حقوق الأم في الإسلام

[ابوالوليد المسلم]

حقوق الأم في الإسلام

أطع أمك فإن لها ثلثي البر، وهذا يشير إلى الرواية التي لم يتكرر ذكر الأم فيها إلا مرتين، وقد وقع كذلك في رواية محمد بن فضيل بن عمارة بن القعقاع عند مسلم في الباب، وقع كذلك في حديث المقدام بن معد يكرب فيما أخرجه البخاري في «الأدب المفرد»، وابن ماجة، وصححه الحاكم، ولفظه: «إن الله يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بالأقرب فالأقرب»، كذا وقع في حديث بَهْز بن حكيم.
وقال فضل الله الجيلاني في توضيح الأدب المفرد للبخاري: «الأم مقدمة بالإجماع في البر على الأب، وأن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر؛ وذلك لتحمل المشاق في الحمل والوضع حتى تكاد تموت، ولا أقل من أن تذوقه في كل وضع إذا ضربها الطلق، ثم المحنة زمن الرضاع إلى أن يكبر الولد ويستغني عن خدمتها، فهذه تنفرد بها الأم وتشقى بها، ثم تشارك الأب في الإنفاق والتربية وأنواع من المؤنة والخدمة - كذا ذكره السيوطي - أخذ ذلك من تكرار حق الأم، والأظهر أن يكون تأكيدا ومبالغة في رعاية حق الأم، وذلك لتهاون أكثر الناس في حق الأم بالنسبة إلى الأب؛ لأن أمر الأم كله في البيت تحت الستور ولا يطلع عليه الناس، فيجترئ الناس على عقوقها أكثر من عقوق الوالد حياء من الناس، وكذا قوته تزجر عن الجرأة عليه، وضعفها يحمل الدنيء على الإساءة إليها، ولا يبعد أن الشريعة بالغت في البر بها أكثر من البر بالأب مواساة لها ومراعاة لضعف قلوب النساء وشفقة على الولد، مع أن الأب ليس أنقص حقا من حقوقها؛ لأن الأم للين طبعها وضعف بنيتها لا تستطيع أحيانا أن تتحمل سوء خلقه فتعجل أن تغضب، فتسرع بالدعاء عليه، والمذكور في كتب الفقه أن حق الوالد أعظم من حق الوالدة وبرها أوجب».
قال ابن قتيبة رحمه الله: «خاصمت أم عوف - امرأة أبي الأسود الدولي - أبا الأسود إلى زياد في ولد منه، قال أبو الأسود: أنا أحق بالولد منها، حملته قبل أن تحمله، ووضعته قبل أن تضعه؛ فقالت أم عوف: وضعته شهوة، ووضعته كرها، وحملته خفا، وحملت ثقلا؛ فقال زياد: صدقت، أنت أحق به، فدفعه إليها».
قلت: هذا في الحضانة، فالولد للأم دون السابعة، والبنت إلى الزواج، ما لم تتزوج الأم، أو يكون هناك مانع.
تقديم الأم في البر يكون في الإنفاق، والرعاية والعطف؛ فإذا قصرت يد الأبناء عن الإنفاق على الوالدين جميعا تقدم الأم على الأب، وكذلك في زكاة الفطر إن لم يتمكن الابن من إخراج الزكاة عن أبويه الفقيرين أخرج عن أمه، وهكذا، وكذلك الأمر في الرعاية والعطف، أما في التعظيم والاحترام فيقدم الأب على الأم، والله أعلم.
قال فضل الله الجيلاني: «قيل إذا تعذر مراعاة حق الوالدين جميعا بأن يتأذى أحدهما بمراعاة الآخر يترجح حق الأم فيها يرجع إلى الخدمة والإنعام، حتى لو دخلا عليه يقوم للأب، ولو سألا منه شيئا يبدأ في الإعطاء بالأم، كما في «منبع الآداب»، قال الفقهاء: تقدم الأم على الأب في النفقة إذا لم يكن عند الولد إلا كفاية أحدهما؛ لكثرة تعبها عليه، وشفقتها، وخدمتها، ومعاناة المشاق في حمله، ثم وضعه، ثم إرضاعه، ثم تربيته، وخدمته، ومعالجة أوساخه، وتأنيسه في مرضه، وغير ذلك - روح المعاني بتصرف».

