كافة موضوعات الباحث ( بهاء الدين شلبي ) الإطلاع للمتخصصين فقط - الصفحة 16 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أسئلة بيانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 26 - عددالزوار : 637 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 269 )           »          معنى حديث «من ستر مسلماً ستره الله..» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          صلاة التراويح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          حمل المأموم للمصحف في صلاة التراويح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          ركعتا تحية المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          حكم صيام من دخل بعض الماء إلى جوفه دون قصد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          دروس رمضانية محمد بن سند الزهراني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 368 )           »          قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4387 - عددالزوار : 837018 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الفتاوى والرقى الشرعية وتفسير الأحلام > ملتقى الرقية الشرعية > قسم الأبحاث العلمية والحوارات

قسم الأبحاث العلمية والحوارات قسم يختص بالابحاث العلمية وما يتعلق بالرقى الشرعية والحوارات العامة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #151  
قديم 23-04-2006, 05:49 PM
الصورة الرمزية جند الله
جند الله جند الله غير متصل
دراسات وأبحاث في الطب الروحي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 1,516
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي

بعض أعراض المس أثناء النوم:

1_ النوم على البطن أو على الظهر بصورة معتادة.

2_ الأرق والاضطراب في النوم، وعدم النوم إلا لساعات معدودة.

3_ رؤية أحلام وكوابيس مفزعة.

4_ رؤية حيوانات برية ووحوش، حية، كلب، حمار ...الخ.

5_ النوم على البطن أو على الظهر بصورة معتادة.

6_ الأرق والاضطراب في النوم، وعدم النوم إلا لساعات معدودة.

7_ رؤية أحلام وكوابيس مفزعة.

8_ الشعور بالسقوط من مكان مرتفع وفجأة يستيقظ فزعاً.

9_ كثرة الأحلام بكثافة ملحوظة.

10_ تحقق معظم أحلامه كما رأها في منامه، وكأنه صار عرافًا.

11_ تكون الأحلام دائمًا بين النوم واليقظة، مع قدرة المريض على التفاعل معها حسب إرادته.

12_ رؤية مطاردات وعنف من أشخاص تتكرر مرارًا.

13_ القرض على الأسنان، وحدوث تشنجات عصبية.

14_ رؤية صلبان أو كنائس ،أو قساوسة، أو يهود وحاخامات.

15_ يرى النبي على غير صورته التي خلقه الله عليها.

16_ كثرة الاحتلام والمنامات الجنسية.

17_ الزوم وصدور أصوات وكلمات مبهمة، والتحدث أثناء النوم.

18_ الشعور بالاختناق، وضيق في الصدر.

19_ الاستيقاظ من النوم فزعًا.

20_ السرنمة، أو السير أثناء النوم.

21_ الشعور عند النوم بنفس بجوارك على الفراش، وكأن أحدًا نائمًا بجوارك.

22_ يرى أحلامًا كثيرة وطويلة ويستسقظ فلا يذكر منها شيئًا.

23_ يرى اشخاصًا قصار القامة أو مفرطي الطول.

24_ يرى اشخاصًا تتغير أحجامهم وأشكالهم.

25_ تحقق المنامات كما رآها النائم تمامًا. وكانه ينبأ في منامه، فيظن أنه شخص صالح.

26_ عدم القدرة على فتح العينين والنهوض بصعوبة عند الرغبة في الاستيقاظ.

27_ يرى أشخاصًا رؤوسهم على صورة حيوانات، أشبه بالمدن في الرسومات الفرعونية والبرديات والنقوش الجدارية جسد إنسان ورأس ابن آوى أو خنزير أو كلب..الخ.

28_قد تستيقظ لتجد أنك مجردًا تمامًا من ثيابك حتى في البرد القارص، خاصة الإناث، مع وجود خدوش في أماكن متفرقة من الجسد.

29_ رؤية اعتداءات جنسية واغتصاب عنوة، أو ممارسات جنسية كاملة مصحوبة بمتعة كاملة، وقد تكون شاذة جنسيًا في صورة سحاق أو لواط، وبصورة مفرطة أو عادية.


.
__________________




موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي
للباحث (بهاء الدين شلبي)
  #152  
قديم 23-04-2006, 05:52 PM
الصورة الرمزية ام نور
ام نور ام نور غير متصل
.............
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 2,560
الدولة : Egypt
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخى جند الله

لا تحسبنى ممن يصدونك او يكذبوا شخصك
فعندما قلت لا اصدق فأنا لا اصدق الموقف او ان عقلى لا يستوعبه
وكلامك لا يصدقه عقل من هى مثلى لا تعرف الكثير
يمكن مثلما قلت ان عالم الجن كله غرائب
وهذا منتدى مسموح فيه بالمناقشة
وحق عليك ان تفهمنا مالا نفهمه
عموما اراك واسع الصدر صبور
وهذه علامة العلماء
وفقك الله وبارك فيك
__________________
وما من شدة إلا سيأتى لها من بعدشدتها رخاء
لقد جربت هذا الدهر حتى أفادتنى التجارب والعناء



  #153  
قديم 23-04-2006, 05:56 PM
الصورة الرمزية ام نور
ام نور ام نور غير متصل
.............
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 2,560
الدولة : Egypt
افتراضي

سبحان الله
نسأل الله العفو والعافية
__________________
وما من شدة إلا سيأتى لها من بعدشدتها رخاء
لقد جربت هذا الدهر حتى أفادتنى التجارب والعناء



  #154  
قديم 23-04-2006, 06:11 PM
الصورة الرمزية جند الله
جند الله جند الله غير متصل
دراسات وأبحاث في الطب الروحي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 1,516
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي

مصري يكتشف علاجاً للسرطان من عيش الغراب



الإسكندرية - محمود الكاشف:

صرح الدكتور مدحت سيف النصر رئيس مدينة مبارك للأبحاث العلمية بأن الدكتور أيمن سامي الباحث بقسم التكنولوجيا الحيوية الطبية بالمدينة توصل إلي عقار جديد بعد بحث لمدة 15 عاماً يقضي علي الخلايا السرطانية نهائيا دون وجود آثار جانبية وهذا الاكتشاف مشتق من سلالة معينة من فطر عيش الغراب ولا يوجد مثيل له في الخارج.

وقام الباحث باجراء تجاربه التطبيقية بالمستشفي العام للسرطان بالدانمارك «أماس» وأثبتت نجاحا باهرا وقد أعطته هيئة اليونسكو منحة لإجراء تجاربه علي أنواع معينة من السرطانات بجنوب أفريقيا وكانت النتائج ايجابية بنسبة عالية وتستعد حاليا احدي الشركات المصرية للأدوية لإنتاج العقار الجديد والذي سوف يحدث ثورة علمية كبيرة في الأوساط العلاجية وستتولي هذه الشركة مسئولية تسجيله دوليا

.
__________________




موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي
للباحث (بهاء الدين شلبي)
  #155  
قديم 23-04-2006, 06:13 PM
الصورة الرمزية جند الله
جند الله جند الله غير متصل
دراسات وأبحاث في الطب الروحي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 1,516
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي


أطلق المصريون القدماء عليه اسم غذاء الملوك لأنه كان مقتصراً على موائد الملوك أو طبقة النبلاء دون بقية الشعب. واستخدمه اليونانيون في تغذية الجنود قبل المعارك لزيادة قوتهم الجسمانية والحيوية. وسماه الصينيون غذاء الصحة والحياة. ولقبه الإيطاليون بالغذاء الماسي، والأوروبيون بالطعام الذي لا يقاوم والمشروم، بينما يعرفه العرب باسم الفطر أو عش الغراب. وعن القيمة الغذائية والصحية وأيضاً الطرائق المختلفة لطهو الفطر واستخدامه في عـمل «الريجيم».


(فطر مجفف)

الفطر غذاء ودواء
يقول د. فوزي مدبولي: يعد «الفطر» من الأطعمة الفاخرة، حيث يؤكل منفرداً أو مخلوطاً مع الأغذية ولاسيما اللحوم، حيث يعطي لها نكهة مميزة، وهناك أطعمة أخرى يدخل فيها الفطر لتحسين الطعم وزيادة القيمة الغذائية بها مثل فطائر البيتزا. ويتميز الفطر بمحتواه العالي من البروتين، بالإضافة إلى العديد من الأملاح المعدنية كالبوتاسيوم والفسفور والحديد بكميات عالية، وأيضاً الكربوهيدرات وبعض السكريات، وهو مصدر طبيعي للفيتامينات. لذلك فإنه يدخل في مكونات الوجبات الغذائية الثلاث، حيث يعد بأشكال عديدة وأطباق متنوعة في جميع بلدان العالم. والفطر مفيد في علاج السكر وتصلب الشرايين والأنيميا، ويستخدم في علاج السرطان، علاوة على أنه غذاء ذو قيمة غذائية ومنخفض السعرات يستخدم في علاج السمنة الزائدة.


