التعريف في البلاغة العربية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4417 - عددالزوار : 853562 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3948 - عددالزوار : 388668 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 214082 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-08-2022, 05:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي التعريف في البلاغة العربية

التعريف في البلاغة العربية


حامد صالح خلف الربيعي





ملخص الرسالة

التعريف في البلاغة العربية








المقدمة


الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على أشرف الأنبياء والمرسَلين، سيِّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



أمَّا بعدُ:

فإنَّ فهْم التراث لا يكونُ إلا بالتعامُل معه، ومُناقَشة قَضاياه لتتجلَّى جوانبه، وإذا فُهِمَ التُّراث على هذا النحو، فإنَّنا حينئذٍ نُمكِّن أصالتنا من أنْ تُؤدِّي دورَها في بناء حَياتنا الفكريَّة.



وعلوم البلاغة العربيَّة أصلٌ من أصول تلك الدوحة التراثيَّة الوارفة، التي تستطيعُ أنْ تُثرِي فكرَنا، وتمتازُ البلاغة بأنها العلم الذي يُعرَف به إعجازُ كتاب الله -تعالى- وصدق النبوَّة، وأسرار الأساليب.



إنَّ علمًا هذه حاله جديرٌ بألاَّ يندَّ عنه نصٌّ من النصوص الأدبيَّة على خِلاف ما نسمَعُه من دُعاة التجديد، ممَّن لم يرَوْا في البلاغة ما يُلائِم روح العصر، فرمَوْها بالجمود.



وقد استوقفَنِي مبحث (التعريف) كظاهرةٍ لغويَّة، وبخاصَّة ما جاء منه في النَّظم القرآني، وذلك عندما اتَّجهت إلى ميدان البلاغة العربيَّة للاتِّصال بما فيها من الفكر الأصيل؛ بغية الكشف عن جوانبه، فعقدت العزم على دِراسة هذه الظاهرة، بعد أنْ تبيَّن لي حاجةُ البحث البلاغي للوقوف أمامَها، والكشف عن دلالاتها وأسرارها البلاغيَّة؛ إذ لم يسبق تناول هذا الموضوع في دراسةٍ مستقلة، تَكشِفُ عن جُذوره وآفاقه، وإنْ كنت قد استفدت من الجهود السابقة التي تناوَلت الموضوع ولكنَّها لم تفرغ له، ومنها: ما كتَب الدكتور أحمد أحمد بدوي في كتابه "من بلاغة القرآن"، والدكتور عبدالفتاح لاشين في كتابيه: "المعاني في ضوء أساليب القرآن"، و"صفاء الكلمة"، والدكتور محمد أبو موسى في "خصائص التراكيب"، والدكتور محمود شيخون في كتابه "من أسرار البلاغة في القرآن"... وغيرهم.



ونظَرًا لقلَّة المصادر والمراجع التي تكفل الإلمام بأطراف الموضوع ليستوفي حقَّه من البحث، فقد سافرت إلى عددٍ من الأقطار العربيَّة للاطِّلاع، ولتوفير الكتاب التي لا بُدَّ منها لإتمام البحث.



وقد سار البحث في كلِّ مراحله ليُحقِّق أهدافًا واضحة ومحدَّدة؛ أهمها:

1- الكشف عن الأسرار البلاغية للتعريف، وما يتضمَّنه من قيم فنيَّة وجماليَّة.

2- إبراز بعض جوانب الإعجاز البَياني في القُرآن الكريم على ضوء ظاهرة التعريف.

3- الرد على الزَّعم القائل بأنَّ دِراسة البلاغة العربيَّة لم تَعُدْ ذات أهميَّة في حياتنا الأدبيَّة والفكريَّة.



وقام البحث على الموضوعيَّة العلميَّة التي تتمثَّل في:

1- المنهج التاريخي الذي يتتبَّع الظاهرة أو الفِكرة في مراحل تطوُّرها حتى تكتمل.



2- المنهج الفني الذي يقفُ أمام الظاهرة ليُبيِّن قِيمتَها ومُكوِّنانها ومعاييرها.



3- المنهج النفسي الذي يتناوَل الظاهرة بالتحليل، ليكشف عن أثرها وأبعادها النفسيَّة.



4- المنهج اللغوي الذي يتَّخذ من اللغة وسيلةً للإدراك الجمالي، وأداة للكشف عن أسرار التعبير، بعيدًا عن الوهم والهوى في البحث العلمي.



5- المنهج المقارن الذي يُقابِل الظواهر والأفكار بما قبلها وبما بعدها ممَّا يُماثِلها في الفكر البياني، قديمه وحديثه.



وسيحرص البحث أنْ تأتي شواهده منسوبة وموثَّقة؛ وذلك بالرجوع إلى مصادرها الأصليَّة؛ ككتب الحديث والدواوين، والمجاميع الشعريَّة.



وتتنوَّع مصادر البحث ومراجعه، حيث تشمَلُ كتب: الإعجاز القرآني، والبلاغة والبيان، وعلوم القرآن، والدراسات النحوية واللغوية، والمعاجم، والنقد، ودواوين الشعر، والتراجم، وغيرها.



وتقتضي طبيعةُ البحث أنْ يتكوَّن من خمسة فصول، مسبوقًا بمقدمة ومَتلُوًّا بخاتمة.



وكان من الطبعي أنْ يكون الفصل الأول عن مفهوم التعريف، وتناوُله في الدرس البلاغي، وفيه يقفُ البحث على الدلالة اللغويَّة لمادة "عرف" ومشتقَّاتها، وتطوُّر هذه الدلالة حتى أصبحت كلمة التعريف مصطلحًا علميًّا، وذلك على هُدًى من دلالة تلك المادَّة في القرآن الكريم، وفي كتب اللغة.



كما أنَّه سيقف عند مفهوم مصطلح "التعريف" عند علماء النحو؛ ليكشف عن مكوناته، وأهم القضايا التي تتَّصل به، ثم يبرز البحث مفهومَ المصطلح عند علماء البلاغة، والأسس التي قامَ عليها البحث في التعريف كظاهرةٍ لغويَّة، وأهم المراحل التي مرَّ بها تناوُل التعريف عبْر التطوُّر التاريخي، حتى أصبح جزءًا جوهريًّا من النظريَّة البلاغيَّة عند رجال الفكر البياني.



أمَّا الفصل الثاني فإنَّه يتناوَل تعريف المسنَد إليه بطُرق التعريف المختلِفة، ويُبرِز أهمَّ الأغراض البلاغيَّة لذلك، على حسَب المقامات والأحوال، وما يقتَضِيه كلُّ مقام من طرق التعريف، فيقف أمام عَناصر التعريف وأدَواته، ليُبيِّن أسرارَها وأبعادَها الجماليَّة، من خِلال الشواهد القرآنيَّة، والتحليلات الأدبيَّة.



وفي الفصل الثالث يتناوَل البحث تعريف المسنَد، مبرزًا أهم الفروق وأدقها بين تنكير المسنَد وتعريفه، وأهم الفروق وأدقها بين طُرق التعريف التي يَكثُر تعريفُ المسند بها، ويعرض لأهمِّ القضايا التي تتَّصل بتعريف الطَّرفين.



كما أنَّه سيبرز من خِلال تحليل الشَّواهد الأدبيَّة أهم الأغراض البلاغيَّة في تعريف المسند.



ويتعمَّق البحث أهم مظاهر خُروج التعريف عن مُقتَضى الظاهر، كاشِفًا عن أسرار الأساليب وجماليَّاتها، من خِلال عددٍ من القضايا التي تتَّصل بهذا الدرس، وهي: وضْع الظاهر موضع المُضمَر، ووضْع المُضمَر موضعَ الظاهر، وأُسلوب الالتفات في الضمائر.



وسيكون الفصل الخامس دراسةً تطبيقيَّة يتناوَل فيها البحث أساليب التعريف في (سورة الملك) كاشفًا عن جَوانب من الإعجاز البَياني فيها، مستهديًا بما قال به عُلَماءُ التفسير والإعجاز والبَيان.



ويُوجِزُ في (الخاتمة) أبرزَ معالمِ الدراسة، وما توصَّل إليه البحث من نتائج، وما يُثِيره من موضوعاتٍ وقَضايا أمام الفكر البياني تستحقُّ الدراسة المعمِّقة.



هذا هو موضوعُ البحث والحافز له، وأهدافه، ومنهجه، ومصادره ومراجعه، فإنْ كنتُ قد وُفِّقتُ فبعَوْنِ الله وتوفيقه، وإلا فحسبي أنَّني حاوَلت معطيًا أقصى طاقتي.



ولله الحمدُ من قبلُ ومن بعدُ.





الخاتمة


تناوَل البحثُ ظاهرةَ التعريف ومكوناتها وأبعادها البلاغيَّة، ومَدَى أهميَّتها في النصِّ الأدبي، وقد التزَم في ذلك منهجًا موضوعيًّا.



وما من شكٍّ في أنَّ التعريف من أهمِّ المباحث البلاغيَّة لكونه عُنصرًا جوهريًّا في الأسلوب الأدبي، وإنْ كان لم يلقَ من اهتمام الباحثين ما يستحقُّ.



وقد جاء البحث بطبيعته في خمسة فُصول، تتلخَّص معالمها ونتائجها في السُّطور التالية:

عالج الفصل الأول مفهومَ التعريف في اللغة وفي الاصطلاح النَّحوي، ثم البلاغي، وانتهى إلى أنَّ التعريف يدلُّ على التعيين، وأنَّ هذا المعنى لا يتحقَّق إلا بالنسبة إلى المخاطب، لا إلى الصِّيغة اللغويَّة التي يأتي بها التعريف، فالصيغة اللغويَّة لا تشمل كلَّ المعارف؛ إذ لا يوجد معنًى للتعريف بهذا الاعتبار إلا في الأسماء التي تكونُ في أوَّل أمرِها نكرات، ثم يدخُل عليها ما تُعرف به، وهذا إلا يخرُج عن التعريف بـ"أل" والتعريف بالإضافة، أمَّا إذا ارتبط مصطلح "التعريف" بالمخاطَب وبالشيء المراد تعيينه، فإنَّه يشملُ كلَّ طُرق التعريف، مُشيرًا إلى أنَّ البحث البلاغي للمَعارِف قد قامَ على هذا المفهوم، وأصبحتِ النَّظرة إلى التعريف من خِلال الإدراك الذِّهني للأشياء، والطُّرق التي يتبعها المتكلِّم لذلك.



ثم أبرز جُهود عُلَماء البَيان العربي في تناوُل هذه الظاهرة الأسس البلاغيَّة لدِراستها، ومنهج عُلَماء البلاغة في تناوُلها، مُبيِّنًا مَدَى أصالتها وأهميَّتها في الدرس البلاغي.



أمَّا الفصل الثاني فقد تناول تعريفَ المسند إليه، فوقَف عند الأسرار البلاغيَّة للتعريف بالضمير بأنواعه الثلاثة، وفقًا للمقامات التي تقتَضِي كُلاًّ منها، وناقش أهمَّ القضايا المتعلِّقة بها؛ كالمقامات التي يكثُر فيها التعبيرُ بضمير المفرد، والتي يكثُر فيها التعبير بضمير الجماعة، والمقامات التي يكثُر فيها كلٌّ من ضمير المخاطب والغائب، وتوجيه الخِطاب للمفرد والمراد العموم، والإضمار قبلَ الذِّكر... وغير ذلك، كما وقَف عند التعريف بالعلَم، وأبرز وظيفته في العمل الأدبي، ومتى يختارُ الأديب التعريف به، ثم رد على مَن لم يرَوْا في التعريف بالعلَم غير فوائد هامشيَّة ومصطنعة، وأبرزها أهم الأغراض البلاغيَّة للتعريف بالعلم، والمواقف التي تستَدعِي ذلك، ثم فرَّق بين أغراض التعريف باللقب وأغراض التعريف بالكنية، وكشف عن حاجة كلام السكَّاكي إلى قراءةٍ متأنِّية ودقيقة، مبيِّنًا أسرار استعمال القُرآن للكُنية.



ثم تناوَل التعريف بالاسم الموصول، فبيَّن الوجه في ذلك، وأهميَّته في الدرس البلاغي، مُستشهِدًا على ذلك، وذكر الحالة التي تستَدعِي التعريف بالموصول، ثم أبرَزَ أهمَّ الأعراض البلاغيَّة في ذلك، مناقشًا ومحلِّلاً لأبعادها الجماليَّة، وأنصف السكاكي بردِّ الاعتراض الذي وُجِّهَ إليه في هذا الموضع، وأبرز بعض المواضع التي يكونُ فيها الموصول مظهرًا من مظاهر الإعجاز البياني.



كما وقَف البحث عند التعريف بـ"مَن" و"ما" الموصولتين، مقارنًا بين استعمالاتهما من خلال مواقعهما في القُرآن الكريم، مُبدِيًا الرأيَ في ذلك.



ثم انتقَلَ البحث إلى الحديث عن التعريف باسم الإشارة، فأبرَزَ علاقة الإشارة بادراك الجمال؛ لما في الإشارة من معاني الحسِّ، ودقَّتها في تحديد المشار إليه ثم عقب المقامات والأغراض التي تستَدعِي التعبير باسم الإشارة دُون غيره، من خِلال التحليل اللغوي والفني، وكشف عن بعض خُصوصيَّات أسماء الإشارة وأهمها: أنَّ الإشارة للقريب تكثُر في الأساليب الإنشائيَّة إذا كان المراد بها التوبيخ والاستهزاء؛ لما في تلك الأساليب من الإثارة للانفِعالات والأحاسيس.



كما أبرَزَ الأبعاد النفسيَّة الإبهام المفسَّر في أسماء الإشارة، ثم ناقش القول بأنَّ أسماء الإشارة لا تحسُن في الشعر، وأبدى الرأيَ في ذلك.



ثم تناوَل التعريف بـ"أل" فذكَر أنواعها، وأهميَّة التعريف بها، وأنواع العهد الذي تشير إليه "أل" العهديَّة، مناقشًا ومُبيِّنًا الفُروقَ الدقيقة بين تلك الأنواع، كما ذكَر أقسام "أل" الجنسيَّة وما يتعلَّق بها من قضايا بلاغيَّة، مُشِيرًا إلى الأبعاد البلاغيَّة التي تَكمُن في التعريف بها، معتمدًا على تحليل الشواهد القرآنيَّة والأدبيَّة.



كما أبرَز الفُروق الدقيقة بين تعريف المفرد وتعريف الجمع من حيث الدلالة على الشُّمول والاستغراق في كلٍّ منهما.



وأثار البحث قضيَّة مهمَّة في التعريف بـ"أل" وهي:

هل "أل" التي تصحَبُ المشتقَّات للتعريف أم موصولة؟ فناقشها نقاشًا موضوعيًّا، عرَض من خِلاله آراء العلماء قديمًا وحديثًا، وقال رأيه فيها.



ثم وقَف البحث عند التعريف بالإضافة، مُبيِّنًا متى يختار التعريف بها، ومُنبِّهًا على دقَّة كلام السكَّاكي في ذلك، وأنَّه كان يُراعِي عُنصر الاختيار بين طُرق التعريف، ثم ذكر أهمِّ الأغراض البلاغيَّة والأسرار في التعريف بالإضافة، وعلاقته بالحالة النفسيَّة للمتكلِّم والمخاطَب.



كما أبرز أهميَّة الإضافة في الأساليب المجازيَّة، ثم أشار إلى أنَّ التعريف بالإضافة أحد طرق توليد المعاني.



وكان الفصل الثالث عن تعريف المسند، وفيه تناول البحث السبب الذي كان من أجله الأصل في المسند التنكير، وأبرز العنصر الأساس في التَّفريق بين التعبير بالتنكير والتعريف في المسند، ثم بيَّن من خلال الشواهد الأدبيَّة الفرْق في المعنى بين تنكير المسند وتعريفه، ومعنى التقديم والتأخير إذا كان طرفَا الإسناد معرفتَيْن.



