أحاديث في فقه الصيام والقيام - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4416 - عددالزوار : 852350 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3947 - عددالزوار : 387688 )           »          هل لليهود تراث عريق في القدس وفلسطين؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 1051 )           »          أوليــاء اللــه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          المشكلات النفسية عند الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          هل المديرون بحاجة للحب؟هل تحب وظيفتك ومكان عملك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          وأنت راكع وساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          لماذا تصاب المرأة بالقولون العصبي بــعد الــزواج؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          لطائف تأخير إجابة الدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-01-2023, 02:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي أحاديث في فقه الصيام والقيام

أحاديث في فقه الصيام والقيام (1)

الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
وجوب صوم رمضان:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].

عن عبدالله بن عُمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما، قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلم: ((بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلا الله وأنَّ محمَّدًا رسولُ الله، وإقام الصَّلاة، وإيتاء الزَّكاة، والحجِّ، وصوم رمضان))؛ [متفقٌ عليه].

فرحة الصائمين:
قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: ((إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: إنَّ الصَّوْم لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، إنَّ لِلصائِمِ فَرْحَتَيْنِ: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ اللهَ فَجَزاهُ فَرِحَ، وَالَذِي نَفْسُ مُحَمَد بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ))؛ [رواه مسلم].

الصيام جُنَّة:
الصيام جنة؛ أي: وقاية من النار والأمراض والشهوات؛ فلا يرفث ولا يجهل.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَلا يَرْفُثْ وَلا يَجْهَلْ، وَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَ))؛ [رواه البخاري (1894)، ومسلم (1151)].

الصوم وعبادة السر:
عبادة السر هي العبادة التي تكون خالصة لله تعالى وحده، بعيدة كل البعد عن الرياء والسمعة، وهذا ما يعلمنا إياه الصوم، فهو يربي النفوس على التقوى والإخلاص، وحسن المراقبة والخشية من الله تعالى وحده؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].

وجوب تبييت النية:
عن حفصَةَ رَضِيَ الله عنها زَوْجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالت: ((لا صِيامَ لِمَن لم يُجمِعْ قبلَ الفجرِ)).

[أخرجه النسائي (2336)، وابن أبي شيبة في المصنف (9112)، والبخاري في "التاريخ الأوسط" (572)، والدارقطني في "السنن" (2217) صححه ابن حزم في "الإعراب عن الحيرة والالتباس" (3/952)، والألباني في "صحيح النسائي" (2335)].

حُكمُ النيَّةِ: لا يصحُّ الصَّومُ بدون نيَّةٍ، وذلك باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: الحنفيَّة، والمالكيَّة، والشَّافعيَّة، والحَنابِلة، وحُكِيَ الإجماعُ على ذلك.
والله أعلم.

حكم الذي يصوم ولا يصلي:
قال الشيخ ابن العثيمين رحمه الله:
إنَّ الذي يصوم ولا يصلي لا ينفعه صيامه، ولا يُقبل منه، ولا تبرأ به ذمته، بل إنه ليس مطالبًا به ما دام لا يصلي؛ لأن الذي لا يصلي مثل اليهودي والنصراني، فما رأيكم أن يهوديًّا أو نصرانيًّا صام وهو على دينه، فهل يقبل منه؟ لا.

إذًا نقول لهذا الشخص: تُبْ إلى الله بالصلاة وصُمْ، ومن تاب، تاب الله عليه.
[مجموع الفتاوى (ج: 20، ص: 87)].

من أراد أن يكتب له قيام الليل كاملًا وإن نام على فراشه:
ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه رغب في صلاة التراويح جماعة، فقال: ((مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ))؛ [رواه الترمذي (806)، وصححه أبو داود (1375)، والنسائي (1605)، وابن ماجه (1327)].

الصَّدقَةُ فِي رَمَضَان:
فِي‏ الحَدِيث القُدْسي: ((لا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أُحبه)).

ومن أفضل الأعمال التي يتقرب العبد بها إلى الله في رمضان: الصدقة؛ قال ابن عباس: ((كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان))؛ [البُخَارِيُّ، وَمُسْلِم].

قال ‎ابن عثيمين: "فأكثر من الصدقة في هذا الشهر... فإن للصدقة في هذا الشهر مزية على غيره".




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30-01-2023, 02:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أحاديث في فقه الصيام والقيام

أحاديث في فقه الصيام والقيام (2)

الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
شفاعة القرآن والصيام يوم القيامة:
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الصيامُ والقرآنُ يَشْفَعانِ للعبدِ، يقولُ الصيامُ: أَيْ رَبِّ، إني مَنَعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ، فشَفِّعْنِي فيه، ويقولُ القرآنُ: مَنَعْتُهُ النومَ بالليلِ، فشَفِّعْنِي فيه؛ فيُشَفَّعانِ))؛ أخرجه أحمد (6626)، وابن المبارك في ((الزهد)) (2/ 114).

عشر انقضَتْ!
ها هي عشرُ ليالٍ خلَتْ وانقضَتْ وذهبَتْ، وولَّت، وسلفت، وسافرتْ، ومرَّتْ، ورحلَتْ من رمضان المبارك الكريم المعظَّم، الذي تهفو إليه نفوسُ المؤمنين، وتأنس به أرواحُ الصالحين.

يا ألله! بالأمس القريب ونحن نستقبلُه، ونفرح بقدومِه، ونبشُّ ونهشُّ في وجهه، واليوم ها نحن نودِّع ثلثه الأول!

وحريٌّ بنا، والأيام هكذا تسرع إسراعًا، ويحثنا حادي المسيرِ إلى آجالنا- أن نحاسب أنفسَنا، ونخلو بها متسائلين: ماذا استفدنا؟ وماذا قدمنا لآخرتنا؟

الصوم وحفظ الجوارح:
للصوم فوائد روحية ونفسية كثيرة، منها أنه سبب لزرع تقوى الله في القلوب وكفّ الجوارح عن المحرمات؛ قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].

الصوم مدرسة تربوية متكاملة:
نتعلم في هذه المدرسة الأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة، وقوة الإرادة وجهاد النفس والامتناع عن أهم رغبات الجسد وحاجاته الضرورية، ونتدرب على السلوك الحسن الذي يبعث على التقوى والإخلاص امتثالًا لأمر الله وتقربًا إليه، وفي الصوم يتعلم المسلم تهذيب النفس وحفظ الجوارح وتزكية الأخلاق، وتحلية القلب بالشفقة والرحمة؛ حيث يشعر الصائم في آخر النهار بألم الجوع ولهيب العطش، فيُذكِّره ذلك بمعاناة الفقراء والمحرومين، ويدعوه للشفقة بهم وإدخال السرور عليهم.

رمضان شهر التربية للأطفال:
من أهم فوائد شهر رمضان الفضيل أنه يجعل جميع أفراد العائلة يتسابقون فيما بينهم في فعل الطاعات وإقامة شعائر الله ومناسكه. كما أن تربية الأطفال من الصغر على مبادئ الدين الإسلامي الحنيف تعد من أفضل العبادات التي ينال بها العبد رضا الله سبحانه وتعالى؛ إذن رمضان شهر التربية والتعليم.

المرأة في رمضان:
المرأة أحوج ما تكون لترتيب الأولويات في استثمار أوقاتها في شهر رمضان المبارك؛ حيث إنها مشغولة في عمل بيتها وخدمة زوجها وأولادها، ونحو ذلك، فهي بحاجة ماسة إلى ترتيب وقتها في خِضَمِّ تلك الظروف المنزلية، وإذا لم تفعل ذلك فإنها قد تخسر كثيرًا من وقتها من حيث لا تشعر.

وقفة تأمل:
مضى نصفُ رمضان، فإن كنا قد قصَّرنا فيه، فلنعوِّض فيما بقي ذكرًا وتلاوة وصلاة ودعاء.

أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يرضيه، وأن يجعلنا ووالدينا وأهلنا من عتقائه من النار، وأن يبلغنا ليلة القدر، إنه سميع مجيب.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30-01-2023, 02:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أحاديث في فقه الصيام والقيام

أحاديث في فقه الصيام والقيام (3)



الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
وقفة تأمل:
مضى نصف رمضان، فإن كنا قد قصرنا فيه فلنعوض فيما بقي ذكرًا وتلاوة وصلاة ودعاء، أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يرضيه، وأن يجعلنا ووالدينا وأهلنا من عتقائه من النار، وأن يبلغنا ليلة القدر، إنه سميع مجيب.


رمضان شهر الفتوحات والانتصارات:
فهذا الشهر العظيم ضمَّ الوقائع العظيمة على مدى تاريخ الإسلام، فمن يتصفح التاريخ، ويقلب أوراق الكتب، تبرز أمامه الصورة المشرقة لهذا الشهر، ولكن أسفًا على أمة غابت عنها صورتها المشرقة وعن عينها لفترة زادت عن مئات السنين، فلذا أصبح من الصعب بل من المستحيل على العقل تصورها، تحققت انتصارات رائعة، ومن أشهر تلك الفتوحات الرمضانية معركة بدر، ثم فتح مكة، ومن ثم الأندلس، وحطين، وعين جالوت، وغير ذلك.

