تخريج حديث: إن أعمالكم تعرض على أقاربكم من الأموات - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4413 - عددالزوار : 850961 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3944 - عددالزوار : 386958 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 211 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28455 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60074 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 847 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى الاحاديث الضعيفة والموضوعة

ملتقى الاحاديث الضعيفة والموضوعة ملتقى يختص بعرض الاحاديث الضعيفة والموضوعه من باب المعرفة والعلم وحتى لا يتم تداولها بين العامة والمنتديات الا بعد ذكر صحة وسند الحديث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-08-2020, 11:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي تخريج حديث: إن أعمالكم تعرض على أقاربكم من الأموات

تخريج حديث: إن أعمالكم تعرض على أقاربكم من الأموات












الشيخ محمد طه شعبان




عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَى أَقَارِبِكُمْ وَعَشَائِرِكُمْ مِنَ الْأَمْوَاتِ، فَإِنْ كَانَ خَيْرًا اسْتَبْشَرُوا بِهِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ، قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا تُمِتْهُمْ، حَتَّى تَهْدِيَهُمْ كَمَا هَدَيْتَنَا».



ضعيف.








خلاصة الحديث:



خلاصة القول في هذا الحديث: أنه مروي بإسناد فيه راوٍ مبهم، ثم نظرنت هل له من الشواهد ما يقويه، فوجدتُ له شواهد مرفوعة، ولكن لا يخلو كل طريق منها من راو وضاع أو متروك، وبالتالي فهذه الشواهد لا تقوي هذا الحديث الضعيف.







وورد معنى هذا الحديث في أثرين عن أبي أيوب وأبي الدرداء رضي الله عنهما، ولكنهما لا يثبتان عنهما؛ لما فيهما من انقطاع في الإسناد.







وقد صحح العلامة الألباني رحمه الله هذا الحديث بكثرة شواهده المرفوعة والموقوفة، ولم يُصب في هذا رحمه الله.







وأما التفصيل:



فالحديث أخرجه أحمد (12683)، وعبد الله في «السنة» (1455)، من طريق سفيان، عمن سمع أنس بن مالك رضي الله عنه، به.







قال الهيثمي في «المجمع» (3/ 73): «رواه أحمد، وفيه رجل لم يسم».







قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لما فيه من إبهام.







وهذا الحديث له شواهد لا تفيد:



الشاهد الأول: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.







أخرجه الطيالسي في «مسنده» (1903)، قال: حدثنا الصلت بن دينار، عن الحسن، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَى عَشَائِرِكُمْ وَأَقْرِبَائِكُمْ فِي قُبُورِهِمْ، فَإِنْ كَانَ خَيْرًا اسْتَبْشَرُوا بِهِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ قَالُوا: اللَّهُمَّ أَلْهِمْهُمْ أَنْ يَعْمَلُوا بِطَاعَتِكَ».







قلت: وهذا الشاهد لا يثبت، ولا يقوِّي حديث أنس رضي الله عنه؛ لأن الصلت بن دينار متروك.







روى العقيلي في «الضعفاء» (3/ 122)، عن عمرو بن علي، قال: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عن الصلت بن دينار.







وقال عبد الله في «العلل» (2380): «سألت أبي عن الصلت بن دينار، فقال ترك الناس حديثه، متروك، ونهاني أن أكتب عن الصلت بن دينار شيئًا».







وقال عبد الله أيضًا: (3900): «سألت يحيى عن الصلت بن دينار أبي شعيب، فقال: بصري ليس بشيء. سألت أبي، فقال: متروك».







وقال ابن معين في «رواية الدوري» (432): «ليس بشيء».







وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (303): «صلت بن دينار أبو شعيب، ليس بثقة».



♦ ♦ ♦








الشاهد الثاني: عن أبي هريرة رضي الله عنه.



أخرجه ابن أبي الدنيا في «المنامات» (2)، قال: حدثنا أبو سعيد المديني عبد الله بن شبيب، قال: حدثنا أبو بكر بن شيبة الحزامي، قال: حدثنا فليح بن إسماعيل، قال: حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، والمقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا تَفْضَحُوا مَوْتَاكُمْ بِسَيِّئَاتِ أَعْمَالِكُمْ، فَإِنَّهَا تُعْرَضُ عَلَى أَوْلِيَائِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ».







