|
|
فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
إذا جاء أحدكم والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما
إذا جاء أحدكم والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما الشيخ عبدالرحمن بن فهد الودعان الدوسري عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا جاء أحدكم والإمام يخطب - أو قد خرج - فليصلِّ ركعتين))، متفق عليه[1]، وفي لفظ لمسلم: ((فليركع ركعتين، وليتجوز فيهما))[2]. يتعلق بهذا الحديث فوائد: الفائدة الأولى: تحية المسجد سنة مؤكدة، فلا ينبغي لمن دخل المسجد أن يجلس قبل أن يصلي ركعتين، حتى في يوم الجمعة والإمام يخطب، والسنة لمن صلى ركعتي التحية أثناء خطبة الإمام أن يخففهما، وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((وليتجوز فيهما)) يعني يخففهما، وفي هذا مراعاة للخطبة؛ فحصل الجمع بين مصلحتين: أداء حق بيت الله تعالى، وعدم التفريط في خطبة الجمعة إلا بالقدر الذي لا بد منه لأداء تحية المسجد. الفائدة الثانية: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر من دخل المسجد في أثناء الخطبة ولم يصلِّ التحية أن يصليها؛ فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: دخل رجلٌ يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال: ((أصليت؟))، قال: لا، قال: ((قم فصلِّ ركعتين))؛ متفق عليه[3]، وفي رواية لمسلم: قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فجلس، فقال له: ((يا سليك، قم فاركع ركعتين، وتجوَّز فيهما))، ثم قال: ((إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين، وليتجوز فيهما))[4]، ففيه أنه أمره بهما بعد أن جلس، وهذا أبلغ في بيان مشروعيتهما، وإن كان أثناء خطبة الجمعة، بل حتى لو جلس الرجل جاهلًا أو ناسيًا، فإنه يشرع له أن يقوم فيصليهما. الفائدة الثالثة: قوله صلى الله عليه وسلم: ((والإمام يخطب - أو قد خرج -))، يعم ما إذا دخل الشخص وقد خرج الإمام ولم يبدأ في الخطبة وإنما قد شرع المؤذن في الأذان، فإنه يستحب له أن يصلي تحية المسجد وإن كان أثناء الأذان، وليتجوز فيهما أيضًا؛ حتى يتمكن من الاستماع إلى الخطبة من أولها، وهذا أولى من الانتظار حتى يتم الأذان، وقد نبه بعض الفقهاء رحمهم الله إلى هذا، فقال العلامة ابن مفلح رحمه الله في كتابه الفروع: ولا يركع داخل المسجد التحية قبل فراغه (يعني المؤذن)..(قال): ولعل المراد غير أذان الجمعة؛ لأن سماع الخطبة أهم[5]؛ اهـ، ونقله عنه صاحب الإنصاف وكشاف القناع وغيرهم، وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: استثنى بعض العلماء من دخل المسجد والمؤذن يؤذن يوم الجمعة الأذان الثاني، فإنه يصلي تحية المسجد لأجل أن يستمع الخطبة، عللوا ذلك بأن استماع الخطبة واجبٌ، وإجابة المؤذن ليست واجبة، والمحافظة على الواجب أولى من المحافظة على غير الواجب؛ اهـ[6]. [1] رواه البخاري في أبواب التطوع، باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى 1/ 392 (1113)، ومسلم في كتاب الجمعة، باب التحية والإمام يخطب 2/ 596 (875). [2] رواه مسلم في الموضع السابق 2/ 597 (875). [3] رواه البخاري في كتاب الجمعة، باب إذا رأى الإمام رجلًا جاء وهو يخطب، أمره أن يصلي ركعتين 1/ 315 (888)، ومسلم في كتاب الجمعة، باب التحية والإمام يخطب 2/ 596 (875). [4] رواه مسلم في الموضع السابق 2/ 597 (875). [5] الفروع 1/ 284، ومع حاشية ابن قندس بتحقيق الشيخ د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي 2/ 30، ونقله المرداوي في الإنصاف 1/ 427، والشيخ منصور في كشاف القناع 1/ 246 - 247. [6] مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين 12/ 193.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |