إلى السادة المدربين: لماذا النجاح وليس الصلاح؟! (1) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4413 - عددالزوار : 850999 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3944 - عددالزوار : 386988 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 225 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28455 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60077 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 848 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-11-2019, 08:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي إلى السادة المدربين: لماذا النجاح وليس الصلاح؟! (1)

إلى السادة المدربين: لماذا النجاح وليس الصلاح؟! (1)


نبيل بن عبدالمجيد النشمي








في دورة رائعة مع مدرِّب متمكِّن وبارِع في عادات النجاح، سُئِل في آخرها سؤالاً مُفاده: لماذا ندعو إلى عادات النجاح ولا نربط الأمر بالصلاح؟ ولماذا الحديث عن النجاح في الحياة وفي جميع المجالات، ولم يكن الحديث عمَّا هو أعم وأقرب وآكَد شرعًا وهو الصلاح؟ ولماذا الناجحون وليس الصالحين؟
وباختصار: لماذا النجاح وليس الصلاح؟

مع أن الصلاح مصطلح شرعي، والنصوص الشرعية من الكتاب والسنة، التي تربِط الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة بالعمل الصالح وليس بالعمل الناجح - كثيرة وواضحة.

كانت إجابة المدرِّب - من وجهة نظري - دبلوماسية وذكية؛ فقد رمى بالكرة - كما يُقال - في مرمى المتدرِّبين، حيث كان الحضور شريحة من الدعاة وطلاَّب العلم والمهتمِّين بالعمل التربوي والدعوي، فقال ما ملخَّصه: هذا دوركم - أيها الدعاة - وتوَسَّع في شرح هذا المتن المختصر الواضح، وكان آخر كلام له في تلك الدورة الرائعة.

وبالفعل، إن هذا هو دور الدعاة، وهو ربط الدنيا بالآخرة، ودعوة الناس للعمل الصالح، لكن لماذا لا يكون الدور تكامليًّا، وخاصة أن دورات النجاح خصوصًا، ودورات التنمية البشرية عمومًا، وصلت إلى شرائح عديدة، ولها انتشار واسع وتأثير ملحوظ، هذا أولاً.

ثانيًا: النجاح أصلاً أمر محمود ومرغوب شرعًا وعقلاً، ولكن التركيز على مصطلح النجاح، وكثرة الحديث عنه بعيدًا عن استخدام مصطلح الصلاح أوَّل ما يُصرَف إليه الذهن النجاح الدنيوي، وإهمال النجاح الأخروي، وبالتأكيد دون قصد المدرب مع التهاون - غير المقصود أيضًا - بمهمَّة المسلم الرئيسة في هذه الدنيا.

الحديث عن النجاح تشعَّب في جميع مجالات الحياة، حتى وصل إلى النجاح في شراء حذاء، أو إجراء اتِّصال هاتفي، أو كسب "زبون" جديد؛ بمعنى شمل جوانب الحياة، وبإهمال واضح للنجاح الأخروي، فانتشرت أفكار حول تحقيق الثراء، والوصول إلى مكانة اجتماعية مرموقة، وتوسيع دائرة العلاقات، والحصول على الرضا الوظيفي، والقدرة على الإلقاء والتأثير في الآخرين، وكيف تكون مديرًا ناجحًا، ورجلاً مشهورًا... وهكذا.

لا شكَّ أن الأمر كما ذكرت ليس مقصودًا من المدربين - هذا ما نحسبهم عليه - ولكن الدندنة حول النجاح وترك مصطلح الصلاح له آثار أخطرها: تعميق التعلُّق بالدنيا وتوسيع الفجوة بين العمل للدنيا والعمل للآخرة.

نعم، الأمة تعيش في حالة ضعف عام في سياق الحضارة المادية القائمة اليوم؛ وهذا جعَلَها آخِر الأمم مكانة وحديثًا وحياة، لكن ما هي مشكلتنا الرئيسة؟

الحضارة الإسلامية في الأندلس لمَّا سقطت لم يكن سقوطها بسبب رفضها أو تركها للحضارة المادية، بل بالعكس فقد كانت مدرستها وموطن تصديرها للغرب أهم ما أسقط الحضارة الإسلامية في الأندلس؛ هو انشغال الناس بالدنيا وتعلُّقهم بالملذَّات على حساب الآخرة، وتركهم للجهاد وبُعْدُهم عن التديُّن والصلاح، سقطت لمَّا تحوَّلت الأخوَّة الإيمانية إلى عصبيَّات جاهلية ومطامع شخصية، والتي تدلُّ بمجملها على ضعف الإيمان في عموم الأمَّة.

إن الذي أريد قوله: إن مشكلتنا الرئيسة أننا نلمس ضعفًا عامًّا في التديُّن والبعد عن الصلاح، وعندما حاولنا البحث عن الخروج من حالة الوَهَن العام بالتركيز على النجاح في الدنيا، فإننا اخترنا طريقًا طويلاً ونتائجه غير مؤكَّدة، هذا إن لم تكن نتيجة غير مطمئنة؛ لأننا باختصار أمَّة عزُّها ومجدها ونجاحها وتميُّزها حُدِّد مسبقًا وبمنهج معصوم في مثل قوله - تعالى -: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} [الأعراف: 96].

إن حالة الضعف والتدهور في التعبُّد والنظر إلى الآخرة التي تعيشها الأمَّة، مع الانبهار غير الطبيعي بالغرب - يجعل التعلُّق بالآخرة في تدهور مستمر؛ لذا فنحن بحاجة ماسَّة إلى دورات مكثَّفة وجهود مترادفة لإحياء روح الإيمان فيها، وإعادتها إلى تذكُّر الآخرة والسعي لها، واستخدام الدعوة إلى النجاح وكثرة الاهتمام به يُقوِّي التركيز على الدنيا على حساب الآخرة فيزداد الأمر سوءًا.

إن الدعوة إلى الصلاح والتركيز عليه في التغيير إلى جانب أنه مصطلح شرعي، فإنه أيضًا يحافظ على التوازن بين الدنيا والآخرة، كما أنه يضبط عملية النجاح بضوابط شرعية تحفظها من التحوُّل إلى نظرة قاصرة تظهر بمثل السعي إلى تحقيق الثراء ولو من الربا أو الرشوة، ومن التفاخر بالكماليات ولو كانت الروح في جفاف حادٍّ، وتنتشر في المجتمع روابط وعلاقات غير سليمة قائمة على تعامل مادي بحت دون النظر إلى ميزان التقوى والصلاح، ويصبح لسان حال الناس: إذا جاءكم مَن ترضون ماله ومركزه فزوِّجوه، وإن لم ينطقوا بها، وعلى ذلك فقِس في سائر تعاملات الناس.

إننا بحاجة إلى مقوِّمات الحضارة لكننا على يقين أننا لن نصل إلى حضارة الدنيا إلا من طريق ديننا وبقدر صلاحنا.

أيها السادة المدربون،
لو استخدمتم مصطلح "الصلاح" لأشعلتم في المسلم جذوة الفوز في الدنيا والآخرة، وخفَّفتم من اللهث وراء الدنيا ونسيان الآخرة، فهل يمكن أن نسمع عن دورة في عادات الصالحين؟! أرجو ذلك.

أخيرًا:
تأمَّلوا قول الله - سبحانه وتعالى - : {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} [الأعراف: 196]، وقوله - تعالى -: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء: 105].



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.44 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]