.
__________________




موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي
للباحث (بهاء الدين شلبي)

التعديل الأخير تم بواسطة جند الله ; 23-04-2006 الساعة 06:18 PM.
  #156  
قديم 23-04-2006, 06:23 PM
الصورة الرمزية جند الله
جند الله جند الله غير متصل
دراسات وأبحاث في الطب الروحي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 1,516
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي

مواضع إجراء الحجامة لعلاج الأمراض العضوية






ملاحظة:
يوجد هنا حسب توزيع مواضع إجراء الحجامة أماكن محددة من الجسم، وهذا خلاف المواضع التي سوف أشرحها بإذن الله تعالى مفصلة، وهذا بعد أن أنهي تماما الكلام عن علاج الأمراض العضوية بالحجامة، حيث أن هذه المعلومات سوف تيسر على طالب العلم فهم عمل الحجامة لعلاج الأمراض الجنية.

قد تشترك بعض المواضع بين (الحجامة لعلاج الأمراض العضوية) وبين (الحجامة لعلاج الأمراض الجنية)، لكن يبقى الفارق أن الأولى تتربط بالأجهزة العضوية والمنعكسات، والأخرى ترتبط ببؤر وتجمعات المكونات السحرية، ومواضع ارتكاز الشياطين في الجسم.

وبناءا عليه فأسس اختيار مواضع الحجامة مختلفة تماما بين هاذين النوعين المختلفين من الحجامة، فعمل الحجام يختلف تماما عن عمل المعالج، فمن الممكن للمعالج ان يكون حجاما، لكن من الصعب على الحجام ان يصير معالجا، إلا بعد أن يتجاوز مراحل العلم التي تجاوزها المعالج الشرعي، فهذه الحجامة توضع حسب المرض العضوي، والأخرى توضع حسب أصول علم العلاج المرتبط بعمل الشيطان داخل جسم الإنسان، وهذا علم مستقل، سوف يختلف من حالة إلى أخرى، واختيار المواضع هنا يرجع للمعالج حسب خبرته وليس حسب مواضع تقليدية متفق عليها مسبقا كما في الحجامة العادية.


.
__________________




موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي
للباحث (بهاء الدين شلبي)

التعديل الأخير تم بواسطة جند الله ; 23-04-2006 الساعة 06:26 PM.
  #157  
قديم 23-04-2006, 06:39 PM
الصورة الرمزية جند الله
جند الله جند الله غير متصل
دراسات وأبحاث في الطب الروحي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 1,516
الدولة : Saudi Arabia
Arrow أسباب فشل العلاج وطول مدته

أسباب فشل العلاج وطول مدته



نقلا عن مصنفي (نصائح لعلاج الحائرين من فضائح السحر ومس الشياطين)


أسباب فشل العلاج وطول مدته:
لطول مدة علاج المس والسحر وفشله أسباب كثيرة، ولكن يجب أن نفرق أولاً بين مفهوم جدوى العلاج، وبين مفهوم فشل العلاج، فلا يجوز مطلقًا نفي جدوى العلاج بالقرآن الكريم، ولكن قد تطول مدة العلاج وتقصر، والتي قد تصل في بعض الحالات لعدة سنوات، أو قد يجهض العلاج فلا تجنى ثماره المرجوة، فالمفهوم السائد أن المعالج الماهر رجل مبارك وسره باتع، فبمجرد أن يراه العفريت سيولي مدبرًا من الرعب، لذلك يصاب المريض بخيبة الأمل إذا لم يشفى من أول جلسة، وهذا المفهوم لا صلة له بالعلاج، وربما سندهم في ذلك ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أمر الشيطان بالخروج فخرج، وقد فاتهم أن هذا من خصائص النبوة، فلا يملك أحدًا مهما بلغ شأنه أن يأمر الجن والشياطين بالخروج فيطيعوه، والشاهد على طول مدة العلاج أن أحد الصحابة عالج ممسوسًا فلم يشفى إلا بعد ست جلسات على مدار ثلاثة أيام.

فعن خارجة بن الصلت التميمي عن عمه أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم، ثم أقبل راجعًا من عنده، فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد فقال أهله: إنا حدثنا أن صاحبكم هذا قد جاء بخير، فهل عندك شيء تداويه؟ فرقيته بفاتحة الكتاب فبرأ، فأعطوني مائة شاة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: (هل إلا هذا؟) وقال مسدد في موضع آخر: (هل قلت غير هذا؟) قلت: لا، قال: (خذها فلعمري لمن أكل برقية باطل، لقد أكلت برقية حق) ومن طريق أخرى أنه مرَّ قال: فرقاه بفاتحة الكتاب ثلاثة أيام، غدوة وعشية، كلما ختمها جمع بزاقه ثم تفل، فكأنما أنشط من عقال، فأعطوه شيئًا، فأتى النبي r، ثم ذكر معنى حديث مسدد.()

فبعض الحالات يستلزم علاجها فترة من الزمن، قد تصل من ساعة إلى عدة سنوات، فإذا عقد الصحابي لنفس المريض السابق جلسة كل أسبوع لشفي بعد شهر ونصف، فكيف بنا الحال وقد عز فينا وجود من على شاكلة الصحابة، أو من يجد فائض وقت مرتين يوميًا أو مرة كل يوم لعلاج كل مريض والحالات بالآلاف؟! خاصة وأنه غير مسموح للمعالجين بفتح عيادة رسمية لمزاولة العلاج؟! لتتم مزاولته بصورة سرية، وهذا فتح الباب على مصراعيه للدجالين والسحرة كي يبثوا سمومهم في العقيدة لانعدام الرقابة، وهذا يدل على وجود أسباب جوهرية لفشل العلاج، جزء كبير منها تقع مسئوليته على عاتق المعالج، والجزء الأكبر منها يقع على عاتق المريض، وهذا لأساب كثيرة يطول بنا حصرها، إلا أننا سنذكر أكثرها شيوعًا:

1_ تعثر خطوات المريض وبطئه في التوبة، وعدم جديته في الالتزام بدينه، وهذا من أهم عوامل فشل العلاج، فلا نتعجل الذهاب إلى معالج حتى نتأكد من جديتنا في التوبة والالتزام.

2_ فساد عقيدة المريض وخراب دينه، وتعلقه بالشركيات والوثنيات، واعتقاده في الخرافات، وما ترسخ لديه من مفاهيم خاطئة عن العلاج.

3_ الاحتفاظ بالتمائم والأحجبة، وأداء الطقوس السحرية، كالزار، والبخور، و(المبايتة) وضع خبز وملح ولبن وشمع بجواره أثناء النوم أو في الحمام، والذبح للجن مع دهان الجسد بدماءها ويسمى (التزفير).

4_ ولأن العلاج يعتمد على الدعاء فقد لا يستجاب الدعاء بسب أن المريض ينفق على علاجه من مال حرام، فعن أبي هريرة‌ رضي الله عنه قال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين) فقال:‌ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُواْ صَالِحًا إِنِّى بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وقال:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ثم ذكر (الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء:‌ يا رب يا رب!‌ ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك). () ‌

5_ إن عدم طاعة الزوجة لزوجها، وعقوق الوالدين، ودعائهما ودعاء المظلوم عليه، من أهم أسباب الفشل التي قد تغيب من حسابات المريض، وتكون سببًا في لعنة الملائكة، وعدم إجابة الدعاء، فعن أبي هريرة‌ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح)‌،() وعن أبي هريرة‌ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‌(ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن؛ دعوة الوالد على ولده، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم)،‌() وبالتالي لا أمل يرجى في الشفاء ما لم يتخلص المريض تمامًا من نزول هذه اللعنات عليه.

6_ قد يفقد المريض صبره، ويضيق صدره بالعلاج والمعالج ،فلا تجد له صبرًا على ما أصابه من قدر الله تعالى، فيقول وكأن الشفاء بيد المعالج: كل هذه التلاوة ولا فائدة فمتى أشفى؟ فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي).() لتتوقف إجابة الدعاء ويتأخر الشفاء.

7_ قد يتعجل المريض الشفاء أحيانًا، فإن لم يشفى من أول جلسة أهمل تلاوة الورد القرآني، وتشكك في المعالج وانصرف عنه، وأدبر يسعى بحثًا عن (الرجل الأسطورة) الذي في خياله، ليقع فريسة للدجالين والسحرة الذين يجيدون خداع أمثاله، وبذلك تزداد الحالة تعقيدًا، ليزداد المريض ضعفًا، ويزداد الجن بذلك تمكنًا منه، وليدب اليأس في قلب المريض، لذلك أنصح بعدم كثرة التقلب على المعالجين كلما سمعنا عن معجزات هذا وكرامات ذلك، لأن الجن يتمرس على أساليب المعالجين ويحتاط لنفسه، فطالمنا وثقنا في المعالج فلا بد من الاستئذان منه قبل الانصراف عنه إلى آخر حتى ولو كنا سنذهب لأشهر المعالجين، إلا أن يحيلنا إلى من هو أجدر منه، فربما للمعالج خطة تستلزم منه الصبر زمنًا.

