ماذا يقرأ شباب الجيل؟! - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الاكتفاء بسماع أذكار الصباح والمساء عند قولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الفرصة الأخيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          ترزقوا وتنصروا وتجبروا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          على أبواب العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          رمضان شهر الإقبال على مجالس العلم والعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          التغيير الشامل في رمضان .. هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تاريخ غزوة بدر .. الميلاد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-04-2019, 12:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي ماذا يقرأ شباب الجيل؟!

ماذا يقرأ شباب الجيل؟!

علي المرضي





ماذا يقرأ شباب الجيل؟!.. سؤال إنكاري أطرحه عليكم، كما طرحته من قبل على نفسي؛ لأجيبكم كما أجبتها، علني أقنعكم كما أقنعتها، فليس غرضي إذن من طرحه هنا إرشاد شباب الجيل أو دلالتهم على ما يقرأونه، أو اقتراح ذلك عليهم. لا، فأنا مجرد متعجب مستنكر، أضرب أخماسا في أسداس كلما رأيت ما تحويه موائد قراءة الشباب من خشارة لا تسمن ولا تغني من جوع، فتعاف ذلك نفسي وتزدريه، فأدخل في لجج من الحيرة لا تكاد تخرجني من دائرة العجب! وسأزيد الأمر بيانا حتى لا تعجب لعجبي فتقول: وهل يقرأ الشباب شيئا حتى تعجب لما يقرأون؟ وسريعا سأجيبك ماحيا تلك البسمة الساخرة التي رسمها ثغرك قائلا: إنما عن الثلة القارئة أحدثك؛ لأن من لا يقرأ لا تصله مثل مقالتي هذه، فمن العبث الكتابة له ومخاطبته، بل كلمتي هذه إلى القارئ منهم، أضع يدي وبصره على العلة حتى يتفطن..

يذكر الأطباء شيئا يسمونه «الدواء السلبي»، وهو عبارة عن أدوية وعقاقير يصفونها للمريض على أنها علاج لمرضه، وما هي في الحقيقة بشيء، فلا تحوي مواد معالجة، ولا تراكيب فعالة، بل هي حيلة يتخذها الأطباء يزنون بها مدى قابلية المريض للشفاء بمجرد توهمه أنه يتعالج، ويقيسون قوة العامل النفسي في الشفاء. والعجيب أن هذه التجربة لاقت نجاحا كبيرا، وظهر أن نسبة كبيرة من المرضى دخلت عليهم الحيلة وتماثلوا حقيقة للشفاء.. وبعد قليل ستفهم سبب إدخالي هذه الكلمات في هاته المقالة، فلا تعجل!

إن القراءة زاد معرفي، وقوت روحي، ومنهل روي، وبناء حضاري؛ فالإنسان القارئ أحق بغيره أن يوصف بكل جميل، فهو الصالح المصلح، والباني المشيد، والمبدع الرائد، والزعيم القائد، والحكيم الخريت، وقل بعدها ما شئت من أوصاف؛ فأفراد أمة هذه صفاتهم أحق الناس بالسؤدد والرفعة، وكذلك كانت أمتنا يوما، وكان أفاردها لما قرأوا.. فقد كانت أمتنا قاطرة للحضارة، ومنبعا للمعارف، ومهدا للعلوم، ومشتلا للعلماء، ومستقرا للحكماء، حتى انفردت بصناعة العلم مدة طويلة؛ تسخر في سبيل ذلك كل غال ونفيس، وتبذل في سبيله كل عزيز وشريف، ليقينها أنه سبب قوتها، وأساس عزتها، وسر كرامتها، فشادت بذلك لنفسها صرحا عظيما، وارتقت مرتقى بلغت فيه ذرى المجد في عليائه، ونزلت منه منازل الجوزاء في أقطار السماء..

وما هي إلا أن دارت الأيام دورتها، ودالت الأحوال دولتها، حتى أفلتت زمام القيادة من يدها، فألقت الكتاب وراءها، حينها حلت الأقدار المكتوبة، فتهاوت من أعلى الدرجات، ونزلت إلى أسفل الدركات، فها قد جهلت فذلت، وصغرت فغلبت، وقهرت فتقهقرت، وكسرت فتضعضعت، وهصرت فعصرت، فصارت أمة جاهلة تجر أسمال الجهل والأمية، بعدما كانت بالأمس ترفل في أثواب الحضارة الإنسانية، وكذلك سنن الله لا تتخلف ولا تتغير ولا تتبدل، لا تحابي أحدا، ولا تظلم جادا، ولا تبخس عاملا، فكان ما كان وما هو كائن بعد..