وقد أورده السخاوي في «المقاصد الحسنة في الأحاديث المشتهرة على الألسنة» (1296)، فقال: «حديث لا تفضحوا موتاكم بسيئات أعمالكم، فإنها تعرض على أوليائكم من أهل القبور. ابن أبي الدنيا والمحاملي عن أبي هريرة، رفعه بسند ضعيف».







وأورده العجلوني أيضًا في «كشف الخفاء» (3036).







قلت: وهذا إسناد لا يثبت، ولا يُتقوى به؛ لأجل عبد الله بن شبيب، فإنه وضاع.







قال ابن عدي في «الكامل» (7/ 92): «سمعت عبد الحميد البصري الوراق يقول: سمعت فضلك الرازي يقول: عبد الله بن شبيب يحل ضرب عنقه.







سمعت عبدان يقول: قلت لعبد الرحمن بن خراش: هذه الأحاديث التي يحدث بها غلام الخليل، من أين له؟ قال: سرقها من عبد الله بن شبيب، وسرقها عبد الله بن شبيب من النضر بن سلمة شاذان، ووضعها شاذان».







ثم ذكر له ابن عدي أحاديث، ثم قال: «ولعبد الله بن شبيب غير ما ذكرت من الأحاديث التي أنكرت عليه كثير».







وذكره ابن حبان في «المجروحين» (2/ 11)، وقال: «يقلب الأخبار ويسرقها، لا يجوز الاحتجاج به؛ لكثرة ما خالف أقرانه في الروايات عن الأثبات»اهـ.







وروي من طريق أخرى عن أبي هريرة، موقوفًا عليه، ولا يصح أيضًا.







أخرجه ابن جرير الطبري في «تهذيب الآثار» مسند ابن عمر (732)، قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: حدثنا عوف، عن خلاس بن عمرو، عن أبي هريرة ﭬ، قال: «إن أعمالكم تعرض على أقربائكم من موتاكم، فإن رأوا خيرًا فرحوا به، وإن رأوا شرًّا كرهوه، وإنهم يستخبرون الميت إذا أتاهم، من مات بعدهم، حتى إن الرجل يسأل عن امرأته أتزوجت أم لا، وحتى إن الرجل يسأل عن الرجل، فإذا قيل: قد مات قال: هيهات، ذهب ذاك، فإن لم يحسوه عندهم، قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون، ذهب به إلى أمه الهاوية، فبئس المربية.







قلت: في هذا الإسناد عبد الرحمن بن عثمان؛ وهو ابن أمية البكراوي.



قال البخاري في «التاريخ الكبير» (5/ 331): «قال أحمد: طرح الناس حديثه».



وقال علي بن المديني، كما في «الجرح والتعديل» (5/ 265): «ذهب حديثه».



وقال أبو حاتم: «ليس بقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به».







وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 27): «منكر الحديث، ممن يروي المقلوبات عن الأثبات، ويأتي عن الثقات ما لا يشبه أحاديثهم، فلا يجوز الاحتجاج به».



♦ ♦ ♦








الشاهد الثالث: عن النعمان بن بشير رضي الله عنه.



أخرجه البخاري في «الكنى» (47)، وابن أبي الدنيا في «المنامات» (1)، والدولابي في «الكنى والأسماء» (519)، وأبو الشيخ في «الأمثال» (314)، والحاكم في «المستدرك» (7849)، والبيهقي في «الشعب» (9761)، عن يحيى بن صالح الوحاظي، قال: حدثنا أبو إسماعيل السكوني، قال: سمعت مالك بن أدَّى، يقول: سمعت النعمان بن بشير، وهو على المنبر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أَلَا إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مِثْلُ الذُّبَابِ تَمُورُ فِي جَوِّهَا, فَاللَّهَ اللَّهَ فِي إِخْوَانِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ, فَإِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيْهِمْ».







قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه».



فتعقبه الذهبي بقوله: «فيه مجهولان».







قلت: وهو كما قال الذهبي.



فقد قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (9/ 336): «أبو اسماعيل السكوني، شامي، قال: سمعت مالك بن أدَّى، قال سمعت النعمان بن بشير، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لم يبق من الدنيا إلا مثل الذباب تمور في جوِّها، فالله الله في إخوانكم من أهل القبور، فإن أعمالكم تعرض عليهم»؛ روى عنه يحيى بن صالح الوحاظي، سمعت أبي يقول ذلك. سألت أبي عنه، فقال: مجهول، ومالك بن أدَّى مجهول» اهـ.



♦ ♦ ♦








الشاهد الرابع: عن أبي أيوب رضي الله عنه.



أخرجه الطبراني في «الكبير» (4/ 129) (3887)، من طريق مسلمة بن علي، عن زيد بن واقد، عن مكحول، عن عبد الرحمن بن سلامة، عن أبي رهم السماعي، عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ نَفْسَ الْمُؤْمِنِ إِذَا قُبِضَتْ تَلَقَّاهَا مِنْ أَهْلِ الرَّحْمَةِ مِنْ عَبَادِ اللهِ كَمَا تَلْقَوْنَ الْبَشِيرَ فِي الدُّنْيَا، فَيَقُولُونَ: انْظُرُوا صَاحِبَكُمْ يَسْتَرِيحُ، فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ فِي كَرْبٍ شَدِيدٍ، ثُمَّ يَسْأَلُونَهُ مَاذَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ وَمَا فَعَلَتْ فُلَانَةُ؟ هَلْ تَزَوَّجَتْ؟ فَإِذَا سَأَلُوهُ عَنِ الرَّجُلِ قَدْ مَاتَ قَبْلَهُ، فَيَقُولُ: أَيْهَاتَ قَدْ مَاتَ ذَاكَ قَبْلِي، فَيَقُولُونَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، ذُهِبَتْ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ فَبِئْسَتِ الْأُمُّ وَبِئْسَتِ الْمُرَبِّيَةُ»، قال: «وَإِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَى أَقَارِبِكُمْ وَعَشَائِرِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْآخِرَةِ، فَإِنْ كَانَ خَيْرًا فَرِحُوا وَاسْتَبْشَرُوا، وَقَالُوا: اللهُمَّ هَذَا فَضْلُكَ وَرَحْمَتُكَ فَأَتْمِمْ نِعْمَتَكَ عَلَيْهِ، وَأَمِتْهُ عَلَيْهَا وَيُعْرَضُ عَلَيْهِمْ عَمَلُ الْمُسِيءِ، فَيَقُولُونَ: اللهُمَّ أَلْهِمْهُ عَمَلًا صَالِحًا تَرْضَى بِهِ عَنْهُ وتُقَرِّبُهُ إِلَيْكَ».







وأخرجه الطبراني في «الكبير» (4/ 129) (3888)، وفي «الأوسط» (148)، وفي «مسند الشاميين» (1544) و(3584)، من طريق مسلمة بن علي، عن زيد بن واقد، وهشام بن الغاز، عن مكحول، عن عبد الرحمن بن سلامة، به.







قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن مكحول إلا زيد بن واقد، وهشام بن الغاز، تفرد به مسلمة بن علي».







قلت: مسلمة بن علي.



قال البخاري في «التاريخ الكبير» (7/ 388): «منكر الحديث».



وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (8/ 268): «حدثني أبي، قال سمعت دحيمًا يقول: مسلمة بن علي الخشني: ليس بشيء.







قرئ على العباس بن محمد الدوري، عن يحيى بن معين، أنه قال: مسلمة بن علي الخشني، ليس بشيء.







سئل أبي عن مسلمة بن علي، فقال: ضعيف الحديث، لا يشتغل به، قلت: هو متروك الحديث؟ قال: هو في حد الترك، منكر الحديث.







سئل أبو زرعة عن مسلمة بن علي، فقال: منكر الحديث» اهـ.



وعبد الرحمن بن سلامة، لم أقف له على ترجمة.



وتوبع عبد الرحمن بن سلامة.







فقد أخرجه ابن حبان في «المجروحين» (1/ 426)، وابن عدي في «الكامل» (5/ 315)، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (1522)، من طريق سلام الطويل، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أبي رهم، عن أبي أيوب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، به.







قال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 426): «سلام بن سليم الطويل، يروي عن الثقات الموضوعات كأنه كان المتعمد لها، وهو الذي روى عن ثور بن يزيد...»، ثم ذكر هذا الحديث.







وقال ابن الجوزي عقبه: «هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسلام هو الطويل، وقد اجمعوا على تضعيفه، وقال النسائي والدارقطني متروك» اهـ.







وروي عن أبي أيوب رضي الله عنه موقوفًا عليه.