8_ الذهاب إلى المعالج بدون التحري عنه، وللأسف أن البعض يسلم نفسه للمعالج بناء على الصيت والسمعة فقط، ولمجرد المظهر الطيب، وهذه سفاهة مرفوضة تمامًا، لأنه يجب التحري عنه، وسؤال (العلماء) عن سلامة مسلكه، لا أن نسأل عنه الجهلاء ممن خدعهم السحرة والدجالين.

9_ شدة كفر الساحر ومهارته في صناعة (السحر) بطرق معقدة تحتاج زمنًا حتى يكتشف المعالج سر صناعته، فقد يعقد السحر بسحر آخر، فلا يبطل الأول إلا إذا بطل الثاني، أو لفرط نجاسة أمر التكليف، أو لكثرة عدد خدام السحر، أو الإصابة بعدد كبير من الأسحار، على مدار سنين طويلة، وفي بعض الحالات يكون مخزن الجن في جسد الأم أو الأب أو الزوج أو أحد الاخوة، فيستمر الجن في إرسال المدد إلى جسد المريض ويتأخر شفاءه زمنًا حتى يكتشف المعالج ذلك، وغير ذلك كثير مما لا حصر له.

10_ قد تتوقف النتائج لمدة أربعين يومًا رغم أن المريض مستمر في أداء العلاج بدقة، مع الالتزام بالجلسات، ولكن المعالج سيكتشف أن الدعاء لا يستجاب، وهنا يجب أن يتشكك في المريض وسلامة تصرفاته، فربما اكتشف ذهابه لأحد العرافين وقراءة الفنجان، مما تسبب في عدم قبول صلاته أربعين يومًا، فأنى يستجاب لمن لم تقبل صلاته، وليرقص الشيطان وليفرح أيما فرح، فعن صفية عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلمعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أتى عرافًا فصدقه بما يقول لم يقبل له صلاة أربعين يوما).()

11_ هجر المريض تلاوة القرآن والاستعاضة عنه بسماع شرائط الرقية، ونتيجة لحصر الرقية في آيات بعينها انتشرت اليوم مسجلة على شرائط، وللأسف صارت تباع في السوق السوداء، وبأسعار مبالغ فيها إذا ما قورنت بأسعار الشرائط الدعوية، وإن انصراف المرضى من جهد وثواب القراءة إلى الاستماع لما اشتهر بمجموعة شرائط (الرقية الشرعية) نتج عنه أن ركن الناس إلى سماع الشرائط وهجروا المصاحف، فعن أبي الأحوص عن عبد الله مرفوعًا (من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف)،() فالتسجيل يعمل في جهة وعقل المريض وعينيه في جهة أخرى، وبالوقت تحولت هذه الشرائط إلى نوع جديد من التمائم، مما شكل خطرًا داهمًا على عقيدة الأمة، وقد منع الأزهر إصدار التصاريح بتداولها، وهو قرار يحسب للأزهر، هذا إن لم يكن قرار المنع على ذمة سبب آخر، ناهيك عن ما قد يحدق بالمريض من خطر داهم لدى استماعه لمثل هذه الشرائط في غياب وجود معالج برفقته، فإنه يخشى أن تؤثر الرقية في الجن فيتخبط بالمريض، هذا إن استطاع المريض التركيز عند سماعها، فلم يصرفه الشيطان عن سماعها بشرود ذهنه!

12_ اتكال المريض على المعالج، فلا يعقل مطلقًا أن يشخص الطبيب الداء ثم يصف الدواء ليتناول الطبيب الدواء نيابة عن المريض، فالمعالج يشخص الداء، ثم يصف الدواء القرآني الملائم، وعلى المريض تناول الدواء بتلاوة الورد القرآني الذي يؤثر في الجن ويضعفه، مع المتابعة المستمرة لمدى تطور الحالة عن طريق عقد جلسات العلاج ليتم استئصال الجن من الجسد بدعاء المعالج، ولكن ما يحدث أن المريض ينتظر من المعالج لمسة سحرية مع قراءة آيتين، ثم (جلا.. جلا.. جلا.. هيلا هوب) خرج العفريت، لتنتهي الحالة من أول جلسة ويتخلص تمامًا مما هو فيه بدون أدنى معاناة، ليعود المريض بعد ذلك لممارسة معاصيه وكأن شيئًا لم يكن.

13_ البخل والتقطير وعدم الإنفاق في سبيل الله تعالى، فهذا لا يقل أهمية عن العلاج بالقرآن، قال تعالى: (هَاأَنتُمْ هَؤُلاَءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِىُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ [محمد: 38]، فإذا أمنا بالله حقًا فإن أول ما يجب أن نبذله أنفسنا وأموالنا قال تعالى:إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ) [التوبة: 111]، فما يسري فينا هو السنن الربانية وعدل الله، فالشيطان يحضرنا عند إخراج الصدقات يخوفنا ويعدنا الفقر، قال تعالى: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ [البقرة: 268]، فلا يزال بنا حتى نتراجع عن إخراجها، أو بدلاً من إخراج الكثير نخرج القليل، ولا يحول دون إخراجها شيطان واحد فقط، ولكن سبعين شيطانًا يقبضون عليها بعظم ذقنهم عند منبت اللحية، قال أبو معاوية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما يخرج رجل شيئًا من الصدقة حتى يفك عنها لحيي سبعين شيطانًا).()

14_ عدم سرية العلاج، وإفشاء أخبار جلسات العلاج ونتائجها، فغالبًا لن يصنع السحر شخص من خارج دائرة الأقارب والمعارف والأصدقاء، فإذا علم المسحورلأجله أن المسحور له يعالج، فقد يجدد له السحر ويفشل العلاج، ويفضل إن أمكن عقد الجلسات بعيدًا عن مسكن المريض، أو مركز تجمع الجن الموجود فيه السحر.

15_ خداع المريض للمعالج فيدعي كذبًا التزامه بالورد القرآني، ويتعلل بأن الدنيا شغلته عن أداء الورد القرآني، قال تعالى: (سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِى قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) [الفتح: 11]، فهم كاذبون لأنهم يتلون القرآن في صورة أداء الواجب بدون تدبر وخشوع وإخلاص، هذا في مقابل إنجاز الشفاء من الله كتحصيل حاصل، فظنوا أن المعالج لا يراهم، ونسوا أن الله تعالى الذي بيده الشفاء يراهم ويعلم نفاقهم.

16_ التأخر في طلب العلاج يتسبب في طول مدته أو فشله، خاصة في سحر المرض والموت ومس الانتقام، حيث تأتينا الحالة متدهورة في الرمق الأخير، بسبب تمكن الجن من جسد المريض، وقد يصير الشفاء غير ذي معنى بعد مرور سنوات على الحالة، لذلك أنصح بسرعة العلاج عند بداية اكتشاف وجود مس أو سحر.

17_ حضور بعض الممسوسين من الأقارب والمحارم جلسات العلاج فيشجع الجن بعضهم بعضًا، ويصبرون أنفسهم بإسداء النصائح فيتأخر العلاج، وهذا ملاحظ في فوضى ما يعرف (بالعلاج الجماعي) وهو خطأ فادح وقع فيه الكثير بسبب كثرة المرضى وندرة المعالجين.

18_ يتعجب الكثير من المرضى من فشل العلاج رغم قيامهم بتلاوة القرآن الكريم وترديد الأذكار، ورغم ذلك تسوء حالتهم وتتلاعب بهم الشياطين، فبعد أن يقرأ المريض سورة البقرة كاملة ينتظر أن ينفر الشيطان من البيت، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة)،() ولكن لازال الملعون قابعًا في البيت، كما لو أن البيت صار مقبرة تحفها الشياطين من كل جانب، وكأن في البيت جيفة يفوح نتن ريحها فيؤرق الأحياء والأموات، فبعد تمام قراءة السورة وخروج الشيطان يقوم هذا الهمام بفتح الباب للشيطان على مصراعيه بإدارة جهاز التلفاز لمشاهدة الأفلام الماجنة ويستمع للأغاني الخليعة، أو ليدخن لفافة من التبغ، ولا يعلم هذا المغرور أن سورة البقرة قد انتهت فاعليتها قبل موعدها المحدد، وصار لزامًا عليه إعادة تلاوتها لاستعادة فاعليتها المنتهية، حتى يطرد الشيطان بعد أن عاد إلى البيت يرتع ويلعب كيفما شاء، ثم يدعي هذا المستهتر أنه لا يدري سبب إصابته بالحسرة وشموله بالخذلان، وتسلط الشياطين والسحرة عليه! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة) قال معاوية بلغني أن البطلة السحرة.() وللأسف فالناس تترك سورة البقرة ليس بترك تلاوتها، ولكن بترك العمل بما فيها، وهنا صار لزامًا عليه إعادة قراءة السورة والعمل بما فيها، وعدم مخالفتها بارتكاب المعاصي والذنوب حتى يخرج الشيطان من البيت مرة ثانية.

