قطعة حلوى - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : أبـو آيـــه - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858800 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393187 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215595 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-08-2023, 10:47 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي قطعة حلوى

قطعة حلوى
محمد صادق عبدالعال


لم تكن فراسةً مني لم يسبق لها مثيل ولا كياسةً بسوء ظنٍ وتخمين قدر ما هو إحساسٌ بشفقةٍ حيال بكاء هذا الصغير ابن العامين أو الثلاثة؛ إذ لم يتوقف عن البكاء الممزوج بخوف شديد وقد أَخضلت مساربٌ عينيه الدموع ناهيك عن تكَّلف تلك التي تحمله لإرضائه ومحاولة إسكاته عن البكاء كلما التفت إليها المشاة وما ذلك من سموت الأمهات !! فضلًا عن تنافر سِحنة كليهما معًا حتى في الثياب!! اشتريت قطعة من حلوى ذات لون أحمر فاقع وتقدمت ناحيتها أعطيها للصغير فابتسمت بعدما ارتبكت:
لم يتوقف عن البكاء منذ الصباح!
حفظه الله ما اسمه؟!
لم تنطق إلا بعد تلعثم – أحمد.

فتر الصغير عن البكاء حينًا بعدما أمسك بقطعة الحلوى يقضم منها فكدت لأزيح عن رأسي فكرة اختطافه، أو أنها ليست أمه فتواريت عنها ومازال وازع من شك ينبش في صدري حيال الأمر؛ اختلست النظرات ثم اختطفت قطعة الحلوى من بين أصابعه الرقيقة فالتقمت منها غالبها ما تركت له منها غير القليل فتعجبت:
أنى لأم أن تفعل مثل ذلك ؟! لم يعد الأمر يحتمل السكوت لا بد من المواجهة؛ اقتربت منها ثانيةً فارتجفت فلم تكن لتنسى صورتي بتلك السرعة واجهتها بوجه صارم أهذا ولدك؟

ابن إحدى أقاربي ألزمتني إياه ثم تأخرت - ليتها تأتي الآن تحمله عني.
ما أسمه؟!

ارتبكت أخرى وكأنها تخشى أن تذكر له سمَّيًا غير الذي أخبرتني به آنفًا فتصَّنعت الابتسامة:
أنت سألتني عنه منذ قليل!
لا أصدقك أنتِ لست بأمه أنت لست بأمه!!

ألقت الطفل ولم تبالِ ما تعاور عليه من جراء إلقائه بتلك الصورة العشوائية الوقحة، ثم انطلقت تعدو فهتفت:
أيها الناس تلك كانت خاطفة لهذا الصغير فترادف خلفها الكثير يبحثون عنها، وأنا ذلك المٌنتشي بنجاة هذا البريء من براثن شواكل تلك المؤذية، طغت فرحة انقاذه على مهمة إعادته لأهله، كل الخيارات الصحيحة أمامي صارت ممكنة لكنني جعلت أطَّوف به طواف قدوم وإفاضةِ أدعو الله بإخلاص واستفاضة أن تجده أمه برفقتي فما زال قلبها هو الآخر فارغًا لم يطمئن ولربما انفطر لأجله! وماهي إلا لحظات وكأن دعوة لله قد وجدت سريع إجابة.

كانت ذاهلةً تمشي تجٌرّ قدميها من كثرة البحث ومجابهة اليأس فالوَجدٌ يشحذها من بعد الجَهد مخافة أن لا ترجع به؛ علمت أنها هي فأمارات الأمومة ما أدراك ماهي!! جد عالية!! اندفعت نحوها ألقيته في حجرها دون سؤال فانفرط عِقد صبرها بحبات من الدمع الساخنات مع الباردات تتمتم:
الحمد لله - الحمد لله !!

تداعت أنوف المارة على الحدث تداعي الشياه على عين ماءِ جارية، أو كأنهم يتابعون فاصلًا دراميًّا وذلك مشهد إسدال الستار في فصله الأخير؛ همهمات وتداخلت لأصوات كلٍّ يعرض عليها المساعدة وأخريات باكيات لأجلها وهي تتشكر لهم وتمتن بأنفاس مهيضة وابتسامة عريضة تتكفلها عن نصبِ، انسللت من بينهم بعدما اختفى دوري من الحدث نادتْ بصوت خفيض:
أشكرك !
الشكر لله، يلزمك شيء أقدمه؟
لا أراك الله لوعة ذلك اليوم أبدًا
اللهم أمين!.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.03 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]