التغريدات الذهبية في التربية السحرية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11943 - عددالزوار : 191457 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 579 - عددالزوار : 92950 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 118 - عددالزوار : 56999 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 81 - عددالزوار : 26305 )           »          شرح كتاب التفسير من مختصر صحيح مسلم للمنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 745 )           »          كلام جرايد د حسام عقل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 41 )           »          تأمل في قوله تعالى: {وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره... } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          بيان معجزة القرآن بعظيم أثره وتنوع أدلته وهداياته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > روضة أطفال الشفاء

روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-10-2020, 05:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,678
الدولة : Egypt
افتراضي التغريدات الذهبية في التربية السحرية





التغريدات الذهبية في التربية السحرية (1)


*للأستاذة هناء الحكيم حفظها الله.*

في غداء عيد الفطر اجتمعت مع زوجة أحد أقربائي الكندية ، ولاحظت تعاملها الراقي مع طفليها الصغيرين ، وبسرعة خارقة قارنت بين تعاملها معهما وتعاملنا مع أطفالنا ، وبالتالي نتيجة هذين التعاملين .

سألتها – وهي المتخصصة في التعليم – عن أفضل طرق التعامل مع الأطفال فأرشدتني إلى كتاب اسمه 123 Magic. حالما رجعت إلى المدينة طلبت الكتاب من أمازون وتصفحته ، فألفيته كتاباً جيداً يقدم نصائح رائعة للطفل في سن 2-12 سنة ، وبطريقة ساخرة وفكاهية .

ولما كانت عدة كتب تتثاءب بملل على الطاولة المجاورة لسريري تنتظر أن تُقرأ ، فإني وضعته في أسفل القائمة حتى يحين دوره . ومرت الأيام ولم أمس كتاباً واحداً ، إذ شُغلت بالمذاكرة .

اشتدت حاجتي لقراءة الكتاب ، فعندي طفلتين في هذه السن العمرية المحددة ، وأحياناً أتحسس رأسي فأجد قرنين على وشك البروز بشكل واضح !

وفي يوم قررت أن أترجم الكتاب وأشارك متابعيّ في تويتر بالفوائد المتناثرة لعلي أُلزم نفسي بإتمام قراءته ، ففعلت ذلك حتى أنهيت ثلثي الكتاب تقريباً ثم توقفت نهائياً من أجل الاختبارات .

تلقيت عدة اقتراحات بتدوين هذه التغريدات في المدونة ليرجع إليها من لم يتمكن من متابعتها منذ البداية ، فكانت هذه السلسة : التغريدات الذهبية في التربية السحرية .

وحتى لا يجرجرني القضاء الأمريكي فإني سأذكر أولاً معلومات تتعلق بالكتاب ، ومن ثم سأشرع في ترجمة موسعة نسبياً لفصوله .

الكتاب اسمه :

1-2-3Magic . Effective Discipline for Children 2-12 , by Thomas W. Phealn, Ph.D

ونسختي هي من الطبعة الرابعة 2010 .


عملي في هذه التدوينات القادمة سيكون مقتصراً على الترجمة بتصرف يسير في الأمثلة وقد أكتب بعض الحوارات ببعض العامية ، ولن أذكر رأيي غالباً ، فإذا ما ذكرته فسيكون ذلك بين قوسين مع التنصيص على أن ما ذكرته من قولي .

بدا المؤلف في المقدمة بذكر موقف يتكرر حدوثه في كل البيوت تقريباً :

- أمي ، هل يمكنني تناول شبس ؟

- لا يا حبيبي .

- لم لا ؟

- لأن الغداء في الثانية .

- طيب أنا أريد شيبس !

- قلت لك لا يمكنك !

- إنت عمرك ما تعطيني شيء !

- ماذا تقصد بقولك : ” عمري ما أعطيك شيء” ؟ ما عندك ملابس ؟ ما عندك غرفة ؟ ما بأسويلك أكل وأنظف ملابسك ؟

- طيب ليش أحمد أخذ شبس من نصف ساعة ؟

- اسمع ! أنت غير أخيك . ثم هو يتناول غداءه كاملاً .

- أعدك بأني سأتناول الغداء كاملاً .

- لا تعدني . كل ما آخذه منك وعود وعود .سامي ، أعطيتك أمس حلاوة قبل الغداء ولم تكمل غداءك !

- إذن ، سأقتل نفسي ، ثم اهرب من المنزل !

كرر هذا المشهد لآلاف المرات في أي يوم ، وصدقني أن ذلك سيسبب للوالدين والأطفال تعاسة عظمى على حد سواء.

إن مهمة الأمومة أو الأبوة هي أعظم مهمة في العالم ؛ قد تكون أصعب مهمة وقد تكون أكثرها إمتاعاً . ذلك يعتمد على طريقة تعامل الأبوين مع أطفالهما .

أهمية الكتاب : ينقل عن إحدى الأمهات التي كتبت له بعد أن جربت طريقته : التربية السحرية كانت سهلة في التعلم وأعطتني نتائج جيدة . رجعت للاستمتاع بأطفالي وصرت الأم التي أحب أن أمثلها.

والآن وبعد مرور ربع قرن على تجربة هذه الطريقة تقول أم : أطفالي كانوا رائعين ، والآن هم بالغون محبوبون ، ونحن نستمتع بوجودهم معنا .

التربية السحرية تساعد الأطفال ليكبروا ويصبحوا بالغين مهذبين ، أكفاء ، سعداء ، ويمكنهم التوافق مع الآخرين .

كيفية البدء في استعمال هذه الطريقة ؟

حالما تتعلم الطريقة فإنه من المفيد أن تشرع في استعمالها مباشرة ، فإذا لم تبدأ مباشرة ، لعلك ستسوف وتؤخر ، ثم تترك الأمر برمته .

تأكد من فهمك لوظائف الأبوة ( وسأقتصر على استخدام هذه الكلمة وأعني بها الأمومة والأبوة معاً تجنباً للتطويل ) الثلاثة وانطلق !

بعد تعلم الطريقة سيكون بإمكانك معرفة ما ينبغي قوله وما لا ينبغي ، وما ينبغي فعله وما لا ينبغي في مواجهة المواقف اليومية التي تواجهها مع أطفالك .

لأن التربية السحرية تعتمد على قواعد قليلة ومبادئ حاسمة وحازمة فإنه سيكون باستطاعتك استخدامها حينما تكون قلقاً أو منفعلاً أو غاضباً ، كما أنك ستكون أباً حازماً- ولكن حانياً – حينما تكون مشغولاً أو مستعجلاً .

ماذا تتوقع أن يحدث حين تجرب التربية السحرية :

حين تشرع في استعمال التربية السحرية ستتغير الأمور سريعاً ، لكن هناك أخبار حسنة ، وأخبار سيئة .

الأخبار الحسنة أن نصف الأطفال تقريباً الذين يستعمل آباؤهم التربية السحرية يتجاوبون مباشرة ، أحياناً ” كالسحر” .

عندها ما عليك إلا أن تسترخي وتحمد الله على نعمته عليك .

الأخبار السيئة أن النصف الآخر من الأطفال يصنفون في نطاق ” الأطفال الممتحنون ” !

سيسوء وضعهم في البداية ؛ سيتحدونك ليمتحنوا جديتك في التربية الصحيحة ، فإذا صمدت على موقفك السليم فإن الغالبية العظمى من الأطفال الممتحنين سيتحورون خلال 10 أيام بإذن الله ، وعندها ستبدأ بالاستمتاع بأطفالك مرة أخرى .

صدق أو لا تصدق أنك قريباً ستتمتع بمنزل أكثر هدوءاً ، وأطفال أكثر إمتاعاً .

قريباً : الجزء الثاني من السلسلة .
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-10-2020, 05:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,678
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التغريدات الذهبية في التربية السحرية (1)






التغريدات الذهبية في التربية السحرية (2)


*للأستاذة هناء الحكيم حفظها الله.*



ملحوظة : تجنباً للتطويل فإني عمدت إلى استخدام كلمة ( الأب ) اختصاراً لتدل على أحد الأبوين ،
وكذلك ( الأبوة ) .