19_ إغفال المريض أهمية الدعاء وتقاعسه عن اللجوء والتضرع إلى الله، قال ابن القيم: (والدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء، يدفعه ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه، أو يخفف البلاء إذا حل بنا، وهو سلاح المؤمن. كما روى الحاكم في صحيحه من حديث علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدعاء سلاح المؤمن، وعماد الدين، ونور السموات والأرض). للدعاء مع البلاء مقامات: وله مع البلاء ثلاث مقامات: أحدها: أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه. الثاني: أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء، فيصاب به العبد ولكن قد يخففه، وإن كان ضعيفًا. والثالث: أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه). ا.هـ()

20_ إهمال الأذكار المسنونة والأدعية المأثورة، كأذكار الصباح والمساء، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟) قالوا: بلى يا رسول الله قال: (ذكر الله).()

21_ تقاعس المريض عن التفقه في الدين وطلب العلم الشرعي قال تعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَؤُاْ [فاطر: 28]، العلامة ابن السعدي يقول: (فكل من كان بالله أعلم، كان أكثر له خشية، وأوجبت خشية الله، الانكفاف عن المعاصي، والاستعداد للقاء من يخشاه، وهذا دليل على فضيلة العلم، فإنه داع إلى خشية الله، وأهل الخشية هم أهل كرامته، كما قال تعالى: رَّضِىَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِىَ رَبَّهُ) [البينة: 8]).() فإذا كان العلم شرط الخشية من الله ومناط ذلك، فلا خشية لمن جهل بقدر ربه، فبزيادة العلم تزيد الخشية، وبخشيته تعالى يكرم عبده فيحصنه من الشيطان، وبخشية الله يخشانا الشيطان مكرهًا، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ) [الأعراف: 201]، قال الإمام تقي الدين المقدسي: (في هذه الآية فوائد: ومنها إِذَا مَسَّهُمْ والمس: ملامسة من غير تمكن كالكفار، فإن الشيطان يتجرأ عليهم ويختلس من قلوب المتقين المؤمنين حين تنام العقول الحارسة للقلوب، فإذا استيقظوا انبعث من قلوبهم جيوش الاستغفار والذلة إلى الله تعالى والافتقار، فاسترجعوا من الشيطان ما اختلسه وأخذوا منه ما افترسه).()

22_ عدم إعطاء تلاوة القرآن حقها من التجويد والخشوع واستحضار عظمة الله تعالى، لتكتسب التلاوة التأثير المطلوب، قال تعالى: (الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ) [البقرة: 121]، وفي هذا يقول خالد العك: (فحق التلاوة أن يتلو القارىء للقرآن بالنية الخالصة لله سبحانه وتعالى، ثم بالتزام أحكامه وتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه، والاتعاظ بمواعظه، مع التفكر بآياته وإدراك معانيها، ثم ينبغي لحامل القرآن أن يكون خائفا من ربه سبحانه راجياً عفوه ومغفرته، متوكلاً عليه واثقا بنصره لأهل دينه، داعيا للناس إلى هدى ربه عز وجل ... وأهم ما يجب عليه وينبغي له أن يكون شديد الاحترام للقرآن الكريم، وقوراً في تلقيه، هيابا في آدابه، خاشعا في تلاوته، يسأل الله تعالى من فضله عند كل آية رحمة، ويستعيذ به من عذابه ومقته عند كل آية عذاب).()


.
__________________




موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي
للباحث (بهاء الدين شلبي)
  #158  
قديم 23-04-2006, 06:40 PM
الصورة الرمزية جند الله
جند الله جند الله غير متصل
دراسات وأبحاث في الطب الروحي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 1,516
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي

23_ إغفال الاستعاذة بالله، وإهمال التحصن بذكر اسم الله تعالى على كل شيء، كإجراء وقائي ضد ما قد يجد من خطط الشيطان، لقوله تعالى: (وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ) [المؤمنون: 97: 98]. العلامة ابن السعدي يقول: (أي: أعتصم بحولك وقوتك متبرئًا من حولي وقوتي مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ أي: (أعوذ بك من الشر الذي يصيبني بسبب مباشرتهم وهمزهم ومسهم، ومن الشر الذي بسبب حضورهم ووسوتهم: وهذه استعاذة من مادة الشر كله وأصله، ويدخل فيها، الاستعاذة من جميع نزغات الشيطان، ومن مسه ووسوسته، فإذا أعاذ الله عبده من هذا الشر، وأجاب دعاؤه، سلم من كل شر، ووفق لكل خير).()

فيجب الاحترازًا من حضور الشيطان عند كل شيء من شؤون حياتنا، فعن جابر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه، حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى، ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان، فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة).()

24_ التوقف الفجائي عن الورد القرآني، فبمجرد شعور المريض بالتحسن ينطلق فارًا من زمام الدين تاركًا تلاوة القرآن والأذكار، وهذا النوع من المرضى لسفاهته يظن أن المسالة مجرد لعب، وأنه يخدع المعالج بالالتزام الصوري، ولكن لا يلبث أن يعاوده المس أسوء من ذي قبل وكأن شيئًا لم يكن، قال تعالى: (يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) [البقرة: 9]، فترك الالتزام بالورد القرآني فجأة بدون تدرج يعد من أهم أسباب الانتكاس ومعاودة الإصابة بالمس حتى ولو تم شفاء المريض تماما، وهنا يكون المس أشد وبغرض (الانتقام) من المريض.

26_ يأس المريض واعتراضه على قضاء الله وقدره فيقول: كل الناس أصحاء فلماذا أنا من بين الناس الذي ابتلاه الله، رغم أني أقرأ القرآن وأعمل الصالحات، ولم أؤذي أحدًا أبدًا ؟! فمن يعترض على قدر الله بالبلاء فلا ينتظر قدره بالشفاء، لأن البلاء والشفاء بقدر الله تعالى (وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) [آل عمران: 141: 142]، (إِنَّهُ لاَ يَاْيْئَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: 87].

27_ تحاور المريض مع الجن الماس، فترى التفاف أهل المريض حوله مستأنسين بحديث هذا الكائن القادم من كوكب آخر، وكأنه صار واحدًا من أفراد الأسرة، فينهالوا عليه بالأسئلة، ولا مانع من دعوة الأصدقاء لمشاركتهم سعادتهم بهذا العضو الجديد في الأسرة (المعفرتة)، فيستدرجهم الجن للإيقاع بهم في أخطاء وشركيات لا يلقون لها بالاً، خاصة أنه يراهم ويعلم نقاط ضعف كل فرد منهم، فتكون سقطاتهم سببًا في زيادة قوته، أما حديث المعالج مع الجن فهو يتلمس سقطات الجني بما يكشف له عن حاله.

28_ إثارة الجن لشهوة المريض، سواء كان ذكرًا أم أنثى، مما يدفعهم إلى ممارسة العادة السرية، فغالبًا ما تمارس في الحمام ودورات المياه، ومصحوبة بمشاهدة الأفلام الماجنة، ومطالعة المجلات الخليعة، وهذا مظنة حضور الشياطين، مما يجهض العلاج ويتسبب في حصول الجن على مدد، فيأتي المريض الجلسة وقد صار الجني متمردًا بسبب تحصنه باستهتار المريض.

29_ قد يتأثر المريض بانفعالات الجن الماس، مما يؤثر سلبًا في ارتفاع معدل ضغط الدم، فينصح بعدم إجراء جلسات علاج للمصابين بأمراض الدم والسكر والقلب، وكذلك النساء الحوامل فقد تتسبب الانفعالات في حدوث ردود فعل تؤدي إلى الإجهاض أو حدوث نزيف مفاجئ، لذلك يؤخر عقد الجلسات لهن إلى ما بعد تمام فترة النفاس.

