|
|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مضار الحكم على الحديث بدون تجميع طرقه (مثال)
مضار الحكم على الحديث بدون تجميع طرقه (مثال) أبو سهيل أحمد سليمان مثال: قال الإمامُ ابن أبي الدُّنيا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ، حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ سَالِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: ((إِنَّكُمْ لَا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ لِيَسَعْهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ وُجُوهٍ، وَحُسْنُ خُلُقٍ)). 1) أخرجه ابن أبي الدنيا في التواضُع والخُمول (190)، وفي مُداراة الناس (55)، والبَزَّار في المسند (17/ 99) رقم (9651)، والمحاملي في الأمالي (168/ رواية ابن مهدي)، ومِن طريقه قوام السنة في الترغيب والترهيب (2/ 85) رقم (1208)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 33)، من طريق محمد بن عبدالله بن المبارك المُخرِّمي، ثنا الأسود بن سالم، ثنا عبدالله بن إدريس، عن أبيه، عن جده، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله: ((إِنَّكُمْ لَا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ لِيَسَعْهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ وُجُوهٍ، وَحُسْنُ خُلُقٍ)). وهذا الإسنادُ حَسَنٌ؛ فرجالُه ثقاتٌ، غيرَ أنَّ جدَّ عبدالله بن إدريس وثَّقه العِجليُّ، وابن حِبَّان، وصحَّح له الترمذيُّ في جامعه؛ فهو حَسَنُ الحديث. 2) وأخرجه ابن أبي شيبةَ في المصنَّف (13/ 38) رقم (25842)، وأبو نُعَيْم في حِلية الأولياء (10/ 25)، وابن عساكر في المعجم (2/ 849) رقم (1066)، والرافعي في التدوين في أخبار قَزوين (2/ 396) مِن طريق عبدالله بن إدريس، عن عبدالله بن سعيد، عن جدِّه أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، (بذكر جَدِّه بدلًا من أبيه). وتابعه عليه محمد بن فضيل، عن عبدالله بن سعيد عند أبي يَعْلَى الموصلي في المسند (11/ 428) رقم (6550). وللحديث طرُق أخرى، غيرَ أنَّ الذي يَعنينا رواية ابن إدريس هذه، والتي اغتَرَّ بها العراقيُّ؛ فإنه قال في تخريج أحاديث الإحياء (ص931): "وبعضُ طرُق البزَّار رجاله ثقات"، وقال ابن حجر في فتح الباري (10/ 459): "وللبزار بسند حَسَنٍ من حديث أبي هريرة... فذكره". أقول: ليس كما قالَا؛ بل في هذا السند - والله أعلم - علةٌ خَفيَّة؛ فعبدالله بن إدريس رواه عنه جماعة؛ منهم: ابن أبي شيبة عن عبدالله بن سعيد، عن جده، عن أبي هريرة، كما سبق، ثم تفرَّد عنه الأسود بن سالم؛ فرواه عن ابن إدريس عن أبيه عن جده! والذي أجزم به أن طريق الأسود هذا شاذٌّ، وربما كان الوهمُ منه أو من دونه. وعليه فروايةُ عبدالله بن إدريس عن عبدالله بن سعيد المَقْبُرِيّ ضعيفةٌ جدًّا؛ فعبدالله المقبري متروك منكر الحديث. ورواية عبدالله بن إدريس عن أبيه عن جده شاذة بمَرَّة. والمقصود: أن هذا مِن مضار الحكم على الحديث بدون تجميع طرُقه؛ فإنَّ الحديث إذا لم تُجْمَعْ طرُقه لم تَتَبَيَّن عِلَله، كما قال ابنُ المديني والخطيب وغيرهما. والله أعلى وأعلم
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |