي ظروف أو خصوصية شخصية؛ لهذا لا يُجيز المدافعون عن هذا الأدب لأيِّ شعب من الشعوب أن يرفضه أو يناقشه، بل يقبله كما هو، وإن لم يفعل كان جامدًا أو رجعيًا أو جاهلًا!!



ثانيًا: في اللغة العربية:

لم تكن الهجمة على اللغة العربية حديثة؛ بل ترافقت مع الاستعمار الغربي للبلاد العربية، الذي نجح في إيجاد أعوانٍ له من المستغربين من بعض المسلمين والنصارى الحاقدين. هذا وقد كانت حرب الأعداء والأصدقاء على اللغة العربية حربًا متعددة الجبهات، ومن بين هذه الجبهات:

أ- جبهة تعمل على استبدال اللغات الأجنبية باللغة العربية في المدارس والجامعات.




ب- جبهة تدعو إلى استبدال اللغة العامية - الخاصة بكل بلد - باللغة العربية الفصحى. ومن بين مَن استخدم هذا الأسلوب: الكاتبة اللبنانية «مي المر»، تلميذة الشاعر سعيد عقل الذي دعا إلى استعمال الحرف اللاتيني بدل الحرف العربي!




ج- جبهة تستخدم الكتابة الأجنبية في التعبير عن قضايا وهموم المجتمع العربي، وفي هذا المجال أعلنت الكاتبة الجزائرية «آسيا جبار» عن عدم قدرتها على التعبير عما تريد باللغة العربية بدل الفرنسية التي تتقنها.




د- جبهة نسائية تدعو إلى تأنيث اللغة وتخليصها من طابعها الذكوري الذي ظل مرافقًا لها طوال العهود والقرون السابقة، وقد دعت «زليخة أبو ريشة» في كتابها «اللغة الغائبة: نحو لغة غير جنسوية» - صدر عام 1996م - إلى «تخليص اللغة العربية من صفاتها الذكورية الطاغية، أي جعلها لغة غير جنسوية (غير متحيزة للرجل)»!



ثالثًا: في تطور الكتابة النسائية:

بدأت المرأة العربية الكتابة الفعلية مع بداية عصر النهضة، ومع ظهور عشرات المجلات العائلية، الاجتماعية التي قامت بتأسيسها بعض النساء. وقد مرت الكتابة الأدبية النسائية بثلاث مراحل:

المرحلة الأولى (1850- 1955م):

تم الربط في هذه المرحلة بين نهضة المرأة ونهضة الأمة، وقد بدأت هذه المرحلة مع صدور الصحافة النسائية. وتكرست على يد قاسم أمين (1863-1903م)، عبر كتابيْه (تحرير المرأة 1899م، المرأة الجديدة 1900م). ويظهر في هذه الفترة بوضوح التأثير الفكري الماركسي الشيوعي الملحد، ورائدة هذه المرحلة «لطيفة الزيات» التي تعتبر روايتها «الباب المفتوح» تجسيدًا واقعيًا لهذا الفكر.




المرحلة الثانية (1956-1974م):

يظهر في هذه الفترة على الصعيد الأدبي مدى تأثر الأدب النسائي بالحركات النسوية التي ظهرت في بعض الدول الغربية وجدت في الإباحية سبيلًا لإثبات حريتها واستقلالها. ومن نماذج هذه المرحلة «ليلى بعلبكي» التي دعت المرأة في كتابها (أنا أحيا 1958م) إلى الامتناع عن تأدية أدوارها التقليدية.




المرحلة الثالثة (1975م - حتى الآن):

برز في هذه المرحلة التأثير البالغ للبُعد الدولي بخصوص قضية المرأة في إطار ما عُرف بظاهرة العولمة التي رعتها الأمم المتحدة. ومن نماذج أديبات هذه المرحلة الدكتورة «إلهام منصور» في رواية (أنا هي) التي تتصدى فيها لموضوع العلاقات المثلية كونه واحدًا من الحقائق التي لم يعد ينبغي السكوت عنها!!



رابعًا: في مفهوم الأدب النسائي:

كان لتطور المرأة وتغيير دورها عبر المراحل التاريخية التي ورد ذكرها، أثره في تطور نظرة الأديبة إلى أدبها وكتابتها. وقد كان من نتيجة هذه النظرة أن ظهرت ثلاثة أنواع من الاتجاهات الأدبية النسائية: الاتجاه الوحدوي، والاتجاه النسائي، والاتجاه النِّسوي.




1- الاتجاه الوحدوي في الأدب:

لم يكن كل الرافضين لفكرة تأنيث الأدب من النساء والرجال من أعداء تحرير المرأة ومساواتها بالرجل، بل إن بعض هذا الرفض جاء من قِبَل بعض الأديبات اللواتي كرّسن حياتهن لخدمة قضايا المرأة، وكانت حُجَجهن في الدفاع عن هذا الاتجاه متنوعة، منها:

أ- صعوبة التصنيف الجنسوي للأدب؛ وذلك انطلاقًا من الوحدة الموجودة في اللغة وفي القضايا الإنسانية، من هنا رفضت «أحلام مستغانمي» أن تحاكَم أعمالها كونها كاتبة أنثى، وتعتبر مصطلح «الأدب النسائي» نوعًا من الإهانة للمرأة.




