القوة والنجاة بالتمسك بالأخوة في دين الله - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 3354 )           »          مكافحة الفحش.. أسباب وحلول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          أي الفريقين؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 10 )           »          نكبتنا في سرقة كتبنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          كيف نجيد فن التعامل مع المراهق؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الطفل والأدب.. تنمــية الذائقة الجمالية الأدبية وتربيتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          ترجمة موجزة عن فضيلة العلامة الشيخ: محمد أمان بن علي الجامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          يجب احترام ولاة الأمر وتوقيرهــم وتحرم غيبتهم أو السخرية منهم أو تنــقّصهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 1184 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-10-2020, 09:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,014
الدولة : Egypt
افتراضي القوة والنجاة بالتمسك بالأخوة في دين الله

القوة والنجاة بالتمسك بالأخوة في دين الله


الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد







إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب:70، 71].

أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.
أعاذنا الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.
عباد الله؛ الله في كتابه العزيز قرر أمرا وخالفه كثير من المؤمنين، نسأل الله السلامة، فقد قال سبحانه: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الحجرات: 10]، إخوة فما الذي يجري في هذا الزمان يا عباد الله؟ وهل أطاع اللهَ المؤمنون في هذا الزمان؟ وكانوا إخوة كما يريد الله سبحانه وتعالى؟ وكانوا إخوة كما كان الصحابة رضي الله تعالى عنهم، ومن بعدهم من الصالحين والعلماء إلى يومنا هذا؟ كانوا إخوة في دين الله سبحانه وتعالى؟

وغالب المسلمين خالف ذلك، إخوة في المحبة، وإخوة في المودة، وإخوة في التزاور والتناصح، وإخوة في الإصلاح، إن كان ما يقتضي الإصلاح إن وجد، وكان تنازع وتخاصم، على أمر مّا بين المسلمين، فيكون بينهم إصلاح؛ لا أن يصبَّ الزيت على النار، ولا أن يزيد الفتن بالكلام أو بالفعل، أو بالنقر على الفسبكة أو ما شابه ذلك.

﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾، أسلوب حصرٍ وقصر، يؤيد هذا الأمر، وصدق الله جل جلاله، وكذبت أفعال بعض المسلمين، الذين خرجوا عن هذا القول.

حال المسلمين اليوم يرثى له، أين الأخوّة بينهم؟ وأين المحبة والمودة للأمة عامّة؟ ربما يوجد من هذا شيء ولكنه نزر يسير، والخير موجود لكن ليس له أثر، وليس بظاهر، وليس بملحوظ بين الأمة؛ مودة ومحبة وقوة، والذي نراه غير ذلك!

هذا يذكرنا –حال المسلمين اليوم- يذكرنا بحال العرب قبل الإسلام، كيف كان حالهم؟ قبائل متفرقة متشرذمة، كلّ قبيلة تتربَّص بالأخرى، وكلهم عرب، جدُّهم واحد، ومع ذلك لا يوجد هناك ما يجمعهم حتى العروبة لم تجمعهم، حتى الوطنية لم تجمعهم، وطنهم الصحراء، صحراء الجزيرة العربية.

لكن عندما جاء الإسلام جعلهم أمةً واحدة، وصاروا أخوة، وانتشرت الأخوة بينهم، وذهبت النعرات والمطالبة بالثارات وأمور الجاهلية الأخرى التي نراها اليوم.

بالإسلام ذهبت الأخلاق السيئة من العرب الجاهليين، فصار الصحابةُ خيرَ خلق الله بعد رسل الله، بعد أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام، كان الصحابة رضي الله تعالى عنهم.

اليوم حال العرب والمسلمين إلى حدٍّ مَّا يشبه حال العرب قبل الإسلام، كان في الجاهلية الربا، فانتشر فينا الربا، وكان فيهم الزنا، فانتشر فيهم الزنا، نسأل الله السلامة، ظلم الآخر، القوي يأكل الضعيف، الكل يريد نفسه، ولا يريد لأخيه شيئا من الخير، التنازع موجود بين القبائل والعائلات، بين الفصائل والحركات، لكن يفشو ويظهر مرة، ويختفي بحمد الله وبدعاء الضعفاء أو المساكين، وبالأخذ بيد القوة يختفي مرة.
الحال موجود لم ينتهِ، النزعات والنعرات الجاهلية، نسأل الله أن يخلِّصَ الإسلام والمسلمين منها، وأن ينزعها من صدورنا اللهم آمين!