ولا يأتي رمضان إلا ونتذكر هذه الانتصارات، وهذه نعمة عظيمة مَنَّ الله عز وجل بها علينا.

إنه شهر الانتصارات والفتوحات، لا شهر الكسل، والطرب والمسلسلات والمجون!

اللهم ردنا إليك ردًّا جميلًا.


عبودية الصيام:
العبودية لله عز وجل من أسمى منازل القرب والخضوع للمولى سبحانه وتعالى؛ حيث إن العبادة: "اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة"، فالأعمال الباطنة مثل: أعمال القلب، من اليقين والصبر، والتوكل والرجاء، والخوف والمحبة والإنابة.

الصيام جمع بين العبادة الظاهرة والباطنة.


وقت المسلم:
وقوله: ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [الشرح: 7، 8]، هذه خطة لحياة المسلم وُضعت لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم؛ ليطبقها أمام المسلمين، ويطبقوها معه، حتى الفوز بالجنة والنجاة من النار، وهي فإِذا فرغت من عمل ديني، فانصب لعمل دنيوي، وإذا فرغت من عمل دنيوي، فانصب لعمل ديني أخروي، فمثلًا فرغت من الصلاة، فانصب نفسك للذكر والدعاء بعدها، فرغت من الصلاة والدعاء، فانصب نفسك لدنياك، فرغت من الجهاد، فانصب نفسك للحج، ومعنى هذا أن المسلم يحيا حياة الجد والتعب، فلا يعرف وقتًا للهو واللعب أو للكسل والبطالة قط، وقوله: ﴿ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [الشرح: 8]؛ ارغب بعد كل عمل تقوم به في مثوبة ربك وعطائه، وما عنده من الفضل والخير؛ إذ هو الذي تعمل له وتنصب من أجله، فلا ترغب في غيره، ولا تطلب سواه.

شرف ليلة القدر:
قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1].

يقَدِّرُ اللهُ سبحانه وتعالى فيها كُلَّ ما هو كائنٌ في السَّنَةِ؛ قال تعالى: ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴾ [الدخان: 4، 5].

ففي تلك الليلةِ يُقَدِّرُ اللهُ سبحانه مقاديرَ الخلائِقِ على مدارِ العامِ، ويُكتَبُ فيها الأحياءُ والأمواتُ، والنَّاجون والهالكونَ، والسُّعداءُ والأشقياءُ، والعزيزُ والذَّليلُ، وكلُّ ما أراده اللهُ سبحانه وتعالى في السَّنةِ المُقبلةِ، يُكتَبُ في ليلةِ القَدرِ هذه.

إنَّها ليلةٌ مُبارَكة.

قيام ليلة القدر:
يُشرَعُ في هذه الليلةِ الشَّريفةِ قيامُ لَيلِها بالصَّلاةِ.

عن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((ومن قامَ ليلةَ القَدرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقَدَّمَ مِن ذَنبِه))؛ [رواه البخاري (2014)، ومسلم (760)].

اللهم وفقنا وجميع المسلمين لقيامها.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30-01-2023, 02:59 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أحاديث في فقه الصيام والقيام

أحاديث في فقه الصيام والقيام (4)



الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري


هل يشترط معرفتها؟
هل ينال الإنسان أجر ليلة القدر وإن لم يعلم بها؟
نعم ولا شك، وأما قول بعض العلماء: إنه لا ينال أجرَها إلا مَن شعَر بها، فقول ضعيف جدًّا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا»، ولم يقل عالِمًا بها، ولو كان العلم بها شرطًا في حصول هذا الثواب لبيَّنه صلى الله عليه وسلم؛ الشرح الممتع (6/ 496) للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
الاعتكاف:
يُشرَعُ الاعتكافُ، فقد كان رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يعتَكِفُ في العَشْرِ الأواخِرِ التماسًا لِلَيلةِ القَدْرِ؛ عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((من كان اعتكَفَ معي، فلْيعتكِفِ العَشرَ الأواخِرَ، وقد أُريتُ هذه الليلةَ ثم أُنسِيتُها، وقد رأيتُني أسجُدُ في ماءٍ وطِينٍ مِن صَبيحَتِها، فالتَمِسوها في العَشرِ الأواخِرِ، والتَمِسوها في كُلِّ وِتر))؛ رواه البخاري (2027)، واللفظ له، ومسلم (1167).
الدُّعاء:
يُشرَعُ الدُّعاءُ فيها والتقَرُّبُ به إلى اللهِ تبارك وتعالى؛ عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: ((قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ إنْ عَلِمْتُ أيُّ ليلةٍ ليلةُ القَدرِ، ما أقولُ فيها؟ قال: قُولي: اللَّهُمَّ، إنِكَّ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفوَ فاعْفُ عَنِّي))؛ رواه أحمد (6/ 171) (25423)، والترمذي (3513)، وابن ماجه (3850)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (4/ 407) (7712)، والحاكم (1/ 712.
خصائصُ شَهرِ رَمَضان:
فيه أُنزِلَ القُرآنُ، فيه تُفَتَّحُ أبوابُ الجنَّةِ، وتُغَلَّقُ أبوابُ النَّارِ، وتُصَفَّدُ الشَّياطينُ، العُمرةُ فيه تعدِلُ حَجَّةً.
الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان:
عـن عائشـة رضـي الله عـنـها قـالـت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العـشر الأواخـر، شـدَّ مئزرَه، وأحيا ليله، وأيقَظ أهله؛ متفق عليه.
وعنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشـر ما لا يَجتهد في غيـره؛ رواه مسلـم.
رمضان والموت:
عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاني جبريلُ عليه السَّلامُ فقال: يا محمَّدُ، عِشْ ما شئتَ فإنَّك ميِّتٌ، وأحبِبْ من شئتَ فإنَّك مفارقُه، واعمَلْ ما شئتَ فإنَّك مجزِيٌّ به، ثمَّ قال: يا محمَّدُ، شرفُ المؤمنِ قيامُه باللَّيلِ، وعِزُّه استغناؤُه عن النَّاسِ؛ أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (4278)، والحاكم (7921).
كم كنتَ تعرِف ممن صام في سلفٍ
من بين أهل وجيرانٍ وإخوانِ
أفناهم الموتُ واستبقاك بعدَهم
حيًّا فما أقربَ القاصي من الداني

اللهم أحسِن خاتمتنا يا ذا الجلال والإكرام.
الزكاة:
وتتمثل أهمية الزكاة في أنها الركن الثالث من أركان الإسلام، ومن محاسن الإسلام الذي جاء بالتكافل، والتراحم، والتعاطف، والتعاون بين المسلمين، وبالأمن، والرخاء لهم، فقد جعل الله الزكاة طُهرةً لصاحبها، وتنمية حسية ومعنوية له، وإعانةً من أصحابها لإخوانهم المستحقين لها، فالإسلام دين التكافل الاجتماعي؛ حيث يكفل للمحتاج ما يعينه على حياته من مال الزكاة.
رمضان والدعاء:
في كتاب الله وبعد ذكر آية الصيام العظيمة؛ قال الله: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة: 186].
قال أهل العلم: الصومُ مَظِنةُ إجابة الدعاء، ويجتمع اليوم مع الصوم آخرُ ساعة من يوم الجمعة، فارفَع يديك، فلعل اليوم هو موعد إجابة الدعوة التي انتظرتها طويلًا.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 30-01-2023, 03:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أحاديث في فقه الصيام والقيام

أحاديث في فقه الصيام والقيام (5)



الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري


النار أجارنا الله منها﴿ فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى ﴾ [الليل: 14]


هذه الآية العظيمة لها شأنٌ عظيم؛ وهي قوله سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].
أسباب دخول النار:
الشرك.
الكفر.
البدع.
النفاق.
الرياء.
الكذب.
الوقوع في الذنوب والموبقات، والاستمرار عليها دون التوبة منها، هي سببٌ لدخول النار، ومِن هذهِ الموبقات السِّحر، والقتل، والزنا، والربا، وشُرب الخمر، والتولي يوم الزحف، والردَّة بعدَ الإسلام، وإنكار أركان الإسلام وجُحودها كمن يجحد الصلاة ويُنكرها أو يُنكر الزكاة والصيام وغيره، ومِن هذهِ الذنوب عُقوق الوالدين، وقطع الطريق، إلى غير ذلك، اللهم إنا نعوذ بك من النار، وما قرَّب إليها من قولٍ وعمل.
♦♦ ♦♦ ♦♦

الجنة دار السعادة والفرح والسرور الدائم والنعيم المقيم
﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133].
أسباب دخول الجنة:
تقوى الله.
حسن الخلق.
تحقيق التوحيد.
طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
إقامة الصلاة.
الأعمال الصالحة.
الإخلاص لله في كل عمل.
بر الوالدين.
صلة الرحم.
الاستغفار.
الإيمان بالله.
الصبر.
اللهم إنا نسألك الجنة، وما قرَّب إليها من قولٍ وعمل.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 87.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 84.05 كيلو بايت... تم توفير 3.74 كيلو بايت...بمعدل (4.26%)]