ب- انعكاس خطورة هذه التفرقة على قضية المرأة نفسها؛ إذ تبيّن لبعض الأديبات أن تضخيم قضية الإبداع النسائي وإيلاءها الأهمية القصوى إنما هو مخطط جهنمي يؤدي إلى عزل إبداع المرأة خارج السياق العام للأدب.




ج- كَذِب ادّعاء البعض من أنصار الأدب النسائي بأن المرأة أقدر على التعبير عن احتياجاتها من الرجل، وفي هذا المجال تقول الروائية السودانية «بثينة خضر مكي» مبينة هذا المعنى: «إن الروائيين الرجال كتبوا حتى فيما هو تجارب نسائية، كالمخاض مثلًا، أفضل بما لا يقاس من النساء، لذلك لا أجد أي حَوْجَة لكتابة نسائية».




د- الخشية من الموروث الثقافي الذي يحقِّر أي عمل تقوم به المرأة ويجعله عديم النفع. ولهذا رفضت «لطيفة الزيات» - على سبيل المثال - إدراج أدبها في قائمة الأدب النسائي خوفًا من احتقار إنتاج المرأة ومقارنة تجربتها بتجربة الرجل.




2- الاتجاه النسائي في الأدب:

يعتبر مصطلح «الأدب النسائي» مصطلحًا عامًا وواسع الدِّلالة؛ فهو يمكن أن يدل على الأدب الذي تكتبه المرأة فقط، كما يمكن أن يدل على الأدب الذي تكتبه النساء والرجال عن المرأة من أجل أن تستهلكه المرأة، ويمكن أن يدل على الأدب النسوي Feminist Literature الذي يصدر عن خطاب الحركة النسائية، وصراعها من أجل تحرير المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين على كل الأصعدة.




3- الاتجاه النسوي في الأدب:

بدأ ظهور مصطلح «الأدب النسوي» أو «الأنثوي» في الساحة الأدبية العربية في أواخر الثمانينيات والتسعينيات، وتجلى هذا في اهتمام الأدب النسوي بكتابات المرأة حاضرًا وتاريخًا، فانبثقت الدعوات إلى التخلي عن لفظة تاريخ باللغة الإنجليزية historyواستبدال لفظة her story بها، وبالتالي إعادة كتابة التاريخ من وجهة نظر نسائية!



خامسًا: في المفاهيم والقيم:

ارتبطت دعوات الحرية في الكتابة النسائية بدعوة بعض الكاتبات الغربيات. ومن المفاهيم الفكرية التي لاقت رواجًا كبيرًا: «الحرية الفكرية» وما تمثله من دعوات إلى إطلاق العِنان للفكر من دون وجود أية ضوابط. فدافعت كاتبات «الأدب النسائي» عن حقهن في التعبير عن تجاربهن الخاصة بكل حرية وإباحية، وبدون حياء من مخلوق أو خوف من خالق، فانتشر نتيجةً لذلك ما يسمى بالأدب «الجنسي» أو الأدب «المكشوف».




أما المفاهيم العَقَدية فقد تنوعت في تلك الكتابات بدءًا بالشعور بعبثية الحياة، وانتقالًا إلى العلمنة، وانتهاءً بالكفر والإلحاد الذي رفعت لواءه بعض الكاتبات النِّسْويات من أمثال «نوال السعداوي» التي اشتهرت بأفكارها الإلحادية.




وأخيرًا جاء تأثير الغرب على المفاهيم الاجتماعية التي من بينها تلك المتعلقة بالمرأة ودورها في المجتمع ورفض الأدوار النمطية؛ حيث ظهر كثير من الأعمال الأدبية التي اتخذت من حقوق المرأة ومطالبتها بالمساواة مادة أساسية لها. ومن الأديبات اللواتي تناولن هذا الجانب «نازك سابا يارد».




في الختام، كثيرة هي الأسباب التي أسهمَتْ في ظاهرة تغريب الأدب بشكل عام والأدب النسائي بشكل خاص، وإن كان التأثر بالوضع الذي وصلت إليه المرأة الغربية أحد هذه الأسباب، إلا أنه لا يجب أن نغفل عن الدور الذي قام به بعض أعداء الخارج والداخل من أجل طمس الهوية العربية الإسلامية وضمان احتلالها كاملة. وأكبر دليل على ذلك هو اشتغال أكثر من دار نشر عربية هنا وفي أوروبا على إعادة طبع ونشر كتب تراثية أو معاصرة تختص بـ «الإيروتيكية» أي: «الإثارة الجنسية» و«انتهج الجنس»، و«الشبقية الرخيصة»، و«الشذوذ الجنسي».


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.76 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.98%)]