هكذا كان العرب قبل الإسلام، كانوا أعداءً وبنعمة الله عليهم بالإسلام أصبحوا إخوانا، فماذا قال الله فيهم؟ قال للصحابة رضي الله تعالى عنهم: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ -النعمة على الإنسان بالقوة في دين الله، وبالمحبة في الله، هذه هي نعمة الله على الصحابة- ﴿ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [آل عمران: 103].
أكبر نعمة تجمع المسلمين، وتصنع منهم أقوى قوة؛ الأخوة في دين الله، تصور لو أن المسلمين اليوم كلَّهم شرقَهم وغربَهم اجتمعوا على قلب رجل واحد، هل قوّة في العالم تقف أمامهم؟
وإن كانوا على قِلة من المادة، أو قلّة من السلاح، أو قلّة من العتاد، لكنهم كثرة بإيمانهم وتوحيدهم وتوجههم إلى الله، لكن ما الذي حدث يا عباد الله تفرق وتشرذم وانقسام، وسم ما شئت من أمور تنخُر في الأمة كالسوس في العيدان.

ولا يجمع المسلمين -والله اليوم- التطرفُ ولا التشدُّدُ، ولا التعنُّتُ في مسائلَ فقهيةٍ، ولا التزمُّتُ في قضايا شرعية معينة، لا تمس للعقيدة والدين بصلة.

لا يجمعنا هذا يا عباد الله! وكذلك لا يجمعنا التعصب للرأي، ولا يجمعنا احتقار الآخرين، لا يجمعنا ذلك، واستمعوا إلى ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى البخاري ومسلم وغيرهما، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ["الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يُسْلِمُهُ"]، و["لَا يَخُونُهُ، وَلَا يَكْذِبُهُ]، ["وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا"]، [وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْقَلْبِ] -صلى الله عليه وسلم-، ["بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْتَقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ"]. [1]
هذا يبينه لنا النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الحديث يقرؤه الذي يتسبب بالفرقة بين المسلمين، يقرؤه لكن لا يعمل به، فأي عذاب ينتظره، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2- 3].

المسلم أخو المسلم فأين الأخوة؟ والمسلم يقتل أخاه، ويذبحه وينتهك عرضه، لا يظلمه إن باعه أو اشترى منه، لا يظلمه في غيبته، ولا يظلمه في حضرته، ولا يظلمه إن كان ضعيفا.
ولا يسلمه بل يدافع عنه في حضرته وفي غيبته، لا يشتمه، كما قال ابن بطال رحمه الله في شرح هذا الحديث لا يسلمه، قال مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "انصر أخاك ظالما أو مظلوما"، فقال: [يا رسول الله! أنصره إذا كان مظلوما، فكيف ننصره إذا كان ظالما؟!] قال: "أن تكفه أن تحبسه عن البغي أو الظلم، فذلك نصرك له".

ولا يخونه في ماله، ولا يخونه في عرضه بالكلام في غيبته، وما شابه ذلك، ولا يخونه في أهله، لا يخونه بشتى أنواع الخيانة، التي لا تكون في قلب المؤمن أبدا.
ولا يكذبه إذا حدث بحديث، يحدثه وهو صادق، لا يكذب عليه، وكذلك لا يكذبه إذا تحدث أخوك المسلم، فصدقه.
ولا يخذله إن احتاج إليه في يوم ما، لا يسبب له خذلانا، ولا يحقق له ما يريد وهو يستطيع، لا يخذله.
ولا يحقره؛ والاحتقار موجود بين الناس اليوم بين المسلمين، مسلم يقول عن مسلم: من هذا؟ ومتى وجد على وجه الأرض؟ وأنا من قبيلة كذا، ومن فصيل كذا وما شابه ذلك، وأنا وسيم، وهو من هو وأنا سلطان ملك مسئول، من فلان، احتقار بين المسلمين، هذه مخالفة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يحقره.

أين التقوى يا عباد الله؟ يشير النبي صلى الله عليه وسلم إلى قلبه ويقول: "التقوى ها هنا"، التقوى ليست بكثرة صلاة ولا صيام، ولا حج ولا عمرة، ولا بكثرة الصدقات، التقوى في القلب، فإن كان الحج والعمرة والصلاة والصدقات مع التقوى؛ كان خيرا ودرجات فوق الدرجات، وإن خلت من التقوى فلا فائدة فيها، نسأل الله السلامة، التقوى ها هنا.

بحسب امرئ يكفيه يكفي الرجل الإنسان المسلم بحسب امرئ من الشر لو لم يفعل غيره يكفيه، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أو يحتقر أخاه المسلم.

غيرُ المسلمين من عرب وعجم من ليسوا بمسلمين؛ متى يكونون إخوانا للمسلمين؟ متى نكون إخوة مع الشرق والغرب؟ الجواب عند الله، يقول الله سبحانه وتعالى عن هؤلاء الناس غير المسلمين: ﴿ فَإِنْ تَابُوا ﴾ عن الشرك و -إن تابوا عن- الكفر، -وإن تابوا عن النفاق، إن تابوا عن غير دين الله عز وجل، تابوا عن هذا مهمة جدا، ومع هذا صفة مهمة في الإسلام، وما يجلب الأخوة والمحبة مع الصلاة- ﴿ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ -ويجلب المحبة والزكاة، تعطي أخاك المسلم فيعرف أنك تفتقده، فيصير في قلبك وقلبه محبة ومودة- ﴿ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ﴾-أصبح لنا أخا في دين الله، بالإيمان والتوحيد وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة- ﴿ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ [التوبة: 11].

واعلموا عباد الله! أن هناك أناسا -نسأل الله أن نكون منهم هم- إخوانُ للنبي صلى الله عليه وسلم كيف يعرفهم النبي صلى الله عليه وسلم؟ في الحديث الصحيح أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه له إخوانا غير الصحابة، الصحبة أعلى، فوق الأخوة صحبة، لا يتعداها شيء، ولا ينالها أحد غيرهم رضي الله عنهم.

لكن هناك أخوَّة حكم بها النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في حديث وأكثر من حديث، فقد ورد عند الإمام أحمد، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "وَدِدْتُ أَنِّي لَقِيتُ إِخْوَانِي"، فَقَالَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: [أَوَلَيْسَ نَحْنُ إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟!] قَالَ: "أَنْتُمْ أَصْحَابِي، وَلَكِنْ إِخْوَانِي الَّذِينَ آمَنُوا بِي وَلَمْ يَرَوْنِي". [2]
آمنوا بالله، وآمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وأحبوه، واهتدوا بهديه، ولكنهم لم يروه، هل رأيتموه؟ لا والله ما رأيناه، فنسأل الله أن نكون من هؤلاء، اللهم آمين، فاتتنا الصحبةُ لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن شاء الله لم تفتنا الأخوة، الأخوة له في دين الله.

وفي رواية أخرى رواها الإمام مسلم وابن ماجة والإمام ابن حبان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه: [أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى الْمَقْبَرَةَ]، -مقبرة البقيع، والتي دفن فيها الصحابة- فَقَالَ: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا"، قَالُوا: [أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟!] قَالَ: "أَنْتُمْ أَصْحَابِي، وَإِخْوَانِي الَّذِينَ لَمْ يَأتُوا بَعْدُ"، فَقَالُوا: [كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟!] -ما هي العلامة التي تعرف بها أصحابك أو إخوانك فيما بعد، والله هذا سؤال مهم، كيف يعرفنا رسول الله يوم القيامة؟ صلى الله عليه وسلم، الجواب هنا- قَالَ: "أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ، بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ؛ أَلَا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟!" -مثال قريب جدّا، ألا يعرف خيله؟ والذي له سِمَةٌ معينة، ودخلت بين خيل أخرى سيماها مختلفة، وعلاماتها مختلفة، ألا يعرف خيله؟

بلى يعرفها، فشبه أمته بالخيل الذي لها علامات وسمة معينة، غرٌّ محجَّلة، لها غرة مقدم شعر الرأس، تحجيل فوق المرفقين وفوق الكعبين للفرس معروف، بين خيل بهم، سود، دخلت هذه الخيل بهذه الصفات، بين خيل سود، ليس فيها لون آخر، كيف يكون هذا؟ ألا يعرف خيله؟
-[الدُّهْم]: جَمْع أَدْهَم، وَهُوَ الْأَسْوَد. و[الْبُهْم]: قِيلَ: السُّود أَيْضًا، وَقِيلَ: الْبُهْم: الَّذِي لَا يُخَالِط لَوْنه لَوْنًا سِوَاهُ، سَوَاء كَانَ أَسْوَد، أَوْ أَبْيَض أَوْ، أَحْمَر [3].

قَالُوا: [بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ!] قَالَ: ["فَإِنَّ لَكُمْ سِيمَا لَيْسَتْ لِأَحَدٍ مِنْ الْأُمَمِ"] -أي: لكم علامة ليست لأحد من الأمم.-
["غَيْرِكُمْ، تَرِدُونَ عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ"]، -[الغُرٌّ]: جَمْعُ أَغَرَّ، -بياض ونور في مقدم رأس الإنسان من كثرة الوضوء والصلاة- وَالْمُرَاد بِهَا هُنَا: النُّورُ الْكَائِن فِي وُجُوه أُمَّة مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم. [فتح الباري].

و[الْمُحَجَّلُ مِنْ الدَّوَابِّ]: الَّتِي قَوَائِمُهَا بِيضٌ، مَأخُوذٌ مِنْ الْحَجْلِ، وَهُوَ الْقَيْدُ، كَأَنَّهَا مُقَيَّدَةٌ بِالْبَيَاضِ. [4]
["بُلْقٌ"] -[البُلْق]: جمع أبلق، وهو -الفرس- الذي فيه سواد وبياض، والمعنى أن أعضاء الوضوء تلمع وتبرق من أثره.-
فأبشروا يا أهل الصلاة.

["مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ، وَأَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ"]. [5]
وروى الإمام أحمد، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله تعالى عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا أَوَّلُ مَنْ يُؤْذَنُ لَهُ بِالسُّجُودِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يُؤْذَنُ لَهُ أَنْ يَرْفَعَ رَأسَهُ، فَأَنْظُرَ إِلَى بَيْنِ يَدَيَّ، فَأَعْرِفَ أُمَّتِي مِنْ بَيْنِ الْأُمَمِ، وَمِنْ خَلْفِي مِثْلُ ذَلِكَ، وَعَنْ يَمِينِي مِثْلُ ذَلِكَ، وَعَنْ شِمَالِي مِثْلُ ذَلِكَ"، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: [يَا رَسُولَ اللهِ! كَيْفَ تَعْرِفُ أُمَّتَكَ مِنْ بَيْنِ الْأُمَمِ فِيمَا بَيْنَ نُوحٍ إِلَى أُمَّتِكَ؟!] قَالَ: "هُمْ غُرٌّ مُحَجَّلُونَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ، لَيْسَ أَحَدٌ كَذَلِكَ غَيْرَهُمْ، وَأَعْرِفُهُمْ" -غير غرة التحجيل، يعرف بأمور أخرى، قال: وأعرفهم- "أَنَّهُمْ يُؤْتَوْنَ كُتُبَهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ، وَأَعْرِفُهُمْ" -وهذه علامة أخرى- "يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ذُرِّيَّتُهُمْ". [6]

أطفالهم الذين ماتوا في الصغر أمامهم، هذه الأمة فيها هذه الصفات لا توجد في الأمم الأخرى.

إنها علامات مهمة جدا، إنها الصلاة بشروطها علامة يعرف بها العبد المؤمن المسلم يوم القيامة، الصلاة تجمع المسلمين في المساجد، في هذا المسجد وفي غيره ألوان مختلفة، وأفكار مختلفة، واتجاهات مختلفة، مسجد واحد، وكذلك بقية مساجد المسلمين، جمعتهم كلمة الله أكبر، يقفون وراء إمام واحد لا اختلاف بينهم، إذا قال سمع الله لمن حمده، قالوا: ربنا ولك الحمد، فيا ليت كل الأمة تكون كذلك، على قلب رجل واحد، الإمام جمعهم على اختلاف مشاربهم، فلم هذا التفرق وهذا الانقسام والتشرذم، لماذا يا عباد الله؟ حال يرثى له، ونرضى بقدر الله، ونسأل الله الخير لهذه الأمة.

الصلاة تجمع المسلمين في مكة المكرمة، افتحوا على فضائية القرآن الكريم؛ الذين يطوفون ليسوا من فئة واحدة، وليسوا من جماعة واحدة، وليسوا من فصيل واحد، وليسوا من قبيلة واحدة، اختلاف ألسنة واختلاف الألوان، واختلاف أفكار، فإذا أذن المؤذن وقفوا كلٌّ مكانه، ليؤدوا فريضة الله سبحانه وتعالى، والعالم من حولهم والمسلمون في نزاع واقتتال وهم مسلمون، مسلمون مسلمون والله، يا للأسف في مشارق الأرض ومغاربها النزاع والاقتتال، ويتَّحِدُون في الصلاة خلف إمام واحد، وهذا كله بدون تفريق منهم، ويصلون في المدينة المنورة والمسجد الأقصى بدون تفريق بينهم.

وإذا وقع التفريق يا عباد الله! وقعت الفرقة بين المسلمين حصل الاضطراب، والتبس على الناس دينهم واختلط الأمر، أين الدين؟ نتبع من يا شيخ؟ مع من نذهب؟ أي حركة أي جماعة؟ اختلط والتبس على الناس أمر دينهم، وقلَّت العفّة، العفة عن السؤال؛ سؤال المال التعفُّف عنه قليل جدًّا اليوم، الكل يسأل ويطلب، والكل يريد أن يسجل.

وانتشر القتل بين المسلمين بأيدي المسلمين، وانشغل الناس -وكل هذا من التفرق- بالدنيا وزخرفها، واختلف الإخوة واقتتلوا، ولم يبق إلا أن يحترق البيت العتيق، بيت الله الحرام، لم يبق إلا هذا، وهذا الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، فاستمعوا إلى ما رواه الإمام أحمد والطبراني، عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ: ["كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا مَرِجَ الدِّينُ"] -أَيْ: اضْطَرَبَ والتَبَسَ الـمَخْرَجُ فيه،- [7] -والتبس أمره على الناس.-

["وَظَهَرَتْ الرَّغْبَةُ"] -قال ابن الأثير: [الرغبة] قلة العفة، وكثرة السؤال.-، -وظهرت الرغبة في المال وجمعه أمن حلال أم من حرام-.

