لماذا ندم شيخ الإسلام في آخر حياته؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 211 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28440 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60061 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 842 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام > ملتقى أعلام وشخصيات

ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-05-2010, 01:33 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,884
الدولة : Egypt
افتراضي لماذا ندم شيخ الإسلام في آخر حياته؟

نقَل الإمام ابنُ رجب - رحمه الله - في "ذيل طبقات الحنابلة": أنَّ شيخ الإسلام ابن تيمية صرَّح بندمه في آخرِ حياته، فلماذا؟

لماذا؟! فمِثلُه لا يندم إلا على أمرٍ عظيم.

لماذا ندم، وهو الذي أمْضى حياته دعوةً وتعليمًا، وجهادًا، وأمرًا بالمعروف ونهيًا عن المنكر؟!

يندم وهو الذي شَرَعَ في الجمْع والتصنيف من دون العشرين، ولم يزلْ في علوٍّ وازدياد من العلم والقدر إلى آخرِ عمره - كما ذكر ذلك ابن رجب نفسه، رحمه الله!

وقال عنه الإمام المؤرِّخ الذهبي - رحمه الله -: "فريد العصر علمًا ومعرفة، وشجاعةً وذكاءً، وتنويرًا إلهيًّا، وكرمًا ونصحًا للأمَّة، وأمرًا بالمعروف ونهيًا عن المنكر".

وقال فيه ابن الزملَكاني - رحمه الله -:
مَاذَا يَقُولُ الوَاصِفُونَ لَهُ
وَصِفَاتُهُ جَلَّتْ عَنِ الْحَصْرِ
هُوَ حُجَّةٌ لِلَّهِ قَاهِرَةٌ
هُوَ بَيْنَنَا أُعْجُوبَةُ الدَّهْرِ
هُوَ آيَةٌ لِلْخَلْقِ ظَاهِرَةٌ
أَنْوَارُهَا أَرْبَتْ عَلَى الْفَجْرِ

يندم وقد كان في حياته - رحمه الله - محافظًا على الصلاة والصوم، معظِّمًا للشرائع ظاهرًا وباطنًا، لا يُؤتَى من سوء فهْم، فإنَّ له من الذكاء المفرط، ولا مِن قلَّة العمل فإنَّه بحر زخَّار"؛ قاله الذهبي.

وقال آخر: كان مِن أذْكياء العالَم، وله في ذلك أمورٌ عظيمة.

ووصفَه عمادُ الدين الواسطي - رحمه الله - فقال: "واللهِ ثُمَّ واللهِ، لم أرَ تحتَ أديم السماء مثلَه علمًا وعملاً، وجمالاً وخُلقًا، واتباعًا وكرمًا، وحلمًا في حقِّ نفسه، وقيامًا في حقِّ الله تعالى عند انتهاك حُرْمته".

بل قال له تقيُّ الدين ابنُ دقيق العيد - رحم الله الجميع - بعدَ الاجتماع به وسماع كلامه قال: "ما كنتُ أظنُّ أنَّ الله بَقِي يخلُق مثلَك"؛ حكاها الذهبي.

يندم شيخُ الإسلام في آخر حياته، وله من المؤلَّفات والقواعد، والفتاوى والأجوبة، والرسائل والتعاليق، ما لا ينحصر ولا ينضبط، ولا أعلم أحدًا من المتقدِّمين ولا مِن المتأخِّرين جمَع مثل ما جمَع، ولا صنَّف نحوَ ما صنَّف، ولا قريبًا من ذلك، مع أنَّ تصانيفه كان يكتبها مِن حفظه، وكتب كثيرًا منها في الحبْس، وليس عنده ما يحتاج إليه ويراجعه من الكُتب"؛ الذهبي.

وقال: وأمَّا شجاعته فبها تُضرَب الأمثال، وببعضِها يتشبه أكابرُ الأبطال.

وقال فيه خليل الصفدي (ت 764): "لم أرَ أنا ولا غيري مثلَ استحضاره، ولا مثلَ سبْقه إلى الشواهد وسُرعة إحْضاره، ولا مثل عزْوِه الحديثَ إلى أصله الذي فيه نُقطة مداره، وأمَّا علم الأصلَيْن فقهًا وكلامًا، وفَهْمًا وإعلامًا، فكان عجبًا لمن يسمعه، ومعجزًا لم يعدَّ ما يأتي به أو يجمعه".

وقال - رحمه الله - أيضًا: "وكان ذا قلمٍ يُسابق البَرْق إذا لمع، والودقَ إذا همَع، يُملي على المسألة الواحدة ما شاء مِن رأس القلم، ويكتب الكرَّاسين والثلاثة في قعدة".

وكان الحافظ المِزيُّ يقول فيه: لم يُرَ مثله منذ أربعمائة سَنَة.

وفي وفاته ذَكَر الإمام ابن حجر - رحمه الله - أنَّه لما مات شيخ الإسلام ابن تيمية كان أميرُ البلد غائبًا، وكان أكثر مَن بالبلد من الفقهاء قد تعصَّبوا عليه حتى مات محبوسًا بالقلعة، ومع هذا فلم يتخلَّفْ منهم عن حضور جنازته والترحُّمِ عليه، والتأسُّف عليه، إلا ثلاثة أنفس، تأخَّروا خشيةً على أنفسهم من العامَّة".

هذه مجرَّد إشاراتٍ في شيخ الإسلام ابن تيمه - رحمه الله، وقدَّس الله رُوحه - وإن كان يكفيه فخرًا وفضلاً أنَّ الإمام الجهبذ ابن القيم تلميذُه ونتاجُه، فرحم الله الجميع، وللمزيد الماتع يراجع: "الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية"، إشراف الشيخ العلاَّمة د. بكر أبو زيد - رحم الله الجميع.

مع هذا وغيرِه يندم في آخِر حياته!!

أتدري لماذا؟ تأمَّل:
في آخرِ أيَّامه في سجن القلعة الذي مات فيه يقول شيخ الإسلام: "وندمتُ على تضييع أوقاتي في غيرِ معاني القرآن"؛ "ذيل طبقات الحنابلة"، ابن رجب، (2/402).

هذا وهو الذي برَع في تفسير القرآن، وغاصَ في دقيق معانيه بطبْع سيَّال، وخاطر إلى مواقع الإشكال ميَّال، واستنبط منه أشياءَ لم يُسبق إليها - كما قال الإمام الذهبي. وقال: "وأمَّا التفسير فمُسلَّم إليه، وله مِن استحضار الآيات من القرآن وقتَ إقامة الدليل بها على المسألة قوةٌ عجيبة".

إنَّها دعوةٌ من شيخ الإسلام للعلماء قبلَ الطلاَّب، وللدعاة قبل المدعوين، ولأهل الفِكر والثقافة قبلَ العوامِّ أن يقفوا عند معاني القرآن، ويكشفوا كنوزَه، ويُسطِّروا عجائبَه التي لا تنقضي، وأن يعيشوا مع القرآن، ويُعيدوا النظر في تعاملهم معه، إنَّها دعوةٌ للحياة بالقرآن، وبذل الجهْد في تدبُّر معانيه، والوقوف عند آياته.

لله دَرُّ شيخ الإسلام يندم وقد قدَّم ما قدَّم، ولم يغترَّ ويفخر، ولم يكتفِ بتلك السِّيرة والمسيرة التي تَنقَّل فيها بين بساتين الدعوة والجِهاد والعلم.

نسأل الله أن يرفعَ درجتَه، ويُقدِّس رُوحَه، ويحشرَه في زمرة الأنبياء والصِّدِّيقين والشهداء والصالحين، وأن يحشرَنا برحمته معهم.

ونسأل الله أن يجعلَ القرآن ربيعَ قلوبنا، ونورَ صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذَهابَ همومنا وغمومنا.


نبيل بن عبدالمجيد النشمي


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18-09-2010, 12:21 AM
الصورة الرمزية سامي
سامي سامي غير متصل
مشرف الملتقى الإسلامي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: فلسـطيــن
الجنس :
المشاركات: 9,499
الدولة : Palestine
افتراضي رد: لماذا ندم شيخ الإسلام في آخر حياته؟

جزاك الله خيرا اختي الكريمة
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.14 كيلو بايت... تم توفير 2.40 كيلو بايت...بمعدل (3.96%)]