الدرس الثاني عشر من دروس فقه العبادات

[الفراشة المتألقة]

تحدثنا في درسنا الماضي عن تعريف الوضوء ، وحددنا بالنقاط سنن الوضوء وعددها ثمانية ، و واجبات الوضوء وعددها ستة .

أحب أن أذكر بأن واجبات الوضوء ذكرها وحددها علماء الفقه من آية كريمة في كتاب الله عز وجل ، في سورة المائدة ، آية رقم 6 وهي:

(( يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ ءَامَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوْا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الكَعْبَيْنِ ... )) سورة المائدة ، آية 6

للتأكيد سأذكر واجبات الوضوء الستة مرة أخرى مع شرح مبسط لبعض النقاط المهمة :

1- غسل الوجه ، لقوله تعالى: ( إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوْا وُجُوهَكُمْ ).

في قضية المضمضة والإستنشاق إختلفت المذاهب :
الحنابلة قالوا : الفم والأنف من الوجه إذن وجب غسلهما ، والشافعية قالوا: لو وجب الغسل لكان التحديد كما حددت بقية الأعضاء .

فأصبح الحكم الفقهي كالتالي:
عند الحنابلة فقط : يجب المضمضة والإستنشاق ، وعند البقية فقط غسل الوجه.

فالمسلم الحنبلي يجب أن لا يختلف مع الشافعي إن رآه يتوضأ ولم يتمضمض ولم يستنشق ، لأنه يفعل كما المذهب ، وهذا الإختلاف البسيط لا يوجب حربا بين المسلمين .

في قضية غسل الوجه:
يكون غسل الوجه من منابت الشعر إلى ما إنحدر من اللحيين أو الذقن طولا، ومن الأذن إلى الأذن عرضا .
الأذنان ليسا من الوجه بل البياض الذي بين العذار والأذن من الوجه.

2- غسل اليدين مع المرفقين ، لقوله تعالى : ( وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ ) .

3- مسح الرأس كله ومعه الأذن مرة واحدة .
لقوله تعالى: ( وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ ).
وقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( الأذنان من الرأس ) .

4- غسل الرجلين مع الكعبين ، لقوله تعالى : ( وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الكَعْبَيْنِ ).
الكعب: هو العظم الناتئ في أسفل الساق من جانب القدم.

5- الترتيب على ما ذكر الله تعالى في الآية لأن الله أدخل الممسوح بين المغسولات ، ولا نعلم لهذا فائدة غير الترتيب ، والآن أتت بما يدل على الوجوب حيث بدأت بفعل الأمر ، والنبي عليه الصلاة والسلام رتب الوضوء وقال: (هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به ) .

6- الموالاة ( أن لا يؤخر غسل عضو إلى أن يجف الذي قبله)
لأنه صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي ، وفي ظهر قدمه لمعة قدر الدرهم لم يصبها ماء فأمره أن يعيد الوضوء .


أحكام الوضوء:
- لو فعل شيء من الواجبات قبل النية لم يحسب له ، لأن النية أتت بعد إحدى الواجبات.
مثل: أن يغسل يديه قبل أن ينوي أنه يريد الوضوء لم يحسب له ذلك وضوءا ، وعليه الإعادة .

- لو بدأ بشيء من الأعضاء قبل غسل الوجه لم يحسب له وعليه الإعادة ، لأن الترتيب من واجبات الوضوء .

- لو إنغمس في الماء وهو ناوي الوضوء وخرج مرتبا أجزأه .
مثل: الوضوء في البحر ، لو نوى الإنسان الوضوء ثم غطس داخل الماء ، وخرج رأسه ثم ذراعه ثم رجليه ( مرتبا بنفس ترتيب الوضوء ) أجزأه يعني كانت هذه الغطسة كأنها وضوء .

- التنشيف مباح ، و إعانة الآخرين على الوضوء مباح.

- لو قطعت أحد الأعضاء يكمل المسلم بقية المفروض ، ولو قطع كل المفروض سقط عنه .
مثل: لو قطعت يده إلى المرفق سقط عنه الوضوء لهذا الجزء ، أما لو قطعت يده إلى نصف الذراع ، عليه أن يغسل الجزء المتبقي إلى أن يصل إلى المرفق .

صفة وكيفية الوضوء الكامل بالسنن والواجبات:
1- ينوي الوضوء ثم يسمي ( يعني يقول بسم الله ) .
2- يغسل كفيه 3 مرات
3- يتمضمض ويستنشق ثلاثا .
4- يغسل وجهه ثلاثا ، من منابت الشعر إلى ما انحدر من اللحيين والذقن طولا مع ما استرسل من اللحية (للرجل) ومن الأذن إلى الأذن عرضا
5- يغسل يديه مع المرفقين وأظفاره ثلاثا.
6- يمسح كل رأسه مع الأذنين مرة واحدة
7- يغسل رجليه 3 إلى الكعبين .


