التأمل وأثره في زيادة الإيمان - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         همسة في آذان الشباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          من آداب الدعاء... إثبـــات الحمـــد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13 - عددالزوار : 3015 )           »          الاستعمار وأساليبه في تمكين الاستشراق الحلقة الرابعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 609 )           »          قواعد عقاب الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 45 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 55 - عددالزوار : 15795 )           »          توجيهات منهجية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          القاعدة الأوفى في الأسماء الحسنى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-02-2019, 01:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,333
الدولة : Egypt
افتراضي التأمل وأثره في زيادة الإيمان

التأمل وأثره في زيادة الإيمان
عبد الله جحيش



إن أعظم نعمة وأكرم منة يمن بها المولى على العبد هي نعمة الإيمان, الإيمان الصادق بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
فالإيمان ليس كلمة تقال ولا أمنية يتمناها الشخص فتحقق له بين عشية وضحاها كما أنه ليس شيئاً يمكن أن يمتلكه الإنسان بماله أو قوته وسلطانه أو أنه شيء يمكن لأحد أن يتصنعه أو يتزين به.
كلا إن الإيمان اعتقاد في القلب ينتج عن علم ومشاهدة يتبع ذلك عمل وتضحية ومجاهدة.
علم ومعرفة بالله ودينه ورسوله – صلى الله عليه وسلم - وهذه الثلاثة: هي أصول الإسلام العظمى ومبانيه الكبرى، ومعاينة ومشاهدة لآيات الله الشرعية والكونية.
إن الإيمان هو الدافع لكل التصرفات والأفعال السلوكية للإنسان, على اختلاف أشكلها وألوانها، هذه التصرفات والأفعال هي التي تحدد طبيعة الإنسان وتشكل نمط حياته، وتكتب في النهاية سعادته أو شقائه.
من هنا نعلم جميعا أنه منوط بكل واحد منا قبل كل شيء، أن يسعى سعياً حثيثاً لتعلم الإيمان، ومعرفة سبل زيادته ونقصه في القلوب.
إن من أهم السبل الموصلة لزيادة الإيمان وتعميقه في النفوس التأمل – نعم التأمل – التأمل في آيات الله الشرعية والكونية, فتعالوا معي لنبحر في رحلة تأمل؛ لنرى كيف يمكن للمتأمل أن يزداد إيمانه, ويشعر لذلك ببهجة في قلبه, وسعادة واطمئنان في نفسه، يصاحب ذلك كله شعور بالمحبة والرضا والإنس، تعجز الكلمات عن وصف تلكم الحالة وذلك الشعور الرائع.
لكن قبل أن نبدأ رحلتنا دعونا نتعرف على حقيقة التأمل وما الذي يجب أن نتأمله.
فأما حقيقة التأمل فهو: تدقيق النظر في الكائنات بغرض الاتعاظ والتذكر(1).
وقال بعضهم: التأمل هو استعمال الفكر.
وأما ما الذي يجب أن نتأمله فما أمران لا ثالث لهما:
الأول: آيات الله الشرعية وهما ( القرآن والسنة ).
والثاني: آيات الله الكونية وهي كل العوالم والمخلوقات التي خلقها الله – سبحانه -.
أما التأمل في آيات الله الشرعية فلا أجد كلاماً أجمل مما قاله أبن القيم –رحمه الله – في تأمل القرآن لذا سأترككم معه فلا كلام لي في حضرته، لكن قبل أن أترككم أعدكم – إن سمحتم لي - بأن أعود إليكم في حلقة أخرى من حلقات التأمل.
أسأل الله – عز وجل - أن يرزقني وإياكم الإيمان الصادق والعمل الصالح.
قال ابن القيم: "وأما التأمل في القرآن: فهو تحديق ناظر القلب إلى معانيه وجمع الفكر على تدبره وتعقله وهو المقصود بإنزاله لا مجرد تلاوته بلا فهم ولا تدبر قال الله تعالى : {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} (ص / 29) وقال تعالى : {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} (محمد / 24) وقال تعالى: {أفلم يدبروا القول} (المؤمنون / 68) وقال تعالى: {إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون} (الزخرف / 3) وقال الحسن : نزل القرآن ليتدبر ويعمل به فاتخذوا تلاوته عملا فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده وأقرب إلى نجاته : من تدبر القرآن وإطالة