من أدب الطفولة الإلحادية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854879 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389753 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-02-2020, 03:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي من أدب الطفولة الإلحادية

من أدب الطفولة الإلحادية


هشام البوزيدي








منذ أن شاع خبر إلحاده بين خواصه و أقاربه قبيل سنوات وصاحبنا منزو في ركنه، منطو على نفسه، يزحف على الأرض شريدا، ويلوذ بالشبكة وحيدا، يتحاشى الزيارات العائلية ويختلق الأعذار المتنوعة ليتملص من بعض الدعوات التي ما تزال تأتيه بين الفينة والأخرى، لكن أبا الإلحاد لم يجد بدا من الاستجابة لدعوة أخيه الأصغر هذه المرة. لقد فاجأه سفيان حين طرق عليه الباب ثم قال له: "إني أنتظرك في السيارة، لا تتأخر الجميع ينتظرونك للعشاء."












هاهوذا في غرفة الضيوف يتصنع ابتسامة باهتة ويطرق ببصره كيلا يتورط في حديث لا يدري إلى أين يفضي به كمن يحاذر دخول النهر كيلا يجرفه التيار، مضى بعض الوقت في تبادل عبارات التحية والمجاملات المعتادة حين ارتفع الأذان فجأة، فتهيأ الحضور لأداء الصلاة، حينها أخرج أبو الإلحاد هاتفه النقال كأنه تلقى لتوه اتصالا وأومأ للجمع معتذرا ثم خرج واختفى بعض ساعة ريثما يفرغ القوم من صلاتهم. حين عاد إلى مكانه جاءه بن أخيه وليد وجلس إزاءه ينظر إليه في فضول، لقد كبر بسرعة، إنه الآن في الثامنة من عمره، ابتسم أبو الإلحاد حين سأله الطفل فجأة: " لماذا لا تصلي يا عمي؟ الذي لا يصلي يدخل النار!"، نظر إليه والدهشة تملأ عينيه، وسكت للحظة خيل إليه أنها دهر، وأطرق كأنه يغوص في نفسه عن جواب ينهي هذا الوضع المحرج ثم قال: "ما زلت صغيرا، سأجيبك عندما تكبر قليلا." قال وليد: "لقد كبرت بما يكفي، سمعت خالي أحمد يقول عنك (ملحد)، إيش معنى (ملحد) يا عمي؟" نظر أبو الإلحاد حوله وشعر كأن الأرض تخسف من تحته، وماذا عساه يقول؟ إنه لا يعلم لوجوده ولا لإلحاده معنى، فمن أين له الجواب الذي يملأ عقل طفل؟ قال له: "أحضر لي كوب ماء رجاء." حين شرع أبو الإلحاد يشرب ويتمنى أن ينسى الصبي أسئلته قال له مستغربا: "تشرب بالشمال يا عم، الشيطان فقط هو الذي يأكل ويشرب بشماله." كاد صاحبنا يغص بالماء، نظر حوله وقد امتلأ ندما على حضوره في هذا المكان.







مضت بقية الليلة في أحاديث متناثرة لا يضمها رابط إلا الولع بالضوضاء والرهبة من الصمت، ولم تنقطع هذه الأحاديث إلا قليلا حين حضر الطعام. وما أن رفعت مائدة العشاء حتى اعتذر صاحبنا ثم انصرف لا يلوي على شيء. ظلت الأسئلة الطفولية تطارده، فقطع طريقه متفكرا في جناية المتدينين على أبنائهم، وحملهم لفلذات أكبادهم على اقتفاء آثارهم واتباع معتقداتهم. تساءل عن سر غربة الإلحاد وغرابته، وعن ذلته ومهانته. ثم خطر له أمر طالما أرقه: - هل من سبيل إلى تربية الأطفال تربية إلحادية عميقة تستسيغها عقولهم وتعصمهم من الإيمان الذي يتشربونه - فيما يبدو - بلا تكلف كما تتشرب الأرض العطشى ماء السماء؟







لم يزل أبو الإلحاد يقلب وجوه الرأي ويتفكر في سبل تخليص أهل الصبا والطفولة من والوهم والخرافة . فخطر له أن يكتب بقلم الإلحاد قصة لطيفة تشرح قصة الحياة والكون بلغة أدبية تفهمها عقول الأطفال الصغيرة وتمنحهم تذكرة الولوج إلى عالم الإلحاد العجيب في سن مبكرة. إنه يريدها قصة رمزية خفيفة الهضم يسيرة الفهم يقرؤها المتنورون لأبنائهم منذ نعومة أظفارهم، ليرضعوا لبان الإلحاد وليتخيلوا مبادئه التنويرية.







دخل أبو الإلحاد بيته وهو يفكر ويقدر، ويقدم ويؤخر، ويهمهم ويغمغم، ويحاذر أن تضيع أفكاره قبل أن يقيدها بقيد الكتابة، فكم من فكرة باهرة هجرته وولت إلى غير رجعة. سارع إلى غرفته، كأن هاتفا يملي عليه أفكاره، ويستحثه أن يتخير لها أحسن لفظ وأبلغ عبارة، فجلس إلى حاسوبه في غاية التركيز، وافتتح صفحة جديدة في مدونته وكتب العنوان التالي:







سلسلة من أدب الطفولة الإلحادية - (1) قصة الحياة:
أيها الصبيان،
كان يا ما كان، ما كان زمان ولا مكان..
ما كان شيء ولا فيء، لا غبار ولا حجر، لا سهل ولا جبل..
كان يا ما كان، ظلام في ظلام، وخواء في خواء، لم يكن هناك حتى هواء..
لكن كل شيء كان على وشك أن يتغير إلى الأبد..
فكيف كانت البداية أيها الصبيان؟








(في البدء كانت الصدفة)
والصدفة أمرها عجيب، فلا شكل لها ولا لون ولا سمع ولا بصر..
الصدفة شيء عجيب لا نسمعه ولا نراه، لكنا نرى فعله وأثره..
لو سألنا حكماء الإلحاد، الذين غاصوا في بحور العلوم وطغوا في البلاد..
وانسلخوا من الأديان وخلعوا لباس الإيمان..
لقالوا: إن الكون انبثق من العدم والظلام صدفة.. فكان بعد أن لم يكن..
ساد الظلام زمانا مديدا و صمت الكون إذ لم يكن ثمة كون..
وصمت كل شيء إذ لم يكن ثمة من شيء..
فكيف يجيء شيء من لا شيء؟
يجيء صدفة كما قال حكماء الإلحاد..
صمت الكون الذي لم يكن، وصمت اللاشيء، لكن الصدفة بقيت تتحين الفرص..
فهي صدفة تواقة، صبورة خلاقة، إنها لن تستريح حتى يكون كون..








(الإنفجار الكبير)
وحين جاء يوم سعد الصدفة الأكبر..
أبصرت في ثنايا اللاشيء شيئا عجيبا مشعا..
فزحفت نحوه يملأ جنباتها الفضول والعجب..
اجتهدت أن تصف ذلك الشيء المشع المبهر فلم يكن لها بوصفه طاقة..
فأسمته حينذاك (طاقة)، فبادرتها الصدفة بالسؤال: - أيتها الطاقة أين الهوية والبطاقة؟
حينها انفجرت الطاقة من الغيظ وانبعثت منها غازات غريبة، بمحض الصدفة..
فكان (انفجار عظيم)، ورجة هائلة وفجأة كانت هناك سماء وأرض، طول وعرض، أعراض وأجرام..
نور وظلام، ماء وهواء، أنهار وبحار، كواكب ونجوم، شمس وقمر..
كذا قال أساطين الإلحاد الذين غاصوا في بحور العلوم وطغوا في البلاد..








وكانت الصدفة مستلقية على بطنها فاعتدلت جالسة، ثم تبسمت وقالت:
الآن لدي كون، لدي زمان ومكان، وها قد جاء يومي..
اهتزت الصدفة وانتفضت ثم أخرجت فجأة حجر نرد وصارت ترميه فيتدحرج، وتتأمل وتتفرج..
وتجرب وتراكم، وكل ذلك صدفة، فالصدفة لا تبحث عن شيء وليس لها غرض ولا غاية..
لكنها لا تكل ولا تمل، كما لا يمل حجر النرد؟ كذا قال أساطين الإلحاد..








