رسالة مهمة لكل زوجة مسلمة: عليك بالقناعة والرضا وعدم النظر لثراء جارتك

[ابوالوليد المسلم]

رسالة مهمة لكل زوجة مسلمة:
عليك بالقناعة والرضا وعدم النظر لثراء جارتك
رفعت محمد بروبي


>إن الرضا بما رزق الله وقسمه للإنسان من أهم مقومات الإيمان بالله عز وجل وقناعة المرء بعيشه من المكرمات التي يحاط بها المؤمن القانع بما وهبه الله عز وجل·
> سيدتي الزوجة الفاضلة القانعة بما قسم الله عز وجل لها من عيش هناك حقيقة يجب عليك إدراكها وهي أنه ليس بالثراء وحده تكون السعادة الزوجية والاستقرار العائلي فأسرة بسيطة تنعم بالود والسكينة تكون أحسن حالا من أسرة ثرية قد لا ينفعها هذا الثراء وقد يكون هذا الثراء هو الباعث على تقويض أركان السعادة في هذه الأسرة الثرية التي راحت تعب من ينابيع الثراء في غياب الوازع الديني وابتعاد أفراد هذه الأسرة عن الثوابت الدينية والقيم الروحية، وقولنا هذا لا ينسحب على كل الأسر الثرية حيث نجد أن كثيراً من الأسر الثرية تحفظ نعمة الله وتشكر فضل الله عز وجل عليها، وتقوم بتوظيف ثروتها لتنشئة أولادها التنشئة الصحيحة في مناخ صحي تسوده روح المبادئ السمحة المستقاة من ديننا الإسلامي السمح، فتجعل هذه الأسرة،- جزءاً من موازنتها -يتم إنفاقها في أوجه الخير كإغاثة الملهوفين وإعانة المحتاجين والوفاء بزكاة المال وصرفه في أوجه الخير المختلفة كبناء المساجد والتبرع لدور الأيتام، مثلا، فالإنفاق في سبيل الله حض عليه الخالق عز وجل، قال تعالى: {يأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ماكسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه، تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غني حميد} >البقرة- 267<·
إذن عليك أيتها الزوجة الفاضلة عدم النظر لثراء جارتك مما ينعكس سلباً على حياتك الأسرية إذا كان مستوى أسرتك الاقتصادي أقل من مستوى جارتك وكما هو معروف أنه ليس هناك أقرب من الجار صلة بجاره ومعرفة بدخائله وأسراره وأقدر على إشقائه وإسعاده وأقوى على علاج مشكلاته وستر عوراته، ومن هنا كانت عناية القرآن بالجار والجوار عناية كبرى، قال تعالى:{واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب} >النساء -36<·
وفي المضمار عينه يجب على الجارة الثرية ألا تحرك مشاعر جارتها الأقل حالاً، بما يشعرها بالفقر والعوز والحاجة لمثل ما تقتنيه جارتها من ذهب ومتاع وغير ذلك، حتى لا تقع الزوجة الثرية في المحظور، قال رسول الله [ :>والله لا يؤمن، والله لايؤمن، والله لا يؤمن، قيل: من يارسول الله، قال: من لا يأمن جاره بوائقة< الحديث عن أبي شريح رواه >البخاري<، وكان هذا الحديث أول حجر وضعه معلم الخير للبشرية في بناء صرح الجوار عندما قال [ بين جمع من أصحابه في مسجد المدينة·
سيدتي الزوجة الفاضلة: نريدك زوجة فاضلة قانعة بما رزقها الله عز وجل، عالمة بما ينفعها، قوية في دينها، متمسكة بكل معالم الفضيلة والأخلاق، لتكون أهلا لحمل مشعل النور والمشاركة في الحياة الاقتصادية، والمساعدة لزوجها في إدارة شؤون منزلها إدارة قويمة، لا التي تنشغل بتوافه الأمور والترهات وينطبق عليها وكما قال الشاعر:

إن الحياء سعادة وحصانة
وبه كمال الدين والإعفاف
فخر الفتاة بدينها وخصالها
ولباس ثوب فضيلةٍ وعفاف
فيه السمو وراحة نفسية
تقضي الحياة·· جميلة الأطياف

نحن نريدك الزوجة الصامدة التي لا يستهويها ما يطرح من مغريات تدعو للفسوق والانحراف عن النهج السليم، نريدك الزوجة ذات السلوك المتزن التي تلتزم بالتطبيق الاستهلاكي المتزن والتي نقتدي بعمل رسول الله [، حيث روى عن السيدة >عائشة< رضي الله عنها أنها قالت: >ما شبع آل محمد منذ قدم المدينة من طعام بر ثلاث ليال تباعاً حتى قبض< ورد في صحيح >البخاري< ج 2، ص 121 ·
وفي رواية أخرى أنها قالت >ما أكل آل محمد أكلتين في يومٍ إلا إحداهما تمر< ورد في صحيح البخاري المصدر السابق·
مما تقدم·· عليك اختي الفاضلة المتمسك بالقناعة والرضا وعدم النظر لأحوال جاراتك الاقتصادية حتى لا ينعكس ذلك سلباً على حياتك الأسرية ومطالبتك لزوجك بما لايطيق، بحيث يعجز عن الوفاء به، وهناك تحدث الانشقاقات الأسرية وتتفاقم الأمور التي قد تصل إلى حد الانفصال وتشتت عُرىَ الأسرة وبالتالي ضياع الأولاد وفشلهم في حياتهم، مما ينعكس سلباً على المجتمع الإسلامي ككل، نريد أن نضرب بك المثل أنك الزوجة المؤمنة، نريدك كأمثال النساء في التاريخ الإسلامي مثل >أم الحياء حفصة البغدادية<، >أم حبيبة عائشة الأصبهانية< التي منحت الكثير من العلماء إجازات في العلم والتحديث، نريدك المساندة لزوجها في سائر أمور حياته، لا الخاملة البعيدة عن مصالح بيتها ومصالح أمتها وبلدها لتكون الزوجة المسلمة دائماً هي النور والسرور ومبعث السعادة ومقوماتها بين صاحباتها ومجتمعها الإسلامي·
ما تقدم أيها الزوجة هو الصراط المستقيم: {وهذا صراط ربك مستقيما قد فصلنا الآيات لقومٍ يذَّكرون} >الأنعام - 126<·
فعليك عدم عصيان تعاليم الدين القيم: {قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم} >الأنعام -15<·
فعليك بالصبر فإن الصابرة أجرها عند الله عز وجل:
{واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين} >هود- 115<، هذا والله ما يوفقك لكل الخير والفلاح وأداء رسالتك الدنيوية على أكمل وجه·