حديث (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأتى امرأتَه) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 28 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859117 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393452 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215748 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-03-2024, 02:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي حديث (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأتى امرأتَه)

حديث (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأتى امرأتَه)
صلاح الدين إدلبي



حديث "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأتى امرأتَه زينبَ فقضى حاجته ثم خرج إلى أصحابه"

هذا الحديث فيه ثلاثة أجزاء، الجزء الأول هو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأتى امرأتَه زينبَ فقضى حاجته ثم خرج إلى أصحابه، والجزء الثاني هو أنه قال لما خرج إلى أصحابه "إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان"، والجزء الثالث تتمة القول، وهو "فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فإن ذلك يرد ما في نفسه".
كنت قد كتبت بحثا عن الجزء الثاني منه وهو حديث "المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان"، وهو غير ثابت، والجزء الثالث صحيح يأتي في آخر هذا البحث بإذن الله، وهأنذا أكتب هذا البحث عن الجزء الأول منه.

* ـ رُوي الجزء الأول من هذا الحديث من رواية جابر بن عبد الله وعبد الله بن مسعود وأنس بن مالك وأبي كبشة الأنماري، ومن مرسل عبد الله بن حبيب وسالم بن أبي الجعد:
* ـ فأما حديث جابر بن عبد الله فرواه مسلم [3388] وعبد بن حميد [1061، وفي طبعة أخرى 1059] وأبو داود [2151] والترمذي [1158] والنسائي في الكبرى [9072] وأبو عوانة في المستخرج على صحيح مسلم [4464] والطحاوي في مشكل الآثار [5550] وابن حبان [5572] والطبراني في الكبير [132 من الجزء 24] وفي الأوسط [2385] وأبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم [3242] والبيهقي [13889]، من ثلاثة طرق عن هشام بن أبي عبد الله الدَسْتَوائي عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأتى امرأته زينب فقضى حاجته ثم خرج إلى أصحابه.
ورواه مسلم [3389] وابن حنبل [14537] وأبو عوانة في المستخرج [4465] وأبو نعيم في المستخرج [3243] وكذا في معرفة الصحابة [4544] والبيهقي في شعب الإيمان [5052]، من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث وعبد الرحمن بن علقمة عن حرب بن أبي العالية عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا به.
[أبو الزبير محمد بن مسلم بن تَدْرُس مكي وثقه عدد من الأئمة وليَّنه آخرون، وأقوالهم مذكورة في كتب الجرح والتعديل، وأقتصرُ هنا على ما أراه مهما مما سوى التوثيق: قال يونس بن عبد الأعلى: سمعت الشافعي واحتج عليه رجل بحديث عن أبي الزبير فغضب وقال: «أبو الزبير يحتاج إلى دعامة». وسأل ابن أبي حاتم أباه عنه فقال: يُكتب حديثه ولا يُحتج به. وسأل أبا زرعة عنه فقال: روى عنه الناس. قال: يُحتج بحديثه؟!. قال: إنما يُحتج بحديث الثقات. وقال فيه الإمام النسائي: "كان شعبة يسيء الرأي فيه، وأبو الزبير من الحفاظ، فإذا قال سمعت جابرا فهو صحيح، وكان يدلس". أي كان يدلس الإسناد.
[آداب الشافعي ومناقبه لابن أبي حاتم: ص 169. الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: 8/ 76. السنن الكبرى للنسائي: 2/ 443، عند الحديث 2112. وفي طبعة أخرى عند الحديث 2101].
فأبو الزبير في أحسن الأحوال صدوق ثقة فيه لين وربما دلس الإسناد، ولم يصرح في تلك الطرق بما يدل على سماعه هذا الحديثَ من جابر، فالسند منقطع، فهو ضعيف.
ـ ربما يقف بعض الباحثين على أن ابن حنبل روى هذا الحديث في مسنده [14744] وفيه تصريح أبي الزبير بقوله "أخبرني جابر" فيرى صحة إسناد الحديث!.
وهذا غير صحيح البتة، لأن نص الحديث هناك ليس فيه هذا الجزء المنكر، وإنما الذي فيه هو قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أحدُكم أعجبتْه المرأةُ فوقعتْ في نفسه فليعمِدْ إلى امرأته فليواقعْها، فإن ذلك يرد من نفسه».