30_ إهمال متابعة الطبيب المختص، خاصة في الحالات المصابة بمرض عضوي مصحوبًا بالمس، فيظل المريض يشكو من الآلام ظنًا أنه لا يزال ممسوسًا، ففي الوقت الذي تتحسن فيه الحالة من المس والسحر تستمر صحته سيئة، وإن بعض الذين يتناولون جرعات كبيرة من عقاقير الصرع، لا يمكنهم التوقف عن تناولها بمجرد انتهاء المس، فالطبيب ينصح بالاستمرار في تناولها على مدار خمسة أشهر حتى يتأكد من توقف نوبات الصرع تمامًا، ثم يتم وقف تناول الدواء تدريجيًا على مدار سنة كاملة، وهذا بحاجة إلى طبيب يتقي الله تعالى مؤمن بوجود الجن والمس، وهم والحمد لله كثير وسمتهم الالتزام بالدين، فاحرص على الذهاب إليهم، وتجنب الأطباء الدجالين أتباع الهوى والوجاهة فلا أكثر الله منهم.

31_ الخلوة بالأجانب، كخلوة الخطيب بخطيبته، سواء في مكان واحد أو عن طريق الهاتف، أو الخروج معها، فيحضر الشيطان مجلسهما ويكون سببًا في حصول الجن على مدد يعطل مسار العلاج، فعن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم والدخول على النساء) فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو قال: (الحمو الموت)، وإنما معنى كراهية الدخول على النساء على نحو ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان)، والحمو هو أخو الزوج.()

35_ بعض الحالات يستغرق الكشف عليها عددة جلسات حتى يضعف الجن، ويتم التأكد تمامًا أن ما بهم من فعل الجن وليس مرضًا عضويًا،ولدقة التشخيص، فيظن المريض أنه غير مصاب بالمس أو السحر.

32_ عدم إتقان الطهارة كالاستنجاء والاغتسال من الجنابة والحيض، وإهمال الفتيات والنساء الغسل من الاحتلام ظنًا منهن أن المرأة لا تحتلم، فيحضرن الجلسات غير طاهرات فتفشل الجلسة، فمن حديث أنس بن مالك قال: جاءت أم سليم، وهي جدة إسحق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له وعائشة عنده: يا رسول الله المرأة ترى ما يرى الرجل في المنام، فترى من نفسها ما يرى الرجل من نفسه، فقالت عائشة: يا أم سليم فضحت النساء تربت يمينك، فقال لعائشة: (بل أنت فتربت يمينك، نعم فلتغتسل يا أم سليم إذا رأت ذاك)،() وفي رواية عن زينب بنت أم سلمة عن أمها أم سلمة قالت: جاءت أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل، قال: (نعم، إذا رأت الماء فلتغتسل) فقلت: فضحت النساء، وهل تحتلم المرأة؟! قال صلى الله عليه وسلم: (تربت يمينك فبم يشبهها ولدها إذًا!).() فماء الرجل أي منيه أبيض غليظ رائحته نفاذة كرائحة طلع النخل، أما ماء المرأة أي منيها أصفر اللون رقيق، فعن أنس‌ قال:‌ سألت أم سليم النبي صلى الله عليه وسلم عن المرأة ترى في منامها فقال:‌ (إذا رأت ذلك فأنزلت فعليها الغسل)، فقالت:‌ أيكون هذا؟! قال:‌ (نعم؛ ماء الرجل غليظ أبيض، وماء المرأة رقيق أصفر، فأيهما سبق أشبهه الولد)‌،() وهذا في الغالب فقد تتغير درجات ألوانهما وخفة لزوجتهما من وقت للآخر ومن شخص للآخر. وقول عامة الفقهاء أن المرأة إذا رأت في المنام مثل ما يرى الرجل فأنزلت أن عليها الغسل، وبه يقول سفيان الثوري والشافعي، لذلك فعلى جميع المصابات خاصة (بمس عشق) غسل الجنابة إن وجدن أثر اعتداء الجن عليهن منامًا أو يقظة، حكمهن في ذلك حكم الرجل إذا ما احتلم، أما إذا أمذى الرجل أو قذت المرأة فالمذي والقذي كلاهما نجس وعليهما الوضوء.

33_ حضور النساء الجلسة وهن حيض، وللأسف ثبت بالتجربة فشل الجلسات في فترة الحيض، إلا أن يكون الجن ثائر وبحاجة (لجلسة ردع)، فهذا استثناء، وفقًا لتقدير المعالج.

34_ ذهاب المريض إلى المعالجين (المخاويين) الذين يدعون أن معهم جن مسلم يساعدهم في الكشف وعلاج المس والسحر، والبعض يستعين بهم في إجراء العمليات الجراحية الدقيقة والمعقدة، وهذا منعطف خطر فلا يمكن التأكد من أن هذا الجني مسلم فعلاً، مما قد يعرض المريض للانتكاس على المدى البعيد، ولو بعد هدوء الحالة واستقرارها. 35_ خوف المريض من الشيطان أكثر من خوفه من الله، والله أحق أن يخافه، قال تعالى: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [آل عمران: 175]، فيفقد الإخلاص لله، فالمعالج لو خاف من الشيطان لحظة واحدة لانتهى أمره، فيأتي الشيطان للمريض في أحلامه يخوفه من المعالج، أو يهدده بأنه سيؤذيه، وأنه سيفعل به كذا وكذا لو استمر مع المعالج، فإذا استيقظ من نومه خاف من الشيطان وأطاعه في كل معصية، فهذا يسب الدين ويحلق لحيته، وتلك تخلع حجابها، وتهمل صلاتها، ويحدث أكثر من هذا بكثير، وهذه انتكاسة لصالح الشيطان.

36_ فقدان الإخلاص واليقين وحسن الظن بالله، والتعلق بالأعمال والعبادات بدون إخلاص التوجه إلى الله، فيطلب المريض من المعالج أن يصف له آية أو دعاء يتخلص به مما هو فيه عند الضرورة! وكأن العبادات والأدعية صارت ترياقًا أو عقاقير مسكنة تحمل مفعولاً سحريًا والعياذ بالله، لنستخدمها عند الأزمات فقط، أحبتي في الله كل هذه العبادات ما هي إلا وسائل شرعها الله طلبًا لرحمته، وقد تنوعت في أشكالها رفعًا للملل عن الأنفس، وتفقد فاعليتها وجدواها ما لم يتوفر الإخلاص لله، واليقين وحسن الظن بالله، فعن أبي هريرة‌ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لن يدخل أحدًا عمله الجنة) قالوا: ولا أنت يا رسول الله قال: (ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضل رحمته، فسددوا وقاربوا، ولا يتمنى أحدكم الموت، إما محسن فلعله يزداد خيرا، وإما مسيء فلعله أن يستعتب).‌() فماذا لو عجز المريض عن الدعاء والعبادة؟ وكيف بنا بمن غاب عن وعيه ليوم ويومين وربما أكثر، فلا صلى ولا ذكر الله طرفة عين ومع هذا يقيله الله من عسرته، عن أبي الأشعث أنه راح إلى مسجد دمشق وهجر بالرواح فلقي شداد بن أوس الأنصاري والصنابحي معه قلت: أين تريدان يرحمكما الله؟ قالا: نريد ههنا إلى أخ لنا مريض نعوده، فانطلقت معهما حتى دخلا على ذلك، فقالا له: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت بنعمة وفضل فقال له شداد: أبشر بكفارات السيئات وحط الخطايا، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله عز وجل يقول: إذا ابتليت عبدًا من عبادي مؤمنًا فحمدني على ما ابتليته فإنه من مضجعه كيوم ولدته أمه من الخطايا، ويقول الرب عز وجل: أنا قيدت عبدي هذا، وابتليته فأجروا له ما كنتم تجرون له قبل ذلك وهو صحيح).()

38_ استلام المريض لإرادة الشيطان وأوامره، فتراه جاثمًا في فراشه، فلا يحاول الخروج إلى عمله، أو يتعطل عن دراسته إن كان طالبًا، ويهجر زوجته إن كان مربوطًا، ظنًا منه أن الشيطان مسيطر على إرادته بسبب السحر أو المس، فمن الممكن أن يسيطر الشيطان على أجسادنا، فلا نملك رده عنا، ولكن لا يملك أن يسيطر على إرادتنا، تمامًا كما حدث مع الصحابية أم زفر فكان الشيطان يصرعها ويجردها، لكن هذا لم يمنعها من إنكار ذلك والذهاب إلى النبي r طلبًا للدعاء منه، أو إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبة فتتعلق بها، أي لم يمنعها من الأخذ بالأسباب، لأنه لا سلطان له على إرادتها، فالاستسلام لمشيئة الشيطان شرك والعياذ بالله، فأين أنت من قوله تعالى: (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِىَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [إبراهيم: 22]. لذلك يجب أن تحاول الذهاب إلى عملك ولو محمولاً على الأكتاف، أو زحفًا على بطنك، ولتمكث في العمل كل يوم ولو لمدة قراءة فاتحة الكتاب، وكل يوم يمر ستمكث مدة أطول، وهكذا، لتثبت بالفعل أنك مؤمن بأنه لا مشيئة للشيطان مع مشيئة الله تعالى، وإن كنت مربوطًا حاول معاشرة زوجتك ولو بالتقبيل والمداعبة، وعلى الطالب أن يذهب لدراسته، وليذاكر دروسه بشرط أن تكون نيته من هذه الدراسة لله ولخدمة المسلمين، وليس لغرض دنيوي والاستعلاء على أقرانه وقومه، كما يفعل سفهاء أهل هذا الزمان، مع ما تيسر من تلاوة القرآن إن كان لديه فائض وقت، فلا يهمل دروسه على حساب العلاج، فالاستسلام للشيطان هو من أعظم مداخله، وسر هذا أن الشيطان يئوس بطبعه فإذا وجد منك إصرارًا خلاف مراده يئس وانصرف عنك، وإذا وجد منك استسلامًا دخل قلبه الكبر والغرور فيتمادى فيما هو فيه. ()

