سُهَيْلَة.. والحصن المنيع!! - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         التوبة في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          فضل صلاة التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          خطر الشذوذ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          مجازر الطحين.. إرهاصات نصر وعز وتمكين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          ليكن زماننا كله كرمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          حديث:ويَقْرَأُ فيها ما بيْنَ السِّتِّينَ إلى المِائَةِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          وصايا نبوية مهمة للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          حديث:من رَكعَ أربعَ رَكعاتٍ قبلَ الظُّهرِ وأربعًا بعدَها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أنوية العلمانيين، وهم يواجهون أعداءهم من أهل القبلة، وحراس العقيدة... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          لفظ (الناس) في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-03-2019, 10:23 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,316
الدولة : Egypt
افتراضي سُهَيْلَة.. والحصن المنيع!!

سُهَيْلَة.. والحصن المنيع!!


سحر شعير

كالفراشة الرائعة والزهرة اليانعة.. تتحرك يمنة ويسرة فتملأ الجو شذى وعطراً يسعد بها قلبي كلما ذكرتها كما تسعد بها عيني كلما رأيتها، وفي يوم من الأيام اعتراها ما يعتري الصغار من أوجاع وأسقام وأخذت الحمى تسري في جسدها الصغير.. إنه احتقان الحلق الذي يتكرر على جميع الصغير تقريباً, ولكن الحّمى أخذت تتزايد وترتفع درجة الحرارة لتصل إلى 41ْ درجة, جرت الأم إلى الطبيب وهي تحمل سهيلة ذات الخمسة أعوام، وفي السيارة أثناء الطريق لم تكف الأم عن الدعاء وترديد الرقى الشرعية وأدعية المرض.. لقد بلغت الحمى بسهيلة درجة الهلوسة فماذا كانت تقول وتردد أثناء هذه اللحظات؟! كانت تقول:

اقرءوا لي قرآنا.. اقرءوا لي قرآنا.. من يحبني يقرأ لي قرآنا!
فهل أدركت الصغيرة أن القرآن هو ملاذها في هذا الموقف العصيب وحصنها الذي تحتمي به وتلجأ إليه؟
الموقف قد يتكرر مع الكثيرين منا, فيقرأ الطفل المريض أو المحموم بالذات آيات من القرآن أو يطلب سماعه بإلحاح كما فعلت سهيلة.
- فما هي الدلالات التربوية لهذا الموقف؟
1- مسئولية النقش في قلوب الصغار:
من أقوى الدلالات التي يثيرها هذا الموقف وينبه عليها: أن قلوب الأحباب الصغار شديدة النقاء والتأثر شديدة القابلية لتلقي ما يطبعه الكبار فيها, مما يجعل مسئوليتهم كبيرة أمام الله تعالى، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيّع؟" ويقول الإمام الغزالي: "الصبي أمانة عند والديه, وقلبه الصغير جوهرة طاهرة نفيسة ساذجة خالية من كل نقش وصورة وهو قابل لكل ما نقش فيه, ومائل إلى كل ما يمال به إليه, فإن عُوّد الخير وتعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة وشاركه في ثوابه والداه وكل معلم له ومؤدب، وإن عُوّد الشر وأُهْمِلَ إهمال البهائم شقي وهلك وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له, ومهما كان الأدب يصونه عن نار الدنيا, فإن يصنه عن نار الآخرة أولى وصيانته بأن يؤدبه ويهذبه".
فالطفل بسلوكه واهتماماته ومظهره إنما هو من نقش والديه، فمن الأمور المسلم بها لدى علماء التربية والأخلاق أن الطفل حين يولد يكون على فطرة التوحيد, وعقيدة الإيمان بالله, وعلى أصالة الطهر والبراءة فإذا تهيأت له التربية المنزلية الواعية والخلطة الاجتماعية الصالحة, والبيئة التعليمية المؤمنة نشأ الولد ولاشك على الإيمان الراسخ والأخلاق الفاضلة.