ـ هل أعلَّ حديثَ جابر أحد العلماء السابقين؟:
قال الإمام الترمذي بعد تخريجه الحديثَ: "حديثُ جابر حديث حسن صحيح غريب". وكأنه يعني بذلك صحة السند ظاهرا وغرابة المتن.
وذكر الإمام الذهبي هذا الحديث مع حديثين آخرين في كتابه ميزان الاعتدال [4/ 39] وقال: "في صحيح مسلم عدة أحاديث مما لم يوضح فيها أبو الزبير السماع من جابر وهي من غير طريق الليث عنه ففي القلب منها شيء". وذكر ذلك في سير أعلام النبلاء [5/ 385] وقال: "هذه غرائب، وهي في صحيح مسلم".
وإنما قال الذهبي "من غير طريق الليث عنه" لأن الليث بن سعد كان قد سأل أبا الزبير أن يعْلم له على ما سمع من جابر فأعلم له على تلك الروايات التي حملها عنه، واقتصر الليث عليها.
ـ هل أعلَّ الإمام النَسائي هذا الحديث؟:
روى الإمام النَسائي هذا الحديث في السنن الكبرى [9072] من طريق هشام بن أبي عبد الله الدَسْتَوائي عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه [9073] عن قتيبة بن سعيد عن حرب بن أبي العالية عن أبي الزبير مرفوعا مرسلا، وعلَّق على الرواية الثانية بقوله: "هذا كأنه أولى بالصواب من الذي قبله".
قد يقال إنه يشير بهذا إلى إعلال الحديث بالإرسال، لكنْ تقدَّم قريبا في تخريج حديث جابر أن عبد الصمد بن عبد الوارث وعبد الرحمن بن علقمة روياه عن حرب بن أبي العالية عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا به، فروايتهما المتصلة هي أقوى من رواية قتيبة بن سعيد عن حرب بالإرسال، فلا يتم الإعلال بالرواية المرسلة التي خولف راويها برواية راويين يرويانها بالوصل.
* ـ وأما حديث ابن مسعود فرواه الدارمي [2261] والبيهقي في شعب الإيمان [5053] عن قبيصة بن عقبة عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن عبد الله بن حلّام عن عبد الله بن مسعود أنه قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة فأعجبته، فأتى سودةَ وهي تصنع طيبا وعندها نساء، فأخلينه، فقضى حاجته. [قبيصة بن عقبة كوفي صدوق ثقة إلا في روايته عن سفيان الثوري، فهو كثير الغلط عنه لأنه سمع منه وهو صغير. أبو إسحاق السَبيعي قال فيه ابن حجر: ثقة مكثر اختلط بآخره]. فهذا إسناد ضعيف.
وهذا الحديث مما تبين فيه وجه الخطأ، فهو معلول بالوقف وبالمخالفة في اللفظ، إذ رواه قبيصة مرفوعا بهذا اللفظ ورواه اثنان من الثقات عن سفيان موقوفا وبلفظ مغاير، وذلك فيما رواه ابن أبي شيبة [17486] عن وكيع وعبد الرحمن بن مهدي عن سفيان به موقوفا على عبد الله بن مسعود أنه قال: "من رأى منكم امرأة فأعجبته فليواقع أهله، فإن معهن مثل الذي معهن". فازداد هذا الحديث بذلك وهنا على وهن.
وروى يحيى بن سعيد القطان وأبو نعيم الفضل بن دكين عن سفيان هذا الحديث بمثل رواية وكيع وعبد الرحمن بن مهدي عنه، كما ذكره البيهقي في شعب الإيمان [5053]، وأشار البيهقي كذلك إلى أن إسرائيل بن يونس روى الحديث عن جده أبي إسحاق بمثل رواية قبيصة، لكن إسرائيل لم يتوقف عن السماع من جده بعد اختلاطه، فيُخشى أن تكون مما سمعها منه بعد الاختلاط.
* ـ وأما حديث أنس فرواه الطبراني في مسند الشاميين [2573] من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس مرفوعا به نحوه. [سعيد بن بشير الأزدي البصري الشامي ضعيف مات سنة 169]. فالسند ضعيف.