كما أبرز الفُروق الدَّقيقة بين تعريف المسند بـ"أل" العهديَّة، وتعريفه بـ"أل" الجنسيَّة، ثم تحدَّث عن الوجه في مَجِيء الاسم الموصول مسندًا لما قد يبدو من عدَم التناسُب بين وظيفة الموصول وصلته، ووظيفة المسند النحويَّة.



ووقَف البحث عند ظاهرة الفصْل بين المسند إليه والمسند المعرفتين، فتناول ضمير الفصل، وأبرز شُروطه، وحدَّد موقعه، ورجَّح كونه حرفًا، وفرَّق بينه وبين التأكيد والبدل، ثم عرض آراء العُلَماء في فوائد ضمير الفصل البلاغيَّة، واختارَ القول بأنَّ ضمير الفصل يأتي بين المعرفتين ليفيدَ تأكيد الحُكم المراد إثباته بطرفي الإسناد، وتخصيص المسند إليه بالمسند لا العكس.



ثم أبرز من خلال تحليل الشواهد الأدبيَّة أهمَّ الأغراض البلاغيَّة في تعريف المسند، كاشفًا عمَّا فيه من أبعادٍ نفسيَّة وجماليَّة، منبهًا على ما في تعريف المسند من معاني القصر.



وفي الفصل الرابع تعمَّق البحث في أهمِّ مظاهر خروج التعريف عن مقتضى الظاهر، كاشفًا عن أسرارها وجماليَّاتها الأسلوبيَّة، فتناوَل وضْع الظاهر موضعَ المضمر وبيَّن وُجوه الحُسن فيه، وجعَل مردَّ ذلك إلى النَّفس؛ لما في الإظهار من الكشف والإفصاح، وأبرز أنَّ الإظهار مطلبٌ أسلوبي تستَدعِيه العنايةُ بالاسم المظهر، ثم ذكر من خِلال الشَّواهد القرآنيَّة أهمَّ الأسرار البلاغيَّة للإظهار في موضع الإضمار، إذا كان الاسم المظهر بلفظ الظاهر الأوَّل.



ثم وقَف عند ظاهرة الإظهار في موضع الإضمار إذا كان الاسم المظهر بلفظٍ غير لفظ المرجع، مبرزًا أسرارها، مشيدًا بمكانتها البلاغية لا سيَّما ما جاء منها في القُرآن الكريم.



ثم انتقل إلى الحديث عن وضْع المضمر موضعَ الظاهر، ففرَّق بين ضمير الشأن وضمير القصَّة، وأبرز ما في هذا النوع من الإضمار قبلَ الذِّكر من القِيَمِ البلاغيَّة، مبينًا وظيفتَه وأهميَّته في تهيئة المخاطب لاستِقبال ما سيأتي بعدُ؛ لما في هذا الإضمار من الإبهام، ولما بقوم به من سبك ومزج بين عناصر الأسلوب؛ لأنَّه يتَّحِدُ مع مضمون الجملة التي بعدَه، وانتهى إلى أنَّ وظيفة هذا الإضمار تتمثَّل فيما يصحَبُه من المفاجأة والصَّدمة الفكريَّة التي تُوقِظُ المخاطب وتميزه لمضمون ما بعدَه.



وهي وسيلة مهمَّة لتمكين الخبر في نفس المخاطب؛ لأنَّ ما يحصل بعد الطلب أعز المنساق بلا تعب، وذلك لا يقع في الكلام إلا إذا كان الخبر على جانبٍ كبير من الأهميَّة.



كما ذكَر البحث ما يَقَعُ من الإضمار قبلَ الذِّكر في أساليب المدْح والذمِّ، إذا كان المخصوص بالمدح أو الذم خبرًا لمبتدأٍ محذوف، أو مبتدأ لخبر محذوف، وكشَف عن السرِّ البلاغي في مثل هذه الأساليب.



ثم تناوَل الالتفات، مُبيِّنًا معناه اللغوي، ومفهومه الاصطلاحي، وما عُرِفَتْ به هذه الظاهرة الأسلوبيَّة من تسميات عند عُلَماء البيان العربي، ثم ذكر مفهوم الالتفات وصُوَره عند السكاكي والجمهور، مُبينًا الأسسَ التي يقومُ عليها أسلوب الالتفات عند علماء البلاغة.



ثم ذكر وظيفة الالتفات ودَواعِيه عند الزمخشري وعند حازم القرطاجني، وعقَّب على ذلك باعتِراضات ابن الأثير على الزمخشري، محاولاً التوفيق بين كلام الرجلين، كاشِفًا عن أهمِّ القيم الجماليَّة للالتِفات، ومُبرزًا أهمَّ آثار الاعتراضات على الدَّرس البياني.



ثم ذكر أقسام الالتفات كما هي عند الجمهور، وربَطَها بالاستعمال الأدبي، مشيرًا إلى أهميَّتها، وإلى أنَّ تلك الأقسام لا ترتبطُ بأغراضٍ مُعيَّنةٍ، بحيث يعرف ذلك المعنى أو الغرض بمجرَّد التعبير بصِيغةٍ دُون أخرى؛ لأنَّه قد تَرِدُ صيغةٌ من صِيَغِ الالتفات في سِياقٍ مُعيَّن فتفيدُ معنى، ثم تَرِدُ هي نفسُها في سِياقٍ آخَر لتَدُلَّ على معنًى آخَر على النقيض من المعنى الأول، مستشهدًا على ذلك ما أمكَنَه من القُرآن الكريم.



ثم أبرز أهمَّ الأسرار البلاغيَّة للانتقال من ضمير إلى ضمير، محللاً عددًا من الشواهد، ومبينًا علاقةَ أسلوب الالتفات بما في نفس الأديب، وأنَّه قد يكونُ أثرًا من آثار تجربته، مدعمًا ذلك بالنصوص الأدبيَّة.



وينتهي إلى أنَّ أغراض الالتفات وأسراره كثيرةٌ ولا حصْر لها، ويُوصِي بأنْ يكون الالتفات موضوعًا لدراسةٍ مستقلَّة تشمل مواقعَه في القرآن الكريم.



إلى هنا يكونُ البحث تتبَّع مواضع التعريف، ما جاء منها على مقتضى الظاهر وما جاء على خلافه، مستشهدًا من القُرآن الكريم، ومن كلام البلغاء، ومحللاً تلك الشواهد، وكاشفًا عمَّا يتضمَّنُه التعريف كظاهرةٍ لغويَّةٍ من قيم جماليَّة، وأسرار بلاغيَّة، وأبعاد نفسيَّة.



أمَّا الفصل الخامس فقد كان دراسةً تطبيقيَّة تناولت التعريف في (سورة الملك) بالتحليل والكشف عن جوانب من الإعجاز البياني من خِلال ظاهرة التعريف، التي كثُر وُرودها في هذه السورة الكريمة.



وقد بدَأ البحث بتحديد الخَصائص العامَّة لسورة الملك، والأغراض التي تضمَّنتها، مشيرًا إلى التِزامه بآراء العُلَماء من السلف الصالح، وحِرصه على عدم التفسير بالرأي.



ثم تناول آيات السورة الكريمة، محللاً لما جاء فيها من التعريف، ومبرزًا إعجاز القرآن من خِلاله.



ولعلَّ هذا الجهد قد استَطاع أنْ يُحقِّق الهدف الذي سعت إليه هذه الدِّراسة، من الكشْف عمَّا يتضمنه التُّراث البلاغي من كُنوزٍ لها مكانتها وقيمتها، وفي ضوء ظاهرة التعريف.



وقد استطاعت هذه الدراسة أنْ تحقق النتائج الآتية:

1- أبرزت بعضَ جوانب الإعجاز البياني في القرآن الكريم، على ضوء ظاهرة التعريف.



