كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله - الصفحة 12 - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : أبـو آيـــه - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858818 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393206 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215601 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #111  
قديم 29-08-2022, 02:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (109)
أ. محمد خير رمضان يوسف




القادرُ على أعمالِ الشرّ،
قادرٌ على فعلِ الخيرِ أيضًا،
ولكنهُ لا يفعلهُ إلا نادرًا،
لأن مصدرَ التوجيه عنده - وهو العقلُ والقلب - منحرف،
فلا يدلُّهُ إلا على أفعالِ الشرِّ وما هو معوجّ.
وإذا لم يُصلحْ نفسهُ بالتوبةِ والعملِ الصالح،
أدَّبهُ الدهر،
فأُصلِحَ بالقوةِ أو قُتل.
وإذا أفلتَ من هذا أو هذه فأين هو من الله؟

يا بني،
ضعْ يدكَ على قلبكَ حتى لا تغلبكَ العاطفة،
وتعرَّفْ واقعكَ جيدًا حتى تعرفَ موضعَ كلمتكَ وموطئ قدمك،
وارفعْ رأسكَ عاليًا فإنكَ مسلم،
ونبيُّكَ محمدٌ صلى الله عليه وسلم،
نبيُّ الرحمة،
وقائدُ الإنسانيةِ كلها،
من آمنَ به وعملَ بوصاياهُ نجا،
ومن عصاهُ وكفرَ به خابَ وخسر.

رحمَ الله محاضرًا لم يملَّ طلبته،
ورحم الله خطيبًا لم ينوِّمْ مستمعيه،
ورحمَ الله جليسًا لم يثقلْ على جلسائه،
ورحمَ الله عالمًا قال (لا) لما لم يعرف،
ورحمَ الله سائلاً لم يلحَّ في مسألته،
ورحمَ الله مبتلًى فصبر،
ورحمَ الله محسنًا لم يمنَّ في عطائه.

هناك أغرارٌ في مجالِ التحقيق،
يعلِّقون على كلامِ أعلامٍ من هذه الأمةِ بسذاجةٍ أو خلفية مذهبيةٍ ضيقة،
والأمرُ مختلفٌ فيه غالبًا،
فينقدونهم ويقولون إنهم يصححون أفكارهم،
وما هم سوى فراريجَ يصيحون بين الديكة،
فالأولى تركُ كلامهم كما هو،
فليسوا مسؤولين عن كلامهم،
وليسوا أعلمَ منهم حتى يردُّوا عليهم،
والأمرُ مختلفٌ فيه كما قلنا،
وإذا لزمَ البيانُ يقال: هناك من قال كذا أيضًا.

بؤرُ الفسادِ في المجتمعِ تفرِّخُ الشرَّ والجريمة،
وإذا لم يُقضَ عليها زادت شرورها ومفاسدها،
ولم يأمنِ المرءُ على نفسهِ وأهلهِ وماله.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #112  
قديم 29-08-2022, 02:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (110)
أ. محمد خير رمضان يوسف




يا بنتي،
الناسُ مخدَّرون من فتنةِ الدنيا،
مأخوذون بجمالها وزينتها،
مسلوبون من سكرتها،
غارقون في خمرتها،
فكوني يقظةً أنتِ،
ولا تغترّي بما اغترَّ به الناس،
حتى لا تُسلَبي إيمانكِ وعفافك،
وكوني دليلاً لمن أرادَ النجاة،
ونبضًا لقلوبٍ ميتة،
ومفتاحًا لعيونٍ مغلقة،
وجلاءً لنفوسٍ كاسدةٍ من زخمِ الدنيا.

يا بنتي،
لواؤكِ التوحيدُ فلا تقلِّدي صنائعَ الكفر،
ونداءُ دينكِ إلى العفافِ وليس اللهاثَ وراءَ الموضة،
ويُظلُّكِ سماءٌ فلا تجعليهِ أرضًا،
واشكري نعمةَ ربِّكِ قبل أن تصيرَ نقمة.

يا بني،
الحلالُ يُغني عن الحرام،
في مأكلِكَ ومَشربِكَ ولهوك،
وفي الحلالِ اللذَّةُ والعافيةُ والفائدة،
وفي الحرامِ اللذَّةُ والمضرَّةُ والخسارة،
والعاقلُ يوازنُ ويرجِّح.

إذا لم تعرفْ نفسكَ فاعرفها من محبيكَ ومؤيديك،
فإذا عرفتهم طيبين صادقين مستقيمين من أهلِ الإيمانِ والصلاح،
فأنت مثلهم،
وإذا عرفتهم كذابين مخادعين أنانيين من أهل المصلحةِ والدنيا،
فأنت مثلهم كذلك.

من بانَ فضلهُ تطلَّعت إليه الأنظار،
فإن كان من أهلِ الدنيا فقد أخذَ حظَّهُ من الأجرِ في الدنيا بما أوتيَ من شهرة،
ولا حظَّ له من ذلك في الآخرة،
وإن كان من أهلِ الآخرةِ فقد أوتيَ في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #113  
قديم 31-08-2022, 02:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (111)
أ. محمد خير رمضان يوسف



يا بني،
الإسلامُ يريدُ لك عقلاً سليمًا،
وفكرًا ناضجًا،
ونفسًا نقية،
وذهنًا يقظًا،
ولذلك حرَّمَ عليك الخمرَ والمخدِّرات،
حتى لا تفقدَ عقلكَ لحظةً واحدة.
إنه الإسلامُ العظيم،
دينُكَ يا بني،
الذي يُكرمُ العقلَ حقيقةً لا ادِّعاء،
فيحافظُ عليه،
وينمِّيه،
ويوجِّههُ إلى حيث الخيرُ وسعادةُ البشر،
فكنْ أهلاً لذلك.

يا بني،
امتلأتِ الحياةُ بالإعلامِ المضلِّلِ والدعاياتِ الكاذبةِ والشائعاتِ المغرضة،
فلا تستَقِ علمكَ إلا من مَعينٍ صاف،
ولا تثقِّفْ نفسكَ إلا من قناةٍ صادقة،
ووسيلةٍ هادفة،
ولا تجلسْ إلا إلى عالمٍ عامل،
ورفقةٍ مخلصة،
وكنْ ضمن خليَّةٍ تُصلحُ ولا تُفسد،
وتَصدقُ ولا تَكذب،
وتُعلِّمُ الناسَ العلمَ النافع،
وتزوِّدهم بالثقافةِ الصحيحة،
وتنشرُ الحقَّ المحض،
وإنكَ بذلك تكونُ مصلحًا.

التقلباتُ الفكريةُ المتتاليةُ التي تحدثُ في عالمنا،
تشوشُ على المسلمِ العاديِّ دينهُ وثقافتهُ الإسلامية،
لأنه لا يوجدُ توجيهٌ صادقٌ في بلدهِ إلى الدينِ الحق،
ولا يملكُ رصيدًا دينيًّا عاليًا حتى يقارنَ كلَّ جديدٍ بأحكامِ الدين،
فيختلطُ عليه الأمر،
وتترسخُ في ذهنهِ أفكارٌ نتيجةَ تكرارها،
ويصعبُ عليه التخلصُ منها بعد مدة،
لأنها تصيرُ جزءًا من شخصيتهِ الثقافية.

لولا سنةُ التدافعِ التي وضعها الله بين البشر،
لما قاموا بكلِّ مهامهم،
ولما عُمِّرتِ الأرضُ بالشكلِ المطلوب،
فإذا لم يتيسَّرْ أمرٌ في وقته،
أو كان فيه شيءٌ من الصعوبة،
أو عليه زحمة،
أجَّلوه،
أو تلكؤوا في تحصيله،
ولم يتنافسوا عليه،
وقالوا:
على مهل،
والمجالُ مفتوح،
فيتركون أمورهم،
أو ينسونها ولا يعودون إليها إلا قليلاً،
فتُهملُ حاجاتٌ وصنائعُ كثيرةٌ بهذا الأسلوب.

القائدُ المخلصُ يحبُّ شعبهُ ويحافظُ على أرواحهم أكثرَ من حفاظهِ على روحه،
والقائدُ الخائنُ المستبدُّ يستهينُ بهم ويعذِّبهم ويقتلهم قتلَ الحشرات.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #114  
قديم 31-08-2022, 02:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (112)
أ. محمد خير رمضان يوسف

لو رأيتَ فرحَ الوالدين بولديهما عندما ولدَ لهما بعد كبر،
وقد بقيَ وحيدَهما،
وأنفقا عليه كلَّ ما يملكان،
وربَّياهُ ودلَّلاه،
وجنَّباهُ كلَّ ما يكدِّرُ خاطره.
وفي شبابهِ صارَ يبحثُ عن لهوٍ ولذَّةٍ أكثرَ خارجَ البيت،
وجيوبهُ مليئةٌ بالدراهم،
فانحرف،
وسكتَ عنه والداهُ خشيةَ أن يجرحا شعوره،
ثم انقلبَ عليهما،
فأذاقهما شرَّ عيشةٍ في الحياة،
حتى تمنَّيا لو لم يُرزقاه.

لو علمَ القاتلُ أن سيُقتلُ لما قَتل،
فلو غلبَ على نفسهِ تنفيذُ جريمةٍ كبيرةٍ فكَّر،
فإذا علمَ أنه سيُعدَمَ أحجم،
وإذا علمَ أنه سيُعاقَبُ عقوبةً ما دون الإعدامِ لتمادَى في جرائمه،
ويقولُ إنه سيُسجَنُ ويُكرَمُ في سجنه،
فيأكلُ ويشربُ ويلبسُ وينامُ دون مقابل،
والنفوسُ المجرمةُ العنيدةُ تملكُ قوةَ دفعٍ عنيفةً نحوَ الجرائم،
ولا تستقيمُ إلا بالسيف،
ولو خرجَ من السجنِ لعملَ جرائمَ أخرى،
كما هو مشاهَدٌ عند كثيرٍ منهم،
﴿ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً ﴾،
ولا تستقيمُ الحياةُ في ظلِّ الجرائمِ المتكرِّرة،
ولا يهنأ الناسُ إلا بأخذِ حقوقهم كاملة،
والحقُّ الكاملُ هو في القصاصِ لا غيره،
﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ ﴾.
وهذا نداءٌ وكلامٌ مع (أولي الألباب)،
فمن لم يرضَ ولم ينفِّذْ فليس منهم.


الصبرُ على خُلقِ الزوجة،
والصبرُ على خُلقِ الزوج،
يأتي بنتيجةٍ طيبة،
وبعد مدَّةٍ يتوادَّان،
ويحمدانِ الله تعالَى أنْ لم يحدثْ سوء.
فما أجملَ الصبر!
وما أجملَ الصلح!
وما أجملَ الأُلفة!

بلغَ من كبرياءِ فرعون أن قال: ﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾،
وبلغَ من تبجُّحِ نمرودَ أن قال: ﴿ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ﴾،
فما كان مصيرُ قدرتهما وكبريائهما؟
إنه الغرورُ بقوةٍ ناقصةٍ متقلِّبةٍ فانية،
غرورُ رؤساءَ وملوكٍ وقادةٍ يرون تحت أيديهم قوةً كبيرةً ظاهرًا،
ولا يحسبون حسابَ قوةِ الجبّارِ القاهرِ وقدرته،
مالكِ الملكِ كلِّه،
﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ﴾ [سورة فصلت: 15].
نعم، إنهم يصولون ويجولون،
ويفتكون ويُجرمون،
شأنَ كلِّ جبَّارٍ عنيدٍ لا يؤمنُ بيومِ الدين،
ثم يقعون هلكَى،
وتتفسَّخُ قوتهم كما تتفسَّخُ أجسامهم،
ثم لا يَعتبرُ مَن وراءهم!


اللهم إني أعوذُ بك من قلبٍ غافل،
ولسانٍ ساحل،
وقلبٍ هامل،
ومرضٍ عاجل،
وجوعٍ قاتل،
وعينٍ عائنة،
ونفسٍ متكبِّرة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #115  
قديم 31-08-2022, 02:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (113)
أ. محمد خير رمضان يوسف

حياتكَ أيها الإنسان،
في انخفاضٍ وارتفاع،
مثلُ حركاتك،
ومثلُ شهيقكَ وزفيرك،
ومثلُ قيامكَ وقعودك،
ومثلُ نومكَ ويقظتك،
ومثلُ الأرضِ التي تعيشُ عليها،
في منخفضاتها ومرتفعاتها.
ولن تستمرَّ حركاتكَ هكذا،
فأنتَ في انخفاضٍ مستمرّ،
حتى تصلَ حالتكَ إلى السكون،
بلا انخفاض،
ولا ارتفاع،
وستمتدُّ عاريًا،
في شقٍّ من الأرض،
وليس فوقها.

جاران في أرضٍ زراعية،
زرعا معًا،
وسقيا معًا،
وحصدا معًا،
فحصَّلَ أحدُهما قُوتَهُ بالكاد،
والآخرُ رُزِقَ أضعافَ ما زرعَ وغَني.
كيف حصلَ هذا؟
ولماذا لم يأخذِ الأولُ رزقهُ بالقوة؟
لماذا يربح تجارٌ بالملايين وآخرون بالملاليم؟
كيف يحدثُ هذا في شؤون الحياةِ كلِّها؟
إن الرازقَ هو الله وحده،
ولا أحدَ يستطيعُ أن يحصلَ على أكثرَ من رزقهِ الذي قسمَهُ الله له،
فبيدهِ الخير،
وهو على كلِّ شيءٍ قدير.
﴿ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء ﴾ [آل عمران: 26]

إذا أنظرتَ معسرًا فقد ساعدته،
وإذا عفوتَ له عن شطرِ دَينكَ فقد فرَّجتَ كُربةً له،
وإذا تصدَّقتَ به كلَّهُ فقد أحسنتَ إحسانًا،
وسيفرِّجُ الله عنك كربةً في يومٍ أحوجَ ما تكونُ إلى حسنة.

الزينةُ والشهوةُ أكثرُ ما يصيبُ الناسَ في عقولهم،
وأكثرُ ما ينحرفون بسببهما،
ولذلك حرمَ على المرأةِ أن تخالطَ الرجالَ الأجانب،
وأن تُبديَ زينتها لهم،
حتى لا يقعوا في الفواحشِ والآثام.
فالمنعُ لمصلحتهم،
في الدنيا وفي الآخرة

معجزةُ الإسلامِ الخالدةُ هي القرآنُ الكريم،
وما زالت هذه المعجزةُ سارية،
وستظلُّ كذلك حتى يومِ القيامة،
ليبقَى القرآنُ رمزًا للحق،
وحجَّةً على العالمين.
ومن غيرِ المسلمين من تدبَّرَ فيه وآمن،
ومنهم من قرأهُ ليستخرجَ منه أخطاء،
فانقلبَ من عدوٍّ متربِّصٍ به إلى مؤمنٍ منافحٍ عنه،
ومنهم من عميَ عنه فبقيَ في الظلام.
والله يهدي من يشاءُ إلى نوره.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #116  
قديم 31-08-2022, 02:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (114)
أ. محمد خير رمضان يوسف




ينبغي أن تؤرَّخَ الوقائعُ التاريخيةُ بدقَّة،
حتى لا يدخلَ فيها الكذب،
وخاصةً في عصرنا،
الذي اختلطت فيه الأخبارُ والتصريحاتُ والأسرار،
وتحكَّمَ في دولٍ عناصرُ مستبدَّةٌ غيرُ أمينة،
وفَرضت كتابةَ تاريخها كما تريدُ لا كما هو الواقع.
ونقلُها عن أشخاصٍ ينبغي فيه التثبت،

فإما أن يكونوا شهداءَ الوقائع،
أمناءَ في الحديث،
أو أمناءَ في النقلِ عن مثلهم أمانةً وثقة،
وهذا نادرٌ في عصرنا.

