التمسك بالسنة والابتعاد عن البدعة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 211 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28455 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60073 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 847 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-02-2021, 02:56 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي التمسك بالسنة والابتعاد عن البدعة

التمسك بالسنة والابتعاد عن البدعة


د. محمد سيد شحاته






عن العِرباض بن سارية رضي الله عنه، قال: صلَّى بنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظةً بليغةً ذرفتْ منها العيونُ، ووجلت منها القلوبُ، فقال قائل: يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودِّع، فماذا تعهد إلينا فقال: ((أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن عبدًا حبشيًّا؛ فإنه من يعش منكم بعدى فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسُنَّتي وسُنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسَّكُوا بها، وعَضُّوا عليها بالنواجذ، وإيَّاكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)) [1].





الراوي الأعلى:

اسمه: عِرْباض - بكسر أوله، وسكون الراء، بعدها موحدة، وبعد الألف معجمة - ابن سارية السلمي، أبو نجيح صحابي مشهور من أهل الصفة.



مناقبه: هو ممَّن نزل فيه قوله تعالى: ﴿ وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ ﴾ [التوبة: 92]، وقال أيضًا كل واحد من عمرو بن عبسة، والعِرْباض بن سارية: أنا رابع الإسلام، لا يدري أيهما قبل صاحبه [2]، كان قديم الإسلام جدًّا.



وفاته: مات سنة خمس وسبعين، وكان شيخا ًكبيرًا من الصحابة [3].



المفردات:

قوله: (قال: صلى بنا)؛ أي: إمامًا لنا.

قوله: (ذات يوم): أقحم ذات لدفع المجاز؛ أي: نهارًا.

قوله: (فوعظَنا) بفتح الظاء؛ أي: نصحنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قوله: (موعظة): وهي ما يوعظ به.

قوله: (بليغة): (البلاغة): وجازة اللفظ، أو: كثرة المعنى مع البيان عليه.



قوله: (ذرَفت) بفتح الراء؛ أي: دمعت، أو سالت، وإسناده إلى العيون مبالغة، وفائدة تقديم ذرفت على وجلت، وحقُّه التأخير للإشعار بأن تلك الموعظة أثَّرت فيهم وأخذت بمجامعهم ظاهرًا وباطنًا.



قوله: (منها العيون)؛ أي: سالت من موعظته دموع العيون - بضمِّ العين وكسرها - كقوله تعالى: ﴿ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ ﴾ [المائدة: 83].



قوله: (ووجِلت) بكسر الجيم: والوجل: خوف مع الحذر؛ أي: خافت.

قوله: (منها القلوب): لتأثيرها في النفوس واستيلاء سلطان الخشية على القلوب.

قوله: (موعظة مودِّع): اسم فاعل من التوديع؛ يعني: وعظتنا موعظةً تامَّةً؛ كأنك تودِّعنا.



قوله: (فأوصنا)؛ أي: إذا كان الأمر كذلك، فمُرْنا بما فيه كمال صلاحنا وإرشادنا في معاشنا ومعادنا بعد وفاتك.



قوله: (فقال: ((أوصيكم بتقوى الله)))؛ أي: بمخافته والحذر من معصيته [4].

قوله: ((وإن عبدًا حبشيًّا)؛ أي: صار أميرًا أدنى الخَلْق، فلا تستنكفوا عن طاعته.

قوله: ((كل محدثة بدعة)): المراد بالبدعة: ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدلُّ عليه.



قوله: ((فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا)): من مِلَلٍ شتى؛ كلٌّ يدَّعي اعتقادًا غير اعتقاد أهل السنة، ويظهر البدع والأهواء [5].



وهذا من أعلام النبوة، فقد وقع بعد وفاته اختلافٌ كثيرٌ وسفكٌ للدماء.

قوله: ((فمن أدرك ذلك))؛ أي: زمن الاختلاف الكثير.

قوله: ((فعليه بسُنَّتي))؛ أي: فليلزم سُنَّتي.



قوله: ((وسنة الخلفاء الراشدين المهديين)) السنة: هي الطريقة، فكأنه قال: الزموا طريقتي وطريقة الخلفاء الراشدين، والخلفاء: هم الخلفاء الأربعة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليٌّ رضي الله تعالى عنهم.



قوله: ((عَضُّوا)): العضُّ: كناية عن شدة ملازمة السنة والتمسُّك بها [6].



ضابط البدعة:

ما أحدث في الدين مما ليس منه؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: ((من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رَدٌّ)) [7]، وكل عبادة وكل عمل يتقرب به العبد لله، وليس عليه دليلٌ من الكتاب ولا السنة، فهو بدعة، وإن كان قصد فاعله التقرُّب إلى الله فهو إنما يبعده عن الله، ولا يُثاب عليه؛ بل يُعاقب، فالسنة ما كان عليه دليل من الكتاب أو السنة.



قال الشاطبي: "إن كل بدعة وإن قلت: تشريع زائد، أو تغيير للأصل الصحيح... ثم إن المبتدع قد نزل نفسه منزلة المضاهي؛ لأن الشارع وضع الشرائع، وألزم الخَلْق الجري على سُنَنها، وصار هو المتفرد بذلك... وهذا الذي ابتدع في دين الله قد صيَّر نفسه نظيرًا مُضاهيًا للشارع؛ حيث شرع مع الشارع"[8].



قوله صلوات الله وسلامه عليه: ((كل بدعة ضلالة)).



يشمل ما كان مبتدعًا في أصله، وما كان مبتدعًا في وصفه [9]، فكل عبادة جاءت في الشرع على صفة مقيدة فتغيير هذه الصفة بدعة.



كل عبادة لها زمان، ومكان، وجنس، ومقدار، وكيفية:

فالزمان؛ كصلاة التراويح في رمضان، وفعلها في غير رمضان بدعة، والمكان؛ كالاعتكاف في المسجد وجعل الاعتكاف في غير المسجد بدعة، والجنس؛ كالأضحية ببهيمة الأنعام، والأضحية بما سواها بدعة، والمقدار؛ كالصلوات المفروضة خمس، وزيادة صلاة سادسة بدعة، والكيفية؛ كالوضوء الشرعي مرتبًا، والبدء بغسل الرجلين، ثم اليدين بدعة [10].



معاملة المبتدع ومخالطته:

إذا كان المبتدع غير مجاهر ببدعته يُنصَح، وأما إذا كان مجاهرًا بشيء منهيٍّ عنه من البدع الاعتقادية أو القولية أو العملية وهو يعلم ذلك، فإنه يُسنُّ هجره، وقد اشتهر هذا عند العلماء [11].



ما يجب على المسلمين تجاه أهل البدعة:

يجب على المسلمين من أولي الأمر وغيرهم أن يأمروا أهل البدع بالمعروف، وينهوهم عن المنكر، ويحضُّوهم على اتِّباع السنة، والإقلاع عن البدعة والبُعْد عنها [12].



علاج الفرقة:

ذكر في الحديث علاجًا للفتن والافتراق والاختلاف بين المسلمين، ويتلخَّص العلاج في أمور:

الأولى: تقوى الله ((أوصيكم بتقوى الله)).

الثانية: السمع والطاعة ((والسَّمْع والطاعة)).

الثالثة: التمسُّك بالسنة ((فعليكم بسُنَّتي)).

الرابع: هجر البدع ((وإيَّاكم ومحدثات الأمور)).



كيف عرف النبي صلى الله عليه وسلم بالاختلاف الواقع بعده؟

1- الظاهر أن هذا بوحي أُوحي إليه، فإنه صلى الله عليه وسلم كشف له عمَّا يكون إلى أن يدخل أهل الجنة والنار منازلهم.



2- ويحتمل أنه بنظر واستدلال؛ فإن اختلاف المقاصد والشهوات لاختلاف الآراء والمقالات.

3- ويجوز أن يكون بقياس أُمَّته على أُمَم الأنبياء السابقين.



ما يُستفاد من الحديث:

1- المبالغة في الموعظة، لما في ذلك من ترقيق القلوب، فتكون أسرع إلى الإجابة.

2- الاعتماد على القرائن في بعض الأحوال؛ لأنهم إنما فهموا توديعَه إيَّاهم بإبلاغه في الموعظة أكثر من العادة.

3- أنه ينبغي سؤال الواعظ الزيادة في الوعظ والتخويف والنُّصْح.



4- علم من أعلام النبوَّة؛ فإنه صلى الله عليه وسلم أخبر بما يقع بعده في أُمَّته من كثرة الاختلاف، ووقع الأمر كذلك.



5- الأمر بتقوى الله والسمع والطاعة.

6- التمسُّك بالسنة، والصبر على ما يُصيب المتمسِّك.



7- أن الواحد من الخلفاء الراشدين إذا قال قولًا وخالفه فيه غيرُه كان المصيرُ إلى قول الخليفة أولى.



8- التحذير من ابتداع الأمور التي ليس لها أصل في الشَّرْع، أما ما كان مبنيًّا على قواعد الأصول ومردودًا إليها، فليس ببدعة ولا ضلالة [13].



الآثار المترتبة على امتثال توجيهات الحديث:

1- انتفاع القلب بالمواعظ.

2- السمع والطاعة لولاة أمر المسلمين.

3- معالجة التفرُّق وشق الصف، وذلك بالاجتماع على تقوى الله وعلى إمام واحد.

4- عدم ظهور الفتن والتشرذم الذي يؤدي إلى ضَعْف الأُمَّة، وتكالُب الأعداء عليها.





[1] أخرجه أبو داود في كتاب السنة، باب: في لزوم السنة، (4/ 329)، ح (4609)، والترمذي في كتاب العلم، باب: ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع (5/ 44)، ح (2676)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه في المقدمة، باب: اتِّباع سنة الخلفاء الراشدين (1/ 15)، ح (42)، وأحمد في المسند (28/ 367)، ح (17142)، وفي (28/ 373)، ح (17144)، وقال الشيخ شعيب: صحيح بطرقه وشواهده، والدارمي في المقدمة، باب: اتباع السنة (1/ 31)، ح (96)، والحاكم في المستدرك على الصحيحين، كتاب العلم (1/ 176)، ح (332).




[2] مسند الشاميين؛ للطبراني (2/315) برقم (1410).




[3] الإصابة في تمييز الصحابة (4/482) ت (5505)، تقريب التهذيب (ص388)، ت (4550).




[4] مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (1/ 251).




[5] شرح المصابيح؛ لابن الملك (1/173).




[6] تحفة الأحوذي (7/366).




[7] أخرجه مسلم في كتاب الأحكام، باب: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) (5/132)، ح (4513) عن عائشة.




[8] الاعتصام 1/61 وما بعدها، تحقيق رشيد رضا.





[9] شرح رياض الصالحين؛ محمد بن صالح العثيمين (ص181).




[10] موسوعة الفقه الإسلامي (4/ 526).




[11] الموسوعة الفقهية الكويتية (8/ 40).




[12] الموسوعة الفقهية الكويتية (8/ 41).




[13] التحفة الربانية شرح الأربعين النووية (29/1).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 73.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 71.52 كيلو بايت... تم توفير 1.92 كيلو بايت...بمعدل (2.62%)]