إلا أن الأمة لا تموت، لكنها تمرض، ومرضها قد يطول، وككل الأجساد -حال المرض- تتحرك المضادات الحيوية من عناصر الجسم نفسه، تحارب من أجل بعث العافية، وتجديد الصحة، وما جسد أمتنا بخلاف هذا، وما كانت أمتنا لتثكل كل رجالها، وتخسر كل عتادها، فهي تبعث بين الفينة والأخرى رجالا شدادا يوقظون همتها، ويستنهضون عزمها، وينفخون في نار تنورها، فهم لا ينقطعون عن العلوم تدريسا ومدارسة، وعن الثقافة تداولا وممارسة، ولكنهم قليل، لا تكفي سواعدهم لرفع دعامات الصرح الكبير، تنأى بهم الأحمال وتعجزهم، فالأمة وإن شكرت جهدهم وهمتهم وشجاعتهم، إلا أنها لن تنهض بغير تكاتف الجهود، وتوحد الهمم، فهي تنتظر موعدها الموعود، حتى تعلو وتسود وتعود للصدارة التي لا يليق بها مكان غيره..

وكما أن لله في رفع الأمم وخفضها سننا، فإن له سننا أخرى في وجود الخير والشر في الخلق، يتدافع فيه الصالح والطالح، والباني والناقض، فأتراح قوم عند قوم أفراح؛ ولذلك تأبى على أمتنا أمم الأرض أن تعود لسكتها وتترسم خطوات عزها وطريقها اللاحب المخرت؛ لذلك تنصب في طريقها كل ما تقدر عليه من حواجز وسدود، وتستميت في ذلك وتستقتل وتستبسل، لعلمها أن حياة الأمة المسلمة هلاك لها، ولاعتقادها أن الأمة ما تبني صروح نهضتها إلا من تراب قبورها، فهي حينئذ لنا عدو لدود، وخصم عنيد، وند عتيد، تستقوي علينا بما لها من قوة ومكر، وبما فينا من عجز وجبن وضعف وخور، فنحن نواجه عدوين في آن، عدوا من عندنا فينا ومنا، وعدوا من سوى أنفسنا، والأول أخطر من الثاني لو ينصف المنصفون!

لطالما كان سر كل نجاح هو الانطلاق الصحيح، وتعاهد السير بالتوجيه والتصحيح، ولذلك كان تصحيح البدايات مهما في حسم النهايات، وبدايتنا رجوعنا إلى تراثنا الغني، والنهل منه، والتزود من درر علومه، ولوامع أفكاره، وصياغة ذلك وغيره صياغة جديدة تنفض عنه الغبار المتراكم، وتلائم العصر الحاضر، وتسرع خطوات التقدم، دون مسخ ولا سلخ، وهذا لا يتم إلا بأمور عديدة يهمني منها الآن، إتقان اللغة العربية والتمسك بزمامها، وفهمها حق الفهم، وتذوقها تذوقا شفيفا. وهنا أصوب سهمي إلى مستقره، وأضع العلامة الأولى لما أصبو إليه في مقالتي هذه، فإن العربية مفتاح لا يُفتح باب حياة الأمة إلا به، إلا أنه مفتاح طوحت به الأيادي الآثمة في قعر بعيد، وغور ناء، وسرداب مظلم، لا يصل إليه إلا الجاد في سيره، والمستحث لخطاه، وهذا عسير على أبناء الجيل، فقد قبّحت الأيادي اللعينة والأفكار الحاقدة لغتهم إليهم، وصعّبوها في مدارسهم، واحتقروها في مسارحهم، وسخروا منها على شاشاتهم، فاجتواها أبناء الجيل وأجموها، فقلوها وفارقوها فراق الطلاق البائن، وعاملوها معاملة الزوج الخائن، ففاتهم الفتح المبين!

وما أحسن هؤلاء المسيئون لهذه اللغة إحسان أهل كل لسان إلى ألسنتهم، بل استعاضوا عن لغة القرآن بلغات أعجمية، يرطن بها الشباب ويلوون بها ألسنتهم، ويتنافسون في ذلك، فصاروا غرباء في أوطانهم، وعجما في ألسنتهم، وكذلك ما زالوا يفعلون! إلا أن للغة القرآن سلطانا على القلوب، وتأثيرا في الفطرة، فرجوع النشء إليها حتم لازم، ومآل لا مفر منه. وحين علم الآثمون هذه الحقائق، وفطنوا أنه أمر واقع ما له من دافع، عمدوا إلى حيلة نكراء، ودسيسة خبيثة خفية، فكان أن أدخلت اللغة العربية مختبرات التجميل، وتم تعديل هيكلها، ونحت جسمها، وتقويم اعوجاجها، وأضيفت إليها المساحيق والأصباغ، فخرجت لغة ممسوخة، لا تدري أهي العربية التي نعرف أم أنها كما قالت بلقيس: كأنه هو! فكان مثل هذا الكلام: «نظرا للتواريخ القديمة إن ماء زمزم خرجت من ضربة قدم سيدنا إسماعيل ومن المعاني والمعالي.. زيارة بيت الله المقدس أهم المادة وهي اجتماع مسلمي العالم في كل سنة في الأراضي المقدسة الحجازية بتأبيد الولاء والمخالصة بين العالم الإسلامي». ولا أظنك إلا قد ضحكت كما ضحكت، ثم تألمت كما تألمت، فهذا وأمثاله مما هو أسوأ، هو ما ابتلينا به، وليس لنا معه غير العجب!