2- أوضحت ما تضمَّنَه التُّراث البلاغي من ثروةٍ طائلة، وبيَّنتْ حتميَّته للدِّراسات المعاصِرة؛ لما يتضمَّنه من أسس فنية وجماليَّة.



3- بيَّنت أنَّ المنهج النفسي منهجٌ أصيل في التُّراث البلاغي، وذلك من خِلال تناوُل علماء البلاغة للمعاني.



4- كشفت من خِلال فُصولها عن بُطلان الزَّعم القائل بأنَّ دِراسة البلاغة العربيَّة لم تَعُدْ ذات أهميَّة في حَياتنا الفكريَّة.



وبعدُ:

فإنَّ هذه الدِّراسة تُنبِّه إلى ما يأتي:

1- ضرورة أنْ تُفرَد كل طريقة من طرق التعريف بدراسةٍ علميَّة مستقصية مُتعمِّقة، تتبع مواقَعها في القرآن الكريم، وتكشف عن أسرارها وأبعادها البلاغية، وتُبيِّن مكانتها في الإعجاز البياني في أناةٍ وتأمُّل؛ لأنَّ ما كُتِبَ عنها لم يقع إلا على بعض أسرارها، أو اكتفى بالإشارة السريعة دون التعمُّق في مكنوناتها.



2- الكشْف عن التُّراث البلاغي وما يتضمَّنُه من كُنوزٍ لها مكانتها وقيمتها، من خِلال دِراساتٍ كثيرة وجادَّة، وقِراءة كتب البلاغة قراءةً واعية مستنيرة تبرز المقاييس البلاغيَّة القديمة، فهي ما زالت حيَّةً صالحة للحياة، والإضافة إليها بما يتَّفق وخَصائص آدابنا وتُراثنا الأصيل، وهذا هو التجديد على الحقيقة، لا أنْ نلغي ماضينا وننقطع عنه، أو أنْ نقدِّم ما في تُراثنا في مصطلحاتٍ جديدة وننسبه إلى تُراثٍ آخَر أو نظريَّات أخرى.



والحمد لله الموفِّق لسَواء السبيل، له الحمدُ في الأولى وفي الآخرة، نعمَ المولى ونعمَ النصير.





فهرس الموضوعات



الموضوع

الصفحة

كلمة شكر

-

المقدمة

أ - هـ

الفصل الأول: التعريف: مفهومه، وطرقه، وتناوله في الدرس البلاغي

1

المبحث الأول: المعنى اللغوي للتعريف

2

المبحث الثاني: مفهوم "التعريف" عند النحاة

8

المبحث الثالث: تناول التعريف في الدرس البلاغي

22

الفصل الثاني: تعريف المسند إليه - طرقه وأغراضه

48

المبحث الأول: تعريف المسند إليه بالضمير

49

أولاً: ضمير المتكلم

50

ثانيًا: ضمير المخاطب

61

ثالثًا: ضمير الغائب

77

المبحث الثاني: تعريف المسند إليه بالعلم

84

المبحث الثالث: تعريف المسند إليه بالموصول

104

المبحث الرابع: تعريف المسند إليه باسم الإشارة

141

المبحث الخامس: تعريف المسند إليه بـ"أل"

169

المبحث السادس: تعريف المسند إليه بالإضافة

203

الفصل الثالث: تعريف المسند

216

معاني العهد والجنس في تعريف المسند

227

تعريف المسند بالاسم الموصول

235

الفصل بين المعرفين وفائدته

237

أغراض تعريف المسند

244

الفصل الرابع: خروج التعريف عن مقتضى الظاهر مظاهره وأسراره

251

المبحث الأول: وضع الظاهر موضع المضمر

252

المبحث الثاني: وضع المضمر موضع الظاهر

279

المبحث الثالث: الالتفات

289

الفصل الخامس: التعريف في سورة الملك - دراسة تحليلية

313

سورة الملك

314

الدراسة التحليلية

318

الخاتمة

347

فهرس المصادر والمراجع

357

فهرس الموضوعات

379








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 78.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 76.95 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (2.41%)]