۞ المسابقة الرمضانية ( الحلقة الاولى )۞ - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216067 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7826 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 52 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859585 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393941 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 22-09-2007, 08:17 PM
الصورة الرمزية منيع البوح
منيع البوح منيع البوح غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: العاصمة المقدسة
الجنس :
المشاركات: 3,676
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي ۞المسابقة الرمضانية ( الحلقة التاسعة)۞



سيدنا اسماعيل عليه السلام


نبذة
هو ابن إبراهيم البكر وولدالسيدة هاجر سار إبراهيم بهاجر بأمر من الله حتى وضعها وابنها في موضع مكة وتركهما ومعهما قليل من الماء والتمر ولما نفد الزاد جعلت السيدة هاجر تطوف هنا وهناك حتى هداها الله إلى ماء زمزم ووفد عليها كثير من الناس حتى جاء أمر الله لسيدنا إبراهيم ببناء الكعبة ورفع قواعد البيت فجعل إسماعيل يأتي بالحجر وإبراهيم يبني حتى أتما البناء ثم جاء أمر الله بذبح إسماعيل حيث رأى إبراهيم في منامه أنه يذبح ابنه فعرض عليه ذلك فقال "يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله منالصابرين" ففداه الله بذبح عظيم كان إسماعيل فارسا فهو أول من استأنس الخيل وكان صبورا حليما يقال إنه أول من تحدث بالعربية البينة وكان صادق الوعد، وكان يأمرأهله بالصلاة والزكاة وكان ينادي بعبادة الله ووحدانيته


سيرته
الاختبار الأول
ذكر الله في كتابه الكريم ثلاث مشاهد من حياة إسماعيل عليه السلام كل مشهد عبارة عن محنة واختبار لكل من ابراهيم وإسماعيل عليهما السلام أول هذه المشاهد هو أمر الله سبحانه وتعالى لأبراهيم بترك إسماعيل وأمه في واد مقفر لا ماء فيه ولاطعام فما كان من ابراهيم عليه السلام إلا الاستجابة لهذا الأمر الرباني وهذا بخلاف ما ورد في الاسرائليات من أنابراهيم حمل ابنه وزوجته لوادي مكة لأن سارة زوجةابراهيم الأولى اضطرته لذلك من شدة غيرتها من هاجرفالمتأمل لسيرة ابراهيم عليه السلام سيجد أنه لم يكن ليتلقّى أوامره من أحد غير الله
أنزل زوجته وابنه وتركهما هناك ترك معهما جرابا فيه بعض الطعام وقليلا من الماء ثم استدار وتركهم اوسار
كما ورد ذكر ذلك في الحلقه الماضيه وما تعرضا له من العطش والوحده ثم انفجار ماء زمزم المبارك وما اعقبه من بداية العمران والتجمع السكاني في هذا الواد المغفر


كانت هذه هي المحنة الاولى أما المحنة الثانية فهي الذبح


الاختبار الثاني


كبر إسماعيل وتعلق به قلب ابراهيم جاءه العقب على كبر فأحبه ثم رأى ابراهيم عليه السلام في المنام أنه يذبح ابنه الوحيد إسماعيل
فامتثل وابنه عليهما السلام لهذا الامر وهذا الاختبار والمتحان الذي لايحتمله قلب واذعنا لامر الله تعالى وباشرا في تنفيذ هذا الامر الالاهي طاعة واستسلاما واسلاما لله سبحانه عندها فرج الله عليهما وفداه بذبح عظيم
وقد نجحا في الاختبار الثاني


خبر زوجة إسماعيل

عاش إسماعيل في شبه الجزيرة العربية ما شاء الله له أن يعيش روض الخيل واستأنسها واستخدمها وساعدت مياه زمزم على سكنى المنطقة وتعميرها استقرت بها بعض القوافل وسكنتها القبائل وكبر إسماعيل وتزوج وزاره ابراهيم فلم يجده في بيته ووجد امرأته سألها عن عيشهم وحالهم فشكت إليه من الضيق والشدة
قال لها : إذا جاء زوجك مريه أن يغير عتبة بابه فلما جاء إسماعيل
ووصفت له زوجته الرجل قال: هذا أبي وهويأمرني بفراقك الحقي بأهلك
وتزوج إسماعيل امرأة ثانية زارها إبراهيم يسألها عن حالها فحدثته أنهم في نعمة وخير وطاب صدر ابراهيم بهذه الزوجة لابنه.


الاختبارالثالث
وها نحن الآن أمام الاختبارالثالث اختبار لا يمس إبراهيم وإسماعيل فقط بل يمس ملايين البشر من بعدهم إلى يوم القيامة إنها مهمة أوكلها الله تعالى لهذين النبيين الكريمين مهمة بناء بيتالله تعالى في الأرض
كبر إسماعيل وبلغ أشده وجاءه ابراهيم وقال له: يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر قال إسماعيل: فاصنع ما أمرك به ربك قال ابراهيم: وتعينني؟ قال: وأعينك فقال : ابراهيم فإن الله أمرني أن ابني هنا بيتا أشار بيده لصحن منخفض هناك
صدر الأمر ببناء بيت الله الحرام هو أول بيت وضع للناس فيالأرض وهو أول بيت عبد فيه الإنسان ربه ولما كان آدم هو أول إنسان هبط إلى الأرض فإليه يرجع فضل بنائه أول مرة قال العلماء: إن آدم بناه وراح يطوف حوله مثلما يطوف الملائكة حول عرش الله تعالىثم مات آدم ومرت القرون وطال عليه العهد فضاع أثر البيت وخفي مكانه وها هو ذا أبراهي ميتلقى الأمر ببنائه مرة ثانية ليظل في المرة الثانية قائما إلى يوم القيامة إن شاءالله وبدأ بناء الكعبة


هذا الحجر الذي كان يقف عليه سيدنا ابراهيم ليرتقي عليه في بناء الكعبه

أي جهد شاق بذله النبيان الكريمان وحدهما؟ كان عليهما حفر الأساس لعمق غائر في الأرض وكان عليهما قطع الحجارة من الجبال البعيدة والقريبة ونقلها بعد ذلك، وتسويتها، وبناؤها وتعليتها وكان الأمر يستوجب جهد جيل من الرجال ولكنهما بنياها معا
لم يحدثنا الله عن زمن بناء الكعبة حدثنا عن أمر أخطر وأجدى. حدثنا عن تجرد نفسية من كان يبنيها ودعائه وهو يبنيها:
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(127)رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(128)رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ(129) (البقرة)


انتهى بناء البيت وأراد أبراهيم حجرا مميزا يكون علامة خاصة يبدأ منها الطواف حول الكعبة أمر أبراهيم إسماعيل أن يأتيه بحجر مميز يختلف عن لون حجارة الكعبة
سار إسماعيل ملبيا أمر والده حين عاد، كان أبراهيم قد وضع الحجر الأسود في مكانه فسأله إسماعيل: من الذي أحضره إليك يا أبت؟ فأجاب أبراهيم: أحضره جبريل عليه السلام.
انتهى بناء الكعبة وبدأ طواف الموحدين والمسلمين حولها ووقف أبراهيم يدعو ربه نفس دعائه من قبل أن يجعل أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إلى المكان انظر إلى التعبير إن الهوى يصور انحدارا لا يقاوم نحو شيء وقمة ذلك هوى الكعبة من هذه الدعوة الابراهيمية المجابة ولد الهوى العميق في نفوس المسلمين ، رغبة في زيارة البيت الحرام.

وصار كل من يزور المسجد الحرام ويعود إلى بلده يحس أنه يزداد عطشا كلما ازداد ريا منه ، ويعمق حنينه إليه كلما بعد منه ، وتجيء أوقات الحج في كل عام فينشب الهوى الغامض أظافره في القلب نزوعا إلى رؤية البيت وعطشا إلى بئر زمزم


قال تعالى حين جادل المجادلون في أبراهيم وإسماعيل

مَا كَانَإِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًاوَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(67) (آل عمران)

عليه الصلاة والسلام.. استجاب الله دعاءه.. وكان أبراهيم أول من سمانا المسلمين



السؤال التاسع


لقد تحول ذلك الوادي الذي امر سيدنا ابراهيم بترك زوجته وابنه فيه الى مهوى للافأده ويحن اليه القريب والبعيد وقمة ذلك هوى الكعبة


فمن اين ولد الهوى العميق في نفوس كل المسلمين ، لزيارة البيت الحرام؟
__________________
أسأل الله ان يرزقني رقة كرقة قلبك

  #12  
قديم 23-09-2007, 08:41 AM
الصورة الرمزية منيع البوح
منيع البوح منيع البوح غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: العاصمة المقدسة
الجنس :
المشاركات: 3,676
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي ۞المسابقة الرمضانيه (الحلقة العاشرة)۞


يوسف عليه السلام
الجزء الاول
نبذة
ولد سيدنا يوسف وكان له 11أخا وكان أبوه يحبه كثيرا وفي ذات ليلة رأى أحد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين فقص على والده ما رأى فقال له ألا يقصها على إخوته ولكن الشيطان وسوس لإخوته فاتفقوا على أن يلقوه في غيابات الجب وادعوا أن الذئب أكله ثم مر به ناس من البدو فأخذوه وباعوه بثمن بخس واشتراه عزيز مصر وطلب من زوجته أن ترعاه ولكنها أخذ تتراوده عن نفسه فأبى فكادت له ودخل السجن ثم أظهر الله براءته وخرج من السجن واستعمله الملك على شئون الغذاء التي أحسن إدارتها في سنوات القحط ثم اجتمع شمله مع إخوته ووالديه وخروا له سجدا وتحققت رؤياه
سيرته
قبل أن نبدأ بقصة يوسف عليه السلام نود الإشارة لعدة أمور أولها اختلاف طريقة رواية قصة يوسف عليه السلام في القرآن الكريم عن بقية قصص الأنبياء فجاءت قصص الأنبياء في عدة سور بينما جاءت قصة يوسف كاملة في سورة واحدة قال تعالى في سورة (يوسف)
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) (يوسف)
واختلف العلماء لم سميت هذه القصة أحسن القصص؟ قيل إنها تنفرد من بين قصص القرآن باحتوائها على عالم كامل من العبر والحكم وقيل لأن يوسف تجاوز عن إخوته وصبر عليهم وعفا عنهم وقيل لأن فيها ذكر الأنبياء والصالحين والعفة والغواية وسير الملوك والممالك والرجال والنساء وحيل النساء ومكرهن وفيها ذكرالتوحيد والفقه وتعبير الرؤيا وتفسيرها فهي سورة غنية بالمشاهد والانفعالاتوقيل: إنها سميت أحسن القصص لأن مآل من كانوا فيها جميعا كان إلى السعادة
ومع تقديرنا لهذه الأسباب كلها نعتقد أن ثمة سببا مهما يميز هذه القصة إنها تمضي في خط واحد منذ البداية إلى النهاية يلتحم مضمونها وشكلها ويفضي بك لإحساس عميق بقهر الله وغلبته ونفاذ أحكامه رغم وقوف البشر ضدها(وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ) هذا ما تثبته قصة يوسف بشكل حاسم لا ينفي حسمه أنه تم بنعومة وإعجاز
لنمضي الآن بقصة يوسف -عليه السلام- ولنقسمها لعدد من الفصول والمشاهد ليسهل علينا تتبع الأحداث
فصل طفوله يوسف
المشهد الاول
ذهب يوسف الصبي الصغير لأبيه وحكى له عن رؤيا رآها أخبره بأنه رأى في المنام أحد عشر كوكبا والشمس والقمر ساجدين لهاستمع الأب إلى رؤيا ابنه وحذره أن يحكيها لأخوتهفلقد أدرك يعقوب -عليه السلام- بحدسه وبصيرته أن وراء هذه الرؤية شأنا عظيما لهذا الغلام لذلك نصحه بأن لا يقص رؤياه على إخوته خشية أن يستشعورا ما وراءها لأخيهم فيجد الشيطان من هذا ثغرة في نفوسهم فتمتلئ نفوسهم بالحقد فيدبروا له أمرا يسوؤه

المشهد الثاني
اجتمع أخوة يوسف يتحدثون في أمر يوسف قالوا نحن مجموعة قوية تدفع وتنفع فأبونا مخطئ في تفضيل هذين الصبيين على مجموعة من الرجال النافعين! فاقترح أحدهم حلا للموضوع: (اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِاطْرَحُوهُ أَرْضًا). إنه الحقد وتدخل الشيطان الذي ضخم حب أبيهم ليوسف وإيثاره عليهم حتى جعله يوازي القتل او طرحه ف يأرض بعيدة نائية مرادف للقتل لأنه سيموت هناك لا محالهولماذا هذا كله؟! حتى لا يراه أبوه فينساه فيوجه حبه كله لهم ومن ثم يتوبون عن جريمتهم
قال قائل منهم فلنلقه في بئر تمر عليها القوافل ستلتقطه قافلة وترحل به بعيداسيختفي عن وجه أبيه ويتحقق غرضنا من إبعاده
انهزمت فكرة القتل واختيرت فكرة النفي والإبعاد نفهم من هذا أنالأخوة رغم شرهم وحسدهم كان في قلوبهم أو في قلوب بعضهم بعض خير لم يمت بعد

المشهد الثالث
توجه الأبناء لأبيهم يطلبون منه السماح ليوسف بمرافقتهمدار الحوار بينهم وبين أبيهم بنعومة وعتاب خفي وإثارة للمشاعرمَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ؟أيمكن أن يكون يوسف أخانا وأنت تخاف عليه من بيننا ولا تستأمننا عليه ونحن نحبه وننصح له ونرعاه؟ لماذا لا ترسله معنا يرتع ويلعب؟
ورد عليهم يعقوب بطريقة غير مباشرة- أنه لا يأمنهم عليه ويعلل احتجازه معه بقلة صبره على فراقه وخوفه عليه من الذئاب ففندوا فكرة الذئب الذي يخاف أبوه أن يأكله نحن عشرة من الرجال فهل نغفل عنه ونحن كثرة؟ نكون خاسرين غير أهل للرجولة لو وقع ذلك لن يأكله الذئب ولا داعي للخوف عليه وافق الأب تحت ضغط أبنائه ليتحقق قدر الله وتتم القصة كما تقتض يمشيئته!


المشهد الرابع
خرج الأخوة ومعهم يوسف وأخذوه للصحراءاختاروا بئرا لا ينقطع عنها مرور القوافل وحملوه وهموا بإلقائه في البئر وأوحى الله إلى يوسف أنه ناج فلا يخاف وأنه سيلقاهم بعد يومهم هذا وينبئهم بما فعلوه


المشهد الخامس
عند العشاء جاء الأبناء باكين ليحكوا لأبيهم قصة الذئب المزعومةأخبروه بأنهم ذهبوا يستبقون فجاء ذئب على غفلة وأكل يوسفلقد ألهاهم الحقد الفائر عن سبك الكذبة فلو كانوا أهدأ أعصابا ما فعلوها من المرة الأولى التي يأذن لهم فيها يعقوب باصطحاب يوسف معهم! ولكنهم كانوا معجلين لا يصبرون يخشون ألا تواتيهم الفرصة مرة أخرىكذلك كان التقاطهم لحكاية الذئب دليلا على التسرع وقدكان أبوهم يحذرهم منها أمس وهم ينفونها فلم يكن من المستساغ أن يذهبوا في الصباح ليتركوا يوسف للذئب الذي حذرهم أبوهم منه أمس! وبمثل هذا التسرع جاءوا على قميصه بدم كذب لطخوه به في غير إتقان ونسوا في انفعالهم أن يمزقو اقميص يوسف جاءوا بالقميص كما هو سليما ولكن ملطخا بالدم وانتهى كلامهم بدلي لقوي على كذبهم حين قالوا (وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَاوَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ) أي وما أنت بمطمئن لما نقوله ولو كان هو الصدق لأنك تشك فينا ولا تطمئن لما نقوله
أدرك يعقوب من دلائل الحال ومن نداء قلبه ومن الأكذوبة الواضحة أن يوسف لم يأكله الذئب وأنهم دبروا له مكيدة ما وأنهم يلفقون له قصة لم تقع فواجههم بأن نفوسهم قد حسنت لهم أمرا منكرا وذللته ويسرت لهم ارتكابه وأنه سيصبر متحملا متجملا لا يجزع ولا يفزع ولا يشكو مستعينا بالله على ما يلفقونه من حيل وأكاذيب

المشهدالأخير من الفصل الأول من حياة سيدنا يوسف عليه السلام


أثناء وجود يوسف بالبئر مرت عليه قافلة قافلة في طريقها إلى مصر قافلة كبيرة سارت طويلا حتى سميت سيارة توقفوا للتزود بالماءوأرسلوا أحدهم للبئر فأدلى الدلو فيهتعلق يوسف به ظن من دلاه أنه امتلأ بالماء فسحبه ففرح بما رأى رأى غلاما متعلقا بالدلو فسرى على يوسف حكم الأشياء المفقودة التي يلتقطها أحد يصير عبدالمن التقطه
فرح به من وجده في البداية ثم زهد فيه حين فكر في همه ومسئوليته وزهد فيه لأنه وجده صبيا صغيرا وعزم على التخلص منه لدى وصوله إلى مصر ولم يكد يصل إلى مصر حتى باعه في سوق الرقيق بثمن زهيد دراهم معدودة ومن هناك اشتراه رجل تبدو عليه الأهمية

انتهت المحنة الأولى في حياة هذا النبي الكريم لبتدأ المحنة الثانية والفصل الثاني من حياته

ثم يكشف الله تعالى مضمون القصة البعيد في بدايتها (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِوَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) لقد انطبقت جدران العبودية على يوسف ألقي في البئر أهين حرم من أبيه التقط من البئر صار عبدا يباع في الأسواق اشتراه رجل من مصر صار مملوكا لهذا الرجل انطبقت المأساة وصار يوسف بلا حول ولا قوة هكذا يظن أي إنسان غيرأن الحقيقة شيء يختلف عن الظن تماما
ما نتصور نحن أنه مأساة ومحنة وفتنة كان هو أول سلم يصعده يوسف في طريقه إلى مجده
وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ
وها هو ذا يلقي محبته على صاحبه الذي اشتراه وها هو ذا السيد يقول لزوجته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وليس هذا السيد رجلا هين الشأن إنما هو رجل مهم رجل من الطبقة الحاكمة في مصر سنعلم بعد قليل أنه وزيرمن وزراء الملك وزير خطير سماه القرآن "العزيز" وأرجح الآراء أن العزيز هو رئيس وزراء مصر
وهكذا مكن الله ليوسف في الأرض تم هذا كله من خلال فتنة قاسية تعرض لها يوسف
ثم يبين لنا المولى عز وجل كرمه على يوسف فيقول
وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ(22) (يوسف)
كان يوسف أجمل رجل في عصره وكان نقاء أعماقه وصفاء سريرته يضفيان على وجهه مزيدا من الجمال وأوتي صحة الحكم على الأمور وأوتي علما بالحياة وأحوالها وأوتي أسلوبا في الحوار يخضع قلب من يستمع إليه وأوتي نبلا وعفة جعلاه شخصية لا تقاوم

