فضائل ومعاني لا حول ولا قوة إلا بالله - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 39 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 43 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-10-2020, 12:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي فضائل ومعاني لا حول ولا قوة إلا بالله

فضائل ومعاني لا حول ولا قوة إلا بالله (1)


الرهواني محمد





الخطبة الأولى

من أيسر الأعمال التي يستطيع المسلم أن يُشغل بها وقته، ويُحيي بها قلبه ويؤنسُ بها وحشتَه ويرُضي بها ربه، ويَتقرب بها إليه سبحانه: ذكر الله جل وعلا.



فذكر الله من أعظم الأعمالِ، وأجل الطاعاتِ وأحبِّها إلى ذي الجلال والإكرام، قال سبحانه:﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾ [العنكبوت: 45].



ذكر الله لا يسئمه الجليس ولا يملّه الأنيس، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].



لذا، سيكون حديثي إليكم في هذا اليوم عن كلمة قليلة المبنى عظيمة المعنى، فيها من التوحيد والإجلال والتوقير للرب المتعال، وفيها من التوكل والاستعانة بالله والتفويض إليه ما يُريح البال ويُغَير الأحوال.



إنها الحوقلة.. كلمة لا حول ولا قوة إلاّ بالله.

هذه الكلمة العظيمة لها دلالات عظيمةٌ ومعانٍ جليلةٌ تشهد بجلالها، وتدل على كمالها وعِظم شأنها وكثرة فوائدها وفضائلها.

وإنَّ أحسن ما يُستعان به على الوقوف على فوائدها وفضائلها، وفَهْم ومعرفة معانيها ومقاصدها قولُ من لا ينطق عن الهوى النبيُّ المصطفى صلى الله عليه وسلم.

فلِعِظَمِ فضلها عند الله، وكثرة ثوابها عنده، وما يترتب عليها من خيراتٍ متنوعةٍ وفضائلَ متعددةٍ في الدنيا والآخرة، فقد وردت نصوص كثيرة تنوعت في الدلالة على تشريف هذه الكلمة ورِفعة مكانتها، مما يدل على أنها كلمة عظيمة ينبغي على كل مسلم أن يُعنى بها ويَهتم بها غاية الاهتمام وأن يُكثر من قولها حيثما كان، فهي مفتاح كل خير، ولكن أغلب الناس عنها غافلون، بل هناك من يستخدمها في المكان الخطأ وليس في المكان الصحيح.



ومما يدل على فضل هذه الكلمة العظيمة:

*أنها كنز من كنوز الجنة:

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ).

ومن فضائلها: أنها من كنزٍ تحتَ العرشِ:

فعن أَبي ذر رضي الله عنه قال:"أَمَرَنِي خَلِيلِي صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بِسَبْعٍ..وأمرني أن أُكثِرَ من قولِ لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ فإنَّهنَّ من كنزٍ تحتَ العرشِ".





ومن فضائلها: أنها غرس مِنْ غِرَاسِ الجَنَّةِ:

عن أَبي أَيوب الأنصارِي رضي الله عنه أن رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ مَرَّ عَلَى إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ :"مُرْ أُمَّتَكَ فَلْيُكْثِرُوا مِنْ غِرَاسِ الْجَنَّةِ فَإِنَّ تُرْبَتَهَا طَيِّبَةٌ وَأَرْضَهَا وَاسِعَةٌ، قَالَ: وَمَا غِرَاسُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ".



ومن فضائلها: أنها باب مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ:

عن قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنهما أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهألا أَدُلُّك على بابٍ من أبواب الجنَّةِ؟ قلتُ: بلى، قال: لا حولَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ).

ومن فضائلها: أنها سبيل لحفظ النعم:

وقال المؤمن لصاحبه: ﴿ وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ﴾[الكهف: 39]، قال مالك: ينبغي لكل من دخل منزله أن يقول هذا.

ومن فضائلها: أنها تقي صاحبها من شياطين الجن والإنس عند الخروج من البيت.



عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، يُقالُ له حسبُك، هُدِيتَ وكُفِيتَ ووُقِيتَ ويتنحَّى عنه الشَّيطانُ، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ.



ومن فضائلها: أنها سبب في تكفير الخطايا:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَما علَى الأرضِ أحدٌ يقولُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ واللَّهُ أَكْبرُ ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ إلَّا كُفِّرَت عنهُ خطاياهُ ولو كانت مثلَ زبدِ البحرِ).



