مسلم لا راح ولا جاء! - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أسئلة بيانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 26 - عددالزوار : 630 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 257 )           »          معنى حديث «من ستر مسلماً ستره الله..» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          صلاة التراويح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          حمل المأموم للمصحف في صلاة التراويح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          ركعتا تحية المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          حكم صيام من دخل بعض الماء إلى جوفه دون قصد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          دروس رمضانية محمد بن سند الزهراني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 366 )           »          قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4387 - عددالزوار : 836997 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الجالية المسلمة - Muslim non-arabic

ملتقى الجالية المسلمة - Muslim non-arabic قسم يهتم بتوعية الجالية المسلمة وتثقيفهم علمياً ودعوياً مما يساعدهم في دعوة غير المسلمين الى الاسلام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-08-2020, 04:34 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,626
الدولة : Egypt
افتراضي مسلم لا راح ولا جاء!

مسلم لا راح ولا جاء!


أ. محمود توفيق حسين








مما لا شكَّ فيه أن أغلب المسلمين حول العالم - ولا أقول: كلهم - يشعر بالتقدير العميق تجاه دينه الإسلامي: عقيدة، وشريعة، ومبادئ، مما يمكن القول معه: إن المسلم حريصٌ على تقديم دينه للضيوف إن أمكَن، فيما لا يخرج الدين لدى معظم الآخرين إلى غرفة الاستقبال.

ومما لا شكَّ فيه أن أغلب المسلمين حول العالم أيضًا، يشعرون بالتقدير العميق تجاه الشعوب الإسلامية حولهم، ويهتمون بقضاياهم ومآسيهم بدرجةٍ عاليةٍ من الصعب أن نقارنها باهتمامهم بقضايا الشعوب غير المسلمة إذ يترسَّخ لدى المسلمين هذا المفهوم الخاص المتوغِّل "الأُخوَّة"، بدرجة قد لا يستطيع الآخرون فَهْمها، ممن يظنون أن مفهوم "الإنسانية"، ينفع أن يكون بديلاً عن غيره في جميع الأوقات؛ لذا لن يتعجَّب المسلم إذا ما مرَّ تحت لافتةٍ مكتوب عليها أن تبرُّعه للمنكوبين في إقليم (كذا) الذي يتضور أهله جوعًا، سيذهب للمسلمين من أهل هذا الإقليم وحدهم، ولن يصل للجوعى الآخرين، أما إذا ما مرَّ من تحتها غير المسلم، فسيستبشع هذه اللافتة بطبيعة الحال.

إذًا من المؤكد أننا فخورون جدًّا بالإسلام، ونود أن نعيش ونموت ونُبعَث عليه، وغيورون جدًّا على الأمة الإسلامية، ونتابع أخبارها المتفرِّقة بقلقٍ أخوي أصيل، ونستبشر كل الاستبشار إذا ما سمعنا أن أحدًا ما قد اعتَنق الإسلام، ونصافحه بحرارةٍ إن رأيناه، ونقدِّم له يد المساعدة إن احتاجَ الأمر، مما قد يُفهَم منه أننا نولي تقديرًا خاصًّا للمسلم مثلما نولي تقديرًا خاصًّا للدين وللأمة.

لكن هذا الفهم بحاجة لشيء من الاختبار، فلدينا من الخبرات الحياتية ما يؤكد أن المشاعر لا تسير على هذا النحو من الاستقامة، فهذه المشاعر الحميدة التي يشعر بها المسلمون تجاه دينهم وتُجاه أُمتهم، والتي من الصعب إنكارها، والتي يتعجَّب منها الآخرون، وكذلك تلك المشاعر الحميدة تجاه مَن يُعلن إسلامه، هي - وعلى الرغم من كونها كلها صادقةً وحقيقيةً - خادعةٌ على نحو ما، وتستر شيئًا مؤلمًا لا داعي للسكوت عنه: وهو أن الأمر لا يسير على نفس الشاكلة في التعامل مع الفرد المسلم، ذلك الكائن الحقيقي غير الاعتباري، الذي تتمثَّل فيه - بشكلٍ محدود أو واسع - تلك القيم الإسلامية التي لا نختلف عليها، والذي يكوِّن - هو والملايين من المسلمين غيره - تلك الأمة المعتز بها وبدينها: الأمة الإسلامية، فمن الصعب إثبات أننا نضع وزنًا لكون الشخص مسلمًا، مثلما نضع وزنًا لكونه ثريًّا، أو ذا حيثيَّةٍ اجتماعيةٍ، أو صاحب درجة علمية راقية، أو عريق الأصل، بالرغم من أننا لا نَمَل من ترديد: الحمد لله على نعمة الإسلام، وكفى بها نعمة.

