(( أقرب ما يكون الشيطان إلى العبد المؤمن لحظة الغضب ))
الغضب: هو حالة نفسية، تبعث على هياج الإنسان و ثورته قولاً أو عملاً، وهو مفتاح الشرور و رأس الآثام.
بواعث الغضب: قد يكون الغضب منشأ الغضب انحرافاً صحياً، كاعتلال الصحة العامة، أو ضعف الجهاز العصبي، مما يسبب سرعة التهيج العصبي. و قد يكون المنشأ نفسياً، منبعثاً عن الإجهاد العقلي، أو المغالاة في الأنانية، أو الشعور بالإهانة و الاستنقاص، و نحوها من الحالات النفسية التي سرعان ما تستفز الإنسان، و تستثير غضبه. وقد يكون المنشأ أخلاقيا كتعوّد الشراسة، وسرعة التهييج مما يوجب رسوخ عادة الغضب في صاحبه.
الغضب غريزة هامة، تلهب في الإنسان روح الحمية و الإباء و تبعثه على التضحية و الفداء، في سبيل أهدافه الرفيعة، و مثله العليا، كالذود عن العقيدة، و صيانة الأرواح و الأموال و الكرامات، ومتى تجرد الإنسان من هذه الغريزة صار عرضة للهوان و الاستعباد، ولكن هذا الغضب يعتبر غضباً محموداً ما دام لله و ضمن ضوابط العقل والشرع، و يعتبر مذموماً إذا أفرط فيه الإنسان و خرج عن الضوابط الشرعية.
نستنتج من ذلك: أن الغضب المذموم ما أفرط فيه الإنسان و خرج به عن الاعتدال، متحدياً ضوابط العقل والشرع، أما المعتدل فهو كما عرفت، من الفضائل المشرقة التي تعزز الإنسان، و ترفع معنوياته، كالغضب عن المنكرات.