فهذه اللغة الجديدة، لا تخضع اطرادا لقواعد النحو، ولا تستسلم لضوابط الوضع العربي، ولا يخضع شعرها لقواعد العروض، ولا يلزمه ما يلزم الشعر السليم المفهوم، فالأسلوب غير الأسلوب والنظم غير النظم، فهي لغة عامية فصحى أو أعجمية معربة، أو خليط من هذا وذاك! فكان هذا التلفيق سببا بعث الجهال الأغمار للكتابة، وجرأهم على التأليف، وحرضهم على النشر، فصارت تطفو على سطح صفحة الثقافة هذه الأساليب الركيكة الغامضة المضطربة، وصارت مادة لتنشئة الجيل عليها، فانقلبت أذواقهم، وشوهت فطرهم، فلا تعجب بعد ذلك أن تجد مؤلفات لا تدري بما تصفها، وتسمع عناوين كتب يتغضن لها جبين الحر.

وهذه هي نظرية الدواء السلبي نفسها التي أحلت عليها أول المقالة، فالشاب يتوهم أنه يقرأ، وأن ذهنه يتغذى، وأن سليقته تصقل، وأن ذوقه يترقى، وأنه يحيا حياة القراءة، وأنه يبدع وينبغ، إلا أنه مخدوع كذلك المريض، فما هي إلا خيالات تتراءى، وأحلام تتوهم، فلا يستفيد مما قرأ شيئا، ولا ينتفع بما تلاه، لأنه ردد كلاما غير مفهوم، وتصفح كتابا غير معلوم، وقرأ ما يشبه الأحاجي والألغاز، أو سمع ما يشبه كلام السياسي حين يهذرم ساعة من الزمن، غير أنك لا تفهم مراده. فهي في الحقيقة أقرب إلى همهمات المصروع، أو رقية الكاهن، أو هذيان المحموم، فليته ما قرأ ولا درى، لكان صاحب فطرة سليمة، نأمل أن تشرق شمسه إذا انجاب عنه سحاب الجهل، ولكنه لوث ذوقه وأحال سليقته، وطربت أذن قلبه لنشاز، فملأت عليه هذه الأسفار رفوف مكتبته، غير أن فكره ظل خاويا فارغا، إذا عرض عليه الذهب الصافي أو الحرير الخالص، أنكره ودفعه واشمأزت نفسه منه، فصار فكره عديم النفع، إلا أن يغتسل من هذه الزبالات، ويعيد تأسيس فكره وتطهير ذوقه، وذلك دونه خرط القتاد..

وليس يعني كلامي هنا أنني أحجر على العقول المبدعة أو أصدها دون التجديد، لا، معاذ الله، ولكنني ككل غيور على لغته وحضارته، أرجع المنفلتين إلى الطريق، وأحضهم على التقعيد لا التعقيد، وعلى التجديد لا التقليد، فلا تحيا لغة ولا معرفة بالجمود ولا بالهمود، فأتوا البيوت من أبوابها. «فليست الأساليب اللغوية دينا يجب أن نتمسك به ونحرص عليه حرص النفس على الحياة، إنما هي أداة للفهم وطريق إليه، لا تزيد على ذلك ولا تنقص شيئا. فيجب أن نحافظ على اللغة باتباع قوانينها والتمسك بأوضاعها ومميزاتها الخاصة بها، ثم نكون أحرارا بعد ذلك في التصور والتخيل واختيار الأسلوب الذي نريد» (1).

أعلم أن مقالة مختصرة كهذه، لن تفي بالغرض المطلوب، ولن تبلغ الحظ المرغوب، لكنها إشارة ونذارة، إشارة إلى هذا الغزو الذي يتعرض له عالم الثقافة من نوعية الكتب هذه، والتي تلقى ترويجا ودعاية لافتة، يعرضها أصحابها عرض الدسم المسموم، ونذارة بما حل بشبابنا من نكاية ونكبة، أتت على عقولهم وأفكارهم، ألوح بيدي وإن كلت أو تعبت، لعل أحدا يبصرها فيعيد النظر فيما يقرأ، ويزن كلامي ويروزه بإنصاف وروية، ويقلبه ظهرا لبطن، متجردا للحق وطالبا للصواب، حتى يتبين له الحق الواضح، أو يظهر له الخطأ المبين، فينتفع بهذا ويترفع عن ذاك، فيعجب لعجبي ويقول معي بلسانه: ماذا يقرأ شباب الجيل؟!

الهوامش

1- من مقالة للمنفلوطي بعنوان: البيان، من كتابه النظرات (3/10)، الطبعة الأولى، 2012م، دار اليقين.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.63 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]