الاعتصام بالكتاب والسنة، ووجوب طاعة ولاة الأمور - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7824 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 51 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859424 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393788 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215945 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 81 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-05-2023, 06:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي الاعتصام بالكتاب والسنة، ووجوب طاعة ولاة الأمور

الاعتصام بالكتاب والسنة، ووجوب طاعة ولاة الأمور
محمد بن حسن أبو عقيل

الخطبة الأولى
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه؛ أما بعد:
فيا عباد الله؛ أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته، والاعتصام بالكتاب والسُّنَّة؛ لأن في الكتاب والسنة الفوزَ والنجاة من الْمِحَنِ، والْمَخرج من الشرور والفتن؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103]؛ يقول السعدي رحمه الله في تفسيره: "أمرهم تعالى بما يعينهم على التقوى؛ وهو الاجتماع والاعتصام بدين الله، وكون دعوى المؤمنين واحدةً، مؤتلفين غير مختلفين، فإن في اجتماع المسلمين على دينهم، وائتلاف قلوبهم يصلح دينهم، وتصلح دنياهم، وبالاجتماع يتمكَّنون من كل أمر من الأمور، ويحصل لهم من المصالح التي تتوقف على الائتلاف ما لا يمكن عدُّها، من التعاون على البر والتقوى، كما أن بالافتراق والتعادي يختل نظامهم، وتنقطع روابطهم، ويصير كل واحد يعمل ويسعى في شهوة نفسه، ولو أدى إلى الضرر العام... "[1]، وفي الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الشيطان قد يأس أن يُعبَد بأرضكم، ولكن رضِيَ أن يُطاع فيما سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم، فاحذروا؛ إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به، فلن تضلوا أبدًا: كتاب الله، وسنة نبيه))[2]، فالقرآن الكريم هو أعظم وأفضل ما يتأسَّى به الناس، ويقتدون به؛ لأنه كلام الله سبحانه وتعالى، ولأنه يهديهم إلى الطريق المستقيم، وإلى الحق، فلا يضلون، و((سنة نبيه)) هي كل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أقوال، أو أفعال، أو أمور أقرَّها ووافق عليها، وفي السنة بيان وتفصيل لِما في القرآن الكريم، والكتاب والسنة هما أصل الدين، وفيهما النجاة لمن تمسَّك بهما، وفي الحديث: التخويف والتحذير من وسواس الشيطان، وفيه: الحث على التمسك بالكتاب والسنة"[3].

عباد الله؛ ويقول سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59]، في هذه الآية "أمر الله بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ وذلك بامتثال أمرهما، الواجب والمستحب، واجتناب نهيهما، وأمر بطاعة أولي الأمر؛ وهم الولاة على الناس، من الأمراء والحكَّام والْمُفتين، فإنه لا يستقيم للناس أمر دينهم ودنياهم إلا بطاعتهم والانقياد لهم؛ طاعةً لله ورغبةً فيما عنده"[4].

أيها المسلمون؛ جاء في الحديث: دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض، قلنا: أصلحك الله، حدِّث بحديث ينفعك الله به، سمعتَه من النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فقال فيما أخَذَ علينا: أنْ بايَعَنا على السمع والطاعة، في مَنْشَطِنا ومَكْرَهنا، وعُسرنا ويُسرنا، وأثرةً علينا، وألَّا ننازع الأمر أهلَه، إلا أن تَرَوا كفرًا بواحًا، عندكم من الله فيه برهان))[5]، ففي هذا الحديث: الأمر بطاعة الأمراء على كل حال فيما يُرضي الله عز وجل، وترك الخروج على الأئمة، وألَّا يشق المرء عصا المسلمين؛ حتى لا يتسبب في سفك الدماء وهتك الحرم، إلا أن يكفر الإمام، ويُظهِر خلاف دعوة الإسلام؛ فلا طاعة لمخلوق عليه[6].

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 153]، بارك الله لي ولكم في الكتاب والسنة، ونفعنا بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولجميع المسلمين والمسلمات، من جميع الذنوب والخطيئات، فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إن ربي لغفور رحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته، والاعتصام بالكتاب والسنة، ونبذ الخلاف والفُرقة، ولزوم الجماعة، وطاعة ولاة الأمور، وإن من توجيهاته صلى الله عليه وسلم: أنه قال: ((من خلع يدًا من طاعة، لقِيَ الله يوم القيامة لا حجةَ له، ومن مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتةً جاهليةً))[7]، وفي هذا الحديث: الأمر بطاعة الأمراء وولاة الأمور، على كل حال، فيما يُرضي الله عز وجل، وفيه: الأمر بملازمة الجماعة، وفيه: أهمية البيعة والحث عليها، وفيه: النهي عن الخروج على الأمراء وولاة الأمور"[8].

واعلموا - عباد الله - أن من أعظم أنواع الاجتماع الذي أمر الله به الاجتماعَ على ولي الأمر بالسمع والطاعة له في المعروف، والوفاء له بالعهد والبيعة؛ كما أمر الله بذلك ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة))[9]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((اسمعوا وأطيعوا))[10]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطِعِ الأمير فقد أطاعني، ومن يعْصِ الأمير فقد عصاني))[11].

فاتقوا الله عباد الله، وصلوا وسلموا على محمد بن عبدالله؛ كما أمركم الله في كتابه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً، صلى الله عليه بها عشرًا))، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وارضَ اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

الدعاء..........

[1] السعدي، تيسير الكريم الرحمن، ص 142.

[2] صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 40.

[3] الدرر السنية – الموسوعة الحديثية https://old.dorar.net/hadith/sharh/91797

[4] السعدي، ص 183، 184.

[5] صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 7055.

[6] الدرر السنية https://www.dorar.net/

[7] صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1851.

[8] الدرر السنية – الموسوعة الحديثية https://www.dorar.net/hadith/sharh/152535

[9] صحيح أبي داود، الصفحة أو الرقم: 4607.

[10] صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 693.

[11] صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 2957.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 49.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.72 كيلو بايت... تم توفير 2.35 كيلو بايت...بمعدل (4.78%)]