وأدرك سيده أن الله قد أكرمه بإرسال يوسف إليه اكتشف أن يوسف أكثر من رأى في حياته أمانة واستقامة وشهامة وكرما وجعله سيده مسئولا عن بيته وأكرمه وعامله كابنه

يتبـــع
  #13  
قديم 23-09-2007, 08:56 AM
الصورة الرمزية منيع البوح
منيع البوح منيع البوح غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: العاصمة المقدسة
الجنس :
المشاركات: 3,676
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي

ويبدأ المشهد الأول من الفصل الثاني في حياته

في هذا المشهد تبدأ محنة يوسف الثانية وهي أشد وأعمق من المحنةالأولى جاءته وقد أوتي صحة الحكم وأوتي العلم -رحمة من الله- ليواجهها وينجو منها جزاء إحسانه الذي سجله الله له في قرآنه يذكر الله تعالى هذه المحنة في كتابه الكريم
وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِالأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَمَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ(23)وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّبِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَوَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ(24) (يوسف)
لا يذكر السياق القرآني شيئا عن سنها وسنه فلننظر في ذلك من باب التقدير لقد أحضر يوسف صبيا من البئر كانت هي زوجة في الثلاثة والعشرين مثلا وكان هو في الثانية عشرا بعد ثلاثة عشر عاما صارت هي في السادسة والثلاثين ووصل عمره إلى الخامسة والعشرين أغلب الظن أن الأمر كذلك إن تصرف المرأة في الحادثة وما بعدها يشير إلى أنها مكتملة جريئة
والآن لنتدبر معنا في كلمات هذه الآيات
(وَرَاوَدَتْهُ) صراحة (عَن نَّفْسِهِ) وأغلقت (الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ) لن تفر مني هذه المرة هذا يعني أنه كانت هناك مرات سابقة فر فيها منها مرات سابقة لم تكن الدعوة فيها بهذه الصراحة فيبدوا أن امرأة العزيز سئمت تجاهل يوسف لتلميحاتها المستمرة وإباءه فقررت أن تغير خطتها خرجت من التلميح إلى التصريح أغلقت الأبواب ومزقت أقنعة الحياء وصرحت بحبها وطالبته بنفسه
يقف هذا النبي الكريم في وجه سيدته قائلا (قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) أعيذ نفسي بالله أن أفعل هذا مع زوجة من أكرمني بأن نجاني من الجب وجعل في هذه الدار مثواي الطيب الآمن ولا يفلح الظالمون الذين يتجاوزون حدود الله فيرتكبون ما تدعينني اللحظة إليه
ثم (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَرَبِّهِ)
قال أبو عبيدةولولا أن رأى برهان ربه لهم بها
يبدو أن يوسف -عليه السلام- آثر الانصراف متجها إلى الباب حتى لا يتطور الأمر أكثر لكن امرأة العزيز لحقت به لتمسكه تدفهعا الشهوة لذلكفأمسكت قميصه من الخلف فتمزق في يدها وهنا تقطع المفاجأة فتح الباب زوجها -العزيزوهنا تتبدى المرأة المكتملة فتجد الجواب حاضرا على السؤال البديهي الذي يطرح الموقف فتقول متهمة الفتى: قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَبِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
واقترحت هذه المراة -العاشقة- سريعا العقاب -المأمون- الواجب تنفيذه على يوسف خشية أن يفتك به العزيز من شدة غضبه بيّنت للعزيز أن أفضل عقابله هو السجن بعد هذا الاتهام الباطل والحكم السريع جهر يوسف بالحقيقة ليدافع عننفسه: قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي
تجاوز السياق القرآني رد الزوج لكنه بين كيفية تبرأة يوسف -عليه السلام- من هذه التهمة الباطلة:
وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَمِنَ الكَاذِبِينَ(26) وَإِنْكَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ(27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) (يوسف)
لا نعلم إن كان الشاهد مرافقا للزوج منذ البداية أم أن العزيز استدعاه بعد الحادثة ليأخذ برأيه كما أشارت بعض الروايات أن هذا الشاهد رجل كبير بينما أخبرت روايات أخرى أنه طفل رضيع كل هذا جائز وهو لا يغير من الأمر شيئا مايذكره القرآن أن الشاهد أمرهم بالنظر للقميص فإن كان ممزقا من الأمام فذلك من أثر مدافعتها له وهو يريد الاعتداء عليها فهي صادقة وهو كاذب وإن كان قميصه ممزقا من الخلف فهو إذن من أثر تملصه منها وتعقبها هي له حتى الباب، فهي كاذبة وهو صادق
فَلَمَّارَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ(28) (يوسف)
فتأكد الزوج من خيانة زوجته عندما رأى قميص يوسف ممزق من الخلفلكن الدم لم يثر في عروقه ولم يصرخ ولم يغضب فرضت عليه قيم الطبقة الراقية التي وقع فيها الحادث أن يواجه الموقف بلباقة وتلطف نسب ما فعلته إلى كيد النساء عموماوصرح بأن كيد النساء عموم عظيم وهكذا سيق الأمر كما لو كان ثناء يساق ولا نحسب أنه يسوء المرأة أن يقال لها: (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) فهو دلالة على أنها أنثى كاملة مستوفية لمقدرة الأنثى على الكيدبعدها التفت الزوج إلى يوسف قائلا له (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا) أهمل هذا الموضوع ولا تعره اهتماما ولاتتحدث به هذا هو المهم المحافظة على الظواهر ثم يوجه عظة -مختصرة- للمرأة التي ضبطت متلبسة بمراودة فتاها عن نفسها وتمزيق قميصه(وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ)

انتهى الجزء الاول

السؤال العاشر

لقد اخبر الله سبحانه وتعالى عن قصة سيدنا يوسف بانها احسن القصص واختلف العلماء في سبب هذه التسمية

فما هي اهم تلك الاسباب التي ميزت هذه القصة فكانت احسن القصص ؟
__________________
أسأل الله ان يرزقني رقة كرقة قلبك

  #14  
قديم 23-09-2007, 10:17 AM
الصورة الرمزية منيع البوح
منيع البوح منيع البوح غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: العاصمة المقدسة
الجنس :
المشاركات: 3,676
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي ۞المسابقة الرمضانية (الحلقة الحادية عشر)۞



سيدنا يوسف عليه السلام


الجزء الثاني



بعد انتهاء المشهد الاول لكن الفتنة لم تنته فلم يفصل سيد البيت بين المرأة وفتاها كل ما طلبه هو إغلاق الحديث في هذا الموضوعغير أن هذا الموضوع بالذات وهذا الأمر يصعب تحقيقه في قصر يمتلئ بالخدم والخادمات والمستشارين والوصيفات

المشهد الثاني


بدأ الموضوع ينتشر خرج من القصر إلى قصور الطبقة الراقية يومها ووجدت فيه نساء هذه الطبقة مادة شهية للحديث إن خلو حياة هذه الطبقات من الجد وانصرافها إلى اللهو يخلعان أهمية قصوى على الفضائح التي ترتبط بشخصيات شهيرة وزاد حديث المدينة
(وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّاإِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ)
وانتقل الخبر من فم إلى فم ومن بيت إلى بيت حتى وصل لامرأة العزيز


المشهد الثالث


فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَرًا إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ (32) (يوسف)


عندما سمعت امرأة العزيز بما تتناقله نساء الطبقة العليا عنها قررت أن تعد مأدبة كبيرة في القصروأعدت الوسائد حتى يتكئ عليها المدعواتواختارت ألوان الطعام والشراب وأمرت أن توضع السكاكين الحادة إلى جوار الطعام المقدم ووجهت الدعوة لكل من تحدثت عنها وبينما هن منشغلات بتقطيع اللحم أو تقشير الفاكهة فاجأتهن بيوسف
وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ


(فَلَمَّارَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ) بهتن لطلعته ودهشن (وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ) وجرحن أيديهن بالسكاكين للدهشة المفاجئة (وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ) وهي كلمة تنزيه تقال في هذا الموضع تعبيرا عن الدهشة بصنع الله (مَا هَـذَا بَشَرًا إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ) يتضح من هذه التعبيرات أن شيئا من ديانات التوحيد تسربت لأهل ذلك الزمان


ورأت المرأة أنها انتصرت على نساء طبقتها وأنهن لقين من طلعة يوسف الدهش والإعجاب والذهول فقالت قولة المرأة المنتصرة التي لا تستحي أمام النساء من بنات جنسها وطبقتها والتي تفتخر عليهن بأن هذا متناول يدها وإن كان قد استعصم في المرة الأولى فهي ستحاول المرة تلو الأخرى إلى أن يلين انظرن ماذا لقيتن منه من البهر والدهش والإعجاب! لقد بهرني مثلكن فراودته عن نفسه لكنه استعصم، وإنلم يطعني سآمر بسجنه لأذلّه


إنها لم ترى بأسا من الجهر بنزواتها الأنثوية أما نساء طبقتهافقالتها بكل إصرار وتبجح، قالتها مبيّنة أن الإغراء الجديد تحت التهديد.