أخرجه ابن المبارك في «الزهد» (443)، وابن أبي الدنيا في «المنامات» (3)، وابن عدي في «الكامل» (5/ 316)، عن ثور بن يزيد، عن أبي رهم السماعي، عن أبي أيوب الأنصاري ﭬ، به، موقوفًا على أبي أيوب.







وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنه لم يُذكر لثور بن يزيد سماع من أبي رهم، وأبو رهم قديم مخضرم أدرك الجاهلية، ولا يروي عنه إلا الطبقة المتقدمة الذين عاشوا بعد المئة بقليل؛ كخالد بن معدان، ومكحول الشامي، وأما ثور بن يزيد فإنه متأخر، فإنه مات سنة مئة وخمسين، وقيل: مئة وخمس وخمسين.







قلت: ولذلك فإن تصحيح العلامة الألباني لهذا الإسناد الموقوف لكون ثور بن يزيد ثقة، فيه نظر؛ فإنه لو تأمل رحمه الله لعَلِم أن في الإسناد انقطاعًا.



♦ ♦ ♦








الشاهد الخامس: عن أبي الدرداء رضي الله عنه موقوفًا عليه.



أخرجه عبد الله بن المبارك في «الزهد» (165)، ومن طريقه أبو داود في «الزهد» (220)، وابن أبي الدنيا في «المنامات» (4)، قال: أخبرنا صفوان بن عمرو، قال: حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير، أن أبا الدرداء كان يقول: «إن أعمالكم تُعرض على موتاكم، فيُسَرُّون ويُسَاؤون»، قال: يقول أبو الدرداء: «اللهم إني أعوذ بك أن أعمل عملًا يخزى به عبد الله بن رواحة».







وهذا إسناد موقوف، رجاله ثقات، ولكن فيه انقطاع بين عبد الرحمن بن جبير وأبي الدرداء؛ فأبو الدرداء مات قديمًا سنة اثنتين وثلاثين، أو بعدها بقليل، وعبد الرحمن بن جبير مات سنة ثماني عشرة ومئة، فيصعب أن يكون سمع من أبي الدرداء، بل يصعب أن يكون قد أدركه، ولم يذكر أحد من الأئمة سماعًا لعبد الرحمن بن جبير من أبي الدرداء، بل ذكروا أنه لم يسمع من ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثوبان ﭬ مات سنة أربع وخمسين؛ أي: بعد أبي الدرداء بمدة.



♦ ♦ ♦








ويتبغي التنبيه هنا إلى أن العلامة الألباني رحمه الله قوَّى الحديث بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ نَفْسَ الْمُؤْمِنِ إِذَا قُبِضَتْ تَلَقَّاهَا مِنْ أَهْلِ الرَّحْمَةِ مِنْ عَبَادِ اللهِ كَمَا تَلْقَوْنَ الْبَشِيرَ فِي الدُّنْيَا، فَيَقُولُونَ: انْظُرُوا صَاحِبَكُمْ يَسْتَرِيحُ، فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ فِي كَرْبٍ شَدِيدٍ، ثُمَّ يَسْأَلُونَهُ مَاذَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ وَمَا فَعَلَتْ فُلَانَةُ؟ هَلْ تَزَوَّجَتْ؟ فَإِذَا سَأَلُوهُ عَنِ الرَّجُلِ قَدْ مَاتَ قَبْلَهُ، فَيَقُولُ: أَيْهَاتَ قَدْ مَاتَ ذَاكَ قَبْلِي، فَيَقُولُونَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، ذُهِبَتْ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ فَبِئْسَتِ الْأُمُّ وَبِئْسَتِ الْمُرَبِّيَةُ».







أقول: تقوية الأحاديث الواردة في عرض أعمال العباد على أقاربهم من الموتى، بمثل هذا اللفظ المذكور آنفًا، فيه نظر؛ لأمرين:



الأمر الأول: أنها لا تدل على المعنى المذكور من عرض أعمال العباد على الموتى.







الأمر الثاني: أنها جاءت من طريقين واهيين: الطريق الأول فيه محمد بن إسماعيل بن عياش؛ وهو ضعيف، وعبد الرحمن بن سلامة، وليست له ترجمة.







الطريق الثاني: من مرسل الحسن، ومراسيل الحسن واهية.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.45 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.78%)]