من هنا تبدأ رحلة التغيير! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-05-2023, 10:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي من هنا تبدأ رحلة التغيير!

من هنا تبدأ رحلة التغيير!

من الآمال والأماني الروتينية لدينا جدًّا: ليت حالي هكذا، والناس هكذا، والمجتمع هكذا، والعالم هكذا، دون أن تحدّث أحدَنا نفسُه بالخضوع للتغيير الذي يتوقّعه من غيره. فالجميع يتطلع إلى تغيير ما يجد حوله، ناسيًا نفسه، وقد يختار العالم بأسره كـ نقطة انطلاق لهذه الرحلة!

من الواضح وضوح الشمس في رابعة النهار أن الرامي إلى تغيير العالم في الشوط الأول من رحلته التغييرية، لا يخفق في غايته فحسب بل سوف تستولى عليه مع الأيام والأعوام فكرةٌ سلبية مفادها أنه لا يقدر على تحريك ساكن، وعاجزٌ عن فعل قليل وكثير، وهكذا سيتحوّل إنسانًا سلبيًّا متشائمًا هوايتُه الإحباط. وما نشأت هذه النتيجة الفاتكة إلا من تلك البداية الخاطئة التي انطلق منها.

يتمنى الإنسان التغيير فيما يرى ويشاهد حوله، إذ التمني ليس ممّا يكون له ثمن ولا يتطلب من الحالم والمتمنّي شيئًا، وأما الأمر الذي يكلّفه الثمن الباهظ هو القناعة بضرورة بدء التغيير من ذاته ثم الإقدام على أساس هذه القناعة، مما لا ينجح فيه إلا الأبطال الواقعيون.

لعل مردّ الصعوبة التي نواجهها كلما نريد بدأ التغيير من الداخل، أن النفس يصعب عليها الإذعان بأن فيها ما يحتاج إلى التغيير والإصلاح، إذ هي لا تفتؤ تلقّن المرء أنه على ما يرام، وهو محسود في أحواله وصفاته، وربما تقبل النقص لكنها تراوغ لما ترى من عسر يحمّلها التغيير، ومعلوم أن أحدًا لن ينجح في تقديم أيّ مساعدة أو دعم لأحد من الناس أو المجتمع الذي يعيش فيه إذا لم تكن نفسه في أحسن حالاتها، فمعرفة استراتيجيات التخلية الذاتية مقدّمة على التحلية المجتمعية، و"فاقد الشيء لا يُعطيه".

طبيعي جدًّا أن تجيش النفس وتثور إذا أصبحت نقطة البدء في رحلة التغيير، ولكنها لا تلبث أن تهدأ وتستسلم إذا عاينت العزم والصبر والإصرار من صاحبها، فتبدأ في التأقلم مع الواقع ساعية لتغيير الوجهة السابقة، مولّية وجهها شطر الوجهة الجديدة التي تفرضها عليه رحلة التغيير.

وما أحسن ما قال الشاعر عمرو بن معديكرب:
فجاشَتْ إِلَيَّ النَّفْسُ أَوَّلَ مَرَّةٍ *** فرُدَّتْ على مَكْرُوهِها فاسْتَقَرَّتِ

فالنفس تتغير، إذا كان هناك عزم وإرادة ومثابرة واصطبار، وليس الأمر كما يظن الكثيرون بأن تغيير النفس ضرب من المحال، وأنها تظل عصيّة على التغيير، على أن متبنّي هذه الفكرة هم من الصنف الذي قال عنه فرويد: "وُلدوا هكذا، وعاشوا هكذا، وسيموتون هكذا".

إننا في سبيل تغيير واقعنا محتاجون إلى تغيير أفكارنا، ولأجل تغيير المجتمع نحتاج إلى تغيير ذواتنا، فالتغيير رحلة لا تبدأ إلا من داخل الإنسان الذي ينشد التغيير، فالذات هي الجادة السويّة المعبّدة التي تؤدي بنا إلى التغيير، وأما الطرق الأخرى فهي مسدودة دون بلوغ هذا الهدف.

فلتبدأ بهذه الخطوة، إذا أردت التغيير حقًّا، وهي خطوة بسيطة في القياس على البدء من العالم، واعلم أنك إذا نجحت في تغيير نفسك، سوف يتغير مجتمع كامل، وأمة بأسرها، وبالتالي تجد العالم يتغير وجهه، وقد قال الله تعالى: ﴿ {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} ﴾ [الرعد:11].

كُتب على قبر قسيس في مقبرة بـ بريطانيا ما يلي:
(عندما كنتُ شابًّا يافعا ذا خيال خصب وطُموح بلا حدود، كان حلمي أن أصلح وأغيِّر العالم، لكن عندما نضجتُ وأصبحت أكثر فطنةً ودرايةً، اكتشفت أن العالم لن يتغيّر حسب مزاجي، وقررتُ أن أحدّ من خطّتي وأكتفي بإصلاح وتغيير بلدي وحسب، إلا أنه سرعان ما تبيّن لي أن هذا أيضا بحكم المستحيل! ولما تقدّم بي السن، قمتُ بمحاولة أخيرة لإصلاح أقرب الناس إليّ: عائلتي وأصدقائي الخُلّص، إلا أني فوجئت برفضهم أيّ تغيير كذلك! والآن.. وأنا أرقد على فراش الموت اتّضح لي فجأة أنه لو ركّزت في البدء على إصلاح نفسي، لكنت مهّدت الطريق على الأغلب لتغيير عائلتي التي كانت ستتخذني مثالًا، وبدعم من عائلتي المحبّة إياي كنت سأقدر على تحسين بلدي، ومن يدري لعله كان باستطاعتي عندها أن أغيّر العالم!.." (هل فات الأوان لتبدأ من جديد؟ صـ112).

فابدأ رحلة التغيير من نفسك، و"كن أنت التغيير الذي تودّ أن تراه في العالم". والمقولة راجعة إلى غاندي الذي قاد شعبًا بأكمله نحو التغيير.
___________________________________________
الكاتب: سيد مسعود








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.67 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.54%)]