39_ من الأخطاء الشائعة بين كثير من المرضى والمعالجين قيامهم بصلاة ركعتين بنية قضاء الحاجة قبل بدء الجلسة، وبالتأكيد ليس الخطأ في صلاة الركعتين، ولكن الخطأ في توقيت هذه الصلاة، حيث كان يجب صلاتها في السحر لأنه من أوقات إجابة الدعاء، ففي الحقيقة أن الجلسة بدأت بمجرد صلاته هاتين الركعتين، وحتى موعد الجلسة يجب أن لا يفتر اللسان عن التحصين بذكر الله تعالى، ويا حبذا لو تصدق قبل بدأ الجلسة ولو بالقليل من المتيسر والمتاح لديه لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [المجادلة: 12]، فإذا كنا مطالبون بتقديم الصدقات عند مناجاة الرسول الكريم r، فكيف بك الحال أيها المريض والمعالج وأنت سوف تناجى المولى عز وجل بالدعاء له والابتهال إليه، قال تعالى: (فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [الصافات: 143-144]، فالاستعاذة بالله تعالى والاستعانة به يجب أن تكون سابقة على مواجهة الفتن، وقبل التعرض لها والوقوع فيها، بدون التعرض لأدنى مفاجئة أو مباغتة، وهكذا فعندما بدأ الجلسة سوف يكون الجن معدًا للمواجهة في حالة يرثى لها، وإذا طالت بالمعالج الجلسة بدون تحقيق أي نتيجة تذكر فليبادر فورًا بصلاة ركعتين بنية الاستغفار، وبمشيئة الله تعالى وقبل أن تنهى هاتين الركعتين سوف يأتي الفرج من الله تعالى، فربما كان هناك ذنبًا لم تستغفر الله تعالى عليه بعد، أو اكتسبت إثمًا في أثناء ذهابك إلى المريض فكان سببًا في حجب الإجابة، فإن لم تتم النتائج المنتظرة فراجع أحوال المريض، فغالبًا سيكون سبب حجب الدعاء عنده، فتنبهوا لذلك واحرصوا عليه كل الحرص بارك الله تعالى فيكم جميعًا.

40_ سب الشيطان وشتمه، وهذه معصية ومخالفة شرعية يجهل بها كثير من الناس، فقد نهى النبي عن سب الشيطان وشتمه، فقد صح عن أبي هريرة مرفوعًا قول النبي r: (لا تسبوا الشيطان، واستعيذوا بالله من شره)، ()عن والد أبي المليح‌ قال عثر بالنبي r حماره فقلت: تعس الشيطان فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقل تعس الشيطان فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت و يقول: بقوتي صرعته ولكن قل:‌ باسم الله فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يصير مثل الذباب‌)،() وللأسف أن هذا منتشر فقط بين الأدعياء والدجالين، ممن ينسبون أنفسهم كذبًا وزورًا إلى فئة المعالجين بالقرآن، وقد يصل الحد ببعضهم إلى الضرب بنعالهم! وكأن سر قوتهم في نعالهم لا في علمهم وعملهم، مخالفين بذلك الأدب والأخلاق، فالمعالج عف اللسان، لين الجانب، ليس بالفظً ولا بالغليظً، ولكن هؤلاء يفعلون هذا بطريقة استعراضية توحي للسذج بعظيم سلطانهم على الجن، مستغلين مخاوف الناس وأوهامهم، وللأسف أن المريض وأهله يقعون فريسة لهذه السلوكيات الوضيعة، فتصيبهم عدوى بذاءة اللسان من هؤلاء الأفاقين، فيشرعون في سب الشيطان وشتمه بين كل حين وآخر، وهذا مما يكسبهم السيئات، وكسب السيئات مما يقوي شوكة الشيطان، لأنه نجح بتفوق في إيقاعهم في الذنوب والمعاصي، فيفشل العلاج ويتأخر الشفاء.

42_ عدم مواظبة المريض على العبادات والطاعات قبل نزول البلاء به، وخاصة الأذكار المسنونة والتسبيح، فهذا سبب في طول فترة حلول البلاء به، والشاهد من قوله تعالى: (فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [الصافات: 143 : 144]، فالملتزمين بالدين قبل نزول البلاء بهم يكون أهون وأكثر سهولة وأسرع في النتائج من العابثين اللاهين عن ذكر الله تعالى.

41_ تعلق المريضة عاطفيًا بالمعالج، وهذا أمر خطير يجب عدم إغفاله، وإن كانت مشاعرا طيبة، إلا أنها مشاعر تتعارض وإخلاص النية لله تعالى، فيتحول العلاج من نية العبادة إلى نية النكاح، وعندها يفقد الإخلاص المطلوب فيفشل العلاج، فعن أبي هريرة‌ قال النبي r:‌ (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه)،‌() فحتى لو كانت مشاعر صادقة فسيزكي نارها الشيطان خروجًا من مأزق العلاج ليتبدد الإخلاص ويفشل العلاج، فالشيطان إما أن يفر بالمريضة فيخوفها من المعالج ويبغضها فيه، فيسحر عينها فترى المعالج في صور قبيحة، كما في (سحر التقبيح)، أو على العكس تمامًا فقد يزين لها المعالج، كما في (سحر التولة) و(سحر التجميل). أما الحب في الله لتقوى المعالج وصلاحه، وثقتنا في دينه وخلقه وأمانته، فحكمه كحكم حبنا لشيوخنا وعلماءنا ودعاتنا، فهذا لا بأس به، فعن ابن عباس‌ قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:‌ (أوثق عرى الإيمان:‌ الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله عز وجل).() وعن أبي ذر‌ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه لله)،() وعن معاذ‌ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله تعالى:‌ المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء).() فسلوك المعالج المخلص ليس بالضرورة ناشئًا عن عاطفة خاصة، ولكنه يتجنب الفظاظة والغلظة تأليفًا للقلوب، ولكن المريضة في الغالب لم تتعامل مع رجل صالح فتنبهر به وبدعائه المجاب فتتمناه زوجًا لها، وهذا ليس عيبًا، ولكن فليرجأ هذا إلى ما بعد الشفاء، فستتبدد مشاعرك، وستكتشفي أنها زائفة، ومن وحي الشيطان وتزيينه، لذلك يجب أن تكون علاقة المريضة بالمعالج في إطار محاربة الشيطان، أما المعالج المحنك فيدرك تمامًا كيفية مواجهة هذا.

.
__________________




موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي
للباحث (بهاء الدين شلبي)
  #159  
قديم 23-04-2006, 06:44 PM
الصورة الرمزية جند الله
جند الله جند الله غير متصل
دراسات وأبحاث في الطب الروحي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 1,516
الدولة : Saudi Arabia
Arrow الرجل الأسطورة

الرجل الأسطورة



رجل الخوارق أم تقديس؟:

خلق الإنسان ضعيفًا بطبيعته، قال تعالى: (وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا) [النساء: 28]، فهو عبد عاجز، لا غنى له عن خالقه، يجبر كسره، ويقله من عثرته، ويلبي احتياجاته الدنيوية والأخروية، ومن هنا جاءت العبودية لله سبحانه وتعالى. ولأن العبودية جزء من تكوين شخصية الإنسان، فكان بحاجة ماسة إلى الدين القيم المشتمل على شرائع وشعائر العبادة، لتحديد منهج علاقة العبد بربه، قال تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) [الروم: 30]، أي أن الإنسان فطر وجبل على العبودية، فالتعبد أمر فطري غير مكتسب. وتتجلى هذه الفطرة إذا ما حلت بالإنسان النوازل، وأصابه العجز، فتجده يفزع إلى الدعاء ومناجاة ربه. وهذا ليس قاصر على الإنس وحدهم، بل يشمل الجن أيضًا، فالعبودية هي سبب خلق الجن والإنس، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات: 56].