اعرفْ موازينَ نفسكَ من عزيمتك،
واعرفْ درجةَ إيمانكَ من ذلك،

عندما تنازعكَ نفسكَ وتعتلجُ لعملِ منكر،
وتعيشُ قلقًا وهيجانًا،
أيُّ ذلك يغلبك؟
إيمانٌ في قلبك،
أم شيطانٌ في نفسك؟


أيُّهما غلبكَ فهو ميزانكَ فيه،
وبه تعرفُ درجةَ إيمانك.

اللهم إني أعوذُ بكَ من ظلمِ الخسيس،
ومن صحبةِ الجاهل،
ومن جوعٍ كافر،
ومن مرضٍ مُقعِد،
ومن صديقٍ يَخدع،
ومن نفسٍ تريدُ ولا تَشبع.

مهما كان حديثكَ مع صديقكَ (عاديًا) و(بريئًا
فإنه لا يخلو من (لغو
فاختمْ لقاءكَ معه بخيرِ كلامٍ ليُغفرَ ذنبك:
"سبحانكَ اللهمَّ وبحمدِك،
أشهدُ ألاّ إله إلا أنت،
أستغفرُكَ وأتوبُ إليك".

ولدت لنا قطة،
فكانت تغارُ على أولادها،
وتخافُ عليهم من عبثِ الأطفال،
فتأخذهم إلى السطح،
وتُبقيهم هناك حتى يكبروا،

وفجأةً وجدتُ قطةً صغيرةً في البيتِ وكأنها قزم،
لضعفها وصغرها،
وقالوا إنهم رأوها وحيدةً في الشارعِ دون أمّ،
فأشفقوا عليها وأحضروها إلى البيت،
وكانوا يُسقونها الحليبَ لأنها لا تقدرُ على الأكل.

وبعد نحوِ شهرين علمنا أن قطتنا الكبيرة مات أولادها الأربعة على فترات،
على الرغم من عنايتها الفائقةِ بهم،
والقطةُ الصغيرةُ الأخرى كبرتْ وصارتْ على أحسنِ ما يرام.

إن أعمارَ الإنسانِ والحيوانِ كلُّها بيدِ الله تعالى،
وليست بيدِ الآباءِ والأمهات،
على الرغمِ من حرصهم وشفقتهم عليهم أكثرَ من حرصهم على أرواحهم،
وليست بيدِ الأطباء،
فهم أنفسهم عاديون جدًّا في مستوى أعمارهم،

وهناك من العجائزِ من لا يأبهون بصحتهم وتغذيتهم وبمراجعةِ الأطباءِ وتناولِ الأدوية،
ولكنهم يعمَّرون أكثرَ من الذين يعيشون في ظروفٍ صحيةٍ جيدة،
وممن يتقيدون بالشروطِ الصحيةِ مناعةً ووقايةً وتغذية،
وخاصةً أهلَ القرى،

ولا ينكرُ أحدٌ إخراجَ أطفالٍ صغارٍ من تحت الأنقاضِ بعد يومين أو أيام،
وهم لا يصبرون عن الحليبِ أو الطعامِ أكثرَ من ساعتين أو ثلاث.
فمتى يعتبرُ الناس،
ومتى يعلمُ "الطبيعيون" و"الدهريون" أن هناك ربًّا للكونِ بيدهِ مفتاحهُ وما فيه،
يتصرَّفُ فيه كما يشاء،
بعدلهِ وحكمته؟

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #117  
قديم 31-08-2022, 02:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (115)
أ. محمد خير رمضان يوسف




لقد كادَ المنافقون للإسلامِ في أخطرِ المواقف،
فانسحبوا من الجيشِ الإسلامي قُبيل خوضِ القتالِ في غزوة أُحد،
وكانوا يشكِّلون ثلثه،
فما وهنَ الإسلام،
بل صارَ أقوى مما كان،
لأن النصرَ في الإخلاصِ والامتثالِ لأمر القائدِ ولو كان أهلهُ قلَّة،
وكذلك كان صحابةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.

من اختلافِ الموازين وقلبِ الحقائقِ في عصرنا،
أن يسمَّى المفسدون نجومًا،
يعني ألمعَ فئاتِ المجتمعِ وأشهرهم،
بينما هم أكثرُ من ينشرون الفاحشةَ في المجتمع،
بسلوكهم وتمثيلهم وصورهم،
وهؤلاء منبوذون عند ربِّ العباد،
فهو سبحانه يقولُ في كتابه:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
سورة النور: 19.

رفعَ الإسلامُ من معنوياتِ المريض،
وأبعدهُ عن درجةِ اليأسِ والقنوط،
فبيَّن فضلَ المرضِ والصبرَ عليه،
وما يكفِّرُ من الذنوبِ والمعاصي،
حتى تمنَّى بعضهم ألاّ يبرحَهُ المرض!
ثم سنَّ عيادةَ المريضِ ورغَّبَ فيها،
وحثَّ على الدعاءِ له ولمرضَى المسلمين،
ليستأنسَ المريضُ بذلك ويتقوَّى نفسيًّا،
ويعتقدَ باستجابةِ الدعاءِ له،
مما يساعدهُ على دفعِ المرضِ والشفاءِ بإذن الله.

الطيبون يخرجون من البيتِ ويتصفحون وجوهَ الناسِ ليساعدوا الفقيرَ منهم والمحتاج،
ويدخلون الأزقَّةَ ويمرون بالبيوتِ القديمةِ ليسدُّوا عوَزهم ويقدموا لهم ما يحتاجون إليه.
والمجرمون يخرجون من بيوتهم وقد نووا شرًّا،
فيتصفَّحون وجوهَ الناسِ أيضًا ويختارون منهم من يكون صيدهم ليومهم،
لتنفيذِ وصيةٍ بقتلهِ بعد الاتفاقِ على صفقةِ مال،
أو متابعتهِ والتلصصِ وراءهُ لسلبِ مالهِ أو فعلِ أيِّ عملٍ مشينٍ به.
نفوسٌ طيبةٌ مباركةٌ عطرة،
ونفوسٌ مجرمةٌ خبيثةٌ نتنة.
اللهم إنا نسألكَ حياةً طيبةً في الدنيا وفي الآخرة،
ونعوذُ بك من شرِّ الإجرامِ وأهله،
ونعوذُ بك أن يكونَ مصيرنا مصيرهم.


من هم الذين لا يحبون أن يغفرَ الله لهم؟
إنهم هؤلاء المقيمون على المعاصي والمنكرات،
دون أن يذكروا الله أو يستغفروه،
فيزدادون بُعدًا عنه يومًا بعد يوم،
ولو أنهم أحبوا أن يغفرَ الله لهم لاستغفروهُ وتابوا إليه،
ولكنهم لا يفعلون،
لأنهم غيرُ مبالين،
ولا يأبهون بالحسابِ والعذاب.
وعندما يأتيهم الموتُ فجأة،
يكونُ يومَ بؤسهم وشقائهم.
ولاتَ حينَ مَندم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #118  
قديم 31-08-2022, 02:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (116)
أ. محمد خير رمضان يوسف




من لم يجعلِ الله له نورًا فلا نورَ له،
فلا يفرِّقُ بين الحقِّ والباطل،
ولا تعرفُ نفسهُ الحسنَ من السيئ،
ولا الحلالَ من الحرام.

لقد اختارَ أن يعيشَ في صحبةِ الشيطانِ وظلمةِ الجهل،
فوهبَهُ الله لذلك،
ونزعَ منه نورَ الهداية،
فصارَ فريسةً للأوهامِ والدخائلِ وسوءِ الفعال.

إذا رضيتَ بحكمِ الله في واقعك،
أنقذتَ نفسكَ من مواطنِ الهلاك،
وعشتَ بعيدًا عن الأمراضِ النفسيةِ الفتّاكة،
التي تُصيبُ أهلَ الأموالِ والتجاراتِ خاصة،
فتحمدُ الله على كلِّ حال،
إن ربحتَ أو خسرت،
إن نجحتَ أو فشلت.

وكانت لي حصةُ ربحٍ في اتفاقٍ مع صديق،
فلما وصلتُ إلى قربِ الحصولِ عليها سحبها مني،
فغضبت،
واسودَّتِ الدنيا في عيني،
وكنتُ قد تابعتُ الأمر بنفسي أسابيعَ أو شهورًا،
وقلتُ ذلك لعالمٍ كبيرٍ لا أعرفُ منه سوى النصحِ والإخلاص،
فقال بعد موعظة:
إن له أن يسحبَ توكيله،
فهو الوكيل،
وهو صاحبُ الشأن.
فحمدتُ الله على كلِّ حال،
ورضيتُ بقدره.

وقد عوَّضني الله تعالى أضعافَ أضعافَ ما رجوتهُ من ذلك الربح،
أما ذلك الصديقُ فقد توقفت تجارتهُ تلك بشكلٍ كامل،
ولم يحصِّلْ منها ربحَ درهمٍ واحد!
إنها أسرارُ الكون، والقدر، والامتحان،
والخيرُ بيدِ الله وحده.

ذمَّ الله تعالى الشعراءَ بأنهم يقولون ما لا يفعلون،
وهذا واقع،
فهو السمة العامةُ لمعظمهم،
يعرفُ ذلك الشعراءُ أنفسهم.
ولكنَّ الذمَّ ليس لهم وحدهم،
بل هو لكلِّ شخصٍ يقولُ ولا يفعل،
وجاءَ التخصيصُ بهم لأنهم الغالبُ في ذلك.

المجرمون وأصحابُ الأفكارِ المنحرفةِ والهدَّامة،
يبقون أذلَّةً في مجتمعِ الإسلام؛
لأنهم إذا أُعطوا حريةً ومُكنةً أفسدوا ودمَّروا،
ونشروا الذعرَ والخرابَ في المجتمع.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #119  
قديم 31-08-2022, 02:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (117)
أ. محمد خير رمضان يوسف



الشواذُّ وأهلُ الباطلِ ممن أعمَى الله قلوبهم،
يتبجحون بآرائهم ومبادئهم،
ولو كانت ظاهرةَ الانحراف،
ويرفضون الحقَّ ولو كان أبيضَ ناصعًا؛
لأن طبيعتهم منحرفة،
ولذلك قال قومُ لوطٍ لأهلِ الإيمان:
ï´؟ أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ï´¾ [النمل: 56].

إن الله لا يغفلُ عن الظالمين وظلمهم،
ولكن يؤجِّلهم إلى يومِ الحساب،
ولو حاسبَ كلَّ ظالمٍ وعاصٍ في حينه لما بقيَ باطلٌ مقابلَ حقّ،
ولما بقيَ هناك مجالٌ لاختبارِ الناسِ لمعرفةِ درجةِ إيمانهم وثباتهم على الحقّ،
ولو أُهلِكَ كلٌّ بذنبهِ لما بقيَ على ظهرِ الأرضِ أحد.
ï´؟ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا ï´¾ [ فاطر: 45].

يا بني، كنْ قدوةً لزملائكَ من الشباب،
تحثُّهم على الخير،
وتحبَّبُ إليهم فعلَ المكرمات،
وحاولْ أن تقلِّلَ من عبثهم،
ومن أحاديثهم التي لا تنتهي،
ومن تعليقاتهم ونكاتهم،
واستهزائهم بأساتذةٍ وزملاءَ لهم،
ومن لعبهم الطويلِ والمكرر،
وأرشدهم ليعوِّضوا ذلك بما ينفعهم،
من مطالعةٍ أو حضورِ مجالسَ علم،
فهذا أوانُ الطلب،
ومرحلةٌ لا تعوَّض.
فإذا نصحتهم وذكَّرتهم،
وصبرتَ على تعليقاتهم،
وعلى همزِهم ولمزهم،
وحلمتَ عن أخطائهم،
سترَى أنهم يحترمونك ويجلُّونك ،
ويرجعون إليك في حلِّ مشكلاتهم،
ويعتبرونكَ مرجعًا وقدوةً لهم.

كم صحيحًا ماتَ دون إنذارٍ من مرض؟
وكم مريضًا شُفيَ وعاشَ وقد أشرفَ على الموت؟!
إنها النذُرُ والعِبَر،
ولكن الناسَ قليلاً ما يعتبرون،
أما التوافهُ فهم وراءها يجرون،
وعنها يتحدَّثون.

كنْ رحيمًا تكنْ أبًا.
كن متعاونًا تكن أخًا.
كن أمينًا تكن صديقًا.
كن حليمًا تكن سيدًا.
كن لطيفًا تكن مرغوبًا.
كن صادقًا تكن ثقة.
كن مبتسمًا تكن محبوبًا.
كن شجاعًا تكن مقدَّمًا.
كن رفيقًا تكن حبيبًا.
كن مشاورًا تكن ناجحًا.
كن متفهِّمًا تكن راشدًا.
كن اجتماعيًّا تكن مجرِّبًا.
كن متَّئدًا تكن حكيمًا.
كن حذرًا تكن سالمـًا.
كن متوكلاً تكن مسدَّدًا.
كن سخيًّا تكن مرجوًّا.
كن معلمًا تكن مبجَّلًا.
كن ناصحًا تكن نافعًا.
كن نظيفًا تكن مقبولاً.
كن مرتَّبًا تكن مرتاحًا.
كن وديعًا تكن جميلاً.
كن خاشعًا تكن مفلحًا.
كن متعبِّدًا تكن متنوِّرًا.
كن محسنًا تكن أثيرًا.
كن تقيًّا تكن وليًّا.
إن شاءَ الله.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #120  
قديم 31-08-2022, 02:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (118)
أ. محمد خير رمضان يوسف



إذا عاشرتَ فحسِّنْ خُلقك،
وجنِّبْ أصحابكَ ما تكرههُ من عاداتك،
فهناك من يتصرَّفُ في المجالسِ وكأنه في بيته،
فيصيح ويأمرُ ويُطلقُ لسانهُ دون مراعاةِ الحالِ والمقام.

كنْ غرسًا طيبًا تكنْ ثمرةً مباركة.
كنْ منافحًا عن الإسلامِ تكنْ كمرابطٍ في ثغر.
كن بعيدًا عن الشبهاتِ تكنْ صالحًا.

﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ
اللهم اجعلني من عبادكَ المتقين، وأسألكَ جنتك.

﴿ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ
اللهم اجعلني عبدًا أوّابًا حفيظًا.

﴿ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ
اللهم اجعلني ممن يخشونكَ بالغيبِ ويأتونكَ بقلبٍ منيب.

﴿ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ
اللهم اجعلني منهم.

﴿ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ
اللهم إني أسألك الجنةَ والمزيد.
[الآيات 31-34 من سورة ق].

درجات ُالتقديرِ في عبادِ الله المؤمنين على الترتيب،
موجودةٌ في الآيةِ 69 من سورةِ النساء،
قولهُ تعالى:
﴿ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً ﴾.
وتفيدُ الآيةُ أن من أطاعَ الله ورسولهُ كان معهم.

يا بني،
صحتكَ لن تبقَى كما هي،
انظرْ إلى أبيك كيف تتوالَى عليه الأمراض،
فما إن يتركهُ مرضٌ حتى يتهجَّمَ عليه مرضٌ آخر.
فاغتنمْ صحَّتكَ فيما يُرضي ربَّك،
من طلبِ علم،
أو عملٍ صالح،
أو خدمةٍ للمسلمين،
قبلَ أن تقعَ فريسةً لأمراضٍ لن تقدرَ خلالها على إنجازِ أعمال.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 190.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 184.75 كيلو بايت... تم توفير 5.83 كيلو بايت...بمعدل (3.06%)]