واندفع النسوة كلهم إليه يراودنه عن نفسه كل منهن أرادته لنفسها ويدلنا على ذلك أمرانالدليل الأول هو قول يوسف عليه السلام (رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) فلم يقل (ما تدعوني إليه) والأمر الآخر هو سؤال الملك لهم فيما بعد (قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ)


أمام هذه الدعوات -سواء كانت بالقول أم بالحركات واللفتات- استنجد يوسف بربه ليصرف عنه محاولاتهن لإيقاعه في حبائلهن خيفة أن يضعف في لحظة أمام الإغراء الدائم فيقع فيما يخشاه على نفسه دعى يوسف الله دعاء الإنسان العارف ببشريته الذي لا يغتر بعصمته فيريد مزيدا من عناية الله وحياطته ويعاونه على ما يعترضه من فتة وكيد وإغراء(قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ) واستجاب له الله وصرف عنه كيد النسوة


وهذا الصرف قد يكون بإدخال اليأس في نفوسهن من استجابته لهن، بعد هذه التجربة؛ أو بزيادة انصرافه عن الإغراء حتى مايحس في نفسه أثرا منه أو بهما جميعا وهكذا اجتاز يوسف المحنة الثانية بلطف الله ورعايته فهو الذي سمع الكيد ويسمع الدعاء ويعلم ماوراء الكيد وما وراء الدعاء


ما انتهت المحنة الثانية إلا لتبدأ الثالثة لكن هذه الثالثة هي آخر محن الشدة


الفصل الثالث منحياته


كان دخوله للسجن بسبب انتشار قصته مع امرأة العزيز ونساء طبقتها فلم يجد أصحاب هذه البيوت طريقة لإسكات هذه الألسنة سوى سجن هذا الفتى الذي دلت كل الآيات على برائته لتنسى القصة قال تعالى في سورة (يوسف)


ثُمَّ بَدَالَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ(35) (يوسف)


وهكذا ترسم الآية الموجزة جو هذا العصر بأكمله جو الفساد الداخلي في القصور جو الأوساط الأرستقراطية وجو الحكم المطلق


إن حلول المشكلات في الحكم المطلق هي السجن وليس هذا بغريب على من يعبد آلهة متعددةكانوا على عبادة غير الله ولقد رأينا من قبل كيف تضيع حريات الناس حين ينصرفون عن عبادة الله إلى عبادة غيره وها نحن أولاء نرى في قصة يوسف شاهدا حيا يصيب حتى الأنبياء صدر قرارا باعتقاله وأدخل السجن بلا قضية ولا محاكمة ببساطة ويسر لايصعب في مجتمع تحكمه آلهة متعددة أن يسجن بريء بل لعل الصعوبة تكمن في محاولة شيءغير ذلك


دخل يوسف السجن ثابت القلب هادئ الأعصاب أقرب إلى الفرح لأنه نجا من إلحاح زوجة العزيز ورفيقاتها وثرثرة وتطفلات الخدم كان السجن بالنسبة إليه مكانا هادئا يخلو فيه ويفكر في ربه


المشهد الأول منهذا الفصل


يختصر السياق القرآني ما كان من أمر يوسف في السجن لكن الواضح أن يوسف -عليه السلام- انتهز فرصة وجوده في السجن ليقوم بالدعوة إلى الله مماجعل السجناء يتوسمون فيه الطيبة والصلاح وإحسان العبادة والذكر والسلوك


انتهز يوسف -عليه السلام- هذه الفرصة ليحدث الناس عن رحمة الخالق وعظمته وحبه لمخلوقاته كان يسأل الناس: أيهما أفضل أن ينهزم العقل ويعبد أربابا متفرقين أم ينتصر العقلويعبد رب الكون العظيم؟ وكان يقيم عليهم الحجة بتساؤلاته الهادئة وحواره الذكي وصفاء ذهنه ونقاء دعوته


وفي أحد الأيام قَدِمَ له سجينان يسألانه تفسير أحلامهما بعد أن توسما في وجهه الخيرإن أول ما قام به يوسف -عليه السلام- هو طمأنتهما أنه سيؤوللهم الرؤى لأن ربه علمه علما خاصا جزاء على تجرده هو وآباؤه من قبله لعبادته وحده، وتخلصه من عبادة الشركاء وبذلك يكسب ثقتهما منذ اللحظة الأولى بقدرته على تأويل رؤياهما كما يكسب ثقتهما كذلك لدينه ثم بدأ بدعوتهما إلى التوحيد وتبيانما هم عليه من الظلال قام بكل هذا برفق ولطف ليدخل إلى النفوس بلامقاومة


بعد ذلك فسر لهما الرؤى بيّن لهما أن أحدها سيصلب والآخر سينجو وسيعمل في قصر الملكلكنه لم يحدد من هو صاحب البشرى ومن هو صاحب المصير السيئ تلطفا وتحرجا من المواجهة بالشر والسوءوتروي بعض التفاسير أن هؤلاء الرجلين كانا يعملان في القصر أحدهما طباخا والآخر يسقي الناس وقد اتهما بمحاولة تسميم الملك.


أوصى يوسف من سينجو منهما أن يذكر حاله عن الملك لكن الرجل لم ينفذ الوصية فربما ألهته حياة القصر المزدحمة يوسف وأمره فلبث في السجن بضع سنين أراد الله بهذا أن يعلم يوسف -عليه السلام- درسا


فقد ورد في إحدى الرويات أنه جاءه جبريل قال: يا يوسف من نجّاك من إخوتك؟ قال: الله قال: من أنقذك من الجب؟ قال: الله قال: من حررك بعد أن صرت عبدا؟ قال: الله قال: من عصمك من النساء؟ قال: الله قال: فعلام تطلب النجاة من غيره؟


وقد يكون هذا الأمر زيادة في كرم الله عليه واصطفاءه له فلم يجعل قضاء حاجته على يد عبد ولاسبب يرتبط بعبد

يتبــــع

  #15  
قديم 23-09-2007, 10:37 AM
الصورة الرمزية منيع البوح
منيع البوح منيع البوح غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: العاصمة المقدسة
الجنس :
المشاركات: 3,676
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي

المشهدالثاني


في هذا المشهد تبدأ نقطة التحول التحول من محن الشدة إلى محن الرخاء من محنة العبودية والرق لمحنة السلطة والملك


في قصر الحكم وفي مجلس الملك: يحكي الملك لحاشيته رؤياه طالبامنهم تفسيرا لها
(وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ)
لكن المستشاريون والكهنة لم يقوموا بالتفسير ربما لأنهم لم يعرفوا تفسيرها أو أنهم أحسوا أنها رؤيا سوء فخشوا أن يفسروها للملك وأرادوا أن يأتي التفسير من خارج الحاشية -التي تعودت على قول كل ما يسر الملك فقط وعللوا عدم التفسير بأن قالوا للملك أنها أجزاء من أحلام مختلطة ببعضها البعض ليست رؤيا كاملة يمكن تأويلها



المشهد الثالث


وصل الخبر إلى الساقي -الذي نجا من السجن تداعت أفكاره وذكره حلم الملك بحلمه الذي رآه في السجن وذكره السجن بتأويل يوسف لحلمه وأسرع إلى الملك وحدثه عن يوسف قال له: إن يوسف هو الوحيد الذي يستطيع تفسير رؤياك



وأرسل الملك ساقيه إلى السجن ليسأل يوسف ويبين لنا الحق سبحانه كيف نقل الساقي رؤيا الملك ليوسف بتعبيرات الملك نفسها لأنه هنا بصدد تفسير حلم وهو يريد أن يكون التفسير مطابقا تماما لما رءاه الملك وكان الساقي يسمي يوسف بالصديق أي الصادق الكثير الصدق وهذا ما جربه من شأنه من قبل



جاء الوقت واحتاج الملك إلى رأي يوسف.
(وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَالنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)
سُئِلَ يوسف عن تفسير حلم الملك فلم يشترط خروجه من السجن مقابل تفسيره لم يساوم ولم يتردد ولم يقل شيئا غير تفسيرالرؤيا هكذا ببراءة النبي حين يلجأ إليه الناس فيغيثهم وإن كان هؤلاء أنفسهم سجانيه وجلاديه



لم يقم يوسف -عليه السلام- بالتفسير المباشرالمجرد للرؤيا وإنما قدم مع التفسير النصح وطريقة مواجهة المصاعب التي ستمر بهامصر أفهم يوسف رسول الملك أن مصر ستمر عليها سبع سنوات مخصبة تجود فيها الأرض بالغلات وعلى المصريين ألا يسرفوا في هذه السنوات السبع لأن وراءها سبع سنوات مجدبة ستأكل ما يخزنه المصريون وأفضل خزن للغلال أن تترك في سنابلها كي لاتفسد أو يصيبها السوس أو يؤثر عليها الجو


بهذا انتهى حلم الملك وزاد يوسف تأويله لحلم الملك بالحديث عن عام لم يحلم به الملك عام من الرخاء عام يغاث فيه الناس بالزرع والماء وتنموا كرومهم فيعصرون خمرا وينمو سمسمهم وزيتونهم فيعصرون زيتا كان هذا العام الذي لايقابله رمز في حلم الملك علما خاصا أوتيه يوسف فبشر به الساقي ليبشر به الملك والناس



المشهد الرابع


عاد الساقي إلى الملك أخبره بما قال يوسف دهش الملك دهشة شديدة ما هذا السجين ؟ إنه يتنبأ لهم بما سيقع ويوجههم لعلاجه دون أن ينتظر أجرا أوجزاء أو يشترط خروجا أو مكافأة فأصدرالملك أمره بإخراج يوسف من السجن وإحضاره فورا إليه ذهب رسول الملك إلى السجن ولا نعرف إن كان هو الساقي الذي جاءه أول مرة أم أنه شخصية رفيعة مكلفة بهذه الشؤون ذهب إليه في سجنه رجا منه أن يخرج للقاء الملك فهو يطلبه على عجل رفض يوسف أن يخرج من السجن إلا إذا ثبتت براءته لقد رباه ربه وأدبه ولقد سكبت هذه التربية وهذا الأدب في قلبه السكينة والثقة والطمأنينة ويظهر أثر التربية واضحا في الفارق بين

الموقفين: الموقف الذي يقول يوسف فيه للفتى: اذكرني عند ربك

والموقف الذي يقول فيه: ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة الاتي قطعن أيدهن الفارق بين الموقفين كبير



المشهد الخامس


تجاوز السياق القرآني عما حدث بين الملك ورسوله وردة فعل الملك ليقف بنا أمام المحاكة وسؤال الملك لنساء الطبقة العليا عما فعلنه مع يوسف يبدوا أن الملك سأل عن القصة ليكون على بينة من الظروف قبل أن يبدأ التحقيق لذلك جاء سؤاله دقيقا للنساء فاعترف النساء بالحقيقة التي يصعب إنكارها
(قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنسُوءٍ)


وهنا تتقدم المرأة المحبة ليوسف التي يئست منه ولكنها لا تستطيع أن تخلص من تعلقها به تتقدم لتقول كل شيء بصراحة يصور السياق القرآني لنا اعتراف امرأة العزيز بألفاظ موحية تشي بما وراءها من انفعالات ومشاعر عميقة
(أَنَاْرَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ)
شهادة كاملة بإثمها هي وبراءته ونظافته وصدقه هو شهادة لا يدفع إليها خوف أو خشية أو أي اعتبار آخر يشي السياق القرآني بحافز أعمق من هذا كله حرصها على أن يحترمها الرجل الذي أهان كبرياءها الأنثوية ولم يعبأ بفتنتها الجسدية ومحاولة يائسة لتصحيح صورتها في ذهنه لا تريده أن يستمر على تعاليه واحتقاره لها كخاطئة تريد أن تصحح فكرته عنها
(ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ)
لست بهذا السوء الذي يتصوره عني ثم تمضي في هذه المحاولة والعودة إلى الفضيلة التي يحبها يوسف ويقدرها
(وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ)
وتمضي خطوة أخرى في هذه المشاعر الطيبة
(وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌرَّحِيمٌ)


إن تأمل الآيات يوحي بأن امرأة العزيز قد تحولت إلى دين يوسف تحولت إلى التوحيد إن سجن يوسف كان نقلة هائلة في حياتها آمنت بربه واعتنقت ديانته


ويصدر الأمر الملكي بالإفراج عنه وإحضاره


يهمل السياق القرآني بعد ذلك قصة امرأة العزيز تماما يسقطها من المشاهد فلا نعرف ماذا كان من أمرها بعد شهادتها الجريئة التي أعلنت فيها ضمن اإيمانها بدين يوسف


وقد لعبت الأساطير دورها في قصة المرأة
قيل: إن زوجها مات وتزوجت من يوسف فاكتشف أنها عذراء واعترفت له أن زوجها كان شيخا لا يقرب النساء
وقيل: إن بصرها ضاع بسبب استمرارها في البكاء على يوسف، خرجت من قصرها وتاهت في طرقات المدينة فلما صار يوسف كبير اللوزراء ومضى موكبه يوما هتفت به امرأة ضريرة تتكفف الناس: سبحان من جعل الملوك عبيدا بالمعصية، وجعل العبيد ملوكا بالطاعة


سأل يوسف: صوت من هذا؟ قيل له: امرأة العزيز انحدر حالها بعد عز واستدعاها يوسف وسألها: هل تجدين في نفسك من حبك لي شيئا؟


قالت: نظرة إلى وجهك أحب إلي من الدنيا يا يوسف ناولني نهاية سوطك فناولها فوضعته على صدرها فوجد السوط يهتز في يده اضطرابا وارتعاشا من خفقان قلبها


وقيلت أساطير أخرى يبدو فيها أثر المخيلة الشعبية وهي تنسج قمة الدراما بانهيار العاشقة إلى الحضيض غير أن السياق القرآني تجاوز تماما نهاية المرأة


أغفلها من سياق القصة بعد أن شهدت ليوسف وهذا يخدم الغرض الديني في القصة فالقصة أساسا قصة يوسف وليست قصة المرأة لقد ظهرت المرأة ثم اختفت في الوقت المناسب اختفت في قمة مأساتها وشاب اختفاءها غموض فني معجز ولربما بقيت في الذاكرة باختفائها هذا زمنا أطول مما كانت تقضيه لو عرفنا بقية قصتها



نهاية الجزء الثاني



السؤال الحادي عشر


دلت كل الآيات على برائة سيدنا يوسف عليه السلام ، وقد اقتنع العزيز ببرائته وبشهادة الشهود ثم عاد وسجن عليه السلام


فما هو السبب وراء سجنه رغم برائته من الجرم؟

__________________
أسأل الله ان يرزقني رقة كرقة قلبك

  #16  
قديم 25-09-2007, 05:00 PM
الصورة الرمزية منيع البوح
منيع البوح منيع البوح غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: العاصمة المقدسة
الجنس :
المشاركات: 3,676
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي ۞المسابقة الرمضانيه (الحلقة الثانية عشر)۞


سيدنا يوسف عليه السلام

الجزء الثالث


ويبدأ فصل جديد من فصول حياة يوسف عليه السلام:
بعد ما رأى الملك من أمر يوسف. براءته، وعلمه، وعدم تهافته على الملك. عرف أنه أمام رجل كريم، فلم يطلبه ليشكره أو يثني عليه، وإنما طلبه ليكون مستشاره. وعندما جلس معه وكلمه، تحقق له صدق ما توسمه فيه. فطمئنه على أنه ذو مكانه وفي أمان عنده. فماذا قال يوسف؟
لم يغرق الملك شكرا كما يفعل المتملقون للطواغيت؛ كلا إنما طالب بما يعتقد أنه قادرعلى أن ينهض به من الأعباء في الازمة القادمة.
كما وأورد القرطبي في تفسيره. أن الملك قال فيما قاله: لو جمعت أهل مصر ما أطاقوا هذا الأمر.. ولم يكونوا فيه أمناء.
اعتراف الملك ليوسف بهذه الحقيقة زاد من عزمه على تولي هذا الامر، لأنقاذ مصر وما حولها من البلاد من هذه المجاعة لم يكن يوسف يقصد النفع أو الاستفادة على العكس من ذلك كان يحتمل أمانة إطعام شعوب جائعة لمدة سبع سنوات كان الموضوع في حقيقته تضحية من يوسف
وهكذا مكن الله ليوسف في الأرض صار مسؤولا عن خزائن مصر واقتصادها صار كبيرا للوزراء وجاء في رواية أن الملك قال ليوسف: يا يوسف ليس لي من الحكم إلا الكرسي ولا ينبئنا السياق القرآني كيف تصرف يوسف في مصر نعرف أنه حكيم عليم.. نعرف أنه أمين وصادق.. لا خوف إذا على اقتصاد مصر.
المشهد الثاني من هذا الفصل
دارت عجلة الزمن طوى السياق دورتها، ومر مرورا سريعا على سنوات الرخاء، وجاءت سنوات المجاعة.. وهنا يغفل السياق القرآني بعد ذلك ذكر الملك والوزراء في السورة كلها.. كأن الأمر كله قد صار ليوسفالذي اضطلع بالعبء في الأزمة الخانقة الرهيبة وأبرز يوسف وحده على مسرح الحوادث, وسلط عليه كل الأضواء.
أما فعل الجدب والمجاعة فقد أبرزه السياق في مشهد إخوة يوسف, يجيئون من البدو من أرض كنعان البعيدة يبحثون عن الطعام في مصر ومن ذلك ندرك اتساع دائرة المجاعة كما كيف صارت مصر- بتدبير يوسف -محط أنظار جيرانها ومخزن الطعام في المنطقة كلها.
وقد تسامع الناس بما فيهم اخوته بما فيها من فائض الغلة منذ السنوات السمان فدخلواعلى عزيز مصر وهم لا يعلمون أن أخاهم هو العزيزإنه يعرفهم فهم لم يتغيروا كثيرا أما يوسف فإن خيالهم لا يتصور قط أنهالعزيز! وأينالغلام العبراني الصغير الذي ألقوه في الجب منذ عشرين عاما أو تزيد من عزيز مصر شبه المتوج في سنه وزيه وحرسه ومهابته
ولم يكشف لهم يوسف عن نفسه فلا بد من دروس يتلقونها: (فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ). ولكنا ندرك من السياق أنه أنزلهم منزلا طيبا, ثم أخذ في إعداد الدرس الأول: (وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ). فنفهم من هذا أنه تركهم يأنسون إليه, واستدرجهم حتى ذكروا له منهم على وجه التفصيل, وأن لهم أخا صغيرا من أبيهم لم يحضر معهم لأن أباه يحبه ولايطيق فراقه. فلما جهزهم بحاجات الرحلة قال لهم: إنه يريد أن يرى أخاهم هذا (قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ) وقد رأيتم أنني أوفي الكيل للمشترين. فسأوفيكم نصيبكم حين يجيء معكم; ورأيتم أنني أكرم النزلاء فلا خوف عليه بل سيلقى مني الإكرام المعهود: (أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ).
ولما كانوا يعلمون كيف يضن أبوهم بأخيهم الأصغر - وبخاصة بعد ذهاب يوسف - فقد أظهروا أن الأمر ليس ميسورا, وإنما في طريقه عقبات من ممانعة أبيهم, وأنهم سيحاولون إقناعه, مع توكيد عزمهم - على الرغم من هذه العقبات - على إحضاره معهم حين يعودون: (قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ). ولفظ(نراود) يصور الجهد الذي يعلمون أنهم باذلوه.
أما يوسف فقد أمر غلمانه أن يدسوا البضاعة التي حضر بها إخوته ليستبدلوا بها القمح والعلف وقد تكون خليطا من نقد ومن غلات صحراوية أخرى من غلات الشجر الصحراوي, ومن الجلود وسواها مما كان يستخدم في التبادل في الأسواق. أمر غلمانه بدسها في رحالهم - والرحل متاع المسافر - لعلهم يعرفون حين يرجعون أنها بضاعتهم التي جاءوا بها.
المشهد الثالث
ندع يوسف في مصر لنشهد يعقوب وبنيه في أرض كنعان رجع الأخوة إلى أبيهم وقبل أن ينزلوا أحمال الجمال ويفكوا متاعهم، دخلوا على أبيهم قائلين له بعتاب: إن لم ترسل معنا أخانا الصغير في المرة القادمة فلن يعطينا عزيز مصر الطعام. وختموا كلامهم بوعد جديد ليعقوب عليه السلام (وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).
ويبدوا أن هذا الوعد قد أثار كوامن يعقوبفهو ذاته وعدهم له في يوسف! فإذا هو يجهر بما أثاره الوعد من شجونه:
قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ(64)(يوسف)
وفتح الأبناء أوعيتهم ليخرجوا ما فيها من غلال فإذا هم يجدون فيها بضاعتهم التي ذهبوا يشترون بها مردودة إليهم مع الغلال والطعام ورد الثمن يشير إلى عدم الرغبة في البيع، أو هو إنذار بذلك.. وربما كان إحراجا لهم ليعودوا لسداد الثمن مرة أخرى.
وأسرع الأبناء إلى أبيهم (قَالُواْ يَاأَبَانَا مَا نَبْغِي) ..لم نكذب عليك.. لقد رد إلينا الثمن الذي ذهبنا نشتري به. هذا معناه أنهم لن يبيعوا لنا إلا إذا ذهب أخونا معنا.
واستمر حوارهم مع الأب.. أفهموه أن حبه لابنه والتصاقه به يفسدان مصالحهم، ويؤثران على اقتصادهم، وهم يريدون أن يتزودوا أكثر، وسوف يحفظون أخاهم أشد الحفظ وأعظمه.. وانتهى الحوار باستسلام الأب لهم.. بشرط أن يعاهدوه على العودة بابنه، إلا إذا خرج الأمر من أيديهم وأحيط بهم.. نصحهم الأب ألا يدخلوا -وهم أحد عشر رجلا- من باب واحد من أبواب بمصر.. كي لا يستلفتوا انتباه أحد.. وربما خشي عليهم أبوهم شيئا كالسرقة أو الحسد.. لا يقول لنا السياق القرآني ماذا كان الأب يخشى، ولو كان الكشف عن السبب مهما لقيل.

يتبــــــع
  #17  
قديم 25-09-2007, 05:11 PM
الصورة الرمزية منيع البوح
منيع البوح منيع البوح غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: العاصمة المقدسة
الجنس :
المشاركات: 3,676
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي تــــــــــــابع

المشهدالرابع


عاد إخوة يوسف الأحد عشر هذه المرة.


وَلَمَّادَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَتَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ(69)(يوسف)


يقفز السياق قفزا إلى مشهد يوسف وهو يحتضن أخاه ويكشف له وحده سر قرابته، ولا ريب أن هذا لم يحدث فور دخول الإخوة على يوسف، وإلا لانكشفت لهم قرابة يوسف، إنما وقع هذا في خفاء وتلطف ، فلم يشعر إخوته، غير أن السياق المعجز يقفز إلى أول خاطر ساور يوسف عند دخولهم عليه ورؤيته لأخيه.. وهكذا يجعله القرآن أول عمل ،لأنه أول خاطر، وهذه من دقائق التعبير في هذا الكتاب العظيم.


يطوي السياق كذلك فترة الضيافة، وما دار فيها بين يوسف وإخوته، ويعرض مشهد الرحيل الأخير.. ها هو ذا يوسف يدبر شيئا لإخوته.. يريد أن يحتفظ بأخيه الصغير معه.


يعلم أن احتفاظه بأخيه سيثير أحزان أبيه ، وربما حركت الأحزان الجديدة أحزانه القديمة، وربما ذكره هذا الحادث بفقد يوسف.. يعلم يوسف هذا كله.. وها هو ذا يرى أخاه.. وليس هناك دافع قاهر لاحتفاظه به، لماذا يفعل ما فعل ويحتفظ بأخيه هكذا!؟


يكشف السياق عن السر في ذلك.. إن يوسف يتصرف بوحي من الله.. يريد الله تعالى أن يصل بابتلائه يعقوب إلى الذروة.. حتى إذاجاوز به منطقة الألم البشري المحتمل وغير المحتمل، ورآه صابرا رد عليه ابنيه معا، ورد إليه بصره.


أمر يوسف -عليه السلام- رجاله أن يخفوا كأس الملك الذهبية في متاع أخيه خلسة.. وكانت الكأس تستخدم كمكيال للغلال.. وكانت لها قيمتها كمعيار في الوزن إلى جوار قيمتها كذهب خالص. أخفى الكأس في متاع أخيه.. وتهيأ إخوة يوسف للرحيل،ومعهم أخوهم.. ثم أغلقت أبواب العاصمة.. (ثُمَّ أَذَّن َمُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ)..!!


كانت صرخة الجند تعني وقوف القوافل جميعا.. وانطلق الاتهام فوق رؤوس الجميع كقضاء خفي غامض.. أقبل الناس، وأقبل معهم إخوة يوسف..(مَّاذَا تَفْقِدُونَ)؟


هكذا تسائل إخوة يوسف.. قال الجنود: (نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ).. ضاعت كأسه الذهبية.. ولمن يجيء بها مكافأة.. سنعطيه حمل بعير من الغلال.


قال إخوة يوسف ببراءة: لم نأت لنفسد في الأرض ونسرق! قال الحراس (وكان يوسف قد وجههم لما يقولونه): أي جزاء تحبون توقيعه على السارق؟


قال إخوة يوسف: في شريعتنا نعتبر من سرق عبدا لمن سرقه.


قال الحارس: سنطبق عليكم قانونكم الخاص.. لن نطبق عليكم القانون المصري الذي يقضي بسجن السارق.


كانت هذه الإجابة كيدا وتدبيرا من الله تعالى، ألهم يوسف أن يحدث بها ضباطه.. ولولا هذا التدبير الإلهي لامتنع على يوسف أن يأخذ أخاه.. فقد كان دين الملك أو قانونه لا يقضي باسترقاق من سرق وبدأ التفتيش.


كان هذا الحوار على منظر ومسمع من يوسف، فأمر جنوده بالبدء بتفتيش رحال أخوته أولا قبل تفتيش رحل أخيه الصغير. كي لا يثير شبهة في نتيجة التفتيش.


اطمأن إخوة يوسف إلى براءتهم من السرقة وتنفسوا الصعداء، فلم يبقى إلا أخوهم الصغير. وتم استخراج الكأس من رحله. فأمر يوسف بأخذ أخيه عبدا، قانونهم الذي طبقه القضاء على الحادث.


أعقب ذلك مشهد عنيف المشاعر.. إن إحساس الإخوة براحة الإنقاذ والنجاة من التهمة، جعلهم يستديرون باللوم على شقيق يوسف (قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ) إنهم يتنصلون من تهمة السرقة.. ويلقونها على هذا الفرع من أبناء يعقوب.


سمع يوسف بأذنيه اتهامهم له، وأحس بحزن عميق.. كتم يوسف أحزانه فينفسه ولم يظهر مشاعره.. قال بينه وبين نفسه (أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ) لم يكن هذا سبابا لهم ، بقدرما كان تقريرا حكيما لقاعدة من قواعد الأمانة.
أراد أن يقول بينه وبين نفسه: إنكم بهذا القذف شر مكانا عند الله من المقذوف ، لأنكم تقذفون بريئين بتهمة السرقة.. والله أعلم بحقيقة ما تقولون.


سقط الصمت بعد تعليق الإخوة الأخير.. ثم انمحى إحساسهم بالنجاة، وتذكروايعقوب لقد أخذ عليهم عهدا غليظا، ألا يفرطوا في ابنه. وبدءوا استرحام يوسف: يوسف أيها العزيز.. يوسف أيها الملك.. إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ


قال يوسف بهدوء: كيف تريدون أن نترك من وجدنا كأس الملك عنده.. ونأخذ بدلا منه أنسانا آخر..؟ هذا ظلم.. ونحن لا نظلم.


كانت هي الكلمة الأخيرة في الموقف. وعرفوا أن لا جدوى بعدها من الرجاء، فانسحبوا يفكرون في موقفهم المحرج أمام أبيهم حين يرجعون.


المشهد الخامس:


عقدوا مجلسا يتشاورون فيه لكن السياق القرآني لا يذكر أقوالهم جميعا إنما يثبت آخرها الذي يكشف عما انتهوا إليه ذكر القرآن قول كبيرهم إذ ذكّرهم بالموثق المأخوذ عليهم كما ذكرهم بتفريطهم في يوسف من قبل ثم يبين قرارها لجازم: ألا يبرح مصر، وألا يواجه أباه، إلا أن يأذن أبوه، أو يقضي الله له بحكم فيخض له وينصاع وطلب منهم أن يرجعوا إلى أبيهم فيخبروه صراحة بأن ابنه سرق فَاُخِذَ بما سرق ذلك ما علموه شهدوا به أما إن كان بريئا وكا هناك أمر وراء هذا الظاهر لا يعلمونه، فهم غير موكلين بالغيب وإن كان في شك من قولهم فليسأل أهل القرية التي كانوا فيها -أي أهل مصر- وليسأل القافلة التي كانوا فيها، فهم لم يكونوا وحدهم، فالقوافل الكثيرة كانت ترد مصر لتأخذ الطعام


المشهد السادس:



(بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ)


كلمته ذاتها يوم فقد يوسف.. لكنه في هذه المرة يضيف إليها الأمل أن يرد الله عليه يوسف وأخاه فيرد ابنه الآخر المتخلف هناك.


كان يعقوب -عليه السلام-لا يبكي أمام أحد.. كان بكاؤه شكوى إلى الله لا يعلمها إلا الله.


ثم لاحظ أبناؤه أنه لم يعد يبصر ورجحوا أنه يبكي على يوسف وهاجموه في مشاعره الإنسانية كأب.. حذروه بأنه سيهلك نفسه:


قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ(85) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَتَعْلَمُونَ(يوسف)


ردهم جواب يعقوب إلى حقيقة بكائه.. إنه يشكو همه إلى الله.. ويعلم من الله ما لا يعلمون.. فليتركوه في بكائه وليصرفوا همهم لشيء أجدى عليهم (إنه يكشف لهم في عمق أحزانه عن أمله في روح الله.. إنه يشعر بأن يوسف لم يمت كما أنبئوه.. لم يزل حيا ، فليذهب الإخوة بحثا عنه.. وليكن دليلهم في البحث، هذا الأمل العميق في الله


يتبـــع
  #18  
قديم 25-09-2007, 05:19 PM
الصورة الرمزية منيع البوح
منيع البوح منيع البوح غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: العاصمة المقدسة
الجنس :
المشاركات: 3,676
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي تابــــــــــع

المشهد السابع

تحركت القافلة في طريقها إلى مصر.. إخوة يوسف في طريقهم إلى العزيز.. تدهور حالهم الاقتصادي وحالهم النفسي.. إن فقرهم وحزن أبيهم ومحاصرة المتاعب لهم ، قد هدت قواهم تماما.. ها هم أولاء يدخلون على يوسف.. معهم بضاعة رديئة.. جاءوا بثمن لا يتيح لهم شراء شيء ذي بال.. وعندما دخلوا على يوسف - عليه السلام- رجوه أن يتصدق عليهم (انتهى الأمر بهم إلى التسول.. إنهم يسألونه أن يتصدق عليهم.. ويستميلون قلبه ، بتذكيره أن الله يجزي المتصدقين.
عندئذ.. وسط هوانهم وانحدار حالهم.. حدثهم يوسف بلغتهم ، بغير واسطة ولا مترجم :
قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ(89) قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنت َيُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ(90)قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ(يوسف)
يكاد الحوار يتحرك بأدق تعبير عن مشاعرهم الداخلية.. فاجأهم عزيز مصر بسؤالهم عما فعلوه بيوسف.. كان يتحدث بلغتهم فأدركوا أنه يوسف.. وراح الحوار يمضي فيكشف لهم خطيئتهم معه.. لقد كادوا له وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ
مرت السنوات، وذهب كيدهم له.. ونفذ تدبير الله المحكم الذي يقع بأعجب الأسباب.. كان إلقاؤه في البئر هو بداية صعوده إلى السلطة والحكم.. وكان إبعادهم له عن أبيه سببا في زيادة حب يعقوب له. وها هو ذا يملك رقابهم وحياتهم ، وهم يقفون في موقف استجداء عطفه.. إنهم يختمون حوارهم معه بقولهم (إن روح الكلمات واعترافهم بالخطأ يشيان بخوف مبهم غامض يجتاح نفوسهم.. ولعلهم فكروا في انتقامه منهم وارتعدت فرائصهم.. ولعل يوسف أحس ذلك منهم فطمأنهم بقوله (لا مؤاخذة ، ولا لوم، انتهى الأمر من نفسي وذابت جذوره لم يقل لهم إنني أسامحكم أو أغفر لكم ، إنما دعا الله أن يغفر لهم ، وهذا يتضمن أنه عفا عنهم وتجاوز عفوه ، ومضى بعد ذلك خطوات.. دعا الله أن يغفر لهم.. وهو نبي ودعوته مستجابة.. وذلك تسامح نراه آية الآيات في التسامح.
ها هو ذا يوسف ينهي حواره معهم بنقلة مفاجئة لأبيه.. يعلم أن أباه قد ابيضت عيناه من الحزن عليه.. يعلم أنه لم يعد يبصر.. لم يدر الحوار حول أبيه لكنه يعلم.. يحس قلبه.. خلع يوسف قميصه وأعطاه لهم (وعادت القافلة إلى فلسطين.

المشهد الثامن:
ما أن خرجت القافلة من مصر، حتى قال يعقوب عليه السلام- لمن حوله في فلسطين: إني أشم رائحة يوسف، لولا أنكم تقولون في أنفسكم أنني شيخ خرِف لصدقتم ما أقول
لكن المفاجأة البعيدة تقع وصلت القافلة وألقى البشير قميض يوسف على وجه يعقوب -عليهما السلام- فارتدّ بصره هنا يذكر يعقوبحقيقة ما يعلمه منربه
(فاععترف الأخوة بخطئهم ، وطلبوا من أباهم الاستغفار لهم ، فهو نبي ودعاءه مستجاب. إلا أن يعقوب عليه السلام (ونلمح هنا أن في قلب يعقوب شيئا من بنيه ، وأنه لم يصف لهم بعد ، وإن كان يعدهم باستغفار الله لهم بعد أن يصفو ويسكن ويستريح.

ها هوالمشهد الأخير في قصة يوسف:
بدأت قصته برؤيا.. وها هو ذا الختام ، تأويل رؤياه:
فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِنشَاء اللّهُ آمِنِينَ(99) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَننَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَايَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ(يوسف)
تأمل الآن مشاعره ورؤياه تتحقق.. إنه يدعو ربه (هي دعوة واحدة.. تَوَفَّنِي مُسْلِمًا


السؤال الثاني عشر

يعلم سيدنا يوسف عليه السلام أن احتفاظه بأخيه سيثير أحزان أبيه ، فوق ما يشعر به من أحزانه القديمة وان هذا الامر سوف يسبب له الالم.. يعلم يوسف هذا كله.. وليس هناك دافع لاحتفاظه باخيه0

فما هو السر الذي يكشفه السياق وراء احتفاض يوسف باخيه؟

__________________
أسأل الله ان يرزقني رقة كرقة قلبك

  #19  
قديم 25-09-2007, 06:05 PM
الصورة الرمزية منيع البوح
منيع البوح منيع البوح غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: العاصمة المقدسة
الجنس :
المشاركات: 3,676
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي ۞المسابقة الرمضانيه ( الحلقة الثالثة عشر)۞




أيوب عليه السلام

نبذة
من سلالة سيدنا إبراهي مكان من النبيين الموحى إليهم ، كان أيوب ذا مال وأولاد كثيرين ولكن الله ابتلاه في هذا كله فزال عنه، وابتلي في جسده بأنواع البلاء واستمر مرضه13 أو18 عاما اعتزله فيها الناس إلا امرأته صبرت وعملت لكي توفر قوت يومهما حتى عافاه الله من مرضه وأخلفه في كل ما ابتلي فيه، ولذلك يضرب المثل بأيوب في صبره وفي بلائه، روي أن الله يحتج يوم القيامة بأيوب عليه السلام على أهل البلاء

سيرته
ضربت الأمثال في صبر هذا النبي العظيم فكلما ابتلي إنسانا ابتلاء عظيما أوصوه بأن يصبر كصبر أيوب عليه السلام وقد أثنى الله تبارك وتعالى على عبده أيوب في محكم كتابه
(إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)
والأوبة هي العودة إلى الله تعالى وقد كان أيوب دائم العودة إلى الله بالذكر والشكر والصبر وكان صبره سبب نجاته وسر ثناء الله عليه والقرآن يسكت عن نوع مرضه فلا يحدده وقد نسجت الأساطير عديدا من الحكايات حول مرضه

مرض أيوب
كثرت الروايات والأساطير التي نسجت حول مرض أيوب، ودخلت الإسرائيليات في كثير من هذه الروايات ونذكر هنا أشهرها
أن أيوب عليه السلام كان ذا مال وولد كثير ففقد ماله وولده وابتلي في جسده فلبث في بلائه ثلاث عشرة سنة فرفضه القريب والبعيد إلا زوجته ورجلين من إخوانه وكانت زوجته تخدم الناس بالأجر، لتحضر لأيوب الطعام ثم إن الناس توقفوا عن استخدامها ، لعلمهم أنها امرأة أيوب ، خوفاً أن ينالهم من بلائه، أو تعديهم بمخالطته. فلما لم تجد أحداً يستخدمها باعت لبعض بنات الأشراف إحدى ضفيرتيها بطعام طيب كثير، فأتت به أيوب، فقال: من أين لك هذا؟ وأنكره، فقالت: خدمت به أناساً، فلما كان الغد لم تجد أحداً، فباعت الضفيرة الأخرى بطعام فأتته به فأنكره أيضاً، وحلف لايأكله حتى تخبره من أين لها هذا الطعام؟
فكشفت عن رأسها خمارها، فلما رأى رأسها محلوقاً، قال في دعائه(رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين)وحلف أن يضربها مئة سوط إذا شفى
وقيل أن امرأة أيوب أخبرته أنها لقيت طبيبا في الطريق عرض أن يداوي أيوب إذا رضي أن يقول أنت شفيتي بعد علاجه ، فعرف أيوب أن هذا الطبيب هو إبليس ، فغضب وحلف أن يضربها مئة ضربة
أما ما كان من أمر صاحبي أيوب فقد كانا يغدوان إليه ويروحان, فقال أحدهما للآخر لقد أذنب أيوب ذنبا عظيما وإلا لكشف عنه هذا البلاء فذكره الآخر لأيوب فحزن ودعا الله ثم خرج لحاجته وأمسكت امرأته بيده فلما فرغ أبطأت عليه, فأوحى الله إليه أن اركض برجلك, فضرب برجله الأرض فنبعت عين فاغتسل منها فرجع صحيحا فجاءت امرأته فلم تعرفه فسألته عن أيوب فقال: إني أنا هو, وكان له أندران: أحدهما: للقمح والآخر: للشعير, فبعث الله له سحابة فأفرغت في أندرالقمح الذهب حتى فاض, وفي أندر الشعير الفضة حتى فاض.
وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله لعيه وسلم قال: "بينما ‏‏أيوب يغتسل عريانا خر عليه رجل جراد من ذهب فجعل يحثي فيثوبه فناداه ربه يا ‏‏ أيوب ‏ ‏ألم أكن أغنيتك عما ترى قال بلى يا رب ولكن لا غنى لي عن بركتك" (رجل جراد ‏أي جماعة جراد).
فلما عوفي أمره الله أن يأخذ عرجونا فيه مائة شمراخ (عود دقيق) فيضربها ضربة واحدة لكي لا يحنث في قسمه وبذلك يكون قد بر في قسمه. ثم جزى الله -عزوجل- أيوب -عليه السلام- على صبره بأن آتاه أهله (فقيل: أحيى اللهأبناءه وقيل: آجره فيمن سلفوعوضه عنهم في الدنيا بدلهم ، وجمع له شمله بكلهم في الدار الآخرة) وذكربعض العلماء أن الله رد على امرأته شبابها حتى ولدت له ستة وعشرين ولدا ذكرا.
هذه أشهر رواية عن فتنة أيوب وصبره ولم يذكر فيها أي شيء عن تساقط لحمه، وأنه لم يبقى منه إلا العظم والعصب. فإننا نستبعد أن يكون مرضه منفرا أو مشوها كما تقول أساطير القدماء نستبعد ذلك لتنافيه مع منصب النبوة..
ويجدر التنبيه بأن دعاء أيوب ربه (أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ). قد يكون القصد منه شكوى أيوب -عليه السلام- لربه جرأة الشيطان عليه وتصوره أنه يستطيع أن يغويه ولا يعتقد أيوب أن ما به من مرض قد جاء بسبب الشيطان هذا هوالفهم الذي يليق بعصمة الأنبياء وكمالهم.
وروى الطبري أن مدة عمره كانت ثلاثا وتسعين سنة فعلى هذا فيكون عاش بعد أن عوفي عشر سنين , والله أعلم. وأنه أوصى إلى ولده حومل ، وقامب الأمر بعده ولده بشر بن أيوب، وهو الذي يزعم كثير من الناس أنه ذو الكفل والله أعلم