ينبغي أن يتصف الوالدان الفعالان بصفتين مهمتين :

1- الدفء والصداقة .

2- الحزم والتطلب .

الدفء و الصداقة يعني أنك تعتني بمتطلبات الطفل العاطفية والجسدية : تهتم بطعامه وسلامته ودفئه وتتأكد أنه يتلقى ملبساً جيداً ونوماً كافياً . كما يجب أن تكون دافئ المشاعر مع الطفل ؛ فتشاركه سعادته عند الحصول على أصدقاء جدد ، تهدئه إذا ما سقط الأيسكريم على الأرض ، تصغي باهتمام إذا كان غاضباً من الأستاذ وتستمتع بصحبته .

الصفة المهمة الأخرى : الحزم والتطلب . الوالد الجيد يتوقع شيئاً من طفله ؛ السلوك الحسن في المدرسة ، احترام الكبار ، التحصيل الدراسي الجيد ، الاهتمام بالرياضة الشخصية ، والعلاقة الطيبة مع الأصدقاء والتي تتضمن اللطف والتعاون .

يتوقع أن يلتزم الطفل بالقوانين، ويعمل من أجل الغير ويتعامل أحياناً مع الأمور الصعبة أو المخيفة .

بكلمات أخرى : يتوقع الأب أن ينشأ الطفل ليتمكن من مواجهة تحديات الحياة .

قد تبدو هاتان الصفتان متناقضتين ، والحقيقة أنهما ليسا كذلك . أحياناً تستدعي الظروف الصفة الأولى ، وتستدعي ظروف أخرى الصفة الثانية .

مثلاً : ضرب سامي أخته سندس ، هذا وقت ظهور صفة الحزم والتطلب .

قام سامي باللعب مع أحمد الصغير أثناء انشغال الأم ، هذا وقت ظهور صفة الدفء والصداقة .

إن التحلي بهاتين الصفتين يرسل رسالتين مهمتين للطفل :

1- الدفء والصداقة : أنا أحبك وسأعتني بك .

2- الحزم والتطلب : أنا أتوقع منك بعض الأشياء .

إن التحلي بهاتين الصفتين لا يعني أن يظل الأب يحوم حول ولده يراقبه في جميع تحركاته ، ولا أن يحميه من نسمة الهواء ، ولكنها تعني أن يعطي الطفل الفرص لعمل المزيد من الأشياء بمفرده كلما تقدم في العمر .

التلقائية مقابل الأناة :

هناك نوعان من النشاطات الأبوية : أحدهما تلقائي والآخر متأن ومدروس . النشاط الأبوي التلقائي يشمل الأمور التي يفعلها الأب يومياً وبغير تفكير ( تلقائياً ) كحمل الرضيع ، أو تهدئة الطفل الباكي الذي سقط للتو ، وهذه أمور إيجابية. لكن أحياناً يكون التصرف التلقائي غير سليم ، كما لو صرخ الأب على الطفل ذي السابعة الذي يقوم من سريره كل دقيقتين لأنه يسمع صوتاً في الخزانة .

مع التربية السحرية عليك أن تلتزم أولاً بالتصرفات التلقائية الإيجابية كالإنصات الجيد والثناء على عمل طفلك الحسن .

بعد ذلك ، قم بتمييز تصرفاتك التلقائية السلبية المؤذية ، أو المحبطة أو التي لا فائدة منها ، ثم قم بتبديل التصرفات السلبية بأخرى إيجابية متأنية ومدروسة .

قد تود مثلاً أن تستبدل الصراخ على الطفل بأسلوب العد .

وأخيراً : تمرن ، تمرن، تمرن ! اعمل جاداً حتى تتمكن من ترسيخ هذه التصرفات التلقائية الإيجابية .

لا تنس أن التلقائية الأبوية تشمل نوعاً مهماً من النشاط وهو القدوة . الأطفال مقلدون جيدون ويتعلمون الكثير من مجرد المشاهدة ، فلو كنت محترِماً للغير ، سينزع الأطفال لفعل المثل ، ولو كنت تميل لشتم السائق الذي ( سقط ) عليك فـ .. حسناً ، فهمت مرادي !

الوظائف الأبوية الثلاثة :

هناك 3 وظائف أبوية مهمة وتستدعي كل وظيفة استراتيجية معينة في التعامل . كلٌ من هذه الوظائف الثلاثة تعتمد على بعضها البعض إلى حد ما. تجاهل أحدها وتحمل أنت النتيجة ، أو اتصف بها معاً وستكون أباً جيداً .

الوظيفتين الأوليين تتعلق بسلوك الطفل ، والوظيفة الثالثة تركز على العلاقة بين الأب والطفل .

الوظيفة #1 : تشمل التحكم في السلوك الذميم : لن يمكنك أبداً أن تعاملك طفلك معاملة حسنة إذا كان يقلقك على الدوام بسلوكيات مزعجة كالنواح والمجادلة وأذيتك أو إخوانه ، والصياح والمضاربة . مع التربية السحرية ستتعلم كيف ( تعد) للسلوك السيء ، وستدهش حتماً لمدى فعالية هذه التقنية السهلة .

الوظيفة #2 : تشمل تحفيز السلوكيات الجيدة كترتيب الفوضى التي أحدثها ، الذهاب إلى الفراش ، أن يكون مهذباً ويؤدي واجباته الدراسية ، وهذه السلوكيات ولا شك تتطلب جهداً من الأب و الطفل أكبر من التحكم في السلوكيات الذميمة ، وذلك في سبع تقنيات مفيدة .

الوظيفة #3 : تقوية العلاقة بين الأب والطفل . بعض الآباء لا يكادون يحتاجون التذكير بهذه الوظيفة ، والبعض الآخر يحتاج ليبذل جهداً خارقاً في ذلك . إن الاهتمام بنوعية العلاقة مع الطفل سيساعدك حتماً في الوظيفتين الأوليين .

الوظيفة #1 و #2 : ” توقف ” مقابل ” ابدأ ” :

تواجه الآباء مشكلتان أساسيتان أثناء تربية الأطفال وتستدعيان الوظيفتين الأوليين من وظائف الأبوين . الطفل إما أن يفعل سلوكاً سلبياً نريده أن ” يوقفه ” ( كالنواح ) وسنطلق عليه اسم : سلوك التوقف ،أو أنه لا يفعل السلوك الإيجابي المطلوب منه ( كارتداء ثيابه ) وسنطلق عليه سلوك ” ابدأ “.

وفي خضم الصخب والضجيج اليومي قد لا يتنبه الأب إلى أهمية التفريق بين السلوك المراد توقفه والسلوك المراد بدئه ، هذا التفريق ضروري في التعامل تجاهه ، كما أنه ضروري ليجعل حياتك أكثر سهولة .

سلوك ” توقف ” يشمل المشاكل الصغيرة اليومية المتكررة كالنواح ، عدم الإحترام ، نوبات الغضب ، الجدال ، المضاربة ، المناكفة ، العبوس ، الصياح وهكذا . سلوك التوقف يتراوح عادة بين الإزعاج الخفيف والإزعاج المطبق . قد يكون كل واحد من هذه السلوكيات غير مزعج بحد ذاته ، ولكن اجمع اثنين أو ثلاثة منها في وقت الغداء بعد رجوعك من الدوام وستشعر أنك على وشك أن تهاجر إلى سيبيريا .

سلوك البدء يشمل السلوكيات الإيجابية كترتيب الحجرة ، أداء الواجبات الدراسية ، النهوض سريعاً من الفراش صباحاً ، والخلود إلى الفراش في وقت النوم ، تناول طعام الغداء والتصرف بتهذيب مع الغير .

إن السبب الذي يدعو إلى التفريق بين السلوكين هو أنك ستحتاج إلى استعمال استراتيجيات مختلفة لكل سلوك ومشكلة.

لسلوك التوقف ستستخدم أسلوب العد ، وهو أسلوب سهل ولطيف كما أنه مباشر . أما سلوك البدء فسيكون لك الخيار في اختيار أحد سبعة أساليب إما أن يستخدم كلُ بمفرده أو بخلط أسلوبين أو أكثر معاً .

سلوك البدء يحتاج تفكيراً وجهداً أكثر من أسلوب العد .

لماذا هذا التراوح في الأساليب :

إن هذا التراوح في الأساليب يرجع إلى الحافز وراء اختيار الطفل لأي سلوك . إذا كان الحافز جيداً فكم يستغرق من الطفل ليتوقف عن سلوك سيء كالنواح أو الجدال أو المناكفة ؟ الجواب هو : ثانية واحدة تقريباً ، اعتماداً على درجة غضب الطفل ، لكن بشكل عام فإن إنهاء سلوك ذميم لا يحتاج إلى جهود مضنية .

أما سلوك البدء فانظر كم يحتاج الطفل من الوقت لينهي عملاً بناءً ومفيداً كتناول الطعام مثلاً ؟ ربما 25-35 دقيقة.

ليرتب حجرته ؟ ربما 15 دقيقة ، ليتجهز للفراش ؟ 20 دقيقة ، ليتجهز للمدرسة ؟ 30 دقيقة .

عليه أن يبدأ بالعمل ويستمر فيه إلى أن ينهيه ، وفي الغالب يكون العمل مملاً ومضجراً لطفل صغير أن يفعله .

عند التعامل مع الطفل في أمر ما فإن عليك أن تحدد أولاً ما إذا كان السلوك المطلوب منه هو سلوك التوقف أو سلوك البدء : هل هو أمر تريد من طفلك أن يتوقف عن أدائه ، أو أنه أمر تريد منه أن يشرع فيه حتى ينهيه ؟

وبما أن أسلوب العد سهل جداً ، فإن كثيراً من الآباء يخطئون أحياناً عند استخدامه للسلوكيات المراد بدءها كأداء الواجبات المدرسية مثلاً ، وستلحظ فيما بعد أن أسلوب العد ينتج حافزاً للأطفال يستمر لفترة قصيرة جداً ، تتراوح بين بضعة ثوان إلى دقيقتين فقط .

لو قمت بخلط الأساليب بهذه الطريقة فإنك لن تحصل على نتيجة مرضية . ولكن لا تقلق ، فالإجراء برمته سهل جداً وستصير محترفاً في فترة وجيزة . التربية الفعالة ستؤتي أكلها ، وصدق أو لا تصدق : سيبدأ طفلك في طاعتك !

الوظيفة #3 :

وتتعلق بنوعية العلاقة بين الأب والطفل ، وهذا يعني ألا تحتل الشاشات الأوقات التي يفترض أن يقضيها الطفل مع أبيه ، والأهم من ذلك فإن تقوية العلاقة بين الأب والطفل تعني أن كلاً منهما يثمّن قيمة الاستمتاع بوقته مع الطرف الآخر.

في التدوينة القادمة سنناقش :

- افتراضية الأطفال البالغين .

- الدكتاتورية مقابل الديمقراطية .

- الخطئين التربويين العظيمين .


قريباً : الجزء الثالث من السلسلة .
إن شاء الله

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29-10-2020, 05:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,678
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التغريدات الذهبية في التربية السحرية






التغريدات الذهبية في التربية السحرية (3)


*للأستاذة هناء الحكيم حفظها الله.*





( هذا الكتاب مخصص للفئة العمرية بين 2-12 سنة )

قد يتبرم البعض من هذه المقدمات الطويلة التي تسبق التربية السحرية الفعلية ، ولكني أذكرهم هنا بأهمية هذه المقدمات لأنها تسلط ضوءاً ساطعاً حول حقائق يغفل عنها الآباء ويترتب عليها نجاح أو فشل تقنيات التربية السحرية ، لذا وجب وضعها بعين الاعتبار والاهتمام بها .

نظرية الأطفال البالغين :

هناك فكرة ملحة ومقلقة يحملها الآباء و المدرسون في عقولهم عن الأطفال تسمى ” نظرية الأطفال البالغين “.

هذه الفكرة الساذجة لا تؤدي فقط إلى فشل التربية وإنما أيضاً إلى حدوث المشاهد العاصفة والتي قد تتضمن أذية الطفل child abuse ( قلت : وهي جريمة يعاقب عليها القانون الأمريكي بصرامة ) .

فكرة نظرية الأطفال البالغين تتلخص في الاعتقاد بأن الطفل يمتلك قلباً من ذهب وأنه مخلوق عاقل وغير أناني ، باختصار هو نسخة مصغرة عن البالغين ، وعلى هذا فكلما يخطئ الطفل فإن سبب ذلك أنه لا يمتلك المعلومات الكافية في رأسه والتي تجعله يتخذ التصرفات الصحيحة ، والحل ببساطة هو إعطاؤه الحقائق الكافية .

مثال لهذه النظرية : تخيل أنه في الساعة الثانية ظهراً قامت سندس 7سنوات بضرب أحمد 4سنوات للمرة العشرين منذ أن رجعا من المدرسة فماذا ستفعل ؟

لو كنت تفترض أن طفلتك هي بالغة صغيرة فإنك ستجلسها وتنظر في عينيها وتحدثها عن الأسباب الذهبية الثلاثة التي لا ينبغي لأجلها أن تضرب أخاها ؛ أولاً : أن هذا يؤلمه ، ثانياً : أن هذا يجعلك غاضب منها ، وثالثاً- وهو الأهم – ماذا ستشعر لو أن أخاها سامي 10 سنوات فعل معها الشيء ذاته ؟

الآن تخيل بعد كل هذا الشرح ، ستنظر إليك طفلتك ويستنير وجهها وتقول : “أوه ، لم أفكر بهذه الطريقة من قبل ” ثم تكف عن أذية أخيها حتى نهاية حياتها .

المشكلة في اتباع هذه النظرية ، أن الآباء الذين يريدون التصديق بأن الأطفال هم بالغون صغار يعتمدون بقوة على الكلمات والأسباب حين التعامل معهم ، وهذه الكلمات والأسباب بذاتها ستكونان سبباً لفشل التربية في أغلب الأوقات وستؤدي إلى حدوث المتلازمة : تكلم- أقنع- جادل- اصرخ- اضرب.

كم مرة قرأت في كتب التربية أن على الأب أن يشرح لطفله الأسباب مهما طال الوقت ، فتقوم أنت بالشرح لطفلك ذي الخمس سنوات لماذا عليه أن يكون مؤدباً فلا يتجاوب ، فتحاول أن تقنعه لكي يرى الأمور بمنظارك ، فإذا فشل الإقناع فإنك ستشرع بالمجادلة والتي تقود بدورها إلى الصراخ ، فإذا فشل كل ذلك فلعلك ستشعر أن كل الوسائل قد استنفذت ولم يبق إلا الضرب لشعورك بأنك تفقد زمام الأمور وأن نظريتك المفضلة قد خابت .

لعل نظرية الأطفال البالغين هي السبب الرئيسي وراء أذية الأطفال واضطهادهم . الحديث والشرح لاشك أنه مهم في تربية الأطفال، ولكن الأطفال يظلون أطفالاً وليسوا بالغين . وقد كتب أحدهم مرة أن الأطفال مولودون وهم متصفون بالأنانية وعدم العقلانية ، ويحصلون على ما يريدون في الوقت الذي يريدونه ، وبإمكانهم أن يتسببوا في إحداث قلاقل في مقابل الحصول على ما يريدون .

إن وظيفة الأب ( والمعلم ) هي مساعدة الأطفال ليتغلبوا تدريجياً على نوبات الغضب ، وفي سبيل تحقيق ذلك عليهم أن يتحلوا بالرقة والمثابرة والحزم والهدوء .

ابدأ أولاً بتغيير اقتناعك بنظرية الأطفال البالغين ، فبدلاً من أن تعتقد أن الطفل هو نسخة مصغرة علن البالغين ، فكر فيه كأنه حيوان شرس عليك أن تروضه ( قلت : ومع تحفظي على هذا الأسلوب الأمريكي المتناهي في الصراحة المؤلمة إلا أني أوافقه في هذا التفكير ) . لا أعني بالطبع استخدام السوط والمسدسات والكراسي في ترويضه ، ولكن لاحظ أن مروض الحيوانات يعتمد بشكل كبير على طريقة التكرار حتى يتعلم ( المتدرب ) ماذا يريد منه مدربه ، لذا كان من الضروري أن يتحلى المدرب بالصبر والرقة والإصرار .

لحسن الحظ لا تحتاج مع الطفل أن تكرر الأمر لفترة طويلة إلى أن يستجيب وعندها يمكنك إضافة بعض الحديث والإقناع كلما تقدم الطفل في العمر ، لكن تذكر : يمكنك أن تلجأ إلى إعطاء تبرير واحد إذا احتاج الأمر ، أما مبدأ إعطاء التبريرات والتسويغات المستمرة هو الذي يوقع في المشاكل .

دكتاتورية أم ديمقراطية :

حينما يكون طفلك صغيراً ، لابد أن يكون بيتك أقرب ما يكون بحكم دكتاتوري حيث تكون أنت القاضي وهيئة الإدعاء. لا يمكن لابنك البالغ 7 سنوات مثلاً أن يقرر في صباح الأحد عدم الذهاب للمدرسة لأنه يريد أن يجلس في البيت ويتفرج على أفلام الكرتون .

لكن إذا ما كبر الأطفال وصاروا في بداية مرحلة المراهقة وأوسطها عندها لابد أن يتحول الحكم قريباً إلى الديمقراطية . وحتى إذا صاروا في مراهقتهم فإنه في وقت الضرورة لابد أن تكون أنت الحاكم . من الذي يدفع الإيجار ؟ أنت . ومن يعرف مصلحة الأطفال أكثر ؟ أنت . فعند الضرورة فإن لك الحق – وعليك الواجب- أن تضع حدوداً للأطفال ولو لم يعجبهم ذلك .( قلت : لاحظوا أن القائل هو هذا الشخص لأمريكي وليس أنا ) .

كثير من الآباء في هذه الأيام ترعبهم فكرة أن أطفالهم لن يحبوهم ، لذا كردة فعل يظلون يبررون ويبررون ويبررون آملين أن يأتي إليهم طفلهم ويقول : أوه ، لم أفكر في هذا الأمر بهذه الطريقة من قبل ، وحتماً سيغضبهم أنه لن يفعل.

الخطآن التربويان العظيمان :

يقع الآباء في خطئين تربويين عظيمين عند القيام بتربية الأطفال :

1- الكثير من الكلام .

2- الكثير من المشاعر .

إن التفكير بنظرية البالغ الصغير ومن ثم الثرثرة حول الأمر سيؤدي حتماً إلى متلازمة : تكلم – أقنع- جادل- اصرخ- اضرب .

ماذا عن المشاعر الفياضة .. لم لا ؟ نسمع ناس كثيرون يقولون : أطلق ما بداخلك ، تكلم وعبر عن نفسك ولا تدخر شيئاً في نفسك ، حتى بدا ذلك كما لو أنها الرسالة الكونية الجديدة .

هل تعتقد أن هذا اقتراح جيد لك كأب ؟

في الحقيقة هناك جزء منطقي في هذا الاقتراح ، وجزء غير ذلك .

لو كان ما في داخلك مشاعر إيجابية تجاه الطفل فأطلقها بلا تردد . عبر عن حبك أو انثر بعض الثناء ، حتماً لن يؤدي ذلك إلى أي ضرر ، بل كل خير .

أما الجزء السيء في الأمر فهي المشاعر السلبية من الغضب أو الضيق من الطفل فإن إطلاقها سيؤدي إلى الكثير من المشاكل ولا شك ، لأن الأب حينما يكون غاضباً فإنه يفعل التصرف الخاطئ دائماً . بإمكان البالغ الغاضب أن يصرخ أو يحقّر أو يضايق الطفل ، وبعضهم قد يكون خطيراً أيضاً .

التربية السحرية تعلم الأب كيف يتحكم بغضبه إذ أن ذلك مفتاح لسلوك الطفل .

سبب آخر مهم للتحكم بغضبك أن الطفل يتسلى بذلك كثيراً .

يشعر الأطفال أنهم عاجزون : يرون أنفسهم أقل ذكاء ، أقل مهارة ، أقل تميزاً ، أقل تحملاً للمسؤولية وأقل في كل شيء من آبائهم أو أخوتهم الكبار . هذا الشعور بالدونية يضايقهم كثيراً ولا يحبونه . هم يودون لو كانوا أكثر قوة وقدرة على وضع بصمة في هذا العالم .

راقب طفل السنتين كيف يحاول تقليد طفل الخامسة الذي يمكنه فعل الكثير من الأشياء الجميلة .

وفي المقابل فإن طفل الخامسة يحب تقليد طفل العاشرة الذي يسعى بدوره إلى تقليدك حتى في استعمال السيارة والجوال والبطاقة الائتمانية .

هم يريدون صنع التغيير والأحداث في العالم . هل راقبت قط طفلاً يظل يرمي في البحيرة الحجر تلو الحجر ، وقد يظل في هذه الوضعية الأوقات الطويلة . هذا الأمر يحدث لهم متعة فائقة ربما – إلى حد كبير- بسبب رؤيتهم لما أحدثته أيديهم من تناثر الماء وصنع الدوائر التي تكبر . غضبك يشبه تماماً تلك الدوائر وتمثل للطفل المتعة نفسها .

اندلاع غضبك سيؤدي عرضاً إلى إحساس الطفل بقوته ، وهذا شعور طبيعي للغاية يرضي إحساس الطفل بالعجز .

وعلى هذا فهناك قاعدة مهمة : إذا فعل طفلك شيئاً لا يعجبك وأظهرت غضبك البالغ بشكل متكرر فإنه سيكرر فعلته تلك مراراً وتكراراً .

عند التربية عليك أن تكون صبوراً وهادئاً ومثابراً ، لذا فمن الضروري اتباع قاعدتين مهمتين : لا كلام ، لا انفعالات ، وهذا يعني القليل جداً من الكلام والقليل جداً من الانفعالات ، وهو أسلوب بسيط جداً إلا أنه فعال لو طُبق بعناية.

هناك أساليب أخرى في التربية السحرية ، ولكنها ستغدو عديمة الفعالية لو أنك صرت تتكلم كثيراً وتنثر انفعالاتك بسخاء ، لأن عدم التقيد بذلك هو “الغضب ” في الحقيقة .

بإمكان بعض الآباء كبح جماح أنفسهم في التمادي في الكلام والانفعال كما لو كان زراً يضغطونه ،في حين أن البعض الآخر يحتاجون إلى عض شفاههم في عصبية لمنع أنفسهم من التفوه بأي كلمة أو إظهار أي انفعال قد يدمر المسيرة التربوية .

قد يكون الأمر صعباً في البداية : أن تذكر نفسك بالتزام الصمت والهدوء مراراً وتكراراً أمام كل سلوك خاطئ ، ولكنك ستتعود عليه سريعاً إذا ما ثابرت . أما إذا انقضى شهر إلى 6 أسابيع في تطبيقك للتربية السحرية ولم يحدث أي تغيير في عاداتك فعليك عندها مواجهة الحقيقة : لابد من استشارة مختصة في هذا الصدد .. الاستشارة لك وليست للطفل !

لاحظ أن الكلام عن الانفعالات يدور حول الانفعالات السلبية لا الإيجابية . الأب الجيد بعبر لطفله بدفء عن حبه وشغفه ، وينصت جيداً لشكواه .. ليس هذا المقصود بالرفض ..

المقصود أن ينتبه الأب جيداً في حال حدثت المصادمة بين الأب و الطفل .

في التدوينة القادمة سنناقش :

أسلوب العد : طريقته ، مزاياه ، استخداماته .


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29-10-2020, 05:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,678
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التغريدات الذهبية في التربية السحرية






التغريدات الذهبية في التربية السحرية (4)


*للأستاذة هناء الحكيم حفظها الله.*



تعلمنا في التغريدات السابقة ماذا عليك ألا تفعله إذا ما واجهت سلوكاً ذميماً من طفلك ، وسنتعلم اليوم ما الذي عليك أن تفعله تجاه ذلك الأمر . عليك أن تستخدم أسلوب العد .

المدهش أن أسلوب العد أسلوب بسيط ولكنه فعال ، إلا أن عليك أن تتعلمه جيداً .

في البداية عليك أن تضع أمرين في الحسبان :

1- أن استعمال أسلوب العد يكون لسلوك التوقف ( السلوك الذميم ) ، وبالتالي فإنك ستستعمله لإيقاف النواح والجدال ومشاكسة الآخرين , والمشادة ، ولن تستعمله لإخراج الطفل من فراشه صباحاً ولا لدفعه لكتابة الواجبات ولا لتناول طعامه .

2- بعد أن تتعلم طريقة العد في التربية السحرية قد تغدو مرتاباً في صلاحية هذه الطريقة خاصة بعد أن تكتشف سهولتها وأنها ليست بالعنف الذي تتوقعه، وقد تفكر : أنت لا تعرف ابني جيداً ، إنه “حيوان”. لك الحق أن تكون مرتاباً ، ولكن الأمر ليس سهلاً دائماً كما تتوقع .ليس العد هو “السحر” في التربية السحرية ، وإنما ما يبدو أنه “سحري” هو نزوعك لعدم الكلام وعدم الانفعال الذي تحدثنا عنه في التدوينة السابقة ؛ أن تتبع القاعدتين اللتين تجعلان الطفل يتحدث ويتصرف متحملاً مسؤولية أعماله وأقواله .

المدخل إلى أسلوب العد :

تخيل أن عندك طفلاً في الرابعة ( بعضكم لن يحتاج إلى التخيل !) وليكن أحمد ، وهو الآن يمر بنوبة غضب عارمة في الواحدة والنصف وأنت مشغولة بإعداد الغداء في المطبخ لأنك – وبكل قساوة قلب- رفضت إعطاءه كيساً من البطاطس الشيبس لاقتراب موعد الغداء . فصار يخبط رأسه في الأرض ، يرفس أبواب الدواليب في المطبخ ويصرخ كما لو قُتل أحد أبويه .

أنت متأكدة أن كل جيران الحي يسمعون صوته ، ومحتارة كيف تصنعين . طبيب الأطفال يخبرك أن تتركيه يصرخ حتى يتوقف ، ووالدتك ترشدك لرش الماء على وجهه ، وزوجك يطلب منك – ببساطة – أن تضربيه .

ولا أي من ردود الأفعال هذه مجدٍ أو مرضي . بدلاً من ذلك ، فإنك ستكتفي بأن ترفعي أصبعك وتنظري إلى هذا الشيطان الصغير وتقولي بهدوء : “واحد! ” . لكنه لا يهتم ، إذ أن الغضب يعميه عن فهم أي شيء فسيستمر في نوبة الغضب ، بعد خمس ثوان ترفعين أصبعاً ثانياً وتقولين : “اثنان !” ، فقط دون المزيد من الكلام .

ولكنك تحصلين على نفس النتيجة التعيسة ويستمر الغضب ، وبعد خمس ثوان أخرى ترفعين أصبعاً ثالثاً وتقولين : “ثلاثة ، ستعاقب” !

ماذا يعني ذلك ؟ هذا يعني أن ابنك أعطي فرصتين لتصحيح سلوكه ولكنه أضاعهما برعونته لذا وجب أن يواجه عاقبة فعله . هذه العاقبة يمكن أن تكون وقت مستقطع time out في بقعة معينة من البيت ( بمعدل دقيقة مقابل كل سنة من عمره ) وهي عقوبة جيدة إذا قُدمت من قِبل أب غير غاضب ، أو بديل للوقت المستقطع وسنذكر هذه البدائل في نهاية التدوينة .

لنكمل تخيل ما سيحدث لو أنك اخترت إيقاع عقوبة الوقت المستقطع على أحمد ، ستأخذه و( تحبسه) لمدة خمس دقائق ، وبعد أن ينتهي منه ماذا سيحدث ؟ لا شيء . لا كلام ولا عواطف ولا اعتذارات ولا محاضرات ولا نقاشات وتبريرات . لا كلام إلا إذا احتاج الأمر إلى ذلك .

لا تقولي مثلاً : حتصير ولد شاطر دحين ؟شفت كيف زعلت ماما ؟ ليش كل مرة لازم تسوي كدة ؟ أختك ما تسوي زيك ليش أنت تسوي كدة ؟

كل هذا ينبغي ألا يقال . فقط ابقي صامتة . إذا أحسن الطفل فامدحيه واثن عليه واستمتعي بصحبته ، وإذا أخطأ مرة ثانية فعدي مرة أخرى .

الذي سيحدث وفي فترة وجيزة : سيكون يمقدورك التحكم بسلوك الطفل عند : واحد ، أو اثنين . ونعدك أنك إذا استمريت على ذلك أنه سيكون بإمكانك إيقاف مشادة بين طفلين في حجرتهما وأنت في المطبخ فقط بمجرد إسماعهما صوتك تقولين : ” واحد! ” ، لن يكون هناك أي صراخ أو ضرب أو غضب من قبلك وستنفض المشادة فوراً . إذا حصل ذلك ، فستشعرين بالسعادة فعلاً .

بعض الآباء يقولون : إن طفلنا ينتظر حتى رقم 2 ثم يتوقف ، إنه يتلاعب بنا .

نقول : لا ، هذا ليس تلاعب ، لأن ما يثير حنق الآباء فعلاً ليس الوصول إلى “2″ ، وإنما 45 أو 76 . فقط تذكر أن رقم “3″ هو الفاصل .

سؤال : ماذا لو فعل الطفل شيئاً سيئاً للغاية لا أريد أن أنتظر أن يكرره إلى أن أصل إلى رقم ثلاثة ، كما لو قام بضربك مثلاً : فأنت لا تريده أن يستمر في ضربك أو شتمك حتى تصل إلى رقم ثلاثة فهذا حمق ، فإذا فعل ذلك ، فعليك أن تقول مباشرة : ” ثلاثة ! ستعاقب خمس دقائق في الحجرة ، وزيادة 15 دقيقة للعنف أو للسان المعفن ” .

بعد إتمام العقاب قد يكون من المفيد أن تشرح له سريعاً لم قمت بعقوبته ، فقط لو كان هذا الفعل جديداً عليه ولم يسبق له أن تفوه بهذه الكلمة أو ضربك من قبل ، أو كان السلوك غريباً أو خطيراً . أما لو كان يفعل ذلك فإن عليك أن تعاقبه بدون أي شرح .. أكرر بدون أي شرح ولا كلام .

الجزء الصعب في هذه التقنية :

90% من الحالات ينسى الآباء قاعدة : لا كلام ، لا انفعال . في حادثة أحمد والشيبس هذا ما سيحصل لو أن أمه نست القاعدة ، وهذا ما يفعله الأغلبية الذي يشتكون عدم جدوى الطريقة :

” واحد! هيا ، لقد تعبت من ذلك ، لماذا لا تتصرف جيداً . انظر إليّ وأنا أكلمك . طييب ، اثنان ! بقيت لك فرصة واحدة وستذهب إلى حجرتك .هل تسمعني ؟أنا تعبت من كل هذا العويل والمضاربة في كل مرة ، وكل مرة أخبرك أنك لا يمكن أن تأخذ شيبس قبل الغداء ، أختك لا تفعل ذلك أبداً . أبوك سيحضر الآن وسيجدك تبكي ولم أنته من صنع الغداء ، ليش دايماً تسوي إزعاج وقت الغداء . خلاص .. ثلاثة! ستعاقب خمس دقائق في الحجرة . اسكت ، انقلع يللا “.

ما هذا ؟ هذه نوبة غضب أبوية . الآن عندنا نوبتا غضب في نفس المطبخ . ردة فعل الأم هنا ليست من التربية السحرية في شيء .

ماذا كان الخطأ هنا ؟

أولاً : هل تراه مناسباً أن تتحدث إلى الطفل بهذه الصورة ؟ إذا كنت تتواصل بهذه الطريقة مع الطفل فإن الرسالة التي توصلها إليه هي : دعنا نتضارب ! وفي الحقيقة فإن هناك الكثير من الأطفال الذين يفضلون أن تقطع يدهم اليسرى على أن يخسروا مشادة لفظية ممتازة . إن النزوع إلى التحدث بطريقة جدلية أو إقناعية غير حكيمة كفيل بأن تشتت تركيز الطفل بعيداً عن التربية الحسنة ، وبدلاً من ذلك فإنه سيتوق إلى أي جدال مليء بالمتعة والحيوية .

أضف إلى ذلك فإن كثيراً من الأطفال يعانون بالفعل من صعوبات في التركيز ، فكيف لطفل مثل ذلك أن يلتقط الجزء المهم في خضم الكم الهائل من الكلمات التي نثرتها عليه ، وهذا الجزء المهم هو العد ؟ لا يستطيع الطفل أن يتجاوب مع التهديد إذا لم يسمعه جيداً منذ البداية .

أمر ثالث يتعلق بخرق قاعدة : لا تتكلم ، لا تنفعل ؛ أنه كلما تحدث الأب أكثر فإن الرسالة الأساسية تتغير . حينما يعطي الأب تبريراً خلف تبرير للطفل ليحسن التصرف فإن الرسالة الحقيقية تصبح : لست مضطراً للتصرف بشكل حسن إلا إذا أعطيتك لذلك خمس أو ست أسباب جيدة ، وأرجو أن تقتنع بأسبابي !

هذه ليست تربية ! هذا توسل ! الذي سيحصل أن الطفل سيرد تبريراتك : سندس لا تستمع دائماً لكلامك ، أبي لن يرجع الآن ، لم أفعل هكذا البارحة ، وستتركين التربية وتظلين تناقشينه حتى ينسى الموضوع الأصلي .

ما هو الموضوع الأصلي ؟ الموضوع الأصلي : هل الطفل يتصرف بشكل حسن ؟

لذا فإذا أساء الطفل التصرف فعليك أن تقول : واحد! ( وعض على شفتيك لو اضطررت لذلك ) ، وإذا احتاج الأمر : اثنين! وهكذا . ليكن عدك صارماً ولكن باحترام ، وتذكر : ليس العد هو الذي يملك مفعولاً سحرياً ، وإنما تلك اللحظة الحاسمة بعد كل رقم والتي تحمل الكثير من الوعيد . عند العد ، فإن سكوتك بعد كل رقم يتكلم بصوت أعلى من صوتك .

لنقم بتمثيل مشهد الشيبس بطرق مختلفة وانظر كيفية تطبيق أسلوب العد وأثره :

” ماما أبغى شيبس “.

“لا يا بابا ” .

” ليش ؟”

“عشان الغداء بعد شوية ” .

حتى الآن لا خطأ في هذه المحاورة ، لكن المشكلة أن بعض الأطفال لا يقتنعون بالسبب الذي قدمته الأم فيكملون

“طيب أنا أبغى !”

ما الذي يجب على الأم أن تفعله ؟ هي قد أعطت سبباً كافياً وواضحاً للرفض ، فهل عليها أن تعيد الإجابة ؟ هل تزخرفها ؟ هل تصمت ؟ هل توبخه ؟

لنعد هذا الوضع بمشاهد ثلاثة : الأول حين تكون الأم متبنية لنظرية الأطفال البالغين ، والثاني : حينما تتعلم الأم أسلوب العد ولكن الطفل لم يعتده بعد ، والثالث : حينما تتقن الأم الأسلوب ويعتاده الطفل .

المشهد الأول :

” ماما أبغى شيبس “.

“لا يا بابا ” .

” ليش ؟”

“عشان الغداء بعد شوية ” .

” طيب أنا أبغى ” .

” قلت لك ، الغداء بعد شوية وما ينفع تأخذ ” .

” أنت عمرك ما تعطيني شيء ” .

“إيش الي ما أعطيك شيء ؟ مين الي يعمل لك الأكل ، مين الي يغسل ملابسك ، مين يساعدك في الواجبات ؟”

” أنت أعطيتي سندس شيبس قبل شوية “

” اسمع ، انت غير أختك ، ثم هي تأكل غداءها كله ” .

” أوعدك أني حآكل كل الغداء لو أعطيتني ” .

” كل الي آخذه منك وعود وعود وعود . أحمد ، أمس أعطيتك شوكولاتة صغيرة ولم تكمل غداءك “

” إذن سأقتل نفسي ثم أهرب من البيت ” .

” أحسن ، تريحني ! “

بإمكانك أن تضع يدك على الخطأ الذي حصل بمناقشة الأم لابنها الغاضب وكيف أن النقاش زاد الموضوع سوءاً .

المشهد الثاني :

” ماما أبغى شيبس “.

“لا يا بابا ” .

” ليش ؟”

“عشان الغداء بعد شوية ” .

” طيب أنا أبغى ” .

” واحد! “

“إنت عمرك ما تعطيني شيء “

” اثنان ! “

” إذن سأقتل نفسي ثم اهرب من البيت ” .

” ثلاثة ! ستعاقب لمدة 5 دقائق ” .

الأم هنا أدت دوراً أفضل بكثير . الطفل البائس سيختفي لفترة مؤقتة في حجرته ، وتنتهي هذه الحلقة .

المشهد الثالث وقد اعتد الطفل على هذه الطريقة :

” ماما أبغى شيبس “.

“لا يا بابا ” .

” ليش ؟”

“عشان الغداء بعد شوية ” .

” طيب أنا أبغى ” .

” واحد! “

” ( صمت ) أوف طيب ” . ويمضي خارجاً بتبرم .

مميزات أسلوب العد :

1-هذه الطريقة ستوفر عليك جهداً وأنفاساً كثيرة كنت ستبعثرها في الجدال مع الطفل . بإمكانك أن تعطي تبريراً أو أكثر للطفل إذا لزم الأمر وذلك إذا ما تضمنت المشكلة أمراً جديداً على الطفل ويحتاج لفهمه أو خطيراً عليه أن يتعلمه.

مثلاً : جاءت سندس وخلعت حذاءها وبدأت بالقفز على الكنبة . تنظر إليها وتقول ” واحد! ” فتقول : ماذا فعلت ؟

هل إعطاء السبب مجدٍ هنا ؟ نعم لأن هذا أمر جديد عليها ولا تعرف سبب العد ، فتخبرها أنك ممتن لأنها خلعت حذاءها لكن عليها ألا تقفز على الكنبة لئلا تقع أو لئلا تتضرر الكنبة .

متى يكون إعطاء السبب غير مجد ؟ إذا كررت هذه الفعلة بعد عدة ساعات : نظرت إليها وقلت :” واحد!” فتقول : ما ذا فعلت ؟ فتقول ” اثنان ” . هل كانت تستفهم بالفعل ، أو أنها كانت تجرك إلى حلبة النقاش ؟ حينما يستفهم لماذا تعد إذا ما ضرب أخاه فهل يحتاج لجواب ؟ أكثر من إعطاء التبريرات وستخرج عن دائرة التربية بالمرة .