خالد المطيري

خواطر

المجالس الأدبية والثقافية

تجمع مجموعة من الناس في مكان معين في الديوانية أو غيرها لتدارس موضوعات أدبية أو ثقافية من خلال المختصين في هذا المجال، عمل طيب لكي يكتسب الحاضرون الأفكار الجيدة والمعلومات اللغوية المفيدة حول الأمور التي تطرح، إما شعراً أو نثراً؛ لأن موضوعات الأدب متعددة وفيها قضايا مهمة للإنسان تتطرق إلى حياته الاجتماعية أو التربوية أو الأخلاقية، حيث يخرج الحاضرون من هذه المجالس بحصيلة جيدة من المفردات اللغوية الأفكار السديدة القابلة للتطبيق.

أفضل مايقرأ
الكلمات البسيطة التي تنشر من خلال الموضوع الصحفي من أفضل ما يقرأ؛ لأن الناس الآن تبحث عن الموضوع الذي يحتوي على كلمات بسيطة وتؤدي الغرض، عكس الموضوع الطويل، فالخواطر على العموم هي أفضل ما يكتب في الصحف أو المجلات، فهذه الخواطر تؤدي الغرض ويستوعبها القارئ ويستفيد منها الناس، سواء كانت اجتماعية أم تربوية أم شبابية، فهي تحتوي على كلمات قيمة وجميلة وأدبية وبأسلوب مبسط.

يوسف علي الفزيع

الإسلام في تونس

لقد سعدت كثيراً واستبشرت بزيارتي إلى تونس، تلك الدولة المسلمة التي أهلها أكثرهم مسلمون ولله الحمد، لم تغيرهم تلك السنون التي حاول فيها أعداء الإسلام طمس هويتها الإسلامية على يد دعاة التغريب والدكتاتورية، كانت زيارتي قصيرة، فقد كنت ضمن وفد الإغاثة الكويتي لمساعدة إخواننا الليبيين النازحين إلى تونس، وقد كشفت لي الزيارة طيب معدن أهلها ومدى تعطشهم لتعلم أحكام الدين، ووجدتهم أنهم بحاجة ماسة لزيارة الدعاة إلى الله عز وجل وطلبة العلم، لقد عانى شعب تونس الفقر والجهل بأحكام الإسلام.
التقيت خلال زيارتي بأربعة من الشباب في العشرينيات من العمر ضمن وفد إعلامي مرافق معنا، ولما حان وقت الصلاة طلبت إليهم أن يصلوا فرأيتهم يتهربون على استحياء، فلما أنهيت صلاتي توجهت إليهم لمعرفة سبب عدم الصلاة؛ فكان جوابهم مفاجأة لي، حيث قالوا: إنهم لا يعرفون كيفية الوضوء ولا الصلاة، فقمت معهم إلى مكان الوضوء لأعلمهم كما لو كنت أعلم أطفالا في المرحلة الابتدائية، وهكذا الصلاة حتى إنهم أصروا أن أعيد الصلاة إماماً حتى يتعلموا مني كيفية أداء الصلاة ففعلت، وكان معنا دكتور صيدلاني لا يعرف أن هناك شيئا اسمه المسح على الجوربين.
سنوات طوال عاشوها في الفقر والجهل، كنت لا أعرف عن تونس إلا أنه بلد الفساد والعري ومحاربة الدين، وهذا موجود وصحيح ولا تزال بقاياه في الأماكن السياحية ظاهرة إلى الآن، لكن ما إن زال ذاك الطاغية حتى ظهر الوجه الحقيقي لتونس المسلمة، وانتفض الشعب يبحث ويسعى لتعلم أحكام الإسلام، وظهر أن أكثر القرى والمدن البعيدة عن الأماكن السياحية محافظة ويغلب عليها حب الدين، هذا ما لمسته خلال زيارتي القصيرة، فأحببت أن أنقله لإخواني المهتمين بأمر الدعوة إلى الله عز وجل فيبادروا قبل أن يتمكن أهل البدع من نشر بدعهم وأفكارهم المنحرفة؛ فالشعب كما قلت متعطش للعلم الشرعي وكذلك للمشاريع الخيرية المتنوعة.

أحمد قبلان العازمي

اعداد: المحرر المحلي