السؤال الثالث عشر

كان أيوب ذا مال وأولاد كثيرين ولكن الله ابتلاه في هذا كله فزال عنه، وابتلي في جسده بأنواع البلاءفصبر واحتسب ثم كشف الله ما به من ضر وآتاه اهله ومثلهم معهم0

ماهي الروايات التي وردة في الحلقه لتفسير قوله تعالى وآتاه اهله ومثلهم معهم ؟

__________________
أسأل الله ان يرزقني رقة كرقة قلبك

  #20  
قديم 26-09-2007, 11:27 PM
الصورة الرمزية منيع البوح
منيع البوح منيع البوح غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: العاصمة المقدسة
الجنس :
المشاركات: 3,676
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي ۞المسابقة الرمضانيه ( الحلقة الرابعه عشر)۞



ذو الكفل عليه السلام


نبذة
من الأنبياء الصالحين وكان يصلي كل يوم مائة صلاة قيل إنه تكفل لبني قومه أن يقضي بينهم بالعدل ويكفيهم أمرهم ففعل.

سيرته
قال أهل التاريخ ذو الكفل هو ابن أيوب عليه السلام وأسمه في الأصل (بشر) وقد بعثه الله بعد أيوب وسماه ذا الكفل لأنه تكفل ببعض الطاعات فوفي بها، وكان مقامه في الشام وأهل دمشق يتناقلون أن له قبرا في جبل هناك يشرف على دمشق يسمى قاسيون إلا أن بعض العلماء يرون أنه ليس بنبي وإنما هو رجل من الصالحين من بني إسرائيل وقد رجح ابن كثير نبوته لأن الله تعالى قرنه مع الأنبياء فقال عز وجل
وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ(85)وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَاإِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ(85) (الأنبياء)
قال ابن كثير : فالظاهر من ذكره في القرآن العظيم بالثناء عليه مقرونا مع هؤلاء السادة الأنبياء أنه نبي عليه من ربه الصلاة والسلام وهذا هو المشهور
والقرآن الكريم لم يزد على ذكر اسمه في عداد الأنبياء أما دعوته ورسالته والقوم الذين أرسل إليهم فلم يتعرض لشيء من ذلك لا بالإجمال ولا بالتفصيل لذلك نمسك عن الخوض في موضوع دعوته حيث أن كثيرا من المؤرخين لم يوردوا عنه إلا الشيء اليسير ومما ينبغي التنبه له أن (ذا الكفل) الذي ذكره القرآن هو غير (الكفل) الذي ذكر في الحديث الشريف ونص الحديث كما رواه الأمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
(كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورع عن ذنب عمله فأتته امرأة فأعطاها ستين دينار على أن يطأها فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته أرعدت وبكت فقال لها ما يبكيك ؟ أكرهتك ؟ قالت : لا ولكن هذا عمل لم أعمله قط وإنما حملتني عليه الحاجة قال : فتفعلين هذا ولم تفعليه قط ؟ ثم نزل فقال أذهبي بالدنانير لك ، ثم قال : والله لا يعصي الله الكفل أبدا فمات من ليلته فأصبح مكتوباعلى بابه : قد غفر الله للكفل) رواه الترمذي وقال: حديث حسن وروي موقوفاعلى ابن عمر وفي إسناده نظر
فإن كان محفوظا فليس هو ذا الكفل وإنما لفظ الحديث الكفل من غير إضافة فهو إذا رجل آخر غير المذكور في القرآن.
ويذكر بعض المؤرخين أن ذا الكفل تكفل لبني قومه أن يكفيهم أمرهم ويقضي بينهم بالعدل فسمي ذا الكفل وذكروا بعض القصص في ذلك ولكنها قصص تحتاج إلى تثبت وإلى تمحيص وتدقيق
الرجل الصالح
أما من يقول أن ذو الكفل لم يكن نبيا وإنما كان رجلا صالحا من بني إسرائيل فيروي أنه كان في عهد نبي الله اليسع عليه السلاموقد روي أنه لما كبراليسع قال لو أني استخلفت رجلاً على الناس يعمل عليهم فيحياتي حتى أنظر كيف يعمل؟ فجمع الناس فقال: من يتقبل لي بثلاث استخلفه: يصوم النهار، ويقوم الليل، ولا يغضب فقام رجل تزدريه العين، فقال: أنا، فقال: أنت تصوم النهار، وتقوم الليل، ولا تغضب؟ قال: نعم لكن اليسع -عليه السلام- ردّ الناس ذلك اليوم دون أن يستخلف أحدا وفي اليوم التالي خرج اليسع -عليه السلام- على قومه وقال مثل ما قال اليوم الأول فسكت الناس وقام ذلك الرجل فقال انا فاستخلف اليسع ذلك الرجل
فجعل إبليس يقول للشياطين: عليكم بفلان، فأعياهم ذلك فقال دعوني وإياه فأتاه في صورة شيخ كبير فقير، وأتاه حين أخذ مضجعه للقائلة، وكان لا ينام الليل والنهار، إلا تلك النّومة فدقّ الباب فقال ذو الكفل: من هذا؟ قال: شيخ كبيرمظلوم فقام ذو الكفل ففتح الباب فبدأ الشيخ يحدّثه عن خصومة بينه وبين قومه، ومافعلوه به، وكيف ظلموه، وأخذ يطوّل في الحديث حتى حضر موعد مجلس ذو الكفل بين الناس وذهبت القائلة فقال ذو الكفل: إذا رحت للمجلس فإنني آخذ لك بحقّك.
فخرج الشيخ وخرج ذو الكفل لمجلسه دون أن ينام لكن الشيخ لم يحضر للمجلس وانفض المجلس دون أن يحضر الشيخ وعقد المجلس في اليوم التالي لكن الشيخ لم يحضر أيضاولما رجع ذو الكفل لمنزله عند القائلة ليضطجع أتاه الشيخ فدق الباب فقال: من هذا؟ فقال الشيخ الكبير المظلوم ففتح له فقال: ألم أقل لك إذا قعدت فاتني؟ فقال الشيخ: إنهم اخبث قوم إذا عرفوا أنك قاعد قالوا لي نحن نعطيك حقك وإذا قمت جحدوني فقال ذو الكفل: انطلق الآن فإذا رحت مجلسي فأتني
ففاتته القائلة فراح مجلسه وانتظر الشيخ فلا يراه وشق عليه النعاس، فقال لبعض أهله: لا تدعنَّ أحداً يقرب هذا الباب حتى أنام، فإني قد شق عليّ النوم فقدم الشيخ، فمنعوه من الدخول، فقال: قد أتيته أمس، فذكرت لذي الكفل أمري، فقالوا: لا والله لقد أمرنا أن لا ندع أحداً يقربه فقام الشيخ وتسوّر الحائط ودخل البيت ودق الباب من الداخل، فاستيقظ ذو الكفل، وقال لأهله: ألم آمركم ألا يدخل علي أحد؟ فقالوا: لم ندع أحدا يقترب، فانظر من أين دخل فقام ذو الكفل إلى الباب فإذاهو مغلق كما أغلقه؟ وإذا الرجل معه في البيت ، فعرفه فقال: أَعَدُوَّ اللهِ؟ قال: نعم أعييتني في كل شيء ففعلت كل ما ترى لأغضبك

السؤال الرابع عشر
لقد اختلف العلماء هل ذو الكفل هو ابن ايوب عليه السلام وهل هو نبي ام انه رجل من الصالحين
ما سبب تسميته عليه السلام بذا الكفل؟


__________________
أسأل الله ان يرزقني رقة كرقة قلبك

موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 209.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 203.44 كيلو بايت... تم توفير 5.77 كيلو بايت...بمعدل (2.76%)]