والأمثلة الواقعية التي تؤكِّد أن ثمة شيئًا ما مرضيًّا في تعاملنا مع بعضنا بعضًا كمسلمين، هي كثيرة، وسأبسط مثلين لا أكثر؛ حتى لا يطول المقال، وهذان المثلان هما:
1- صاحبنا نصحه طبيبه بالذهاب للبلد الإسلامي الفلاني؛ لإجراء عملية القلب المفتوح هناك، واتجه إليها بالفعل وحجَز في مستشفى خاص على مستوى عال، ولأن صاحبنا عاقل في كل أمره إلا في نكبة التدخين، التي يبدو معها أنه قد قرَّر الموت وهو يدخن سيجارة، ورغم أن الطبيب الجرَّاح صرَّح له - بلغة واضحة - بأنه لو دخَّن مرة ثانية، سيتعرض للموت لا محالة، وأن عليه أن ينسى التدخين للأبد، ويكتفي بما دخَّنه في السنوات المنصرمة، حتى هز رأسه موافقًا والألم يعتصره، إلا أنه وبعد مرور يومين، بدأ يتململ ويتوتَّر ويلف ويدور حول نفسه من شوقه للتدخين، حتى قام بتهريب السجائر لحجرته بطُرق ملتوية صبيانيَّة، من خلال عامل لا أخلاق عنده، وضبَطت الممرضة المتفانية في عملها التي تتَّسم بالجدية، ضبَطت علبة السجائر، بعد أن شمَّت رائحة الدخان في شرفة الغرفة، فقامت بما تقتضيه طبيعة عملها من إلقاء علبة السجائر خارجًا، فلم يتورَّع المريض من فرط عصبيته وما يُضمره من شوائب الثقافة من احتقار باطني للممرضة، لم يتورَّع عن سبها سبابًا جارحًا، وطرَدها من غرفته شرَّ طردة، وفي اليوم الثاني اعتذر إليها باختصارٍ لا يخلو من العجرفة، ودسَّ في جيبها بعض المال على سبيل ترضية الخاطر، وعاد لتهريب السجائر لحجرته بطُرق ملتوية صبيانية، غير أن الجديد هو أن حاسة الشم لدى الممرضة تعطَّلت تمامًا، تعطَّلت أمام الخوف من الإهانة.

صاحبنا يحكي - بعد العودة المباركة - ما حدث على سبيل الشكوى من سيطرة عادة التدخين عليه لدرجة تهدِّد حياته، بدون أن يعبر لمستمعيه عن ندم عميق على الإهانة، التي ربما قضَت معها الممرضة ليلتها باكية حتى الفجر، والتي ربما أفسَدت عليها جدِّيتها والتزامها المِهْنِي للأبد.

ثم ها هو صاحبنا تحط به رحلات العلاج بعد عام في مدينة الضباب "لندن"، وتكرِّر الممرضة اللندنية ما فعَلته زميلتها الممرضة المسلمة منذ عام على بُعْد آلاف الأميال، مع شيءٍ من التقريع واللوم والسخط الواضح، وتُكوِّر علبة سجائره في قبضتها، وترمي بها في صندوق النفايات بعنف، فيعتذر صاحبنا لها ويَخفض بصره، ويَخفض لها جناح الذل، وقد ارتسَمت على وجهه ابتسامة تشع خجلاً وتهذيبًا.

ثم يعود بالسلامة ليحكي هذا، مُعبرًا لمستمعيه عن إعجابه بالجدية في التعامل مع المرضى المنوَّمين، وطرْبه للضبط والربط عند الممرضات الإنجليزيات اللائي لا مثيلَ لهنَّ في العالم.

ورغم أن العصبية هي العصبية، وإلحاح التدخين هو ذاته الإلحاح، إلا أن نفسه لم تحدِّثه بإهانة الممرضة، بل هو قادم من بلده مستعدًّا ابتداءً لأن يحترم ويقدِّر الممرضة الإنجليزية، حتى ولو كوَّرت علبة سجائره ورمَت بها في صندوق الزبالة، أو رمَت بها في وجهه، وبهذا ستظل الممرضة الإنجليزية جادة ونظامية ومنضبطة الأداء، ولن تتعطَّل لديها حاسة الشم.

2- صاحبنا سهِر لساعة متأخرة من الليل في آخر ليلة له بهذا البلد المسلم، واستيقظ بالطبع متأخرًا وهو ينظر مفزوعًا لساعة الحائط، وارتدى ملابسه سريعًا واندفع إلى المطار بدون أن يغسل وجهه، فوصل إلى صالة الجوازات بعد الوقت المحدد لغلْق باب دخول المسافرين على الرحلة بنصف ساعةٍ، فاضطرَّ موظف المطار لمنْعه من الدخول معتذرًا إليه، فاندفع فيه المسافر المغادر لاعنًا إياه، ولاعنًا إدارة المطار، ولاعنًا تلك الدولة الغبي شعبُها، الذي لا يحسن بَعْدُ التعاملَ مع السيَّاح والمفاهيم السياحية المتطورة، فيرتبك الموظف، ويتحمَّل قدر الإمكان، وقد أرهبَته التهمة التي يصيح بها المسافر الضيف من سوء معاملة السائحين.