ولم يكن للشيطان أن يقف مكتوفًا لا يحرك ساكنًا أمام هذه الفطرة دون أن يفسدها، فقد ولج من الثغور الخلفية للحيلولة بين العابد وبين العبودية، وليس بين العابد ومعبوده، فلا قدرة للشيطان على الحيلولة بين العبد وربه، قال تعالى: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) [الحجر: 42]. فقد يتسلط الشيطان على منهج العبودية بالتحريف والتبديل، كما أمكن له ذلك في الكتب السابقة، قال تعالى: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) [الأعراف: 16]، ليزيغ الناس بذلك عن عبادة الله إلى عبادة غيره. فبالرغم من حفظ القرآن الكريم من أن تناله يد بالتحريف أو التبديل، فلم يتسلط الشيطان على الشرع المنزل، إلا أنه تسلط على من تأولوا النصوص الشرعية، فزين لهم لي عنق الأدلة حسب ميولهم وأهواءهم، فتفرقوا عن الصراط المستقيم فرقًا كثيرة، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تفرقت اليهود على إحدى وسبعين، أو اثنتين وسبعين فرقة، والنصارى مثل ذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة).()

ولأن الشيطان يسعى دائمًا إلى الندية مع الله، فقد انحرف بالإنسان على خطوات بعيدًا عن الصراط المستقيم في اتجاهات متفرقة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ) [النور: 21]. لذلك اضطر الشيطان لإيجاد بدائل للخوارق، حتى يدعم بها المناهج المحرفة، فكان السحر هو البديل، وذلك بمحاكاة المعجزات التي يجريها الشيطان على أيدي أولياءه، من رؤوس الكفر، وأساطين الضلال، فصاروا بهذا أشخاصًا أسطوريين، تارة أنبياء ورسل كذابين، وتارة أولياء دجالين، وكلهم سحرة متسترين بعباءة الدين، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ) [محمد: 25]، فالشيطان وراء كل من ارتد عن دينه يسول ويملي له.

وعلى العكس من ذلك فقبل أن يغرر الناس بالرجل الطالح، زين لهم وأغراهم بالرجل الصالح، حتى وصل بهم الأمر إلى تقديسه وعبادته من دون الله، هذا لما أجرى الله على يديه بعض الخوارق، فنظروا إليه نظرتهم للرجل الأسطورة. فقد أجرى الله على يدي المسيح عيسى ابن مريم معجزات شتى؛ كالنفخ في الطين فيكون طيرًا، وإبراء المرضى، وإحياء الموتى، وإخبار الناس بما يأكلون وما يدخرون، قال تعالى: (وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [آل عمران: 49]، ومن ثم نظر النصارى إلى عيسى نظرة غلو باعتباره رجل خارق، ومن ثم تطورت نظرتهم إليه فصارت نظرة تأليه، بل وتأليه أمه أيضًا عليهما السلام، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ) [المائدة: 116]. إذًا فالرجل الأسطورة قد يكون رجل صالح أو طالح، بينما الاعتقاد فيه نسجه الناس من محض خيالهم، فاستغله الطالح، بينما ألصق بالصالح.

وقد نظر بني إسرائيل إلى موسى باعتباره رجل الخوارق والمعجزات، فقد كلمه الله وأنزل عليه الألواح، ونصره بالمعجزة على سحرة فرعون، وفلق له البحر، وأهلك عدوه غرقًا. فلما أيده الله تبارك وتعالى بالخوارق، ارتأوا قدرته على الإتيان بالنصر بلا تبعات من مشقة ونفير في سبيل الله، فاستغنوا به وبربه عن الجهاد، رغم ضمانات الغلبة التي قدمها لهم، والوعد بالنصر والظفر على عدوهم، قال تعالى: (قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) [المائدة: 23، 24]، فقد ركنوا إلى قدرات الرجل الأسطورة، واستبدلوا التوكل على الله بالتواكل، وخلدوا إلى الراحة والدعة والسكينة.

وهذا هو موطن الداء الذي عم وطم اليوم، وهو داء مصاحب لظهور الرجال الأسطوريين في كل زمان ومكان، وهذا قد ذمه الله تعالى حيث قال: (إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) [يونس: 7، 8]. ويخطئ الكثير من الناس إذ يظنوا أن وجود الرجل الأسطورة إلى جوارهم نعمة تبعث على التواكل، وترك الأخذ بالأسباب، وهذا قد يفضي بهم إلى الاغترار بالرجل الصالح، لذلك كان عقاب من يفعل ذلك وخيمًا، كما حل ببني إسرائيل أن قضى الله عليهم بالتيه أربعين سنة، قال تعالى: (قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) [المائدة: 26].

فما يظن رخاء ما هو إلا ابتلاء وفتنة، ومحنة يختبر الله بها عباده في التوكل والتواكل، لذلك بعث الله الرسل بالآيات والمعجزات إلى القرى نذرًا قبل حلول العذاب بها، قال تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ) [القصص: 59]، إذًا فالآيات والمعجزات والكرامات ما هي إلا نذر تدعو إلى التدبر والعمل، وإلى عدم الاغترار بها، لأنها نذير بحلول الهلاك والعذاب في حالة التواكل، ونبذ التوكل، فالناس ينظرون إلى المعالج نظرتهم إلى الرجل الخارق، وينتظرون منه معجزة الشفاء،ولا يعلمون أن هذا سبب في زيادة بلاءهم.

فقد أنزل الله على بني إسرائيل المن والسلوى آية منه ومعجزة، قال تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [الأعراف: 160]، ولكنهم بطروا النعمة، بل وصل بهم الأمر إلى حد طلب استبدالها بالأدنى، قال تعالى: (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ) [البقرة: 61].

وقد وصل بهم الحد إلى تأليه العزير، وهذا لما أماته الله مئة عام ثم بعثه، فكانت خارقة من الله له، قال تعالى: (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [البقرة: 259]، فزعموا أنه ابن الله، كما زعمت النصارى بعد ذلك بأن المسيح ابن الله، قال تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) [التوبة: 30]، وهذا دأب الكافرين من قبل؛ الشطط وتأليه كل صاحب خارقة ومعجزة، والنظر إليه باعتباره رجلاً خارق أسطوري، وكأن المعجزات تأتي من لدنه، وليس من لدن الله سبحانه وتعالى، لذلك قال تعالى في الآية السابقة: (ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ .

وفي ذلك يقول الإمام أبو زهرة: (وقد عقد صاحب كتاب (العقائد الوثنية في الديانة النصرانية) موازنة بين أقوال الهنود في كرشنة، وأقوال المسيحيين في المسيح، فتقارب الاعتقادان حتى أوشكا أن يتطابقا، وإذا كانت البرهمية أسبق من النصرانية المحرفة، فقد علم إذن المشتق والمشتق منه، والأصل وما تفرع عنه، وعلى المسيحيين أن يبحثوا عن أصل دينهم). ()

وكذلك في قصة أصحاب الكهف؛ فقد أجرى الله عز وجل عليهم معجزة النوم سنين عددًا، ثم بعثهم في معجزة وآية منه، قال تعالى: (فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا * ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا * نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) [الكهف: 11: 13]، ورغم أنهم لم يجري الله على أيديهم أية خارقة، إلا أن الناس غالوا فيهم فبنوا على كهفهم مسجدًا، وما كانت بدعة بناء المساجد على قبور للصالحين، إلا بدعوى تقدسيهم وتأليههم من دون الله، قال تعالى: (قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا) [الكهف: 21]، وبهذا صار أصحاب الكهف يعبدون من دون الله، فيدعون الله ويدعون معه هؤلاء الموتى من الصالحين، قال تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) [الجن: 18].