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوَّده أبوه
وما دان الفتى بحجىً ولكن يعلمه التدين أقربوه
2- أهمية السنوات الأولى من عمر الطفل في عملية التربية وبناء شخصية الطفل:
يتعلم الطفل في سنواته الأولى أكثر بكثير مما يتصوره الآباء, فإن العادات يمكن أن يكتسبها بسهولة كلما كانت سنه أصغر؛ حيث إن 90% من العملية التربوية تتم في السنوات الخمس الأولي، وتتجلى أهمية الطفولة المبكرة «مرحلة ما قبل التمييز، أو مرحلة ما قبل المدرسة» حين نعلم أن الطفولة الإنسانية أطول من أي طفولة في الكائنات الحية، كما تتميز الطفولة الإنسانية بالصفاء والمرونة والفطرية، وتمتد زمناً طويلاً يستطيع المربي خلاله أن يغرس في نفس الطفل ما يريد، وما يُربى عليه الطفل يثبت معه على مدى حياته كلها، وما يتلقاه في الطفولة المبكرة يرسم الملامح الأساسية لشخصيته المقبلة، ويكون من الصعب جداً إزاحة بعض هذه الملامح مستقبلاً حتى لو كانت غير سوية، تقول مارجريت ماهلر: "إن السنوات الثلاث الأولى من حياة كل إنسان تعتبر ميلادا آخر".
ولأن الله جعل الوالدين مسئولين عن عقيدة الطفل؛ فإنه جعل الطفل يتلقى من والديه فقط طيلة طفولته المبكرة، وجعله يرى والديه مثلاً أعلى في كل شيء حسن فلا يصدق غيرهما، وذلك ليحصن الله عزّ وجلّ الطفل من التأثيرات القادمة من خارج الأسرة في الطفولة المبكرة، كما جعل الله سبحانه وتعالى الطفل يعتمد على والديه في كل شيء خلال هذه المرحلة، وهذا يساعدهما على تنفيذ المهمة الموكلة إليهما.
كما أن الطفل في هذه الفترة يميل إلى إرضاء والده, يحاول أن يستخرج منه عبارات المديح والثناء والإعجاب, فإذا علم الآباء والمربون ذلك، كان من البديهي أن يحرصوا كل الحرص على استغلال هذه الفترة في بناء شخصية الولد إيمانياً وحسن تأديبه وتعليمه.
يقول ابن الجوزي رحمه الله تعالى:
"أقَْوَم التقويم ما كان في الصغر, وأما إن ترك الولد وطبعه فنشأ عليه ومرن كان رده صعباً"
قال الشاعر:
قد ينفع الأدب الأحداث في مهل وليس ينفع في ذي الشيبة الأدب
إن الغصون إذا عدلتها اعتدلت ولا يلين إذا قومته الخشب
فليطرح الآباء والأمهات والمربون إذن وراء ظهورهم تلك العبارة التي طالما وقفت حجرة عثرة في سبيل تأديب كثير من الأبناء "إنهم مازالوا صغاراً" أو "عندما يكبرون سيعرفون كل شيء".
3- الطفولة المبكرة هي أفضل الفترات لبناء الطفل عقدياً وإيمانياً:
إن السنوات الأولى.. بل لا نبالغ إذا قلنا: اللحظات الأولى من عمر الطفل هي أفضل وأهم الفترات لتربية الطفل إيمانياً وترسيخ عقيدة التوحيد ومعرفة الله تعالى في نفسه.
ولذلك أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بأن يكون أول ما يقرع سمع المولود هو كلمات الأذان التي تحمل معاني التوحيد الخالص وإفراد الله تعالى بالعبودية والتبرؤ من كل معبود سواه.. يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلمات النداء العلوي المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته، والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام, فكان ذلك كتلقين شعار الإسلام له عند دخوله إلى الدنيا كما يلقن كلمة التوحيد عند الخروج منها وغير مستنكر وصول أثر التأذين إلى قلبه وتأثره به وإن لم يشعر ومع ما في ذلك من فائدة أخرى: وهي هروب الشيطان من كلمات الأذان وهو كان يرصده حتى يولد: فيسمع شيطانه ما يضعفه ويغيظه أول أوقات تعلقه به.
وفيه معنى آخر: وهو أن يكون دعوته إلى الله وإلى دينه – الإسلام – وإلى عبادته سابقة على دعوة الشيطان، كما كانت فطرة الله التي فطر الله فطر الناس عليها سابقة على تغيير الشيطان لها ونقله عنها إلى غير ذلك من الحكم"... أ. هـ
ولأهمية هذه الفترة من عمر الطفل في تلقيه لأصول الإيمان أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالفتح على الغلام (الولد) بكلمة لا إله إلا الله.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "افتحوا على صبيانكم أول كلمة بلا إله إلا الله".
والسر في هذا: لتكون كلمة التوحيد وشعار الدخول في الإسلام أول ما يقرع سمع الطفل وأول ما يفصح بها لسانه وأول ما يتعلقها من الكلمات والألفاظ كما أمر صلى الله عليه وسلم الآباء والمربين أن يأمروا أبناءهم بالعبادات وهم في سن السابعة, فعن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قـال: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين, واضربوهم عليها وهم أبناء عشر, وفرقوا بينهم في المضاجع".
ويقاس على الصلاة الترويض على بعض أيام الصوم إذا كان الولد يطيقه وسائر العبادات.
4- أهمية ربط الأبناء بالقرآن الكريم منذ نعومة أظفارهم:
وذلك في وقت مبكر جداً منذ أن يشرع الطفل بالنطق, فهذه هي المرحلة الذهبية للحفظ والتلقي والتعامل النفسي مع ما يتعلمه الطفل ويحفظه.
لذلك أوصى نبينا صلى الله عليه وسلم الآباء بتعاهد ذلك، فقال عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: "أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم, وحب آل بيته, وتلاوة القرآن, فإن حملة القرآن في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه".. رواه الطبراني.
وعلى ذلك سار الصحابة رضوان الله عليهم, فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه:
"كنا نعلم أولادنا مغازي رسول الله كما نعلمهم السورة من القرآن" وكأن اهتمامهم بتعليم أبنائهم سور القرآن كان في المرتبة الأولى حتى يضربونه به مثلا في شدة الاهتمام والعناية, وأوصى الإمام الغزالي في إحيائه. "بتعليم الطفل القرآن الكريم وأحاديث الأخبار, وحكايات الأبرار".
وأشار ابن خلدون في مقدمته إلى أهمية تعليم القرآن للأطفال وتحفيظه، وأوضح أن تعليم القرآن هو أساس التعليم لأنه يؤدي إلى تثبيت العقيدة ورسوخ الإيمان.
5- القرآن يبني شخصية الطفل:
إن تعليم الطفل القرآن يعمل بقوة على بناء شخصيته إيمانياً، كما يربي في نفسه قيم الأخلاق العالية والسلوك المستقيم ويشكل شخصيته وطريقه تفكيره تشكيلاً يتسم بالنقاء والأصالة كما يمنحه فصاحة اللسان وسلامة المنطق ويزوده بالوعي والمعرفة وقوة الذاكرة.
وقد ورد في هذا المعني "من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه وجعل الله مع السفرة الكرام البررة".
كما أن حفظ الأبناء وتعلمهم بالقرآن وتعلقهم به وارتباطهم به, يجعل نفوسهم هادئة مطمئنة مرتبطة بالخالق سبحانه وتعالى – مما يجعلهم ينعمون بمعية الله تعالى وحفظه لهم كما يجعلهم في حصن منيع يحميهم من تسلط الشياطين عليهم أو إيذائهم.
حتى يصير فعلاً مخالطاً للحمهم ودمهم, يرتلون آياته مع والديهم أو مؤدبيهم لا يطيقون بعداً عن مصاحفهم أو شرائطهم المرتلة وحتى في ساعات المرض والحمى ينطق لسانهم بما اختلج في قلوبهم الخضراء من محبة كلام الله تعالى وشدة الارتباط به فيطلبون سماعه كما فعلت سهيلة.
والآن قد عافاها الله تعالى من الحمى وعادت تواصل مع محفظتها حفظ وترتيل آيات القرآن الكريم.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.77 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]