|
|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه
السلام عليكم ورحمة الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( إن الله تعالى يقول : يا بن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسدُّ فقرك ، وإلا تفعل ملأت يديك شغلا ولم أسد فقرك ) . وفي حديث الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ) صححه الألباني . إن صاحب الهمّ ان كان فقير او به مصيبه ومع هذا كله جرّد نفسه لله ولم يجعل في قلبه أحدًا سواه لذالك أنعم الله عليه بثلاث نِعَمَ، جمعُ الشمل والأمر: وكل ما يحيط بالإنسان، فإن الله سبحانه وتعالى يعطيه السكينة والطمأنينة، ويجمع عليه أفكاره ويقلل نسيانه، ويجمع عليه أهله ويزيد من المودة بينهما، ويجمع عليه أبناءه وييسرهم له، ويجمع عليه أقربائه ويبعد عنه الشقاق، ويجمع عليه ماله فلا يتشتت بتجارة خاسرة أو تصرف أحمق، ويجمع القلوب عليه بعد أن يكتب له القبول في الأرض، فلا يراه أحد إلا أحبه، ويجمع عليه كل ما يحيط به من أمور الخير جميعها. أما النعمة الثانية : ألا وهي نعمة غنى القلب، إذ يقول الرسول في الحديث الصحيح: ((ليس الغِنَى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس)). غنى النفس يعني استغناؤها بما قُسم لها، وقناعتها ورضاها به بغير إلحاح في طلب ولا إلحاف في سؤال، ومن كفَّت نفسه عن المطامع قرت وعظمت، أما الغني بالمال الفقير القلب فإنه يلهث كما يلهث الوحش في جمع المال وهو يملك الملايين، ولكنه غير قانع بما رزقه الله فهو فقير، فقد اتخذ المال إلهًا من دون الله، فالفقير هو الذي يشعر بانعدام المال عنده والحاجة الدائمة إليه. اللهم اجعل غنانا في قلوبنا. وآخر نعمه يمنها الله على صاحب الهم الأخروي هي مجيء الدنيا، فصاحب همّ الآخرة يهرب من الدنيا وزينتها يخشى فتنتها وزخرفها، وآخر نعمه يمنها الله على صاحب الهم الأخروي هي مجيء الدنيا، فصاحب همّ الآخرة يهرب من الدنيا وزينتها يخشى فتنتها وزخرفها، وهذا لا يعني أن ينقطع عنها ويهرب هروب الغلاة والضالين، بل يأخذ منها قدر ما يبلِّغُه إلى الآخرة، ومع إعراضه عنها فهو متبع هدي نبيه إذ قال: ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)) وأما الذي كانت الدنيا همه لا يفكر إلا فيها، ولا يعمل إلا لها، ولا يهتم إلا من أجلها، ولا يفرح إلا لها، ولا يوالي أو يعادي إلا فيها، فهذا يعاقبه الله بثلاث عقوبات: أولها: تشتت الشمل والأمر؛ فيفرق الله عليه شمله وأمره، فما من شيء كان يحيط به إلا مزقه الله عليه، فتراه متشتت البال والفكر ومضطرب النفس، كثير القلق على كل أمر مهما كان تافهًا، يفرق عليه ماله فلا يوفق في تجارة أو عمل، ويفرق عليه أبناؤه وزوجه فيرى عقوقًا دائمًا يزيد همه وغمه، ويجد من زوجه تأففًا وتمردًا وشكوى لا تنقطع تجعله يتمنى الخلاص من الدنيا من شدة ما يجد، ويفرق الله الناس عنه فلا يحبه أحد، بعد أن كتب الله له البغضاء في الأرض. نسأل الله العافية والسلامة. العقوبة الثانية التي تصيب صاحب الهم الدنيوي الفقر اللازم وإن كان غنيًا، فيجعله لا يشعر بالقناعة أبدًا مهما ملك من المال، يشعر دائمًا بالفقر والحاجة، يجعله يجري ويلهث وراء المال كلما ازداد شعوره بالفقر، وهذا مما يزيد في تعبه وهمه وقلقه... أما العقوبة الثالثة والأخيرة فإنها هروب الدنيا، فتجده دوما يطلبها وهي دومًا هاربة منه، ويطلبها وهي تبتعد عنه، يجري وراءها كما يجري من يحسب السراب ماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا، فهو يسعى للمنصب والجاه والشهرة والثناء وغيرها، فهو يهلك نفسه من أجل ذلك، ولا يأتيه من الدنيا غير ما كتب له، ولكن ذلك عقوبة من الله له، وهذا ما جعل عثمان بن عفان ذا النورين رضي الله عنه يقول فيما روي عنه: (همّ الدنيا ظلمة في القلب، وهمّ الآخرة نور في القلب). اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا إلى النار مصيرنا، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا.
__________________
اللهم احفظ جميع المسلمين وامن ديارهم ورد عنهم شر الاشرار وكيد الفجار وملأ قلوبهم محبة لك وتعظيماً لكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
|
#2
|
||||
|
||||
رد: كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إن الله تعالى يقول : يا بن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسدُّ فقرك ، وإلا تفعل ملأت يديك شغلا ولم أسد فقرك ) . تخريج الحديث رواه الترمذي و ابن ماجة والإمام أحمد في مسنده وغيرهم ، وقال الترمذي حسن غريب ، وصححه الألباني . بارك الله فيك أختي الغالية ووفقك لما يحبه ويرضاه التعديل الأخير تم بواسطة اخت الاسلام ; 14-12-2009 الساعة 03:47 PM. سبب آخر: وضع تخريج للحديث |
#3
|
||||
|
||||
رد: كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه
اقتباس:
شكراً لكي أختي الغاليه اسعدتني مشاركتك أختي الغاليه دمتي إلى الله أقرب وإلى محبتي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
__________________
اللهم احفظ جميع المسلمين وامن ديارهم ورد عنهم شر الاشرار وكيد الفجار وملأ قلوبهم محبة لك وتعظيماً لكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
|
#4
|
||||
|
||||
رد: كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحسن الله اليك أختي الكريمة ونفع بك وجعل طرحك المبارك في ميزان حسناتك |
#5
|
||||
|
||||
رد: كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرا أختي الحبيبة بارك الله فيك وفقك الله |
#6
|
||||
|
||||
رد: كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه
اقتباس:
سرورت بمرورك الكريم وردك الاكرم اختي الغاليه والطيبه ام أيمن دمتي لنا سالمه دائماً دمتي الى الله أقرب وإلى حب نبينا
__________________
اللهم احفظ جميع المسلمين وامن ديارهم ورد عنهم شر الاشرار وكيد الفجار وملأ قلوبهم محبة لك وتعظيماً لكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
|
#7
|
||||
|
||||
رد: كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه
اقتباس:
أسعدني تواجدك العطر أختي الغاليه غفساويه نفع الله بك المسلمين والاسلام دمتي الى الله أقرب وإلى حب نبينا
__________________
اللهم احفظ جميع المسلمين وامن ديارهم ورد عنهم شر الاشرار وكيد الفجار وملأ قلوبهم محبة لك وتعظيماً لكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |