الايمان .... واثاره

[اللهم عفوك]

يظن بعض الناس ان الايمان مظاهر ويصفون من يلبس عمامة كبيرة او يرسل لحيته ويطيل مسبحته بالايمان والتقوي ويغفلون عن قول النبي صلي الله عليه وسلم (الايمان ها هنا ويشير الي صدره الشريف ) كما يغفلون عن قوله صلي الله عليه وسلم (ليس الايمان بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل) فالايمان في القلوب وصدق الجوارح في العمل دليله وبرهانه وصدق الله تعالي حين حكم علي قوم خالفت اعمالهم احوالهم فقال سبحانه وتعالي (ومن الناس من يقول امنا بالله واليوم الاخر وما هم بمؤمنين)واثر الايمان تظهره الاعمال الصالحة فالمؤمن الموسر دليل ايمانه الانفاق مما اعطاه الله علي المحتاجين والمساهمة في كل ما يعود علي مجتمعه وامته بالخيرفالمال مال الله والانسان ما هو الا سبب يقوم بانفاق المال كما امر الله تباك وتعالي ورب انسان فرج كربة محتاج فكان ذلك سببا في سعادته في الدنيا والاخرة
وبعد فان الايمان نور في القلب شعاعه متصل بالجوارح فذا اتصل بالعين لا تنظر الي حرام واذا اتصل بالرجل لا تمشي الي حرام واذا اتصل بالبطن لاياكل حرام واذا اتصل باللسان لا يتكلم حراما .وهكذا بقية الاعضاء اذا اتصل بها نور القلب لا تفعل الا ما يرضي رب العالمين . والمؤمن يسعي في اسعاد نفسه ويسأل الله حسن الخاتمة والوفاة علي الاسلام وفي هذا قيل(من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة)ولكن من هو السعيد الذي يطمئن ان يكون اخر كلامه لا اله الا اله . قال علماؤنا ان المرء يموت يوم يموت علي الحال التي كان مشغولا بها في الدنيا ويحشر يوم القيامة علي ما مات عليه ,ومعني هذا ان من شغل نفسه في الدنيا بالاكثار من عمل الصالحات كالاصلاح بين المتخاصمين وبذل المعروف وقضاء الحوائج للمحتاجين واغاثة الملهوف والاشتراك في الاعمال الخيرية من بناء المساجد وتكوين جمعيات المحافظة علي القران الكريم واقامة المستشفيات للمرضي والتعاون علي البر والتقوي والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتلاوةالقرآن وترطيب الالسنة بذكر الرحمن والصلاة والسلام خير الانام كل هؤلاء مرجو لهم من الله حسن الختام يقول فيها النبي صلي الله عليه وسلم (افضل ما قلته انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله ) وفي الحديث الصحيح ان ابا هريرة رضي الله عنه سأل رسول الله صلي الله عليه وسلم (من اسعد الناس بحسن شفاعتك يا رسول الله فقال صلي الله عليه وسلم اسعد الناس بحسن شفاعتي من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه او نفسه )فجدير بلمؤمن ان يكثر من تكرارها وان يرطب لسانه بذكرها في الصحة والمرض والغني والفقر والشدة والرضا ففيها الروح والريحان والامن والاطمئنان (الا بذكر الله تطمئن القلوب)
ومعني لا اله الا الله انه لا معبود بحق سواه وانه العزيز فلا عزيز سواه وهو القادر علي كل شيء وما سواه عاجز عن كل شيء وانه الغني وما سواه فقير وانه الذي تطلب منه الحاجات وتلجأ اليه في السراء والضراء وهو الذي بيده كل شيء (يعز من يشاء ويذل من يشاء وهو علي كل شيء قدير ) فاذا اردت السعادة فاطلبها منه واذا اردت الصحة او الغني فالجا اليه وحده فهو علي كل شيء قدير وسلم اليه امورك كلها تجده معك( اذا سالت فاسال الله واذا استعنت فاستعن بالله)
وفي حديث روي عن النبي صلي الله عليه وسلم (من اراد العزة فليتق الله ومن اراد القوة فليتوكل علي الله ومن اراد الغني فليكن بما في يد الله اوثق منه بما في يد نفسه)