ويعود صاحبنا ليحكي لأصحابه عن سبب تأخُّره عن الرجوع في اليوم الذي حدَّده من قبلُ، ذاكرًا سهرته وتأخره في النوم، وكيف نزل مسرعًا بدون أن يغسل وجهه، وكيف مسح بكرامة الموظف "الحيوان" بلاطَ المطار، دونما أن يبدي أيَّ قدرٍ من الاهتمام بما قد أصاب الموظف من ألمٍ وإحباطٍ جرَّاء إهانته والصياح في وجهه، وربما لن ينظر هذا الموظف في الساعة مرةً ثانيةً ليتأكَّد من الوقت، حينما يقف قُبالة مغادرٍ يبدو عليه أنه سريع الغضب، ولا مانع من بعد ذلك من أن يأخذ في يده ورقة نقدية ويمرِّر الضيف العصبي.

ثم هذا الصاحب حملته قدماه إلى سويسرا لإنجاز بعض الأعمال، ولم يتغير كثيرًا، غير أنه تأخَّر هذه المرة لدقيقة واحدة لا غير عن الوقت المسموح للمغادرين في هذه الرحلة لدخول صالة الجوازات بمطار "جنيف"، وردَّه الموظف الأشقر الأنيق غير المنكمش في ذاته، ردَّه بلُطف وحسْم وثقة في النفس، فتعذَّر له بأنها دقيقة لا غير، واخترَع حجة يُثير بها شفقته ويتوسَّل حنانه، ولكن الرجل كان صُلبًا: "لا يا عزيزي، حتى ولو كانت دقيقة، الدقيقة هي التي صنَعت سويسرا"، وينكسر وجه صاحبنا - رجل الأعمال - حياءً، وهو يبتسم، ويتعلَّم النظام من موظف سويسري، وقف في طريقه، ووضَع يده يمنعه من المرور.

ويعود المسافر بالسلامة ليحكي في المجالس عن نظام الحياة المتطوِّر الناضج بسويسرا، وليحكي لهم عمَّا حدَث له بالمطار، مفتخرًا بهذا الموظف الواثق الوقفة، ومنبهرًا بالدقيقة التي صنَعت سويسرا.

ورغم أن خسارة الرحلة الفائتة هي الخسارة، والعصبية هي العصبية، إلا أن نفسه لم تحدثه بسبِّ الموظف، وسب إدارة المطار، وسب سويسرا التي لم تَعرف بعدُ المفاهيم السياحية المتطورة، فالفلسفة الفارغة وطول اللسان لا يظهران إلا مع "الغلابة" من أهل: "لا إله إلا الله محمد رسول الله"؛ لذا سيظل الموظف السويسري منضبطًا واثقًا، ولن يكفَّ عن النظر في الساعة مهما كان الضيف عصبيًّا، ومهما كانت حُججه التي لفَّقها؛ ليُثير الشفقة.

نحن - باختصار شديد - نرفع لافتاتٍ جيدة وكثيرة تُدلِّل على مشاعر فيَّاضة تُجاه ما يجمعنا، وفي الواقع لا نتبادل الاحترام والثقة بدرجة كافية، غير قادرين على أن نفهم أن احترام أمة يتأسَّس على إعلاء قيمة الإنسان فيها، ومجتمع المدينة الذي نتمنَّى رجوعه، كان المسلمون فيه يقدرون بعضهما بعضًا، ويحترمون بعضهم بعضًا، ولم يكن المسلم في المدينة في عهد النبي محمد - صلى الله عليه وسلَّم - مجرَّد مسلم لا راح ولا جاء، مثلما هو الحال بيننا الآن.

نحن نشارك بشكل حقيقي وخطير في صناعة أخلاق مَن حولنا، والإنسان الذي أشعرناه أنه غير مقدَّر وغير محترمٍ، وغير موثوق فيه، وعرَّضناه للإهانة بغير سببٍ وجيه - حرَّضناه دون أن ندري لكي يتحوَّل إلى: مستهتر، أناني، فاسد، كسول، حقود، جبان.

الاحتقار هو أسهل وصفةٍ لإفساد ضمائر الآخرين، بهذه الطريقة نحن نساهم في تدمير أمة، ولا نلحظ إلا مساهمات الأعداء الخارجيين في تدميرها، التي قد تكون أكثر تواضعًا من مساهمتنا، نحن نفسد الممرضة، وموظف المطار، والمعلم، وأستاذ الجامعة، والداعية، وجامع القمامة، والمختصين برصد المخالفات المرورية وغيرهم، عندما نحتقرهم، ونستخف بهم، ونتطاول عليهم.

ونحن على العكس من ذلك، سنصلح الأمة إذا ما أصلَحنا أساليب تعامُلنا مع بعضنا بعضًا، وراعَينا الحرمة التي للمسلم على المسلم؛ لأننا بهذا نهيِّئ للمسلمين الدربَ ليكونوا بشرًا صالحين، إيجابيين، واثقين من أنفسهم، وهذا هو الطريق لبعْث أمة صالحة إيجابية، واثقة من نفسها.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.97 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]