الخطبة الثانية

ومن فضائلِ لا حول ولا قوة إلا بِالله أن من قالها بعد الحيعلتين دخل الجنة:

ففي صحيح مسلم عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمإِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَقَالَ أَحَدُكُمْ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ).


فهذه الكلمة العظيمة أيها الأحباب لا تنقضي فضائلها فعلى المسلم أن يلازمها حيثما كان فهي لا تحتاج منا كثير جهد.

فنسأل الله العلي العظيم أن يوفقنا للإكثار من قولها وأن يرزقنا الإخلاص في ذلك، إنه ولي ذلك والقادر عليه. (يتبع).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26-10-2020, 01:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فضائل ومعاني لا حول ولا قوة إلا بالله

فضائل ومعاني لا حول ولا قوة إلا بالله (2)
الرهواني محمد




الخطبة الأولى
الله عز وجل يوجهنا ويعلمنا من خلال آيات القرآن أن نفوض أمورنا إليه جل جلاله، وألا نستعين إلا به، قال سبحانه إخباراً عن العبد الصالح: ﴿ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [غافر: 44]، كما أمرنا سبحانه أن نجعل توكُّلنا واعتمادنا عليه فقال سبحانه: ﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [المائدة: 23].

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصا على زرع هذا المعنى في النفوس، فأوصى صلى الله عليه وسلم عامة المؤمنين بأن يكثروا من ترديد قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وهي ما يُعرف بالحوقلة، فقال صلى الله عليه وسلم: (أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ).

هذه الكلمة العظيمة معاشر أمة النبي الحبيب: وقد سبق ذكرُ بعضٍ من فضائلها وبيانُ شيءٍ من ميزاتها ومحاسنِها في جمعة سابقة..
فهي غِراسُ الجنة.. وهي من كنزٍ تحتَ العرشِ.. وهي باب مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ.. كما أنها سبيل لحفظ النعم.. وأنها تقي قائلها وتحفظه.. وأنها سبب في تكفير الخطايا.

هذه الكلمة العظيمة لها دلالات عميقة ومعان جليلة تشهد وتدل على عِظم وجليل شأنها ورِفعة قدرها وكثرةِ ثوابِها وأجرها.
فهي كلمة قليلةُ المبنى عظيمة المعنى، فيها من التوحيد والإجلال والتوقير للرب المتعال، وفيها من التوكل والاستعانة بالله والتفويض إليه والاعتمادِ عليه ما يُريح البال ويُغَير الأحوال.

ومن الأمور اللازمةِ والضروريةِ في هذا الباب، زيادة على معرفة الفضائل، أن يَفهم المسلم مدلولَ هذه الكلمة ومعناها، ليكون ترديده لهذه الكلمة والإكثارُ منها بعلم وفهم وإدراك، أما أن يُردد الإنسان كلاما لا يفهم معناه، ولا يُدرك مقاصده، فهذا عديمُ التأثيرِ ضعيفِ الفائدة.

ولهذا لا بد للمسلم في هذا الذكر، ولزاماً عليه في كل ما يَذكر الله سبحانه وتعالى به، أن يكون عالماً بمعنى ما يقول، مُدركا لمدلوله ومقاصده، إذ بذلك يُؤتِي الذكرُ ثمارَه، وتتحققُ فائدتُه، ويَنتفعُ به الذاكر.

فمن معاني لا حول ولا قوة إلاّ بالله أنه: لا تحول للعبد من حال إلى حال ولا قوةَ له على القيام بأيِّ أمر من الأمور، إلاّ بالله، أي: إلاّ بعون الله وتوفيقه وتسديده.
من معانيها أنه لا تحول للعبد عن معصية الله إلا بعصمة الله ولا قوةَ له على طاعة الله إلا بتوفيق الله.

من معانيها أنه لا تحولَ من الوَهن إلى القوة، ولا من النقصان إلى الزيادة ولا من القلة إلى الكثرة إلاّ بالله، ولا تحولَ من الحزن إلى الفرح إلا بالله وبإذن الله، ولا تحولَ من الذُّل إلى العِزة إلا بالله، ولا تحولَ من الهزيمة إلى النصر إلا بالله، ولا تحولَ من المرض إلى الشفاء إلا بالله، ولا تحولَ من الفقر إلى الغنى إلا بالله، ولا تحولَ من الفشل إلى النجاح إلا بالله، ولا يُعين على هذا التحولِ إلا الله، ولا قوةَ للعباد على القيام بشأن من شؤونهم، أو تحقيق أمرٍ إلاّ بالله العلي العظيم، فما شاء الله كان كما شاء في الوقت الذي يشاء، وعلى الوجه الذي يشاء من غير زيادةٍ ولا نقصانٍ ولا تقدّمٍ ولا تأخر، وما لم يشأ لم يكن.

كل أمور الكون يَصرفها كيف يشاء ويقضي فيها بما يريد بقضائه وقدرته ولا رادّ لقضائه، ولا معقّب لحكمه، له الخلق والأمر، وله الملك والحمد وله النعمة والفضل وله الثناء الحسن، شمِلت قدرته كلَّ شيء: ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [يس: 82].

ومن مقاصد هذه الكلمة: أن كل ما يجري في هذا الكون فهو بمشيئة الله سبحانه وتعالى ولا يخرج عن إرادته وعلمه وقدرته، قال ربنا: ﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ [البقرة: 255].
وقال سبحانه: ﴿ للَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾ [الطلاق: 12].

ومن مقاصدها أنها كلمة إسلام واستسلام وتوكل خالص، وتفويضٍ وتبرّؤٍ من الحول والقوّة إلاّ بالله، واعترافٍ بالإذعان له، وأنَّ العبد لا يملك من أمره شيئاً، وليس له حيلةٌ في دفع شر أو ضُر، وليس له قوةٌ في جلب خير أو نفع إلاّ بإرادة الله تعالى ومشيئته، وقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قالإذا قال العبد لا حول ولا قوة إلاَّ بالله، قال الله: أسلم عبدي واستسلم). استسلم لعظمة الله، وفوَّض أمورَه كلَّها إليه، وتبرء من الحولِ والقوةِ إلاّ بالله.



الخطبة الثانية
معاشر العباد: الله جل جلاله تعبّد عباده بذكره بهذه الكلمة العظيمة - لا حول ولا قوة إلا بالله - والتي تعني الاستعانةُ بالله وحده، والإخلاصُ في ذلك.

ولكن المؤسف، إذا تأملنا حالنا وحياتنا نجد أنفسنا أن قلوبنا قد تعلقت بالأسباب، وانصرفت عن مسبب الأسباب، ومالك الأرض والسماء، ومدبر شؤون العباد كلِّها بأمره وحكمته.

المؤسف أننا نسينا، بل أننا تناسينا وتغافلنا عن قول ربنا في سورة الفاتحة: ﴿ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]. وإياك نستعين نرددها ما يفوق العشرين مرة في اليوم والليلة في صلواتنا ولا نجد لها تأثيرا لا على جوارحنا ولا في حركاتنا ولا سلوكياتنا.

الناظر لحالنا أيه الأحباب يجد العجب العجاب، فمنا من يتعلق قلبه بالمال، ومنا من يتعلق قلبه ببعض الأشخاص لكي يقضوا حوائجه، ومنا من يتعلق قلبه بقوَّتِه وحولِه في قضاء أموره وبسط سلطانه على الناس.. والطالب يتعلق قلبه بمذاكرة الدروس والاجتهاد فيها ويظن أن ذلك فقط هو سبيل نجاحه وتفوقه، والتاجر يتعلق قلبه بحنكته وخبرته في التجارة والفلاح يتعلق قلبه ببذل مجهوده على الأرض.. ومنا من يتعلق قلبه بمكانته وسلطته ويظن أنها سبيله إلى العلو والمفاخرة بين أبناء جنسه وهكذا دواليك.. وقد نسينا أو تناسينا أن الأمر بيد الله أولا وآخرا، وأن شؤونَ الخلق مُدبرةٌ تحت مشيئته وقوَّته وحكمته، وأنه لا حولَ ولا قوة إلا بالله.

النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم يا أمة النبي الحبيب للتذكير يُرَغبنا في الاكثار من كلمة لا حول ولا قوة إلا بالله التي هي استعانة بالله تعالى، وهي من أجلِّ العبادات وأفضلها والتي أمر الله بها عباده للحصول على عطائه وكرمه.


فالمُوَفق من وَفقه الله لهذا العطاء والكرم، قال ربنا: ﴿ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88]، فإنه هو المعين وإليه نفوض أمورنا وهو ثقتنا، وعليه يجب أن يكون اعتمادنا في أمورِنا كلِّها.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 73.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 71.07 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]