#1
|
||||
|
||||
خدمة الأرض
خدمة الأرض أسامة طبش اليوم من صباحه الباكر انطلق نحو مزرعته الجميلة، والبهجة تغمر قلبه، أحب الأرض وعشق ترابها، عدَّ نفسه خادمًا لكل ذَرَّة فيها، وكم هو مفتخر بحياته التي يحياها وهو يغدو حاملاً فأسه على ظهره إليها! الأخضر يملأ الرُّبَى، والأزهار تكسو الجبل، أسراب العصافير تُزَقْزِقُ وهي تحلِّق عاليًا في السماء، زخَّات رذاذ المطر تتساقط لتغسل روحه وتسقي الأرض التي يفلحها، العرَق يتفصّد من جبينه، والجهد قد نال منه، إذا حل به طارئ هرول إليه زملاؤه يمدون له يد المساعدة، لا يقصّرون معه أبدًا، ذلك هو التكافل والتضامن الذي جمع بينهم، أطيب الناس وأرق القلوب، أمزجتهم اختلطت بتراب الأرض، فكانت على فطرتها النقية الرائعة، المحصول الذي يجنيه كل عام يقنع به ولم يجتح الطمع قلبه يومًا، ربما هي البركة التي أغنته عن الشَّرَه وعبادة الدرهم والدينار. كلامه درر وجواهر، رغم أنه لم يختلف إلى المدارس قط فإن الحكمة متوقدة في ذهنه، مهتم بدوره، ويعرف أن العمل الذي يتجشم أعباءه سيعود عليه بالنفع وعلى بلده أيضًا، كان ذلك من أهم المبادئ التي آمن بها. فلاح اعتبر أرضه عِرْضه، فراح يذرف عرق جبينه عليها بكل فَخَار، يداه الخشنتان تَكِدَّان في تقليب تربتها بكل نشاط وحيوية، وَرِثَ عن والده وجدِّه الهمة العالية والإرادة الصلبة، وسيورث نسلَه الكريم تلك المعاني السامية، يواصل المسيرة وتأدية الرسالة، ويا لها من رسالة عظيمة! فيا من خدمت أرضك وأكلت مما جنته يداك، طِبْ عيشًا هنيئًا، فأنت تُرضِي عنك رب العباد.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |