حسن ختام رمضان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         التأخر في التعزية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          حكم مقولة الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الحكمة من صيام ست من شوال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          طريقة حفظ القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          صوم الست من شوال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          وقت صلاة الضحى والقراءة فيها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الدعاء بانقطاع المطر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          الدعاء بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          حكم الوتر ووقته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          قواعد نبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 1587 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-04-2024, 02:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,265
الدولة : Egypt
افتراضي حسن ختام رمضان

حسن ختام رمضان

محمد بن أحمد زراك


الحمد لله الذي أكرمنا في رمضان بليلة القدر، وجعل فضلها خيرًا من عبادة ألف ألف شهر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، المستحق لكل حمد وشكر، شهادة نسلم بها من كل إثم وشر، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، خير من بشَّر وأنذر، كان يوصي أمته بإحياء ليلة القدر، وابتغاء ما عند الله من الأجر، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وكل من تبعهم بإحسان إلى يوم المحشر ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18]، أما بعد:
فيا أيها الصائمون والصائمات، ها نحن في الأيام الأخيرة من رمضان، أيام تحمل الخير والرحمات والغفران، لكل من اجتهد في حسن الختام، فنسأل الله تعالى أن يكتب لنا في ختامه المغفرة والعتق من النيران، والفوز بالجنة والرضوان، اللهم آمين.

ألا وإن من حسن ختام رمضان: إحياء ليلة القدر التي عظَّم الله في كتابه فضلها، وبيَّن ثواب قيامها، فقال الله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 1 - 5]،وألف شهر يعادل ثواب عبادة ثلاث وثمانين سنة وزيادة، فيا سعادة من أحياها بالقيام والذكر والعبادة! ففي الحديث: «أن رسول صلى الله عليه وسلم أري أعمار الناس قبله، أو ما شاء الله من ذلك، فكأنه تقاصر أعمار أمته ألَّا يبلغوا من العمل مثل الذي بلغ غيرهم في طول العمر، فأعطاه الله ليلة القدر، خير من ألف شهر»[1].وهذا الجزاء بشرط أن تقومها إيمانًا بأن الله هو الذي شرع لك قيامها، وراجيًا منه أجرها وثوابها، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه»[2]، فاجتهدوا- رحمكم الله- في إحيائها بالعمل الصالح، بالقيام وتلاوة القرآن، وذكر الله بالاستغفار والصلاة والسلام على رسول الله، وإطعام الطعام، والتصدق والإحسان، والاجتهاد في الدعاء، ادعوا بالخير لأنفسكم وأزواجكم وأولادكم، ووالديكم ووطنكم والمسلمين جميعًا، لعل الله سبحانه يستجيب لك فيقيل العثرات، ويرفع الدرجات، وينزل على عباده البركات والرحمات، وخير دعاء تدعو به في ليلة القدر أن تقول: «اللهم إنك عفوٌّ تحبُّ العفو فاعفُ عني»[3]، فنسأل الله لنا ولكم العفو والعافية في الدنيا والآخرة.

عباد الله، ومن حسن ختام رمضان: إخراج زكاة الفطر؛ وهي صدقة يتصدَّق بها المسلم في ختام رمضان، وهي واجبة على كل فرد من المسلمين، فيخرجها المسلم عن نفسه وزوجته وأولاده، وعن والديه إن كان ينفق عليهم، ويدفعها للفقراء والمساكين.

وإن أعظم فائدة من زكاة الفطر هي: أن الله يكفِّر بها السيئات، ويتجاوز عن الخطيئات؛ لأن الإنسان في نهار رمضان قد يرتكب أخطاء ومخالفات، بأن فرط في أداء الصلوات في الأوقات، أو أطلق بصره في المُحرَّمات، أو لم يحفظ لسانه من الغيبة والنميمة والكذب والآفات. فهذه الأخطاء والمعاصي تجعل في الصيام النقص والخلل، فشرع الله زكاة الفطر لتُطهِّر الصائم من ذنوبه، وتصلح ذلك النقص والخلل في صيامه، ليكون الصيام تامًّا كاملًا في ميزان حسناته، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طُهْرةً للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، فمن أدَّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أدَّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات»[4].