* ـ وأما حديث أبي كبشة فرواه ابن حنبل [18028] والطبراني في المعجم الكبير [848 من الجزء 22] وفي المعجم الأوسط [3251] وفي مسند الشاميين [2047]، من ثلاثة طرق عن معاوية بن صالح عن أزهر بن سعيد الحَرازي عن أبي كبشة الأنماري أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في أصحابه، فدخل، ثم خرج وقد اغتسل، فقلنا: يا رسول الله، قد كان شيء؟!. قال: "أجلْ، مرتْ بي"، فلانة، "فوقع في قلبي شهوة النساء، فأتيت بعض أزواجي فأصبتها، فكذلك فافعلوا، فإنه من أماثل أعمالكم إتيان الحلال". ورواه عبدُ الملك بن حبيب في كتاب أدب النساء [86] عن معاوية بن صالح به.
[معاوية بن صالح وثقه عدد من الأئمة، وكان يحيى بن سعيد لا يرضاه، وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه ولا يُحتج به. وقال ابن حجر: صدوق له أوهام. أزهر الحَرازي كان ناصبيا يسب عليا رضي الله عنه، وثقه العجلي ومحمد بن وضاح، وذكره ابن حبان وابن خلفون في الثقات، وهؤلاء من المتساهلين في التوثيق، وقال أبو الفتح الأزدي: يتكلمون فيه. وذكره ابن الجارود في كتاب الضعفاء]. فهذا إسناد ضعيف.
* ـ وأما مرسل عبد الله بن حبيب فرواه ابن أبي شيبة [17484] عن وكيع بن الجراح عن سفيان الثوري عن أبي حَصين عن عبد الله بن حبيب مرفوعا مرسلا به نحوه. وعنده "فرجع إلى أم سلمة وعندها نسوة يَدُفْنَ طيبا". [أبو حَصين عثمان بن عاصم كوفي ثقة ربما دلس الإسناد مات سنة 128. عبد الله بن حبيب كوفي تابعي ثقة مات سنة 72 تقريبا]. داف الطيبَ يدُوفه دَوفا: خلطه.
ورواه ابن أبي شيبة [17485] عن عبد الرحيم بن سليمان عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن عبد الله بن حبيب به مرفوعا مرسلا كذلك. والظاهر أن عبد الرحيم بن سليمان وهم في تسمية شيخ سفيان هنا، فجعله عن أبي إسحاق بدلا من أن يكون عن أبي حَصين، وعبد الرحيم بن سليمان ثقة فيه لين ووكيع ثقة متقن. والحديث على كلا الحالين مرسل، والمرسل ضعيف.
* ـ وأما مرسل سالم بن أبي الجعد فرواه ابن أبي شيبة [17487] عنه مرفوعا به نحوه. [سالم بن أبي الجعد تابعي ثقة]. وهذا حديث مرسل، والمرسل ضعيف.
* ـ درجة الحديث:
أسانيده ضعيفة، ولا يرتقي باجتماع هذه الطرق لمرتبة الحسن لما فيه من الغرابة التي هي الشذوذ، فقد اختل فيه الشرط الثالث من شروط الحديث الحسن التي نص عليها الإمام الترمذي رحمه الله، فهو ضعيف.
* ـ أصل هذا الحديث:
روى مسلم [3390] وأبو نعيم في المستخرج [3244] من طريق معقل بن عبيد الله الجزري، وابنُ حنبل [14672، 14744] من طريق عبد الله بن لهيعة، وابنُ حبان [5573] من طريق ابن جريج، ثلاثتهم عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا أحدُكم أعجبتْه المرأةُ فوقعتْ في قلبه فليعمِدْ إلى امرأته فليواقعْها، فإن ذلك يرد ما في نفسه".
الظاهر أن هذه الرواية هي الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأن راويا ما ركَّب عليها الرواية الضعيفة التي فيها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأتى امرأته، وأن تلك الرواية تسربت بعد ذلك إلى الرواة الضعفاء فتناقلوها وروَوها عن عدد من الصحابة، وأن أبا الزبير سمعها من واحد منهم يرويها عن جابر فرواها عنه، وهو معروف بتدليس الإسناد، والله أعلم.
وكتبه صلاح الدين بن أحمد الإدلبي في 13/ 4/ 1437، الموافق 23/ 1/ 2016، سوى بعض الإضافات والتعديلات، والحمد لله رب العالمين.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.84 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.09%)]