2-إذا كنت مضطراً للتفاوض يومياً مع الطفل ليقوم بالأعمال المنوطة به فإن ذلك سيدفعك للجنون حتماً .الكثير من الآباء يعقدون مهمة الأبوة عن طريق محاولة أن يكونوا لطفاء جداً . بمعنى آخر ، يضعون لأنفسهم هدفين بدلاً من هدف واحد : الأول هو تربية أطفالهم ، والثاني :أن يحملوا أطفالهم على أن يحبوا هذه التربية . مثل تلك الأم في حادثة الشيبس ، تشرح وتشرح وتشرح لطفلها لم لا تعطيه الشيبس وكأنها تأمل أن ينظر إليها ويقول : ” أوه ، لم أفكر بهذه الطريقة يا ماما ، شكراً لك لاقتطاعك الوقت لتشرحي ذلك لي ، وأقدر فعلا ً جهودك في أن أكون طفلاً مؤدباً ومسؤولاً ” . لنكن واقعيين ، إن افتراضية الأطفال البالغين ستزيد الأمر سوءاً حينما يتطور الأمر للجدال.

3-أسلوب العد أسلوب قصير ولطيف ، إنه من الصعب على الأب أن يكون دائماً متعقلاً خاصة إذا كان غاضباً . رأيت أماً مرة ( يقول المؤلف ) أمسكت ( بزمارة رقبة ) ابنها ذي الأربعة سنوات لأنه رد عليها بسوء أدب . وأباً أشعل النار في عروسة ابنته بعد نقاش طويل حول أداء الواجبات المدرسية . ومع أن أغلب الآباء لن يصلوا إلى هذا المستوى المشين من التصرفات الخرقاء مع الأطفال إلا أن الكثير منهم لن يزالوا يستخدمون الشتم أو الضرب أو التحقير .

مع أسلوب العد في التربية السحرية فإن العقوبة ستكون مناسبة تماماً للجرم ومعقولة : فترة راحة ( حبس ) بمعدل دقيقة لكل سنة عمرية من حياة الطفل ، أو أحد البدائل للوقت المستقطع والتي سبق ذكرها .

ميزة الوقت المستقطع أو بدائله أنه عقوبات غير قاسية أو بلهاء ، كما أن الوقت المستقطع فرصة للجميع كي يهدأ .

مع هذا الأسلوب فإن غالب الأطفال يرجعون من الوقت المستقطع وقد نسوا الأمر برمته ، وليس مسموحاً لك بأي حال أن تعلق على ما حدث – ما لم يكن ضرورياً جداً – فإن ذلك سيسرع في صفاء النفوس من جديد .

بدائل أسلوب العد :

أحياناً لا تتمكن من استخدام الوقت المستقطع كعقاب ، ربما تكون مستعجلاً أو ربما أردت عقاباً أقوى فعندها يمكنك اللجوء على بدائل الوقت المستقطع :

الخلود إلى الفراش في وقت أبكر بربع ساعة النهوض من الفراش في وقت أبكر

الحرمان من Game Boy لمدة ساعتين الحرمان من Xbox بقية اليوم

الحرمان من الحلوى الحرمان من استخدام الهاتف

التكليف بأعمال سهلة كغسل حوض الحمام التكليف بنسخ قطعة من عدة أسطر

عدم التحدث معه لمدة ربع ساعة الحرمان من الأيبود التقليل من وقت الجلوس على الكمبيوتر

هذا الأمر يخضع لخيالك ، ولكن عليك أن تتذكر أن تكون منصفاً ومتعقلاً ، فإن هدفك هو تعليم الطفل لا الانتقام .

كما عليك أن تتذكر أن التعليقات الجانبية مثل “كان بإمكانك تفادي العقاب لو أنك أحسنت التصرف ” مرفوض تماماً .

في التدوينة القادمة سنناقش :

أسئلة شائعة تحتاج لإجابات .




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29-10-2020, 05:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,678
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التغريدات الذهبية في التربية السحرية

التغريدات الذهبية في التربية السحرية (5)


*للأستاذة هناء الحكيم حفظها الله.*



أسئلة شائعة
:س1- ماذا إذا رفض الطفل الذهاب للوقت المستقطع ؟
ج/ إذا رفض الطفل الذهاب إلى حجرته حين تصل للرقم 3
في أسلوب العد فتذكر أنه غير مسموح لك أن تتبع افتراضية الأطفال البالغين في الإقناع ، فلا تقل : هيا ، اذهب إلى غرفتك ، إنها خمس دقائق فقط وستخرج ، أسرع وإلا سيعاقبك والدك بمدة أطول .. الخ ، الذي يفترض أن تفعله يعتمد على حجمك وحجم الطفل .إذا رفض طفلك الصغير ، البالغ خمس سنوات مثلاً الذهاب لحجرته فما عليك إلا أن تتجه نحوه ، بعض الأطفال سيسبقك ببضع خطوات ، لا بأس في ذلك ، سيتعلم قريباً الذهاب بنفسه ، والبعض الآخر ستضطر إلى أن تجره جراً . تذكر أن تبقي فمك مغلقاً أثناء ذلك سواء أمسكته بلطف وقدته إلى الحجرة أو اضطررت إلى جره في وسط صراخه وبكائه الهستيري .بالنسبة للأطفال الأكبر سناً ( وحجماً ) فلن تكون في الوضع الذي يسمح لك بالتدخل الجسدي مع الطفل وليس من الحكمة أن تصارعه لتبدو أبلهاً بذلك ، لذا فإن ما سينقذك عندئذ هو بديل الوقت المستقطع ، فتقول :إما أن تذهب إلى حجرتك أو بإمكانك أن تختار إحدى البدائل التالية : الإيواء إلى الفراش نصف ساعة مبكراً ، أو خصم ريال من المصروف اليومي ، أو الحرمان من اللعب بأي جهاز اليكتروني باقي اليوم . الخدمة الاجتماعية بديل ممتاز أيضاً : غسل بعض الأطباق أو ترتيب الصالة أو تنظيف الحمام .كثير من الآباء يتركون الخيار للطفل ، ولكن إذا رفض أن يختار فعليهم أن يختاروا له . المهم : تذكر أن لا تتكلم ! فإذا صعب عليك ذلك ، فبإمكانك أن تخرج أنت من الحجرة وتتركه وحده .
س2/ هل بإمكانك تجاهل أي سلوك ؟
ج/ كيف تعرف متى الوقت المناسب للعد ؟ ليس الأمر بهذه الصعوبة .. غالباً إذا ما كنت منزعجاً من سلوك ما وكان من الأشياء التي ينبغي توقفها ، فعليك عندئذ استعمال العد . إلا أنه قد يحدث أحياناً أن تضايقك بعض التصرفات التي لا يمكن عدها سوء أدب من الطفل ، مثل الترنم أو إعادة غناء الأغنية مراراً وتكراراً ، قلب أجفان العينين أو ( حَوَلَهما ) ، أو التهادي ببطء إلى الوقت المستقطع ، التهام كل الكريمة على قطعة الكعك أو الدونات الخ . إذا لم يكن الطفل يسيء الأدب بالفعل وأنت في مزاج سيء ، فأفضل ما يمكنك فعله هو أن تجز على أسنانك وتبقى صامتاً . لكن عليك أن تحدد لنفسك ما نوع السلوك
( السيء جداً ، أو الخطير جداً ، أو المقلق جداً ) الذي ستعاقب طفلك عليه ، وصمم على أن هذه السلوكيات فقط هي التي ستعد عليها وفي كل مرة . لكن في بداية اتباعك للتربية السحرية لا تتجاهل أي سلوك مستهجن ، وإذا شككت : فعدّ ، وبعد فترة حين تتلقى استجابات جيدة عند بلوغك لرقم 1 أو 2 فبإمكانك أن ترخي الزمام بعض الشيء . لنفترض أن بعد استعمالك لأسلوب العد لعدة أسابيع بطريقة صحيحة قام طفلك بتصرف تستقبله عادة بالعد .. بدلاً من أن تعد مباشرة ، راقب طفلك . يكاد طفلك يشعر بالعد . وأحياناً إذا لم تعد فإن الطفل سيصحح خطأه تلقائياً ويتوقف عن السلوك غير المرغوب .
س3/ كم الفترة بين كل رقم في العد ؟
ج/ تقريباً خمس ثوان ، وهي فترة كافية للسماح للطفل بتعديل سلوكه .تذكر أن أسلوب العد يستخدم لإيقاف السلوكيات الذميمة كالجدال والنواح و( الزن ) ، ولا يحتاج الطفل للتوقف عن هذه السلوكيات لأكثر من ثانية واحدة ، ولا نرغب بالتأكيد في إعطاء الطفل نصف ساعة في إكمال نوبة غضبه قبل أن تنتقل إلى رقم (2) في أسلوب العد .خمس ثوان كافية لأن يعيد الطفل التفكير في وضعه وتعديل سلوكه ، وفي هذه الثواني الخمسة – إذا ما التزم الوالد الصمت – سيتعلم الطفل تحمل مسؤولية تصرفاته .
س4/ إذا وصل الطفل لرقم (2) في العد فهل يبقى عليها باقي اليوم ؟
ج/ كلا . مفهوم الوقت عند الطفل قصير . لا ينبغي أن تعد (1) في العاشرة صباحاً ، و(2) في الثانية ظهراً و(3، اذهب إلى حجرتك ) في الرابعة عصراً .الذي ينبغي أن يحدث أن طفل السادسة مثلاً لو أساء التصرف 3 مرات في خلال ثلاثين دقيقة ، فإن لكل تصرف فرصة حتى تصل إلى (3) ، ويذهب بعدها إلى الوقت المستقطع . أما لو أخطأ خطأً واحداً في خلال ساعة ، ثم أخطأ بعدها خطأً آخر ، فبإمكانك أن تعيد العد من رقم (1) . لكن إذا شعرت ( وهذا يحدث بندرة ) أن طفلك يتحايل عليك لتمضي نصف ساعة ثم يقوم بخطأ لتعيد العد ، فعندها اقلب عليه الطاولة وأكمل العد بدلاً من إعادته .
س5/ هل يمكن استخدام الكرسي للوقت المستقطع بدلاً من الحبس في الحجرة ؟
ج/ بإمكانك استخدام الدرج أو الكرسي للوقت المستقطع ( لا تستخدم ركن الحجرة ) إذا ضمنت أن لا يتخذها الطفل لعبة .بعض الأطفال يجلسون على الكرسي ، ثم يبدؤون تدريجياً بالتملص والابتعاد عنه . إذا كنت متسامحاً مع الطفل وتشترط فقط اتصال الطفل بالكرسي فلا مشكلة ، إلا أن بعض الأطفال قد يقوم ويبتعد عن الكرسي فيظل الوالد حائراً ماذا يفعل .. هذه اللعبة ستخرب عملية التربية . لذا كان الأفضل أن يقضي الطفل الوقت المستقطع في حجرته بعيداً عن أي اتصال بصري بينه وبين الوالد مما قد يؤدي إلى الاستفزاز .
س6/ ماذا لو رفض الطفل البقاء في غرفته أثناء الوقت المستقطع ؟
ج/ العديد من الأطفال يبقون في حجراتهم أثناء الوقت المستقطع ولو لم يكن الباب مغلقاً ، إلا أن بعض الأطفال يخرجون ويدخلون . مع الأطفال الصغار جداً فالحل الوحيد أن تسد الباب بجسمك فتمنعه من الخروج أو أن تمسك بالباب مغلقاً ، وبعد عدة عقوبات من هذه النوعية سيفهم الطفل أنه لا ينبغي له أن يخرج أثناء العقوبة ، إلا أن هذه الاستراتيجية لن تكون مجدية إذا ما دخلت حرباً مع الطفل بسبب الباب .هناك خيار آخر وهو أن تعيد الوقت المستقطع من جديد في كل مرة يخرج فيها الطفل من حجرته قبل انتهاء الوقت ، وبعض الآباء قد يضاعفون الوقت المستقطع في المرة الثانية ، وهذه الطريقة لن تجدي بالطبع مع أطفال السنتين والثلاث لعدم قوة فهمهم وإدراكهم ، ولكنه قد تجدي مع الكبار نسبياً .. أشرح لهم مرة ثم ابدأ .ومع ذلك فإن بعض الأطفال يكونون ثائرين جداً ومهتاجين فيظلون يخرجون ويدخلون بشكل يوحي بحاجتهم لإعطائهم وقتاً مستقطعاً مكوناً من آلاف الدقائق ، فماذا عليك أن تفعل ؟هناك عدة خيارات : بعض الآباء يقصون الباب إلى قسمين : علوي وسفلي ، فيغلقون الجزء السفلي ويبقون الجزء العلوي مفتوحاً أثناء الوقت المستقطع . قد تظن أن هذا فعل متطرف بعض الشيء ، ولكن بعض الأطفال يحتاجون إلى تعامل متطرف ، ورفيق في الوقت ذاته .يمكنك كذلك وضع غطاء بلاستيكي على مقبض الباب لئلا يتمكن الطفل من فتحه أثناء الوقت المستقطع .قد يكون إيصاد الباب بالمفتاح فكرة طيبة خاصة لمن كان يعاني من تلك النوعية من الأطفال إلا أن بعض الآباء قد يقلقون من ذلك ويخشون أن يسبب ذلك للطفل فوبيا من الأماكن المغلقة . فكر إذن في أن تخبر طفلك بأنك ستبقي الباب مفتوحاً طالما مكث في غرفته أو موارباً بعض الشيء ، ولكنه حالما يخرج من حجرته فستغلق الباب حتى انتهاء المدة .الفكرة الرئيسية هي أن بعض الأطفال بما فيهم أولئك المصابين بمتلازمة فرط الحركة وتشتت الانتباه سيحاولون الخروج من الحجرة مراراً وتكراراً ، وإغلاق الباب بطريقة أو بأخرى يغدو مهماً جداً ، ولن تؤتي التربية السحرية ثمارها إذا كنت ستطارد الطفل لتعيده إلى الحجرة في كل مرة يخرج فيها ، لذا كان يجب على الطفل أن يدرك أن الباب عبارة عن حاجز يمنعه من الخروج لوقت قصير . حالما يدرك الطفل أنه ممنوع من الخروج فإنه سيتوقف عن غضبه ويقبل باستسلام الخلود إلى فترة قصيرة من الهدوء .لا تنس أن مدة الوقت المستقطع هي دقيقة لكل سنة عمرية ، وتذكر أن لا تطيل مدة الوقت المستقطع فقط لأنك في مزاج سيء وتريد أن تنعم ببعض الهدوء ، لكن يمكنك فعل ذلك إذا قام الطفل بتصرف سيء فعلاً وذلك بشكل استثنائي .
س7/ ماذا لو قابل طفلك عدك بعد مماثل ؟
ج/ طفل الخامسة ينوح لأنك رفضت أن تعطيه بعض المثلجات في يوم صيفي قائظ فتنظر إليه وتقول : (1) ، فينظر إليك الطفل ويقول : (1) لك أنت أيضاً . ماذا عليك أن تفعل تجاه هذه الثورة المفاجئة . لا يملك الطفل الحق أن يعد لأي أحد إلا إذا أعطيته الصلاحية لذلك . فإذا فعل ابنك ذلك معك فعليك أن تنظر : إن كان فعل ذلك من باب المزاح أو المداعبة فبإمكانك تجاهله . وإن كنت ترى أنه فعل ذلك لقلة أدب أو احترام فببساطة أكمل العدة دون أن تتفوه بكلمة ، فقط ارفع أصبعين . إذا أكمل طفلك الاستهزاء وقلدك ، عندها يكون وصل إلى (3) وبدأ الوقت المستقطع . كرر ذلك كلما احتجت إليه .


التدوينة القادمة : تتمة الأسئلة الشائعة .




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 139.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 135.45 كيلو بايت... تم توفير 3.72 كيلو بايت...بمعدل (2.67%)]