التأمل وجمع منه الفكر على معاني آياته فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغاياتهما وثمراتهما ومآل أهلهما وتتل(2) في يده مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة وتثبت قواعد الإيمان في قلبه وتشيد بنيانه وتوطد أركانه وتريه صورة الدنيا والآخرة والجنة والنار في قلبه وتحضره بين الأمم وتريه أيام الله فيهم وتبصره مواقع العبر وتشهده عدل الله وفضله وتعرفه ذاته وأسماءه وصفاته وأفعاله وما يحبه وما يبغضه وصراطه الموصل إليه وما لسالكيه بعد الوصول والقدوم عليه وقواطع الطريق وآفاتها وتعرفه النفس وصفاتها ومفسدات الأعمال ومصححاتها وتعرفه طريق أهل الجنة وأهل النار وأعمالهم وأحوالهم وسيماهم ومراتب أهل السعادة وأهل الشقاوة وأقسام الخلق واجتماعهم فيما يجتمعون فيه وافتراقهم فيما يفترقون فيه وبالجملة تعرفه الرب المدعو إليه وطريق الوصول إليه وما له من الكرامة إذا قدم عليه وتعرفه في مقابل ذلك ثلاثة أخرى : ما يدعو إليه الشيطان والطريق الموصلة إليه وما للمستجيب لدعوته من الإهانة والعذاب بعد الوصول إليه فهذه ستة أمور ضرورية للعبد معرفتها ومشاهدتها ومطالعتها فتشهده الآخرة حتى كأنه فيها وتغيبه عن الدنيا حتى كأنه ليس فيها وتميز له بين الحق والباطل في كل ما اختلف فيه العالم فتريه الحق حقا والباطل باطلا وتعطيه فرقانا ونورا يفرق به بين الهدى والضلال والغي والرشاد وتعطيه قوة في قلبه وحياة وسعة وانشراحا وبهجة وسرورا فيصير في شأن والناس فى شأن آخر فإن معاني القرآن دائرة على التوحيد وبراهينه والعلم بالله وماله من أوصاف الكمال وما ينزه عنه من سمات النقص وعلى الإيمان بالرسل وذكر براهين صدقهم وأدلة صحة نبوتهم والتعريف بحقوقهم وحقوق مرسلهم وعلى الإيمان بملائكته وهم رسله في خلقه وأمره وتدبيرهم الأمور بإذنه ومشيئته وما جعلوا عليه من أمر العالم العلوي والسفلي وما يختص بالنوع الإنساني منهم من حين يستقر في رحم أمه إلى يوم يوافي ربه ويقدم عليه وعلى الإيمان باليوم الآخر وما أعد الله فيه لأوليائه من دار النعيم المطلق التى لا يشعرون فيها بألم ولا نكد ولا تنغيص وما أعد لأعدائه من دار العقاب الوبيل التى لا يخالطها سرور ولا رخاء ولا راحة ولا فرح وتفاصيل ذلك أتم تفصيل وأبينه وعلى تفاصيل الأمر والنهي والشرع والقدر والحلال والحرام والمواعظ والعبر والقصص والأمثال والأسباب والحكم والمبادئ والغايات في خلقه وأمره فلا تزال معانيه تنهض العبد إلى ربه بالوعد الجميل وتحذره وتخوفه بوعيده من العذاب الوبيل(1) وتحثه على التضمر(2) والتخفف للقاء اليوم الثقيل وتهديه في ظلم الآراء والمذاهب إلى سواء السبيل وتصده عن اقتحام طرق البدع والأضاليل وتبعثه على الازدياد من النعم بشكر ربه الجليل وتبصره بحدود الحلال والحرام وتوقفه عليها لئلا يتعداها فيقع في العناء الطويل وتثبت قلبه عن الزيغ والميل عن الحق والتحويل وتسهل عليه الأمور الصعاب والعقبات الشاقة غاية التسهيل وتناديه كلما فترت(3) عزماته وونى(4) في سيره.
تقدم الركب وفاتك الدليل فاللحاق اللحاق والرحيل الرحيل وتحدو به وتسير أمامه سير الدليل وكلما خرج عليه كمين من كمائن العدو أو قاطع من قطاع الطريق نادته : الحذر الحذر ! فاعتصم بالله واستعن به وقل : حسبي الله ونعم الوكيل وفي تأمل القرآن وتدبره وتفهمه : أضعاف أضعاف ما ذكرنا من الحكم والفوائد وبالجملة : فهو أعظم الكنوز طلسمه الغوص بالفكر إلى قرار معانيه"(5).
ولقد قال الله في محكم تنزيله {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الكِتَابُ وَلَا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} ]الشُّورى/52[.
اللهم نور قلوبنا بنور الإيمان واليقين واهدنا إلى صراطك المستقيم


(1) وانظر : الكليات (1/287) والتعاريف (1/156).
(2) تتل: تل الشيء في يده: وضعه فيها
(1) الوخيم وزناً ومعنى
(2) التضمر : الإسراع
(3) فترت: ضعفت
(4) ونى: أبطأ
(5) مدارج السالكين(1/453).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.49 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]