كما أن إخراج زكاة الفطر شكر لله على إكمال عبادتَي الصيام والقيام، فكم من أناس محرومون من صيام رمضان وقيامه؛ كالموتى والمرضى والعَجَزة ونحوهم، فلو خُيِّر الواحد من هؤلاء بين أموال الدنيا كلها وبين صيام رمضان وقيامه؛ لاختار الصيام والقيام، فأخرجوها طيبة بها نفوسكم -رحمكم الله- تطهيرًا لأنفسكم من الذنوب والآثام، وشكرًا لله على التوفيق لحسن الختام، عملًا بقول الله تعالى: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185]، فاللهم وفِّقْنا لحسن الختام، واجعلنا من عبادك الشاكرين يا رب العالمين، نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبحديث سيد المرسلين، وغفر لي ولكم ولسائر المسلمين أجمعين، والحمد لله رب العالمين، ادعوا الله يستجب لكم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن من حسن ختام رمضان: صلاة عيد الفطر، وهي سنة مؤكدة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحضرها الرجال والنساء والأطفال، متنظفين متطيبين، ولأحسن ثيابهم لابسين، مُكبِّرين مُهلِّلين وشاكرين، لنعمة الله عليهم وفضله، من إتمام صيام شهر رمضان وقيامه، واغتنام لياليه وأيامه، راجين من الله أن يقبضوا أجورهم تامة وكاملة، فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا كان يوم الفطر وقفت الملائكة على أبواب الطرق، فنادوا: اغدوا يا معشر المسلمين إلى ربٍّ كريمٍ يمُنُّ بالخير، ثم يثيب عليه الجزيل، لقد أمرتم بقيام الليل فقمتم، وأمرتم بصيام النهار فصمتم، وأطعتم ربكم، فاقبضوا جوائزكم، فإذا صلوا، نادى منادٍ: ألا إن ربَّكم قد غفر لكم، فارجعوا راشدين إلى رحالكم، فهو يوم الجائزة، ويسمى ذلك اليوم في السماء يوم الجائزة»[5].

ويُسنُّ للمسلمين قبل الخروج إلى صلاة عيد الفطر أن يأكلوا تمرات وِتْرًا، ثلاثًا أو خمسًا أو أكثر، ثم يبدأ المسلم في التكبير (الله أكبر الله أكبر) ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185] واستحب بعض العلماء أن يقول: "الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد على ما هدانا، اللهم اجعلنا لك من الشاكرين"[6]، فاللهم اجعلنا لك من الشاكرين يا رب العالمين.

هذا وأكثروا من الصلاة والسلام على النبي الأمين، فقد أمركم بذلك مولانا الكريم ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56] اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، كما صليت وسلمت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد.

وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين، خصوصًا الأنصار منهم والمهاجرين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، وأدم على بلدنا الأمن والأمان وعلى سائر بلاد المسلمين. اللهم بارك لنا في رمضان، واكتب لنا فيه الرحمة والغفران، والعتق من النيران، والفوز بالجنة والرضوان يا رب العالمين، اللهم أعِنَّا في رمضان على حسن صيامه وقيامه، وعلى ذكرك وشكرك وحسن عبادتك يا رب العالمين. اللهم إنا نسألك أن ترزق كلًّا منا لسانًا ذاكرًا، وقلبًا خاشعًا، وعملًا صالحًا، وعلمًا نافعًا، وإيمانًا ثابتًا، ورزقًا طيبًا واسعًا، يا ذا الجلال والإكرام. اللهم إنا نسألك الجنة لنا ولوالدينا، ولمن له حق علينا، وللمسلمين أجمعين ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201] ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].

[1] موطأ الإمام مالك.

[2] صحيح البخاري.

[3] سنن الترمذي.

[4] سنن ابن ماجه.

[5] أخرجه الطبراني وغيره، وفي إسناده ضعف، وله شواهد تقوي الاستشهاد به في فضائل الأعمال.

[6] التاج والإكليل لمختصر خليل 2/ 577.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.42 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]