تابع الجزء الثاني




.
__________________




موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي
للباحث (بهاء الدين شلبي)
  #160  
قديم 23-04-2006, 06:49 PM
الصورة الرمزية جند الله
جند الله جند الله غير متصل
دراسات وأبحاث في الطب الروحي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 1,516
الدولة : Saudi Arabia
Arrow مشروعية العلاج والتطبيب الروحي

مشروعية العلاج والتطبيب الروحي



مشروعية الرقية بكتاب الله والدعاء:

ينكر البعض مشروعية العلاج بكتاب الله ويستنكرون ذلك بشدة، بل والبعض ينكر أن يكون هناك معالجون بكتاب الله والرد عليهم غزير ولا يحتاج إلى كثير جهد، ولكن سنختصر الرد عليهم، مثال ذلك ماذكره الأستاذ الدكتور محمد المسير قال: إن الرقية الشرعية لا علاقة لها بما يسمى الآن (العلاج بالقرآن)، فهذه بدعة يتولاها محترفون في النصب والاحتيال، يخدعون الناس عن دينهم وأعراضهم. فما مؤهلات شخص يتفرغ للعلاج القرآنى، وهو لايجيد تلاوته ولا يحفظ آياته، ويقعد عن طلب الرزق، ويتخذ عبادات خاصة، ويعطى للناس مواقيت، ويصطنع أشرطة وكتبا يجنى من ورائها ثروات طائلة، ويفترى الكذب حين يقول: إنه يخاطب الجن، ويتحكم فيهم ويأمرهم فيأتمرون، وقد يدعى أنه يحرق الجن وينسفهم في اليم نسفا، ثم هو يتحسس جسد المرأة ويسيطر على وعيها فتقع منها حركات هستيرية تتنافى مع الأدب وتخرج عن الحياء. إن الرقية الشرعية يتولاها المريض نفسه أو يؤديها عائدوه من أقربائه والصالحين من عباد الله، دون تخصيص لشخص بعينه، أو انتظار لموعد، أو ارتباط بسماع.( )

ولا خلاف حول شطط الذين أقحموا أنفسهم بتطفلهم واجترائهم على كتاب الله تعالى، ولكن لا نستطيع بحال تعميم الأحكام، لما قد ينتج عنه تقليص دور الصالحين من عباد الله الذين صاروا بالندرة التي لا تكافئ مصاب الأمة كمًا وكيفًا، مما يحتاج إلى بذل وقتهم وتكثيف جهدهم لسد الباب على الأدعياء والمدعين، لا أن نقطع السبيل على الدعاة المخلصين وأهل الذكر من المعالجين ذوى الخبرة في التعامل مع الجن والشياطين.

فما ورد في السنة من ذكر العلاج بكتاب الله فقد أخرج ابن حبان (1419) من طريق عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وامرأة تعالجها أو ترقيها؛ فقال: (عالجيها بكتاب الله).( )

قال شيخنا الألبانى رحمه الله: وفى الحديث مشروعية الترقيه بكتاب الله تعالى، ونحوه مما ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم من الرقى كما تقدم في الحديث عن الشفاء قالت: دخل علينا النبى صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة فقال لى: (ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة؟). وأما غير ذلك من الرقى فلا تشرع لاسيما ما كان منها مكتوبًا بالحروف المقطعة، والرموز المغلقة، التي ليس لها معنى سليم ظاهر، كما ترى أنواعًا كثيرة منها في الكتاب المسمى بـ (شمس المعارف الكبرى) ونحوه.( )

ولقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرقية، فعن عائشة رضى الله عنها قالت أمرنى النبى صلى الله عليه وسلم، أو أمر، أن يسترقى من العين)( )، قال الحافظ ابن حجر: أي يطلب الرقية ممن يعرف الرقى بسبب العين.( )

بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرقى بنفسه فعن عائشة رضى الله عنها أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: (اللهم رب الناس، أذهب البأس، واشفه وأنت الشافى. لا شفاء إلا شفاؤك. شفاء لايغادر سقما).( )

وعن عائشة رضى الله عنها (أن النبى صلى الله عليه وسلم كان ينفث على نفسه، في المرض الذي مات فيه، بالمعوذات، فلما ثقل كنت أنفث عليه بهن وأمسح بيده نفسه لبركتها).( )

عن ابن عباس أن نفرًا من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم مروا بماء فيهم لديغ، أو سليم، فعرض لهم رجل عن أهل الماء فقال: هل فيكم من راق؟ إن في الماء رجلاً لديغًا، أو سليما. فانطلق رجل منهم فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء، فبرأ: فجاء بالشاء إلى أصحابه، فكرهوا ذلك وقالوا: أخذت على كتاب الله أجرًا، حتى قدموا المدينة فقالوا: يا رسول الله، آخذ على كتاب الله أجرًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله).( )

من مجموع الأحاديث السابقة يؤخذ أن مسمى [العلاج بكتاب الله] ليس بدعة أحدثها الدجالون كما يحلو للبعض أن يقولوا، بل ذلك ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يدل على أنه ليس أمر محدث أو بدعه كما يدعى أعداء الدين، ويؤكده أن أُمَّنا المبرئة عائشة رضى الله عنها رقت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمعوذات، مما يفيد أن لكلام الله عز وجل تأثير، يجريه الله فيبرأ المريض والسقيم بمشيئته تبارك وتعالى، كما يؤخذ من رقية النبى صلى الله عليه وسلم أن تكون الرقية بالدعاء بما ليس في القرآن ومالا يخالف الشرع، وإن كانت الرقية بما ورد في كتاب الله أعلى وأفضل أثرًا وتأثيرًا.

(وقد أجمع العلماء على جواز الرقى عند إجتماع ثلاثة شروط: أن يكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته وباللسان العربى أو بما يعرف معناه من غيره، وأن يعتقد أن الرقية لاتؤثر بذاتها بل بذات الله تعالى).( )

وعلاج المسحور له ينقسم إلى قسمين، القسم الأول إبطال أمر التكليف قال تعالى: (مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ)[يونس: 81]، والقسم الثانى التعامل مع خادم السحر الموكل بحراسة السحر أو تنفيذ أمر التكليف، وهنا بعد ابطال السحر تستخدم المعوذات والدعاء والرقية بما يتلائم مع الحالة باعتبارها صارت حالة مس.

قال الحافظ ابن حجر: قال ابن القيم: (من أنفع الأدوية وأقوى ما يوجد من النشرة مقاومة السحر الذي هو من تأثير الأرواح الخبيثة بالأدوية الإلهية من الذكر والدعاء والقراءة فالقلب إذا كان ممتلئًا من الله معمورًا بذكره وله ورد من الذكر والدعاء والتوجه لايخل به كان ذلك من أعظم الأسباب المانعة من إصابة السحر له. قال: وسلطان تأثير السحر هو في القلوب الضعيفة، ولهذا غالب ما يؤثر في النساء والصبيان والجهال، لأن الأرواح الخبيثة إنما تنشط على أرواح تلقاها مستعدة لما يناسبها. انتهى ملخصا. ويعكر عليه حديثه الباب وجواز السحر على النبى صلى الله عليه وسلم مع عظيم مقامه وصدق توجهه وملازمة ورده، ولكن يمكن الانفعال عن ذلك بأن الذي ذكره محمول على الغالب، وأن ما وقع به النبى صلى الله عليه وسلم لبيان تجويز ذلك والله أعلم).( )

قال ابن القيم: النشرة حل السحر عن المسحور، وهى نوعان: أحدهما حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان، وعليه يحمل قول الحسن، فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب، فيبطل عمله عن المسحور. والثانى: النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة فهذا جائز.( )

ويردد البعض بأن يباشر المريض العلاج والدعاء بنفسه عملا بالمثل القائل (ما حك جلدك مثل ظفرك)، ولاخلاف على صحة المبدأ، هذا بشرط إذا توفر للمريض الإخلاص المطلوب في الدعاء، والمطعم الحلال، والدراية بأصول التوحيد والدعاء وأدابه، فالدعاء (صنعة المسلم) فبه يستنزل رحمة الله، وبه يتكسب كل خير من الرزق والغيث والنصر والشفاء بإذن الله تعالى، وبه يستدفع كل شر وضر من مرض وفقر وقحط وبلاء، وقد لا يستجاب دعاء المريض لعلة ما فيحرم الإجابة، وهنا نطلب من يرقيه ممن هو مستجاب الدعاء، أو يحفظ أدعية سليمة عقائديًا، أو وفقه الله إلى صيغة دعاء طيبة لا تخالف الكتاب والسنة.

وإن كان علاج المس والسحر يختلف كثيرًا في أسلوبه عن علاج الأمراض العضوية، من حيث التعامل مع الجن والشياطين ذوى المكر والخبث بالأسباب الحسية المادية، فهم بحاجة إلى خبير على دراية بأساليبهم وحيلهم، ليضع الخطط والمكائد للإيقاع بهم بما يلائم كل حالة من الدعاء الذي يضاد أساليب الجن المختلفة، حيث أن التعامل مع الجن ليس بالأمر الهين كما يتخيل من لم يمارس العلاج ولم يتعرض للإصابة بالمس، فهو تعامل مع كائن خفى عاقل مفكر بحاجة إلى عقل واعى يتحرك ضده بما يتلائم مع صالح المريض، وهنا يأتي دور المعالج بكتاب الله، إلا أن أسلوب علاج المرض والمس يتشابهان من جهة الحاجة إلى القرآن الكريم والدعاء، والمس يتفرد بأنه بحاجة لمن حصل الخبرة المطلوبة للتعامل مع الجن.




.
__________________




موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي
للباحث (بهاء الدين شلبي)
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العلاج بالماء د / أحمد محمد باذيب ملتقى الطب البديل والحجامة 16 03-04-2011 02:04 PM


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 191.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 185.18 كيلو بايت... تم توفير 6.16 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]