نواقض الوضوء:
أي مفسداته ، و هي 8 نواقض :
1- الخارج من السبيل سواء كان معتادا كالبول والغائط ، أو نادرا وطاهرا كولد بلا دم ، أو دم غير الحيض والنفاس ، أو دود أو محتشي بقطنة ونزلت منه .

2- الخارج من بقية البدن سوى السبيل ، إن كان بول أو غائط ينقض قليله وكثيره ( كالشخص الذي يفتحوا في بطنه فتحة لإخراج البول منه ) ، وغيرهما كالقيء و الصديد والدم أيا كان نجسا فإنه ينقض كثيره ولا ينقض يسيره.

3- زوال العقل ، فإن كان جنون أو إعماء أو سُكر فإنه ينقض كثيره ويسيره .

وأما النوم له حالات:
- النوم القليل من القاعد أو القائم لا ينقض الوضوء.
- النوم القليل من المتكئ و المضجع والمستند والراكع والساجد ينقض كثيره ويسيره.
- النوم الكثير من النائم والقاعد ينقض الوضوء.

4- مس الذكر ومس المرأة فرجها لحديث: ( من مس ذكره فليتوضأ ) .

5- مس الرجل المرأة بشهوة والعكس لأنها تدعوا للحَدَث .

6- تغسيل الميت ، ينقض وضوء غاسل الميت سواء كان الميت مسلم/كافر ، كبير/صغير ، ذكر/أنثى .

7- أكل لحم الإبل ، لا ينقض الوضوء أكل الكبد ولا شرب اللبن والمرق .

8- كل ما أوجب غسلا أوجب الوضوء إلا الموت .

ما هو الضابط في القليل و الكثير؟
العُرْف عند المتوسطين ، لا المتهاونين ولا الموسوسين.
فلو رأى بأنه كثير فهو كثير ، ولو رأى أنه قليل فهو قليل .


بهذا نكون قد إنتهينا من الدرس الثاني عشر ، وإنتهينا من باب الوضوء .

لأي سؤال أنا جاهزة
حياكم الله .

[لمسة ملاك]

8- كل ما أوجب غسلا أوجب الوضوء إلا الموت .

ما هو الضابط في القليل و الكثير؟
العُرْف عند المتوسطين ، لا المتهاونين ولا الموسوسين.
فلو رأى بأنه كثير فهو كثير ، ولو رأى أنه قليل فهو قليل .

بارك الله فيك على التوضيح
وممكن توضحي اكثر هذه النقاط
وبالنسبة للنية للوضوء هل يشترط القول لفظا ؟
لأني مرات بدخل وبتوضأ للصلاة ولكن مابحكي النية جهراًواكن انا متوجه للوضوء وقصدت الوضوء فهل هذا يغني

[لمسة ملاك]

وأما بخصوص نواقض الوضوء ازا كان الواحد متوضي وارض الحمام جافة ومافي صغار يوسخو وعلى سهو احتاج شي سريع ووضع قدمه على طرف الارض او دخل هل ذلك يبطل الوضوء
وهل ارض الحمام تعتبر نجسة ؟ أو الحمام نفسه ؟
وهل لو دخل الشخص بدون حذاء على الحمام لا تقبل له صلاة اربعين يوم ؟ هذا ماااعرفه فهل هذا صحيح ؟

[لمسة ملاك]

وازا كنت متوضية وقررت الطبخ قمت بغسل الدجاج فهل ملامستي للدجاج وازا كان عليه دم بيفسد الوضوء ام بعد الانتهاء غسل الايدي فقط بدون تجديد الوضوء
؟

[الفراشة المتألقة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لمسة ملاك

لمسة ملاك

بارك الله فيك على التوضيح
وفيكِ بارك الله يا سكرة .

وممكن توضحي اكثر هذه النقاط
8- كل ما أوجب غسلا أوجب الوضوء إلا الموت .
هاي قاعدة فقهية عامة ( كل شي لازم فيه الإغتسال بيكون لازم فيه الوضوء ) مثل الكافر إذا أسلم ، والحائض إذا طهرت ، والجنابة ، وأشياء أخرى جاي توضيحها بالتفصيل بإذن الله ، هاي الأمور يلي لازم فيها الإغتسال بيكون لازم فيها الوضوء ، لأنه الوضوء أصلا هو جزء من الإغتسال ، إلا الموت ، يجب تغسيل الميت دون وضوء .

( يمكن هالشيء هـلأ مو كتيرواضح بس لما نمر عليهن كل اشي نقطة نقطة بالتفصيل بتلاقي إنه صارت واضحة ، وهي شيء بديهي أصلا بتحسيها بعد هـلأ إن شاء الله )

ما هو الضابط في القليل و الكثير؟
العُرْف عند المتوسطين ، لا المتهاونين ولا الموسوسين.
فلو رأى بأنه كثير فهو كثير ، ولو رأى أنه قليل فهو قليل .
نحن تحدثنا في الدرس عن النوم القليل والنوم الكثيرصح؟
طيب، ممكن حد يسألك أنا كيف أعرف هالنوم قليل ول كتير؟

مافي تحديد محدد في الشرع لهاي النقطة ، القاعدة هون مبنية ع شي في الشرع إسمه العُرْف ، يعني ما تعارف عليه الناس .

مو نحن نحكي العرف والعادة عند أهل البلد كزا صح ؟ اه هي هاي بالزبط المقصودة هون.

المتعارف عند الناس إنه الواحد لو نام ربع ساعة هاد نوم قليل ، إذن لو كان الشخص متوضأ ونام وهو جالس ع الكرسي لمدة ربع ساعة هل إنتقض الوضوء ؟ الجواب لأ
ليش؟ لأنه القاعدة في هاي المسألة تقول النوم القليل نحدده بما تعارف عليه الناس.

طيب ممكن حد يسألك ، أنا من أي ناس أسمع؟ ول كلام أي الناس آخد؟
نحن عنا الناس منقسمين لتلات أصناف : ناس طبيعية متوسطة ، وناس مريضة بالوسوسة ، وناس مستهترة غير مهتمة لأي شيء.

فإنت رح تسمعي إنه الموسوس يحكيلك ع النوم دقيقة وحدة بيعتبره نوم قليل ، والناس المستهترة بتحكيلك ع ال5 ساعات نوم قليل .

لكن الناس الطبيعية المتوسط تحكيلك من 10 دقايق إلى ربع ساعة مثلا هاي نوم قليل .

إنت بهيك شيء تاخدي كلام الناس المتوسطة ، لا الموسوسة ، ولا المستهترة الغير مهتمة .

فكانت القاعدة الفقهية التي تقول:
الضابط في القليل و الكثير هو العُرْف عند المتوسطين ، لا المتهاونين ولا الموسوسين ، فلو رأى بأنه كثير فهو كثير ، ولو رأى أنه قليل فهو قليل .

صارت واضحة هـلأ عيني ؟

وبالنسبة للنية للوضوء هل يشترط القول لفظا ؟
لأني مرات بدخل وبتوضأ للصلاة ولكن مابحكي النية جهراًواكن انا متوجه للوضوء وقصدت الوضوء فهل هذا يغني
النية محلها القلب ، في كل شي وفي كل عمل ، هاي قاعدة إحفظيها منيح .

إنت لما تكوني رايحة ع المطبخ مثلا مرة بدك تشربي مي ، ومرة بدك تغسلي الدجاج ، ومرة بدك تسكري النار طيب؟
كل مرة بتقومي ع المطبخ بتحكي بصوت عالي أنا رايحة المطبخ أعمل كزا؟ لأ طبعا .

خلص بقلبك بتحكي خليني روح ع المطبخ أشرب مي وأرجع كمل الشغلة هاي ، وبتروحي دغري صح؟
متل هيك بالزبط النية بالأعمال المتعلقة بالدين .

لما بدك تطلعي مصاري تعطيها للفقير بتحكي بصوت عالي أنا بدي طلع هاي المصاري صدقة لهاد الفقير ؟ طبعا لأ . كلو بقلبك الحكي.

هيك بالزبط النية للوضوء ، والنية للغسل ، والنية للصوم ، والنية لكل شيء .


هو ليه العلماء حكو لازم النية مع إنها أصلا شيء بديهي ؟

لأنه في ناس بتروح ع الحمام بدها تغسل إيدها بعد الأكل مثلا ، وبعد ما تغسل ايدها تكمل كل شي هي بتعملوا في الوضوء لكن هي ما نوت انها رايحة للوضوء ، هي كانت نيتها تغسل يدها وتمها من الأكل ، هون الأعمال يلي عملتها صح هي متل الوضوء لكن هي ماكانت لأجل الوضوء فما بيصير إنها تصلي من بعد يلي عملتو ، لأنه يلي عملته ما كان وضوء ، بيلزمها انها تنوي إنه أنا يلي رح أعملو هـلأ هو لأجل الوضوء مو لأجل أغسل يدي وبس .
مرات بنخلص من الأكل وبيكون دخل وقت صلاة العصر أو العشا ، فنحكي يلا قايمة غسل يدي وأتوضا مرة وحدة .
خلص هون صارت نية وضوء ، لكن المثال الأول ما كان في نية وضوء فكان العمل خطأ بيلزم نية .

