عيسى عليه السلام حي في السماء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-05-2023, 05:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي عيسى عليه السلام حي في السماء

عيسى عليه السلام حي في السماء
الشيخ محمد جميل زينو




قال الله تعالى بشأن عيسى عليه السلام: ﴿ إذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [آل عمران: 55].

قد يتوهم بعض الناس من ظاهر هذه الآية الكريمة وفاة عيسى وموته، ولو رجعوا إلى أقوال المفسرين المعتمدين لهذه الآية لزال عنهم الوهم.

وقد اختلف المفسرون فيها على أقوال:
1- إن التوهم جاء من كلمة (مُتَوفيك) على أن التوفي بمعنى الإماتة، وأنه قد حصل قبل الرفع، والجواب على هذا ما يلي:
أن قوله تعالى: ﴿ مُتَوَفِّيكَ ﴾ لا يدل على تعيين الوقت، ولا يدل على أن التوفي قد مضى، والله تعالى متوفيه يومًا ما، ولكن لا دليل على أن ذلك اليوم قد مضى. وأما عطفه ﴿ وَرَافِعُكَ ﴾ على قوله: ﴿ مُتَوَفِّيكَ ﴾ فلا دليل فيه، لأن الجمهور من علماء اللغة يرون أن الواو لا تفيد الترتيب ولا الجمع، وإنما تفيد مطلق التشريك، والدليل قوله تعالى: ﴿ وَقَالُوا مَا هِيَ إلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا ﴾ [الجاثية: 24].

فدلت الآية على أن الواو لا تفيد الترتيب، لأن المعطوف وهو الحياة سابق في الوجود على المعطوف عليه، وهو الموت.

وعليه فيكون معنى الآية: (إني رافعك إليَّ ومُتوفيك) وقد ثبت بالأدلة على أن عيسى حي في السماء، وأنه سينزل ويقتل الدجال ويكسر الصليب، وغير ذلك كما سيأتي، ثم يتوفاه الله بعد ذلك. [انظر أضواء البيان، وزاد المسير وغيرهما].

2- التفسير الثاني: أنها وفاة نوم للرفع إلى السماء فيكون معنى الآية: (إني مُنيمك، ورافعك إليَّ).
وقد جاء في القرآن إطلاق الوفاة على النوم في قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ﴾ [الأنعام: 60].

﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ﴾ [الزمر: 42].

وكان صلى الله عليه وسلم إذا قام من النوم يقول: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور))؛ [رواه البخاري].

فقد ثبت في الكتاب والسنة صحة إطلاق الوفاة على النوم، ويكون رفع عيسى عليه السلام وهو نائم رفقًا به كما قال الحسن البصري.

3- التفسير الثالث: أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال: هذا من المقدم والمؤخر: أي رافعك ومتوفيك بعد ذلك في الأرض بعد أن تعود إليها قبل يوم القيامة، لتكون علمًا من أعلام الساعة.

وهذا قول الفراء والزجاج، وتكون الفائدة في إعلامه بالتوفي تعريفه أن رفعه إلى السماء لا يمنع من موته.

4- الوجه الرابع: أن ﴿ مُتَوَفِّيكَ ﴾ اسم فاعل من توفاه إذا قبضه وحازه إليه، ومنه قولهم: (توفى فلان دينه) إذا قبضه. قال ابن قتيبة في غريب القرآن:
﴿ مُتَوَفِّيكَ ﴾: قابضك من الأرض من غير موت[1].

قال الإمام ابن جرير الطبري: ومعلوم أنه لوكان أماته الله عز وجل لم يكن بالذي يميته ميتة أخرى، فيجمع عليه ميتتين..

فتأويل الآية: يا عيسى إني قابضك من الأرض، ورافعك إليَّ ومُطهرك من الذين كفروا فجحدوا نبوتك. [انظر تفسير الطبري تحقيق محمود شاكر 6/ 460].

أقول: كل التفاسير التي مرت يصح تفسير الآية بها، إلا أن الراجح هو التفسير الرابع: وهو أن المراد من قوله تعالى: ﴿ إنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إلَيَّ ﴾ أي متوفي شخصك حيًا من الأرض من غير موت ولا نوم، وأن قوله: ﴿ رَافِعُكَ إلَيَّ ﴾ هو تعيين لنوع التوفي، وهو اختيار الطبري وابن قتيبة كما تقدم، وهو الرواية الصحيحة عن ابن عباس كما قال الألوسي في روح المعاني.

وعلى هذا فلا يمكن تفسير قوله تعالى: ﴿ مُتَوَفِّيكَ ﴾ مميتك، ومن قوله تعالى ﴿ رَافِعُكَ ﴾ رافع روحك كما زعم البعض وذلك لما تقدم من أوجه التفسير في معنى التوفي. والله أعلم.

الآيات الدالة على عدم قتل عيسى:
1- قال الله تعالى: ﴿ وَقَوْلِهِمْ إنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 157 - 158].

فقوله تعالى: ﴿ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ﴾، بل رفعه الله إليه رَدٌّ وإنكار لقتله، وإثبات لرفعه عليه السلام.

وهذا النص قطعي الدلالة في رفع المسيح عليه السلام حَيًا إلى السماء، ولا يحتمل التأويل، لأن كلمة (بل) بعد النفي يجب أن يكون ما بعدها إثباتًا للنفي المتقدم. ولو حمل الرفع على رفع الروح فقط، فهذا لا يضاد القتل والصلب المنفيين قبل، لاجتماع القتل مع رفع الروح، كما أنه يلغي النفي السابق.

ولهذا فإن الآية صريحة في رفع عيسى عليه السلام حيًا إلى السماء بروحه وجسده.

2- قوله تعالى: ﴿ وَإنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 159].

فقوله: (قبل موته) أي موت عيسى عليه السلام في آخر الزمان، كما هو مروي عن ابن عباس وعبدالرحمن بن زيد وأبي هريرة، والحسن وقتادة، واختاره ابن جرير الطبري، وقال ابن كثير:
وهذا القول هو الحق، وأفاد بأنه المقصود من سياق الآي في تقرير بطلان ما ادعته اليهود من قتل عيسى عليه السلام وصلبه، وتسليم من سَلَّم لهم ذلك من النصارى الجهلة.

فالمراد تقرير وجود عيسى عليه السلام، وبقاء حياته في السماء، وأنه سينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة. [ج 1/ 577].

3- قوله تعالى: ﴿ وَإنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ﴾ [الزخرف: 61].

عن ابن عباس مرفوعًا في قوله تعالى: ﴿ وَإنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ﴾.

قال: نزول عيسى ابن مريم قبل يوم القيامة. [أخرجه الإمام أحمد والحاكم وصححه ووفقه الذهبي].

قال ابن كثير: ويؤيد هذا المعنى القراءة الأخرى:
﴿ وَإنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ﴾ أي أمارة ودليل على وقوع الساعة.

وقال مجاهد: وإنه لعَلَم للساعة أي آية للساعة خروج عيسى بن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة.

أقول: فهذه الآيات تدل على بقاء عيسى عليه السلام حيًا، وأنه علَم من أعلام الساعة، وأن أهل الكتاب سوف يؤمنون به، على أنه عبد الله ورسوله، ويدخلون في شرع الإسلام.

الأحاديث التي تثبت نزول عيسى:
- قال صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لَيوشِكن أن ينزل فيكم ابن مريم حَكمًا عدلًا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال، حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خيرًا من الدنيا وما فيها، ثم يقول أبو هريرة: واقرأوا إن شئتم قوله تعالى: ﴿ وَإنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ﴾ ))؛ [رواه البخاري].

فهذا الحديث يدل على أن عيسى عليه السلام حي في السماء، وأنه ينزل آخر الزمان، ويحكم بشريعة الإسلام عند نزوله:
قال صلى الله عليه وسلم: ((كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم))؛ [رواه البخاري/ كتاب الأنبياء/ باب نزول عيسى 4/ 142].

[1] انظر موهم الاختلاف بين آيات القرآن للأخ ياسر أحمد الشمالي.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24-05-2023, 08:43 PM
dudeguy dudeguy غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
مكان الإقامة: ksa
الجنس :
المشاركات: 2
افتراضي رد: عيسى عليه السلام حي في السماء

عليه السلام، بارك الله بكم.
__________________
عرب فن
تطبيقات
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.54 كيلو بايت... تم توفير 2.19 كيلو بايت...بمعدل (3.85%)]