أيها الزوجان بيتكما قلعة.. وكلاكما حارس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 44 - عددالزوار : 3747 )           »          الكبائر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 36 - عددالزوار : 2988 )           »          التحذير من قطيعة الرحم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          مفاتيح الرزق الحلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          معنى (لا حول ولا قوة إلا بالله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حقيقة الزهد في الدنيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          تأملات في آيات .. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 244 )           »          أمانة العامل .. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          روح القميص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          ظاهرة تسلط النساء على الرجال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-04-2024, 06:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,299
الدولة : Egypt
افتراضي أيها الزوجان بيتكما قلعة.. وكلاكما حارس

أيها الزوجان بيتكما قلعة.. وكلاكما حارس


في مثلِ هذِه الأيّام من كلِّ عامٍ تكثُرُ مناسبات الزّواج التي يتحقَّق بها أغلَى أمنياتِ الشباب من البنين والبنات في إقامةِ بَيتٍ مسلم سعيد، يجِدون فيه المأوَى الكريم والراحةَ النفسية والحلم السعيد، فيتَرعرَع في كنَف هذا البيت ويَنشَأ بين جنَباتِه جيلٌ صالح فريد، في ظلِّ أبوَّةٍ حادِبة وأمومةٍ حانية. هذا البيتُ، ما هي سماته؟ وما منهجُه؟ وكيف تتحقَّق سعادته؟
قال تعالى: }وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ{ (الروم:21).
البيتُ نعمةٌ لا يَعرِف قِيمتَه وفضلَه إلاَّ مَن فَقَدَه فعاشَ في ملجَأ مُوحش أو ظلُماتِ سجن أو تائه في شارع أو فلاة، قال تعالى: {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَناً} (النحل:80)، قال ابنُ كثير رحمه الله: «يَذكُر تبارك وتعالى تمامَ نِعمَتِه على عبيده بما جعل لهم من البيوت التي هي سكن لهم، يأوون إليها، ويستتِرون فيها، وينتَفِعون بها سائرَ وُجوهِ الانتفاع».
البيتُ المسلم أمانةٌ يحمِلها الزوجان، وهما أساسُ بنيانه ودِعامة أركانه، وبهما يُحدِّد البَيتُ مسَارَه، فإذا استَقاما على منهجِ الله قولاً وعملاً وتزيَّنا بتقوَى الله ظاهرًا وباطنًا وتجمَّلا بحسنِ الخلق والسيرةِ الطيبة غدَا البيتُ مأوى النورِ وإشعاعَ الفضيلة، وسَطع في دنيا الناس ليصبح منطلَق بناءِ جِيلٍ صالح وصناعة مجتمعٍ كريم وأمَّة عظيمةٍ.
أقول للزوجين: بيتُكما قلعةٌ من قلاع هذا الدّين، وكلٌّ منكما يَقِف على ثغرةٍ حتى لا ينفذَ إليها الأعداء. كلاكما حارسٌ للقلعة، وصاحبُ القوامةِ هو الزَّوج، وطاعتُهُ واجِبَة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كلكم راعٍ، وكلّكم مسؤول عن رعيَّته»، وقال: «والمرأةُ راعيةٌ في بيتِ زوجها ومسؤولة عن رعيَّتها».
إنَّ البيتَ النبويَّ ومن فيه من أمهات المؤمِنين هو أسوة البيوت كلِّها على ظهرِ الأرض، فهو بيتٌ نبويٌّ ترفَّع عن الرفاهيَّةِ والترَف، وداوم الذِّكرَ والتلاوة، رَسَم لحياته معالمَ واضحة، وضرَب لنفسهِ أروعَ الأمثلَة في حياةِ الزهد والقناعةِ والرضا. خيَّر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نِساءَه دونَ إكراهٍ بعد أن أعَدّهنَّ إعدادًا يؤهِّلهنَّ لحياةِ المثُل العُليا والميادين الخالدة، فقد نَزَلت آية التخيير تُخيِّر زوجاتِ النبي بين الحياةِ الدنيا وزينتِها وبين الله ورسوله والدارِ الآخرة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً} (الأحزاب:28-29)، قالَت عائِشَةُ وكُلُّ زوجاتِه رضي الله عنهنّ كلّهن: «نختَار الله ورسولَه والدارَ الآخرة».
إنَّ البيت المسلم الذي أقامَه الرَّعيل الأوّلُ جعل منهجَه الإسلام قولاً وعملاً، صبَغ حياتَه بنور الإيمان، ونهَل من أخلاقِ القرآن، فتخرَّج من أكنافه نماذجُ إسلاميّةٌ فريدة، كتبت أروعَ صفحات التاريخ وأشدَّها سطوعاً. خرّج البيت المسلِمُ آنذاك للحياة الأبطالَ الشّجعان والعلماءَ الأفذاذ والعبَّادَ الزهاد والقادَةَ المخلصين والأولاد البررة والنساءَ العابدات، هكذا هي البيوت المسلمة لمّا بُنِيت على أساسِ الإيمان والهدايةِ واستنارَت بنور الإيمان.
إنَّ البيتَ المسلِمَ التقيَّ النقيَّ حَصانةٌ للفطرَةِ مِن الانحرافِ، قالَ صلى الله عليه وسلم : «ما مِن مولودٍ إلاّ يولَد على الفطرة، فأبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه» أخرجه البخاري». يقول ابن القيِّم رحمه الله: «وأكثر الأولادِ إنما جاءَ فسادُهم من قِبَل الآباء وإهمالهم لهم وتَركِ تعليمهم فرائضَ الدّين وسننه، فأضاعوهم صغارًا، فلم ينتَفِعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارًا».
ما أجمَلَ أن يجمَع سيّدُ البَيت أولادَه فيَقرَأ عَليهم شيئًا من القرآن، ويسرُد عليهم من قصَصِ الأنبياء، ويغرِسَ في قلبهم وسلوكِهِم الآدابَ العالِية.
أولويات البيت المسلم
من أَولى أولويّات البيتِ المسلم وأسمى رِسالةٍ يقدِّمها للمجتَمَع تربِية الأولاد وتكوينُ جيل صالحٍ قويّ، ولا قيمةَ للتربِية ولا أثرَ للنصيحة إلا بتحقيقِ القدوة الحسنة في الوالدين: القدوة في العبادة والأخلاق، القدوةِ في الأقوال والأعمالِ، القدوة في المخبر والمظهَر، قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاما} (الفرقان:74)، وتَدبَّر دعوةَ إبراهيمَ عليه السلام: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء} (إبراهيم:40)، وقالَ تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} (طه:132).
نمُو الانحرافُ
في غيابِ البيتِ المسلِمِ المستقيم الهادِئ الهانئ يَنمُو الانحرافُ وتَفشُو المخدِّرات وترتَفِع نسبةُ الجريمة، وإنَّ البيت الذي لا يغرس الإيمانَ ولا يستقيم على نهج القرآنِ ولا يعيش في ألفةٍ ووئام يُنجب عناصرَ تعيش التمزُّقَ النفسي والضياعَ الفكري والفسادَ الأخلاق، هذا العقوق الذي نجِده من بعض الأولادِ والعلاقاتُ الخاسِرة بَين الشبابِ والتخلّي عن المسؤُوليّة والإعراض عن الله والتّمرُّد على القِيَم والمبادِئ الذي يَعصِف بفريقٍ من أبناءِ أمّتنا اليوم، نتيجةٌ حتميّة لبيتٍ غَفَل عن التزكية وأهمل التربية وفقد القدوة وتشتَّت شملُه.
السمات الأصيلة
البيتُ المسلِم من سماتِه الأصيلة أنّه يَردُّ أمرَه إلى الله ورَسولِه عند كلِّ أمرٍ وفي كلِّ خِلاف مهما كان صغيرًا، وكلُّ مَن فيه يَرضَى ويسلِّم بحكمِ الله، {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً} (الأحزاب:36).
إن حياةُ البيتِ المسلم وسَعادَتُه وأُنسه ولذَّتُه في ذكر الله، فعَن أبي موسى رضي الله عنه قال: قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَثَل البيتِ الذي يُذكَر الله فيه والبيتِ الذي لا يُذكر الله فيه، مثلُ الحيِّ والميِّت» أخرجه المسلم، وعَنِ ابنِ عمَر رضي الله عَنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «اجعَلُوا مِن صَلاتِكم في بيوتِكم ولا تتَّخذوهَا قُبورًا»، وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «لا تجعَلوا بيوتَكم مقابر، إنَّ الشيطان ينفر من البيتِ الذي تقرأ فيه سورَة البقرة»، وقال: «علَيكم بالصلاة في بيوتكم؛ فإنَّ خير صلاة المرء في بيتِه إلا الصلاة المكتوبة» أخرجه البخاري ومسلم.
هذه الأحاديثُ وغيرُها تَدلّ على مَشروعيّة إِحياءِ بيوت المسلِمين وتنويرِها بذكر الله منَ التّهليل والتّسبيح والتّكبير وغيرِ ذلك من أنواع الذكر، وإحيائها بالإكثار من صلاة النافلة، وإذا خَلَتِ البيوت من الصلاة والذّكر صارَت قبورًا موحشة وأطلالاً خرِبة ولو كانت قصورًا مشيدة، وبدون ذكرِ الله والقرآن تغدو البيوتُ خامِلة ومرتعًا للشيطان، سُكَّانها موتى القلوب وإن كانوا أحياءَ الأجسادِ.
ومِن سماتِ البيتِ المسلم تعاونُ أفراده على الطاعةِ والعبادة، فضَعْفُ إيمانِ الزوجة يقوِّيه الزوجُ، واعوجاج سلوك الزوجة يقوِّمه الزوج، تكاملٌ وتعاضُد ونصيحة وتناصر، قالت عائشة رضي الله عنها: كانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلِّي من اللّيل، فإذا أوتَرَ قال: «قُومي فأَوتِري يا عائِشة» أخرجه مسلم، وقال: «رَحِم الله رجلاً قام من الليل فصلّى وأيقظ امرأتَه، فإن أبَت نضح في وجهِها الماء، ورحم الله امرأةً قامت من اللّيل فصلَّت وأيقظَت زوجها، فإن أبى نَضَحَت في وجهِه الماء» أخرجه أبو داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ويدلُّ الحَديثان على أنَّ لِكلٍّ من الرّجل والمرأة دورًا في إصلاحِ صاحبه وحثِّه على طاعة الله عزّ وجلّ.
علم وعمل
ويُؤسَّس البيتُ المسلم على عِلمٍ وعمَل، علمٍ يدلّه على الصِّراط المستقيم ويُبصِّر بسُبُل الجحيم، علمٍ بآداب الطهارة وأحكام الصّلاة وآداب الاستئذان والحلالِ والحرام، لا يجهَل أهلُ البيت أحكامَ الدين، فهم ينهَلون من علم الشريعة في حَلقةِ علمٍ بين الفينة والأخرى، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} (التحريم: 6) هذه الآيةُ أصلٌ في تعليم أهل البيت وتربيتهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وحقٌّ على المسلم أن يعلّم أهلَه كما قال عليٌّ: «علِّموهم وأدِّبوهم»، قال القرطبيّ رحمه الله: «فعلينا تعليمُ أولادِنا وأهلينا الدينَ والخيرَ وما لا يُستَغنى عنه من الأدب».
ومن سمات البيتِ المسلم الحياء، وبه يُحصِّن البيتُ كيانَه من سِهام الفتك ووسائل الشرّ التي تدَع الديار بلاقِع، ولا يليقُ ببيتٍ أُسِّس علَى التَّقوى أن يُهتَك سِتره ويُلفظَ حَياؤه ويُلوَّث هواؤه بما يخدش الحياءَ.
ومِن سماتِ البيت المسلم أنَّ أسرارَه محفوظة وخِلافاته مستورة، لا تُفشى ولا تُستقصَى، قال صلى الله عليه وسلم : «إنَّ مِن أشرِّ الناس عندَ الله منزلةً يومَ القيامة الرجل يُفضِي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سِرَّها»، أخرَجَه مسلم من حديث أبي سعيد الخدريّ.
إن البيتُ المسلِم يُقيم عَلاقاتِه معَ المجتمع على أساسِ الإيمان، إنّه يزداد نورًا بزيَارَة أهل الصّلاح، فالمؤمن كحاملِ المسك؛ إما أن يعطيَك، وإما أن تشتريَ منه، وإما أن تجدَ منه ريحًا طيّبة، {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً} (نوح:28).
ولا يدخُلُ البيتَ المسلم من لاَ يُرضَى دينُه، فدخول المفسِدِ فسَاد، وولوجُ المشبُوه خطرٌ على فلَذَات الأكباد، بهؤلاء فسدَت الأخلاق في البيوت، وفشَا السِّحر، وحَدَثت السرقات، وانقلبت الأفراح أتراحًا، بل إنهم معاوِلُ هدم للبيتِ السّعيد.
والبيتُ المسلم تتعمّق صلاتُه وتَزداد رسوخًا بإحياءِ مَعاني التعاوُن في مهمات البيتِ وأعماله، ولنا في رَسول الله أسوةٌ حَسَنة، لمّا سئِلت عائشة رضي الله عنها: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمَل في بيتِه؟ فأجابَت: كان بشَرًا من البشَر؛ يخيط ثوبَه، ويحلِب شاتَه، ويخدم نفسَه. أخرجه أحمد. وفي روايَة: كان يكون في مهنَة أهله - تعني خدمةَ أهله- فإذا حضرت الصلاة خَرَج إلى الصلاة. أخرجه البخاري.
لو طُلب من أَحدِنا أن يتَمنّى في الدنيا لكان مأمولُه وعظيمُ مطلوبه أن يعيش في كنَف السعادة، وتغمرَ حقيقتُها أرجاءَ البيت، هذه السعادة في البيتِ المسلم لا تتحقَّق بتَوَافر المسكنِ الفاخر والأثاثِ الفاخر والملابس الفاخِرة، السعادة في البيتِ المسلم تتوافر بتحقيقِ تقوى الله عند كلٍّ من الزّوجين ومراقبتِه في السرّ والعَلَن وفي الغَيبِ والشهادة، تتحقَّق السعادة بأن يَنظُر كلٌّ من الزوجين إلى الزّواج على أنه عبادةٌ يَتَقرّب كلٌّ منهما إلى الله بحُسنِ أداء واجباتِه الزوجيّة بإخلاصٍ وإتقان.
في ظلِّ هذه المعاني يَقوم البيتُ المسلم السعيد عَامرًا بالصّلاة والقرآن، تظلِّله المحبَّةَ والوئام، وتَنشَأ الذريّة الصالحة فتكون قرَّةَ عَين للوالدين ومَصدرَ خيرٍ لهما في الدّنيا والآخرة، قال تَعَالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (النحل:97).


اعداد: فضيلة الشيخ الدكتور عبدالباري بن عوض الثبيتي




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.26 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.06%)]