|
|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أمراض القلوب وعلاجها
أمراض القلوب وعلاجها د. عبدالسلام حمود غالب بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين. فهذا جهد مقل، جمعته على عجالة، وقد ضمنت فيه من المرجعين المذكورين أسفل البحث، باختصار وتصرف للفائدة ونشرها، والتسهيل على القارئ والباحث والذي يسعى لتحضير كلمات يلقيها أو مواعظ مختصرة، وهي تحمل العناوين التالية: 1- أهمية القلب والحديث عنه. 2- ما يطرأ على القلب من أمراض. 3- مواطن يُمتحن فيها القلب. 4- أسباب أمراض القلوب. 5- علاج أمراض القلوب. 6- علامات صحة القلب وسلامته. 7- علامة مرَض القلب وسقمه. لماذا الحديث عن القلب وما أهميته؟ يكتسب الحديث عن القلب أهمية خاصة؛ لعدة أمور، أُجمِلها فيما يأتي: أولاً: أن الله - سبحانه وتعالى - أمَر بتطهير القلب، وتنقيته، وتزكيته، بل جعل الله - سبحانه وتعالى - من غايات الرسالة المحمدية تزكيةَ الناس، وقدَّمها على تعليمهم الكتاب والحكمة لأهميتها؛ يقول الله -تعالى-: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ﴾ [الجمعة: 2]؛ قال ابن القيم - رحمه الله - في قوله -تعالى-: ﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴾ [المدثر: 4]: جمهورُ المفسِّرين من السلف ومَن بعدهم على أن المراد بالثياب هنا: القلبُ. ثانيًا: أثر هذا القلب في حياة الإنسان؛ فهو الموجِّه والمخطِّط، والأعضاء والجوارح تنفِّذ. يقول أبو هريرة - رضي الله عنه -: "القلب ملِك، والأعضاء جنوده، فإذا طاب الملِك طابت جنودُه، وإذا خبث الملِكُ خبثت جنوده". ثالثًا: ومن الأسباب الجوهرية للحديث عن هذا الموضوع غفلةُ كثيرٍ من الناس عن قلوبهم. رابعًا: أن كثيرًا من المشكلات بين الناس - وبالأخص بين طلبة العلم - سببُها أمراض تعتري القلوب، ولا تبنى على حقائق شرعية، فهذه المشكلات تترجمُ أحوالَ قلوب أصحابها. خامسًا: أن سلامة القلب وخلوصَه سبب لسعادة الدنيا والآخرة؛ فسلامة القلب من الغل والحسد والبغضاء وسائر الأدواء سببٌ للسعادة والطمأنينة في الدنيا والآخرة: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]. سادسًا: يقول الإمام عبدالله بن أبي جمرة: "ودِدت أنه كان من الفقهاء مَن ليس له شغل إلا أن يعلِّمَ الناسَ مقاصدهم في أعمالهم؛ فما أُتي كثيرٌ ممن أُتي إلا من قِبَل تضييع ذلك. سابعًا: ما أعطى اللهُ لهذا القلب من مكانة في الدنيا والآخرة. ثامنًا: أن أقوال القلب - وهي تصديقاته وإقراراته - وأعماله وحركاته؛ من خوف ورجاء ومحبة وتوكل وخشية وغيرها، هي أعظمُ أركان الإيمان عند أهل السنة والجماعة، وبتخلُّفها يتخلَّف الإيمان. تاسعًا: أن كثيرًا من الناس جعلوا جُلَّ همهم تفسيرَ مقاصد الناس، وتحميل تصرفاتهم ما لا تحتمل، وتجاهل الظاهر، وترتيب الأحكام على تنبؤ عمل القلوب، مما لا يعلَمُه إلا علامُ الغيوب. أنواع مما يطرأ على القلب من العلل والأدواء والأمراض: وهذه المضغة الصغيرة (القلب) أمرُها عجيب، وما شبه هذا القلب إلا بالبحر، نراه في الظاهر رؤية سطحية، لكنه في الحقيقة عالَم بحد ذاته، ففيه من أنواع الحيوانات والنباتات العجيبة ما حيَّر علماء البحار. وهكذا القلب، فإن مَن تأمَّله حق التأمل، وجد أن أمره مثير للعجب بما يحصل له من أحوال وانفعالات، وبما يتباين فيه الناس من أحوال ومقامات وصفات، وهذا غيض من فيض في عالم هذا القلب الصغير الكبير. وهذه إشارات قرآنية لبعض ما يطرأ على القلب من علل وأدواء، فمن ذلك: الغفلة، العمى، الزيغ، التقلب، الاشمئزاز، الإقفال، القسوة، اللهو، الرياء، النفاق، الحسد.. وهلم جرًّا. سبحان الله! كل هذا على القلب؟ نعم، وأعظم من ذلك بكثير. والنتيجة: أن يتعرض هذا القلب للطَّبع والختم والموت بعد نزول هذه الأمراض، وعدم مدافعة الإنسان لها، فيكون قلبه أسود. أنواع من أحوال القلب السليم وأوصافه: وكما أن القلبَ يتعرض للأمراض والعلل، فإن هذا القلبَ يحصُلُ له من الأحوال الإيمانية، والمقامات التعبدية من الصفات المحمودة، مثل: اللِّين، والإخبات، والخشوع، والإخلاص، والحب لله، والتقوى، والثبات، والخوف، والرجاء، والإنابة، وغيرها كثير. والنتيجة: السلامة؛ ﴿ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 89]، والحياة، والإيمان، وصفة قلب صاحبه أبيض. مواطن امتحان القلوب: ومواطن امتحان القلوب كثيرة، وحسبنا أن نشير إشارات سريعة إلى جملة منها، وإنما أشرنا إلى هذه المجالات؛ لأن كثيرًا من الناس يتصوَّر أن القلب إنما يمتحن بالشهوات والمعاصي، ولكننا سوف نرى أن هذا من المواطن التي يمتحن فيها القلبُ، والله - سبحانه وتعالى - يقول: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ﴾ [الأنبياء: 35]. فمن المواطن التي يمتحن فيها القلب: 1- العبادة وكيفية المحافظة عليها، وأداؤها بالشكل المطلوب، وعدم التهاون فيها. 2- العلم والحرص على التعلم، وخاصة ما لا يسع المسلمَ جهلُه في مختلف العلوم والفنون الإسلامية الضرورية. 3- الدعوة والعمل والتطبيق لما تعلم، وتبليغه للناس؛ ((بلِّغوا عني ولو آية)). 4- الخلاف والجدل، والالتزام بآداب الخلاف والمناظرة والجدال، والبحث عن الفائدة والحق، بعيدًا عن التعصب، والجدلِ العقيم الذي لا فائدة منه. 5- الشهوات؛ وذلك بالابتعاد عنها والفرار منها؛ لأنها تُميت القلوبَ، وتسحبها إلى المعصية والرذيلة، وتقودُ القلب إلى الموت. 6- الشبهات والفتن؛ وذلك أيضًا بالفرار منها، والتحذير منها، وكشف ملابساتها، والسؤال والبحث عن الجواب لأبسط شبهة أو سؤال يطرأ. 7- الرياسة والمناصب، وكل ذلك مما يمتحن به القلب، وصاحبه عندما يعطى منصبًا أو رئاسة كيف يعمل بها وكيف يتحمل الأمانة. 8- النسب والحسب والجاه؛ فالكل يفتخر ويتعالى على الآخرين بحسَبِه ونسبه وماله؛ فهو محل امتحان، كيف يصنَع القلبُ ويتعامل. هناك أسباب كثيرة لأمراض القلوب وفسادها، من أهمِّها: 1- الجهل؛ فهو يقود إلى الأمراض القلبية والفكرية، ويهوي بصاحبه وهو لا يعلم. 2- الفتن، وهي تدكُّ القلوب، وتُعرَض عليها، فمن نجَا منها فقد فاز. 3- الشهوات والمعاصي. 4- الشبهات. 5- الغفلة عن ذكر الله. 6- الهوى. 7- الرفقة السيئة. 8- أكل الحرام؛ كالربا والرِّشوة وغيرهما. 9- إطلاق البصر فيما حرم الله. 10- الغِيبةُ والنميمة. 11- الانشغال بالدنيا وجعلها جلَّ همِّه وقصده. يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |