العصفورة وشجرة التوت - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         تقوى الله فوزٌ وسعادةٌ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          تَعِسَ عَبْدُ المُوْضَة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          كيف نغرس حب القرآن في نفوس أبنائنا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أدب الطبيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          المرأة وبرُّ الوالدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          خمس نصائح ذهبية لورثة الأنبياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          بشائر لمن يريد العفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          التحقق بمشاعر العبودية لله عز وجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الدعوة في الخطاب الديني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4416 - عددالزوار : 852541 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-09-2020, 03:46 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,848
الدولة : Egypt
افتراضي العصفورة وشجرة التوت

العصفورة وشجرة التوت


بدر الحسين




على مَقربة من غدير الماء العَذب الذي يَجري وسط الرَّبوة المكسوَّة ببساطٍ من العُشب الأخضر الزّاهي .. نمت شجرةُ التُّوت الجميلةُ وراحت تكبُر وتكبُر، ويمتدُّ ظلُّها الرَّطيب يوماً إثر يوم...


ومع قُدوم فصل الرَّبيع تفتَّحت الزهورُ الحمرُ والصُّفر تُزيِّنُ المَرجَ الأخضرَ النَّضير الذي بدا كثياب الفتيات يومَ العيد...هناك بين صدى خريرِ الماء وابتسامات الأطفال وعبير الزُّهور قرَّرت العصفورةُ البِكر أن تضَعَ بيوضها الأولى في أحضان شجرة التُّوت الوادِعة...



أمضت العُصفورةُ وقتاً طويلاً في بناءِ بيتِ الأمومة..لقد بَنَته من العيدان الطريَّة واللُّبَد الناعم ...وفرشتهُ بالقُطن الأبيض النَّاصع، وراحت تنسُج القُطنَ بمنقارها الحالم لتجعلَ من فِناء العش فراشاً وَثيراً يؤمِّن الدِّفء والراحة للضُّيوف الأعزَّاء القادمين.... لقد ملأت العُش بحبَّات القَمح والعَدس وكلِّ ما يحتاج إليه أبناؤها..



يا لها من أوقاتٍ سعيدة وماتعة في حياةِ العصفورة التي تسبَحُ في الفضاء فرحةً تَزُفُّ البشارةَ بحَملها الغالي لأسراب الحمام وجُموع البلابل والعصافير ...



لقد مرَّت الأيامُ بطيئةً عليها، وبدأت حركتُها تتثاقلُ شيئاً فشيئاً حتى وضَعت بيضتَين صغيرتَين كانتا في عينها أجملَ من الدُّرر، وأكثرَ بريقاً من النجوم، وأغلى من كُلِّ شيء في حياتها...




لم تعُد راغبةً في فراق العُشِّ الذي امتلأ بالمحبَّة والأُنس والسَّعادة.. وكانت كلَّما غادرته لتشربَ من الغَدير تحلُم بأن تعودَ وقد خرجَ الفرخان من البيضتين.



راحت تُكثر من التَّغريد وكأنها تستعجل فرخَيها بالخروج....



يا له من صباحٍ جميل.. الشمسُ تبتسمُ لزقزقة الفَرخَين الصَّغيرين..والبلابل تبعثُ تغريدَها في الأفق السَّعيد.... والنسائمُ هدَّأت من حركتها وراحت تُفيض العطرَ والنَّدى من ذَرَّاتها الوادعة..



حقَّقت العُصفورةُ أغلى أمنيَّاتها..ومكَثت أُسبوعاً كاملاً تُطعم فَرخَيها مما جَنته..



لكنَّها قرَّرت مع بُزوغ فجر اليوم التالي أن تجوبَ الفضاء بَحثاً عن طعام طازج ...



كانت رحلةً سعيدة.. ولكنَّ الشَّوق الذي يشدُّ العُصفورة إلى الفَرخَين كان أكبرَ من أن تستمتعَ برحلتها في الفضاء الرَّحب بين الغُيوم البِيض والبلابل الملوَّنة..



ملأت مِنقارَها بالحبوب ويمَّمت وجهها صَوبَ البيت الدافئ ..وعندما أصبحت على مَقرُبة منه فوجئت باندفاع سحائبَ من الدُّخان الكثيف تتخلَّل أغصان الشَّجرة...



ساوَرَها الخوفُ والقلق ..جدَّت بالطَّيران ..أسرعت وأسرعت فسقطت حبوبُ القمح من فَمِها ....يا إلهي إنَّهم مجموعة من الشُّبَّان يُشعلون النَّار ويتمتَّعون بالشيِّ...اقتحمت الأمُّ الحنون أغصانَ الشَّجرة فوجدت فرخَيها مختنقَين في العُشِّ ...حَملتهُما وأنزلتهما إلى الأرض على مَقرُبة من الشَّجرة..وراحت تتأمَّلهُن وتبعث تغريدَها حُزناً وألماً ملأ الأفقَ حُرقة وحسرة....



لقد بكتهُما طَويلاً و...



نَهض الشبَّان من فَورهم مُتأثّرين يتأمَّلون هذا المشهدَ الحزين..وقَفوا للحظات، وقال أحدُهم : لقد ارتكَبنا خطأً كبيراً عندما أشعَلنا النَّار تحت الشَّجرة ..لقد تسبَّبنا في مَوت هَذَين الفَرخَين..ومأساة هذه الأمِّ....إنها غَلطةٌ كبيرة.. لن نكرِّرَها ..



ذَرَفَت العُصفورةُ دموعَ الألم والحُرقة بعد أن تبدَّدت آمالهُا وأمانيها فوق شجرة التُّوت وراحت تبحثُ عن مكانٍ أكثر أمناً..




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.56 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.55%)]