(المعجزة الكبرى: أحادية الخلية)
وفجأة تجمعت ذرات متناثرة بمحض الصدفة في بقعة خالية، فشرعت ترتعش من الوحدة..
فقالت لها الصدفة أنت أيتها الفاتنة البهية، أنت أحادية الخلية..
زحفت الخلية إلى الماء، فصارت الصدفة ترمي بها بدل حجر النرد..
ومع كل رمية تتشكل في هيئة أخرى، فطورا تزحف وطورا تسبح، وطورا تعلو وطورا تهبط..
فهتفت الصدفة في حماس ارتجت له أرجاء العالم الإلحادي: تطور... تطور... لدينا تطور..








(التطور)
لم تزل الخلية تسبح وتنمو وتتمدد حتى نبتت لها زعانف، وحين شعرت أنها تكاد تذوب في الماء..
منحتها الصدفة حراشف سميكة، فانسلت في رشاقة، فقالت لها الصدفة أنت سمكة..
ولم تزل تسبح حتى خشيت عليها الصدفة من الوحدة، فما زالت ترمي حجر النرد حتى صارت السمكة تبيض..
وسرعان ما غدا لها نسل وذرية، وبمحض الصدفة كان منهم ذكور وإناث..
وفي يوم من الأيام جرف التيار بعض الأسماك إلى الشاطئ، فمات معظمها اختناقا..
لكن بعضها ظل يزحف في حذر حتى نبتت له أطراف فمضى إلى الأدغال..
ولم تزل الأحياء تزحف وتدب في تطور ترقبه عين الصدفة الحانية، حتى قام بعضها على رجلين، وصار يتسلق الأشجار ويلتقط الثمار..
إنهم أسلافكم من النسانيس والقرود التي تقتات على الحشائش والفواكه والورود..
عاش أولئك الأسلاف المثابرون حياة الوحوش حتى اكتشف بعضهم النار وسكن الكهوف..
وتساقط شعرهم فلبسوا الثياب وبدأت إذذاك مسيرة الحضارة..
لكنها مسيرة بطيئة.. بطيئة جدا..








(الجينوم البشري ذو الأصل الفضائي)
ثم حصل شيء عجيب رواه بعض أساطين الإلحاد الذين طغوا في البلاد، إذ حط يوما من الزمن الغابر صحن فضائي على الأرض، فخرج منه كائن أخضر اللون ضخم الرأس أصلع منتفخ البطن فأخرج قارورة فأفرغ محتواها في إحدى مغارات القرود، وألقى بالقاروة الفارغة وعليها الحروف التالية (ج ي ن و م). ومنذ ذلك الحادث الغريب وتلك القرود لا تتوقف عن التطور السريع حتى بلغت من الحضارة ما نراه في أنفسنا اليوم..








فأولئك أيها الصبيان الأعزاء أسلافنا الأولون وأباؤنا الأقدمون، وجدنا الأكبر مجرد خلية بسيطة، انبثقت في عالم نشأ صدفة..







فالفضل في مذهب الإلحاد كل الفضل للصدفة التراكمية وللمخلوقات الفضائية.







ولعلكم تتساءلون: - ومن أين جاء الفضائيون؟ وهذا سؤال ليس له بعد من جواب في مذهب الإلحاد، وإن كان له جواب في أفلام الكرتون، ونحن نتطلع إلى يوم نعثر فيه بالصدفة على حل هذا اللغز...








عندها انقطع التيار الكهربائي ، فكاد يغشى على صاحبنا، فإنه نسي في غمرة حماسته أن يحفظ الملف، لقد ذهب جهده العقلي سدى، يا لها من صدفة حمقاء، إنه لا ينسى مثل هذا عادة، أخذ مصباحا يدويا واتجه إلى سريره وهو يتساءل: - "كم من هذه الدرر النفيسة سيبقى في ذاكرته حين يستيقظ في اليوم التالي؟"
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.65 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]