[وَسُفِكَ الدَّمُ، وَظَهَرَتِ الزِّينَةُ] -قال الألباني في الصحيحة [8]: قد انتشرت -هذه الزينة- في الأبنيةِ والألبسة، والمحلاتِ التجاريةِ انتشارا غريبا، حتى في قُمصان الشباب ونِعالهم، بل ونِعال النساء! فصلى الله على الموصوف بقوله تعالى: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4]. أ. هـ
أخبر صلى الله عليه وسلم عن واقع رأيناه بأعيننا.
["وَشَرُفَ الْبُنْيَانُ"] -انشغل الناس بالدنيا وزينتها ورفعوا البنيان-.
[وَاخْتَلَفَ الْإِخْوَانُ، وَحُرِّقَ الْبَيْتُ الْعَتِيقُ؟"]. [9]
وهدد رئيس كبير منذ عشر سنين أو أكثر بضرب بيت الله الحرام بصاروخ، وهدده غيرهم من الطوائف بضرب صاروخ على بعد عشرات الأمتار عنه، فهل سيقع احتراق بيت الله؟
سيقع كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، متى؟ لا ندري، إذا بقيت الأمة على هذا الاضطراب وهذا الاختلاف، وارتفعت منها الأخوة والمحبة والمودة، وصار كلٌّ يتربّص بالآخر جاءت مثل هذه الأمور.
أخي المسلم؛ قالوا في حكمة: لا تعادِ إخوانك المسلمين، لا تعادِ أحدا حتى تعلم ما بينه وبين الله، فإن يكن محسنا فإن الله لا يسلمه لعداوتك، وإن يكن مسيئا فأوشك بعمله أن يكفيكه، لا تعادِ أحدا حتى تعلم لعله يكون محسنا، أنت تعاديه لعله يكون محسنا.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الآخرة
الحمد لله، والصلاة والسلام على سول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:
يوم القيامة تنقطع الأواصر، وتنحلُّ الروابط بين القبائل وبين الأنساب، ﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ [المؤمنون: 101]، إنه ﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ [عبس: 34 - 37]، وتبقى رابطة الإيمان، وتبقى آصرة الدين، ويبقى حبلُ المودة والخُلَّة والمحبة والأخوّة، قال سبحانه: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ * وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ * لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ * نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ [الحجر: 45- 51]، هذا هو الحال هناك يا عباد الله.

وكيف حال الأحبَّة والأخلاَّء الذين كانت تجمعهم الدنيا وزخارفها وزينتها؟ وتجمعهم في الدنيا المحرماتُ؛ من شرب ولهو ومجون وما شابه ذلك، أو يتفقون على شيء معين، كل له طائفته، في الدنيا محبة بينهم، وكيف تجمعهم الذين تجمعهم الحياة وشهواتها؟ والمناهجُ الباطلة واتجاهاتها؟ قال سبحانه: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ * يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ * ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ [الزخرف: 66- 73].

فكل الأخلاء والأحبة تتحول خُلُّتهم ومحبتهم إلى عداوة؛ إلا المحبة والخلّة التي أساسها تقوى الله ومحبته بين المسلمين، قال سبحانه: ﴿ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر: 8، 9] -هؤلاء الطائفتان المهاجرون والأنصار، ولسنا منهم، لكن نسأل الله أن نُحشر معهم، وأن نكون من الطائفة الثالثة، أولئك الذين قال الله فيهم: ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر: 8- 10].

﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56]، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وعلى من اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.
اللهم فُكَّ أسر المأسورين، وسجن المسجونين، ونفس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا إلا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شافيته، ولا غائبا إلا رددته سالما غانما يارب العالمين.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.
وأقم الصلاة؛ ﴿ ... إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ[العنكبوت: 45].

خطبها وألقاها صاحب الفضيلة/ الوالد الشيخ: أبو المنذر فؤاد بن يوسف أبو سعيد جعلنا الله وإياه من الناجين المتحابين
بمسجد الزعفران- 27/ جمادى الأولى/ 1438هـ،
وفق: 25/ 2/ 2017م.


[1] مجموعة روايات بزياداتها عند البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة والإمام أحمد، [خ] [2310]، [م] 32- [2564]، 58- [2580]، [د] [4882]، [ت] [1426]، [1927]، [جة] [4213]، [حم] [7713]، [16062].

[2] [حم] [12601]، انظر الصَّحِيحَة [2888].

[3] النووي [1/ 404].

[4] تحفة الأحوذي [2/ 142].

[5] [م] 36، 37- [247]، 39- [249]، [د] [3237]، [جة] [284]، [4302]، [4306]، [خز] [6]، [حب] [1046]، [3171]، [7240]، [حم] [3820]، [21737].

[6] [حم] [21785]، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب [180]، وهداية الرواة [288].

[7] لسان العرب [2/ 364].

[8] الصحيحة [2744].

[9] [حم] [26872]، انظر الصَّحِيحَة [2744]، وقال الأرناؤوط: إسناده حسن، [طب] [ج24/ 10] ح [14].




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 81.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 79.87 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (2.32%)]