وضحت عيني؟

الله يوفقك.

[سامية الحرف]

وفقكِ الله لما يحبه ويرضاه

[الفراشة المتألقة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لمسة ملاك

لمسة ملاك

وأما بخصوص نواقض الوضوء ازا كان الواحد متوضي وارض الحمام جافة ومافي صغار يوسخو وعلى سهو احتاج شي سريع ووضع قدمه على طرف الارض او دخل هل ذلك يبطل الوضوء
مافي شيء ينقض الوضوء غير نواقض الوضوء الثمانية المذكورة .
أما عن دخولك لأرض الحمام وإنتِ متأكدة إنها نظيفة ، فلا بأس في ذلك ، أما لو لصقت فيكِ نجاسة كانت ع أرض الحمام ، يجب إزالة النجاسة من الثوب أو القدم ثم إعادة الوضوء.

وهل ارض الحمام تعتبر نجسة ؟ أو الحمام نفسه ؟
لو إنتِ ع السيراميك في الصالون ، وإجا صبي جارتك وبال هونيك ، شو صار حكم هالأرض؟
طول ما إنها غير نظيفة فإنت لازم تكوني حذرة حتى ما يلزق فيكِ شيء من النجاسة ، لكن بعد تنظيفها ينتهي الأمر وتنتهي المشكلة وترجع الأرض نظيفة . صح؟
نفس القصة ع أرض الحمام .

لكن عن الحمام نفسه ، لو جارتك مثلا غسلت كرسي الحمام بالديتول و الكولوركس وبعدا اجت تحمم طفلها يلي عمره شهرين فيه ، شو رح تحكي؟
أو هي بعد ما نظفت الكرسي اجت تتوضأ فيه ، شو رح تحكي؟

أنا بحكيلك عن نفسي ، مرة وأنا عمري 15 سنة طحت ع ركبتي ، وصارت كتير توجعني ما بقدر أرفعها ع المغسل وقت الوضوء ، فكنت أغسلها بالشطاف ع طرف الكرسي تبع الحمام بعد ما غسله وأتأكد إنه نظيف مافي قذارة (لأنه أخواتي أيامها صغار وما بضمن نضافته معهن ) .
وبالأيام الأولى من الوجع كنت حط رجلي ع طرف حذاء الحمام وجنب البالوعة حتى المي ينزل ع البالوعة دغري ، لأنه ما كنت أقدر أرفعها أبدا .

ومرات كبار السن بيجلسوا ع الكرسي ويتحمموا ( أنا ستي بتعمل هيك ) ما بتقدر تدخل ع البانيو وتتحمم .

ومرات ناس عندها فقر دم شديد أو مشكلة بالتوازن فهي أول ما توقف تدوخ أو ممكن يصير إغماء ، دول الناس بيضطروا إنهم يجلسوا وهن يتوضوا ، وأقرب شي الهن هو كرسي الحمام .

هي تقريبا الشغلة نفسية ، يعني مافي إنسان بيحب إنه يتوضأ أو يتحمم أو يحمم أولاده ع كرسي الحمام صح؟
حتى لو كان نظيف ومعقم ، بنضل نحكي هو مكان قذر ومستحيل أنا أتوضأ أو أتحمم هونيك.

لكن مرات بنضطر ، فهو كحكم ديني ، طول ما إنه مافي نجاسة ( بول أو غائط ) تنجس الثياب أو البدن ، لا مشكلة بإذن الله .

وهل لو دخل الشخص بدون حذاء على الحمام لا تقبل له صلاة اربعين يوم ؟ هذا ماااعرفه فهل هذا صحيح ؟
لا ، غير صحيح .
في كتير أمهات بتحط أحكام دينية من راسها حتى تخوف الصغار من القذارة مو أكتر ،وها العمل خطأ ، وكتير خطير ، لأنه هيك نحن بنلعب في الدين .

دخول الحمام بالحذاء المخصص له ، هاي شغلة نظافة مو أكتر ، والإسلام أمرنا بالمحافظة ع النظافة ، لكن مافي أبدا حكم متل هيك .