|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها
وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها السيد مراد سلامة عن زيد بن أسلم، أخبرني أبي قال: كنا نبيت عند عمر رضي الله عنه أنا ويرفأ قال: فكانت له ساعة من الليل يصليها، فربما لم يقل، فنقول: «لا يقوم كما كان يقوم فيكون أبكر ما كان قائمًا، وكان إذا استيقظ قرأ هذه الآية: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ [طه: 132]، قال: حتى إذا كان ذات ليلة قام، فصلى ثم انصرف، قال: قوما فصلِّيا، فوالله ما أستطيع أن أُصلي وما أستطيع أن أرقد، وإني لأفتتح السورة فلا أدري في أولها أو في آخرها قلنا: ولم يا أمير المؤمنين؟ قال: من همي بالناس منذ جاءني هذا الخبر عن أبي عبيدة رحمهما الله»[1]. ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [ طه 132]. دروس وعبر: واعلم أن الله تعالي بشَّرك إذا فعلت ذلك أن مما يفتح الله تعالى به العبد الرزق، رزق الإيمان، الرزق الديني، والرزق الدنيوي، فيفتح الله تعالى لأهل الإيمان بإقامتهم الصلاة وأمرهم بالصلاة من الخير ما لا يدركونه إذا لم يقيموا الصلاة، ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾، فتكفل الله برزقه ووعده جميل النهاية بامتثال ما أمر، وأن ذلك من خصال التقوى، فقوله: ﴿ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ يشير إلى أن ما تقدم الأمر به هو من خصال المتقين ومن أعمالهم. من المسؤوليات التي فرط فيها كثير من الناس ما يتعلق بالأمر بالصلاة، أمر أولادهم، ومن يأتمرون بأمرهم، ترك أمرهم بالصلاة التي كتبها الله تعالى على أهل الإيمان، فتجده يأمر بكل ما يكون من مصالحه، ويعتني بغذائه، ويعتني بلباسه، لكنه يغفل عن عنايته بصلته بربه، وينعكس هذا على مسار الإنسان، فينشأ على نحو من التفريط والتقصير ما يعيقه على السير إلى الله عز وجل، ويورِّطه في كثير من الأذى والشر. فمن حق الولد على والده أن يأمُره بالصلاة في هذا السن، والأمر بالصلاة يستلزم أن يتعاهده بالترغيب والحث عليها، وبيان فضلها بما يسعه ذهنُه ويعقله، وأيضًا يعلمه كيف يصلي، فإن ذلك من لوازم الأمر بالصلاة؛ لأنه لا يمكن أن يقوم بالصلاة من لا يُحسنها، أو من لا يعرف كيف يصلي، فيأمر الوالد ولدَه بالصلاة منذ هذا العهد، ومن أوائل سنِّ التمييز سبع سنين، ثم لا يقتصر على هذا بل يحتاج إلى دوام، ولذلك قال: «واضْرِبُوهمْ علَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ»؛ يعني كل هذه المدة من تمام السبع لتمام العشر موضع للأمر بالصلاة والحث عليها والترغيب فيها، والندب إليها، حتى إذا بلغ مبلغًا يقرب من النضج والتمييز التام الكامل بكمال العقل، فهذا الحث والحمل على الصلاة يتجاوز مجرَّد الأمر في حال التفريط إلى التأديب بما يناسب ليحافظ على الصلاة. [1] التهجد وقيام الليل - (ج 1 / ص 367).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |